المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاء للمسلمين من غابر السنين



السعيد شويل
2018-02-28, 06:18 PM
بلاء للمسلمين من غابر السنين
************************************************** ***************
.................................................. ..................
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكفار والمشركين وعلى اليهود والنصارى فى بلاد الجزيرة العربية .
وقضى سيدنا أبو بكر الصديق على الإمبراطورية الرومانية " النصرانية " فى بلاد الشام ..
وقضى سيدنا عمر بن الخطاب على الإمبراطورية الفارسية " المجوسية " فى بلاد فارس وخراسان ..
.....
عجز الكفار واليهود والنصارى والمجوس عن الحجة والبرهان أمام تعاليم وأحكام الإسلام وباءوا بالهزيمة والخذلان فى الحرب والقتال ..
فما كان منهم إلا أن تسربل بعضهم وارتدوا جلباب ورداء الإسلام للنيل من هذا الدين وبث الفُرقة والخلاف بين المسلمين ..
..
فى خلافة سيدنا عثمان .. انتشروا فى بعض أمصار الخلافة " البصرة والكوفة ومصر " وحاكوا تآمرهم بالتمرد والتمرض فى الطاعة لمن
يتولنهم من العمال ( الحكام ) بالطعن فيهم بعدم العدل والسويّة بين الرعية ..
اتجهوا إلى الخليفة يتظلمون منهم ويستعْدونه عليهم فأرسل سيدنا عثمان رسله لبيان دعواهم واستبيان تظلمهم ..
قبل افتضاح أمرهم تظاهروا بالإنصراف وقد عقدوا العزم والنية على الغدر والغيلة بالخليفة .
قتلوا سيدنا عثمان وأوقدوا نار الفتنة .
اجتمع أهل الحِل والعقد من الصحابة ممن كانوا بالمدينة وبايعوا سيدنا على بن أبى طالب لخلافة المسلمين حيث لايجوز أن يُترك الأمر
والحكم فوضى دون خليفة بين أظهر وبلاد الإسلام ..
وأوجب البعض من الصحابة ضرورة اجتماع أهل الحِل والعقد من كافة البلاد والأمصار لكى تصح البيعة ..
والبعض الآخر توقف إلى حين البحث والتحرى والكشف عن القتلة ..
نشأت الفتنة ..
حدثت وقعة الجمل فى الخريبة بالبصرة ..
وحدثت وقعة صفين على شاطىء الفرات وفيها ارتضى المسلمون بالتحكيم على كتاب الله وسنة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ساء أعداء الدين توحد واجتماع كلمة المسلمين فخرجوا على جماعتهم ولم يقبلوا التحكيم ( الخوارج ) .
اعتزلوا جماعة أهل العدل والثقة واتجهوا إلى قرية حروراء ( بالقرب من الكوفة ) ..
حاول سيدنا على بن أبى طالب أن يثنهم عن غيهم وضلالهم فأبوا إلا الخروج عليه .. خطب فيهم فقاطعوه فى خطبته وقالوا له : لاحكم إلا لله فقال لهم :
( كلمة حق أُريد بها باطل لكم علينا ثلاث لانمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولانبدؤكم بقتال ولانمنعكم الفىء ما دامت أيديكم معنا ) .
أمّر عليهم عبد الله بن خباب الأرت .. تظاهروا بطاعته وهم قد عزموا وأضمروا له القتل والغدر والغيلة ..
قتلوه وأعرضوا عن تسليم قاتله وقالوا : كلنا قتلناه ..
قاتلهم سيدنا على فى معركة النهروان .. وأعاد الأمن والطمأنينة إلى البلاد .. وقد قُتل من قتل منهم ولاذ الباقى بالفرار وتشتتوا فى مختلف البلدان ..
اجتمعوا وتآمروا على قتل سيدنا على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص ..
تمكن عبد الرحمن بن ملجم من قتل سيدنا على ولم يتمكن عمرو بن بكر والبرك بن عبدالله من قتل معاوية أو عمرو بن العاص ..
.......
بعد مقتل على بن أبى طالب رضى الله عنه تظاهر هؤلاء المنافقين بحب نبى الله عليه الصلاة والسلام وحب آل بيته الكرام ..
وأشاعوا بين المسلمين بأن : " لكل نبىٍ وصى وعلىّ وصى محمد " ..
ادّعوا زوراً وبهتاناً أنهم شيعة وأتباع وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وزعموا كذباً وافتراءً أن رسول الله قد نصّ على أنّ على بن أبى طالب
هو خليفة المسلمين من بعده ثم تكون الخلافة والإمامة لولده سيدنا الحسن والحسين ..
وضعوا أحاديثاً ملفقة وتفسيرات مضللة وقالوا بأن أبو بكر وعمر تقدموا فى الخلافة على سيدنا على فخالفوا ما نص عليه رسول الله ..
نهج نهجهم وسار على دربهم ضعفاء المسلمين ومن كان له حداثة فى الدين ..
.......
فى خلافة يزيد بن معاوية .. وفى " وقعة كربلاء " قام هؤلاء الفسقة المجرمين بقتل سيدنا الحسين وأعادوا إشعال نار الفتنة ..
حاكوا دسائسهم وانتشروا فى تبريز وخراسان والعراق وإيران وأطلقوا على أنفسهم اسم " التوابين " كانوا يحملون لواء التقصير فى عدم نصرة سيدنا الحسين ويرفعون
شعار الخزى والخذلان لمقتله وأشاعوا بين من تبعهم بأن مغفرة الله لهم والتكفير عن تقصيرهم لن تكون إلا ببذل النفس والمال للأخذ بثأره ومقاتلة من قتله ..
... حماقات وجهالات رحل واضعوها من غابر السنين وظلت بلاء على الإسلام والمسلمين ....
............
ازداد نقيع سمومهم فى إفكهم وافترائهم وعقدوا العزم فى جرمهم إلى التبرأ مِن : صاحبى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب ..
ثم توالى التبرأ من سيدنا عثمان بن عفان ومن بعض الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين ..
.......
خلفاء الدولة الأموية كانوا دائمى البحث عنهم لاستئصالهم واستئصال شأفتهم .. وكذلك خلفاء الدولة العباسية وقد أنشأ لهم الخليفة العباسى
محمد المهدى ديواناً للبحث والتحرى عنهم .. وأوصى ابنه الخليفة موسى الهادى بتعقبهم وتتبعهم فى الآفاق .. وخلفاء الدولة العثمانية
كانوا يقومون بملاحقتهم وقتالهم فى الأمصار والأقطار ..
.......
فى العصور الأخيرة للخلافة ضعفت الأمة ووهنت واستكانت ..
نفث أعداء الدين بغضهم وحقدهم وأمعنوا فى بث الإنفصال والإنقسام بين أهل الإسلام ..
أعلن اسماعيل الصفوى وأتباعه استقلالهم بتبريز وخراسان وعدم خضوعهم لمقر وإدارة الخلافة " الشيعة " .. وتم رفع شعار " أهل السنة والجماعة " بين عامة المسلمين ..
وبذلك انقسمت الأمة إلى شيعة وسنة ..
حادوا عن أحكام وتعاليم الدين .. وخالفوا أمر الله فى كتابه المبين ..
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } .. { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }.
*******
بفعل المارقين والفسقة المجرمين تم شق هذا الجبل الإسلامى العظيم ..
وبحيلهم ومكرهم لم يفتروا عن دس الفتن والضلالات وإثارة الحروب والقلاقل والإضطرابات ..
..
تعددت فرق المسلمين ونِحلهم وانتشرت الجماعات والتنظيمات واختلفت الطوائف والمذاهب ( شيعة أو سنة ) ..
ألبسوا الحق بالباطل والصحيح بالضعيف .. وساووا بين طاعة أولى الأمر وطاعة الله ورسوله .
وقالوا بأن الجهاد فى هذا الزمان يعد تكليفاً لما لا يطاق حتى لا يفتح بابه ولا ترفع رايته .
..
جعلوا المسلمين شيعة أو سنة فى ورطة الجهالات وسوء الضلالات ..
قاموا بوضع الأكاذيب لهم وبث الأساطير والخرافات .. ناقضوا فيها الأصول وباينوا النقول وخالفوا فِطر العقول ..
كانت فِتنهم مفرّقة وأقوالهم متقابلة متضادة متناقضة بُغية اشتباك المسلمين وانغماسهم فى الجدل والجدال والسفسطة ..
..
نفوا الصفات لله للنفى والتعطيل وأثبتوا الصفات للتجسيم والتشبيه .. وقاموا بتقسيم التوحيد وأنكروا هذا التقسيم ..
وأدخلوا العصاة من المؤمنين نار جهنم وأخرجوهم منها .. وأباحوا زيارة أهل البيت والصحابة والصالحين وجعلوا زيارتهم شرك وعبادة للقبور ..
وأجازوا الإحتفالات بالمناسبات الدينية ومنعوها وعدّوها من البدع فى الدين ( الهجرة والمولد النبوى والإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان .. )
وغير ذلك كثير وكثير ..
*******
فلمن ينشد الحق ويطلبه : دعوا ما مضى ولقد قضى الله ما قضى ..
{ تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .. لَهَا مَا كَسَبَتْ . وَلَكُم مَّا كَسَبْتمْ .. وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
الإسلام ليس فيه شِيَعاً أو طوائف وليس فى أحكامه وتعاليمه فِرقاً أو مذاهب .. المسلمون جميعاً أبناء دين واحد ..
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } .. { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }.
.................................................. ..................
************************************************** **********************
سعيد شويل