المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الظن .. راحة للقلب



أمـــة الله
2008-01-14, 06:54 PM
حسن الظن .. راحة للقلب
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".
وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.

من الأسباب المعينة على حُسن الظن:
هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

1) الدعاء:
فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

2) إنزال النفس منزلة الغير:
فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد
وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12].
وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

3) حمل الكلام على أحسن المحامل:
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

4) التماس الأعذار للآخرين:
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار
واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.
وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.
إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

5) تجنب الحكم على النيات:
وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

6) استحضار آفات سوء الظن:
فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.
رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.

الشبكة الإسلامية >>

صقر قريش
2008-01-14, 07:00 PM
إنزال النفس منزلة الغير:

فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد
وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12].

أعتقد أن هذا العامل هو الأهم من وجهة نظري .. فلو وضع الانسان نفسه محل غيرة لأحسن الظن بأخيه ..

موضوع أكثر من مميز شكرا لك أختاه على هذه المقالة الهادفة ..

احترامي وتقديري .

أمـــة الله
2008-01-14, 07:21 PM
أعتقد أن هذا العامل هو الأهم من وجهة نظري .. فلو وضع الانسان نفسه محل غيرة لأحسن الظن بأخيه ..

موضوع أكثر من مميز شكرا لك أختاه على هذه المقالة الهادفة ..

احترامي وتقديري .

بارك الله فيك اخي عمر على المرور وسلمت يداك

نعم كلامك صحيح أخي عمر لكن للأسف الكثير لا يحسن الظن بأخيه يبني حكمه على التخيلات التي قد تكون صحيحة أوغير صحيحة

ينبغي على المسلم أن ينظر إلى الآخرين نظرة إيجابية ويبتعد عن التخيلات السلبية

نسأل الله أن يوفقنا للتحلي بمكارم الأخلاق اللهم آآآآمين

samaher
2008-01-14, 08:49 PM
جزاك الله خيرا اختي نورا على هذا الموضوع القيم.


الظن مبني على التخمين بسبب كلمة أو عمل محتمل،فكانت نتيجة الظن في الغالب الوقوع في مشاكل عديدة لامبرر لها،كما أن الظن يجعل تصرف صاحبه خاضعاً لما في نفسه من تهمة لأخيه المسلم،ويتحكم الظن في التسويلات النفسية والاتجاهات القلبية حتى تجد من يظن السوء يحمل لمن يظن به أطناناً من التهم بناها خياله المريض،وكدستها أوهامه ولذا نهى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه عن الظن بقوله:(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)متفق عليه،


ويكون سوء الظن محرماً إذا توافرت فيه ثلاث شروط:

أولها:أن يكون من يساء به الظن مسلماً،

ثانيها:أن يستقر سوء الظن في النفس وتصير التهمة التي يتهم المسلم أخاه بها شيئاً يترتب عليه أن يعامل المسلم أخاه حسبما استقر في نفسه،

ثالثها:أن يكون المتهم الذي يساء الظن به ظاهر الصلاح والعدالة بمعنى أنه غير مرتكب لكبيرة ولامصر على صغيرة فيما يبدو للناس،أما فيما بينه وبين الله تعالى فلا دخل للعباد فيه.


منقول عن صيد الفوائد.

ذو الفقار
2008-01-14, 11:01 PM
ما أجمل موضوعك يا أختى نورا
قيم ومميز كما تعودنا من قلمك


بعد قراءة الموضوع وجدت كلمة فى توقيع الاخ سراج الأقصى مزقت قلبى والله


أيهدم الأقصى وأنا حيّ ؟
ولاكتبن عليه موضوع مستقل وبهذا العنوان


جزاكم الله الخير كله يا أخواني

أمـــة الله
2008-01-14, 11:20 PM
الظن مبني على التخمين بسبب كلمة أو عمل محتمل،فكانت نتيجة الظن في الغالب الوقوع في مشاكل عديدة لامبرر لها،كما أن الظن يجعل تصرف صاحبه خاضعاً لما في نفسه من تهمة لأخيه المسلم،ويتحكم الظن في التسويلات النفسية والاتجاهات القلبية حتى تجد من يظن السوء يحمل لمن يظن به أطناناً من التهم بناها خياله المريض،
نعم أختي سماهر كلامك صحيح سوء الظن مبني على التخمين ومن يظن بالناس بالسوء
يكون انسان مريض نفسيا أفعاله داله على عدم ثقته بنفسه أولا ومن ثم عدم ثقته بالآخرين
ينبغي على المسلم التماس العذر لأخوه المسلم وتجنب الحكم عليه والظن السئ
شكرا جزيلا على مرورك العطر والإضافة القيم أختي العزيزة سماهر نورت صفحتي


ما أجمل موضوعك يا أختى نورا
قيم ومميز كما تعودنا من قلمك

اهلا أخي أحمد اشكرك على هذا الأطراء الجميل
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على المرور الطيب


بعد قراءة الموضوع وجدت كلمة فى توقيع الاخ سراج الأقصى مزقت قلبى والله
أيهدم الأقصى وأنا حيّ ؟

سلمت يداك اخي احمد فعلا كلمة الاخت سماهر تقطع القلوب الأقصى ينزف ويصرخ من العدوان الصهيوني الأقصى في خطر ولا حياة لمن تنادي
صبرا يا اقصى صبرا ان فرج الله لقريب
اشكركم على المرور اخوتي الكرام

samaher
2008-01-15, 05:05 PM
ما أجمل موضوعك يا أختى نورا
قيم ومميز كما تعودنا من قلمك


بعد قراءة الموضوع وجدت كلمة فى توقيع الاخ سراج الأقصى مزقت قلبى والله


ولاكتبن عليه موضوع مستقل وبهذا العنوان


جزاكم الله الخير كله يا أخواني


أيهدم الأقصى وانا حي!!
هو شعار اخترناه لنضع المسجد الأقصى في اعلى سلم اولوياتنا ولنعمل من أجل الحفاظ على المسجد الأقصى فهناك خطر داهم يحدق بالمسجد الأقصى المبارك وهناك مخططات نسف للمسجد الأقصى والاعتداءات متواصلة .

لذا يجب علينا أن نشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ، ولإفشال كل المخططات الصهيونية المتربصة به وللدفاع عنه وافتدائه بالمهج والأرواح ، قال تعالى " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " يوسف 21.


الأخ ذو الفقار نحن بانتظار موضوعك عن الأقصى وسنشارك بما نستطيع ان شاء الله.

ابوالسعودمحمود
2011-05-06, 09:15 PM
جزاكى الله خيرا استاذه نورا

أمـــة الله
2011-05-09, 03:49 PM
وجزاك الله كل خير أخي أبو السعود
شرفني مرورك الطيب والكريم
تحيتي لك