أبو حنيفة السلفي
2010-02-27, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، أما بعد :
فهذا رد مختصر على شبهة :
” يجلس الله محمداً على الكرسي “
*أصل الشبهة :
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره في المجلد العاشر صفحة 311:
القول الثالث – ما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت: المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثا.
*الرد على الشبهة :
أن هذا القول انفردت به فرقة وهذا من الخطأ وأما ما روي أن الإمام مجاهد منها فهذا خاطئ لأن قول الإمام مجاهد جاء عند الطبري بغير إسناد له ، وجاء مسنداً من هذه الرواية :
حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال: يُجْلسه معه على عرشه.
هذه الرواية لا تصح لأن فيها ليث بن أبي سليم :-
** قال الحافظ فى ” الفتح ” 3 / 459 : ليث ضعيف .
** كتاب معرفة التذكرة للمقدسي : “ ليث ابن أبي سليم تركه يحيى القطان وعبد الرحمن وأحمد ويحيى”.
** نصب الراية ج 2 ص 234 ” ليث بن أبي سليم ضعيف عند أهل الحديث قال : وروى عن ابن عباس إلا أنه ينفرد ( 23 ) بإسناده ابن لهيعة وهو لا يحتج به انتهى” .
** السلسلة الضعيفة ج2 ص 14 : “ ليث ابن أبي سليم ضعيف باتفاقهم“
إذاً فالقول بأن مجاهد كان ممن قال هذا لا يؤخذ به .
قال القرطبي رحمه الله : “ وروت في ذلك حديثا ” .
* وهذا الحديث هو :
عن أحمد بن يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا * قال : ” يجلسني على العرش ” وجاء من عدة طرق غير هذا سيأتي بيانها .
* قال الألباني في ” السلسلة الضعيفة و الموضوعة ” ( 2 / 255 ) :
باطل .
* قال الذهبي : ” هذا حديث منكر لا يفرح به ، وسلمة هذا متروك الحديث ، و أشعث لم يلحق ابن مسعود “، وهذا يعني الانقطاع .
* الطرق الأخرى التي جاء منها الحديث :
قال الذهبي : ” قد وجدت له طريقا أخرى موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا . “
وروي عن ابن سلام موقوفاً قال الذهبي : ” هذا موقوف و لا يثبت إسناده“
روي أيضاً من طريق عمر بن مدرك الرازي : حدثنا مكي بن
إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس موقوفا مثله . قال : ” إسناده ساقط ، و عمر هذا متروك ، و جويبر ( سقط الخبر من الأصل و لعله . مثله ) ، و هذا مشهور من قول مجاهد ، و يروى مرفوعا ، و هو باطل ” فتبين لنا أن مجاهد لم يقل بهذا وأن الإسناد بالحديث والإسناد بقول مجاهد سند ساقط لا يحتج به .
**الطائفة التي رأت هذا القول :
أما الطائفة التي روت هذا القول فقد أولته .
قال القرطبي رحمه الله :
” وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد.
ولا ينكر مع ذلك أن يروى، والعلم يتأوله.”وقال :
” هذا تأويل غير مستحيل ” ، ” وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية، بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه.” ، ” كل ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة، لا إلى المكان.“
فتبين لنا أن هذه الطائفة أوّلت هذا المعنى .
* معنى المقام المحمود :
المقام المحمود هو الشفاعة . والأدلة على ذلك متواترة كثيرة :
**ذكر الطبري عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” المقام المحمود هو المقام الذى أشفع فيه لامتي “.
**روى الطبري في ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال : ثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: هو الشفاعة، يشفعه الله في أمته، فهو المقام المحمود.
**: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) وقد ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون نبيّا عبدا، أو ملكا نبيّا، فأومأ إليه جبرائيل عليه السلام: أن تَوَاضَعْ، فاختار نبيّ الله أن يكون عبدا نبيّا، فأُعْطِي به نبيّ الله ثنتين: إنه أوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل شافع. وكان أهل العلم يَرَوْن أنه المقام المحمود الذي قال الله تبارك وتعالى( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) شفاعة يوم القيامة.
** حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة( مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال : هي الشفاعة، يشفِّعه الله في أمته.
** حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر والثوريّ، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زُفَر، قال: سمعت حُذيفة يقول في قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال: يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يُسْمعهم الداعي، فَيَنْفُذُهم البصر حُفاة عُراة، كما خُلِقوا سكوتا لا تكلَّم نفس إلا بإذنه، قال: فينادَى محمد، فيقول: لَبَّيك وسَعْديك، والخيرُ في يديك، والشرّ ليس إليك، والمهديّ من هَدَيت، وعبدُك بين يديك، ولك وإليك، لا ملْجَأَ ولا منجَى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك ربّ البيت، قال: فذلك المقامُ المحمودُ الذي ذكر الله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) .
وهذا ختام الرد ، والله أسأل أن ينفع به ويعلي به الحق.
أَبُوْ حَنِيفَةَ اَلسَّلَفِيّ اَلأَثَرِيّ اَلْحَنْبَلِيّ
كَانَ اَللهُ فِي عَوْنِهِ وَنَصْرَتِهِ
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، أما بعد :
فهذا رد مختصر على شبهة :
” يجلس الله محمداً على الكرسي “
*أصل الشبهة :
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره في المجلد العاشر صفحة 311:
القول الثالث – ما حكاه الطبري عن فرقة، منها مجاهد، أنها قالت: المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم معه على كرسيه، وروت في ذلك حديثا.
*الرد على الشبهة :
أن هذا القول انفردت به فرقة وهذا من الخطأ وأما ما روي أن الإمام مجاهد منها فهذا خاطئ لأن قول الإمام مجاهد جاء عند الطبري بغير إسناد له ، وجاء مسنداً من هذه الرواية :
حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: ثنا ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال: يُجْلسه معه على عرشه.
هذه الرواية لا تصح لأن فيها ليث بن أبي سليم :-
** قال الحافظ فى ” الفتح ” 3 / 459 : ليث ضعيف .
** كتاب معرفة التذكرة للمقدسي : “ ليث ابن أبي سليم تركه يحيى القطان وعبد الرحمن وأحمد ويحيى”.
** نصب الراية ج 2 ص 234 ” ليث بن أبي سليم ضعيف عند أهل الحديث قال : وروى عن ابن عباس إلا أنه ينفرد ( 23 ) بإسناده ابن لهيعة وهو لا يحتج به انتهى” .
** السلسلة الضعيفة ج2 ص 14 : “ ليث ابن أبي سليم ضعيف باتفاقهم“
إذاً فالقول بأن مجاهد كان ممن قال هذا لا يؤخذ به .
قال القرطبي رحمه الله : “ وروت في ذلك حديثا ” .
* وهذا الحديث هو :
عن أحمد بن يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا * قال : ” يجلسني على العرش ” وجاء من عدة طرق غير هذا سيأتي بيانها .
* قال الألباني في ” السلسلة الضعيفة و الموضوعة ” ( 2 / 255 ) :
باطل .
* قال الذهبي : ” هذا حديث منكر لا يفرح به ، وسلمة هذا متروك الحديث ، و أشعث لم يلحق ابن مسعود “، وهذا يعني الانقطاع .
* الطرق الأخرى التي جاء منها الحديث :
قال الذهبي : ” قد وجدت له طريقا أخرى موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا . “
وروي عن ابن سلام موقوفاً قال الذهبي : ” هذا موقوف و لا يثبت إسناده“
روي أيضاً من طريق عمر بن مدرك الرازي : حدثنا مكي بن
إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس موقوفا مثله . قال : ” إسناده ساقط ، و عمر هذا متروك ، و جويبر ( سقط الخبر من الأصل و لعله . مثله ) ، و هذا مشهور من قول مجاهد ، و يروى مرفوعا ، و هو باطل ” فتبين لنا أن مجاهد لم يقل بهذا وأن الإسناد بالحديث والإسناد بقول مجاهد سند ساقط لا يحتج به .
**الطائفة التي رأت هذا القول :
أما الطائفة التي روت هذا القول فقد أولته .
قال القرطبي رحمه الله :
” وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من القول، وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد.
ولا ينكر مع ذلك أن يروى، والعلم يتأوله.”وقال :
” هذا تأويل غير مستحيل ” ، ” وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية، بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه.” ، ” كل ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة، لا إلى المكان.“
فتبين لنا أن هذه الطائفة أوّلت هذا المعنى .
* معنى المقام المحمود :
المقام المحمود هو الشفاعة . والأدلة على ذلك متواترة كثيرة :
**ذكر الطبري عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” المقام المحمود هو المقام الذى أشفع فيه لامتي “.
**روى الطبري في ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال : ثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: هو الشفاعة، يشفعه الله في أمته، فهو المقام المحمود.
**: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) وقد ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون نبيّا عبدا، أو ملكا نبيّا، فأومأ إليه جبرائيل عليه السلام: أن تَوَاضَعْ، فاختار نبيّ الله أن يكون عبدا نبيّا، فأُعْطِي به نبيّ الله ثنتين: إنه أوّل من تنشقّ عنه الأرض، وأوّل شافع. وكان أهل العلم يَرَوْن أنه المقام المحمود الذي قال الله تبارك وتعالى( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) شفاعة يوم القيامة.
** حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة( مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال : هي الشفاعة، يشفِّعه الله في أمته.
** حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمر والثوريّ، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زُفَر، قال: سمعت حُذيفة يقول في قوله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال: يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يُسْمعهم الداعي، فَيَنْفُذُهم البصر حُفاة عُراة، كما خُلِقوا سكوتا لا تكلَّم نفس إلا بإذنه، قال: فينادَى محمد، فيقول: لَبَّيك وسَعْديك، والخيرُ في يديك، والشرّ ليس إليك، والمهديّ من هَدَيت، وعبدُك بين يديك، ولك وإليك، لا ملْجَأَ ولا منجَى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك ربّ البيت، قال: فذلك المقامُ المحمودُ الذي ذكر الله( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) .
وهذا ختام الرد ، والله أسأل أن ينفع به ويعلي به الحق.
أَبُوْ حَنِيفَةَ اَلسَّلَفِيّ اَلأَثَرِيّ اَلْحَنْبَلِيّ
كَانَ اَللهُ فِي عَوْنِهِ وَنَصْرَتِهِ