المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد شبهة : كتبه أم كتابه



سيف الحتف
2010-01-16, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله



تقول الشبهة :-




هل فعلا القرآن يطلب من المسلم ان يؤمن بكل الكتب السماوية ام كتاب واحد ؟؟؟


ندع القرآن يرد


1- رواية حفص عن عاصم


http://img130.imageshack.us/img130/8237/a01b.gif


http://img197.imageshack.us/img197/1448/a02l.gif


الى هنا فالمسلم يؤمن بكتب وليس بكتاب واحد فقط


هل فعلا القرآن يطلب من المسلم ان يؤمن بكل الكتب السماوية ام كتاب واحد ؟؟؟



ندع القرآن يرد



1- رواية حفص عن عاصم


http://img130.imageshack.us/img130/8237/a01b.gif


http://img197.imageshack.us/img197/1448/a02l.gif


الى هنا فالمسلم يؤمن بكتب وليس بكتاب واحد فقط


هل فعلا القرآن يطلب من المسلم ان يؤمن بكل الكتب السماوية ام كتاب واحد ؟؟؟




يُتبع الرد بإذن الله :-

سيف الحتف
2010-01-16, 01:51 PM
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد في الأولين وصلِ عليه في الآخرين وصلِ عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .


كما تعودنا من النصارى الجهلاء الذي ينبحون في كل نادٍ بأنهم وجدوا أدلة على تحريف القرآن , تعودنا منهم على الغباء وقلة العلم والحجة والبينة والمماطلة دون داع , وسبب المماطلة ليس لأنه يملك الحق , بل لأنه جاهل فلا يعرف متى يكون رد شبهته وما هي أبعاد الشبهة أصلاً !


وللرد نقسم الرد لنقطتين :-

الرواية الموافقة للإجماع

عدم خطأ هذه الرواية وعلة هذا



أولاُ :- الرواية الموافقة للإجماع:-


قال الإمام بن كثير في تفسيره :-


(( واختلف القراء فـي قراءة قوله: «وكتبه»، فقرأ ذلك عامة قراء الـمدينة وبعض قراء أهل العراق: { وَكُتُبِهِ } علـى وجه جمع الكتاب علـى معنى: والـمؤمنون كلّ آمن بـالله وملائكته وجميع كتبه التـي أنزلها علـى أنبـيائه ورسوله )) ا.هـ


قال الإمام القرطبي رحمه الله :- (( وقرأ نافع وابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر { وَكُتُبِهِ } على الجمع )) ا.هـ


قال الإمام الرازي :- (( المسألة الثالثة: قرأ حمزة { وكتابه } على الواحد، والباقون { كتبه } على الجمع )) ا.هـ


ظاهر الأمر الإجماع على القراءة بالجمع لا الإفراد , لأنها الأصلح في السياق التي أتت فيه وهو سياق الجمع .



http://www.elforkan.com/7ewar/images/smilies/007.gif
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
صدق الله العظيم





قال الإمام الرازي رحمه الله :-


(( قال العلماء: والقراءة بالجمع أفضل لمشاكلة ما قبله وما بعده من لفظ الجمع ولأن أكثر القراءة عليه ))


قال الإمام الطبري في تفسيره :-


(( { وَكُتُبِهِ } علـى وجه جمع الكتاب علـى معنى: والـمؤمنون كلّ آمن بـالله وملائكته وجميع كتبه التـي أنزلها علـى أنبـيائه ورسوله ))


ثـانياً :-عدم خطأ هذه الرواية وعلة هذا:-


القراءة الثـانية جاءت على الإفراد { كتابه } ويظن النصراني الجاهل أنها تقصد كتاب واحد وأصبح المسلم يؤمن بكتاب واحد وبهذا إختلفت القراءتين , فالأولى يؤمن بالكتب كلها والثانية بكتاب واحد .


وهذا من الجهل بمكان أن يُقال أن هناك تناقض بين قراءتين , ومادامت القراءة صحيحة وليس شاذة ووصلت لنا بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايحق لنا نفيها.


قال الكواشي:- (( أن يكون دليلا على حسب المدلول عليه أو مرجحا إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى وهذا غير مرضي لأن كلتيهما متواترة وقد حكى أبو عمر الزاهد في كتاب اليواقيت عن ثعلب أنه قال إذا اختلف الإعراب في القرآن عن السبعة لم أفضل إعرابا على إعراب في القرآن فإذا خرجت إلى الكلام كلام الناس فضلت الأقوى وهو حسن.)) ا.هـ [1]


وقال أبو جعفر النحاس:- (( وقد حكى اختلافهم في ترجيح: {فَكُّ رَقَبَةٍ} بالمصدرية والفعلية فقال والديانة تحظر الطعن على القراءة التي قرأ بها الجماعة ولا يجوز أن تكون مأخوذة إلا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" فهما قراءتان حسنتان لا يجوز أن تقدم إحداهما على الأخرى. ))ا.هـ [2]


ولتوضيح الإشكال عند النصراني أقول , أن { كتاب } بالإفراد في القراءة الثانية هي إسم جنس , وإسم الجنس يُفيد العموم إذا عُرف أي أصبح مُعرفاً بالألف واللام أو الإضافة , ونلاحظ أن { كتاب } مُعرفة بالإضافة وهي { كتبه } أُضيف الإسم النكرة إلى الهاء فأصبح مُعرفاً بالإضافة وبذلك أصبح إسم الجنس يُفيد العموم أي يشمل كل الكتب ؛ إذاً القراءتين صحيحتين فالأولى على الجمع تشمل كل الكتب المنزلة من عند الله , والثانية على الإفراد ولكونها إسم جنس مُعرف صارت تفيد العموم لتشمل كل الكتب كحال القراءة الأولى .


قال الإمام الرازي :-


((المسألة الثالثة: قرأ حمزة { وكتابه } على الواحد، والباقون { كتبه } على الجمع، أما الأول ففيه وجهان أحدهما: أن المراد هو القرآن ثم الإيمان به ويتضمن الإيمان بجميع الكتب والرسل والثاني: على معنى الجنس فيوافق معنى الجمع، ونظيره قوله تعالى:{ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيّينَ مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِ } [البقرة: 213]. فإن قيل: اسم الجنس إنما يفيد العموم إذا كان مقروناً بالألف واللام، وهذه مضافة. )) ا.هـ



وقال الإمام البيضاوي :-




(( «وكتابه» يعني القرآن، أو الجنس. والفرق بينه وبين الجمع أنه شائع في وحدان الجنس والجمع في جموعه ولذلك قيل: الكتاب أكثر من الكتب ))ا.هــ




وأختم بما قال الإمام الطبري وهو :-

(( وكان ابن عبـاس يوجه تأويـل ذلك إلـى نـحو قوله:{ وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ } بـمعنى: جنس الناس وجنس الكتاب، كما يقال: ما أكثر درهم فلان وديناره، ويراد به جنس الدراهم والدنانـير. وذلك وإن كان مذهبـا من الـمذاهب معروفـا، فإن الذي هو أعجب إلـيّ من القراءة فـي ذلك أن يقرأ بلفظ الـجمع، لأن الذي قبله جمع، والذي بعده كذلك، أعنـي بذلك: «وملائكته وكتبه ورسله»، فإلـحاق الكتب فـي الـجمع لفظاً به أعجب إلـيّ من توحيده وإخراجه فـي اللفظ به بلفظ الواحد، لـيكون لاحقا فـي اللفظ والـمعنى بلفظ ما قبله وما بعده، وبـمعناه )) أ.هـ



أي القرآءتين صحيحتين لتواترهما من ثقة عن ثقة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الأفضل هو الجمع لمشاكلة ما قبله وما بعده وهو سياق الجمع .


والحمد لله رب العالمين .
___________________


[1] مناهل العرفان في علوم القرآن ج 1 ص 338 إلى 339


[2] نفس المرجع السابق ص 339