المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحبة وأنواعها وبعض آثارها الجليلة



ronya
2009-12-23, 02:08 PM
http://img516.imageshack.us/img516/8248/show5pk.gif


المحبة وأنواعها وبعض آثارها الجليلة (1)

http://saihat2008.jeeran.com/allhama1.gif

«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا».
المحبة: ينبئك عنها قلبك أكثر مما تنبئك عنها الحدود والرسوم؛ والشيء إنما يُحدُّ لخفائه واستتاره كي يظهر ويتبين؛ فإذا كان الشيء ظاهرًا جليًّا يعرفه جميع العقلاء لم يحتج إلى حدٍّ. المحبة: سِرُّ الله المخزون الذي تشفى به جميع الأدواء القومية، والترياق الذي تذهب به سموم الأمراض الاجتماعية. المحبة: هي أنجع وسيلة لاقتلاع الشرور من النفوس، وإبادة أنواع التفنن فيها من العالم البشري. وإذا تأكدتْ بين قوم أحلَّتهم محل الصفاء، وسارت بهم أسرع ما يكون في طريق الارتقاء، ونقلتهم إلى دائرة الأسرة الواحدة، فكانوا كالجسم الواحد إذا تألم منه عضو تألم له سائر الجسد.

لو تـمَّت المحبة بين الناس لما رأيت دما يسفك، ولا عِرضًا يهتك، ولا مالا يُسرق؛ ولما رأيت المحاكم الأهلية كالأسواق مزدحمة بكل أنواع القضايا، ولا وجدت المحاكم الشرعية مكتظة بدعاوى الأقارب لميراثهم والزوجات لنفقاتهن.

لو تمت المحبة بين الناس لبات كل إنسان بين أسرته على أتم ما يكون من الصفاء وأكبر ما يتصور من النعيم؛ ولكان عيش الناس في الدنيا أشبه شيء بعيش أهل الجنة في الجنة.

وأظنك كثيرًا ما تحركت منك الغبطة عندما ترى ما بين الأسرة الفقيرة من المحبة التي جعلتهم يتقلبون في الهناء، ولا يحسون بالشقاء.

لو تمت المحبة بين الناس لتمت بينهم الرحمة: فانتفع الضعيف بالقوي، والفقير بالغني، والصغير بالكبير، والصعلوك بالأمير، وامتلأت الأرض خيرًا وبركة.

وإجمال القول في المحبة بعد ذلك كله أنه لولا الحب لم يتم نعيم لمتنعم. وكيف ينعم الإنسان بغير ما يحب؟! ولهذا ترى المغنين لا يكادون يغنون إلا بما يكون فيه ذكر الحب والمحبين؛ ولا يجد الإنسان سلوة لنفسه ولا نعيمًا بقلبه إلا بتلك الذكريات اللذيذة والأوقات السالفة التي قضاها فيما يحب ومع من يحب.

وبالجملة فراحة الإنسان وسرور نفسه وبهجة روحه لا تكون إلا لذكر الحب، وشرح الكامن في الفؤاد المثير للعواطف، مما له سلطان فوق العقل وسر يدق عن التعبير.

لهذا كله لم يرد في الكتاب والسنة من الحثِّ على شيء مثل ما ورد في المحبة، عِلمًا منه صلى الله عليه وسلم بأنها أساس الخير وجماع الفضائل حتى جعلها شرطًا في الإيمان، قال: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا». رواه مسلم.

فانظر كيف جعلها شرطًا في الإيمان؟!
ولم يكتف بذلك حتى أقسم عليه صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في الحثِّ على المحبة والتحذير من التشاحن والتفرق ما لا يكاد يُحصى -وستسمع شيئًا من ذلك- وكأنه مرمى الدِّين الذي لا يريد غيره.

وقد جاء في الصحيح: «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا».

وقال تعالى:{إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠]. وقال:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[آل عمران: ١٠٣]. وقال مُخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم مذكرًا إياه تلك المنة الكبرى:{وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال: 62 ، 63].

وقد أثنى على قومٍ بقوله عز وجل:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}[الحشر:10].

وقال: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:114].

وقد أُمِرْنا بلين الكلام وإفشاء السلام، ونهينا عن الخصام فوق ثلاثة أيام.

وقد جاء كل ذلك طلبًا للمحبة ومحافظة على مباديها، رجاء أن تنتهي بالناس إلى غايتها فيزول عنهم الشقاء وتتم لهم السعادة. فإن استطعت أن تبيت وليس في قلبك بغض لأحد فافعل.

أزل ما في قلبك من الحقد للناس كافة، وتودد إليهم ليصفو عيشك وتطيب حياتك.وقد قال صلى الله عليه وسلم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». أخرجه البخاري ومسلم.

«والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟! قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه». رواه البخاري ومسلم.

صالح أعداءك، وأرح نفسك من عناء الفكر، وقلبك من تدبير السوء، واربأ بعمرك العزيز أن تصرفه في طرق العناد وأسباب الفساد،وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» رواه البخاري ومسلم

ronya
2009-12-23, 02:10 PM
أسباب المحبة

http://www.al-wed.com/pic-vb/24.gif


المحبة: مركوزة في النفوس، ولا نعيم للقلوب إلا بها، حتى إن من ليس له محبوب مخصوص تراه عند سماع الغناء أو هبوب النسيم يئنُّ أنينًا ويَحِنُّ حنينًا، وربما بكى تَلهفًا أو سرورًا إذا كان رفيع الاستعداد رقيق الفؤاد.

وهذا النعيم الذي يجده، وتلك اللذة التي يشعر بها، ليس منشؤها التذاذًا بالأصوات واستحسانًا للنغمات، بل من أجل أن ذلك حرَّك من نفسه ساكنًا وهيج كامنًا، وإن كان لا يدري إلى أي شيء يحن! أو لماذا يئن؟! ولكنه مقتضى الغريزة الإنسانية والحكمة الربانية. وليس بلازم أن نأتي على كل ما في الأمر من سِر. فيمكنك أن تهيج تلك الغريزة من نفسك، فإن أصل الحب التحابب. ولهذا نَدَبنا الدين الحنيف لكل ما عسى أن يكون وسيلة لذلك من زيارة بعضنا بعضًا، ومودة بعضنا بعضًا، وإهداء بعضنا بعضًا، ومصافحة بعضنا بعضًا، إلى غير ذلك مما جاء في السنة.

وقد قالوا: إن العشق في أول أمره يكون اختياريًّا ثم يصير اضطراريًّا؛ فهو بمنزلة الشراب تستطيع أن تشرب وألا تشرب، ولكن لا تستطيع بعدُ ألا تسكر، ولعلك عاينت من الأسباب التي استعملتها لتحبيب بعض القلوب إليك شيئًا كثيرًا.

وأما الأسباب الطبيعية للمحبة، فأقواها التناسب بين الأرواح، فإنها جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف كما في الحديث. وعلى قدر ذلك التناسب يكون الحب، وما حُشِرَ المرء مع من أحب إلا لكونهما من وادٍ واحد. ولهذا السبب قد تتعجب من محبة بعض الناس لبعض على غير معنى فيه، غافلا عن هذا التشاكل الرُّوحاني الذي هو أقوى الأسباب وإن كان أخفاها، وهو السبب الذي لا يلحقه زوال ولا يعتريه اضمحلال؛ وصاحبه هو المحبوب لذاته لا لعلة ولا غرض.

وأما من أحبك لإحسانك إليه -والإحسان من أسباب المحبة- فقد تتغير محبته إذا انقطع إحسانك عنه. وربما عاداك وأضرك إذا وجد في ذلك فائدة أكبر وثمرة أعظم متى كان خبيث الطبع لئيم النفس؛ لأنه ما أحبك إلا لغرضه، فهو مع الغرض حيث كان.

ومحبة الأزواج والأصحاب تارة تكون من قبيل المحبة التي للأغراض وقضاء المآرب وتبادل المنافع وكثرة الفوائد، وهي المحبة التي لا تدوم؛ وتارة تكون للمناسبة بين النفوس، فلا تزداد على مَرِّ الأيام وكثرة الحوادث إلا قوة ومتانة. وهذا مما ينبغي الالتفات إليه جدًّا فيما بين الزوجين حتى تكون بينهما ألفة طبيعية ومحبة ذاتية، فلا يتطرق إليها انصداع ولا يلحقها انقطاع، وإلا تعاملوا معاملة التجار اللئام، وذهبوا إلى المحاكم بعد قليل من الأيام.

ومما يلتحق بسبب التشاكل الذي شرحناه ما تراه من ميل الصانع إلى الصانع، والزارع إلى الزارع، حتى إن السارق يرتاح للسارق، والفاسق يرتاح إلى الفاسق، لما بينهما من الصفات المشتركة (شبيه الشيء منجذب إليه)، بل ذلك في غير أفراد الإنسان.

وقد قالوا: «إن الطيور على أشكالها تقع» وإن كثيرًا ما يفرِّق بينهما تنازع البقاء، فيوقعهم في الشحناء والبغضاء.

وأكثر الأسباب الواقعة بين الناس ما دعا إليه الغرض واقتضته الحاجة .

ولهذا لا تكاد ترى محبة صادقة؛ غاية الأمر أن صاحب النفس الشريفة لا ينسى ودًّا، ولا ينقض عهدًا، ولكنه كثيرًا ما يفعل ذلك بمقتضى إحساسه الشريف، ومروءته الفاضلة، لا بمقتضى الألفة والمحبة.

وأهل تلك المحبة التي غايتها المنفعة الشخصية أكثر المحبين توددًا إليك، وترددًا عليك، ومسارعة إلى امتثال أوامرك، ولو كلفتهم نقل الصخور أو نطل البحور، ما دامت إليك حاجاتهم ولديك غاياتهم، حتى يخيل لك في تلك الأيام أنك ظفرت بأعظم الناس نفعًا وأرقهم طبعًا، فإذا ظفروا بما أرادوه منك ولم يتوهموا لديك شيئًا يعود عليهم، طاروا من حولك طيران الذباب إلى من يبتغون عنده حاجتهم، حتى إذا نالوا منه بغيتهم فعلوا فعلتهم. فعلى من يريد اتخاذ الأصدقاء أن يبحث عن جوهر النفوس وما لها من الصفات الذاتية والاستعدادات الطبيعية، ولا يغتر بتلك الألوان البراقة التي يظهر بها الإنسان على حسب الحاجة، فإنه في ذلك أبرع من الحرباء وأروغ من الثعلب.

هذا ومن أسباب المحبة الجمال الظاهري أو الباطني، وبهذا السبب قد أحببنا الأزهار والأطيار، والصور الجميلة والنقوش البديعة، فإن الجمال لا يختص بنوع الإنسان أو جنس الحيوان، بل جمال كل شيء في أن يصل إلى كماله الذي يراد منه، وغايته الممكنة له؛ والجمال محبوب بالطبع لذاته؛ ولهذا السبب بعينه قد أحببنا الكرماء والفضلاء والعلماء. وإياك أن تكون ممن يقصر الحب على الجمال الحسي والحسن الظاهري، فتنكر محبة الله تعالى حبًّا وجدانيًّا ذوقيًّا، فتكون من العامة لا من الخاصة الذين فهموا قوله تعالى:{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[المائدة: ٥٤]. حق الفهم فلم يحتاجوا فيه إلى تجوز ولا تأويل.

على أن ذلك غريزة في الإنسان وإن كانت تحتاج إلى التهييج في بعض الناس الذين لم تفسد إنسانيتهم بالكلية. وإن الذي تجده من محبة العامة لعنترة وغيره من الشجعان، وتفاني بعض الناس في محبة العلماء والعظماء، وارتياح النفس والتذاذها بسماع أخبار سيدنا عمر بن الخطاب في عدله، أو سيدنا علي بن أبي طالب في شجاعته وعلمه وسرعة بديهته وقوة حجته؛ أو أخبار السموءَل في وفائه، أو حاتم الطائي في سخائه، ليس إلا بمقتضى تلك الغريزة التي تُفضِّل الجمال المعنوي على الجمال الحسي.

هذا وقد رأينا أن نسمعك بعض ما جاء في السنة مما يناسب هذا الموضوع، فنقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يرحم الناس لا يرحمه الله». رواه البخاري ومسلم. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منَّا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر» رواه أحمد والترمذي .

وقال صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذلَّ في نفسه من غير مسألة، وأنفق مالا جَمعَه في غير معصية، ورحم أهل الذِّلة والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة». رواه الطبراني.

«لا تنزع الرحمة إلا من شقي». رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي .

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسرَّه بذلك، سَرَّه الله عز وجل يوم القيامة» رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك». رواه البخاري ومسلم.

«دخلت امرأة النار في هِرةٍ ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» رواه البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث، فرحمه: فنزع أحد خفيه فسقاه، فشكر الله له فأدخله الجنة». رواه ابن حبان في صحيحه.

«من نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة؛ ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة؛ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» رواه مسلم.

«لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة». رواه مسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله».

ونظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: «ما أعظمك وما أعظم حرمتك: والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك». رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضًا لهم. قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم» رواه الحاكم والطبراني بإسناد حسن.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير: أوصاني ألا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني؛ وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم؛ وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت؛ وأوصاني ألا أخاف في الله لومة لائم؛ وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مُرًّا؛ وأوصاني أن أكثر من «لا حول ولا قوة إلا بالله» فإنها كنز من كنوز الجنة». رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسنَ الناس أحسنَّا وإن أساء النَّاس أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا ألا تظلموا» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة: من البغي وقطيعة الرحم». رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: «وجبت محبتي للمتحابين فيَّ وللمتجالسين فيَّ وللمتزاورين فيَّ وللمتباذلين فيَّ». رواه مالك بإسناد صحيح.

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه». رواه الطبراني.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانًا؛ ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». رواه مالك والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي.

وعن أبي موسى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «على كل مسلم صدقة. قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف، أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنه له صدقة». رواه البخاري ومسلم.

بقلم الأستاذ الشيخ يوسف الدجوي

ronya
2009-12-23, 02:10 PM
محبة الآباء و الأبناء:

http://i12.tinypic.com/2uojsi9.jpg

من أنواع المحبة محبة الوالد لولده. وهي تكاد تكون لا لغرض ولا علة؛ لأنها من قبيل محبة الشخص لنفسه، فإن في بقاء ابنه نوع بقاء له. وقد ينضم إلى ذلك توهم المنفعة من الولد، فهي طبيعية لا يشذ عنها إلا من خرج عن مقتضيات الطبيعة.

ومنها محبة الولد لوالده. وهي تكاد تكون من قبيل محبة العلل والأغراض، حتى إن من الأولاد من يفرح عند موت أبيه أو لا يتألم لما ترك وراءه من ثروة طائلة. ولعل ابن الفقير يحزن على أبيه أكثر من ابن الغني. وأما ما تجده من احترام الأبناء للآباء والقيام بواجبهم فمرجعه في الغالب إلى مزيد أدب، أو حسن تربية، أو دفع معرة وانتقاد، أو توهم منفعة وحصول غاية، لا إلى مودة ومحبة. ولهذا ترى القرآن قد اعتنى بوصية الأبناء على الآباء شدة الاعتناء، وترك الآباء ينساقون نحو الأبناء بسائق المحبة الطبيعية.

فيجب على الأولاد أن يقووا في نفوسهم محبة آبائهم، وأن يتفكروا فيما كان لهم من إحسان لا يسمح به غيرهم، فيقابلوا المحبة بالمحبة والإحسان بالإحسان، وأن يكرروا على مسامعهم ما جاءت به الآيات والأحاديث، وما رسمته الأخلاق والآداب في ذلك.

ويلزمنا أن نكتفي منهم بهذا الحب التكلفي، حيث لم نظفر منهم بالحب الطبيعي، وهو كافل للراحة وكاف في الصفاء.

ولنذكر هنا ما ذكره كثير من المفسرين عند تفسير قوله تعالى:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء: ٢٤] ، فنقول: روى ابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الله تعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تعالى في سخط الوالدين».

وقد صح أن رجلا جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه، فقال: «أحيٌ والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد».

ronya
2009-12-23, 02:11 PM
محبة الأصدقاء:

http://www.sadazaid.com/mkportal/templates/islam/images/artical/2009/lovee.jpg

ومنها محبة الأصدقاء ولا بد للإنسان من صديق يأنس به، ويلقي عليه بعض همومه، وقد خلق الإنسان ضعيفًا، حتى إنه لا يستطيع أن يكتم ما في صدره من فرح أو ترح، وهو على نفسه أشق من الأثقال الحسية، فإن هذه على جسمه وتلك على قلبه:

ولا بد من شكوى إلى ذي صداقة يسليك أو ينسيك أو يتوجـع

و لكن الشكوى من ندرة الأصدقاء المخلصين قديمة قدم الإنسان على الأرض ، حتى عد الناس
( الخل الوفي ) من المستحيلات :

و زهّدني في الناس معرفتي بهم وطول اختباري صاحبا بعد صاحب

فلم تُرِنِي الأيام خِلاًّ تسـرني مباديـه إلا سـاءني في العواقـب

إني لأفتح عيني حين أفتحهـا على كثير ولـكن لا أرى أحـدا

إلى غير ذلك وهو كثير. وسر ذلك أن الإنسان يطلب صديقًا لا يتغير بحال، ولا يتصف بعيب، يقدمك على نفسه، ويتحملك في كل ما تأتي به، كما قال قائلهم:

إن أخاك الصدق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك

ومن إذا ريب الزمان صدعك شتَّت فيك شمله ليجمعك

ومن الغريب أنه يوجب ذلك على صديقه له ولا يوجبه على نفسه لصديقه،ولكن إذا كانت الصداقة مبنية على تشاكل في الأرواح، وصادفت مع هذا استعدادًا حسنًا، كانت الأمنيةَ المطلوبة، والبغيةَ المرغوبة. وإذا تكمل إيمان المرء وجدت فيه كل ما تحب من صفات الخير وسجايا الفضل، حتى يقدمك على نفسه كما تحب، فإنه إذا وصل إلى درجة الكمال كان من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

ولا شيء يعلي الهمة ويعظم المروءة ويورث الرحمة ويغرس في القلوب المحبة مثل الإيمان الكامل. فإذا اشتاقت نفسك إلى ذلك الصديق فاطلبه بين المؤمنين، فعسى أن تجده فيهم، فهم مظان وجوده.

على أنه يلزمك أن تكتفي من صديقك بفضيلة من الفضائل، وتغتفر له في جانب ذلك ما يكون منه، فإن الحسنات يذهبن السيئات:

ولستَ بمستبْق أخا لا تلمه على شعَثٍ أيُّ الرجال المهذَّب

ولا تطلب أن يكون جامعًا لكل فضل، مبرأً من كل نقص (وإذا كان مَن هذه صفاته ممن يدخل في عالم الوجود فاجتهد أن تكون أنت ذلك الإنسان).

فالخلاصة: أنه يلزمك أن تعرف الطبائع البشرية ومقتضياتها، ولا تطلب ما ليس في طبع الإنسان، وأن تكتفي ممن يكون صديقك بجهة من جهات الخير، ثم تقبله بعد ذلك على ما فيه من عيب، وتتحرز منه في الجهة الأخرى (جهة الشر الذي فيه).

فإذا ظفرت بمن يغلب خيره على شره، فقد ظفرت بالخير كله.

ronya
2009-12-23, 02:11 PM
محبة الناس:

وقد ندبك الدين الحنيف إلى محبة الناس كلهم والرحمة بهم، ولكن على درجات مخصوصة وحدود محدودة. والإنسان الكامل هو من لا تختلط عليه الأمور ولا تشتبه لديه الخيرات بالشرور، فيعرف مراتب المخلوقات ونسبتها إليه، ومقدار قربها وبعدها من خالقها، فيعطي كل مرتبة حقها، وكل درجة قسطها، ملاحظًا معاملة الله لهم ورحمته بهم، وأنهم مخلوقاته، فلا يجهل نسبتهم، ولا يظلم رتبتهم، ومن أحب الصانع واعتقد كماله، أحب الصنعة لا محالة.

وللأشياء جهات وحيثيات يجب أن تراعى كلها في نظر الحكيم. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «تخلقوا بأخلاق الله» فمن شاركك في الإنسانية كان له عليك حق واحد وهو حق الإنسانية؛ ومن شاركك في الإيمان أيضًا فله عليك حق الإنسانية وحق الإيمان. فإن كان مع هذا أحد من ينتمي إليك بالقرابة، كان له عليك حق القرابة أيضًا. فإن انضم إلى ذلك كونه جارًا لك انضم إلى تلك الحقوق حق رابع ، وهكذا.

وأهل تلك الدرجات متفاوتون أيضًا، فمن كان أقرب إليك كان أعظم حقًّا عليك، ومن كان ألصق بك من جيرانك كان أوجب مراعاة من غيره؛ ومن صنع معك خيرًا من أولئك الأقارب أو الجيران كان حقه عليك آكد ممن سواه: « من صنع معكم معروفًا فكافئوه {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ}[الرحمن:٦٠]. فإذًا أهل وطنك لهم عليك حقوق كثيرة، وواجبات عديدة،.

ronya
2009-12-23, 02:12 PM
محبة الله عز وجل:

http://abbd1990.jeeran.com/asma-allah-old/00allah.jpg

قد سبق لك أسباب المحبة، وأن كل سبب منها يوجب المحبة على انفراده، وإن كان بعضها أقوى من بعض. فإذا أمكن أن تجتمع هذه الأسباب كلها في شيء واحد، وجب أن تكون محبته أتم أنواع المحبة وآكدها وأشدها، ولا يتصور ذلك على الحقيقة إلا في الله تعالى، كما ستعلم:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ}[البقرة: ١٦٥]. فإذا نظرت بعين التحقيق وصادفك نور التوفيق، وجدت كل سبب من الأسباب المتقدمة يقضي عليك بحب الله تعالى، بل إذا دققت النظر وأمعنت الفكر، ورقَّت كثافة حجابك وعلوت عن أرض طبيعتك، وترقيت عن درجة المحسوسات التي يشاركك فيها جميع الحيوانات، إلى أفق قلبك، وأشرقت عليك شمس بصيرتك، وجدت المستحق للمحبة على الحقيقة إنما هو الله تعالى دون غيره.

فإذا كان الإحسان يقتضي محبة المحسن، فلا إحسان كإحسانه تعالى {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}[إبراهيم: ٣٤]. فإحسانه عليك في إفاضة وجودك، وإعطائك ضرورياتك وحاجياتك وكمالياتك: من عقلك، وسمعك، وبصرك، وذوقك، وجميع حواسك، وصفاتك الظاهرة والباطنة، وأنواع النعم الخارجة عن ذاتك، مما تندفع به ضرورتك، أو تزول حاجتك، أو تتم به لذتك - هذه الإحسانات الفائضة، والمنن المتواترة، لا تكاد تحصى أصنافها فضلا عن جزئياتها. ولو نظرت إلى نعمه المودعة في الهواء أو الماء، أو نور الشمس والقمر، وخلق الليل والنهار، لانقطعت أثناء سيرك ولم تفز إلا بقدر يسير منها، بل لا إحسان في الحقيقة إلا له تعالى، فإن من أنعم عليك من الخلق بشيء فإنما يقصد نفع نفسه بارتفاع الصيت وجميل الثناء أو حسن الجزاء، فهو في الحقيقة بائع أخرج من يده شيئًا ليعتاض عنه ما هو أعز منه عنده عاجلا أو آجلا.

ولا يتصور الإحسان الحقيقي الذي لا يقصد به عوض إلا من الله تعالى. على أنه هو الذي سخر لك قلب ذلك المحسن، وأودع فيه محبتك، أو الشفقة عليك، أو رجاء الخير من الله، أو من الناس بمساعدته إياك. ولو شاء لعكس كل ذلك وصرف قلبه عنك، وألقى في روعه ما ينفره منك (والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن).

فإن كنت تحب أحدًا لأجل إحسانه فاعرف المحسن الحقيقي؛ ولا يكن نظرك كنظر الحيوان يحب سائسه الذي يقدم له العلف، ولا يحب مالكه الذي أمر السائس وأعطاه على ذلك أجرًا.

وإن كنت تحب وجود نفسك وبقاءها وكمالها، فأحب من أعطاك ذلك كله من غير أن تسأله. بل كان في تدبيرك من قبل وجودك، وقد أعطاك من كمال الخلقة الظاهرية والباطنية ما لا يمكنك أن تهتدي إليه حتى تطلبه منه.

وإن كنت تحب أحدًا من أجل صفاته الجليلة ونعوته الجميلة كما تحب الملوك العاملين أو الفضلاء الكاملين وإن لم ترج خيرهم والانتفاع بهم، فأحب خالق الكمال والجمال الذي تنزه عن كل نقص، واتصف بكل صفات الكمال، والتي لا يصل إليها العلم، ولا يحيط بها العقل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».

وإن كل من تحبه لهذا السبب فإنما تحبه لصفات معدودة وكمالات محدودة. فلتكن واسع النظر، نافذ البصيرة، عالي الهمة، عظيم العلم، كبير الفهم، حتى تحب من لا تعد صفاته، ولا تنتهي كمالاته. وأنت مستعد لإدراك الجمال المعنوي والكمال الإلهي، وهي خاصتك التي امتزت بها عن سائر الحيوان. وعلى قدر ذلك تلتحق بالملائكة ويتحقق فيك روح الإنسانية.

وكل من بطلت فيه خاصة نوعه فليس في الحقيقة من ذلك النوع؛ لأن النوع لا يوجد بدون خاصته على الحقيقة، فهيج من نفسك الشوق إلى تلك المعارف التي هو ألذ من كُلِّ شيء، ولا تُمت تلك الحاسة الباطنية التي هي أعلى حواسك وأشرف مزاياك.

فلذة العلم عند ذويها فوق اللذائذ كلها؛ لأنها لا توجد إلا في سماء الإنسانية دون أرض الحيوانية. واللذائذ مرتبة على حسب درجات العوالم، ولذة العلم بعد ذلك على قدر ما تدرك من شرف المعلوم. فليس علمك بأسرار الملِك وشؤونه في مملكته كعلمك بأحوال رجل من السوقة. فإذًا يكون العلم بأشرف المعلومات ألذ العلوم، وليس هناك أجل من الله تعالى الذي لا يثني عليه حق ثنائه غيره، ولا يحيط بكماله سواه.

فطهر قلبك من أدناس الرذائل كلها، وهيئه لغرس تلك المحبة التي هي أتم اللذات وأكبر السعادات؛ وهي مطلب قلبك لو كان باقيًا على صحته، ومأرب روحك لولم تتشعب بها الطرق وتظلها الأهواء {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلا قَلِيلاً}[الإسراء: ٨٥].

هذا ويجمل بك ها هنا أن تعرف أن المحبة أنجع وسيلة إلى تهذيب الأخلاق وتكميل النفوس، بل إن شئت فقل إنها تقلب الطباع وتغير الحقائق: فتجعل الشحيح من أسخى الأسخياء، والجبان من أشجع الشجعان. فإذا اتفق لك أنك وصلت إلى حد الكمال في محبة الله تعالى ومحبة رسوله ومحبة الكاملين من أمته، سارعتْ إليك الكمالات، وترادفت عليك الخيرات، وانطبعت في مرآة قلبك صفاتهم، فتبدلت منك الرذائل بالفضائل. وعلى قدر المحبة يكون انطباع صفات المحبوب في نفس المحب.

وناهيك بمن وصل إلى تلك الدرجة من محبة الله تعالى ومحبة رسوله: كيف تترادف عليه البركات، وتغمره الفيوضات، فيستحق من الكرامة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

واذكر هنا قوله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب». واعرف شرف تلك المعية وما لذويها من الدرجة العلية. فالحب أكبر وسيلة من وسائل الخير والكمال.

كما أنه أعظم ذرائع الفساد إن تعلق بغير ذلك. فهو ترياق نافع، وسم ناقع، على حسب ما يتعلق به من المحبوبات. ويكفيك هذا التلميح. والله يتولى هداك.


بقلم الأستاذ الشيخ يوسف الدجوي

أمـــة الله
2009-12-23, 05:54 PM
وإن كنت تحب وجود نفسك وبقاءها وكمالها، فأحب من أعطاك ذلك كله من غير أن تسأله. بل كان في تدبيرك من قبل وجودك، وقد أعطاك من كمال الخلقة الظاهرية والباطنية ما لا يمكنك أن تهتدي إليه حتى تطلبه منه.



اللهم املأ قلبي بحبك وحبك نبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
موضوع رائع كالعادة مواضيعك قيمة حبيبة قلبي رانيا
أحــــــــــــــــــــــــــــــبك جداً حبيبتي الغالية
سلمت يمينك على الموضوع ..
جزى الله الأستاذ الشيخ يوسف الدجوي خير الجزاء لما قدم لنا