المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طعن الشيطان في جنب ادم



حفيدة ابن القيم
2010-06-07, 03:28 PM
طعن الشيطان في جنب ادم

ما زالت محاولات النصارى الفاشلة مستمرة لاثبات عقيدتهم الهشة , التي تشبه بما تحتويه من خرافات وخزعبلات الارض المنزلقه بسبب الصابون , ومن هذه الشبهات أن الانبياء وجميع البشر معرضين لفتنة الشيطان الا سيدنا عيسى عليه السلام والسيدة ومريم عليها السلام , وأن هذا الحديث دليل تفضيل لسيدنا عيسى عليه اصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .

نص الحديث:(كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) .

الرد :هذا الحديث صحيح رواية ودراية وقد أخرج هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم , ومن حيث المتن ليس هناك شئ في الحديث يدعو إلى رده , ولكن تفسير أهل العلم لهذا الحديث هو أن ابليس يستطيع مس كل مولود عند ولادته , ولكن عندما حاول المس مع سيدتنا مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام لم يستطع ذلك , وذلك يتبين خلال دعاء والدة سيدتنا مريم العذراء عندما ولدت{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} قال علماؤنا : فأفاد هذا الحديث أن الله تعالى استجاب دعاء أم مريم , فإن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا مريم وابنها . قال قتادة : كل مولود يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى وأمه جعل بينهما حجاب فأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ لهما منه شيء , قال علماؤنا : وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما , ولا يلزم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال الممسوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد ; فكم تعرض الشيطان للأنبياء والأولياء بأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك فعصمهم الله مما يرومه الشيطان , كما قال تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان }[ الحجر : 42 ] . هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين ; كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمريم وابنها وإن عصما من نخسه فلم يعصما من ملازمته لها ومقارنته .

وهذه ليست خصوصية لعيسى عليه الصلاة والسلام أو أن باقي الانبياء أقل منه تفضيلاً لأن الفضل الذي يعدُّ كمالاً تاماً للإنسان ، هو ما كـان بسعيه واجتهاده ، ومن هنا كان فضل الخليلين إبراهيم و محمد عليهما وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وأما طعن الشيطان بيده فليس من شأنه أن يثاب العبد على سلامته منه ، ولا أن يعاقب على وقوعه له ، وعلى التسليم بأن هذه فضيلة لعيسى عليه السلام فنحن جميعاً نقر بأن المفضول قد يكون فيه من الخصائص والمزايا ما ليس للفاضل ، ولا يؤثر ذلك في أفضليته .
وأما إذا قلنا بأن الكلام هنا ليس على عمومه ، وأن المتكلم غير داخل في عموم كلامه - كما قال جمع من العلماء منهم الألوسي في تفسيره – فيكون نبينا عليه الصلاة والسلام ممن لم يمسه الشيطان أيضاً ، وقد اختار القاضي عياض - كما نقله عنه النووي - : أن جميع الأنبياء يتشاركون في هذه الخصيصة .
وأياً ما كان الأمر فليس في الحديث أبداً ما يقتضي تفضيل عيسى عليه السلام على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – تفضيلاً مطلقاً ، وكون بعض القسس والرهبان اتكأوا على الحديث في إثبات عقيدة من عقائدهم الزائفة ، فلا يعود ذلك على الحديث بالبطلان أو الرد ، والتبعة واللوم إنما تقع على من حرَّف الحديث عن مواضعه ، وحمله على غير محامله الصحيحة .

أختكم بالله :ميران داود

ذو الفقار
2010-06-07, 04:04 PM
وأما طعن الشيطان بيده فليس من شأنه أن يثاب العبد على سلامته منه ، ولا أن يعاقب على وقوعه له
هذه وحدها رد كافٍ على الشبهة

جزاكِ الله خيراً يا بنت الإسلام وفارسة البشارة الإسلامية

الصارم الصقيل
2010-06-08, 03:38 PM
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة ميران .

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:

ولا يلزم من هذا أن نخس الشيطان يلزم منه إضلال الممسوس وإغواؤه فإن ذلك ظن فاسد، فكم تعرض الشيطان للانبياء
والاولياء بأنواع الافساد والاغواء ومع ذلك فعصمهم الله مما يرومه الشيطان، كما قال تعالى: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [ الحجر: 42 ] .
هذا مع أن كل واحد من بني آدم قد وكل به قرينه من الشياطين.

و تعقيب أخي ذي الفقار مع الاقتباس درة من درر الكلام.