المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى زمن عز فيه الناصحون وتوهجت نار المعصيه



سكون الليل
2010-03-21, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين

جاء الصيف، وبدأت الإجازة الصيفية للطلاب لتبدأ معها جولة من القلق والحيرة، قلق الأولياء على أبنائهم وحيرة الوالدين على بنيهم.


ماذا أقول لولدي المراهق إذا طلب مني الخروج مع أصدقائه (ليغيّر الجوّ) فهو أنهى الدراسة بتفوّق وانتقل إلى الصف الأعلى بجدارة، وها هو ذا يختار أصدقاء لا غبار عليهم في نظره ليقضي معهم بعض الساعات في فسحة أو نزهة، إن وافقته اليوم واستجبت لرغبته ماذا أقول له غداً أو بعد غد وهكذا إلى أن تمضي الشهور الثلاثة؟؟


هل أدفع به إلى مهنة يتعلمها وحرفة يتقنها؟ أم إلى المسجد يتعلم فيه شيئاً من دينه ويحفظ بعضاً من آيات القرآن الكريم وسوره؟ أم أضع له برنامجاً خاصاً وأحبسه بالبيت معظم الوقت لينجزه؟ أم أوظف له حارساً شخصياً أو مراقباً سرياً يحصي عليه أنفاسه مع ذهابه وإيابه وطلوعه ونزوله، ويضبط حركاته كما يضبط أسماء أصدقائه وأماكن لهوهم ولعبهم وسمرهم وسهرهم؟


ماذا أفعل وقد اختلطت عليّ الأمور؟ وبمن أستعين وقد عزّ المعين؟ ومن أستشير وقد فقد النصوح؟


هل لي بمن يسعفني بصاحب مهنة أو حرفة أمين ذي خلق، آمنه على ابني وابن أخي وابن جيراني وابن صديقي وابن صديق صديقي؟ آمنه عليهم كي لا يستعبدهم ولا يهينهم ولا يخدش كبرياءهم ولا يحطم عنفوانهم؛ أثناء تعليمهم الحرفة – في أحسن الأحوال- ويفقدوا ذواتهم وعزّة نفوسهم مقابلها، وإن عثرت على واحد من هؤلاء الأولياء، أصحاب الحرف الشرفاء الأمناء؛ فهل سيعثر الباقون ممن همّهم مثل همّي وحالهم مثل حالي على مثل ما عثرت عليه؟


وإن أرسلت ولدي إلى المسجد فقضى في رحباته ونسمات فسحاته بعض الساعات ، وفي ظلال دعاته وعلمائه بعض الأوقات، فماذا أعدّ له في الأوقات الأخرى والساعات المتبقية؟ وإن أعددت له ما يشغله باقي يومه فهل كلّ واحد عنده من فراغ الوقت وهدوء البال ليستنفر ثلاثة أشهر مع أولاده في إجازتهم هذه كي يهذّب أخلاقهم ويطمئنّ على سير برامجهم وعلى ذهابهم ومجيئهم؟


أم إن حبسته في البيت! يتنازعه التلفاز بقنواته الفضائية المتوعة، وما أكثرها!! ويشده الحاسب الآلي وبرمجياته المسلية غير الهادفة، ويقتل وقته جهاز ال(Play station)فيقتبس منه العنف ويتعلق بخوارق العادات والأمور؛ فهل توافقونني على ذلك؟ هل هذا شيء صحيّ لعقله وفكره ونفسه؟ هل أجعله يكره البيت وكلّ من في البيت؟ هل أجعل البيت لأولادي كابوساً، وللصياح ساحة، وللشجار مكاناً، وللعراك والصراع حلبة ومجالاً، فتضيع معاني الأخوة بعضهم مع بعض، وتزول الهيبة والقداسة عن الآباء والأمهات؟


أسئلة حائرة؟ وأجوبة يملؤها القلق والحيرة، أأجبن فأهرب أم أتشجع فأقدم؟ أهي حكمة ونباهة أم فلسفة وسفاهة؟


أفيدوني، شاركوني همّي، حلّوا مشكلتي لتحلّ معها مشاكلكم مع أبناءكم.


فساد في الأخلاق يملأ الساحات، تعانق الجنسين لا تخلو منه حديقة من الحدائق العامّة، سرقة الأعراض والتحرّش بالآخرين لم تعد من الرذائل النادرة أو المفاسد العابرة، لقد أصبحت تزكم الأنوف بروائحها، وتحبط النفوس من عبثها وآثامها.


عمّ الشرّ وطمّ والحريصون على الأجيال في حيرة ودهشة، فمعظم الناس سادرون ساهون، غائبون عمّا يحصل في نفوس وعقول أجيالنا من تغيير، وما يغزوهم من ثقافات، وما يتعلمونه من عادات، أول همّ الناس الدنيا وحطامها، أموالهم وأرزاقهم، تجاراتهم ومكاسبهم، لهوهم وبسطهم، ولكن آخر همّهم - إن وجد - الأمّة وأجيالها والآخرة وحسابها ومآلها.


إن كان لديك حلّ أو اقتراح أو تجربة فهذا آوان عرضها والإدلاء بها،




فمرحبا واهلا.

لطفي عيساني
2010-03-21, 10:20 PM
اللهم ثبتنا على دينك