رد شبهة : رسول الإسلام يبزق في ثوبه [الأرشيف]

سيف الحتف

2009-12-31, 10:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

اللهم صلِ على سيدنا محمد في الأولين وصلِ عليه في الآخرين وصلِ عليه يا ربنا في الملأ الأعلى إلى يوم الدين .

والله إن هذه شبهة لا تستحق أن يُلتفت إليها فضلاً عن الرد عليها , لأن صاحب الشبهة بذكائه المعتاد ظنّ أن هذه عادة دأب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يعلم أن هذا لم يحدث إلا في [ حالة خاصة ] وهي في الصلاة .

وقد بوّب أبي داود في سننه هذا الحديث تحت باب " في كراهية البزاق في المسجد " إذاً فهذه حالة خاصة , وسببها يعود إلى كراهية البزاق تجاه القبلة , فيكره للمصلي أن يبزق جهة القبلة ؛ لأنه يستقبل الله رب العالمين , فهل من باب الأدب أن يبصق المسلم جهة ربه - عزّ وجل - وهو يستقبله للصلاة فضلاً عن عدم الإلزام بالبصق في الثوب ,بمعنى أن قد خُير بين أن :-

أولاً :- يبزق عن يساره .

ثانياً :- أن يبصق في ثوبه ثم يدلكه .

فهذا إذاً ليس على وجه الإلزام بالبصق في الثوب فقط .

والآن لنستعرض الأدلة :-

أخبرنا محمد بن بشار عن محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت القاسم بن مهران يحدث عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه وإلا فبزق النبي صلى الله عليه وسلم هكذا في ثوبه ودلكه . [ 1 ]

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسمعيل ابن علية عن القاسم بن مهران عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال ما بال أحدكم يقوم مستقبله يعني ربه فيتنخع أمامه أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه إذا بزق أحدكم فليبزقن عن شماله أو ليقل هكذا في ثوبه ثم أراني إسمعيل يبزق في ثوبه ثم يدلكه . [ 2 ]

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن المثني ثنا حميد عن أنس قال : رأى نخامة في قبلة المسجد فشق عليه حتى عرف ذاك في وجهه فحكه وقال ان أحدكم أو المرء إذا قام إلى الصلاة فإنه يناجي ربه عز وجل أو ربه بينه وبين القبلة فليبزق إذا بزق عن يساره أو تحت قدمه وأومأ هكذا كأنه في ثوبه قال وكنا نقول لحميد فيقول سبحان الله من هو يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزيدنا عليه . [ 3 ]

إذاً عرفنا أن البصق في الثوب في حالة الصلاة وهي عارض بمعنى أن العبد ليس في كل صلاة تعارضه النخامة حتى يبصق , بل هذا إذا إستلزم الأمــر فقط أن يقوم بالبصق في ثوبه تأدباً مع ربه عزّ وجل .

( مُسْتَقْبِله ) أَيْ مُسْتَقْبِل اللَّه تَعَالَى وَالْمُرَاد أَنَّهُ مُتَوَجِّه مُقْبِل إِلَى اللَّه تَعَالَى فَهُوَ كَالْمُسْتَقْبِلِ لَهُ تَعَالَى فَيَنْبَغِي تَعْظِيم تِلْكَ الْجِهَة فِي تِلْكَ الْحَالَة قَوْله ( أَنْ يُسْتَقْبَل ) عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول . [ 4 ]

بيد أن البصاق طاهر ولم يرد فيه شئ يدل على نجاسته والدليل :-

وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَبْصُق وَهُوَ فِي الصَّلَاة وَلَا تَفْسُد صَلَاته , وَفِيهِ أَنَّ الْبُصَاق طَاهِر وَكَذَا النُّخَامَة وَالْمُخَاط , خِلَافًا لِمَنْ يَقُول : كُلّ مَا تَسْتَقْذِرهُ النَّفْس حَرَام , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . [ 5 ]

فما المشكلة الآن ؟؟!

هل المشكلة أن الرسول يعلمنا كيف نتأدب مع ربنا عزّ وجل في الصلاة وأنه لايجوز للمسلم أن يبصق جهة القبلة لأنه في هذه الحالة [ الصلاة ] يستقبل ربه عزّ وجل , فيجوز له أن يبصق عن يساره أو في ثوبه ؟؟!

من المعلوم أن نظافة الرسول صلى الله عليه وسلم أقلقتكم ؛ فسهرتم الليالي تبحثون عن ثغرة تستندون عليها في إدعائكم , ولكن في كل مرة نردكم على أعقابكم خاسئين , فهذا يُعد إثباتاً ضمنياً بعجزكم عن نفي حقيقة نظافة الرسول صلى الله عليه وسلم , فهو أمر بات مُسلَم به وعليكم أن تقبلوه واقع مرير بالنسبة إليكم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المحدث: محمد ناصر الدين الألباني - المصدر: صحيح وضعيف سنن النسائي الدرجة: تحقيق الألباني :صحيح ، صحيح الترغيب والترهيب ( 1 / 114 / 180 ) // صحيح الجامع ( 644 ) // رقم الحديث: 309 - الجزء: 1 - الصفحة: 453

[2]المحدث: محمد ناصر الدين الألباني - المصدر: صحيح وضعيف سنن ابن ماجه الدرجة: تحقيق الألباني :صحيح ، صحيح الترغيب والترهيب ( 280 ) رقم الحديث: 1022 - الجزء: 3 - الصفحة: 22

[3] المحدث: شعيب الأرنؤوط - المصدر: مسند احمد بن حنبل بأحكام شعيب الأرنؤوط الدرجة: إسناده صحيح على شرط الشيخين رقم الحديث: 12982 - الجزء: 3 - الصفحة: 188

[4]شرح سنن بن ماجة للسندي , باب إقامة الصلاة والسنة فيها , فصل المصلي يتنخم .

[5]عون المعبود بشرح سنن أبي داود , باب الطهارة , فصل البصاق يُصيب الثوب .