سيف الحتف
2010-05-21, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمداً الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
لم يفتأ النصارى يتصيدون الشبهات من أجل تشكيك المسلمون في جناب المصطفى فبعد أن صُرعوا من الأعداد المهولة التي تدخل الإسلام كان من الصعب إقناع المسلم بترك دينه عن طريق تحبيبه في المسيحية ,فوجدوا أن أفضل طريقة هي التشكيك في جناب الرسول ومن شبهاتهم قول الله عز وجل
قال تعالى:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
الأحزاب 1
فكيف يأمر إله الإسلام رسوله بالتقوى ؟؟ فهل رسول الإسلام ليس بتقي ؟؟
وللرد بعون الله أقول :
إنقسم تفسير العلماء لقسمين :
الأول : أن الغرض من الأمر هوثبات النبي على التقوى والمداومة عليها وهو الأرجح .
الثاني : أنه أمر للمؤمنين عن طريق الرسول فإن كان القائد الأعلى مأمور بالتقوى فمن أقل منه مأمور بالضرورة وليس معنى الأمر هنا أنه مجرد من هذه الصفة .
قال الإمام بن كثير : هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى، فإنه تعالى إذا كان يأمر عبده ورسوله بهذا، فَلأن يأتمر من دونه بذلك بطريق الأولى والأحرى .[1]
قال الإمام البغوي : دُمْ على التقوى، كالرجل يقول لغيره وهو قائم: قم ها هنا، أي: اثبت قائمًا,وقيل الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة.[2]
قال الإمام الألوسي :وظاهر سياق ما بعد أن المعنى بالأمر بالتقوى هو النبي صلى الله عليه وسلم لا أمته كما قيل في نظائره والمقصود الدوام والثبات عليها .[3]
قال الإمام الرازي :وهو أنه أمر بالمداومة فإنه يصح أن يقول القائل للجالس اجلس ههنا إلى أن أجيئك ، ويقول القائل للساكت قد أصبت فاسكت تسلم ، أي دم على ما أنت عليه.[4]
قال الإمام البيضاوي :ناداه بالنبي وأمره بالتقوى تعظيماً له وتفخيماً لشأن التقوى ، والمراد به الأمر بالثبات عليه ليكون مانعاً له عما نهى عنه.[5]
على ما أظن أن الأمر قد إتضح الآن ولم يعد للنصارى حجة يقولونها بعد نسف ما أذاعوه , وقد بيَّنا المراد من الآية بأنه المداومة على التقوى والثبات عليها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير القرآن العظيم ج 6 ص 375
[2] معالم التنزيل ج 6 ص 312
[3] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ج 16 ص 28
[4] مفاتيح الغيب ج 12 ص 322
[5] أنوار التنزيل وأسرار التأويل ج 5 ص 4
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمداً الصادق الأمين وعلى آله وصحبه ومن إتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
لم يفتأ النصارى يتصيدون الشبهات من أجل تشكيك المسلمون في جناب المصطفى فبعد أن صُرعوا من الأعداد المهولة التي تدخل الإسلام كان من الصعب إقناع المسلم بترك دينه عن طريق تحبيبه في المسيحية ,فوجدوا أن أفضل طريقة هي التشكيك في جناب الرسول ومن شبهاتهم قول الله عز وجل
قال تعالى:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
الأحزاب 1
فكيف يأمر إله الإسلام رسوله بالتقوى ؟؟ فهل رسول الإسلام ليس بتقي ؟؟
وللرد بعون الله أقول :
إنقسم تفسير العلماء لقسمين :
الأول : أن الغرض من الأمر هوثبات النبي على التقوى والمداومة عليها وهو الأرجح .
الثاني : أنه أمر للمؤمنين عن طريق الرسول فإن كان القائد الأعلى مأمور بالتقوى فمن أقل منه مأمور بالضرورة وليس معنى الأمر هنا أنه مجرد من هذه الصفة .
قال الإمام بن كثير : هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى، فإنه تعالى إذا كان يأمر عبده ورسوله بهذا، فَلأن يأتمر من دونه بذلك بطريق الأولى والأحرى .[1]
قال الإمام البغوي : دُمْ على التقوى، كالرجل يقول لغيره وهو قائم: قم ها هنا، أي: اثبت قائمًا,وقيل الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة.[2]
قال الإمام الألوسي :وظاهر سياق ما بعد أن المعنى بالأمر بالتقوى هو النبي صلى الله عليه وسلم لا أمته كما قيل في نظائره والمقصود الدوام والثبات عليها .[3]
قال الإمام الرازي :وهو أنه أمر بالمداومة فإنه يصح أن يقول القائل للجالس اجلس ههنا إلى أن أجيئك ، ويقول القائل للساكت قد أصبت فاسكت تسلم ، أي دم على ما أنت عليه.[4]
قال الإمام البيضاوي :ناداه بالنبي وأمره بالتقوى تعظيماً له وتفخيماً لشأن التقوى ، والمراد به الأمر بالثبات عليه ليكون مانعاً له عما نهى عنه.[5]
على ما أظن أن الأمر قد إتضح الآن ولم يعد للنصارى حجة يقولونها بعد نسف ما أذاعوه , وقد بيَّنا المراد من الآية بأنه المداومة على التقوى والثبات عليها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تفسير القرآن العظيم ج 6 ص 375
[2] معالم التنزيل ج 6 ص 312
[3] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ج 16 ص 28
[4] مفاتيح الغيب ج 12 ص 322
[5] أنوار التنزيل وأسرار التأويل ج 5 ص 4