المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صح إسناد هذا الأثر عن ابن عباس ؟



الصفحات : [1] 2

الفضة
2009-11-19, 04:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



قال تعالى :



أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأعراف : 69]




من تفسير القرطبي :


وزادكم في الخلق بسطة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1433&idto=1433&bk_no=48&ID=856#docu)ويجوز " بصطة " بالصاد لأن بعدها طاء ; أي طولا في الخلق وعظم الجسم . قال ابن عباس : كان أطولهم مائة ذراع ، وأقصرهم ستين ذراعا . وهذه الزيادة كانت على خلق آبائهم . وقيل : على خلق قوم نوح .


السؤال الآن : هل صح إسناد هذا الأثر ؟

خالد بن الوليد
2009-12-01, 10:23 AM
السؤال الآن : هل صح إسناد هذا الأثر ؟

لم أقف له على إسناد

ولكني أقول بأن لقول ابن عباس هذا رواية أخرى تناقضه ، ففي رواية عطاء عن ابن عباس : ( كان الرجل منهم طوله خمسمائة ذراع .. والقصير منهم طوله ثلاثمائة ذراع ) .. وفي رواية أخرى ( كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم ستين ذراع ) ..

وفي تفسير الجلالين ( [ ذات العماد ] أي الطول .. كان طول الطويل منهم طوله اربعمائة ذراع ) .. وروي عن الكلبي .. ( إن أطولهم مائة وعشرين ذراعا وأقصرهم ثمانون ذراعا ) .. ونقل ابن عادل عن الكلبي والسدي ( كانت قامة الطويل منهم مائة ذراع .. وقامة القصير ستون ذراعا ) وفي رواية أخرى لإبن عباس ( أن طول واحدهم سبعين ذراعا ) .. وروي عن قتادة بإن ( طول واحدهم اثنا عشر ذراعا ) .. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال : ( كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم .. وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة )

وفي كشاف الزمخشريّ‏:‏ لم يخلق مثلها مثل عاد في البلاد عظم أجرام وقوّة كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع .

والمقياس هنا بالطبع بذراع أحدهم !. وهذا هو سبب الاختلاف في التقدير بين كل واحد منهم وبين الآخر - إلا في الأثر المروي عن ابن عساكر عن وهب - الذي ذكرته - والذي قاس الذراع بذراع رجل من قوم عاد أنفسهم.

فكل هذه الأمور أدت إلى اختلاف آخر في تقدير طول الذراع نفسه ..

فقد جاء في موسوعة وحدات القياس العربيّة والإسلاميّة (ص/128) أن الذّراع المعماريّة تساوي 75.8 سنتيمترًا. ثم بيّن بعدها اختلاف قدرها في بعض الدّول: ففي سوريّة ولبنان تساوي 75 سنتيمترًا، عدا مدينة حلب فإنّها تساوي 76.5 سنتيمترًا، وفي مصر تساوي 77سنتيمترًا، أو 76 سنتيمترًا، ثم عُدّلت بحيث تساوي نسبة يسيرة من المتر؛ فجُعلت 75 سنتيمترًا. وقد ثُبِّتت هذه القيمة الأخيرة في قانون الموازين والمكاييل لسنة 1332.

المصدر: موسوعة وحدات القياس العربيّة والإسلاميّة، وما يعادلها بالمقادير الحديثة. تأليف: محمود فاخوري، وصلاح الدّين خوّام. مكتبة لبنان ناشرون، بيروت- لبنان، الطبعة: الأولى، سنة: 2002م.

وبالرجوع إلى جدول المقاييس والمكاييل والأوزان في نهاية كتاب (إفادة السادة العمد بتقرير معاني نظم الزبد) ، نجد انهم قد ذكروا بأن هذه الأطوال والمكاييل يختلف حسابها بين مذهب وآخر :

فهو عند الحنفية 46.375
وعند المالكية 53
وعند الشافعية والحنابلة 61.834

يتبع ..

خالد بن الوليد
2009-12-01, 10:42 AM
السؤال الآن :

كيف نجمع بين كل هذه الأقاويل والآثار التي قدّرت طول الرجل من قوم عاد بأكثر من ستين ذراعاً وبين هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خلق الله عز وجل آدم على صورته . طوله ستون ذراعا . فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك النفر . وهم نفر من الملائكة جلوس . فاستمع ما يجيبونك . فإنها تحيتك وتحية ذريتك . قال فذهب فقال : السلام عليكم . فقالوا : السلام عليك ورحمة الله . قال فزادوه : ورحمة الله . قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم . وطوله ستون ذراعا . فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن " (اللفظ لمسلم) .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2841
خلاصة الدرجة: صحيح

الـــــــــرد :

بسيط جدا جدا ..

هذه الرواية في صحيح مسلم أخذت رقم 2841 ، ولكن هل رجع أحد منكم إلى الرواية رقم 2834 في الصحيح نفسه والذي رواها أبو هريرة نفسه أيضاً ؟

فهذه الرواية تفصل الخلاف وتفض النزاع .. (إضافة إلى ما قد سبق وذكرناه من اختلاف بين أهل العلم في احتساب أطوال قوم عاد ، ثم تناقض المرويات عن ابن عباس نفسه في احتساب أطوال قوم عاد ، وما أداه ذلك من اختلاف في احتساب مقياس الذراع نفسه)

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر . والذين يلونهم على أشد كوكب دري ، في السماء ، إضاءة . لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون . أمشاطهم الذهب . ورشحهم المسك . ومجامرهم الألوة . وأزواجهم الحور العين . أخلاقهم على خلق رجل واحد . على صورة أبيهم آدم . ستون ذراعا ، في السماء .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2834
خلاصة الدرجة: صحيح

دل ذلك إذن على أن احتساب طول الذراع في السماء مخالف ومغاير تماماً عن طول الذراع عند بني آدم .

لقد خلق الله آدم عليه السلام في السماء على مرأى من الملائكة بطول ستين ذراعاً بمقاييس السماء ، وليس بمقاييس أهل الأرض كما قدّر أهل الأرض أطوال قوم عاد ، ولو ذكرها ربنا سبحانه لكانت أقل من ستين ذراعاً بحساب السماء .

إنها أشبه بقوله سبحانه "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون" ..

ولا أحد يدري حتى الآن كم ذراعا عند بني آدم يساوي ذراعا واحدا عند ربك .. لعدم وجود نص واحد يحدده ، وإنما اكتفت رواية الإمام مسلم بذكر وجود الاختلاف بين طول ذراع أهل الأرض وبين طول ذراع أهل السماء .

إسلام علي
2009-12-01, 11:20 AM
المصدر: موسوعة وحدات القياس العربيّة والإسلاميّة، وما يعادلها بالمقادير الحديثة. تأليف: محمود فاخوري، وصلاح الدّين خوّام. مكتبة لبنان ناشرون، بيروت- لبنان، الطبعة: الأولى، سنة: 2002م
هذه الموسوعة شكلها مهمة جداَ , بالفعل تمنيت لو يقوم أحد بتأليف كتاب في الموازين والمكاييل وقدر العملات ,,, لو لها رابط تحميل أكون شااااكر جدا

ستون ذراعا ، في السماء .
لكن في السماء تعني طولاً وليس في السماء بمعنى المقياس السماوي

خالد بن الوليد
2009-12-01, 11:29 AM
لكن في السماء تعني طولاً وليس في السماء بمعنى المقياس السماوي


تستطيع ان تفهم منها أنها تعني "طولا" إذا كان آدم خُلق على الأرض .. فيكون طوله ستون ذراعاً في السماء - أي طولا -

لكن الله خلقه في السماء نفسها ، فكيف يكون معنى في السماء = طولا ؟

السماء بالنسبة لي ولك تعني "طولا" ، لأننا في الأرض .

لكن خطاب الله لآدم كان في السماء وسلام آدم على الملائكة كان في السماء ، يُفهم من ذلك إذن بأن قوله "في السماء" تعني بمقاييس أهل السماء .

وهذا ماقمت بذكره في مداخلتي - ولعلي أطالب باقي الأخوة بقراءتها جيداً مرة أخرى - :


لقد خلق الله آدم عليه السلام في السماء على مرأى من الملائكة بطول ستين ذراعاً بمقاييس السماء ، وليس بمقاييس أهل الأرض كما قدّر أهل الأرض أطوال قوم عاد ، ولو ذكرها ربنا سبحانه لكانت أقل من ستين ذراعاً بحساب السماء .

خالد بن الوليد
2009-12-01, 05:29 PM
أرجو من الأخوة أن يأخذوا في عين الاعتبار أن ردّي هذا مبني أساساً على صحة ما نُسب إلى ابن عباس رضي الله عنه في وصف قوم عاد .. وإلا فتضارب المروي من أقوله ينفي صحة كل ما نُسب إليه ، كما ينفي صحة كل ما قاله المفسّرون لتضاربهم هم أيضا في تحديد الطول .


وعلى فرض صحّتهم فستكون تقديراتهم غير دقيقة .. لأن كل أحد منهم يجتهد في تفسير ما جاءه من مرويات .


ولن يثبت عندنا أمام كل هذه الاجتهادات إلا رواية صحيح مسلم التي فرّقت بين "ذراع أهل الأرض" ، وذراع أهل السماء"

الفضة
2009-12-01, 06:36 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل خالد بن الوليد وفقكم الله لما يحب و يرضى .

خالد بن الوليد
2009-12-01, 07:13 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل خالد بن الوليد وفقكم الله لما يحب و يرضى .
أرجو ان لا تترددي يا أختاه في طرح أي استشكال يطرأ على قلبك تجاه هذه المسألة ..


أرجو ان اكون قد استطعت أن أوصّل الرد مبسّطا ومفهوما إلى حضرتك .

الفضة
2009-12-01, 07:27 PM
أرجو ان لا تترددي يا أختاه في طرح أي استشكال يطرأ على قلبك تجاه هذه المسألة ..


أرجو ان اكون قد استطعت أن أوصّل الرد مبسّطا ومفهوما إلى حضرتك .


لا يوجد إشكال عندي الحمد لله ،
بالعكس بارك الله فيكم .

خالد بن الوليد
2009-12-01, 07:57 PM
لا يوجد إشكال عندي الحمد لله ،
بالعكس بارك الله فيكم .

الحمد لله .

أحب أن أؤكد أخيرا على أن كل المرويات التي ترد إلينا في كتب التفاسير نقلا عن الصحابة رضوان الله عليهم سواء كانت من أقولهم أو من أفعالهم لابد أن يكون لها إسناد صحيح يثبت صحّتها .

فلولا الإسناد لقال كل من شاء ما شاء .. ثم نسبه إلى أحد الصحابة .

ورواية ابن عباس هذه بلا إسناد ، إضافة إلى أن له رواية أخرى تناقضها - كما سبق وأوضحنا - .

وليس في تحديد طول قوم عاد نص واحد صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته الكرام .

نسأل الله التوفيق للجميع ..