المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه))[الزلزلة



أمـــة الله
2010-03-10, 08:02 PM
شرح آيات من القرآن الكريم، في سؤاله الأول يقول: أرجو أن تتفضلوا بشرح الآيات التالية، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه))[الزلزلة:7] * (( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ))[الزلزلة:8]؟

هاتان الآيتان الكريمتان على ظاهرهما وسماها النبي - صلى الله عليه وسلم -:(الآية الفاذة الجامعة)، يعني أنها جمعت الخير والشر، ففيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلا أن يتوب الله عليه، ويعفو عنه، ولهذا قال سبحانه: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، وهذا يدل على أنه لا يضيع هناك شيء من أعمالك الصالحة، بل تحصى لك وتكتب لك وتوفاها يوم القيامة، كما قال عز وجل في آية أخرى:إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فهو لا يظلم أحداً مثقال ذرة، بل هو سبحانه وتعالى الحكم العدل يعطي كل عامل من عمله، ولا يظلم ربك أحداً سبحانه وتعالى وإن كانت ــ بخير ضوعف، وإن تك حسنة يضاعفها، يعني وإن تكن الفعلة متى فعل الإنسان حسنة ضاعفها الله له، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فأنت يا أخي عليك أن تحذر السيئات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها وألا تحتقر شيئاً فإن معظم النار يكون من مستصغر الشرر، فلا تحقر سيئة أبداً

وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه)، وفي لفظ: (فإن لها من الله طائفاً)، فعلى كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر، من جميع السيئات كما أنه ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الاستكثار من الحسنات والحرص على فعل الخير وإن كان قليلاً، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)، وصح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاءت امرأة ومعها ابنتان تشحت، تسأل، فأعطيتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة، ورفعت الثالثة لتأكلها فنظر إليها ابنتاها يستطعمانها الثالثة فشقت بينهما ولم تأكل شيئاً، فأعجبني أمرها، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بشأنها فقال: (إن الله أوجب لها بذلك الجنة)

هذه شق تمرة ورحمة من والدة لابنتيها حصل لها في ذلك الوعد بالجنة، على هذه الرحمة وهذا الإحسان وهذه الشفقة، بشيء قليل، فينبغي للمؤمن ألا يحقر شيئاً من الحسنات، فإذا وجد شيئاً يجود به على الفقير والمحتاج فلا يحقره، تمرة درهم نصف درهم أقل أكثر، فالمحتاج ينفعه كل شيء، وتجتمع عنده التمرات والأشياء القليلة من النقود وتنفعه، فهذا معنى الآية الكريمة، الحث على تحصيل الخيرات، ولو قليلة ولو دقيقة، والحذر من الشرور وإن كانت قليلة، فإنها تجتمع حتى تهلك العبد، كما أن الخير وإن قل يجتمع يجتمع حتى ينفع العبد في آخرته وفي دنياه، والله أعلم.

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.

الهزبر
2010-03-10, 09:52 PM
السلام عليكم

وهذا تفسير ابن عثيمين رحمه الله للايات لتكتمل الغبطة.

{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شًّرا يره} {من} شرطية تفيد العموم، يعني: أي إنسان يعمل مثقال ذرة فإنه سيراه، سواء من الخير، أو من الشر {مثقال ذرة} يعني وزن ذرة، والمراد بالذرة: صغار النمل كما هو معروف، وليس المراد بالذرة: الذرة المتعارف عليها اليوم كما ادعاه بعضهم، لأن هذه الذرة المتعارف عليها اليوم ليست معروفة في ذلك الوقت، والله عز وجل لا يخاطب الناس إلا بما يفهمون، وإنما ذكر الذرة لأنها مضرب المثل في القلة، كما قال الله تعالى: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} [النساء: 40]. ومن المعلوم أن من عمل ولو أدنى من الذرة فإنه سوف يجده، لكن لما كانت الذرة مضرب المثل في القلة قال الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره}.
وقوله تبارك وتعالى: {مثقال ذرة} يفيد أن الذي يوزن هو الأعمال، وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم:
فمن العلماء من قال: إن الذي يوزن العمل.
ومنهم من قال: إن الذي يوزن صحائف الأعمال.
ومنهم من قال: إن الذي يوزن هو العامل نفسه.
ولكل دليل، أما من قال: إن الذي يوزن هو العمل فاستدل بهذه الاية {فمن يعمل مثقال ذرة} لأن تقدير الاية فمن يعمل عملاً مثقال ذرة. واستدلوا أيضاً بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
لكن يشكل على هذا أن العمل ليس جسماً يمكن أن يوضع في الميزان بل العمل عمل انتهى وانقضى.
ويجاب عن هذا بأن يقال:
أولاً: على المرء أن يصدق بما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلّم من أمور الغيب، وإن كان عقله قد يحار فيه، ويتعجب ويقول كيف يكون هذا؟ فعليه التصديق لأن قدرة الله تعالى فوق ما نتصور، فالواجب على المسلم أن يسلم ويستسلم ولا يقول كيف؟ لأن أمور الغيب فوق ما يتصور.
ثانياً: أن الله تعالى يجعل هذه الأعمال أجساماً توضع في الميزان وتثقل وتخف، والله تعالى قادر على أن يجعل الأمور المعنوية أجساماً، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلّم في أن الموت يؤتى به على صورة كبش ويوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل الجنة فيشرئبون ويطلعون ويقال: يا أهل النار فيشرئبون ويطلعون فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، مع أنه في صورة كبش والموت (معنى) ليس جسماً ولكن الله تعالى يجعله جسماً يوم القيامة، فيقولون: هذا الموت فيذبح أمامهم ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت، وبهذا يزول الإشكال الوارد على هذا القول. أما من قال: إن الذي يوزن هو صحائف الأعمال فاستدلوا بحديث صاحب البطاقة الذي يؤتى يوم القيامة به، ويقال: انظر إلى عملك فتمد له سجلات مكتوب فيها العمل السيىء، سجلات عظيمة، فإذا رأى أنه قد هلك أتي ببطاقة صغيرة فيها لا إله إلا الله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال له: إنك لا تظلم شيئاً، ثم توزن البطاقة في كفة، والسجلات في كفة، فترجح بهن البطاقة وهي لا إله إلا الله قالوا فهذا دليل على أن الذي يوزن هو صحائف الأعمال.
وأما الذين قالوا: إن الذي يوزن هو العامل نفسه فاستدلوا بحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان ذات يوم مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهبت ريح شديدة، فقام عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فجعلت الريح تكفئه؛ لأنه نحيف القدمين والساقين، فجعل الناس يضحكون، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مما تضحكون؟ أو مما تعجبون؟ والذي نفسي بيده إن ساقيه في الميزان أثقل من أحد» وهذا يدل على أن الذي يوزن هو العامل.
فيقال: نأخذ بالقول الأول: أن الذي يوزن العمل، ولكن ربما يكون بعض الناس توزن صحائف أعماله، وبعض الناس يوزن هو بنفسه.
فإن قال قائل: على هذا القول أن الذي يوزن هو العامل هل ينبني هذا على أجسام الناس في الدنيا وأن صاحب الجسم الكبير العظيم يثقل ميزانه يوم القيامة؟
فالجواب: لا ينبني على أجسام الدنيا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة»، وقال: اقرؤا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}. [الكهف: 105]. وهذا عبدالله بن مسعود يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إن ساقيه في الميزان أثقل من أحد»، فالعبرة بثقل الجسم أو عدمه، ثقله يوم القيامة بما كان معه من أعمال صالحة. يقول عز وجل: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شًّرا يره}.

الوابـ(الصيب)ـل
2010-03-10, 10:04 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم

دانة
2010-03-11, 08:00 AM
السلام عليكم

أما من قال: إن الذي يوزن هو العمل فاستدل بهذه الاية {فمن يعمل مثقال ذرة} لأن تقدير الاية فمن يعمل عملاً مثقال ذرة. واستدلوا أيضاً بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».
لكن يشكل على هذا أن العمل ليس جسماً يمكن أن يوضع في الميزان بل العمل عمل انتهى وانقضى.
ويجاب عن هذا بأن يقال:
أولاً: على المرء أن يصدق بما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلّم من أمور الغيب، وإن كان عقله قد يحار فيه، ويتعجب ويقول كيف يكون هذا؟ فعليه التصديق لأن قدرة الله تعالى فوق ما نتصور، فالواجب على المسلم أن يسلم ويستسلم ولا يقول كيف؟ لأن أمور الغيب فوق ما يتصور.
.

جزاكم الله خيرا أختي الحبيبة نورا على هذا الموضوع القيم وأخي الكريم الهزبر على مداخلتك الماتعة المفيدة والحق أن ما قرأته قد ذكرني بموضوع جميل كنت قد رفعته هنا في المنتدى للدكتور / عبد الرحمن (http://www.albshara.com/)بن عبد الرحمن (http://www.albshara.com/)شُمَيْلَة الأَهْدَل
مكون من عدة منشورات وفي أدناه واحدة منها تتحدث بالضبط عن الميزان والتساؤلات حول كيفيته
وقد أحببت أن أضيفها الى ما تفضلتم به


الْمَنْشُوْرَةُ الْخَامِسَةُ


أَنَا فِيْ حِيْرَةٍ مِنْ أَمْرِيْ ، وَارْتِبَاكٍ فِيْ فِكْرِيْ ، حِيْنَمَا أَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } ( الأنبياء/47) .
وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } ( الشورى/17) وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ { وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ } ( الرحمن/7) وَقَوْلَهُ سُبْحَانَهُ { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ( الزلزلة/7-8 ) .


فَحِيْنَمَا أَقْرَأُ هَذِهِ الآيَاتِ وَأَتَصَوَّرُ الأَعْمَالَ وَوَزْنَهَا بِهَذَا الْمِيْزَانِ الْمَذْكُورِ فِي النُّصُوصِ تَزْدَادُ حِيْرَتِي ، لأَنِّي أَرَى أَنَّ هَذِهِ الأَعْمَالَ كالصَّلاةِ وَالْحَجِّ وَغَيْرِهِمَا أَعْرَاضٌ وَلَيْسَتْ أَجْسَامًا حَتَّى تُوزَنَ بِمِيْزَانٍ ، ثُمَّ أَيْنَ هِيَ هَذِهِ الأَعْرَاضُ ، أَقْصِدُ الْحَرَكَاِتِ مِنْ صَلاةٍ وَحَجٍّ وَغَيْرِهِمَا أَفِي كِيْسٍ وُضِعَتْ أَمْ فِيْ بَاطِنِ صُنْدُوقٍ حُفِظَتْ ، فَالْعَرَضُ غَيْرُ الْجَوْهَرِ ضِدُّهُ تَمَامًا لا يُحَسُّ وَلا يُذَاقْ ، وَلا يُحْمَلُ عَلَى الأَعْنَاقْ ، فَضْلا عَنْ أَنْ يُحْفَظَ فِي حَافِظَةٍ أَوْ يُوزَنَ بِمِيْزَانٍ لِذَا الْحِيْرَةُ فِي ذُِرْوَتِهَا مِنْ مِيْزانِ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لِمَا ذَكَرْتُ ، وَمَا سَطَّرْتُ ، وَلَيْتَنِيْ فِيْهَا مَا فَكَّرْتُ ، وَلا تَدَبَّرْتُ .





الرَّدُّ عَلَى الْمَنْشُوْرَةِ الْخَامِسَةِ



إِعْلَمْ أَيُّهَا الْحَيْرَانُ فِيْ أَمْرِهِ فِيْ مَسْأَلَةِ مَا وَرَدَ فِيْ الْقُرْآنْ ، مِنْ ذِكْرِ الْمِيْزَانْ ، وَإِنَّنِيْ لأَشَدُّ حِيْرَةً مِنْكَ فِيْكْ ! وَأَسْأَلُ اللهَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ أَنْ يَشْفِيْكْ ، أَأَنْتَ تَعِيْشُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، أَمْ غَرِيْبٌ عَنِ الأَرْضِ فَلا تَرَى وَلا تَسْمَعُ مَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا ؟! فَمِيْزَانُ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ أَمْرٌ لَيْسَ بِالْغَرِيْبْ ، فَقَدْ رَأَيْنَا مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنَ الْعَجِيْبْ ! فَمَا ذَكَرْتَهُ مِنَ الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَأَنَّهَا أَعْرَاضٌ لا تُحْمَلُ عَلَى الأَعْنَاقِ ، وَقَصْدُكَ أَنْ تُنْكِرَ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنْ ، فَإِلَيْكَ الْبَيَانُ وَالتِّبْيَانْ ، بِمَا صَنَعَهُ الإِنْسَانْ ، لِحِفْظِ الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ فِيْ هَذَا الزَّمَانْ ، فَإِنَّهُ تَيْسِيْرٌ مِنَ اللهِ لِضُعَفَاءِ الإِيْمَانْ ، أَيُّهَا الْحَيْرَانُ أَلَمْ تَرَ جِهَازًا يُسَجِّلُ الصَّوْتَ وَالصُّوْرَةَ ؟! وَهِيَ مُتَحَرِّكَةٌ وَسَاكِنَةْ ، وَتُحْفَظُ فِيْ مَلَفَّاتٍ فِيْ أَمَاكِنَ آمِنَةٍ وَغَيْرِ آمِنَةْ ! فَلَدَيَّ تَسْجِيْلٌ بِالصَّوْتِ وَالصُّوْرَةِ لِشَيْخٍ مَاتَ مِنْ زَمَانْ ، وَأَكَلَ أَدِيْمَهُ الدِّيْدَانْ ! وَمَا زَالَتْ أَعْمَالُهُ مَحْفُوْظَةً تَرَاهَا الْعَيْنَانْ ! وَهَذَا لا يَخْفَى عَلَى مِثْلِكْ ، وَإِنْ غُصْتَ فِيْ غَبَائِكَ وَجَهْلِكْ ، فَهَاهِيَ الْحَرَكَاتُ مَحْفُوْظَةْ ، وَأَعْمَالُ صَاحِبِهَا لِلنَّاسِ مَعْرُوْضَةْ ، بَعْدَ زَمَانٍ مِنْ مَوْتِهْ ، وَحِقْبَةً مِنْ مُفَارَقَةِ أَهْلِهِ وَبَيْتِهْ ، وَأَمَّا مِيْزَانُ هَذِهِ الأَعْمَالِ وَهِيَ كَمَا قُلْتَ لَيْسَتْ أَجْسَامًا ، فَقَدْ صَنَعَ النَّاسُ مِقْيَاسًا لِقُوَّةِ الضَّرْبَةِ وَلِشِدَّةِ الْحَرَارَةْ ، وَلِسُرْعَةِ الطَّيَّارَةْ ، وَلِلْعَمَائِرِ الْقَائِمَةِ وَالْمُنْهَارَةْ ، وَانْظُرْ لِعَدَّادِ سَيَّارَتِكَ فِي السَّيَّارَةْ ، وَهِيَ تَسِيْرُ فِيْ الْفَلاةِ أَوْ فِيْ الْحَارَةْ ، سَتَعْرِفُ مِقْيَاسَ سُرْعَتِهَا بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيَةْ ! وَضَبْطٍ كَأَنَّهُ صُنْعُ دَاهِيَةْ ، وَهِيَ عَرَضٌ لا جَوْهَرٌ أَيْ لَيْسَتْ بِجِسْمٍ مِنَ الأَجْسَامْ ، وَلا يُمْسِكُهَا مُمْسِكٌ مِنَ الأَنَامْ ، بَلْ حَرَكَةٌ مَعْرُوْفَةْ ، وَسُرْعَةٌ مَأْلُوْفَةْ .
وَإِذَا كَانَ يَا مُحْتَارُ هَذَا صُنْعُ مَخْلُوْقٍ مِنَ الْمَخْلُوْقَاتْ ، صَنَعَ مَا يَحْفَظُ الْحَرَكَاتْ وَلَوْ حُفِظَتْ هَذِهِ الْحَرَكَاتُ وَالسَّكَنَاتُ أَلْفَ عَامْ ، لَبَقِيَتْ مَوْجُوْدَةً وَيَرَاهَا الأَجْيَالُ بَعْدَنَا كَأَنَّهَا أَجْسَامْ ، وَصَنَعَ هَذَا الْمَخْلُوْقُ مَا يَعْرِفُ بِهِ النَّاسُ مِقْيَاسَ الْحَرَكَاتِ وّاللَّفِّ وَالدَّوَرَانْ فِيْ سُرْعَةِ السَّيْرِ وَالطَّيَرَانْ ! وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَقْيِسَةِ وَالْمَوَازِيْنِ ، أَتسْتَغْرِبُ بَعْدَ هَذَا مِنْ صُنْعِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوْتْ ، الْحَيِّ الْقَيُّوْمِ الَّذِيْ لا يَمُوْتْ ، وَأَنَّهُ يَزِنُ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ( الشعراء/88-89 ) فَارْجِعْ أَيُّهَا الْمُحْتَارُ عَنْ غَيِّكَ ، وَأُبْ إِلَى رُشْدِكَ ، وَتُبْ إِلَى اللهِ مِنَ الْجِدَالِ الْعَقِيْمْ ، وَلا تُلْقِ بَالاً لِوَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمْ ، حَتَّى وَإِنْ عَدِمَ النَّظِيْرْ ، فَآمِنْ بِاللهِ وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرْ .



وإن أعجبكم الموضوع تستطيعون قراءة بقيته على الرابط التالي


http://www.albshara.com/threads/10700-أسئلة-الوسواس-الخناس?highlight (http://www.albshara.com/threads/10700-أسئلة-الوسواس-الخناس?highlight)=

أمـــة الله
2010-03-11, 04:05 PM
أخي الهزبر إضافة قيمة سلمت يمينك وبارك الله فيك
رحم الله ابن عثيمين ونفعنا بعلمه

أختي الكريمة والمستغفرين بالأسحار وبارك الله فيك


حبيبتي دانة جزاكِ الله خير الجزاء على الإضافة القيمة
أثريتِ الموضوع وكذلك الأخ الهزبر
جـــــــــــــزاكم الله الجنة وبارك الله في قولكم وعملكم
تشرفت بمروركم الطيب