تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القلب والعقل والعلاقة بينهما .



إدريسي
2010-02-06, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..

كثيرا ما يقع الخلط في معنى القلب بين مفهومه في القرآن ومفهومه الشائع .. ونفس الشيئ بالنسبة للعقل .. فما يسمى في الاصطلاح الشائع عقلا - نقول إنسان له عقل - هو الذي يسمى في القرآن الكريم وعند العرب قلبا .. وأما العقل - نقول إنسان يعقل - فهو فعل القلب .. أي أن القلب محل والعقل هو ما يحدث في هذا المحل ..

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
((وأما قوله‏:‏ أين مسكن العقل فيه‏؟‏ فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 46‏]‏‏.‏ وقيل لابن عباس‏:‏ بماذا نلت العلم‏؟‏ قال‏:‏ بلسان سؤول،وقلب عقول‏.‏
لكن لفظ ‏[‏القلب‏]‏ قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن، التي جوفها علقة سوداء، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد‏)‏، وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقًا، فإن قلب الشيء باطنه، كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك، ومنه سمى القليب قليبًا ؛ لأنه أخرج قلبه وهو باطنه، وعلى هذا، فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضًا؛ ولهذا قيل‏:‏ إن العقل في الدماغ، كما يقوله كثير من الأطباء، ونقل ذلك عن الإمام أحمد، ويقول طائفة من أصحابه‏:‏ إن أصل العقل في القلب، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ‏.‏
والتحقيق‏:‏ أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا، وما يتصف من العقل به يتعلق بهذا وهذا، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب‏.‏
والعقل يراد به العلم، ويراد به العمل، فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة، وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصور المراد، فلابد أن يكون القلب متصورًا، فيكون منه هذا وهذا، ويبتدئ ذلك من الدماغ، وآثاره صاعدة إلى الدماغ، فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء، وكلا القولين له وجه صحيح، وهذا مقدار ما وسعته هذه الأوراق، والله أعلم‏.))اهـ .

تلميذ أمير عبد الله
2010-02-06, 08:49 PM
جزاك الله كل خير

ذو الفقار
2010-02-06, 08:54 PM
والمريد لا يكون مريدًا إلا بعد تصور المراد،


كلام العلماء ما قل ودل

جزاك الله خيراً يا ادريسي