المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجم القراء السبعة ورواتهم وأصول قراتهم



الصفحات : [1] 2 3

حنين اللقاء
2009-12-27, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تراجم القراء السبعة ورواتهم وأصول قراآتهم



الإمام نافع المدني



ترجمته – أشهر رواته – منهجه في القراءة

اسمه ونسبه



هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جَعْوَنة بن شَعُوب الشِجْعي، المقرئ المدني أحد القراء السبعة.




مولده




ولد في حدود سنة 70 من الهجرة، 690 م في أصبهان، قال الأصمعي، قال لي نافع: أصلي من أصبهان. وقد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله إلى أن الإمام نافع كان يسكن المدينة المنورة في قوله في مقدمة متن الشاطبية:



فَأَمّا الكَرِيمُ السِّرِّ فِي الطِّيبِ نَافِعٌ فَذَاكَ الذّي اختَارَ المَدِينَةَ مَنْزِلًا






شخصيته و أخلاقه




قال قالون كان نافع من أطهر الناس خلقاً ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهداً جواداً صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة...




وذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان إذا تكلم يشمّ من فِيهِ رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس قال ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة، وهذا ما أشار إليه الإمام الشاطبي في البيت المذكور آنفًا،




وقال المسيبي قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك قال فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه قرأت القرآن يعني في النوم،




شيوخه




كان رحمه الله متتبعا آثار شيوخ بلده الماضين، أخذ القراءة عن سبعين من التابعين منهم:




عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة وابن عباس




أبو جعفر يزيد بن القعقاع عن ابن عباس وأبي هريرة، وعن هشام بن أبي ربيعة عن أبي بن كعب.




وشيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي –صلى الله عليه وسلم-




يزيد بن رومان عن عبد الله بن عياش عرضا .




ومسلم بن جندب عن عبد الله بن عباس سماعا




ومنهم صالح بن خوات والأصبغ بن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والزهري، قال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين قلت - أي الإمام الجزري -: وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأول...




تلاميذه




ظل الإمام نافع - رحمه الله - إمامًا للقراءة مدة طويلة، فكان تلاميذه الذين تلقوا عنه القراءة من الكثرة بمكان.




فممن روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً من أهل المدينة:

عيسى بن مينا قالون وهو الراوي المشهور صاحب الرواية المعروفة، وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ومالك بن أنس وهم من أقرانه، وإسحاق بن محمد وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس ويعقوب بن جعفر أخو إسماعيل وعبد الرحمن ابن أبي الزناد وغيرهم...






وممن روى عنه من أهل مصر:



عثمان بن سعيد ورش وهو صاحب الرواية المشهورة - رواية ورش عن نافع - وموسى ابن طارق أبو قرة اليماني عبد الملك بن قريب الأصمعي وخالد بن مخلد القطواني وأبو عمرو بن العلاء وأبو الربيع الزهراني روى عنه حرفين وخارجة بن مصعب الخراساني وخلف بن نزار الأسلمي الليث بن سعد وأشهب بن عبد العزيز وحميد بن سلامة وغيرهم...






وممن روى عنه من أهل الشام:



عتبة بن حماد الشامي وأبو مسهر الدمشقي والوليد بن مسلم روى عنه حرفاً واحداً وأرجلكم بالرفع وقيل جميع القرآن وعراك بن خالد وخويلد بن معدان...

كما روى عنه الكثير غير من ذُكر...







وقد أشار الإمام الشاطبي - رحمه الله - إلى قالون وورش اللذين رويا عن نافع في قوله بعد ان ذكر نافعًا:



وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمَانَ وَرْشُهُم بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثّلَا






نافع بين العلماء




قال الأعشى: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك.




وقال الأصمعي: قال لي نافع تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً.




وقال مالك لما سُئِل عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله ونافع إمام الناس في القراءة.




وقال يحيى بن معين: ثقة.




وقال النسائي: لا بأس به.




وقال أبو حاتم: صدوق.




وقال فيه ابن مجاهد: كان عالما بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده.




وقال أحمد: كانت تؤخذ عنه القراءة وليس بشئ في الحديث.




وقال الذهبي: وثقه غير واحد، وليس له رواية في الكتب الستة.




وقال عنه الإمام ابن كثير: انتهت إليه رئاسة القراءة في المدينة، أقرأ الناس دهرا طويلًا، وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق.




وقال عنه ابن خلّكان: كان إمام أهل المدينة والذي صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان محتسباً فيه دعابة.




الوفاة




كانت وفاته سنة 169 هـ ، 785 م، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير.




عن محمد بن إسحاق قال: لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين،





من اشتهر بالرواية عن الإمام نافع




1- قـالـون 2- ورش




1- قالون




هو عيسى بن مينا بن وردان بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقى مولى بنى زهرة، ويكنى " أبا موسى " ويلقب بقالون، وهو قارئ المدينة ونحويها . يقال إنه ربيب نافع ـ ابن زوجته ـ وقد لازم نافعاً كثيراً، وهو الذي لقبه بقالون، لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الرومية جيد، وكان جد جده عبد الله من سبى الروم في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فقدم به من أسره إلى عمر بالمدينة، وباعه فاشتراه بعض الأنصار، فهو مولى محمد بن فيروز من الأنصار.




ولد قالون سنة عشرين ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وقرأ على نافع سنة خمسين ومائة في أيام المنصور . قال : قرأت على نافع قراءته غير مرة ، قيل له : كم قرأت على نافع ؟ قال مالا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة وقال : قال لي نافع : كم تقرأ علىَّ، اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل لك من يقرأ عليك .




وروى القراءة عنه أناس كثيرون، سردهم واحداً واحداً الإمام ابن الجزرى في طبقات القراء .




قال أبو محمد البغدادي : كان قالون أصم شديد الصمم لا يسمع البوق .




فإذا قرئ عليه القرآن سمعه ، وكان يقرئ القراء ، ويفهم خطأهم ولحنهم بالشقة ويردهم إلى الصواب .




توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون [النجوم الزاهرة (2/235) الأعلام للزركلى (5/297) وترتيب هؤلاء الأئمة على هذا النسق إنما هو اتباع لبعض علماء القراءات كالإمام الشاطبي ، ولعل وهذا الترتيب كان على حسب البلاد التي كانوا فيها فبدؤا بنافع لأنه كان قارئ المدينة وهي العاصمة ، ثم مكة وهكذا].




2- ورش




هـو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، مولى لآل الزبير بن العوام ، وكنيته أبو سعيد، ولقبه ورش.




ولد سنة عشر ومائة بقفط، بلد من بلاد صعيد مصر ، وأصله من القيروان ، ورحل إلى الإمام نافع بالمدينة ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة ، وكان أشقر ، أزرق العينين أبيض اللون قصيراً وكان إلى السمن أقرب منه إلى النحافة .




قيل إن نافعاً لقبه بالورشان (بفتح الواو والراء طائر يشبه الحمامة) لخفة حركته وكان على قصره يلبس ثيابا قصارا ، فإذا مشى بدت رجلاه .




وكان يقول هات يا ورشان ، اقرأ يا ورشان ، أين الورشان ؟ ثم خفف فقيل ورش ، وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن ، لقب به لبياضه.




وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به ، ولم يكن شيء أحب إليه منه . فيقول : أستاذي سماني به .




انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ، ومعرفته بالتجويد ، وكان حسن الصوت جيد القراءة ، لا يمله سامعه.




يقال أنه قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ثم رجع إلى بلده ، وله اختيار خالف فيه شيخه نافعاً .




وتوفي ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة [غاية النهاية (1/502) الأعلام (4/366)].




منهــج نـافــع فـي القــراءة




قراءته متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.




فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم ـ ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم روتها أممٌ إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة.... هـ




ولنافع في القراءة اختياران ، أو منهجان ، أقرأ قالون بأحدهما وورشاً بالآخر.




منهــج قــالــون




1. إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه ، ( القطع، السكت، الوصل ) . والثلاثة من غير بسملة .




2. ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو { وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }[يس:10] وله القراءة بسكون الميم أيضاً فله في هذه الميم وجهان الصلة والسكون.




3. قصر المد المنفصل وتوسطه نحو { يا أيها ، وفي أنفسكم ، وقوا أنفسكم } ، ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات .




4. تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين ـ سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحو { ءأنتم} ، أم مكسورة نحو { أئنكم}. أم مضمونة نحو { أؤنبئكم}.




5. إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية، وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو { ثم إذا شاء أنشره } فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو { هؤلاء إن كنت } أم مضمومتين وذلك في قوله تعالى : { وليس له من دونه أولياء أولئك } فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق .




أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو { وجاء إخوة يوسف} . أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في { كلما جاء أمة رسولها } ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو { من السماء آية } ويبدلها واوا خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو { لو نشاء أصبناهم} ويسهلها بين أو يبدلها واواً إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو { يهدي من يشاء } وليس له في الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق.




6. إدغام الذال في التاء في إتخذتم ، لاخذت ، أخذت ونحو ذلك .




7. تقليل ألف لفظ التوراة بخلف عنه في جميع القرآن الكريم. إمالة ألف لفظ "هار" في { شَفَا جُرُفٍ هَار }[التوبة:109] ولا إماله له إلا في هذه الكلمة .




8. فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو { إني أعلم } ، أو مكسورة نحو { فتقبل منى إنك } ، أو مضمومة نحو { إني أريد} ، أو كان بعدها أداة التعريف نحو { لا ينال عهدى الظالمين } على تفصيل في ذلك يعلم من كتب الفن .




9. إثبات بعض الياءات الزائدة ـ في الوصل نحو { يوم يأت } في هود ، { ذلك ما كنا نبغ < كتب مثبت الياءات هذه وحصر الكهف>}




منهــج ورش فـي القـراءة





1. له بين كل سورتين ثلاثة أوجه ، (البسملة ، والسكت ، الوصل والوجهان بلا بسملة) وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون..




2. له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات ، وله في مد البدل نحو { آمنوا، إِيماناً، أوتوا} ثلاثة أوجه : القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات ، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو ( شيئاً ) ، التوسط والمد ، وليس في القراءة من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره .




3. يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين من غير إدخال وبإبدالها حرف مد ألفاً إذا كانت مفتوحة . أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل.




4. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين، المتفقتين في الحركة، وله إبدالها حرف مد، أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون .




5. يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة نحو { يؤمن } إلا ما استثني، ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاء للكلمة نحو { مؤجلاً}.




6. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو { ومنهم أميون}.




7. يدغم دال قد في الضاد نحو { فقد ضل}، وفي الظاء نحو { فقد ظلم} ، ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو { كانت ظالمة } ، ويدغم الذال في التاء في { أخذتم} ونحوه.




8. يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو { الهدى ـ الهوى} ويقللها قولا واحداً إذا وقعت بعد راء نحو { اشترى، النصارى} ، ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو { الأبرار، الأشرار، أبصارهم ديارهم}.




9. يرفق الراء المفتوحة نحواً { خيراً } ، والمضمومة نحو { خير} بشروط دونها العلماء في الكتب.




10. يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو { الصلاة } ، أو الساكنة نحو { يصلي} ، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو { وبَطَلَ } ، أو الساكنة نحو { مَطْلَعِ} . أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو { ظلم} ، أو الساكنة نحو { ولا يظلمون} . وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره .




11. يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها، ويسكن ما يسكنه منها، وهناك ياءات يفترقان فيها قد بينها العلماء في المصنفات.


من مو قع : هدي الاسلام


يتبع ........

حنين اللقاء
2009-12-28, 04:21 PM
الإمام ابن كثير المقرئ
(45 هـ ، 665 م - 120 هـ ، 738 م.)

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ

هو أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم، الفارسي الأَصل، الداري العطّار، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري العطار، نسبة إلى دارين، وقال البخاري: هو قرشي من بني عبد الدار، وقال أبو بكر بن داود: الدار بطنٌ من لخمٍ منهم تميم الداري.


مَوْلِدُهُ

45هـ ، 665 م


البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا

مكة، قال الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية: وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ هُوَ اُبْنُ كَثِيرٍ كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلاَ


شُيُوخُهُ

لقي الإمام ابن كثير بمكة عبد الله ابن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم، وأخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال إنه ليس بمشهور عندنا قلت - أي الإمام الجزري - : وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم.

وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه، وعرض أيضاً على مجاهد ابن جببر....


تَلَامِيذُهُ

أشهر تلاميذه راوياه: قنبل؛ وهو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي المخزومي، توفي سنة 291 هـ، 904 م وله ست وتسعون سنة.

وراويه الآخر البزّي، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة بشار الفارسي، كنيته أبو الحسن، توفي سنة 270 هـ، 883 م وله ثمانون سنة.

وقد أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي بعدما ذكر ابن كثير في مقدمة الشاطبية فقال: رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ

وروى القراءة عنه أيضًا إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرر بن حازم والحارث بن قدامة و حماد بن سلمة وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة و شبل بن عباد و ابنه صدقة بن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلي بن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزعة بن سويد وقرة بن خالد و مسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلي بن حكمي وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينة....


ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ

قال عنه الإمام الجزري: وكان فصيحاً بليغاً مفوها أبيض اللحية طويلاً جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار.

وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.

وقال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله - أي ابن كثير - هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات.


وَفَاتُهُ

عاش الإمام ابن كثير 75 سنة وتوفي في مكة سنة 120 هـ ، 738 م.
قال سفيان بن عيينة: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة.


من مراجع البحث
العبر في خبر من غبر............................... الذهبي
الوافي بالوفيات.................................... الصفدي
وفيات الأعيان.................................... ابن خلّكان
غاية النهاية في طبقات القرّاء....................... ابن الجزري



من اشتهر بالرواية عن الإمام ابن كثير

- البـزى. 2- قنبــل.


1- البَزى

هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، فهو منسوب إلى جده الأعلى أبي بزة، واسم أبي بَزة بشار، فارس من أهل همذان ، أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي . والبزة الشدة ، وكنية البزي أبو الحسن .

ولد سنة سبعين ومائة بمكة ، وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير . رواها عن عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن عبد الله القسط ، وعن شبل بن عباد عن ابن كثير ، ولم ينفرد البزى برواية قراءة ابن كثير بل رواها معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب ، لكنه كان أشهر الرواة وأميزهم وأعدلهم . وهو أستاذ محقق ضابط متقن للقراءة ثقة ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة ، وكان مؤذن المسجد الحرام وإمامه أربعين سنة، وقرأ عليه كثيرون منهم الحسن بن الحباب ، وأبو ربيعة ، وأحمد بن فَرْح ، ومحمد بن هارون ، ومحمد بن عبد الرحمن الشهير بقنبل، وهو الراوي الثاني لقراءة ابن كثير ، وستأتي ترجمته قريباً.
توفي البزى بمكة سنة خمس ومائتين عن ثمانين سنة رحمه الله .


2- قنبل

هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد المخزومي المكي، وكنيته أبو عمرو ، ولقبه قنبل، واختلف في سبب تلقبه بهذا اللقب، فقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة ، وقيل لاستعماله دواءاً يقال له قُنْبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به، فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفاً.

ولد بمكة سنة خمس وتسعين ومائة ، وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبّال المعروف بالقواس ، وأحمد البزى المتقدم ذكره ، وقرأ القواس على أبي الإخريط وهب بن واضح ، وقرأ أبو الإخريط على إسماعيل بن عبد الله القسط ومعروف بن مشكان عن ابن كثير.

وروى القراءة عنه عرضاً أناس كثيرون ، منهم أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو من أجلِّ أصحابه ، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح ، وأحمد بن موسى بن مجاهد مؤلف كتاب " السبعة " ومحمد بن شنبوذ وعبد الله بن جبير وهو من أقرانه .

قيل إنه لما طعن في السن قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وقيل بعشر سنين، وتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة بمكة رحمه الله . [النشر(1/120)،والأعلام(7/62)]..


منهــج ابـن كثيــر فــي القـــراءة

1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فكقالون .

2. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.

3. يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو {منه آيات} ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو {فيه هدى} .

4. يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولاً واحداً.

5. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما .

6. يختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزى يقرأ كقالون، أعني بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين، وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين، وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية وإبدالها حرف مد كـ [ورش] أما مختلفتا الحركة فابن كثير من روايتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش.

7. يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات.

8. يثبت بعض الياءات الزائدة وصلاً ووقفاً، وقد تكفل علماء القراءات ببيانها، وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير [ البزى وقنبل ] إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.

9. يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء ـ الهاء نحو {رحمت الله وبركاته} ، { وجنت نعيم}.


يتبع ........

حنين اللقاء
2009-12-28, 04:38 PM
الإمام أبو عمرو البصري
(68 هأ- 154 هـ، 771 م)


اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو زبان بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث ينتهي إلى معد بن عدنان التميمي المازني المقرئ النحوي أحد القراء السبعة وقيل اسمه العريان وقيل غير ذلك، وقد اختلف في اسمه على عشرين قولاً...



مَوْلِدُهُ


اختلف في سنة مولده فقيل: سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وقيل سنة خمس وستين وقيل سنة خمس وخمسين.



البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


ولد ابو عمرو البصري بمكة ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة ، وقرأ بالكوفة و البصرة على جماعات كثيرة...



شُيُوخُهُ


ليس في القرّاء السبعة أكثر شيوخاً منه، وقد حدّث باليسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وأبي صالح السمان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب، وقرأ القرآن على سعيد بن جبير، ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة، وورد أنه تلا على أبي العالية الرياحي، وقد كان معه بالبصرة.



تَلَامِيذُهُ


العباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد، وشجاع البلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل وعدة.


وحدث عنه: شعبة، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، والاصمعي، وشبابة بن سوار، ويعلى بن عبيد، وأبو عبيدة اللغوي، وآخرون.


وأما أشهر تلاميذه فقد أشار إليهم الإمام الشاطبي بعد أن ذكر شيخَهم أبا عمرو فقال:


أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ


هو أبو محمد يحيى بن المبارك العدوي التميمي وعرف باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده فنسب إليه ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون في حجره يؤدبه ومات في أيامه سنة اثنتين ومائتين ، ومعنى أفاض أفرغ والسيب العطاء والعذب الماء الطيب والفرات هو العذب ووجه الجمع بينهما التأكيد أراد به صدق العذوية وكمالها.


ثم ذكر الراوي الآخر فقال:
أَبُو عُمَرَ الدُّورِي وَصَالِحُهُمْ أَبُو شُعَيْبٍ هُوَ السُّوسِيُّ عَنْهُ تَقَبَّلاَ


ذكر اثنين ممن قرأ على اليزيدي ، أحدهما أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي مات سنة ست وأربعين ومائتين ، والثاني أبو شعيب صالح بن زياد السوسي نسب إلى السوس موضع بالأهواز ومات بالرقة سنة إحدى وستين ومائتين في المحرم.



مُؤَلَفَاتُهُ


قيل: كانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسّك فأحرقها.



ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية: وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ


قال أي: وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر ، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره.


وقال عنه ابن معين: ثقة.


وقال أبو حاتم: ليس به بأس.


وقال الشيخ شمس الدين: أبو عمرو قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءة.


وقال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب.


وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم فلسان فلس يشتري به ريحاناً وفلس يشتري به كوزاً فيشم الريحان يومه ويشرب في الكوز يوومه فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان ثم يستجد غير ذلك في كل يوم.


وقال عنه الذهبي: برز في الحروف - أي القراءات - وفي النحو، وتصدر للافادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم.


وقال أبو عمرو الشيباني: ما رأيت مثل أبي عمرو.


وأورد الإمام الجزري عن الأخفش قال: مرّ الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال من هذا فقالوا أبو عمرو فقال لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أرباباً كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول.



من كراماته


عن الإمام عبد الوارث: قال حججت سنة من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي فمررنا ببعض المنازل فقال قم بنا فمشيت معه فأقعدني عند ميل وقال لي لا تبرح حتى أجيك وكان منزل قفر لا ماء فيه فاحتبس عليّ ساعة فاغتممت قفمت أقفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إليّ فقال يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحداً فقلت نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث فو الله ما حدثت به أحداً حتى مات.


وعن سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت على القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.


وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقاً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين...



مَنْهَجُهُ فِي القِرَاءَةِ


يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام أبي عمرو البصري في القراءة:


1 - له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة .


2 - له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة.


3 - له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي.


4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.


5 - يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير.


6 - يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {المؤمنون}، {الذنب}، {اطمأنتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء.


7 - يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {إذ دخلوا} ، ودال في حروف معينة نحو {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في {هل ترى من فطور بالملك}،{هل ترى لهم من باقية بالحاقة } ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}.


8 - يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {السلوى} ، أو كسرها نحو {سيماهم} ، أوضحها نحو {المثلى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {إن كتاب الأبرار} {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري.


9 - يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بقيت الله خير لكم} {إن شجرة الزقوم}.


10 - بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هارون أخي أشدد} . على تفصيل يعلم من كتب الفن.


11 - يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان} {ومن آياته الجوار في البحر مالأعلام}.



مِنْ كَلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ


كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الاحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته.


ليس من الادب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.



وَفَاتُهُ


عاش الإمام أبو عمرو البصري حوالي 85 سنة وتوفي بمكة سنة 154 هـ، 771 م.


قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمر أتيت أولاده فعزيتهم عنه فأني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.



من مراجع البحث


غاية النهاية في طبقات القراء..................... ابن الجزري
سير أعلام النبلاء............................... الذهبي
الوافي بالوفيات................................. الصفدي
إبراز المعاني من حرز الأماني..................... أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن




من اشتهر بالرواية عن الإمام أبي عمرو


1- حفـص الــدورى 2- الســوســيي .



1- حفص الدورى


(150 – 246هـ)


هو ( أبو عمر) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان بن عدى بن صهبان ( ويقال صهيب ) الدورى (نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدوري ) الأزدى البغدادي ، النحوى المقرئ الضرير ( نزيل سامراء ) راوي الإمامين : أبي عمرو ، والكسائي.


ولد سنة خمسين ومائة في الدور في أيام المنصور . وقرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع ، وقرأ على نافع أيضاً ، وقرأ على يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر.


وقرأ على سليم عن حمزة وعلى محمد بن سعدان عن حمزة وقرأ على الكسائي.
وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي .


وهو ثقة ثبت كبير ضابط ، وكان إمام القراء في عصره ، وشيخ الناس خصوصاً أهل العراق في زمانه ، وهو أول من جمع القراءات وصنف فيها .


قال الأهوازي : إنه رحل في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئاً كثيراً وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه ومن مصنفاته : ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن، أحكام القرآن والسنن ، فضائل القرآن، أجزاء القرآن .


وروى القراءة عنه أناس كثيرون منهم أحمد بن حرب شيخ المطوعى ، وأبو جعفر أحمد بن ( فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور ) ، وأحمد بن يزيد الحلواني . والحسن بن على بن بشار العلاف . ( والحسن بن الحسين الصواف، والحسن بن عبد الوهاب، والحسن الحداد ، والخضر بن الهيثم السطوسي ) وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير ، وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني . ومحمد بن أحمد (بن أبي واصل ) البرمكى ، ومحمد بن حمدون القطيعي ، وأبو عبد الله الحداد .


( قال أبو داود : ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري . وقال أحمد ابن فرح المفسر: سألت الدوري ما يقول في القرآن . قال : كلام الله غير مخلوق )


وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه ، أبو حاتم وقال : صدوق .


قال أبو داود رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وطال عمره في القراءة والأقراء ، والأخذ و التلقين . وانتفع الناس بعلمه في سائر الآفاق حتى توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح في عهد المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي [النشر (1/134) ، الأعلام (2/291)] .



2- الســوســي


( ت 561هـ)


هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح الرستبي السوسي [ نسبة إلى سوس مدينة بالأهواز] الرقي [ قال في القاموس الرقة بفتح الراء بلد على الفرات واسطة ديار ربيعة ، وآخر غربي بغداد وجهه أسفل منها بفرسخ انتهى فلعل السوسي نسب إلى شيء من هذا ] وكنيته أبو شعيب ، مقرئ ضابط ، محرر ، ثقة ، اخذ القراءة عرضاً وسماعاً على أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ، وهو من أجل الصحابة وأكبرهم .


وروى عنه القراءة ابنه محمد ، وموسى بن جرير النحوي ، وأبو الحارث محمد بن أحمد الطرسوسى الرقي ، ومحمد بن سعيد الحراني ، وعلى بن محمد السعدي ، ومحمد بن إسماعيل القرشي ؛ وموسى بن جمهور ، وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ وآخرون .


وتوفي بالرقة أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين [النشر(1/134)، الأعلام(31/276)] كما في النشر لابن الجزري .


ولم أجد من كتب عن مولده ولكن عرف مولده بتاريخ وفاته تقريبا فقيل أنه توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب السبعين . قال في النشر وقد قارب التسعين فرضي الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه هو وأخواته من المقرئين أعلى الجنان .



منهــج أبي عمــرو فـي القــراءة


1- له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة .


2- له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة.


3- له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي.


4- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.


5- يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير .


6- يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {المؤمنون}، {الذنب}، {اطمأنتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء.


7- يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {إذ دخلوا} ، ودال في حروف معينة نحو {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في {هل ترى من فطور بالملك}،{هل ترى لهم من باقية بالحاقة } ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}.


8- يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {السلوى} ، أو كسرها نحو {سيماهم} ، أوضحها نحو {المثلى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {إن كتاب الأبرار} {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري .


9- يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بقيت الله خير لكم} {إن شجرة الزقوم}.


10- بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هارون أخي أشدد} . على تفصيل يعلم من كتب الفن.


11- يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان} ومن آياته {الجوار في البحر مالأعلام}.


يتبع ........

حنين اللقاء
2009-12-28, 11:09 PM
الإمام عبد الله بن عامر


(8 هـ، 629 م - 118 هـ، 736 م )


اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو الإمام عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران على الأصح وقيل أبو عامر وقيل أبو نعيم...



مَوْلِدُهُ


8 هـ، 629 م



البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


قال خالد بن يزيد: سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول: ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين.


وقد أشار الإمام الشاطبي في مقدمة الشاطبية إلى أن عبد الله بن عامر قد سكن الشام وقد طابت به فقال:
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنُ عَامِرٍ فَتْلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ


وصفه الناظم بأن دمشق طابت به محللًا أي طاب الحلول فيها من أجله أي قصدها طلاب العلم للرواية عنه والقراءة عليه.



شُيُوخُهُ


ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد...



تَلَامِيذُهُ


روى القراءة عنه عرضاً يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك..


وأشهر تلاميذ الإمام ابن عامر هما:


هشام وذكوان وقد أشار الإمام الشاطبي إليهما بقوله:


هِشَامٌ وَعَبْدُ اللهِ وَهْوَ انْتِسَابُهُ لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ


قال الشارح:
هذان راويات أخذت عنهما قراءة ابن عامر اشتهر بذلك وكل واحد منهما بينه وبين ابن عامر اثنان فهذا معنى قوله بالإسناد عنه تنقلا أي نقلا القراءة عنه بالإسناد شيئا بعد شيء فتنقل من باب تفهم وتبصر ، أما هشام فهو أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير السلمي خطيب دمشق أحد المكثرين الثقات ، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين ، قرأ على أيوب بن تميم التميمي وعراك بن خالد المري ، وقرأ على يحيى بن الحارث الذماري ، وقرأ يحيى على بن عامر ، وأما ابن ذكوان فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري ، قرأ على أيوب بن تميم أيضا وكان يصلي إماما بجامع دمشق سوى الجمعة ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين أي هشام وعبد الله تنقلا عن ابن عامر القراءة بالإسناد...



ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً ثقة فيما أتاه حافظاً لما رواه متقنا لما وعاه عارفاً فهما قيما فيما جاء به صادقاً فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجله الراوين لا يتهتم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيباً في أمره مشهوراً في علمه مرجوعاً إلى فهمه ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر...



وَفَاتُهُ


عاش الإمام عبد الله بن عامر الدمشقي مائة وعشر سنوات وتوفي بدمشق سنة 118 هـ، 736 م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.



من مراجع البحث
غاية النهاية في طبقات القراء................ ابن الجرزي
معرفة القراء الكبار........................ الذهبي
إبراز المعاني من حرز الأماني................ أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن





من اشتهر بالرواية عن الإمام عبد الله بن عامر


1- هشام. 2 - ابن ذكوان.



1- هشام


(153 – 245هـ)


هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي وقيل الظفري الدمشقي .


وكنيته أبو وليد ، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور ، وقيل يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون.


قرأ على عراك المُرِّي وأيوب بن تميم وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع .


وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم .


وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة .


وكان فصيحاً علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول : ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة .


وقال أبو على أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفى أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان


وقال أيضا الأصبهاني رزق هشام كبر السن وصحة العقل والرأي فأرتحل الناس إليه في القراءات والحديث.


قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق .


وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد أنه قال : سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها ، ولا أدرى ما هو صانع في السابعة ، سألته أن يجعلني مصدقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ، سألته ( يرزقنى الحج ففعل . وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يرزقنى ألف دينار حلالاً ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يفدون إلى في طلب العلم ففعل ، سألته أن اخطب على منبر دمشق ففعل ، وأما السابعة التي لا أدرى ما هو صانع فيها أن يغفر لى ولوالدي ).


وروى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني ، وموسى بن جمهور ، والعباس بن الفضل . وأحمد بن النضر ، وهارون بن موسى الأخفش.


وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجة في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين ثقة ، وقال الدارقطني صدوق كبير المحل.


وتوفي هشام سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين . [معرفة القراء الكبار جـ1 ص160 ط القاهرة ، النشر (1/142)].



2- ابن ذكوان


(173 – 242 هـ)


هو عبد الله بن أحمد بن بشر ـ ويقال بشير ـ ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر ، وكنيته أبو محمد وقيل أبو عمرو القرشي الفهري الدمشقي. الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم.


ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة.


أخذ القراءة عرضاً عن أيوب بن تميم ، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة ، قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام ، يقول ابن ذكوان : أقمت عند الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة.


وروى الحروف سماعاً عن إسحاق بن المسيبي عن نافع.


وهو إمام شهير ثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق ، أنتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام ، قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالشام ولا بالحجاز ولا بمصر ولا بخرسان في زمن ابن ذكوان أقرأ عندي منه وألف كتاب " أقسام القرآن وجوابها " وكتاب " ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه ".


روى عنه القراءة ابنه أحمد وأحمد بن أنس وإسحاق بن داود.


وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الله بن عيسى الأصبهاني ومحمد ابن إسماعيل الترمذي ومحمد بن موسى الصورى وهارون بن موسى الأخفش وآخرون.


وتوفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه [غاية النهاية (1/404) الإعلام (4/188)].



منهـج بن عـامـر فـي القـراءة


1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو.


2- له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.


3- له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة (التسهيل والتحقيق) مع الإدخال إذا كانت مفتوحة ، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة . وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص.


4- يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.


5- يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو (إذ تبرأ الذين أتُّبعُوا) ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو (ومن يرد ثواب) ، والثاء في التاء (لبثت ولبثتم) ، حيث وقعا ، والذال في التاء في (أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت).


6- ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وألف (ومشارب) في يس ، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في (تسقى من عين آنية في الغاشية).


7- يقرأ من رواية هشام لفظ (إبراهيم) في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.


8- يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية : (جاء شاء ، زاد حيث وقعت وكيف وردت ، حمارك ، المحراب ، إكراههن ، كمثل الحمار ، والأكرام ، عمران).


9- يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.


يتبع .......

حنين اللقاء
2009-12-28, 11:24 PM
الإمام عاصم
(ت 127 هـ، 745 م )

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ

هو أبو بكر عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الأسدي مولاهم الكوفي شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة، ويقال أبو النجود اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك وبهدلة اسم أمّه وقيل اسم أبي النَّجُود عبد الله...


مَوْلِدُهُ

لم يتعرض أحد ممن روى تاريخ الإمام عاصم الكوفي لسنة مولده.


البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا

من الواضح أن الإمام عاصم قد ولد ونشأ وتوفي بالكوفة،وقد أشار الإمام الشاطبي إلى أن الإمام عاصم كان يقيم بالكوفة،

فقال في مقدمة الشاطبية:

وَبِالْكُوفَةِ الْغَرَّاءِ مِنْهُمْ ثَلاَتَةٌ أَذَاعُوا فَقَدْ ضَاعَتْ شَذاً وَقَرَ نْفُلاَ
فَأَمَّـا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِـمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَـلاَ

قال الشارح:

الغرّاء يعني المشهورة البيضاء المنيرة بكثرة العلماء بها ، منهم يعني من السبعة ثلاثة هم عاصم وحمزة والكسائي أذاعوا أي أفشوا العلم بها وشهروه ونشروه والضمير في ضاعت للكوفة أو للقراءة أي فاحت رائحة العلم بها والشذا كسر العود والقرنفل معروف...

وهذا هو البدر الخامس أبو بكر عاصم بن أبي النجود أحد السادة من أئمة القراءة والحديث ... أثنى الشيخ الشاطبي على عاصم بأن من جملة الرواة عنه شعبة الذي برز في الفضل وهو باب من أبواب المدح معروف فكم من تابع قد زان متبوعه وكم من فرع قد شرف أصله...


شُيُوخُهُ

روى حماد بن زيد عن عاصم قال: كنا نأتي أبا عبد الرحمن أي السلمي ونحن غلمة أيفاع.

وقال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زرّ وكان زر قد قرأ على عبدالله رضي الله عنه فقلت لعاصم لقد استوثقت رواها يحيى بن آدم عنه. وروى جماعة عن عمرو بن الصباح عن حفص الغاضري عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه بالقراءة.

وذكر عاصم أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن - أي السلمي - في شيء من قراءته وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليا في شيء من قراءته. وروى أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش قال كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا.

قال الذهبي:
وقرأ القرآن على أبي عبدالرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش الاسدي، وحدث عنهما، وعن أبي وائل، ومصعب بن سعد، وطائفة من كبار التابعين، وروى فيما قيل عن الحارث بن حسان البكري، ورفاعة بن يثربي التميمي، أو التيمي، ولهما صحبة، وهو معدود في صغار التابعين.


تَلَامِيذُهُ

أشهر تلاميذ الإمام عَاصِم الكُوفِيّ:

1 - أبو بكر ( شعبة ) وقد ولد سنة 95 هـ، 714 م وتوفي في جمادى الأولى سنة 193 هـ، 809 م وكان إماماً علماً كبيراً عالماً عاملا حجة من كبار أئمة السنة ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة.

2 - الروي الثاني لعاصم هو حفص وقد ولد سنة 90 هـ، 709 م وتوفي سنة 180هـ، 796 م، وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب عاصم ابن زوجته، قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية حفص وقال ابن المنادى: كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق ابن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم أقرا الناس دهراً وقال الحافظ الذهبي: أما في القراءة فثقة ثبت ضابط بخلاف حاله في الحديث.

وقد أشار إليهما الإمام الشاطبي بقوله:
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ

قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر ابن حبيش عن ابن مسعود...

وقال الذهبي:
حدّث عنه عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وهما من شيوخه، وسليمان التيمي، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وأبان بن يزيد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة وعدد كثير.

وتصدر للاقراء مدة بالكوفة، فتلا عليه أبو بكر أي شعبة، وحفص بن سليمان...


ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خير

وقال عنه الإمام ابن الجزري: هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه جمع بين الفصاحة والاتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن...

وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود.

وقال يحيى بن آدم عن حسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط كان أفصح من عاصم...

وقال ابن عياش: قال لي عاصم: مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً.

وقال حماد بن سلمة: رأيت حبيب بن الشهيد يعقد الآي في الصلاة ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد ويصنع مثل صنيع عبد الله بن حبيب.

وروى حماد بن سلمى وأبان العطار عن عاصم أن أبا وائل ما قدم عليه إلا قبَّل كفه.

وقال حفص: كان عاصم إذا قرىء عليه أخرج يده فعد.

وروى أبو بكر بن عياش عنه أنه كان يبدأ بأهل السوق في القراءة.

وقال أبو حاتم: محله الصدق

من كلماته

من لم يحسن من العربية إلا وجهًا واحدًا لم يحسن شيئًا.


وَفَاتُهُ

قال ابن عياش دخلت على عاصم وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه في الصلاة: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق.

وقد توفي الإمام عاصم سنة 127 هـ، 745 م رحمه الله رحمةً واسعة.


من مراجع البحث

غاية النهاية في طبقات القراء............... ابن الجزري
النشر في القراءات العشر.................. ابن الجزري
إبراز المعاني من حرز الأماني............... أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
سير أعلام النبلاء......................... الذهبي
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن


أشهر الرواة عن عاصم

1 -شعبة. 2- حفص.

1- شعبة
(95 – 193هـ)

هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة.
عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة وعلى عطاء بن السائب ، وأسلم المنقري.

وعمر دهراً طويلاً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين.

وكان إماماً كبيراً عالما حجة من كبار أهل السنة وكان يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.

وعرض عليه القرآن أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد ويحيى بن محمد العليمي وعروة بن محمد الأسدى ، وسهل بن شعيب وغيرهم.

وروى عنه الحروف سماعاً من غير عرض إسحاق بن عيسى ، وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبر ، وعبد الجبار بن محمد العطاردي وعلى بن حمزة الكسائي ويحيى بن آدم وغيرهم ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك ، أنظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشر ألف ختمة.

توفى في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه [أنظر النشر (1/56/1) الأعلام (242)].


2- حفص
( 90 – 180هـ)

هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص.

أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ـ ابن زوجته ـ.

قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ بها ، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.

وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف ، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط ، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش . ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.

روى عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة ، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه ، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وابي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف ﴾ .. الآية.

قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الأية بضم الضاد.

وقرأ عاصم بالفتح وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون ، منهم حسين ابن محمد المروزي ، وعمرو بن الصباح ؛ وعبيد بن الصباح ، والفضل بن يحيى الأنباري وأبو شعيب القواس.

وتوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح [النشر(1/156) غاية النهاية (1/254) الأعلام(2/291)].


منهـج عـاصـم فـي القـراءة

1- يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل.

2- يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.

3- يميل شعبة عنه ألف " رمى " في ولكن الله رمى " بالأنفال " وألف أعمى في موضعي الإسراء " ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى " وألف نآى في " ونآي بجانبه " في الإسراء ، وألف ران في "كلا بل ران" في المطففين وألف في " شفا جرف هار " في التوبة ، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في " مجريها ".

4- يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في " من بعدي اسمه أحمد "في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في "أومى إلهين" في المائدة و"أجرى إلا" في جميع المواضع، و"وجهي لله" في آل عمران والإنعام.
و "بيتى" في "ولمن دخل بيتي" بنوح ، "ولى دين" في الكافرون.

5- يحذف الياء الزائدة وصلاً ووقفاً من رواية شعبة في "فما آتان الله خير" في النمل.

6- يقرأ من رواية شعبة "من لدنه" بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها ، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها.


يتبع ....

الليث الضاري
2009-12-29, 06:19 AM
جزاكم الله خيرا

موضوع هام وشائق

للتثبيت

دانة
2009-12-29, 06:40 AM
موضوع رائع ومعلومات مفيدة
جزاكِ الله خيرا أختي حنين

حنين اللقاء
2009-12-29, 01:29 PM
جزاكم الله خيرا




موضوع هام وشائق



للتثبيت


جزاني الخير واياكم اخينا الفاضل ليث ضاري

بارك الله فيكم على التثبت

حنين اللقاء
2009-12-29, 01:30 PM
موضوع رائع ومعلومات مفيدة


جزاكِ الله خيرا أختي حنين


جزاني واياك أختي دانة سررت بمرورك الكريم بارك الله فيك

حنين اللقاء
2009-12-29, 02:15 PM
الإمام حمزة


(80 هـ، 700 م - 156 هـ، 773 م)

اسْمُهُ وَنَسَبُهُ



هو الإمام الحبر القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميمهم، الزيات، أحد القراء السبعة، وإنما قيل له " الزيات " لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان - وهي مدينة في أواخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل- ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة، فعرف به.



مَوْلِدُهُ


ولد بالكوفة سنة 80 هـ، 700 م ، وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.



أَهَمُّ مَلَامِح شَخْصِيتِهِ وَأَخْلَاقِهِ


إمامته في علم القراءات


كان الإمام حمزة رحمه الله أحد الأئمة الكبار في القراءات، وقد أخذ عنه الإمام الكسائي، قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والادغام، ألكم فيه؟ قال: نعم، حمزة كان يهمز ويكسر، وهو إمام، لو رأيته لقرت عينك من نسكه. وانعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول...


قال حمزة: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري.


وعن شعيب بن حرب قال أم حمزة الناس سنة مئة قال ودرس سفيان الثوري على حمزة القرآن أربع درسات، وقال أبو عمر الدوري حدثنا أبو المنذر يحيى بن عقيل قال كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال هذا حبر القرآن... .


علمه بعمله وطلبه للأخرة


لم يكن الإمام حمزة رحمه الله يأخذ على تعليم الناس القرآن أجرًا وإنما كان يحتسب ذلك عند الله عز وجل، قال أحمد بن عبدالله العجلي حدثنا أبي قال: حمزة سنة يكون بالكوفة وسنة بحلوان فختم عليه رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم فبعث إليه بألف درهم فقال لابنه: قد كنت أظن لك عقلا أنا آخذ على القرآن أجرًا؟!! أرجو على هذا الفردوس.


وقال حسين الجعفي ربما عطش حمزة فلا يستقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه، وذكر جرير بن عبد الحميد قال مر بي فطلب ماء فأتيته به فلم يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده، وقال عنه الحافظ الذهبي: وكان من الائمة العاملين.


وقال عبيد الله بن موسى: كان حمزة يقري القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي مابين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء.



شُيُوخُهُ


أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي شليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة...



تَلَامِيذُهُ


وأخذ عنه القرآن عدد كثير: كسليم بن عيسى، والكسائي، وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وعبد الله بن صالح العجلي...


وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، وبكر بن بكار، وحسين الجعفي، وقبيصة، وخلق...


قال الشارح:


اعتمد في هذا الإطلاق على معرفة ذلك واشتهاره بين أهله وهو أن سليما قرأ على حمزة وأن خلفا وخلادا أخذا قراءة حمزة عن سليم عنه وظاهر نظمه لا يفهم منه هذا فإنه لا يلزم من كونهما رويا الذي رواه سليم أن يكون أخذهما عن سليم لاحتمال أن يكون سليم رفيقا لهما ومتقنا ومحصلا حالان من الهاء في رواه أو من الذي وكلاهما واحد ، وسليم هذا هو سليم بن عيسى مولى بني حنيفة ، مات سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة وقيل سنة مائتين ، وأما خلف فهو صاحب الاختيار وهو أبو محمد خلف بن هشام البزار آخره راء ، مات ببغداد سنة إحدى أو ثمان أو تسع وعشرين ومائتين ، وأما خلاد فهو أبو عيسى ويقال أبو عبد الله خلاد بن خالد الأحول الصيرفي الكوفي ويقال خلاد ابن خليد ويقال ابن عيسى ، توفي سنة عشرين أو ثلاثين ومائتين...



مُؤَلَفَاتُهُ


له من المؤلفات كتاب الفرائض وكتاب القراءة.



ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ

قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:

وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ


وقال عنه الصفدي: كان عديم النَّظير في وقته علماً وعملاً، وكان رأساً في الورع.


وقال عنه الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.


وقال عنه الإمام ابن الجزري: كان إماما حجة ثقة ثبتا رضي قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله...


وعن أبي المنذر يحيى بن عقيل قال: كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال: هذا حبر القرآن.


وعن مندل قال: إذا ذُكّر القرّاء فحسبك بحمزة في القراءة والفرائض.


وقال أبو حنيفة لحمزة: شيآن غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض.


وقال يحيى بن معين: حمزة ثقة، وقال أيضًا: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.


وقال سفيان الثوري: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.


وقال عبدالله بن موسى: ما رأيت أحدًا أقرأ من حمزة.



وَفَاتُهُ


عاش الإمام حمزة 76 سنة ومات بحلوان في العراق سنة 156 هـ، 773 م، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .



من مراجع البحث
غاية النهاية في طبقات القراء................. ابن الجزري
معرفة القرّاء الكبار......................... ابن الجزري
إبراز المعاني من حرز الأماني................. أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
سير أعلام النبلاء........................... الذهبي
وفيات الأعيان............................. ابن خلّكان
هدية العارفين............................. الباباني
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من موقع طريق القرآن




أشهـر مـن روى قـراءتـه


1- خلف. 2- خلاد.



1- خلف


(150 – 229ه،)


هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدى البغدادي البزار ، ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب ، وكنيته أبو محمد وهو أحد الرواة عن سليم عن حمزة . وأختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشرة.


ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين ، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة.


أخذ القراءة عرضاً عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ، ويعقوب بن خليفة الأعشى ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبى.


وروى الحروف عن إسحاق المسيبى وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم، وسمع من الكسائى الحروف ولم يقرأ عليه القرآن . قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم.


وكان ثقةً كبيراً زاهداً عالماً عابداً روى عنه أنه قال : أشكل على باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته.


وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم ، ورافة ، وأخوه إسحاق بن إبراهيم ، وإبراهيم بن على القصار ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود وغيرهم .


قال ابن أشتة : كان خلف يأخذ بمذهب حمزة لأنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً في إختياره ، وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في قوله تعالى " وحرام على قرية " بالأنبياء فقرأه كحفص.


وتوفي خلف في جمادة الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد [غاية النهاية (1/273) تاريخ بغداد (8/322) الأعلام (2/360)].



2- خلاد


(130 – 220هـ)


هو خلاد بن خالد الشيبانى الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى وقيل أبو عبد الله ، ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة ـ وقيل سنة ثلاثين ـ ومائة. أيام هشام أو مروان


أخذ القراءة عرضاً عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم.


وروى القراءة عن حسين بن على الجعفي عن أبي بكر ، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم ، وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي.


وخلاد إمام القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن ، وروى عنه للقراءة عرضاً أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن على القصار ، وعلى بن الحسين الطبرى وإبراهيم بن نصر الرازي ، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ، ومحمد بن الفضل ، ومحمد بن سعيد البزازي ، ومحمد بن الهيثم قاضي بكر وهو من أجل أصحابه.


وتوفي خلاد سنة عشرين ومائتين [ النشر لابن الجزرى( 1/165 ) الإعلام ( 2/356 ) ] رحمه الله وأثابه.



منهـج حمـزة فـي القـراءة


1- يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.


2- يضم الهاء وصلاً ووقفاً في الألفاظ الثلاثة : ( عليهم ، إليهم ، لديهم ) .


3- يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.


4- يسكن الهاء في : يؤده إليك ، وقوله ( ما تولى ونصله جهنم ) نؤته منها ، فألقه إليهم.


5- يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو ﴿ عذاب أليم ﴾.


6- يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون ، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك.


7- يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء ، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجحيم ، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفها ، وتاء التأنيث في جميع حروفها ، ويدغم لام هل الثاء ﴿ هل ثوب الكفار ﴾ في المطففين ، ولام بل في السين في ﴿ بل سولت لكم ﴾ بيوسف وفي التاء نحو ﴿ بل تأتيهم ﴾ ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو وإن تعجب فعجب ، وهذا من رواية خلاد ، ويدغم الذال في التاء في ( عذت ، واتخذتم ، فنبذته ) والثاء في التاء في ﴿ أورثتموها ﴾، وفي لبث كيف وقع.


8- يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو ( الهدى ، اشترى ، النصارى ) ، ويميل الألفات في ( خاب ، خافوا ، طاب ، ضاقت ، وحاق ، زاع ، جاء ، شاء ، وزاد ) ، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو ( إن كتاب الأبرار ، من الأشرار ) .


9- يسكن ياءات الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنوا بإبراهيم ﴾، ﴿ يا عبادي الذين أسرفو ﴾، بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.


10- يثبت الياء الزائدة في ﴿ اتمدونن بمال ﴾ في النمل، ﴿ ربنا وتقبل دعاء ﴾ بإبراهيم


يتبع.......