رامز وبرامج مقالبه: نظرة شرعية
الحمد لله حتى يرضى، وسلام على عباده اللذين اصطفى، وبعد: للفنان رامز جلال برامج لعمل مقالب في مشاهير الفنانين، ابتداء من برنامجه رامز (قلب الأسد)، مرورا برامز (عنخ آمون) و(ثعلب الصحراء) و(قرش البحر) و(واكل الجو)، انتهاء برامز (بيلعب بالنار)، فما هو حكم الله في هذه البرامج؟

بعد الدراسة الشرعية لهذه البرامج؛ فإنها حرام شرعا من عدة وجوه، ألا وهي:
1. الوجه الأول: تقوم هذه البرامج على دعوة كاذبة لأحد الفنانين، كالدعوة إلى المشاركة في مهرجان في كازابلانكا في المغرب، ومعلوم من الدين بالضرورة أن الكذب حرام شرعا. يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -:" وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا". ورامز يتحرى الكذب، فهل يحب أن يكتب عند الله كذابا؟! فما أصبره على النار!
ولا يقال هنا: إنما هو كذب مازحا ليضحك الناس، فليس هذا مما استثناه الشرع؛ فلا هو ﻹصلاح ذات البين، ولا هو بين الزوجين، ولا هو على عدو في حرب البين. على أنه ورد نص يحرم هذا النوع من الكذب، وهو:" وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِب، وَيْلٌُ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ".

2. الوجه الثاني: تقوم هذه البرامج على فكرة تخويف الناس، وترويعهم، وإدخال الرعب في قلوبهم، وهذا حرام شرعا، فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَه فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نـبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟ فَقَالُوا : لا، إلا أَنَّا أَخَذْنَا نـبْلَ هَذَا فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:" لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا".
وبعض برامجه تستخدم فيها الأسلحة وما يوقع الضرر كالنار، وهذا حرام شرعا لقول النبي:" لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ". وقال كذلك:" مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ".
وهنا نتوجه بسؤال لكل ذي لب: ماذا لو أصاب فريسته سكتة قلبية؟! أليس هو من قتل هذه النفس بغير وجه حق؟!

3. الوجه الثالث: لقد حصلت محرمات بسبب هذه المقالب؛ منها ما هو السب والشتم، ومنها ما هو كشف للعورات... إلخ. والقاعدة الشرعية نصها: ( الوسيلة إلى الحرام محرمة)، فلو كان برنامجه حلالا، كفى به إثما ما يحصل فيه من محرمات.

4. الوجه الرابع: هذه المقالب فيها من الإثم ما فيها، ففريق العمل فيها يتعاون على الإثم والعدوان، والله سبحانه يقول:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". فرامز آثم في عمله، ومساعدوه آثمون في عملهم، والمصورون آثمون في عملهم، وفريق البث آثم في عمله.
لقد كان الأولى برامز وشيعته أن يتعاونوا عل ما هو خير للناس في هذا الشهر الكريم، لا ما هو شر، فيصدق عليهم أنهم شياطين الإنس، يصلون ليلهم بنهارهم لإلهاء الناس في هذا الشهر الفضيل، طلبا للكسب المحرم، والشهرة الزائفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
أ. علي غيث
الثالث من رمضان

vhl. ,fvhl[ lrhgfi: k/vm avudm