المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة عن الجهاد و جواب الصارم عنها.



الصارم الصقيل
2010-05-09, 09:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

هذا الموضوع مساهمة في الجواب عن شبهة من كلام نصراني نقلته الأخت الفاضلة ولاء .هذا سؤال النصراني كما ذكرته أختنا الكريمة في الاقتباس و يليه و جوابي و لله الحمد و المنة :




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الان عندنا شبهة الجهااااااااااااااد بيقول انه كل مسلم لازام يروح يجاهد ويقتل في النااس؟!!!!!!!!!!!!!!!
يا ريت تردو عليه وباالادلة
جزاااااكم الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتكم اخوتي في الله


هذا القول يصور المسلمين بوصفين اثنين:
1 _ جميعهم متعطشون إلى الدماء و لا يهدأ لهم بال إلا إذا عاثوا في الأرض مفسدين سافكين دم عدوهم . و هذه النظرة ما هي إلا من رواسب إحساس النصارى و تخيلهم الفج لحال المسلمين من خلال ما رسخه القساوسة و اضرابهم في عقولهم و أذهانهم .

2 _ المسلمون يعيشون الفوضى و لا إمام لهم يجمعهم أو ينظم أمورهم . و هذه تصب في الأولى بوصف المسلمين قطاع طرق و مجرمين يخافون الشرع و القانون . و تصرفون بمحض الهوى .قال ابن عثيمين رحمه الله :

وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لمن تأمر على ناحيتهم، وإن لم تكن له الخلافة العامة؛ وبهذا نعرف ضلال ناشئة نشأت تقول: إنه لا إمام للمسلمين اليوم، فلا بيعة لأحد!! ـ نسأل الله العافية ـ ولا أدري أيريد هؤلاء أن تكون الأمور فوضى ليس للناس قائد يقودهم؟! أم يريدون أن يقال: كل إنسان أمير نفسه؟!
هؤلاء إذا ماتوا من غير بيعة فإنهم يموتون ميتة جاهلية ـ والعياذ بالله ـ؛ لأن عمل المسلمين منذ أزمنة متطاولة على أن من استولى على ناحية من النواحي، وصار له الكلمة العليا فيها، فهو إمام فيها، وقد نص على ذلك العلماء . انتهى قوله بالحرف.

لكن اصحاب السؤال من النصارى المتخرصين سيفاجأون عندما يعلمون أن المسلمين ذوو مصدر للتشريع لا يخالفونه و من خالفه فهو آثم و القصد إلى وجوب العمل بأحكام الكتاب السنة.
فما حكم الجهاد إذن ؟


1 _ حكم الجهاد:

هو فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن البعض الباقي . قال تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.
سورة التوبة الآية : (123)

فالنص يبين أن الجهاد فرض لأن الأمر قد ورد فيه و الأمر إذا رد و تجرد عن القرائن أفاد الوجوب كما قرره علماء الأصول.

أما كونه فرضا كفائيا فلقوله تعالى:
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ .
سورة التوبة الآية :(122)
قال أبو عمر يوسف بن عبد البر في كتابه النافع : التمهيد لما في الموطإ من المعاني و الأسانيد :
قال الله عز وجل: "انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً" الآية يعني شبابا وشيوخا وقال: "ما لكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ" الآية إلى قوله: "يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً" فثبت فرضه إلا أنه على الكفاية لقول الله عز وجل: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً" وعلى هذا جمهور العلماء ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس" ليس فيما ذكر الجهاد لأنها كلها متعينة على المرء في خاصته وبالله التوفيق.

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره بعد بيان بعض الحالات من علماء المسلمين الذين خرجوا للجهاد رغم ما بهم ضر:

وقد تكون حالة يجب فيها نفير الكل، وهي: الرابعة - وذلك إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الاقطار، أو بحلوله بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافا وثقالا، شبابا وشيوخا، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج، من مقاتل أو مكثر.
فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدو هم كان على من قاربهم وجاور هم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة، حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم.
وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدو هم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضا الخروج إليهم، فالمسلمون كلهم يد على من سواهم، حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين. ولو قارب العدو دار الاسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضا الخروج إليه، حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو. ولا خلاف في هذا. انتهى قوله بنصه.


و قال الطاهر بن عاشور في تحريره:
قال زيد بن أسلم وجابر ابن زيد: كان هذا حكما عاما في قلة الإسلام واحتياجه إلى كثرة الغزاة ثم نسخ لما قوي الإسلام بقوله تعالى: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً" [التوبة:122] فصار وجوب الجهاد على الكفاية. وقال ابن عطية: هذا حكم من استنفرهم الإمام بالتعيين لأنه لو جاز لهؤلاء التخلف لتعطل الخروج. واختاره فخر الدين. اهـ


2 _ نوع الجهاد :

هناك أنواع بحسب ما له علاقة به فهناك الجهد الدعوي و التعليمي و المالي ...
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله:
فصل: مراتب الجهاد
إذَا عُرِفَ هذا، فالجهادُ أربع مراتب: جهادُ النفس، وجهادُ الشيطان، وجهادُ الكفار، وجهادُ المنافقين. انتهى بنصه .

و تلك الأنواع و المراتب مؤصلة من خلال آي القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف :
ثم ذكر ابن القيم رحمه الله تلك المراتب فقال رحمه الله :
وأما جهادُ الكفار والمنافقين، فأربع مراتب: بالقلب، واللِّسان، والمالِ، والنفسِ، وجهادُ الكفار أخصُّ باليد، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.

إن الجهاد يتنوع بحسب حال المسلمين و علاقتهم بعدوهم .فقد يكون الجهاد:


1 _ جهاد الطلب .

2 _ جهاد الدفع .

قال ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:

والحاصل أن الجهاد يجب وجوب عين في أربع مسائل:

الأولى : إذا حضر القتال.
والثانية : إذا حصر بلدَه العدوُ.
والثالثة : إذا استنفره الإمام.
والرابعة : إذا احتيج إليه.
وما عدا ذلك فهو فرض كفاية.
قال الإمام النووي في منهاجه:

ولا جهاد على صبي ومجنون و امرأة ومريض وذي عرج بين، وأقطع، وأشل، و عبد وعادم أهبة قتال، وكل عذر منع وجوب الحج منع الجهاد إلا خوف طريق من كفار، وكذا من لصوص المسلمين على الصحيح.

و قال وهبة الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي و أدلته:

شروط الجهاد: يشترط لوجوب الجهاد سبعة شروط :

الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والذكورة، والسلامة من الضرر، ووجود النفقة.
فأما الإسلام والبلوغ والعقل فهي شروط لوجوب سائر الفروع الشرعية. وأما الحرية؛ فلأن النبي كان يبايع الحر على الإسلام والجهاد، ويبايع العبد على الإسلام دون الجهاد.
وأما الذكورة فلحديث عائشة عند البخاري وغيره: «قلت: يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل الأعمال، أفلا نجاهد؟ فقال: لكن أفضل الجهاد: حج مبرور» . وأما السلامة من الضرر أي العمى والعرج والمرض، فلقوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج، ولا على الأعرج حرج، ولا على المريض حرج} [النور:61/24]. وأما وجود النفقة فلقوله تعالى: {ليس على الضعفاء ولاعلى المرضى، ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله} [التوبة:91/9] ولأن الجهاد لا يمكن إلا بآلة ، فتطلب القدرة عليها. وهذا كان في الماضي، وأما في عصرنا فالدولة تمد المجاهد بالسلاح والنفقة.
المكلفون بالجهاد: يفترض الجهاد على القادر عليه، فمن لا قدرة له لا جهاد عليه، فلا يطالب بالجهاد: الأعمى، والأعرج، والمريض مرضاً مزمناً أو غير مزمن، والمقعد والشيخ الهرم، والضعيف والأقطع والذي لا يجد ما ينفق، والصبي، والمرأة والعبد؛ لأن الأخيرين مشغولان بخدمة الزوج والسيد؛ ولأن الصبي غير مكلف، وليس أهلاً للقتال، بدليل ما ورد في الصحيحين عن ابن عمر قال: «عُرضتُ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني في المقاتلة» الحديث. وأما كون الباقين لاقتال عليهم فلعجزهم، وقد نزل فيهم قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج، ولا على المريض حرج...} [النور:61/24] الآية نزلت في أصحاب الأعذار حين همّوا بالخروج مع النبي صلّى الله عليه وسلم حين نزلت آية التخلف عن الجهاد. وقال سبحانه: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله} [التوبة:91/9] .
ولا تقاتل المرأة إلا بإذن زوجها إلا أن يهجم العدو على بلاد المسلمين، لصيرورة القتال حينئذ فرض عين.
ولا يقاتل الولد إلا بإذن أبويه، إلا إذا صار الجهاد فرض عين، جاء في الصحيحين: « أن رجلاً استأذن النبي صلّى الله عليه وسلم في الجهاد، فقال: ألك والدان؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد»

من خلال ما تقدم يتبين أن الجهاد من شعائر الإسلام التي سيجها بالأحكام حتى تؤدى كما أمر الله تعالى .

خاتمة:

لما أمر يسوع التلاميذ باقتناء السيوف و لو ببيع الملابس سارعوا فعلا إلى التطبيق لكن عندما ننظر في حال أمرهم نجدهم جبناء رعاديد لا يحسنون سوى النوم و لا يتقنون فنون القتال و هذا المقول يرضي كثيرا من النصارى و يغضبهم صنيع الصحابة رضي الله عنهم الذين أذاقوا أعداءهم حر اللهب في المعارك و ساحات الوغى و قالوا إن تلاميذ الرب ما هم إلا مسالمون و صيادو سمك فكيف لهم بالقتل و القتال ؟ و نسوا أن من منع سيفه من دمه فهو ملعون .في سفر إرميا :

48: 10 ملعون من يعمل عمل الرب برخاء و ملعون من يمنع سيفه عن الدم.

ألا ترون أن هذا النص لوحده يدفع بالناس إلى ما أراد العدو وصم المسلمين به . و هذا ما جعل النصارى يذيقون كثيرا من شعوب العالم من ويلات عدم حبس السيف عن الدم حتى أبادوا شعوبا و خلائق لا يحصون كثرة .

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

ذو الفقار
2010-05-09, 03:05 PM
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

جزاك الله خيراً فارسنا الهمام

نسأل الله لك الأجر والثواب ورفقة الحبيب المصطفى في الجنة من غير سابقة عذاب.

الصارم الصقيل
2010-05-09, 08:41 PM
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان

جزاك الله خيراً فارسنا الهمام

نسأل الله لك الأجر والثواب ورفقة الحبيب المصطفى في الجنة من غير سابقة عذاب.

سعيد بمرورك العطر الطيب و تشجيعك أخي الحبيب .

أسأل الله لك سعادة الدارين .

المهدي
2010-09-18, 06:13 PM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26720/31303/392662.gif

الصارم الصقيل
2010-09-18, 06:30 PM
و إياك أخي الحبيب

سعدت بمرورك و دعائك لي.

ابوالسعودمحمود
2010-09-20, 01:55 AM
لما أمر يسوع التلاميذ باقتناء السيوف و لو ببيع الملابس سارعوا فعلا إلى التطبيق لكن عندما ننظر في حال أمرهم نجدهم جبناء رعاديد لا يحسنون سوى النوم و لا يتقنون فنون القتال و هذا المقول يرضي كثيرا من النصارى و يغضبهم صنيع الصحابة رضي الله عنهم الذين أذاقوا أعداءهم حر اللهب في المعارك و ساحات الوغى و قالوا إن تلاميذ الرب ما هم إلا مسالمون و صيادو سمك فكيف لهم بالقتل و القتال ؟ و نسوا أن من منع سيفه من دمه فهو ملعون .في سفر إرميا :


بارك الله فيك اخى الصارم الصقيل