مشاركة الكفار في أعيادهم – المراجع النصرانية تتحدث


الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبيّنا محمد و على أله و صحبه أجمعين و بعد :
عزيزي القارئ الكريم اعلم - وفقني الله و إياك للرشاد - أن طائفةً من علماء السلف قد فسّر قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" بأنهم الذين لا يشهدون أعياد المشركين، فجاءت الآية مادحةً للمُعرض عن شهادة هذه المراسم الكفرية، وبمفهوم المخالفة فإن الذي يشهد هذه المراسم الكفرية، ويُحييها و يفرح بها واقع ٌ في الذمِّ متلبِّسٌ بالإثم.


وَسُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى – عَمَّنْ يَفْعَلُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: مِثْلَ طَعَامِ النَّصَارَى فِي النَّيْرُوزِ. وَيَفْعَلُ سَائِرَ الْمَوَاسِمِ مِثْلَ الْغِطَاسِ وَالْمِيلَادِ وَخَمِيسِ الْعَدَسِ وَسَبْتِ النُّورِ وَمَنْ يَبِيعُهُمْ شَيْئًا يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى أَعْيَادِهِمْ أَيَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؟ أَمْ لَا؟

فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ لَا مِنْ طَعَامٍ وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أَوْ عِبَادَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ وَلَا الْإِهْدَاءُ وَلَا الْبَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ. وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الْأَعْيَادِ وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ. وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَخُصُّوا أَعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ بَلْ يَكُونُ يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ لَا يَخُصُّهُ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ. (مجموع الفتاوى (25 /329) )


فإذا تبّين لك هذا - عزيزي القارئ - فدعني أتطرق للموضوع من وجهة نظر أخرى أسوقها لك بالاستناد على المراجع النصرانية:


- قامت الكنائس النصرانية مستندةً على سلطتها بسن القوانين الكنسية التي تتضمّن القواعد الشرعية التي تتعلق بالأوامر و النواهي، وغيرها من الأمور؛ وذلك لتنظيم حياة الأفراد، والجماعات والكنيسة بصورة عامة . (دراسات في القوانين الكنسية: القمّص صليب سوريال (7) )


و من هذه القوانين التي قامت الكنيسة بسنّها القوانين التي تتعلق بمشاركة الكفّار و المبتدعين في أعيادهم ، وإليك بيان ذلك :


- هل تعلم أنّه لا يجوز للنصراني أن يمضي إلى تجمعات الأمم الكافرة و محافلهم و ملاعبهم و حوانيتهم لأن في ذلك الهلاك و الغواية و اللعنة و شركة الشيطان . (الدسقولية أو تعاليم الرسل: تعريب القمّص مرقس داود (103). قوانين بطاركة الكنيسة القبطية في العصور الوسطى: الراهب القس أثناسيوس المقاري (180)).


- هل تعلم أنه لا يجوز للنصراني أن يعيّد مع اليهود، أوالمبتدعين، وأن لا يقبل منهم أي شيء له علاقةٌ بأعيادهم ؟ (مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة: جمع و ترجمة و تنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كسّاب (228). قوانين المجامع المسكونية و خلاصة المجامع المكانية: الراهب القس أثناسيوس المقاري (294)).


- هل تعلم أنه لا يجوز للنصرانيِّ أن يعيِّد مع الوثنيين، وأن يشاركهم في جحودهم ؟ (مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامع: جمع و ترجمة و تنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كسّاب (228). قوانين المجامع المسكونية و خلاصة المجامع المكانية: الراهب القس أثناسيوس المقاري (294)).


- هل تعلم أنّه لا يجوز للنصراني أن يقبل الطعام و الولائم التي تقدّم له من قبل الوثنيين أو اليهود أو المبتدعة في أعيادهم ؟ (الدسقولية أو تعاليم الرسل: تعريب القمّص مرقس داود (104). مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة: جمع وترجمة وتنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كسّاب (228)).


- هل تعلم أنّ أي أسقف أو قس أو شمّاس أو أي اكليريكي ( من الاكليروس ) يُقطع من شركة الكنيسة إن صام مع اليهود أو عيّد معهم أو قبل منهم هدايا العيد كالخبز الفطير أو غيره وإن كان نصرانياً عامياً يفرز عن جماعة المؤمنين؟ ((مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة: جمع و ترجمة و تنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كسّاب (866). دراسات في القوانين الكنسية: القمّص صليب سوريال (152). قوانين الرسل و المجامع المسكونية و المكانية: طبعة المحروسة بمصر سنة (1894م)، (11)).


- هل تعلم أن أي نصراني يقدّم زيتاً إلى هيكل وثني أو مجمعٍ لليهود أو يوقد هناك مصباحاً يقطع من شركة الكنيسة ؟ (مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة: جمع و ترجمة و تنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كسّاب (866). قوانين الرسل و المجامع المسكونية و المكانية: طبعة المحروسة بمصر سنة (1894م)، (11)).


- هل تعلم أنه يجب على النصراني مطالبة الحُكام بمنع إقامة الاحتفالات الكفرية لما فيها من الخلاعة و حتى لا يُرغم النصراني على المشاركة فيها ؟ (قوانين المجامع المسكونية و خلاصة المجامع المكانية: الراهب القس أثناسيوس المقاري (315،316)).


فإذا علمت هذا أخي المسلم فكيف لك أن تشارك النصارى في أعيادهم ؟؟ بل كيف تسوّغ لنفسك أن تحيي معهم ما يسمّى بليلة رأس السنة ؟ ألم تر معي هذا النكير الشديد الذي تضمنّته قوانينهم الكنسية و مجامعهم المسكونية لمن يشارك الكفار في أعيادهم ؟


و بما أن الشيء بالشيء يُذكر فدعني أسوق لك قارئي العزيز هذه المعلومة حول شجرة الميلاد التي تزيّن احتفالات ليلة رأس السنة:


- هل تعلم أن مصدر هذه الشجرة لا أساس نصراني له، ولا توجد أية سجلات خاصة بالموضوع، إلا الاعتماد على قصص لا أسانيد لها تعود إلى عهود متأخرة جداً ؟ حيث بدأ الاحتفال بإقامة شجرة الميلاد، وتزيينها، وإضاءتها حوالي سنة (1605م) في ألمانيا، ثم انتشرت بعد ذلك في أنحاء العالم . (عيد الميلاد: القمّص كاراس المحرّقي (45،46). مقالة ميلاد يسوع المسيح: للخوري بولس الفغالي).


- هل تعلم أن شعوب كثيرة في القدم قبل ظهور النصرانية كانت تزيّن الشجرة أثناء الاحتفالات ؟ (عيد الميلاد: القمّص كاراس المحرّقي (47)).


هذا ما أحببت بيانَه، والحمد لله رب العالمين.


مُحبُّكم

أبو جاسم

عمَّان – الأردن
17/3/1437
29/12/2015

lahv;m hg;t~hv td Hudh]il - hglvh[u hgkwvhkdm jjp]e