المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم الحب وليس عيد الحب



لطفي عيساني
2010-03-16, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد وجدت هذا الكلام في أحد المنتديات الذي يتكلم عن يوم الحب وليس عيد الحب، وأرجو أن انفع به إخواني. هذا العيد الذي يسمى عيد "الحب" كما يسميه بعض المسلمين والكفار، واسمه الأصلي "عيد القديس فالنتاين" وحدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي لعقيدة محددة ذكرت في تاريخ أعيادهم، وأشير إليها بعد قليل بإذن الله - تعالى –.
ونحن ما كان لنا أن نتوقف ونتكلم عن هذا العيد لولا أن عدد من المسلمين والمسلمات خاصة من الشباب والفتيات قد تأثروا به.
فوجب أن يعرفوا حقيقة هذا العيد وأن يدرك أن هذا العيد الذي يسمى عيد الحب عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى وبوثنية الرومان والنصارى متخبطون في نسبته وفي بدايته هل هو من إرثهم أم أنه من إرث الرومان الذين كان لهم من الإله ما يشتهون فالرومان قد جعلوا بزعمهم للحب إله...وللنور إله... وللظلام إله... وللنبات إله... و للمطر إله... وللبحار إله... وللنهار إله.... وهكذا.

أما النصارى:
فإنهم يروون في سبب ابتداعهم لهذا العيد " عيد الحب " الذي جعلوه محدداً بيوم الرابع عشر من فبراير من كل عام يروون عدداً من الأساطير وقد ذكرت هذه عنهم عدداً من المراجع الأجنبية مثل: دائرة المعارف الكاثوليكية أو دائرة المعارف معارف كولمبيا وأيضاً ذكره أحد المؤلفين في كتابه الأعياد الأمريكية: لجورج وقصة " فالنتاين " لمؤلفه: بارت وقصص الأعياد العالمية لهنفري، وقد ذكرت هذه المراجع وترجمة عنها كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى في الكتاب الذي أصدرته حول حقيقة عيد الحب.
وأذكر ما ذكره النصارى من أساطير حول هذا العيد:
(أ‌) يقول منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد قدسيهم وهو المدعو " فالنتاين " بالتحول من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم أعدم " فالنتاين " مناسبة للاحتفال وبذلك تخليداً لذكره وندماً على قتله.
(ب‌) قالوا إن يوم 14 فبراير يوم مقدس لأحدى الآلهات المزعومة عندهم والتي يعتقد فيها الرومان وهي الإله المدعوة: يونو، ويقولون أنها ملكة الآله الرومانية واختصوها عندهم بالنساء والزواج قالوا فناسب إن يكون يوم احتفال يتعلق بالزواج والحب.
(ت‌) كان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى: ليسيوس: وهي " ياللعجب ": ذئبه وقد قدسوها، لماذا يقدسون هذه الحيوانه " الذئبة " يقولون إن ليسيوس أرضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما، ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيد يحتفلون به، وحددوا مكان للاحتفال وهو معبد " الحب " وسموه بهذا الاسم لأن الذئبة ليسيوس رحمة هذين الطفلين وأحبتهما.
(ث‌) يقولون إن الإمبراطور الروماني " كلوديوس" وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب، فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له في التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك هو إن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون إن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا إن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير م 269.
هكذا قالوا في أساطيرهم، وبعد إن مضت هذه السنين الكثيرة نأتي إلى زماننا اليوم حيث تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب بأسطورة الذئبة " ليسيوس " وجعلت العيد مرتبطاً بذكرى القديس " فالنتاين " ولتأثر النصارى بهذا العيد فإنهم قد نحتوا يمثلون هذا القديس" فالنتاين" ونصبوا هذه التماثيل في أنحاء متفرقة من دول أوربا، لكن الكنيسة أيضاً تراجعت مرة أخرى عن عيد " فالنتاين " وتركت الاحتفال به رسمياً عام 1969م.
سؤال: لماذا تراجعوا؟
قالوا: لأن تلك الاحتفالات تعتبر خرافات لا تليق بالدين ولا بالأخلاق لكن الناس استمروا بالاحتفال به إلى يومنا هذا في أمريكا وأوربا وآسيا وأفريقيا وأستراليا بل وحتى في الدول الإسلامية.
وأنا أظن أن الذين يحتفلون بهذا العيد من المسلمين والمسلمات ما سمعوا بقصة الذئبة " ليسيوس " وأصبح هذا العيد له احتمال واسع بالتغطية الإعلامية وما يصاحبه من اهتمامات اجتماعية وتجارية لينساق أهل الأرض اليوم بالاحتفال بهذا العيد إلا من رحم الله، ولم يلتفتوا هل هو منسوب لذئبه أو لفلنتاين أو لغيرهما بل المقصود أن يحتفلون أين كان الأمر.
وقد جاء المسلمون ليصطفوا في طابور " فالنتاين " وخصوصاً بعد ما تسير في العالم اليوم من وسائل الاتصال والتواصل السريع فقد امتدت هذه الحملة الفلانتينية إلى أقطار الأرض شتى ومنها بلا المسلمين فتتابع عدد من الذكور والإناث على الاصطفاف في طابور " فالنتاين " وتتابعوا على الاحتفال في أربعة عشر فبراير والمحتفلة ن يرددون " ماي فلنتاين" وصار التفاعل مع هذا اليوم على مستويات شتى (الشباب والفتيات بل حتى الكهول والكهلات) ووسائل الإعلام والتجار والمنتجات الاستهلاكية إلى آخره.
لكن يا هل ترى أهلنا وإخواننا هؤلاء يعانون من أزمة حب فوجدوه فرصة لإطلاق محبوساتهم مشاعرهم ومكنونات أحاسيسهم. أما القضية كما هو الواقع لا تعدوا إن تكون واحدة من الدلالة الواضحة على ما تعاني منه الأمة اليوم من تضييع هويتها وسيرة الخانع في ركب حظائر العالم المادي.
إني أوجه دعوه قلبية ملؤها المحبة لإخواني وأخواتي الذين يشاركون في مظاهر هذا العيد " الفلنتايني ". أدعوهم أن يراجعوا أنفسهم فالحقيقة إن عيد " فلنتاين " بالنسبة لمن يحتفلون به من أهل الإسلام ما هو إلا علامة ودلالة على عدة الأمور:
(1) ضعف الانتماء للإسلام.
(2) يدل على ضحالة الثقافة وقلة البصيرة.
(3) يدل على ضيق الأفق وضعف التصور والبعد عن فهم الحياة وواقع الأمور ومساراتها.
(4) يدل على الهزيمة النفسية التي يحسون بها من خلال انسياقهم في هذا التيار.
(5) يدل على الأحاسيس المكدودة والمشاعر المستشارة جرى كثرة الطرق عليها عبر وسائل الإعلام المتنوعة.
(6) يدل على بعدهم عن المقاصد السامية والأهداف الفاضلة بما فيه انتفاع الشخص في نفسه ونفعه لدينه ومجتمعه ووطنه.
(7) فهل يرضى كل عاقل وعاقلة إن يكون " فلنتانيا" وأتمنى أن يقول كل من يحتفل به... لا... ثم... لا... قولاً وفعلاً.
ثم لنتأمل في تلك المظاهر والأمور التي يتعاطاه الكفار وبعض المسلمين في الاحتفال بعيد الحب.
يلاحظ ويذكر عن هؤلاء: تأثرهم بملابسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات وطاقات زهور و ورود تتأثرون باللون " الأحمر " وهذا اللون يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد له صلة بالفحش، وهذا ربما لا يعرفه كثير من المسلمين والمسلمات.
ومن المظاهر ما يتعلق بالحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر.
ومن المظاهر: الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات.
ومن المظاهر شراء تماثيل أو دما حمراء تمثل حيوان " الدب " وقد رسم عليه ما يمثل القلب وكلامات الحب " أنا أحبك " ثم يباع بأسعار باهضة ليقدم كهدية ترمز للحب، سبحان الله... حب ودب... أي علاقة بين حيوان كريه وبين كلمة تفيض بالنبل وتتوهج بمشاعر القرب، ربما يكون المحتفلين ربطوا بين ما في الكلمتين من حرف الباء وإلا ما هي علاقة الدب بالحب أين العقول؟
من المظاهر، ما يزعمون أنه إله الحب الذين يسمونه " كيوبد " ويضعونه وهو عبارة عن دمية على شكل طفل له جناح ومعه قوس يسدد منه سهماً، ولو أنا أعطينا هذه الدمية إلى طفلة لكي تجعلها لعبة مثل " العروسة " لرفضتها ولم تقبلها لأنها صغيرة ولا تملئ عينها فكيف يرمز هؤلاء بهذا الشكل وبهذه الدمية يرمز بها الكبار من الحتفلين والمحتفلات إلى " إله " سبحان الله وتعالى علوا كبيرا عما يقولون.
من المظاهر إن بعض الطالبات في المدارس والكليات يتفقن مع بعضهن باللباس الأحمر (الجاكيتات والبلايز ونحو ذلك).
من المظاهر ما يفعله بعض المتزوجين في ذلك اليوم كخروجهم للعشاء أو تقديم هدية بتلك المناسبة.
من المظاهر بعض الشباب يخدع الفتاة بأنه محب لها وسوف يتزوجها خصوصاً في هذه المناسبة ثم تكون الكارثة، لهذا 14 فبراير يمثل ذكرى مره و أليمه لكثير من الفتيات.
هذه المظاهر فمن كان عنده عقل وبصيرة فمن كان يحترم عقله فإنه يدرك ما تنطوي عليه من خلل في العقيدة يخالف الفطرة ويصادم التوحيد.
كذلك ما تتضمنه هذه المظاهر من ضعف التفكير من قلة العقل وسفهته والتي قاد إليها ضعف العلم والتخلف الثقافي علاوة على التهيج العاطفي فبعض الشباب والفتيات يريد أن يظهر أنه متحضر وأنه يفهم وأنه يدرك.

المحور الرابع: وقفات محاسبة ومراجعة لمن يحتفل بهذا العيد:
الوقفة الأولى:
مع الشباب والفتيات. أقول لهم ماذا دهاكم؟ إنكم تحتفلون بهذا اليوم وغيره من أعياد الكفار لحاجة في نفوسكم تعلمونها وإنا أعلمها ولكن ما أظنه بكم بما عندكم من فطرة التوحيد لله - جل وعلا - والتظاهر أن معه إله آخر - تعالى -الله عن ذلك علو ا كبيرا، لو أدركتم ذلك وعرفتموه لأدركتم في الحين نفسه فداحة خطأكم وشناعة توجهكم وتأثركم فظني بكم وبما عندكم من الفطرة أن الخلل بالعقيدة أمر لا مساومه به عندكم وإن وقع منكم ما يقع منا جميعاً من معاصي وزلل.
فكيف يا من تحتفلون ترضون وتقبلون بتلك المزاعم بأن مع الله إله آخر.
أين عقيدة التوحيد التي نشئتم عليها؟
أين فطرتكم التي تأبى دعوة غير الله؟
أين غيرتكم على دين الله؟
أين حبكم لمن خلقكم وأوجدكم ومن كل خير منحكم.
قال – تعالى – : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (165) سورة البقرة أين... ؟ أين... ؟ إلى آخره.

الوقفة الثانية:
مع هدايا عيد الحب: فقد قرر أهل العلم: أنه لا يجوز للمسلم أن يقبل أياً من الهدايا أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمة الله-: " ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصاً إن كانت الهدية ممن يستعان بها على التشبه بهم.
فإن المتعين على الأبناء والأمهات أن يلاحظ هذا الأمر على أولادهم وخاصاً إذا رأو من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم وكذلك إذا طلبوا منهم شراء الزهور والبطاقات في ذلك اليوم فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع.
أيضاً المدرسات: ينبغي أن يفتح باب الحوار مع الطالبات حول هذه القضية أن يتبين لهن حقيقة هذا العيد وما فيه من خرافات، وأن يسمعن منهن ما يدور بأنفسهن حتى يمكن تعديل هذه التصورات الآثمة.

الوقفة الثالثة:
التهنئة بعيد الحب: فإن من ما يؤسف له إن من المسلمين والمسلمات من ينساق خلف تيار هذه العيد الوثني ويتبادلون التهنئة وهذا أمر له خطورة على دينهم.
يقول الإمام ابن القيم- رحمة الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنئ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده لصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه.

الوقفة الرابعة:
الفتيات وعيد الحب: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم وغيرها إنما يدعوا إليها النساء. وهذا هو الواقع.... لماذا؟
لأن المرأة وخاصة إذا كانت شابه يكون عندها من رقة المشاعر ولطف الأحاسيس وشفافية النفس ما قد يجعل الأمور تختلط عليها فلا تفرق حينئذ بين التزين المشروع والتزين الممنوع وقد يختل توازنها فتغتر بما قد يلمس سعها من عبارات الإطراء والرغبة في الاقتران بها مما قد يبتليها به بعض مرض القلوب.
فالمرأة ميالة بطبع التجمل والتأنق وتحب تبعاً لذلك كل مناسبة تمكنه من صنع هذه الرغبة النفسية الجامحة، وهنا لا بد من جعل كل شيء في نظافة ومجاله ونصابه الصحيح، فالنساء لا مانع من تزينهن لما أحل الله لهن ويبدين هذه الزينة لمن أباح الله لهن وهذا لا مؤاخذة عليهن فيه بل هو من جبلتهن كما قال - تعالى -: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (18) سورة الزخرف. قال المفسرون: المقصود بذلك النساء فإن الواحدة منهن تتربى على تكبيل نفسها بالحلي والزينة منذ طفولتها، وقالوا: الآية أصل في إباحة الزينة للمرأة لها.

الوقفة الخامسة:
الشباب مع عيد الحب: في 14 فبراير يكثر أن ترى كثير من الشباب متأنق يكثر فريق الهندام والأحذية الملمعة والسيارة النظيفة جداً حتى تظن إذا شاهدت أحد الشباب كأنه في ليلة زواجه ولكن هذا الظن يتلاشى إذا رأيت أنه لا يبرح ولا يجاوز شوارع معينة أو أسواق معينة. فيا أيها الشاب لست أول من يجد الميل للأنثى فطرة البشر لكن اعلم أن هذا الميل قد جعلته الشريعة سبيل طاهراً عفيفاً يكون معه السعادة يكون معه الزكاة، وإذا قلت أين أنا وأين الزواج فأقول لك: هذا ليس مبرراً لتتعرض للفتيات.
وقد جاء شاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد علم حرمة الزنا فقال يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذن لي بالزنا فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أدنوا فلما دنى قال له: أتحبه لأمك؟ قال: لا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، ثم قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أفتحبه لأبنتك؟ قال: لا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أتحبه لأختك قال: لا، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا قال: ولا الناس يحبونه لعمتهم، قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا قال: ولا الناس يحبونه لخالتهم، قال أبو أمامه راوي الحديث: ووضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - يده على صدر الشاب وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فقال أبو أمامة: فلم يكن هذا الشاب بعد ذلك يلتفت في شيء أي من أمور النساء. رواه أحمد.
قال الشافعي:
عفوا تعف نسائــكم في المحرم *** وتجنبـــــــوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضتـــــه *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزني يزنى ولـــــــو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة عشـــــــت غير مكـرم
لو كنت حرا من سلالة طــاهر *** ما كـــنت هتــــاكا لحرمة مسلم

الوقفة السادسة:
تجار عيد الحب نعتب عتبا كبيرا على أخواننا ممن يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات في أعياد الكفار باستيرادها أو تصنيعها كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة أو أصحاب محالات الألعاب وتغليف الهدايا.
فإن متاجرتهم ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ريعها لها فلا ريب أنه من التعاون على الإثم والعدوان وأنه من المشاركة في نشر عقائد الكفر التي قد تجر على هذا التاجر شؤما في الدنيا والآخرة.
قال شيخ الإسلام: ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمين به على مشابهتهم "أي مشابهة الكفار في العيد"من الطعام واللباس ونحو ذلك لان في ذلك إعانة على المنكر.

الوقفة السابعة:
عيد الحب وأهل الإعلام فإن مما زاد انتشار مظاهر الاحتفال بعيد الحب وانتشارها في عدد من بلاد الإسلام ما تقوم به كثير من وسائل الإعلام (المقرؤوة والمسموعة والمرئية وخاصة الفضائيات) فإن من المؤسف حقا أن تتابع وسائل الإعلام في بلاد المسلمين والعاملين فيها بالقيام بدور "الببغاء: بترديد ما تبثه وكالات الأنباء العالمية دون تمييز ما يتناسب مع عقيدتنا وأخلاقنا وبين ما هو ضدها.
خصوصا في طوفان "العولمة"الذي يراد منه تعميم النموذج الغربي في شتى مناحي الحياة.
* فتاوى العلماء بهذا العيد:
فقد سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن الاحتفال بما يسمى عيد الحب؟ والمشاركة فيه.
الجواب: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
1-انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة
2-انه يدعو إلى العشق والغرام
3-أنه يدعو إلى انشغال القلب بهذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح
فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المأكل أو المشرب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذرعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبا لتبعتموهم "قال الصحابة يا رسول الله: اليهود والنصارى قال: فمن "رواه البخاري ومسلم، يعني: لست أعني إلا هم قال أهل العلم إنما ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث "حجر الضب " لحكمه وهي: أن جحر الضب من أشد الجحور ضيقاً وتعرجاً ورداه ومع ذلك فإن المقلدين لليهود والنصارى لشدة انبهارهم وعظم تقليدهم بعاداتهم وطرائقهم لو أنهم راؤهم يهمون بدخول الجحر الضيق الرديء المتعرج لتبعوهم وهم مع هذه الحال البئيسة المتخلفة يعدون أنفسهم في قمة التطور ولذلك حذر الله من التأثر بالكفار ومن متابعتهم ومن مولاتهم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (57) سورة المائدة.
قال ابن كثير عند هذه الآية هذا تنفير من مولاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابين والمشركين الذين يتخذوا أفضل ما يعمله العاملون من شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة على كل خيراً دنيوي وأخروي يتخذونها هزواً ولعبا.
وثبت في المسند وعند أبو داود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تشبه بقوم فهو منهم " قال العلماء في معنى الحديث " من تشبه بقوم " أي تزيا بزيهم في ظاهره محبة وإعجاب وسار على هديهم وتخلق بأخلاقهم وعمل أعمالهم فهو منهم حكماً بحسب ما أخذ عنهم فإن بين الظاهر والباطن مناسبة وارتباطاً.
أيها الأخوة والأخوات في ختام هذا البحث أقول:
فإن التشبه بالكفار من مشاركتهم بأعيادهم وخاصة هذا العيد قد مهد الطريق لنقل موروثات الكفار وثقافتهم ونقل فكرهم إلى المجتمعات الإسلامية.
فإن الواجب على أهل الإسلام أن يتقوا الله ويحذروا من مجارة الكفار في باطلهم وألا تغرهم الحياة الدنيا وزخرفها وأن يثبتوا على دينهم الكامل بعدما من الله عليهم بمعرفته وأن يحذروا من أن تزيغ قلوبهم فلا تهتدي أبداً، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النــور .
في هذه الآية تحذير وتهديد على كل من خالف شريعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو سنته أن تصيبهم الفتنة وهي إما الكفر أو النفاق أو أن يصيبهم عذاب أليم في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معاً.
والحمد لله أولاً وأخرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.