الإسلام تهذيب الأخلاق


أثر الإسلام في تهذيب الأخلاق

لما كانت الأنظار تَقْصُر، والأهواء تتغلَّب، والعقول تتفاوت وتختلف؛ اشتدت حاجة الناس إلى وحيٍ إلهي يطلق نفوسهم من قيود الأوهام، ويحرِّرها من أسر الشهوات، ويهديهم إلى طريق الرشاد، وينذرهم عاقبة العكوف على اللذائذ.

فهذا وجه من حكمة بعثة الأنبياء -عليهم السلام - وصعودهم بالناس إلى مراقي السعادة والفلاح.

وبهذه الدعوة الإلهية لبست النفوس أدبًا ضافيًا، وأخذ الاجتماع سنة منتظمة، وبَصُرَت العقول بحقائق كانت غامضة.

وإذا كان للشرائع السماوية مزية تقويم النفوس، وإنارة البصائر، وفتح طريق الحكمة؛ فإن نصيب الإسلام من هذه المزية أوفر وأجلى؛ فهو خير الأديان، وخاتمها، وأشملها، وأكملها، إذ لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من قضايا العقائد، والسلوك، والتربية، والأخلاق، والأحكام إلا وأحاط بها إجمالًا أو تفصيل.

فلقد بعث الله محمدًا -صلوات الله وسلامه عليه- والعالم في جهالة غامرة، وأهواء جائرة، وأعمال خاسرة.

ومازالت هدايته تتكامل حتى أخذت بالإصلاح من جميع أطرافه، فوضعت مكان الجهالة علمًا، ومكان الأهواء الطاغية هممًا سامية، ومكان الخُسْر فلاحًا وصلاح.




للشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد –حفظه الله-

Hev hgYsghl td ji`df hgHoghr