المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأخر متشابهات



الصفحات : 1 [2] 3 4 5

دانة
2009-12-08, 11:10 AM
يقول رب العالمين (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴿15﴾ الأحقاف) وكلنا يعرف مكانة الوالدين ، وفي آيات أخرى قال (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ﴿233﴾ البقرة)


لم يقل الوالد بل المولود له عندما تكلم عنواجب المطلِّق تجاه زوجته المطلقة وإبنه الرضيع لم يقل وعلى الأب لماذا ؟
كأن الله سبحانه وتعالى يقول لهذا المطلِّق الذي طلق زوجته أنت آخر من يتكلم عن هذا الموضوع لقد طلقت زوجتك ولم تقم بدورك الصحيح في التقويم ولم تستطع أن تمسك عليك زوجك وولدك فمن تراه الآن سيربيه لك؟ ومن الذي سيغرس فيه الدين؟ وقد تتزوج أمه وهو لا يزال في حضنها فلا يحسن الزوج معاملة ولدك أي أن الحديث الموجه إليك يحمل عبارات اللوم الشديد والاستخفاف والتوبيخ ذلك لأنه في أغلب الأحوال غلّب مصلحته على مصلحة ولده ولذلك جاء الكلام عنه بالمولود له لم يقل الوالد أو الأب .... أبداً لوماً واستخفافاً لأنه لم يقم بحق القوامة والتقويم ولكن الله تعالى أمره بالإنفاق على ولده وسماه المولود له




قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) وفي آية أخرى (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيم112)


في آية أرسل وساحر في الآية الأخرى إبعث وسحار في نفس القضية. الفرق بينهما كلمة أرسل لعامة الناس عندما يرسل الملك يريد أن يبلغ الناس أمراً يرسل لهم أي رسول يخاطب الجميع لا فرق بين مستمعٍ ومستمع، عندما يكون هناك رجل مهم جداً في الدولة يبعث له وحده مبعوثاً خاصاً فالمبعوث هو لعلية القوم. الله قال (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ﴿109﴾ الأعراف) هؤلاء الملأ يعني الشخصيات الوزراء، كبار التجار، كبار الوجهاء هؤلاء ملأ يخاطبهم خطاباً خاصاً كل واحد يذهب إليه مبعوث أما عامة الشعب يقف واحد يقرأ عليهم منشور، ولهذا رب العالمين مرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم (أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ﴿151﴾ البقرة) هذا لعامة الناس ومرة يقول بعثنا. عندما يقول بعثنا الخطاب لعليةالقوم من قريش الذين أمعنوا في تكذيب الرسول ، هذا الفرق بين أرسل وابعث: أرسل لعموم الناس وإبعث لخاصة القوم.


ولذلك لما قال أرسل قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) هم بالآلاف ولما قال إبعث قال (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍعَلِيمٍ) يعني أئمة السحرة وقادة السحرة والمهمين بهم، فهاتان الكلمتان المختلفتان ترسم صورتين مختلفتين من حيث أن فرعون طلب منه أن يخاطب عامة الناس وأن يخاطب الملأ الأعلى والشخصيات المهمة والطبقة الراقية كما يسمونها اللذين هم أنصار الملك.

دانة
2009-12-13, 10:13 AM
ما الفرق بين...


(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴿11﴾ الأنعام)
في النحل (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴿36﴾ النحل)
كلاهما عاطفة، الفاء عاطفة ، (ثم) عاطفة .. لكن لماذاهناك سيروا في الأرض ثم انظروا وهنا سيروا في الأرض فانظروا؟لابد أن يكون هناك معنىً مختلفاً. ونحن نعلم بأن الحرف في القرآن الكريم والحركة هي آية كاملة ولهذا إن الله يعطي عليها عشر درجات ..



هاتان الآيتان تتكلمان عن السفر :
فرب العالمين قال ربما تكون أنت مسافر لحاجات كالتجارة أو الدراسةأو... ، في كل مكان هناك آثار الأمم التي أهلكها الله بظلمها أنت بعد ما تنتهي من شغلك إذهب وانظر إليها (ثُمَّ) هذا خطاب لمن يسير في الأرض لهدفٍ ولكن رب العالمين يقول له دع لك فرصة يوم، نصف يوم إذا كنت في مكان فيه آثار الظلمة إذهب وانظر وتأمل هذا (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا) أنهي شغلك تجارتك ثمانظروا.



الفريق الثاني ليس لديه شغل... للسياحة فقط ، يقول لا تقضي وقتك في الملاهي إقضيها بشيء نافع ولهذا من أعظم النوافع والمنافع الآثار. الآثار في كتاب الله عز وجل قضية هائلة ولهذا حرص أعداء هذه الأمة أن يأخذوا كل آثارها لأن هذه الآثار وثيقة كما أنت عندك جنسية وجواز، الآثار جواز ووثيقة وجنسية الأمة أمة بلا آثار ما تملك أن تعرف من هي؟ (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ) انظر خيراً وشراً فهذه الآثار للخير وللشر، للشر لكي تحمد الله على العافية وللخير لكي تحمد الله على الإيمان من أجل هذا إن زيارة الآثار عبادة عظيمة. إذا كنت مسافراً للسياحة من أجل ذلك فانظر مباشرة
فأنت يجب أن تسير (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ، مرة قال (فَانْظُرُوا) أنت ذاهب متعمد لكي ترى ... و(ثُمَّ انْظُرُوا) لا أنت في الحقيقة ذاهب لتجارة، دراسة و إذا صار عندك فرصة بعد ذلك اذهب إلى هذه الآثار

دانة
2009-12-14, 08:46 AM
أهل الجنة : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴿73﴾ الزمر) (وفتحت) بالواو
أهل النار : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴿71﴾ الزمر) (فتحت) بدون واو.
ما الفرق بين (وَفُتِحَتْ) و (فُتِحَتْ) بالواو وبدون الواو؟



الفرق كماتعرفون أن النار مغلقة (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ﴿8﴾ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴿9﴾ الهمزة) لا تفتح إلا إذا جاء المحكوم عليه بالنار تفتح له ثم يُدَعّ فيها دعّا والدعّ قوة الدفع ، ٍ فهي لا تفتح إلا عندما يأتي الكافر لها وإلا هي مغلقة لشدة الرعب ..
بينما الجنة مفتحة لهم أبوابها ، فالواو واو الحال حتى إذاجاءوها وقد فتحت أبوابها من قبل أن يصلوا يعني لما جاءوها وكان حالها أنها مفتحة الأبواب ، وحينئذٍ تستنتج من هذا أن على أبواب الجنة حرس واستقبال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿24﴾ الرعد) رب العالمين يستقبلك (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ ﴿46﴾الحجر)أما أصحاب النار التي لا تفتح لهم الابواب إلا للدخول ثم تغلق عليهم بعد ذلك ويدعون فيها دعا.

وكمعنى آخر (فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) كأن هذا بداية عذاب لأهل النار أن يلبثوا في العذاب المهين بطول الانتظار ثم تفتح لهم تلك الأبواب والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم (يُحبَسون على بابها) ، أما أهل الجنة فمن تكريم الله عز وجل لهم أن يجدوا تلك الأبواب مسهلة للدخول وهذا من عظيم فضله. ولعل هذه الفترة بالنسبة لأهل الجنة فيها تكريم للرسول صلى الله عليه وسلم لأن كل المؤمنين يجرون وراءه وخادم الجنة وهو سيدنا رضوان عندما تطرق أبواب الجنة فيقول له مَنْ؟ فيقول أنا محمد، فيقول لك تفتح الجنة، فإذاً هي فترة لتكريم الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الأمم أنها لا تُفتَّح إلا للمصطفى صلى الله عليه وسلم. والحديث (أنا أول من يدخل باب الجنة) إذاً معنى ذلك بعد هذا الفتح لا تغلق فعندما تفتح للنبي لن تغلق بعد ذلك أبداً وكل الذين سيدخلون بعده وكل الأمم تدخل بعده سيجدونها مفتحةالأبواب .

دانة
2009-12-15, 03:39 PM
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَالْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴿49﴾ البقرة) -
(وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴿141﴾ الأعراف)


عندنا نجيناكم و أنجيناكم ... وفي مرة يقول يذبحون أبناءكم ومرة يقول يقتلون أبناءكم وهي نفس الموضوع وليس هذا عبثاً.



أنجيناكم تعني من الهلاك يعني كان فرعون يهلككم فأنجيناكم بالهمزة ، أي كان فيكم قتل وتذبيح فأنجيناكم من هذا فأنجيناكم يعني أنجيناكم من ما كان يفعله بكم فرعون من قتلٍ وتذبيح .
نجيناكم تعني شيء ثاني بعد أن أنجاهم الله من الذبح أين ذهبوا؟ قال (نَجَّيْنَاكُمْ) أي أخذنا بكم إلى مكانٍ ذي نجوى أي مرتفع و آمن وفعلاً أخذهم رب العالمين بأمرٍ منه إلى موسى (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴿23﴾ الدخان) وذهبوا إلى سيناء ثم جاءهم المن والسلوى وفجر لهم الماء يعني دخلوا في مكانٍ آمن . فالتنجية هي المكان المرتفع الآمن في الأرض كما يقول القاموس . إذاً بعد ما أنجيناكم من القتل أوصلناكم أي نجيناكم إلى مكان آمن، وكل خائف بعد أن تنجيه من الهلاك تنجيه إلى مكان آمن وهذه قاعدة كما في القاموس. إذن أنجى من الهلاك ، أما نجا أوصله إلى نجوة من الأرض لكي يعيش فيها آمناً. كما قال الله تعالى في سيدنا لوط (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ﴿33﴾العنكبوت) يعني أخذه إلى مكان آمن لم يصبهم الهلاك .

يتبع .....

دانة
2009-12-17, 07:04 AM
قال تعالى (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴿84﴾ آل عمران)
في آية أخرى (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴿136﴾البقرة).


ما الفرق بين (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) وبين (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَاأُنْزِلَ إِلَيْنَا)؟



نقول هبطت الطائرة على المطار ثم توجهت إلى قاعة الضيوف إلى وليس على إذاً كل شيء يأتي من الأعلى لا بد أن يصل إلى غاية، ما الذي جاء من أعلى؟ الوحي... من الذي وصل إليه الوحي ؟ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذاً لما قال (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) هذا تصديق بالوحي أننا نحن المسلمون نؤمن بأن هذا القرآن جاء من الأعلى من الوحي من رب العالمين على محمد صلى الله عليه وسلم
فـ (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا) تصديقٌ بالوحي


أما (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) فهو تصديقٌ بالرسالة والرسول
فهاتان القضيتان الـ (على) والـ (إلى) إحداهما تلفت أنظار الناس وأنظار المسلمين إلى دقة الاعتقاد بأن هذا القرآن موحى به من الله فهو تصديقٌ بالربوبية والإلوهية (وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا)
والأخرى تصديقٌ بالرسالة والرسول (وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا)
أنت آمنت بما أنزل عليك (تصديق الربوبية والوحي)، و بما أنزل إليك (تصديق الرسالة والرسول)



يتبع....

دانة
2009-12-20, 09:08 AM
قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْكَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴿21﴾الأنعام)
وقال جل وعلا(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴿17﴾ يونس).


الأولى لا يفلح الظالمون يخاطب بها بنو إسرائيل من حيث أن هؤلاء تحريفهم إستمر إلى يوم القيامة حرفوا التوراة والإنجيل إلى يوم القيامة. فقال رب العالمين (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) لأن هذا شرك ، فعندما قال رب العالمين (لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) قصد بهم المشركون.


الثانية (فَمَنْ) هنا الكلام مبتدئ بالفاء بناءً على آية قبلها (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ﴿15﴾ يونس) قال (فَمَنْ أَظْلَمُ) تفريعاً على هذا، لماذا قال لا يفلح المجرمون؟


لأن هؤلاء كفار قريش وزعماء قريش وقادتها ما حرفوا من أجل تحيز ديني كما فعل اليهود والنصارى ، فالرهبان والأحبار حرّفوا من منطلق طائفي وفئوي ومذهبي كما هو معروف. كل واحد يفسر التوراة والإنجيل وينحرف بها على وفق ما تحققه مصلحته باعتباره مذهباً أو طائفة ، أما كفار قريش ما كان فيهم طائفة ولا حزب فقط غيرة وحسد ، كيف هذا اليتيم يصبح نبياً ؟ فالقضية عنصرية وحسد، فهم مجرمون هذا الفرق بين الظالمون وبين المجرمون.






قال تعالى (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ ﴿129﴾ البقرة)
وقال جل وعلا (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ﴿151﴾ البقرة)


يعني مرة تأتي التزكية بعد الكتاب مباشرة، ومرة بعد الكتاب والتعليم والعلم تأتي التزكية .... وهذه في غاية الوجاهة ، فما الفرق؟ جميع الأمم يأتيها النبي بالكتاب وهو العقيدة ثم يعلمهم من هذا الكتاب أمور دينهم ويطبقوها ويتعلموا عليها وبعد ذلك تزكو نفوسهم وتزكو أعمالهم وحركاتهم في المجتمع.
إذاً أنت بعد أن تكون لك عقيدة سليمة توحيديه وعمل صالح إيماني تصل إلى التزكية ، هذا في كل الأمم التي أرسل الله لهم نبياًً ، أول آياتنا يعلمكم الكتاب والحكمة ثم تتزكون وفعلاً الصالحون من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الديانات جاءت عقيدة التوحيد وحدوا الله، جاءهم العمل عملوا ثم مع مرورالأيام صاروا زاكين. التزكية تكون من الوساخة والطهارة من النجاسة .. أقول أنا طهرت ثوبي من النجاسة وزكيت ثوبي من الوساخة يعني وضعت فيه رائحة وعطرته الخ.


فرب العالمين يقول كل الأمم لا تزكو إلا بعد مرحلتين العقيدة التوحيدية والعمل الإيماني إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمجرد أن يقول العبد من عباد الله لا إله إلا الله محمد رسول الله فقط بهذه العبارة إذا كان مصدقاً بها قلبه يزكو، لأن هذه الأمة بكل فضائلها زاكية ، زاكية عن الخمر عن الغيبة عن النميمة تحب الجار تحب الضيف تصل الرحم كل هذا عبارة عن تزكية بمجرد لا إله إلا الله.



يتبع...

دانة
2009-12-24, 06:10 AM
قال تعالى (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴿19﴾ الجن) بكسر اللام
والثانية (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴿4﴾ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴿5﴾ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا ﴿6﴾البلد) بضم اللام


في الحقيقة هناك فرق بالفتحة والكسرة المعنى يختلف. تكديس الأموال بعضها على بعض من لبد يلبد فهو لبدا بضم اللام إذا كدست أموالك وأنفقت أموال كثيرة يقال أهلكت مالاً لبدا كان ملبداً وكثيراً
عندما يكون اجتماع الناس، من لبد يلبِد نحن نقول إلبد يعني إجلس مع صاحبك. لِبداً اجتماع كثيرين من البشر من المخلوقات الحية ملائكة شياطين إنس ، المخلوقات الحية إذا اجتمعوا اجتماعاً كما في الحديث ... والنبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وقد فعلوا به ما فعلوا وهو جريحٌ ومدمي وصلى في وادي قبل مكة صلاة الصبح وكان خائف أن يدخل مكة لأن قريش أقسموا أن يقتلوه فتقاطر عليه الجن من كل مكان كما قال تعالى (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) أي أنهم كانوا من الكثرة والزحام بحيث أوشكوا أن يقعوا عليه.




قال تعالى (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي﴿110﴾ المؤمنون) بكسر السين.
وفي آية أخرى (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴿32﴾ الزخرف) بضم السين.


سِخرياً بكسرالسين وسُخرياً بضم السين والفرق بينهما (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) من السخرية والاستهزاء كان مستهزءاً بهم يعني نحن كنا نرى صالحين وأتقياء وعلماء وكنانضحك عليهم ونسخر منهم ، سِِخرياً يعني هزؤ تسخرون منهم.
أما سُخرياً من السخرة والسخرة أن تكلف غيرك العمل لأجلك فرب العالمين سخّر بعضنا لبعضٍ. إذن سخرياً منالتسخير تسخير البعض للبعض وسِخرياً بكسر السين من السخرية والهزء

دانة
2009-12-26, 09:18 AM
قال تعالى (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا (187) البقرة)
وقال جل وعلا(فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(229) البقرة)

ماالفرق بين (تِلْكَ حُدُودُاللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) وبين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا)؟


الحدّ نوعان حدٌ بين الحلال والحرام، هذا حلال وهذا حرام. يعني حدّ صلاة الظهر الساعة 12 وثلث مثلاً إلى الساعة ثلاثة ونصف ليس لك الحق أن تفعل قبل هذا وليس لك أن تفعل بعد هذا ، فهذا حدٌ بين الحلال والحرام، فهنا يقول لا تعتدوها لا تتعدى هذا الحد الذي حدّه الله لك في مسألة أوقات الصلاة.

أما إذا كان هناك ذنب خطير قال لا تقربوها (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) إذاً إذا سمعت الله سبحانه وتعالى يقول فلا تقربوها فاعلم أنك أمام جريمة خطيرة لاحظ
(لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى (43) النساء)
(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (152) الأنعام) (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ (151) الأنعام)
هكذا الفرق بين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا) وبين (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) هذا حدٌ بين الحلال والحرام وهذا حدٌ دون جريمة عظيمة يعاقب الله عليها عقاباً .

دانة
2009-12-28, 07:07 AM
قال تعالى (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ(232) البقرة)ثم تكمل الأية
(ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿232﴾ البقرة)


مرة قال (ذلك) ومرة قال (ذلكم) ما الفرق بين هذا؟


إذا كانت الإشارة إلى موضوع واحد الله يقول " ذلك " . فهنا يتكلم عن العضل ، و العضل هو المنع من الزواج. حينئذٍ رب العالمين ينهى عن هذا يقول إياك أن تفعل هذا (ذَلِكَ) لأن الموضوع نهي عن شيء واحد.
إذا كان النهي عن مجموعة أشياء يقال ذلكم للتفخيم ولبيان الأهمية ، فهنا ذلكم جاءت بعد مافرغ القرآن الكريم من تعداد سبع مسائل من مسائل الطلاق الخطيرة:
المسألةالأولى حكم وجوب العدة (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ (228) البقرة) هذا الحكم الأول،
الحكم الثاني عن حقوق الزوجة (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ (228) البقرة)،
المسألة الثالثة الطلاق الذي ثبت بالرجعة (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ (229) البقرة)،
رابعاً حكم العوض في الخلع،
خامساً الطلاق البائن بينونة كبرى،
سادساً الإمساك للضرر والاعتداء،
سابعاً حكم العضل
أخيراً قال بعد العضل (ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ) .. فحيثما وجدت كلمة (ذلك) معناها موضوع واحد، حيثما وجدت كلمة (ذلكم) إعلم أن الإشارة إلى عدة مواضيع تأملها قبل هذه الآية التي فيها هذه الكلمة .

يتبع....

دانة
2010-01-07, 07:09 AM
قال تعالى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا)
الآية الأخرى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا)
لتشرك و على أن تشرك .. هذاالأسلوب القرآني تكرر عدة مرات في الكتاب العزيز.

عندمايأتي الفعل يريد وبعده أن وفعل آخر :هذا إعلان الإرادة أي أريد أن أعلمك،فقط أعلن نيتي فأنا ما أعلمتك بعد، و أريد أن أعلمك أي أريد إعلان لفعل أنيسأفعل هذا سواء كان الإعلان وعداً أو تهديداً أو تكريماً.

إذا قلت أريد لأفعل كذا باللام المضمرة : معناها إني قد اتخذت الأسباب وباشرت الفعل

(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي) يعني يحاولون أن يرجعوك لعبادة الأصنام فهم يعلنون لك فقط إعلان أننا لا بد سنفعل مانستطيع لكي ترجع من دينك إلى الشرك هذا
(وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي) خلاص جاؤوا واستعملوا كل أساليب الترهيب والترغيب لكي ترتد عنؤإسلامك

(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ) هذا تهديد وعد إعلان. (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ) هذا اتخذوا الأسباب الكاملة. فكل الأفعال على هذا النسق،
مثلاً الله تعالى يقول (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ﴿27﴾ النساء) إعلان إرادة، أعلن إرادته لعبادة المؤمنين بأن إرادته سبقت أن يتوب على كل المؤمنين إذا تابوا (يريد الله ليتوب) اتخذ الأسباب وهذه الأسباب وما أكثرها في هذا الدين من أمور تقربنا من الله وتمحو ذنوبنا وتوجب توبته علينا.


يتبع....