المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البشارات بمحمد في العهد الجديد



أمير درنة
2010-05-07, 03:12 AM
البشارات في العهد الجديد:

أسفار العهد الجديد (الأناجيل والرسائل) حافلة بالنصوص التي يتعين أن تكون بشارات برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
لقد جاء في العهد الجديد أن علماء اليهود سألوا يحيي عليه السلام "مَنْ أَنْتَ؟ فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ وَأَقَرَّ أَنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ. فَسَأَلُوهُ: إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟ فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا. أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟ "أي النبي المعهود الذي أخبر عنه موسى عليه السلام فَأَجَابَ: لاَ". {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ - 19-25}

فهؤلاء ثلاثة أنبياء كان ينتظرهم بنو إسرائيل الأول المسيح عليه السلام والثاني إيلياء عليه السلام والثالث النبي الذي أخبر عنه موسي عليه السلام، فمن يكون هذا النبي إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان المسيح عليه السلام قد حذر من الكذابين الذين يأتون بعده "ﭐِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ ا لسَّابِعُ - 15}
"وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" {إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - 11}
في هذه النصوص التي يعتبرها النصارى أهم أسباب رفضهم لنبي الإسلام فإن يسوع حذر فيها من الأنبياء الكذبة الذين يأتون من بعده ولكن هذا لا ينفي وجود نبي بعده صادق فهو لم يقل أن كل نبي بعدي كذاب بل قال أنه هناك أنبياء كذبه سيأتون من بعدي
البشـارات تعـلن أحياناً في صورة الوعـد بملكوت الله أو ملكوت السماوات. وأحيانا أخـرى بالـروح القـدس. ، تلك هي صورة البشارات فى الأناجيل فى صيغها المعروفة الآن.
الكتاب المقدس فيه كثير من الاستعارات، وتكثر فيه الرموز والإشارات خاصة فيما يتعلق بالمستقبل، يقول صاحب كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين": "وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة وخاصة العهد العتيق".
ويقول أيضاً: " واصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً، وخاصة مسامرات مخلصنا، وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً... ".
وبإيضاح هذه النقطة يجب أن يكون واضحًا أن نصوص الكتب السابقة في حاجة إلى التعامل معها بشيء من الانفتاح الذهني الذي لا ينغلق على ظاهرية النص، بل إن نصوص الكتب السابقة وخاصة البشارات يجب دراستها في ضوء الأحداث التاريخية السابقة والمعاصرة، حتى تقع في موقعها الصحيح.

أولا :-

ففي العهد الجديد وردت هذه العبارة مسـندة إلى يوحنا المعمدان. "قَائِلاً: تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" { إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ – 2}
فمن هو ملكوت السماوات الذي بشر به يوحنا ؟! هل هو يسوع كما يقول النصارى..؟!
هذا احتمال.... ولكن روى عن يسوع نفس العبارة: "مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ»" { إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ – 17}


إذا من هو ملكوت السموات الذي يبشر به يسوع بعده ؟؟؟؟

فلـو كان المراد بملكـوت السماوات ـ هذه ـ يسوع لما وردت هذه " البشارة " على لسان يسوع؛ إذ كيف يبشر بنفسه، وهو قائم موجود، والبشـارة لا تكون إلا بشيء محـبوب سيأتي.
إن ورود هذه العبارة عن يسوع نفسه تخصيص لذلك العموم المستفاد من عبارة يحيى عليهما السلام. فدل ذلك على أن المراد بملكوت السماوات رسول آخر غير عيسى. ولم يأت بعد عيسى ـ باعتراف الجميع ـ رسول غير رسول الإسلام

فدل ذلك على أنه هو المراد بملكوت السماوات في عبارة يسوع قولاً واحداً وباحتمال أرجح في عبارة يوحنا المعمدان، إذ لا مانع عندنا ـ أن يكون يوحنا المعمدان عليه السلام قد بشر بها يسوع
أما بشارة يسوع فلا موضع لها إلا الحمل ـ القطعي ـ على رسول الإسلام
وفى صيغة الصلاة التي علمها يسوع لتلاميذه بشارة أخرى لنبي الإسـلام. وهذا هو "فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ" { إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ - 9}
ووردت هذه الصيغة في إنجيل لوقا هكذا "فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ...." {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا - اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ - 2}

ويذكر لوقا أن المسيح جمع تلاميذه ، وعلمهم كيف يقهرون الشياطين ، ويشفـون الأمراض ثم قال "وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ وَيَشْفُوا الْمَرْضَى" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا - اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ - 2}
أما مرقس فيسند هذه البشارة إلى المسيح نفسه إذ يقول: " وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ»"{ إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَرْقُسَ - اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ - 14}

فهـؤلاء ثلاثة من تلاميذ يسوع يتفقـون على أن يسوع قد بشر بملكوت الله الذي اقترب فمن المراد بملكوت الله إذا لم يكن هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟

ثانيا :-

أما يوحنا صاحب رابع الأناجيل. فإنه يذكر هذه البشارات في مواضع متعددة من إنجيله. ومن ذلك ما يرويه عن يسوع "اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ - 24}
كما يروى يوحنا قول يسوع لتلاميذه "لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ - 7}

ويروى يوحنا كذلك قول يسوع لتلاميذه: " وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ - 13}
"وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا- اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ - 26}

فمن هو "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" الذي بشر به المسيح عليه السلام حسبما يروى يوحنا..؟!

إن المسيح يقول:
إن ذلك "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" لا يأتي إلا بعد ذهاب المسيح، والمسيح -نفسه- يُقـِرُّ بأن ذلك "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" أَجَلُّ منه شأنا، وأقوى وأعم نفعاً وأبقى أثراً، ولذلك قال لتلاميذه:" خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي "
وكلمة "خَيْرٌ " أو "الخيرية" تعنيان أن المبشر به أفضل من يسوع نفسه ولو كان "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" مسـاويا ليسوع في الدرجة لكانا مستويين في الخيرية، ولما صح ليسوع أن يقول خير لكم أن أنطلق.
فلو أخذنا التفسير المسيحي لكلمة "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" فهم يقولون بأنه هو الروح القدس -الأقنوم الثالث- وهنا نقف أمام معضلة وهي نقض صريح لفكرة الثالوث الأقدس "Holy Trinity" التي تنص على أن "الآب أله، والابن أله والروح القدس أله، ولكنهم ليسوا ثلاثة بل أله واحد"
"الأب كلي القدرة والابن كلي القدرة وروح القدس كلي القدرة ولكنهم ليسوا ثلاثة آله كلية القدرة بل آله واحد كلي القدرة"
ومن هذا نستدل بأن الأب والابن وروح القدس متساوين في القدرة الكلية وبالطبيعي متساوون في "الخيرية" وهذا ما ناقضة هذا النص
"أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ - 7}

فهذه الدلائل تدل على أن المبشر به هو رسول الإسلام والدليل على ذلك قول يسوع نفسه في وصفه لذلك "الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ" بأوصـاف ليست موجـودة في يسوع نفسه ومن تلك الأوصاف:
أ- إنه يعلم الناس كل شيء. "فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ" وهذا معناه شمول رسالته لكل مقومات الإصلاح في الدنيا والدين. وذلك هو الإسلام
ب- إنه "يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّة"ٍ والشاهد هنا كلمة "العالم" وهذا معناه شمول الإسلام لكل أجـناس البشر، عربا وعجماً، في كل زمان ومكان. ولم توصف شريعة بهذين الوصفين إلا الإسلام.
ج- وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" يذكر بما جاء به يسوع من أمور البعث بعد الموت وقد تحقق هذا في رسالة الإسلام
د- "وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" يخـبر بأمور آتية، فمحمد-صلى الله عليه وسلم- أخبر بأمور آتية في القرآن وسنتعرض إلى ذلك في باب معجزات النبوة.
ه- "فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" وشهد الإسلام -فيما شهدوا- ليسوع بأنه رسول كريم أمين أدى رسالته وبشر وأنذر بنى إسرائيل. وأنه عبده ورسوله وشهادة رسول الإسلام ليسوع منصوص عليها في بشارات عيسى بال"الْمُعَزِّي" أو "رُوحُ الْحَقِّ"



ثالثا :-

"الفارقليط" فقد خلت منها الترجمات العربية المعاصرة للكتاب المقـدس. ومعـلوم أن الكتاب المقدس خضع للترجمات وطبعات متعددة؛
وأغلب النسخ من الطبعـات العربية خالية من كلمة الفارقليط ، وموضوع مكانها كلمة "الْمُعَزِّي"
معنى "الفارقليط" :-
كلمة يونانية معناها واحدة مما يأتي :- "الحامد ـ الحماد ـ المحمود ـ الأحمد"
أو معناها كل ما تقدم. فمعنى "فارقليط" يدور حول الحمد وجميع مشتقاته المشار إليها.
وكل واحد منها يصح إطلاقه على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم فهو الحامد والحمّاد والمحمود والأحمد ، والمحمد
أن ابن القيم، وابن تيمية، كل منهما قد نقل عن نسخ خطية عن الكتاب المقدس كانت معاصرة لهما وكانت تحوي على نصوصاً فيها التصريح باسم "الفارقليط" كما أن الشيخ الهندي نقل في كتابه " إظهار الحق" نصوصاً عن ترجمات عربية ترجع إلى أعوام: 1821 ـ 1831 ـ 1844م وتمت في لندن
وفى الطبعات -اللندنية- المتقدم ذكرها ورد النص هكذا: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ فارقليطاً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأبد" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ - 15}
" الفارقليط رُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ" {إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ يُوحَنَّا - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ - 24}

وعند البحث في الطبعات الحالية نجد أن هذه الطبعات حـذفت كلمة "الفارقليط" ووضعت مكانها كلمة "الْمُعَزِّي"
كما نجد أن كلمة "الْمُعَزِّي" التي في الطبعات الحديثة للكتاب المقـدس أصلها مترجـم عن كلمة يونانية لفظاً ومعنى وهى "باراكليتس" ومعناها "الْمُعَزِّي"، وليست "فارقليط" أو"بارقليط" التي معناها الحماد والحامد
وأيا كان "فارقليط" أو "باراكليتس" أو "الْمُعَزِّي" ، أو "رُوحُ الْحَقِّ" أو حتى "الرُّوحُ الْقُدُسُ" فنحن لا نعول على الكلمة نفسها بقدر ما نعول على الأوصاف التي أجريت عليها. مثل "لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأبد"-" يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ" فهـذه أوصـاف هي لرسـول الإسـلام ومهما اجتهدوا في صرفها عنه فلن تنصرف.

رابعا :-

"ﭐلْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ"{ إِنْجِيلُ الْمَسِيحِ حَسَبَ الْبَشِيرِ لُوقَا - اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي - 14}

هذا النص هو مترجم عن اللغة الآرامية إذا أردنا دراسته دراسة حقيقية يجب أن نعود إلى المعنى الحقيقي لهذه الكلمات بتلك اللغة فكلمة "إيريني" تُرجمت إلى "السَّلاَمُ" أما كلمة "ابودكيا" فتُرجمت إلى "الْمَسَرَّةُ" وهذه الترجمة لا نقول بأنها خاطئة بل أنها غير دقيقة.
فالترجمة الصحيحة لكلمة "إيريني" هي "الإسلام" وليس كما جاء "السَّلاَمُ" أما كلمة "ابودكيا" فهي أفعل التفضيل من الحمد أي "أحمد" وليس كما تُرجمت إلى "الْمَسَرَّةُ".
وهكذا يصبح النص "ﭐلْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وأوشك أن يجيء َعَلَى الأَرْضِ الإسَّلاَمُ ويجيء به َللنَّاسِ أحمد"
وهذ مطابق لقول القرآن {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } "سورة الصف الآية 6"


خامسا:-
"فَأَجَابَ يَسُوعُ: «ﭐنْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" {إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - 4 - 5}


"بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هَذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى" {إِنْجِيلُ ٱلْمَسِيحِ حَسَبَ ٱلْبَشِيرِ مَتَّى - اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - 14}
إذا تأملنا هذا النص جيداً نجد أن يسوع حذر ممن يقلون بعده "أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ"