المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وثنية الديانتين الأرضيتين اليهودية و المسيحية



ismael-y
2010-03-05, 01:42 AM
اليهودية ديانة وثنية؟!-بقلم مصطفى أنشاصي-



لابد لنا هنا أن نوضح نقطة ذات أهمية كبيرة لها علاقة بفكرة التوحيد عند اليهود، وهي: أن اليهودية دين وعقيدة توحيد وثنية، تقوم على الخرافة والأسطورة، وليس دينا ـ رسالةـ سماويا بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، كما يحاول اليهود وأنصارهم من العلماء الغربيين الترويج له، ويفرضوا علينا إجراء حوارات دينية مع اليهود تحت دعوى حوار الأديان ـ مع تحفظنا على هذا المصطلح ـ وذلك لأن ما يسمى بالديانة اليهودية اليوم قد تأكد بشكل قاطع ونهائي أنها ليست الرسالة السماوية التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام، ولكنها دين وثني قد تم تأسيسه في بابل، بعد أن دمر نبوخذ نصر دولة يهوذا عام 586 ق.م، وحرق هيكلهم المزعوم وسباهم إلى بابل، وهي خليط من المعتقدات والخرافات والأساطير البابلية، وغيرها من الديانات الوثنية التي كانت منتشرة في منطقة الهلال الخصيب ووادي النيل آنذاك. ويعتقدون أن "يهوه" هو إلههم الخاص من دون جميع المخلوقات، وأنهم هم وحدهم "شعبه المختار" من دون بقية شعوب الأرض، لأن بقية شعوب الأرض ليسوا بشر، ولكنهم "جوييم" حيوانات خلقت على هيئة الإنسان لتليق بخدمة "الشعب المقدس للرب يهوه". أي أنه إله قبلي، ودين عنصري.
يقول البروفيسور (إلس روفكن) في كتابه "صياغة التاريخ اليهودي": "أن فكرة التوحيد وتطبيقها لدى اليهود، لم ترتكز على أسس دينية أو روحية بقدر ما ارتكزت على ضرورات سياسية واقتصادية". ويكشف أنها عقيدة وثنية تؤمن بتعدد الآلهة، قائلاً: "ظهرت فكرة التوحيد لدى اليهود ورسخت بناء على مقتضيات معينة تاريخها محدد بدقة، وهو تاريخ الكتبة والفريسيين في بابل، أي حوالي العام 400 قبل الميلاد، وهي الفترة التي "ألفوا" فيها الأسفار الخمسة الأولى من التوراة. ومن هؤلاء المشككين من يعتمد على برهان لغوي ظريف، إذ أن أول كلمة كتبت من قبل الفريسيين هي "في البدء خلق الله السموات والأرض"، (تكوين 1:1)، وفي النص العبري (في البدء خلقت الآلهة السماوات والأرض)، وفيما يلي ذلك، وبناء على استنتاج البروفيسور رفكن، اعتمد الكتبة صفة المفرد عوضاً عن الجمع لوصف الإله".
أما الفكرة المنتشرة والشائعة عند المؤرخين وعلماء الآثار من مسلمين وغير مسلمين، عن أخذ اليهود عن الكنعانيين فكرة "الإله الواحد" فأنها فكرة خاطئة، وإلا ما كانوا اعتبروا (اليهودية دين سماوي). وذلك لأن بني إسرائيل الذين دخلوا فلسطين كانوا يعرفون فكرة "الإله الواحد" عن طريق أنبيائهم، وأجدادهم من لدن إبراهيم عليه السلام مروراً بموسى عليه السلام إلى وداود وسليمان عليهما السلام. ولكن الصواب: أن اليهود بعد إقامتهم في فلسطين لأن نفوسهم مريضة وجبلتهم شريرة، ولأنهم معاندون ومكابرون، وطبعهم الكفر والمعصية، فقد عمدوا إلى أحد آلهة الكنعانيين فعبدوه، وأعطوه الصفات الشريرة التي تتناسب وطبائعهم وميولهم النفسية، وكذلك غذوه باتجاهاتهم السياسية منذ البداية.
إلـه اليهــود كنـعانـي
ذلك أنه بلغ تأثير (الحضارة الكنعانية) على اليهود إلى درجة أنها غزتهم في عقيدتهم، حيث اقتبس اليهود منها كل ما استطاعوا، حتى فكرة "الإله الواحد"، كما يقول المؤرخين. يقول رجاء جارودي: "فحين التقى الكنعانيون والعبرانيون في المرحلة الأولى كان هناك رفض متبادل بين المؤمنين بالإله (يهوه) والمؤمنين بالإله (إيل) ثم ضعف اهتمام العبرانيين بإلههم مع استمرار توطنهم في كنعان، وقوي إحساسهم بإله المواطنين الأصليين حتى أنهم تبنوا اسمه (إيل) وجمعوه على (إيلوهيم)".
وقد أدخلوا عليه بعض التغييرات يقول (ول ديورانت): "يبدو أن اليهود (الفاتحين) لفلسطين عمدوا إلى أحد آلهة كنعان فصاغوه في الصورة التي كانوا هم عليها وجعلوا منه إلهاً صارماً ذا نزعة حربية صعب المراس". كما أن "يهوه" بقي عند اليهود إله لا يُحدد ولا يُوصف، وأن طبيعته لا يحدها قيد ولا شرط، وبناءاً على ذلك لم يضعوا له تمثال، ولم يتخيلوه على أي صورة كالكنعانيين وغيرهم. كما أننا لا نجد له زوجه أو ولد كآلهة الكنعانيين. وكثيراً ما كان يغضب الرب على شعبه لأنه كان يعبد آلهة الكنعانيين ويشعل لها ناراً، ويبني لها معابد...إلخ، وهذا دليل على أن "يهوه" كان إله مثله مثل بقية آلهة الكنعانيين.
وهذه هي الحقيقة التي يتفق عليها العلماء أكثر من غيرها، إذ يرون أن "إله اليهود (يهوه) هو تطور طبيعي وبطيء من مرحلة تعدد الآلهة التي مر بها اليهود، شأنهم شأن القبائل البدائية الأخرى، تلك الآلهة التي كان (يهوه) مجرد واحد منها، إلى مرحلة الإله الواحد، وقد يكون نتيجة هذا التطور تلك الحرب الشعواء التي يشنها (يهوه)، من خلال التوراة، على غيره من الآلهة والتي بقيت آثارها عالقة في أذهان اليهود المتعددي الآلهة بالفطرة". كما أن "يهوه" خلال تطوره البطيء كما يقول (هومير سميث) قد اتخذ "(في فوضى تعدد الأديان، الكثير من خصائص آلهة إسرائيل المتعددة)، والصفة المشتركة لأكثر آلهة القبائل القديمة هي الحجر والنار، وتشترك هاتان الصفتان معا لتشكلا جبلاً بركانياً، وهو رمز القوة الهائلة: "هو ذا اسم الرب (يهوه) يأتي من بعيد غضبه مضطرم والحريق شديد وشفتاه ممتلئتان سخطاً ولسانه كنار آكلة وروحه كسيل طاغ يبلغ إلى العنق فيغربل الأمم من البوار .. إشعيا 30: 27 ـ 28".
كما يعتبر الأستاذ أندرسون عقيدة التوحيد اليهودية عقيدة وثنية، فيقول: "إن الوحدانية التي كانوا (الكنعانيون) يدركونها في ذلك الوقت لم تكن وحدانية تفكير ولكنها وحدانية تغليب لرب من الأرباب على سائر الأرباب". ويصف الدكتور (أنيس فريحة) "يهوه": "إن (يهوه) كما تصوره الكاتب اليهودي مجرد إنسان قدير عظيم ينزل إلى الفردوس ليتحدث إلى آدم ويأمر قابيل وهابيل أن يقدما قرابين فيقبل لواحد منهما ويرفض قرابين الآخر".
إله يهودي له زوجة وأبناء
إذن فكرة "الإله الواحد" أو التوحيد عند اليهود، التي تم استعارتها من الكنعانيين هي فكرة وثنية، تقوم على توحيد الآلهة في إله واحد. أو تغليب إله على بقية الآلهة. وهذه العقيدة خلاف عقيدة الوحدانية التي دعا لها جميع الأنبياء والرسل، والتي كان عليها بني إسرائيل قبل إقامتهم في فلسطين، وتأثرهم بـ(الحضارة الكنعانية). وقد يكون أصل فكرة التوحيد عند الكنعانيين يعود إلى ما كان عليه "ملكي صادق" الذي عرف عبادة الله العلي القدير، وبارك سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما عاش في ضيافته، كما ذكرت التوراة.، وقد يكون ملكي صادق أحد أتباع أنبياء الله هود وصالح عليهما السلام، الذين يؤكد المؤرخون هجرتهم بعد نزول العقاب الإلهي بقوميهما الكافرين إلى فلسطين وجوارها من بلاد الشام.
وإن كان اليهود في بداية عهدهم لم يتخذوا لإلههم زوجة مثل الأقوام الأخرى؛ إلا أنهم في بعد ذلك أصبح لألههم زوجة وأبناء كما يكشف ذلك البروفيسور اليهودي (إسرائيل شاحاك). الذي يؤكد على ما ذهب له العلماء السابقين من أن الديانة اليهودية ليست ديانة توحيدية كما يتوهم البعض ـ على حد تعبيره ـ ولكنها ديانة وثنية! فقد كتب: "أن الديانة اليهودية هي، وكانت دائماً، ديانة توحيد كما يُعرف في الوقت الراهن كثير من العلماء التوراتيين، وكما تُبين أي قراءة متأنية للعهد القديم بسهولة، فإن هذا الرأي اللا تاريخي خاطئ تماماً. هناك في كثير من ، إن لم نقل في كل أسفار العهد القديم حضور وسلطة لأرباب آخرين معترف بهم صراحة، لكن يهوه أقوى الأرباب، غيور جداً من منافسيه ويحظر على شعبه عبادتهم. ولا يظهر إلا في نهاية التوراة فقط، لدى بعض الأنبياء المتأخرين، إنكار لوجود جميع الأرباب ما عدا يهوه".
ويواصل حديثه بالقول: أن ما يعنينا هنا ليس اليهودية التوراتية (أي ما ورد في التوراة) بل اليهودية الكلاسيكية، إن الثانية خلال بضع مئات من سنواتها الأخيرة، كانت بمعظمها بعيدة كل البعد عن التوحيد الخالص. وهذا ينطبق أيضاً على الحقائق المهيمنة في الأرثوذكسية اليهودية في الوقت الراهن، وهي استمرار مباشر لليهودية الكلاسيكية، لقد جاء انحطاط التوحيد من خلال انتشار الصوفية اليهودية (القبالاه) التي ظهرت في القرنين الثاني والثالث عشر. وبحسب اعتقاد القبالاه فإنه {لا يُحكم الكون من جانب إله واحد بل من جانب أرباب عدة ذوي شخصيات وتأثيرات مختلفة تنبثق من علة أولى بعيدة مبهمة. وإذا أقصينا كثير من التفاصيل جانباً، نستطيع تلخيص تلك المنظومة على النحو التالي: هناك أولاً إله يدعى (الحكمة) أو (الأب) ثم إلهة تدعى (الحكمة) أو (الأم) وقد انبثقا أو وِلِدا من العلة الأولى. انبثق عن زواج الاثنين زوج من الآلهة الأصغر: (الابن) يدعى أيضاً بأسماء كثيرة أخرى مثل (الوجه الأصغر) أو ( المبارك المقدس)، والابنة تدعي أيضاً (السيدة) أو ("ماترونيت" وهي كلمة مشتقة من اللاتينية) و(شخينة) أو (الملكة) ..إلخ، ثمة ضرورة لتوحيد (الابن) و(الابنة) إلا إن مكائد الشيطان تحول دون ذلك، وهو يمثل في هذه المنظومة شخصية هامة جداً ومستقلة.
وقد تولت العلة الأولى كي تتيح لهما التوحد، لكنهما أصبحا أكثر بُعداً من السابق بسبب السقوط (أو الهبوط) وتمكن الشيطان، فعلاً، من الاقتراب كثيراً من (الابنة) المقدسة وحتى من اغتصابها (سواء بالرمز أو الواقع. تختلف الآراء) وقد خُلق الشعب اليهودي لسد القطيعة التي أحدثها آدم وحواء، وفي جبل سيناء تحقق هذا الأمر لفترة معينة: و(الابن)، الذي تجسد في موسى، توحد بالابنة (شخنية). ولكن. لسوء الحظ، تسببت خطيئة العجل الذهبي بالانفصال مرة أخرى، لكن توبة الشعب اليهودي رتقت الشَق نوعاً ما.

بنفس القدر، يقترن كل حدث في التاريخ التوراتي اليهودي باتحاد أو انفصال الزوجين السماويين}.

ismael-y
2010-03-05, 01:49 AM
(حوار الأديان) النصرانية جمعت كل الوثنيات القديمة؟!
النصرانية دين وثني أشد وثنية وتعقيداَ من اليهودية، فإن كان اليهود لهم عقيدة واحدة هي عقيدة "يهوه"، فإن النصارى حقا جهلة وضالين ومضلين كما وصفهم الله تعالى في كتابة الكريم في سورة الفاتحة، وذلك لأنهم يجمعون إلى جانب عقيدة التثليث الوثنية التي أدخلها الحاخام اليهودي بولس على عقيدة المسيح، عقيدة "يهوه" اليهودية، الذي ليس إلههم "المسيح بحسب عقيدتهم الفاسدة" ولا إله لجميع البشر المؤمنين به وغير المؤمنين، كما هو المسيح بحسب عقيدة النصارى، ولكنه إله اليهود وحدهم. أي أن النصارى يجمعون بين متناقضين، ويؤمنون بإلهين مختلفين، كل منهما لا يعترف بالآخر، ويتحالفون مع أتباع "يهوه"، اليهود، الذين لا يعترفون بمسيحهم لا نبي ولا إله، بل وهم بحسب عقيدتهم الباطلة، قاتلوا إلههم وصالبوه، وسبب كل معاناة البشرية، وذلك عداءً وحقداً على الإسلام والمسلمين، ومن هنا تأتي خطورة هذه الحوارات.
وقد أصبح معلوماً أن بولس اليهودي (شاول) الذي نقل رسالة المسيح عليه السلام أحد حاخامات اليهود الذين تظاهروا باعتناق النصرانية، وفي الحقيقة أنه عمل على تخريبها من الداخل، وذلك بما نقله إليها من أفكار وفلسفات هدامة كانت شائعة في ذلك العصر، مما أبعدها عن روح التعاليم السماوية التي دعا إليها المسيح عليه السلام. ومن قبله بطرس الذي ذكره المسيح باسمه ولا تزال هناك إشارات في الإنجيل تشير إلى دور بطرس في تهويد النصرانية. قد جاء في إنجيل متى 6/23 (فالتفت –السيد المسيح- وقال لبطرس :اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لأنك لا تهتم بما لله ولكن بما للناس).
عقيدة التثليث
وبولس هو الذي أدخل فكرة التثليث والقول بإلوهية المسيح وأنه قام من الأموات وصعد ليجلس عن يمين أبيه. كما ابتكر خرافة العشاء الرباني وغفران الذنوب مستمدًا ذلك من الفلسفات الإغريقية والوثنية، ونادى بإلوهية الروح القدس، ودعا إلى عدم ضرورة الختان، واخترع قصة الفداء، وهو الذي نقل المسيحية من كونها دينًا خاصًا ببني إسرائيل وجعلها دينيًا عالميًا، لقد كتب أربعة عشر سفرًا تعليميًا من أصل إحدى وعشرين رسالة تشكل مجموعة الرسائل التي تعد مصدرًا تشريعيًا في النصرانية.
وقد ظلَّت فكرة إلوهية المسيح محلَّ خلافٍ بين النصارى، حتى عُقِد مجمع نِيقيَّة سنة 325 ميلاديَّة، بعد ما رأى قسطنطين -وهو أوَّل إمبراطورٍ يعتنق النصرانية- أنَّ أساقفة النصارى مختلفون اختلافاً كبيراً في مسألة طبيعة المسيح، هل هو رسولٌ أم إله أم ابن إله؟. وقد حضر هذا المجمع 2048 أسقفا، وكانوا مختلفين اختلافاً شديداً حول طبيعة المسيح، والعجيب أنَّه لم يقل بإلوهية المسيح سوى 318 أسقفا، وهو عددٌ ضئيلٌ إذا ما قورن بالعدد الكلِّيّ، ولكنَّ قسطنطين اعتنق هذا الرأي وفرضه، وكان الذي لا يقول به بعد ذلك يتعرَّض لاضطِّهاداتٍ شديدةٍ تصل إلى الأمر بإحراقه.
وعقيدة التثليث عند النصارى تعني أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة: الأب، والابن، والروح القدس، والمسيح هو "الابن". فبهذا يظهر أمامهم ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها، والثلاثة معاً الله، والله يتفرق فيكون ثلاثة ويجتمع فيكون إلهاً، أين العقل الذي يحتمل ذلك؟ ويرون أن التثليث لا يعالج بمنطق العقل، ولكن بالإيمان والوجدان، وهذا هروب من النصارى من بداية الطريق. لأنه يستحيل تصوره لدى العقل.
ونستطيع القول بأن النصرانية قد أخذت من معظم الديانات والمعتقدات التي كانت موجودة قبلها مما أفقدها شكلها وجوهرها الأساسي الذي جاء به عيسى عليه السلام من لدن رب العالمين. وقد كانت فكرة التثليث التي أقرها مجمع نيقية 325م انعكاسًا للأفلوطينية الحديثة التي جلبت معظم أفكارها من الفلسفة الشرقية، لقد كان لأفلوطين المتوفي سنة 270م أثر بارز على معتقداتها، فأفلوطين هذا تتلمذ في الإسكندرية، ثم رحل إلى فارس والهند، وعاد بعدها وفي جعبته مزيج من ألوان الثقافات، فمن ذلك قوله بأن العالم في تدبيره وتحركه يخضع لثلاثة أمور:
1- المنشئ الأزلي الأول.

2- العقل المنبثق عنه. 3- الروح التي هي مصدر تتشعب منه الأرواح جميعًا.
وهو يضع بذلك أساسًا للتثليث إذ إن المنشئ هو الله، والعقل هو الابن، والروح هو الروح القدس.
مشابهة المسيحية للديانات الوثنية
النصرانية هي كما قال عنها الباحثون إنها مزيج من ديانات عديدة قديمة، وأنها الآن شيء يخالف كل المخالفة ما كان عليه سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام. يقول درابر الأمريكي في كتابه "الدين والعلم": "ودخلت الوثنية والشرك بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة، ومناصب عالية في الدولة الرومانية بتظاهرهم بالنصرانية، ولم يكونوا يحفلون بأمر الدين، ولم يخلصوا له يوماً من الأيام .. وكذلك كان قسطنطين .. فقد قضى عمره في الظلم والفجور، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية غلا قليلاً في آخر عمره (337). إن الجماعة النصرانية، وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك، ولكنها لم تتمكن من قطع دابر الوثنية وتقتلع جرثومتها. وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها، ونشأ من ذلك دين جديد، تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء .. حتى إن النصارى الراسخين أيضاً لم ينكروا عليه (قسطنطين) هذه الخطة".
ويقول فشر المؤرخ الإنجليزي: "إن حكمة الكنيسة المسيحية هدت آبائها الأولين إلى قبول ما لم يستطيعوا له منعاً من العادات والتقاليد والمعتقدات (!!) بدليل استقبال الكنيسة لمبدأ تعدد الآلهة الراسخ بين شعوب البحر الأبيض المتوسط، وتطويع ذلك المبدأ لما تقتضيه عقائدها". ويقول برنتن: "إن المسيحية الظافرة في مجمع نيقية ـ وهي العقيدة الرسمية في أعظم إمبراطورية في العالم ـ مخالفة كل المخالفة لمسيحية المسيحيين في الجليل (أي المسيحية الأولى كما جاء في كلامه بعد ذلك) ولو أن المرء اعتبر العهد الجديد التعبير النهائي عن العقيدة المسيحية لخرج من ذلك قطعاً لا بأن مسيحية القرن الرابع تختلف عن المسيحية الأولى فحسب، بل بأم مسيحية القرن الرابع لم تكن مسيحية بتاتاً.
ومن يتابع المسيحية يعرف بأنها مجموعة من الطقوس والتقاليد الدينية القديمة، فأصولها التي قامت عليه هي الأصول التي كانت في الديانات الوثنية، وأدخلها بولس للمسيحية فاخرج بها (مسيحية جديدة) وعارض (المسيحيون اليهود) بولس وأنكروا كل ما جاء به، ولكن بعد زوال هذه الفرقة انتشرت أفكاره بين الأمم الأجنبية فوافقت دعوته وثنيتهم وأقبلوا عليها وخرافات بولس هي التي شككت الباحثين المحدثين في حياة المسيح، لأنهم وجدوها صورة من الآلهة الوثنية القديمة بعل ومثرا وأدونيس وإيزيس وأوزوريس وحوريس وكرشما إله الهندوس …… إلخ كلها آلهة متشابهة وكلها كانت آلهة زراعة وخصب، وخلعت صفاتها على المسيح. ومن أوجه التشابه:
- الهندوسية فيها تثليث وأقانيم وصلب للتكفير عن الخطيئة وزهد ورهبنة وتخلص من المال للدخول في ملكوت السماوات، والإله لديهم له ثلاثة أسماء فهو (فشنو) أي الحافظ وسيفاً (المهلك) وبراهما (الموجد). وكل ذلك انتقل إلى النصرانية بعد تحريفها.
- البوذية التي سبقت النصرانية بخمسة قرون انتقلت بعض معتقداتها وأفكارها إلى النصرانية
- عقيدة البابليين القديمة خالطت النصرانية إذ إن هناك محاكمة لبعل إله الشمس تماثل وتطابق محاكمة المسيح عليه السلام.
ـ ديانة مثرا الفارسية: ازدهرت في فارس في القرن السادس ق م، ثم نزحت إلى روما، وصعدت في أوروبا فوصلت مدناً شمالية في إنجلترا، ومن التشابه بين مثرا، ويسوع.
ـ كل منهما كان وسيطاً بين الله والبشــر.
ـ ولد مثرا في كهف وولد عيسى في مزود البقر.
ـ ولد كل منهما في الخامس والعشرين من ديسمبر.
ـ كل منهما كان له اثنا عشر حواريا".
ـ كل منهما مات ليخلص البشر من خطاياهم.
ـ كل منهما دفن وعاد للحياة بعد دفنه.
ـ كل منهما صعد إلى السماء أمام تلاميذه.
ـ كل منهما كان يدعى منقذا" ومخلصاً، ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع.
ـ كل منهما كان له أتباع يعمدون باسمه وقام عشاء مقدس في ذكراه.
هذا وجاء في كتاب "حياة المسيح في الكشوف والتاريخ" للمرحوم العقاد: أن عبادة مثرا هذه انتقلت إلى الدولة الرومانية وامتزجت بعبادة إيزوريس المصرية ومنهما جاءت عبادة ديمتر، وهى في جملتها هي الديانة المصرية التي حوربت وقد صوروها في صورة أم تحتضن طفلها الرضيع دلالة على "الحنان والبراءة". والصورة هي هي صورة إيزيس وحوريس، ثم هي هي أيضا صورة مريم العذراء التي تحتضن المسيح . وهذا مما يؤيد ما سبق.
ثانياً: ديانة بعل: ديانة بابلية وقد انتقلت مع موجة الفتوحات البابلية إلى شمال الهلال الخصيب، وظل (الكنعانيون) يدينون بها، وفي كثير من الأحيان كان اليهود يتركون ديانتهم ويعبدون بعلاً، ونهاية هذا الإله تكاد تكون هي الصورة التي صورت بها نهاية المسيح ، وكل منهما:
ـ أسر قبل محاكمته
ـ حوكم علنا
ـ أعتدي عليه بعد محاكمته
ـ نفذ الحكم عليه في أعلى الجبل
ـ كان معه مذنب أخر محكوم عليه
ـ ولما أراد الحاكم العفو عنه طالب الشعب بإعدامه هو والعفو عن المجرم
ـ بعد تنفيذ الحكم عليه ظهر الظلام وعم اضطراب الناس وعلا الرعد وزلزلت الأرض
ـ كل منهما أقيم حرس على قبره
ـ كل منهما قام من القبر وصعد إلى السماء
ومعظم هذه الأشياء مما دس على المسيحية بعد زمن طويل من نهاية المسيح ، وجاء المتأخرون فوجودا آباءهم عليها فاقتدوا بهم من غير علم ولا تفكير !!!!!! وهذا ما جعل الدراسيين المحدثين ينكرون المسيح نفسه ويعتبرونه واحداً من هذه الآلهة الوثنية الخرافيــة.
وقد لعبت المجمعات الدينية النصرانية التي كانت تعقد بين الحين والحين لسن القرارات وإصدار الفتاوى، فهي هيئة تشريعية تحل وتحرم، الدور الأكبر في تثبيت تلك العقائد الوثنية عقيدة نصرانية، ومن أهم هذه المجامع:





- تتابعت المجامع، وما تزال إلى يومنا هذا، ومن أواخرها مجمع روما 1869م والمجمع الإقليمي في جاكرتا 1967م الذي عقد لتوقيع ميثاق بين كل الطوائف للتحالف على مواجهة المسلمين بكلمة واحدة في الاجتماعات والمحافل الدولية.
- عندما دخل الرومان في الديانة النصرانية نقلوا معهم إليها أبحاثهم الفلسفية وثقافتهم الوثنية ومزجوها بالمسيحية التي صارت خليطًا من كل ذلك.
تلك الوثنية التي هم عليها والتي أبعدتهم عن الأصول السماوية للرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسلهم، هي التي منعتهم من الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك أمر الله تعالى رسول الكريم أن يُنهي ذلك الجدل الذي طال مع وفود النصارى، وهم يزعمون أنهم أتباع وموسى عيسى عليهما السلام، وأنهم موحدون كما يزعمون الآن، بقوله تعالى: (قل يا أهل الكتابِ تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذُ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللهِ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران:٦٤. والكلمة السواء هي (كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله). 2-مجمع القسطنطينية الأول 381م: قرروا فيه بأن الروح القدس إله. 3- مجمع أفسس الأول 431م: قالوا فيه بأن للمسيح طبيعتين لاهوتية وناسوتية. 1- مجمع نيقية 325م: قالوا فيه بأن المسيح إله فقط. 4- مجمع خلقيدونية 451م: قالوا فيه بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين. 5- مجمع رومه 1869م: قرروا فيه بأن البابا معصوم.

ذو الفقار
2010-04-08, 03:52 PM
النصرانية هي كما قال عنها الباحثون إنها مزيج من ديانات عديدة قديمة، وأنها الآن شيء يخالف كل المخالفة ما كان عليه سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.


يذكرني قولك هذا بقصة الحمار الذي أراد أن يمشي مشية العزال ، فلا مشى مشيتها ولا استطاع أن يمشي مشيته من جديد

فالمسيحية هجين من عدة أديان لا تتفق مع جميعها- عدا الإسلام - إلا في شيئ واحد وهو الشرك بالله

انت لا تطرح المواضيع أخي اسماعيلي ولكن تفجرها تفجيرا

جزاك الله خيراً