تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الرسول - صلي الله عليه وسلم - من اليهود



آية الله
2009-12-04, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



موقف النبي صلي الله عليه وسلم من اليهود

بدأ النبي - علية الصلاه والسلام - حياته في المدينه بالاصلاح بين الاوس والخزرج والمؤاخاه بين المسلمين , وكتابة عهد لليهود يضمن لهم فيه حريتهم الدينيه ومعابدهم واموالهم وحقوقهم واوجب لهم الحمايه والنصره بشرط ان ينصروه علي عدوه والا يغدروا او يعينوا عدوا او يمدوا اليه ايديهم باذي

فماذا كان موقفهم من الرسول ومن الدعوه ؟
لقد تظاهروا بالابتهاج لمقدم النبي واعلنوا استعدادهم للتعاون معه والوقوف بجانبه ونصرته علي اعدائه
واراد الرسول الكريم ان يمنحهم الفرصه لمعرفة نواياهم علي حقيقتها نحو الاسلام والمسلمين ففتح امامهم باب التعاون والتالف الي اقصي حد ولكنهم كانوا يضمرون في انفسهم اشياء واشياء ... فنوازع الطمع والحقد والكراهيه قد ملات نفوسهم حين رأوا الاسلام ترسخ قدمه في المدينه وينتشر فيما ورائها ورأوا الاوس والخزرج يلتفون حول النبي وينسون ما كان بينهم من ثارات وعداوات وذلك زاد من غيظهم حتي تكاد تقطع اكبادهم من الغيظ بل انهم توعدوا لهذا , اثار كل ذلك نفوسهم وايقنوا زوال مكانتهم الدينيه وانهيار مبادئهم القائمه علي الاستغلال والربا وتجارة الاسلحه واثارة الفتن و الحروب بين القبائل العربيه هنا وهناك
ومن امثله تعبيرهم عن غيظهم :-
قال ابن إسحاق‏:‏ مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً [ يهودياً ‏]‏ قد عسا ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ،
فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية ،
فقال ‏:‏ قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه ، فقال ‏:‏ اعمد إليهم ، فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، ففعل ، فتكلم القوم عند ذلك ، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا ، ثم قال أحدهما لصاحبه ‏:‏ إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً ، وقالوا‏ :‏ قد فعلنا ، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة ‏:‏ الحَرَّة ـ السلاح السلاح ، فخرجوا إليها [‏وكادت تنشب الحرب‏ ]

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم
فقال ‏:‏ "‏يا معشر المسلمين ، الله الله ، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم "‏ ابن هشام (1/556،555) وابن جرير (4/23)

فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فبكوا ، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس ‏.‏
وهذا نموذج من نماذج مكائد اليهود

وقد بدأت مقاومتهم للاسلام خفية في اول الامر , ثم ظهرت علي حقيقتها بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر في العام الثاني للهجره
فالنبي علية الصلاة والسلام استخدم معهم 3 اساليب هي :-
1- اسلوب العهد
2- اسلوب الحرب
3- اسلوب الصلح
واليهود في الجزيره العربيه كانوا في مواقع عده بالمدينه وهم :-
1- بنو قينقاع
2- بنو قريظه
3- بنو النضير
4- يهود خيبر
5- يهود تيماء
6- يهود وادي القري
7- يهود فدك
اولا :- يهود بني قينقاع
لقد عهد المسلمين مع يهود بني قينقاع عهدا ولم يخالف المسلمون أي من نصوص العهد بل احترموها وعملوا جاهدين علي عدم نقض العهد بينهما ولكن اليهود معروفين خلال تاريخهم وزمانهم بنقض العهود
كان يهود بني قينقاع اول من نقض العهد وعملوا علي اثارة الفتن مستغلين حادثة امراه مسلمه ذهبت لتبتاع بعض الحلي من صائغ يهودي فاهانها فصاحت بالمسلمين وتجمع اليهود واشتعل الشر بين الفريقين
روى ابن هشام عن أبي عون ‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع ‏.‏


وخرج رسول الله الي ( بني قينقاع ) وذكرهم بعهودهم وحذرهم من يوم كيوم بدر .

روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏:‏ لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر ، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع ‏.‏ فقال ‏:‏ ‏" ‏يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً‏ "‏‏.‏ قالوا ‏: ‏يا محمد ، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، وأنك لم تلق مثلنا ، فأنزل الله تعالى ‏:‏ "‏قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ‏ "‏ ‏[‏آل عمران 12، 13‏]‏‏.‏ وضعف إسناده الألباني ضعيف أبي داود (3001)
ولكنهم استخفوا بوعيده فكان من الضروري ان يضع حدا لهذا التحدي
فالقي اللواء الي حمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه – فسار بجنود الله الي بني قينقاع فتحصنوا في حصونهم فحاصرهم اشد حصار خمسة عشر يوم متتابعه وكان ذلك في يوم السبت النصف من شوال سنة 2 هجريا حتي هلال ذي القعده و طلبوا من رسول الله ان يخلي سبيلهم وان يرحلوا عن المدينه وساروا حتي بلغوا " اذرعات " علي حدود الشام وقيل انهم ما لبثوا ان استقروا بها حتي هلك اكثرهم


وبذلك تطهر قلب المدينه منهم لانهم خانوا العهد واستهانوا بالمواثيق ولم يراعوا حرمة لجار او لدين .

يتبع باذن الله

سيف الحتف
2009-12-04, 08:52 PM
متابع إن شاء الله ,,,,

عزتي بديني
2009-12-04, 09:20 PM
بارك الله فيك غاليتي موضوع مهم

متابعة بعون الرحمن

آية الله
2009-12-05, 08:15 PM
ثانيا :- يهود بني النضير ( الاجلاء الثاني لليهود عن المدينه )


(اول يهود يحاولوا اغتيال الرسول مع مراعاته للعهد معهم )
كان يهود بني النضير ذا عهد وجيره مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – في المدينه وعندما انتصر المسلمون في غزوة بدر فرحوا فرحا شديدا وقالوا والله لانه النبي المذكور عندنا في التوراه حق ولكن
ما تم في غزوة " احد " اثر في نفوس اليهود " يهود بني النضير " فقد وجدوا متنفسا لاحقادهم وغيظهم واخذوا يبثون الشائعات بين المسلمين ليوهنوا عزائمهم وكانوا يقولون : ( ما اصيب بمثل هذا نبي قط )
وقد اراد النبي ان يستوضح نواياهم فذهب الي محلتهم علي مقربه من " قباء " , وطلب منهم معاونته في ديه بعض القتلي من " بني عامر " وهم الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية عند رجوعه من بئر معونة، انفاذا للعهد بينه وبينهم فرحبوا به وبصحبه وقالوا " ( نعم ياأبا القاسم ... نعينك علي ما احببت )
كانوا يخادعونه ليدبروا مؤامره لاغتياله , ثم خلا بعضهم إلى بعض، فتشاوروا على الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم في ذلك الوقت فرصة قد لا تتكرر، فاتفقوا أن يصعد عمرو بن جحاش فوق بيت من بيوتهم ثم يلقي صخرة على الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يجلس إلى جدار بيت من بيوتهم ومعه أبو بكر وعمر وعلى وطائفة من أصحابه، ولكن الله تعالى أخبر نبيه بما دبره اليهود وصعد احدهم فوق الجدار الذي كان يجلس النبي الي جانبه ليلقي عليه حجرا فيقتله , لكن الله اوحي الي رسوله بما دبروا فغادر المجلس مسرعا , ثم تبعه اصحابه .

وبيان ذلك‏ :‏ أنه خرج إليهم في نفر من أصحابه ، وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضَّمْرِي ـ وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة ـ فقالوا ‏:‏ نفعل يا أبا القاسم ، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك ‏.‏ فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا ، وجلس معه أبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه‏ .‏
وخلا اليهود بعضهم إلى بعض، وسوّل لهم الشيطان الشقاء الذي كتب عليهم ، فتآمروا بقتله ، وقالوا ‏:‏ أيكم يأخذ هذه الرحى ، ويصعد فيلقيها على رأسه يشدخه بها ‏ ؟‏‏.‏‏.‏‏.‏ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش ‏:‏ أنا ‏.‏ فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم‏ :‏ لا تفعلوا ، فوالله ليخبرن بما هممتم به ، وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه ‏.‏ ولكنهم عزموا على تنفيذ خطتهم ‏.‏
ونزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله يعلمه بما هموا به ، فنهض مسرعاً وتوجه إلى المدينة ، ولحقه أصحابه فقالوا ‏:‏ نهضت ولم نشعر بك ، فأخبرهم بما هَمَّتْ به يهود ‏.‏

وثبت له – عليه الصلاه والسلام – انهم مصدر خطر علي المسلمين لغدرهم وخيانتهم فبعث اليهم من يطالبهم بالجلاء عن المدينه

وما لبث رسول الله أن بعث محمد بن مسلمة إلى بني النضير يقول لهم ‏:‏ ‏( ‏اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها ، وقد أجلتكم عشراً ، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه ‏) ‏‏.‏ ولم يجد يهود مناصاً من الخروج ، فأقاموا أياماً يتجهزون للرحيل ، بيد أن رئيس المنافقين ـ عبد الله بن أبي ـ بعث إليهم أن اثبتوا وتَمَنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم ‏ ‏لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ‏ ‏ ‏[‏الحشر‏:‏11‏]‏ وتنصركم قريظة وحلفاؤكم من غطفان ‏.‏

وتأهبوا للنزول علي طلبه لولا تشجيع بعض المنافقين لهم علي البقاء ,
وهناك عادت لليهود ثقتهم ، واستقر رأيهم على المناوأة ، وطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رأس المنافقين ، فبعث إلى رسول الله يقول ‏:‏ إنا لا نخرج من ديارنا ، فاصنع ما بدا لك‏ .‏



فلما بلغ رسول الله جواب حيي بن أخطب كبر وكبر أصحابه ، ثم نهض لمناجزة القوم ، فاستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، وسار إليهم ، وعلي بن أبي طالب يحمل اللواء ، فلما انتهى إليهم فرض عليهم الحصار ‏.‏
والتجأ بنو النضير إلى حصونهم ، فأقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك ، فأمر بقطعها وتحريقها ، وفي ذلك يقول حسان‏ : ‏ وهان على سَرَاةِ بني لُؤي حـريـق بالبُوَيْرَةِ مسـتطيـر

‏[‏البويرة ‏:‏ اسم لنخل بني النضير‏]‏
وفي ذلك أنزل الله تعالى‏:‏ ‏ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ‏ ‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 5‏]‏‏ .‏
واعتزلتهم قريظة ، وخانهم عبد الله بن أبي وحلفاؤهم من غطفان ، فلم يحاول أحد أن يسوق لهم خيراً ، أو يدفع عنهم شراً ، ولهذا شبه سبحانه وتعإلى قصتهم ، وجعل مثلهم ‏: ‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ‏ ‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 16‏]‏
ولم يطل الحصار ـ فقد دام ست ليال فقط ، وقيل ‏:‏ خمس عشرة ليلة ـ حتى قذف الله في قلوبهم الرعب ، فاندحروا وتهيأوا للاستسلام ولإلقاء السلاح ، فأرسلوا إلى رسول الله ‏:‏ نحن نخرج عن المدينة ‏.‏ فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم ، وأن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح ‏.‏
فنزلوا على ذلك ، وخربوا بيوتهم بأيديهم ، ليحملوا الأبواب والشبابيك ، بل حتى حمل بعضهم الأوتاد وجذوع السقف ، ثم حملوا النساء والصبيان ، وتحملوا على ستمائة بعير ، فترحل أكثرهم وأكابرهم كحيي بن أخطب وسلاَّم بن أبي الحُقَيق إلى خيبر ، وذهبت طائفة منهم إلى الشام ، وأسلم منهم رجلان فقط ‏:‏ يامِينُ بن عمرو وأبو سعد بن وهب ، فأحرزا أموالهما ‏.‏
وقبض رسول الله سلاح بني النضير ، واستولى على أرضهم وديارهم وأموالهم ، فوجد من السلاح خمسين درعاً وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً ‏.‏

هذه خلاصة ما رواه ابن إسحاق وعامة أهل السير حول هذه الغزوة

ويعتبر هذا الجلاء الثاني لليهود عن المدينه المنوره

وقد روى أبو داود وعبد الرزاق وغيرهما سبباً آخر حول هذه الغزوة ، وهو
1- أنه لما كانت وقعة بدر فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود ‏:‏ إنكم أهل الحلقة والحصون ، وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ، ولا يحول بيننا وبين خَدَم نسائكم شيء ـ وهو الخلاخيل ـ فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير على الغدر،
فأرسلوا إلى النبي ‏:‏ اخرج إلينا في ثلاثين رجلاً من أصحابك ، ولنخرج في ثلاثين حبراً ، حتى نلتقي في مكان كذا ، نَصَفٌ بيننا وبينكم ، فيسمعوا منك ، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا ، فخرج النبي في ثلاثين من أصحابه ، وخرج إليه ثلاثون حبراً من يهود ، حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض ‏:‏ كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلاً من أصحابه ، كلهم يحب أن يموت قبله ، فأرسلوا إليه ‏:‏ كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلاً ‏؟‏ اخرج في ثلاثة من أصحابك ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا ، فليسمعوا منك ، فإن آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك ، فخرج النبي في ثلاثة نفر من أصحابه واشتملوا ‏[ ‏أي اليهود ‏]‏ على الخناجر ، وأرادوا الفتك برسول الله ، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها ، وهو رجل مسلم من الأنصار ، فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله ، فأقبل أخوها سريعاً حتى أدرك النبي ، فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي إليهم ، فرجع النبي ، فلما كان من الغد غدا عليهم رسول الله بالكتائب فحاصرهم ، وقال لهم ‏:‏ ‏( ‏إنكم لاتأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه ‏)‏ ، فأبوا أن يعطوه عهداً، فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون ، ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب ، وترك بني النضير ، ودعاهم إلى أن يعاهدوه ، فعاهدوه ، فانصرف عنهم ، وغدا إلى بني النضير بالكتائب ، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء ، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحَلْقة ـ والحلْقة ‏:‏ السلاح ـ فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت إبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها ، فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها ، فيحملون ما وافقهم من خشبها ، وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام ‏.

يتبع باذن الله