المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصارى في القرآن .. ربكم يناديكم فهل تستجيبون ؟



tamer2002
2010-07-27, 12:31 PM
جاء ذكر النصارى في القرآن أكثر من مرة .. و لكنهم ذكروا على أكثر من شاكلة ويمكن أن نقسمهم إلى ثلاثة فرق

الفرقة الأولى

هي طائفة آمنت بربها وعبدته دون ان تشرك به شيئا . فهؤلاء ذكرهم القرآن بالخير وأنه لا خوف عليهم وأن أجرهم لن يضيع .. وكان هذا التنبيه ضروري .. لعلم الله سبحانه أن هذه الطائفة سوف يأتي عليها زمن وتكاد تنقرض وتسود الطائفة الضالة بدلا منها .. ولذلك ( و حتى لا يظن البعض أن كل النصارى ضالون أولهم وآخرهم و حتى لا يتم الخلط بين عامة طوائفهم وخاصة الموحدون منهم وقد عاشوا قروناً طويلة قبل الاسلام والشكل الأخير الذي آل إليه حال النصارى الآن ) فقد طمأن الله سبحانه وتعالى الموحدون منهم في القرآن الكريم .. ومن أمثلة تلك الآيات

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62 - البقرة

لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ 113 يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ 114 وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ 115 - آل عمران

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 199 – آل عمران

------------------------------------------------------------
فمن هي هذه الطائفة التي قصدها الله في كتابه الكريم وماذا حدث لهم ؟ وكيف ضل النصارى ؟ وماذا قال عنهم القرآن هذا ما سيأتي ذكره لاحقاً .

أهل التوحيد من هم الأريسيين
ترجع الأريوسية إلى أريوس الأسقف المصري الذي عارض محاولات تفسير الديانة المسيحية ونسبتها إلى مفاهيم قديمة بالتثليث أو ما يسمى بالطبيعة المزدوجة وكان من بدا هذا هو بولس وفي مصر أثاناسيوس ولكن لن نستسرد طويلا في تفاصيل الخلاف الذي نشأ بين افكار هؤلاء القديسيين اليونانيي الأصل والمصريين .. ولمن أراد الاستزادة عليه بقراءة التاريخ بشكل محايد .. وسنوضح فقط جوهر الخلاف ونتائجة

لقد كان آريوس وأتباعه يقولون
تتلخص الآريوسية في : أن الله هو الواحد الأحد الذي تنزه عن الشريك والمثل . وأن المسيح مخلوق غير أزلي صاحبته النعمة الألهية ( فالآريوسية : تعني ببساطة وحدانية الله مع عدم الخلط بين المسيح وبين الله ) وكانوا يقولون كلاماً قريبا جدا ومتوافق مع ما جاء به الإسلام من بعد وللك نجد ان سيرتهم مشوهة وتم محاولة طمسها من قبل الفرق المسيحية وخاصة الأرثوزوكسية ( فهي خصمها الأول ) في مصر – وسياتي لاحقاً سبب ذلك العداء - , ونجدهم يحاولون البعد عن فكرة أن الآريسين كانوا موحدين وذلك حتى لا يقعوا في اشكالية أخرى أمام تابعي الكنيسة وحتى لا يفكر أحد من أتباعها في الأحداث التاريخية وما نتج عنها وقد يصل البعض من هؤلاء الأتباع في النهاية لنتيجة توضح ما حدث من إضلال حتى وصلت الكنيسة لما هي عليه الآن من شرك بالله ومن تطبيق طقوس بعيدة كل البعد عن ما جاء به عيسى عليه السلام .. ولنرى ماذا كان يقول الآريسييون .. كانوا يقولون أن

الله الواحد الأحد , القائم وحده ( القيوم ) , وهو الوحيد الذي لم يولد , ليس له بداية أو نهاية , لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه , وليس له معادل أو مكافئ على الإطلاق. وأن الابن لا يمت بأدنى صلة لجوهر الأب وإنما هو كائن مستقل ومنفصل تماما ومختلف عن الجوهر أو الطبيعة الإلهية إذ لو كان له نفس الجوهر لكان هناك إلهان , إن الامر على العكس من ذلك فإن الإبن مثله مثل كل المخلوقات العاقلة له مشيئة حرة ومعرض للتغيير..

* وقد ذكر ابن البطريق في تاريخه وهو من رجال القرن الثالث الهجري وكان من مترجمي الخليفة المأمون - في بيان مذهب اريوس: إنهم كانوا يقولون إن الأب وحده هو الله وأن الابن مخلوق مصنوع وقد كان الأب حينما لم يكن الابن ( أي ان الإبن ليس مخلوقاً منذ القدم ) وقد تبعه مشايعون كثيرون وكانت كنيسة أسيوط على هذا الرأي وعلى رأسها ميلتوس.

* كما ذكر ابن حزم أن أتباع عبد الله بن أريس كانوا أهل مملكة هرقل

* كما جاء في "لسان العرب" ذكر عن معنى كلمة آريسيين التالي : وقيل : إِنهم أَتباع عبد الله بن أَريس.
وكان أنصاره في الإسكندرية نفسها، وتبعه عدد كبير في فلسطين ومقدونية والقسطنطينية وفي مجمع نيقية حكم عليه بالطرد من الكنيسة وتكفيره بعد أن أصدر ذلك المجمع قراره بألوهية المسيح ورفضه بشدة

* كما أن هناك شهادات أخرى لأشخاص غير آريوس وقد كانوا موحدين أيضاً مما يدل على انتشار التوحيد في الشرق ( المكان الذي ولد فيه المسيح عليه السلام ) فهناك بولس الشعشاطي تحدث عنه ابن حزم في كتابه "الفصل والملل والنحل"، وكان يقول: وإن عيسى عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء عليهم السلام خلقه الله في بطن مريم من غير ذكر وأنه إنسان لا إلهية فيه.


إذا فالتوحيد لم يكن آريوس هو أول من دعا إله ولكن كان التوحيد هو المذهب السائد في الشرق وبدأت الآريسية في الظهور رداً على محاولات تبديل هذا المنهج وإدعاء ألوهية المسيح والروح القدس من قبل البعض وفي مصر خاصة كان رائد هذا القول هو أثاناسيوس وهو ما سيدفعنا للبدء في توضح الفرقة الثانية من النصارى والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم

tamer2002
2010-07-27, 12:32 PM
الفرقة الثانية

الفرقة الثانية التي جاء ذكرها في القرآن وهي الفرقة الضالة المُضَلِّلَة وأراد القرآن أن يخبرهم بكفرهم صراحةً و على اختلاف مذاهبهم . واختلافاتهم في جوهر الإبن ولذا تم ذكر من يقول إن الله هو المسيح أو من يقول إن المسيح هو ابن الله ..

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 17 - المائدة

لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73 أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 74 مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 75 قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 76 - المائدة

و عسى أن تؤلمهم الكلمة ويدركوا عظم ما يقولون ... جاء في القرآن ما يوضح لهم مدى الظلم والإثم في هذا القول
ففي أول سورة الكهف وفي سورة مريم جاء النذير لهم .. بل وجاء ان من أولى الأسباب التي جاء من أجلها النذير .. هي أن ينذر الذين قالة اتخذ الله ولدا .. والنذير هو محمد صلى الله عليه وسلم .. واعلموا أيها النصارى أن الله أرسله لكم وللعالمين رحمة ... لكن لنرى كيف كان حزن الرسول صلى الله عليه وسلم عليكم .. حتى قال له ربه .. أتقتل نفسك حزنا عليهم من الأسف ... إن لم يؤمنوا بهذا الحديث وهذا القرآن ؟ .. وفي آيات أخرى أمر له صلى الله عليه وسلم بأن يجادلهم بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم واقرأوا معي تلك الآيات لعلكم تهتدون ....



الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا 1 قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا 2 مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا 3 وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا 4 مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا 5 فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا 6



وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90 أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91 وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92 إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93 لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94 وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95 - مريم


وهنا الفرق واضح بين الآيات الأولى التي جاءت عن الفرقة المؤمنة والتصريح بكفر الفرقة التي حرفت وغيرت في دينها وهو ما كان يعتبره البعض تناقضاً لكن الأمر الآن واضح فالأولى تتحدث عن الطائفة المؤمنة وأما ما ذكر هنا فعن الطائفة التي أشركت بالله و حرفت في دينها وابتدعت فيه من المحدثات والبدع ما لم ينزل الله به سلطاناً ..

ولن نبدأ ببولس الذي كان أول من ابتدع في المسيحية فكرة الابن والإله وهو كان من أشد أعداء أتباع عيسى عليه السلام .. ولكننا سنمضي قدماً حيث كان التوحيد هو السائد ( تاريخيا) وحتى القرن الرابع الميلادي وسنركز أيضا على الاحادث في مصر

متى وكيف حدث الخلاف بين الفرق
سنقوم بسرد ملخص لما حدث وعلى القارئ أن يستزيد بقراءة المزيد من المصادر مسيحية وغيرها للوصول لأقرب ما يكون للحقائق التاريخية التي حدثت
يقرر الأستاذ رشيد سليم الخوري في وصيته (تموز 1977 م):
إن الكنيسة المسيحية ظلت حتى القرن الرابع الميلادي تعبد الله على أنه الواحد الأحد وأن يسوع المسيح عبده ورسوله حتى تنصر قسطنطين عاهل الروم وتبعه خلق كثير من رعاياه اليونان والرومان فأدخلوا عليها بدعة التثليث وجعلوا لله سبحانه وتعالى أندادًا شاركوه منذ الأزل في خلق السماوات والأرض وتدبير الأكوان وما لأهم الأسقف الأنطاكي مكاريوس الذي لقب نفسه أرثوذكسي (أي مستقيم الرأي) فثار زميله الأسقف آريوس على هذه البدعة ثورة عنيفة شطرت الكنيسة واتسع بين الطائفتين نطاق الجدل حتى أدى إلى الاقتتال فانعقدت المجامع للحوار .. ففي مجمع نيقية 325 و الذي تم فيه تقرير التالي ( ألوهية المسيح وأنه من جوهر الله وأنه قديم بقدمه وأنه غير مخلوق ) وهذه العقيدة مخالفة لما كان يعتقد فيه معظم مسيحي الشرق وخاصة في مصر والشام والعراق وتركيا وكان أتباع أريوس أقوياء في الأسكندرية وأسيوط وقاوموا هذا الاتجاه وجعلوا الامبراطور يعيد أريوس وأتباعه إلى كنائسهم سنة 328 وكان ذلك دليلا على قوة فكرة وأتباع التوحيد في الشرق آنذاك. . وفاز أريوس بالحجة القاطعة فوزًا مبينًا في مجمع انطاكية 329 بالرغم من قرارات مجمع نيقية 325


تقول المصارد المسيحية عن أثاناسيوس أنه ولد في الأسكندرية 295 وقيل 298 وكان أبواه من عبدة الأوثان .. وأنه بعد وفاة أبيه قامت امه ( رئيسة عبدة الأوثان ) بتربيته .. وتربى في المكتب الاسكندري مع أولاد النصارى وكان يعاني منذ صغره ويشعر بانه منبوذ كونه وثني وهو من تزعم فكرة الأقانيم الثلاثة في إله واحد في مصر وقد استطاع في ظل الامبراطورية الرومانية أن يتقلد رئاسة كنيسة الإسكندرية ( يمكن لمن يريد المزيد قراءة كتاب طائفة الموحدين من المسيحيين عبر القرون )

انتشار الآريوسية قبل وبعد مجمع نيقية 325
تقول د زينب عبد العزيز
وإن كانت الأريوسيةبدأت كمذهب رافض لمساواة المسيح بالله وأدانتها عدة مجامع محلية قبل أن يدينها مجمعنيقية لأغراض سياسية، إلا أنها واصلت انتشارها بين الأتباع وفي العديد من البلدانالأوروبية بعد ذلك، إذ انتشرت في كل أطراف الإمبراطورية والشعوب الجرمانية، وظلتفترة طويلة في بلاد القوط والفندال والبورجينيون واللومبار.. وكان لها مفكريها منأمثال أوسبيوس، وإينوميوس، وفليكس الثاني، والأسقف فولفيلا، والباطريارك مقدونيوس،والبطريارك إكسودس، وديموفيلوس.

وذلك الانتشارالواسع رغم محاولات الحصار والإبادة هو الذي جعل الشعوب التي امتد إليها الإسلامتتقبله ببساطة على أن الأساس في توحيد الله وعدم الشرك به واحد بينهم، فالأريوسيةهي التي كانت سائدة في مصر أيام الفتح الإسلامي، والأريوسية هي التي كانت سائدة فيالشام حينما امتد إليها الإسلام، وهي التي كانت سائدة في إسبانيا وتقبّل الإسبانالمسلمين ليخلصوهم من اضطهاد المؤسسة الفاتيكانية.. إلا أن التعصب الكنسي تصدى لهابضراوة واقتلع شعوباً بأسرها كالفودوَا والكاتار والبجوميل لمجرد أنهم رافضونلتأليه المسيح..

ويقول عنهم المسيحيين اليوم أنفسهم أنهم طائفة ذات أفكار غريبة وانهم خارجين عن إجماع الكنيسة ( بالطبع أعداء الأمس لن يقولوا عن أتباع هذا المذهب إلا كل ما هو سيء , لكنهم لم يكتفوا فقط بنسبه ما هو سيء لهم ولكن وحتى لا تخطر فكرة التوحيد على بال أي من أتباع الكنيسة الحاليين لم يتطرقوا أصلاً لكلمة توحيد ) وقامو بتزوير التاريخ ونسبوا إلى خلافهم مع الآريسيين ما هو باطل ونسبوا إليهم ما لم يقولونه فقالوا عن أتباع آريوس .. أنهم قالوا أن المسيح ليس هو الله ولكنه مخلوق منذ البداية ..

وقد كتب في هذا الخصوص احد المسيحيين التابعين لكنيسة من الكنائس الله المسيحية

إذا أخذنا بعين الاعتبار التفسير الكاثوليكي للتعاليم الاريوسية على انه صحيح اذن أن هذه التعاليم تميزت عن التعاليم الأصلية للكنيسة الخاصة بالروح القدس محرفة معناها الحقيقي. بالطبع أن الدعاية الكاثوليكية يمكن أن تكون صادقة، علاوة على ذلك، تأكيد لذلك (بالنسبة لهذه التعاليم) لا نجد في التاليا "Thalia" و لا في أعمال أخرى للآريوس ، او يوسابيوس، أو أستروس، وكذلك في أعمال قديسين آخرين من الطائفة الآريوسية؛ أى تأكيد لذلك. تسمية هذه الطائفة تنحدر من اسم الإنسان الذي عاش بعد تأسيسها. بشكل عام من طبيعة الكاثوليك أن يسموا التيارات الدينية بأسماء لأناس مستقلين من أجل أن يكسروا استمراريتها

tamer2002
2010-07-27, 12:33 PM
الفرقة الثالثة

وهم من اعنيهم وأوجه الحوار لهم ورسالة القرآن لهم وهي الفرقة المُضَلَلة .. هم أنتم .. هم النصارى التابعين .. ولأنكم مُضَللون فقد خاطبكم القرآن باللين ولم يخاطبكم بشكل به تقريع وخاطب فيكم العقل

ولنرى ماذا يقول القرآن لكم حتى يخاطب عقولكم وأفئدتكم .. فبدأ الخالق سبحانه .. بالسبب الرئيسي الذي أدى بكم للوقوع في الشرك وأظهره لكم وهو الغلو

الغلو يعني المبالغة .. فقد بالغتم في حب رسولكم حتى جعلتموه إلهاً أو على أقل تقدير إبنه .. ويوضح لكم إن المسيح نفسه لن يستنكف ( بمعنى يتكبر عن عبادة الله ) ولنقرأ .. وليقرأ معي كل مسلم و مسيحي .. كيف يلين الله لهم .. عسى أن تلين قلوبهم

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً 171 لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا 172 – آل عمران


وكما رأينا في الآيات السابقة من سورة آل عمران وفيها الخالق العظيم .. الرحمن الرحيم بعباده .. يحضهم على التفكر ويخاطب قلوبهم وعقولهم .. ثم يؤلف بين قلوبهم ويصف حال غير المتكبرين منهم في تلك الآيات


لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ 85 وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ 86 - المائدة

هذا هو حال العقلاء منهم حينما يعلمون الحق ويقرأون كلام الخالق .. فهو كلام موجه لهم من خالقهم مباشرة فإن وجد قلوباً مفتوحة وعقولاً لا يملأها الكبر .. لبكو ولرأيت أعينهم تفيض من الدمع .. ولن يدري لماذا .. فقط سيبكي .. وإن حدث مع القارئ فاعلم إنها والله لمحبة الله لك ولعلمه ان في قلبك خيراً فلا تدع للشيطان فرصة للتسلط عليك بعدها ... ولتقرأ معي عزيزي القارئ استمرار مخاطبة الرحمن للنصارى باللين في القرآن الكريم

ولكن هذه المرة يحكي القرآن للنصارى ما سوف يكون ... فيقص عليهم مشهدا من مشاهد يوم القيامة ( عسى أن يتذكروا ) أو عساهم يتداركوا أنفسهم ... وفي هذا المشهد يخاطب الله المسيح نفسه بسؤاله وهو اعلم بالإجابة ولكنه سؤال تقرير وتقريع لهم ..

وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ 116 مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 117 إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 118 قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 119 لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 120

هل قرأتم ... ؟ من لم يقرأ فليعد القراءة .. ومن لم يفهم فندعوا الله له بالهداية .. ومن فهم ووعى فماذا عساه فاعلاً الآن .. وأي الفريقين ستختار هل ستكون مع الصادقين أم ستكون مع الفريق الآخر

وما زال القرآن العظيم .. مازال الخالق القوي العزيز العليم بعبادة وسرائر نفوسهم .. وما سوف يوسوس لهم الشيطان به ... إن هم آمنوا .. سبحانه من إله عفور رحيم عليم بخلقه فيجيب عما قد يجول بخاطرهم بادئ ذي بدء بالمغفرة لذنوبهم ثم يبشرهم بالرزق الوفير في الدنيا والجنة في الآخرة ..

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ 65 وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ 66 يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ 67 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 68 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 69 - المائدة

وإن تقيم التوراة والانجيل يعني أن تحيي التوراة الحقة والانجيل الحق وتسير على ما جاء فيها ... ؟

فالآن الأمر لك .. يا صديقي أيهما ستختار هل ستفهم ما خاطبك الله به في القرآن ؟ هل ستقرأ القرآن ورسالته لك .. وما جاء به المسيا الذي جاء ذكره في كتبكم لك .. لماذا نحن حريصون كما كان رسولالاسلام على انقاذكم ؟ ألم تسأل نفسك ؟

هل ستبحث في التاريخ عما حدث من انحراف عن المسيحية الحقة .. وهل ستصدق ما جاء في كتبكم و التي يطالبكم القرآن بإقامتهما وما جاء فيهما البشارة بالمسيا المنتظر .. رسول آخر الزمان .. محمد صلى الله عليه وسلم ..

أم ستظل على عنادك ؟ إن حدث ذلك فلا تلومن إلا نفسك .. وقد أبلغتكم ما أرسل به النذير لكم .. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد ...

tamer2002
2010-07-27, 12:41 PM
ملحق (1) رسالة رسول الله إلى هرقل دليل على أن الآريسيين موحدون



نص رسالة النبي إلى هرقل: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام: أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين. فإن توليت فعليك إثم الأريسيين. و"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (آل عمران64). وقد تم العثور على النسخة الأصلية لهذه الرسالة،
وما يهمنا هنا الآن هو كلمة "الأريسين" الواردة في هذه الرسالة. ذلك أن المفسرين اضطربوا في شرح معنى هذه الكلمة (التي قرؤوها بفتح الهمزة وكسر الراء والسين وتشديد الياء الأولى : الْأَرِيـسِـيّـِين) وقد فسرها معظمهم بـ "الأكارين" أي "الفلاحين". وعلى هذا الأساس جعلوا معنى قول النبي "فإن توليت فعليك إثم الأريسيين" كما يلي: "وإن لم تدخل في الإسلام فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام"! وبعضهم قال: " الأريسيون العشارون يعني أهل المكس". وآخرون رووا العبارة هكذا "عليك إثم الفلاحين" الخ. في حين أن الصواب يقتضي قراءة هذه الكلمة كما يلي: "أرْيُسِـيِّـين" (فتح الهمزة وسكون الراء وضم الياء الأولى. نسبة إلى أريوس).

إذاً فلم تكن الفتوحات الإسلامية من أجل تكوين امبراطورية اسلامية أو من أجل مال كما يزعم البعض ولكن كانت أجل نشر ما أمرنا الله به من أن نأمر الناس بعبادته وحدة ومن اجل حماية من يعبدونه ويضطهدون من قبل عابدي الأوثان و إيقاف المذابح فى حق الموحدين مثل الاريسيين الذين تعرضوا للقتل والذبح فى عهد الرومان حتى ان الكتب القلائل التى اشارت إليهم من كتب التاريخ اكدت ان اكثر من 12 مليون منهم قتلوا على يد النصارى الذين يومنون بالثالوث الاب والابن الروح القدس .
وكان اغلب سكان مصر وشمال افريقيا بل ان اسبانيا كانت كلها تدين بالتوحيد وقد تم قتل العديد من هؤلاء وترهيب كل من يخالف مذهب الامبراطور الروماني قسطنطين بعد مجيئه للحكم ( قاتله الله )

وبسبب أن التوحيد لم يكن بعيداً عن مصر وكان معظم المصريين موحدين فحينما جاء الفتح الاسلامي وجاء عمرو بن العاص انضم اليه كل الموحدين في الفارما سواء من الاريسيين والذين كانوا لا يزالون على دين التوحيد أو حتى غيرهم من نصارى الشرق المضطهدون من قبل الرومان والذين عانت منهم مصر كثيرا وحينما جاء الاسلام انضموا اليه ليشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان عيسى رسول الله

وجاء هذه الاضاءات على تاريخ الاريسيين لتخرس اصوات تعالت بان مصر كانت قبطية ولتاكد ان مصر كانت موحدة واغلب سكانها كانوا يشهدوا ان لا اله الا الله وهذا يفسر اضطهاد الرومان لهم ويفسر سبب هذ الاضطهاد وهو اختلاف الاديان ويوضح ايضا سبب انضمام اهل مصر الى دين الاسلام بسرعة والسبب هو انهم كانوا مسلمون يومنوا برسالة محمد عليه افضل الصلاة والسلام حتى من قبل ان يولد

tamer2002
2010-07-27, 12:42 PM
ملحق (2) القديس الآريوسي مارجرجس


يقول جاك تاجر في كتابه مسلمون وأقباط ص 11
أن مسيحيو مصر تركوا ديانة أجدادهم مكرهين لأن ديانة الفراعنة ومعابد الفراعنة وآلهة الفراعنة كانت تذكرهم بمجد مصر في مختلف عهودها.

أي أن المصريين بداية من القرن الخامس إنما دخلوا في المسيحية مكرهين حينما تم الاستيلاء على معابدهم وحولت إلى كنائس وأديرة، تلك المعابد التي هي ملك للمصريين وليس لليونان واليهود فيها أي حق حتى وإن كانوا مسيحيين.

حيث يقول جاك: ولما زالت عبادة الأصنام وكفت السلطة عن حمايتها لم يستطع المصريون تلافي المسيحية . هذا بالنسبة للوثنيين، أما المسيحيون من المصريين الخلص فحدث ولا حرج حيث كانوا يختلفون عن اليهود والإغريق في المعتقد وفي الأناجيل المعترف بها، يرشد إلى ذلك مجموعة المخطوطات التي وجدت بالقرب من نجع حمادي بمحافظة قنا التي تقع في أقصى جنوب مصر وفي ذلك دلالته،

إذ أنها لم توجد بمدينة الإسكندرية ذات الأغلبية اليونانية والهوية الإغريقية أو في بطليمية (سوهاج) أو إرسينوي (الفيوم) أو غيرها من المدن التي كان يكثر بها أولئك المسيحيين الأغراب وإنما وجدت في مدينة بعيدة عن السلطة المركزية ويضعف فيها سلطان أولئك القائلين بالصلب وألوهية المسيح،

في حين أن تلك المخطوطات تهزأ من تلك المعتقدات. ففي بعض مما ورد بمكتبة نجع حمادي القبطية عن موت يسوع المسيح في

كتاب (كشف) بطرس (يقول الكتاب الذي لا يحتوي على فقرات مرقومة)" :وقلت ما هذا الذي أراه يا سيدي؟ .. أهذا أنت نفسك الذي يأخذونه؟ ..وأنت الذي تمسكني بقوة؟.. أو من هذا الشخص الذي يضحك سعيداً أعلى الشجرة؟ .. وهل هو شخص آخر الذي يخرقون يداه وقدماه؟ قال المخلص لي: هذا الذي تراه على الشجرة يضحك سعيداً هو المسيح الحي. وهذا الذي يدقون المسامير في يديه وقدميه هو جسده المادي الذي هو البديل يوضع في العار، الذي بقي في شبهه، لكن.. انظر إليه وانظر إلي وعندما نظرت قلت: سيدي .. لا أحد ينظر إلينا، دعنا نغادر هذا المكان."

وفي كتاب آخر بعنوان " المقالة الثانية ليست الأكبر" يقول:" كان شخص أخر، أباهم، الذي شرب المرارة والخل، لم يكن أنا، ضربوني بالقصبة، كان آخر، سيمون، الذي حمل الصليب على كتفه، وكنت شخص آخر غير الذي وضعوا إكليل الشوك على رأسه، وكنت أنا مبتهجاً في الأعالي فوق ثروة حاكمهم ونسل خطاياهم ومجدهم الزائف، أضحك لجهلهم" .

وفي كتاب آخر بعنوان " مقالة القيامة " فإن المسيح مات كأي شخص آخر ولكن روحه المقدسة هي التي لا يمكن لها أن تموت. كما أنها لم تكن تزين بالصليب الروماني الذي كان يمثل آله الإعدام لعقاب الخارجين على قانونها وإنما نقش عليها ما يقولون عنه بالصليب ذو الرأس البيضاوي وهو ما كان معروفا لدى المصريين بمفتاح الحياة .

وأما أسماء الكتب فهي إنجيل المصريين وإنجيل تحتمس وإنجيل يحمس وهذه كما ترى أسماء مصرية خالصة وليست يونانية كالتي تطالعك في قوائم أسماء بطاركة الإسكندرية إضافة إلى إنجيل فيليبويهوذاومريم.

فتلك كانت عقائد المصريين الخُلص وأناجيلهم والتي اعتبرها كل من اوريجانوس وجيروم أنها من الكتابات المزورة.



ومع ذلك فقد بلغت الآفاق طيلة القرن الرابع (وهو ما عرف بمذهب أريوس) تقول بتشر: أن الإنجيل الذي كان ينسب للمصريين ..... نشر حينئذ في البلاد بكل حرية وبدون أدنى معارضة من تلك الكنيسة المسيحية . وقد تم دفن تلك الكتب حين بدأ اضطهاد أهل ذلك المذهب وذلك في بداية القرن الخامس .

وعلى الرغم من قصر الفترة التي تمتع بها أصحاب ذلك المذهب من حرية فقد برع من المصريين فيه الأسقف جرجس المعروف "باسم مارجرجس وهو بالأساس أريوسي المعتقد" .

وكان للأريوسيين بمصر ثلاث كنائس باسمه والذي قتله الوثنيون لشدته عليهم، وقد صُوِّرَ راكبا على ظهر جواد وتحت سنابكه تنين قد أغمد فيه سيفه في إشارة إلى تغلبه على أثناسيوس (صاحب قانون الإيمان النيقاوي) بقوته ومهارته.
ومن هذه الكنائس كنيسة مار جرجس المقامة داخل أسوار القلعة الرومانية بمصر القديمة. وكذا الكنيسة المقامة بمصر الوسطى بسوهاج (بطليمية) وقد تغلب اسم القديس الأريوسي المصري على الاسم اليوناني فصارت تدعى جرجا إلى يومنا هذا .

وما أن بدأ اضطهاد المصريين من أصحاب المذهب الأريوسي حتى تم الاستيلاء على تلك الكنائس من قبل المسيحيين ذوي الأصول اليونانية واليهودية .

tamer2002
2010-07-27, 12:43 PM
ملحق (3) أقوال بعض النصارى عن التوحيد وانجيل يوحنا



دائرة معارف لاروس: إن تلاميذ المسيح الأولين الذين عرفوا شخصيته وسمعوا قوله كانوا أبعد الناس في الاعتقاد بأنه أحد الأقانيم الثلاثة المكونة لذات الخالق وما كان بطرس تلميذ المسيح يعتبر المسيح أكبر من رجل يومي إليه من عند الله.
وأشار هربرت ولز إلى أن هذه المبارد والشعائر موضوعة ولا سند لها في الأناجيل.
ومن العسير أن نجد آية كلمة تنسب فعلاً إلى المسيح فسير فيها مبادئ الكفارة والفداء أو خص فيها أتباعه على تقديم القرابين أو اصطناع عشاء رباني.
ويقول أن كلمة (أقنوم) لا وجود لها حتى في تلك الأناجيل أو الرسائل الملحقة بها بل ولا في العهد القديم.

وقد كشف الباحثون بما لا يدع مجالاً للشك بأن المطلع على الأناجيل الثلاثة الأولى المنسوبة إلى متى ومرقص ولوقا يجد أنها لا تحوي أي إشارة عن التثليث أو ألوهية المسيح أو ألوهية روح القدس أو عقيدة الفداء (وهو تجسيد الابن وظهوره بمظهر البشر ليصلب تكفيرًا لخطيئة آدم) كما يزعمون.
وإن ما جاء في ألوهية المسيح فقد جاء بإنجيل يوحنا، وهذا الإنجيل لا يسلم به محققوا النصرانية، فعلماء النصرانية في أواخر القرن الثاني الميلادي أنكروا نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا الحواري وهذا يقطع بأن الإنجيل المنسوب إلى يوحنا مزور النسبة إلى يوحنا الحواري.
وقال العالم أستاولن في العصور المتأخرة (لقلة صاحب كاتلك المجلد بالمطبوع 1944 م، إن كافة إنجيل يوحنا تصنيف أحد طلبة مدرسة الإسكندرية في ذلك الوقت).
تلك المدرسة التي اعتنقت مبادئ الثالوث وألوهية المسيح والروح القدس وبشرت بها جاء ذلك في دائرة المعارف البريطانية التي اشترك في تأليفها 500 من علماء النصرانية ما نصه:
أما إنجيل يوحتا فإنه لا مرية ولاشك كتاب مزور.

tamer2002
2010-07-27, 12:52 PM
ملحق (4) ما جاء من تحذير للمسلمين من حقد الفئة الضالة من المشركين من اهل الكتاب واليهود


فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 155 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا 156 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 157 بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 158 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا 159


كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ 7 كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ 8 اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 9 لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ 10 - التوبة


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ 118 هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 119 إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ 120 – التوبة

المراجع


1-كنائس الله المسيحية
Christian Churches of God
PO Box369, WODEN ACT 2606, AUSTRALIA
E-mail: secretary@ccg.org
2- كتاب (طائفة الموحدين من المسيحيين عبر القرون) للكتاب المهندس أحمد عبد الوهاب
3-كتاب (مسلمون وأقباط) لجاك تاجر
4-جريدة الدستور في تعليق على مقال د ظ رفيق حبيب الرابط
http://dostor.org/opinion/10/april/23/14089 (http://dostor.org/opinion/10/april/23/14089)



5-منتدى اتباع المرسلين ( نقلا عن موضوع النصارى أعظم الناس اختلافا في دينهم)

http://www.ebnmaryam.com/biblewitness/three.htm (http://www.ebnmaryam.com/biblewitness/three.htm)

6-منتدى البشارة الاسلامية نقلا عن ( الأخ عبد الرحمن السلفي – فيما يتعلق بكتاب د زينب عبد العزيز)
http://www.albshara.com/threads/14815-مجمع-نيقية-quot-325-م-quot/page2 (http://www.albshara.com/threads/14815-%D9%85%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%86%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-quot-325-%D9%85-quot/page2)

7- يوجد عدد من المنتديات والمواقع الأخرى التي نقلت منها أجزاء في هذا البحث وذكرتها فيه .. ولكني لن أذكرها هنا حتى يؤذن لي بكتبتها فلا أعرف هل يسمح بوضع اسماء منتيدات أخرى أم لا وشكرا


والله ما ابتغيت من هذا الكلام إلا وجهه سبحانه وتعالى .. وفقط أريد ان أوصل لكل نصراني ما كتبه الله ورسالة النذير له وبشارته أيضا إن هو آمن .. هذا وعلى الله قصد السبيل .. ربنا يهدي الجميع .. وللأخوة النصارى أقول لكم يجب أن تقرأوا الرسالة الموجهة لكم من خالقكم .. وتبحثوا في التاريخ من عدة مصادر لتصلوا لحقيقة ما حدث .. وربنا يهدي من علم ان في قلبه مثقال ذرة من إيمان .. ويضل من علم أن في قلبه حقدا وغلا على عباده المؤمنين ..

ابوالسعودمحمود
2010-07-27, 01:33 PM
بارك الله فيك موضوع قيم

حفيدة ابن القيم
2010-07-27, 01:49 PM
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ


الآية الكريمة هنا المقصود بها المقارنة بين أهل الكتاب وأمة محمد عليه الصلاة والسلام ,
حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا : حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال : أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : " أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم " قال فنزلت هذه الآيات " ليسوا سواء من أهل الكتاب - إلى قوله - والله عليم بالمتقين "
رواه الإمام أحمد بن حنبل

وهي آية نازلت بمن اسلم من أهل الكتاب

لنا عودة,,,جزيتم خيرًا

tamer2002
2010-07-27, 03:49 PM
أولا جزاكم الله خيراً لمروركم .. وللأخت الكريمة شكر خاص أيضاً لترتيب وتنسيق الموضوع فبدا بشكل أفضل ..


ثانيا بالنسبة لآية ليسوا سواء .... فأنا سوف انقل اولا تفسير البعض لها ثم ما جاء من أسباب النزول وتفسير الآية من بعض العلماء ....



1 تفسير المعاني (


111 - (لن يضروكم) أي اليهود يا معشر المسلمين بشيء (إلا أذى) باللسان من سب ووعيد (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار) منهزمين (ثم لا ينصرون) عليكم بل لكم النصر عليهم


112 - (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا) حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام (إلا) كائنين (بحبل من الله وحبل من الناس) المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالأمان على أداء الجزية أي لا عصمة لهم غير ذلك (وباؤوا) رجعوا (بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم) أي بسبب أنهم (كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك) تأكيد (بما عصوا) أمر الله (وكانوا يعتدون) يتجاوزون الحلال إلى الحرام


113 - (ليسوا) أي أهل الكتاب (سواء) مستوين (من أهل الكتاب أمة قائمة) مستقيمة ثابتة على الحق كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وعن أصحابه (يتلون آيات الله آناء الليل) أي في ساعاته (وهم يسجدون) يصلون ، حال.


114 - (يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك) الموصوفون بما ذكر الله (من الصالحين) ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين


115 - (وما تفعلوا) بالتاء أيتها الأمة والياء أي الأمة القائمة (من خير فلن تكفروه) بالوجهين أي يعدموا ثوابه بل يجازون عليه (والله عليم بالمتقين)
)







وإنما قيل: ( ليسوا سواء ) لأن فيه ذكر الفريقين من أهل الكتاب اللذين ذكرهما الله في قوله: وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ، ثم أخبر جل ثناؤه عن حال الفريقين عنده، المؤمنة منهما والكافرة فقال: ( ليسوا سواء )، أي: ليس هؤلاء سواء، المؤمنون منهم والكافرون. ثم ابتدأ الخبرَ جل ثناؤه عن صفة الفرقة المؤمنة من أهل الكتاب، ومدحَهم، وأثنى عليهم، بعد ما وصف الفِرقة الفاسقة منهم بما وصفها به من الهلع، ونَخْب الجَنان، اضغط هنا ومحالفة الذل والصغار، وملازمة الفاقة والمسكنة، وتحمُّل خزي الدنيا وفضيحة الآخرة، فقال( من أهل الكتاب أمَّة قائمةٌ يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) الآيات الثلاث، إلى قوله: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ .




أسباب النزول :


قوله تعالى : ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ) قال ابن عباس رضي الله عنهما ومقاتل : لما أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه قالت أحبار اليهود : ما آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم إلا شرارنا ولولا ذلك لما تركوا دين آبائهم فأنزل الله تعالى هذه الآية .


وقال عطاء : " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة " الآية يريد : أربعين رجلا من أهل نجران من العرب واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى وصدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم وكان من الأنصار فيهم عدة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم أسعد بن زرارة والبراء بن معرور ومحمد بن سلمة ومحمود بن مسلمة وأبو قيس صرمة بن أنس كانوا موحدين ، يغتسلون من الجنابة ، ويقومون بما عرفوا من شرائع الحنيفية حتى جاءهم الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فصدقوه ونصروه .



----------------------------------------------------------------------------------------------
كما يوجد أحاديث أخرى تؤيد ما ذهبتي إليه و أيضا توضح ان تلك الآية تعني أمه الإسلام ... مثل




أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الغازي قال. أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شيبان عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: أخَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء، تم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال:(إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله في هذه الساعة غيركم) قال: فأنـزلت هذه الآيات: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ إلى قوله: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ .


أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن نوح قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن المسيب قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن ابن زحر، عن سليمان، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، وكان عند بعض أهله أو نسائه فلم يأتنـا لصلاة العشاء حتى ذهب ثلث الليل، فجاء ومنا المصلي ومنا المضطجع، فبشرنا فقال: (إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب) وأنـزلت: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ


ولكني أميل لتصديق أنها تعني الفئتين اللاتان ذكرتا من أهل الكتاب في الآية .. (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ... ولأن أهل الكتاب ذكرت في القرآن 31 مرة كانت جميعها لمخاطبة اليهود والنصارى .. ... والله أعلم ..


المهم هو أن يعلم النصارى أن الله سبحانه وتعالى يحدثهم في قرآنه .. ورسوله الكريم حرص على أن يكونوا من المهتدين .. وربنا يهديهم إلى ما يحبه ويرضاه ..



وأقول لهم .. مرة أخرى ... والله لو قرأتم ما قيل لكم .. ثم ابتهلتم إلى خالقكم بقلوب خالصة أن ينير لكم الطريق لمعرفة الحق .. فلن يخذلكم أبداً وسيهديكم .. هي رسالة .. أبلغها الله لخاتم الأنبياء .. وقد أبلغها للسابقين في حال حياته صلى الله عليه وسلم ...

ثم حفظها سبحانه بعد أن قبض إليه روح نبيه الكريم في كتابه حتى ترونها أنتم وكل من سيأتي بعدكم .. وأمرنا أن نبلغها لكم ...


أردت أن أشهد الله على أني قد أبلغتها لكم ... فاشهدوا بأنا مسلمون ... أسلمنا له أمرنا كله .. وآمنا برسله ... من بعثهم ليذكروا خلقه كلما ضلوا بانه هو ... هو وحده ... الواحد الأحد الفرد الصمد .... لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .... ليس كمثله شيء ... فلم يكن صعبا عليه أن يغفر لنا جميعاً .. بكلمة واحدة كن فيكون ( غفرت لكم ) ولم يكن احدا سيسأله لماذا غفرت دون ان تنزل وتصلب وتهان ... فسبحانه وتعالى عما يصفون .... بديع السماوات والأرض .. وإذا قضى امراً .. فإنما يقول له كن فيكون