النتائج 1 إلى 1 من 1
 
  1. #1

    عضو مجتهد

    السعيد شويل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 8429
    تاريخ التسجيل : 24 - 12 - 2015
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 170
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 9

    افتراضي رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام




    رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام
    ************************************************** ***********************************
    .................................................. .................................................. ..

    بعث الله سيدنا إبراهيم بالملة الحنيفية ملة التوحيد والإيمان .
    الملة الحنيفية تحث البشرية إلى النظر والتأمل فى الخلق وتدعوهم إلى البحث والتفكر فى الكون ليروا بديع صنع الله وصنعته
    والحجة الناطقة فى قدرته فيزداد الذين آمنوا إيماناً ويوقن الذين اتبعوا الباطل بوحدانيته .
    فالحنيفية نور وبرهان وتنبيهٌ للفكر والعقول تدرأ عن الإنسان الزيغ والضلال وتدفع عنه الميل والإعوجاج .
    الغافل عن الملة الحنيفية كالأصم الذى لا يسمع والأعمى الذى لايبصر .
    ...
    سيدنا إبراهيم عليه السلام كان حنيفاً مسلماً وإماماً لكل الحنفاء .. تدبر فى الكون ونظر وتأمل فى الخلق ..
    رأى أباه وقومه نحتوا تماثيلاً وأحجاراً نصبوها بأيديهم وصوروا أصناماً واتخذوها آلهة عكفوا عليها يعبدوها لظنهم بها أنها
    تملك لهم نفعاً وتدفع عنهم ضرراً وأنّ عندها خيراً .

    تفكر سيدنا إبراهيم وتدبر وبحث ونظر إلى تلك الأحجار والأصنام وجد أنها لاتغنى شيئاً ولاتستحق شكراً ولاتدفع ضرراً ولا تملك نفعاً .
    وجد أنها لا تملك رزقاً ولاحياة ولاموتاً ولا نشورا .. فنبذ القوم واعتزلهم ومايعبدون ..

    أتى الليل بحلكته ولفّ الكون بظلمته فنظر وتأمل فى الكون .. رأى كوكباً فى السماء قال هذا ربى . ولكن ما أن غاب عنه واضمحل وأفل
    وصار إلى العدم قال لا أحب أن يكون ربى من الآفلين .

    تكاثرت النجوم ببصيص ضوئها وتلألأ القمر بسناه وضياه وعلا وازدهى بازغاً فى السماء . نظر إليه وقال هذا ربى ..
    فلما غاب وانضوى دعا ربه أن يهديه إلى الحق وأن يبعده عن الضلال .

    رأى الشمس تطلع من مشرقها تنشر النور والضياء ويزداد وهجها ويلتهب سعيرها فقال هذا ربى هذا أكبر ..
    ولكن ما أن بردت وهدأ قرصها ومالت إلى الغروب تتشبس بالبقاء وصارت هالة دامية كأنها بصمة من دماء على صفحة الأفق فى السماء
    وسرعان ماغابت عنه وأفلت ثم ولّت وتلاشت ..
    فتبرأ من القوم ومن كل مايعبدون ..
    ***
    تساءل خليل الرحمان :
    ملك وملكوت ليس فيه زلل أو خلل . إتقانٌ ونظامٌ وتدبيرٌ وإحكام . كون واسع فسيح يحتاج إلى من ينظمه ويسيّره ..
    من الذى يطوّعه ويقهره ومن الذى بيده مقاليده ليحكمه ويدبّره .
    كواكب منطلقة ونجوم تتزاحم فى الفضاء تخترق عباب السماء لاتزيغ عن مدارها ولاتسقط أو تحيد عن مسارها
    ولا تتوقف أوتصطدم ببعضها .. من الذى يسيّر أفلاكها ويمسك بأجرامها ومن الذى يدبر أمرها .

    أيقن خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن الله هو القاهر لمخلوقاته قهر كل ما فى أرضه وسماواته .

    { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ . فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي
    فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ . فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ
    إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ .. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
    .....
    اصطفاه الله نبياً ورسولاً واتخذه الله صفياً وخليلاً .. وأراه الله ملكه وملكوته وعزته وسلطانه وجبروته ..
    ناجى ربه مبتهلاً إليه أن يُرِيَه كيف يحيى الموتى لكى يطمئن قلبه . أمره الله أن يأتى بأربعة من الطير وأن يذبحهم
    ويخلط أجزاءهم وأن يلقى بكل جزء منهم فوق الجبال ثم يدعنّهم ولسوف يأتينّه ساعين إليه مسرعين .
    تيقن واطمأن بقلبه أن الله قادر عليم وشاهد بعينه قدرة العزيز الرحيم وتبين له كيف يحيى الله العظام وهى رميم .
    .....
    باللطف واللين دعا أباه إلى عبادة الله ونبْذ مايعبده من أصنام ووعده أن يستغفر له ربه . وكذلك دعا قومه .
    ذكرهم بفطرتهم وشهادتهم بوحدانية الله وحذرهم من عذاب الله إن أعرضوا وأصروا على ماهم فيه من كفر وضلال .

    حاجّه أبيه وجادله وحاجّه قومه وجادلوه وحاجّه ملكهم النمرود
    زعموا أنهم لن يبعثوا وقالوا كيف نحيا بعد موتنا ونبعث بعد أن تصبح أجسادنا وعظامنا تراباً بالية .
    زعم ملكهم ( قيل أنه ملك بابل بالعراق ) وادّعى أنه يحيى ويميت ( قيل قتل نفساً وأطلق سراح سجيناً ) . لم يقل
    له نبى الله بأن إحيائك ليس كإحياء الله أو أن موتك ليس كموت الله بل قال له إن الله يأتى بالشمس من المشرق فأتى
    بها من المغرب .. فبهت الذى كفر ولم ينطق . يقول جل شأنه :
    { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ
    قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ }

    أصر أبيه على كفره وشركه فتنصل عنه وتبرأ منه . وأصر القوم على كفرهم فتبرأ منهم وقام بتحطيم أصنامهم وجعلهم قطعاً
    جذاذاً وأخبرهم مستهزئاً بهم أن يسألوا كبيرهم الذى تركه لهم علّه يدلهم عمن فعل ذلك بهم إن كانوا يعقلون أو ينطقون ..
    راجعوا أنفسهم ثم سولت لهم شياطينهم وأجمعوا أن يلقوا
    بنبى الله إبراهيم فى النار ليحرقوه فيها فنجاه الله منها ومن كيدهم وجعل النار برداً وسلاماً عليه .
    { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }
    ...
    أنجبت " السيدة هاجر " زوجة خليل الله بسيدنا إسماعيل .
    أمر الله سيدنا إبراهيم وأوحى إليه أن يتوجه إلى أم القرى مكة المكرمة وبوأ الله له فيها موضع البيت والمسجد الحرام .
    دلّه عليه الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام وأظهر له مكان الكعبة المشرفة وموضعها وبيّن له حرم وحدود بلد الله الحرام مكة المكرمة .
    يقول عز وجل :{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ }
    أتى خليل الله بزوجته وولده وأسكنهما بجوار بيت الله وكان فى وادٍ خال من الحياة لازرع فيه ولاماء ولاحسيس فيه ولا أنيس ..
    قامت السيدة هاجر تبحث لها ولوليدها عما يروى الظمأ ويسد الرمق . طافت حول الكعبة ثم صعدت جبل الصفا وهبطت منه إلى الوادى
    وهرولت ثم صعدت إلى جبل المروة وهبطت منه تسعى وتهرول .
    راحت وجاءت وسعت وهرولت إلى أن رأت ماءً نبع بجوار الكعبة بأمر وإذن من الله ( ماء زمزم ) .
    ماء ظل متدفقاً وسيظل إلى أن تنتهى هذه الدنيا والحياة .
    ...
    بلغ سيدنا إسماعيل من سعيه مابلغ .. رأى سيدنا إبراهيم رؤيا فى المنام تأمره أن يذبحه . ورؤيا أنبياء الله وحىٌ وأمرٌ من الله ..
    كانت الرؤيا بلاءً وابتلاءً للإبن وأباه . قال له سيدنا إبراهيم عليه السلام :
    { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ..}
    آثر الإبن بلاء أبيه على البلاء الذى هو فيه وقال : { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }
    أسلم كل منهما أمره إلى الله وهمّ سيدنا إبراهيم بتنفيذ وحى الله فإذا به يسمع النداء بأن الله قد فداه بذبح عظيم
    وأنّ مارآه كان اختباراً وامتحاناً من الله .

    ( لم يكن هناك من فداء بعد فداء الله إلا فداء نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وتأسياً واتباعاً لسنته
    يقوم المسلمون فى عيد الأضحى المبارك بهذا الفداء ) .

    اصطفى الله سيدنا إسماعيل للنبوة والرسالة وعهد الله إليه أن يقوم مع أبيه برفع قواعد البيت وعمارته وتطهير البيت
    وغسل الكعبة المشرفة . { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
    ...
    ابتهل سيدنا إبراهيم إلى الله ودعاه أن يبعث نبياً ورسولاً من أهل مكة يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويتلو عليهم آيات الله فقال :
    { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ }
    ( أجاب الله دعوته لما قضاه فى علمه وحكمه وبعث من أم القرى مكة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم )
    ...
    أنجبت " السيدة سارة " زوجة خليل الله بسيدنا إسحق .
    فالملائكة قد بشرت سيدنا إبراهيم بأن زوجته وهى عجوز عقيم سوف تنجب له بنبى الله إسحق وأنه سيكون
    من أبناء إسحق سيدنا يعقوب ( ويعقوب هو نبى الله "إسرائيل" ونسله وذريته هم بنى إسرائيل ) .
    أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم أن يقصد الأرض المقدسة مدينة القدس الشريف .
    بوأ الله له فيها موضع المسجد الأقصى وبيّن له حدوده ومساحته كما بوأ له موضع وحدود المسجد الحرام .
    دلّه عليها الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام .
    من الجنوب 281 متراً . ومن الشمال 310 متراً . ومن الشرق 462 متراً . ومن الغرب 491 متراً .
    ...
    وفّى سيدنا إبراهيم برسالة الله . ووصّى بها بنيه إسماعيل وإسحق . ووصّاهم أن يُوصوا بها أبناءهم من بعدهم .
    { وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
    توفى سيدنا إبراهيم بمدينة حبرون " مدينة الخليل حالياً " ومثواه هو وزوجته السيدة سارة بحرمه المسمى بالحرم الإبراهيمى
    بداخل مغارة تسمى " مغارة المكفيلة " .
    ...
    قضى الله أن تظل كلمة التوحيد ( كلمة لاإله إلا الله ) باقيةً ومتعاقبة فى نسل خليل الله وذريته لاتنفصم ولاتنقطع .
    يقول عز وجل : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ }
    *****
    بعث الله سيدنا إسحق نبياً ورسولاً . ومن بعده ابنه يعقوب ومن بعده ابنه يوسف عليهم السلام ....
    ثم بعث الله سيدنا موسى وهارون إلى فرعون وقومه .. وإلى قوم بنى إسرائيل ( نسل وسلالة سيدنا يعقوب ) .
    كذب فرعون وقومه رسالة سيدنا موسى فأهلكهم الله .. وآمنت بها بنى إسرائيل ..

    .................................................. .................................................. ............................................
    ************************************************** ************************************************** **
    سعيد شويل

    vshgm sd]kh Yfvhidl ugdi hgsghl





    التعديل الأخير تم بواسطة السعيد شويل ; 2016-01-08 الساعة 07:10 PM

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML