المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال ما حكم تارك الصلاة



الصفحات : [1] 2 3

ساجدة لله
2010-08-23, 06:37 AM
http://www.p3les.com/up/uploads/images/domain-8077ef9d89.gif

ما هو حكم تارك الصلاة ، و لماذا يُحكَم عليه بالكفر أوالفسوق؟

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‏.‏

إن الصلاة من أهم أركان الدين الإسلامي ، وهي الدعامة التي يقوم عليها الإسلام ، فإن صلحت الدعامة صلح سائر البناء ، وإن فسدت الدعامة بالطبع سينهار البناء.

لذا فقد أخذت الصلاة جانباً كبيراً من جوانب الدين الإسلامي بما تشمله من طهارة الجسد والنفس قبل الصلاة وطهارة المكان وخشوع القلب والتدبر أثناء الصلاة والتفكر في الله وفي آخرتنا وترك الدنيا وراء ظهورنا مع أول نداء يقول الله أكبر ، ناهيكم عن إنها فرِضت من فوق سبع سماوات ولم تُفرَض على الأرض مثل باقي الفرائض،وهذا يوضح أهميتها وقدسيتها ويحث كل مسلم على التمسك بها تقديراً لمقامها الشريف.

لذلك فقد جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة : إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 82
خلاصة حكم المحدث: صحيح

إذاً فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أوضحها صريحة أن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة

أي إنك يا مسلم إن لم تُصلّ فأنت إما مُشرك أو كافر

وقد انقسم العلماء إلى فريقين في هذا الأمر، وقبل أن نوضح هذا الفرق علينا أولاً أن نبين لماذا الحكم على تارك الصلاة بالكفر أو بالشرك؟

يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-23, 06:41 AM
عودة ..


فلنعقلها عقلياً ومنطقياً أولاً ونرى .. سنجد أن الحكم على تارك الصلاة بالكفر لهو أنسب حكم عليه يتناسب مع طبيعة ذنبه .

- فتارك الصلاة لا يخرج من بين اثنين :

الأول : إما تركها منكراً لوجوبها ولا يؤمن بفرضيتها وهذا قد كفر بكلام الله تعالى وبالقرآن الكريم حيث قال تعالى في أمر الصلاة : فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103] والآيات مثل ذلك كثيرة

إذاً فالمسلم إذا أنكر فرضية الصلاة على المسلمين فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
فهذا كافر لا محالة وحكمه حكم المرتد لأنه أنكر القرآن الكريم وأنكر أمر أقره النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى فماذا يبقى في إسلامه إذاً؟

الثاني : يتركها متكاسلاً ، سواء فضل النوم على الصلاة أو فضل الراحة على الصلاة أو فضل العمل على الصلاة أو المباراة على الصلاة أو المسلسل أو اللهو واللعب أو الغناء أو مقابلة مع أصدقاء أو معصية مع امرأة أو جريمة يخطط لارتكابها أو حتى تركها وهو يفضل حلالاً عليها كأن يفضل مذاكرة أولاده على الصلاة أو لقاء أقاربه على الصلاة أو قراءة القرآن على الصلاة
فها هو يفعل الحلال : لكن في وقت الصلاة وإن خرج وقتها وأنت على الحلال أصبح هذا الحلال ليس من حقك وستتحمل ذنب تركك للصلاة ولن ينفعك الحلال الذي تركته من أجلها .

لذلك فهذا النوع الثاني أشرك شيئاً دنيوياً ومتعة وقتيه ومصلحة زائلة على تنفيذ أمر الله ، وبدلاً من أن يلبي أمر الله ذهب ليلبي شهواته ورغباته ونزواته ففضلها على الله تعالى ; فما الفرق بينه وبين المشرك إذاً ؟

فالمشرك يعلم بوجود الله لكنه يعبد غيره ويطيع غيره كأن يترك السجود لله ويسجد لصنم ، أو يترك السجود لله ويذهب لمشاهدة مسلسل أو برنامج ، أو يترك السجود لله ويذهب لاختلاس مال ليس من حقه ...إلخ .

لذلك فهذا المتكاسل عن الصلاة من أجل عرض الدنيا أشرك بالله بأحد أنواع الشرك المعروفة في الإسلام من شرك أكبر إلى شرك أصغر وكلاهما شرك

لذلك فتارك الصلاة سواء تركها جحودا أو شركا وفسوقا فهو كالرجل الذي يحمل فأساً يهدم به دين الله

فإن كان تركها كفراً بها فهو يرتد بإنكاره ويرد أجيالاً قادمة من بعده ستنتهج نفس نهجه وبدلاً من أن يطاع الله سيُطاع الشيطان ، وتارك الصلاة تكاسلاً فهو متهاون بأمر الله تعالى ومن ثم سيتهاون بكل ما أمره به الله من شرائع ،فقد أنكر أساس إسلامه فما المانع في أن ينكر الأمانة وينكر الصدق وينكر غض البصر وينكر الإصلاح ؟
فيعيث في الأرض فساداً يقتل هذا ويزني بتلك ويسرق هؤلاء ويرتشي و و و و ، فهو لا يجد رادع يمنعه عن فعل المعاصي لأنه تكاسل عن تنفيذ الأمر الأساسي .

ولكن ما هي الثمرة الخبيثة لترك الصلاة ؟

يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-23, 12:20 PM
ثمرة ترك الصلاة :

لعلنا نلاحظ الفرق بين المجتمع الإسلامي قديماً وبينه حديثاً :
ولنعد إلى الوراء ونلقي تلك النظرة الصادقة على أتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين لم يتهاونوا في الصلاة والذين اكتظت بهم المساجد ساجدين عابدين حامدين شاكرين ربهم مسبحين بالليل والنهار، كيف كان حالهم؟

ونظرة أخرى إلى حال المسلمين الآن الذي يُرثى له بعد أن ضيعوا الصلاة وتهاونوا بها فتهاونوا في غيرها ، فترك الرجل صلاته ولم يجد غضاضة في أن يترك ضميره في البيت ويذهب ليرتشي ولم يجد صعوبة في أن ينم على هذا ويغتاب هذا ويسرق هذا وينظر إلى هذه ويسب ويقتل .

رغم أننا قد نجده يعلو صوته بلا إله إلا الله والله أكبر
وقد نجده يدفع ما عليه من زكاة المال للفقراء وكريم ونافع لغيره لكنه متهاون مع ما يُرضي الله ويحرص دوماً على إرضاء الناس
فهذا المشرك الذي أشرك بالله فاسق وهو عار على الإسلام وعالة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم انتسب إليها بالاسم فقط وعليه أن يتوب وينوب إلى خالقه وينتهي عما هو فيه .

قد يقول قائل هناك من يصلي ويسرق وهناك من يصلي ويرتشي وأن الصلاة لم تنهه عن هذه المعاصي فما فائدة الصلاة؟

أقول إن هذا الذي يقولون عنه أنه من المصلين ويفعل المعاصي فسيحاسبه الله عليها و عليه أن يتوب من تلك المعاصي ، لأن الصلاة التي أمِرنا بها نحن المسلمون ليست حركات تؤدى ومساجد تملأ بالمصلين ومياه تُهرق على الأعضاء واللحى للوضوء ، بل إنها تنهى عن الفحشاء والمنكر
قال تعالى : اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت : 45]

إذاً فالمسلم مقيم الصلاة صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر

وهذا يدفعنا لأن نعرف الفرق بين إقامة الصلاة وبين أداء الصلاة
فأقام الصلاة أي أتم ركوعها وسجودها وخشوعها وتدبر فيها وخشع قلبه وذكر الله
أما من أدى الصلاة هكذا حركات يتحركها قيام وركوع وسجود ولكن قلبه متعلق بالدنيا وبماله وبأولاده وزوجته فهذا لم يقم الصلاة كما ينبغي
لأن الله تعالى وعد الخاشعون في صلاتهم بالفلاح قال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [ 1]الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون : 2]

إذاً يا من تصلي بلا خشوع فلا فلاح لك ولا صلاح ..لذلك فكيف ستفلح وتنصلح وتتوب وتنهاك صلاتك عن الفحشاء والمنكر وأنت لم تُكتَب في صلاتك من الخاشعين ؟ !

كذلك إن الله تعالى طيبا لا يقبل إلا طيبا وصلاتك التي تؤديها فقط أمام الناس ولم تخلص فيها قلبك لله فلا حاجة لله بركوعها وسجودها .

إذاً نستنتج مما سبق أن : تارك الصلاة سواء كفراً بها أو تكاسلاً عنها هو شر على المجتمع وجب إصلاحه أو إزالته لأنه يهدم الدين كما قلنا سابقا.

يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-23, 01:45 PM
نأتي إلى ما قاله العلماء في هذا الصدد وقد اختلفوا فيه
كتب شيخنا الفاضل محمد الصالح العثيمين


حكم تارك الصلاة


إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، فقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ ‏"‏تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة،يقتل إذا لم يتب ويصل‏"‏‏.‏
وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي‏:‏ ‏"‏فاسق ولا يكفر‏"‏‏.‏



ثم اختلفوا فقال مالك والشافعي‏:‏ ‏"‏يقتل حداً‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ وقال أبو حنيفة‏:‏ ‏"‏يعزز ولا يقتل‏.‏‏.‏‏"‏



وإذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع، فالواجب ردها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله‏} (http://####script:openquran%2841,10,10%29)‏ ‏(‏الشورى‏:‏10‏)‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فإن تنازعتم في شيء،فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويل‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏59‏)‏‏.‏



ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر، لأن كل واحد يرى الصواب معه، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏



وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل عل كفر تارك الصلاة، الكفر الأكبر المخرج عن الملة‏.‏


يتبع إن شاء الله

قلم من نار
2010-08-24, 03:28 PM
متابع جزاكم الله خيرا

ساجدة لله
2010-08-24, 11:49 PM
جزاك الله خيراً أخي قلم من نار

ساجدة لله
2010-08-24, 11:50 PM
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=291&CID=1#TOP) حكم تارك الصلاة
إن هذه المسألة من مسائل العلم الكبرى، وقد تنازع فيها أهل العلم سلفاً وخلفاً، فقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ ‏"‏تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً من الملة،يقتل إذا لم يتب ويصل‏"‏‏.‏



وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي‏:‏ ‏"‏فاسق ولا يكفر‏"‏‏.‏
ثم اختلفوا فقال مالك والشافعي‏:‏ ‏"‏يقتل حداً‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ وقال أبو حنيفة‏:‏ ‏"‏يعزز ولا يقتل‏.‏‏.‏‏"‏



وإذا كانت هذه المسألة من مسائل النزاع، فالواجب ردها إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله‏} (####script:openquran(41,10,10))‏ ‏(‏الشورى‏:‏10‏)‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فإن تنازعتم في شيء،فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويل‏}‏ ‏(‏النساء‏:‏59‏)‏‏.‏



ولأن كل واحد من المختلفين لا يكون قوله حجة على الآخر، لأن كل واحد يرى الصواب معه، وليس أحدهما أولى بالقبول من الآخر، فوجب الرجوع في ذلك إلى حكم بينهما وهو كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل عل كفر تارك الصلاة، الكفر الأكبر المخرج عن الملة‏.‏
أولا‏:‏ من الكتاب‏:‏



قال تعالى في سورة التوبة‏:‏ ‏{‏فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين‏} (####script:openquran(8,11,11))‏ ‏(‏التوبة‏:‏11‏)‏‏.‏
وقال في سورة مريم‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً، فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً‏} (####script:openquran(18,59,60))‏ ‏(‏مريم‏:‏59،60‏)‏‏.‏



فوجه الدلالة من الآية الثانية، آية سورة مريم، أن الله قال‏:‏ في المضيعين للصلاة، المتبعين للشهوات‏:‏ ‏{‏إلا من تاب وآمن‏}‏ فدل، على أنهم حين إضاعتهم للصلاة، واتباع الشهوات غير مؤمنين‏.‏



ووجه الدلالة من الآية الأولى، آية سورة التوبة، أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين، ثلاثة شروط‏:‏
* أن يتوبوا من الشرك‏.‏
* أن يقيموا الصلاة‏.‏
* أن يؤتوا الزكاة‏.‏



فإن تابوا من الشرك، ولم يقيموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا‏.‏
وإن أقاموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا‏.‏



والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية، فلا تنتفي بالفسوق والكفر دون الكفر‏.‏
ألا ترى إلى قوله تعالى‏:‏ في آية القصاص من القتل‏:‏ ‏{‏فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان‏} (####script:openquran(1,178,178))‏ ‏(‏البقرة‏:‏178‏)‏، فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول، مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر، لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً‏} (####script:openquran(3,93,93))‏ ‏(‏النساء‏:‏93‏)‏‏.‏



ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا‏:‏ ‏{‏وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما‏} (####script:openquran(48,9,9))‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم‏} (####script:openquran(48,10,10))‏ ‏(‏الحجرات‏:‏9،10‏)‏، فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة والطائفتين المقتتلتين، مع أن قتال المؤمن من الكفر، كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏[‏سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر‏]‏‏.‏ لكنه كفر لا يخرج من الملة، إذ لو كان مخرجا من الملة، ما بقيت الأخوة الإيمانية معه‏.‏ الآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال‏.‏
وبهذا علم أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة، إذ لو كان فسقا أو كفرا دون كفر، ما انتفت الأخوة الدينية به، كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله‏.‏



يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-24, 11:51 PM
فإن قال قائل‏:‏ ‏(‏هل ترون كفر تارك إيتاء الزكاة كما دل عليه مفهوم آية التوبة‏)‏‏؟‏
قلنا‏:‏ ‏(‏كفر تارك إيتاء الزكاة، قال به بعض أهل العلم -وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى-‏)‏‏.‏



ولكن الراجح عندنا أنه لا يكفر، لكنه يعاقب بعقوبة عظيمة، ذكرها الله تعالى في كتابه، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، ومنها ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر عقوبة مانع الزكاة، وفي آخره، ثم يرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار، وقد رواه مسلم بطوله في‏:‏ باب ‏"‏إثم مانع الزكاة‏"‏، وهو دليل على أنه لا يكفر، إذ لو كان كافرا ما كان له سبيل إلى الجنة‏.‏



فيكون منطوق هذا الحديث مقدما على مفهوم آية التوبة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم، كما هو معلوم في أصول الفقه‏.‏
ثانيا ‏:‏ من السنة ‏:‏



1‏)‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة‏]‏‏.‏ ‏(‏رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏‏.‏



2‏)‏ وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول‏:‏ ‏[‏العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر‏]‏‏.‏ ‏(‏رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‏)‏‏.‏



والمراد بالكفر هنا، الكفر المخرج عن الملة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين، ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام، فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين‏.‏



3‏)‏ وفي صحيح مسلم، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏[‏ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع‏]‏‏.‏ قالوا‏:‏ أفلا نقاتلهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏[‏لا ما صلوا‏]‏‏.‏



4‏)‏ وفي صحيح مسلم أيضا، من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏[‏خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم‏]‏‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله‏:‏ أفلا ننابذهم بالسيف‏؟‏ قال‏:‏ ‏[‏لا ما أقاموا فيكم الصلاة‏]‏‏.‏



ففي هذين الحديثين الأخيرين، دليل على منابذة الولاة، وقتالهم بالسيف، إذا لم يقيموا الصلاة، ولا تجوز منازعة الولاة وقتالهم، إلا إذا أتوا كفرا صريحا، عندنا فيه برهان من الله تعالى، لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه‏:‏ ‏[‏دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا، ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله‏]‏‏.‏ قال‏:‏ ‏[‏إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله فيه برهان‏]‏ ‏(‏متفق عليه‏)‏‏.‏



وعلى هذا فيكون تركهم للصلاة الذي علق عليه النبي صلى الله عليه وسلم، منابذتهم وقتالهم بالسيف كفرا بواحاً عندنا فيه من الله برهان‏.‏



ولم يرد في الكتاب والسنة أن تارك الصلاة ليس بكافر أو أنه مؤمن، وغاية ما ورد في ذلك نصوص تدل على فضل التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وثواب ذلك، وهي إما مقيدة بقيود في النص نفسه يمتنع معها أن يترك الصلاة، وإما واردة في أحوال معينة يعذر الإنسان فيها بترك الصلاة، وإما عامة فتحمل على أدلة كفر تارك الصلاة، لأن أدلة كفر تارك الصلاة خاصة والخاص مقدم على العام‏.‏



يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-24, 11:51 PM
فإن قال قائل‏:‏ ‏(‏ألا يجوز أن تحمل النصوص الدالة على كفر تارك الصلاة على من تركها جاحدا لوجوبها‏؟‏‏!‏‏)‏‏.‏
قلنا‏:‏ ‏(‏لا يجوز ذلك لأن فيه محذورين‏:‏



الأول‏:‏ إلغاء الوصف الذي اعتبره الشارع وعلق الحكم به‏.‏
فإن الشارع علق الحكم بالكفر على الترك دون الجحود‏.‏



ورتب الأخوة في الدين على إقام الصلاة، دون الإقرار بوجوبها لم يقل الله تعالى‏:‏ فإن تابوا وأقروا بوجوب الصلاة، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر جحد وجوب الصلاة‏.‏ أو العهد الذي بيننا وبينهم الإقرار بوجوب الصلاة، فمن جحد وجوبها فقد كفر‏.‏
ولو كان هذا مراد الله تعالى ورسوله لكان العدول عنه خلاف البيان الذي جاء به القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء‏} (####script:openquran(15,89,89))‏ ‏(‏النحل‏:‏89‏)‏‏.‏



وقال تعالى مخاطبا نبيه‏:‏ ‏{‏وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم‏} (####script:openquran(15,44,44))‏‏.‏ ‏(‏النحل‏:‏44‏)‏‏.‏
الثاني‏:‏ اعتبار وصف لم يجعله الشارع مناطا للحكم‏:‏



فإن جحود وجوب الصلوات الخمس موجب لكفر من لا يعذر بجهله فيه سواء صلى أم ترك‏.‏
فلو صلى شخص الصلوات الخمس وأتى بكل ما يعتبر لها من شروط، وأركان، وواجبات، ومستحبات، لكنه جاحد لوجوبها بدون عذر له فيه لكان كافرا مع أنه لم يتركها‏.‏



فتبين بذلك أن حمل النصوص على من ترك الصلاة جاحدا لوجوبها غير صحيح، وأن الحق أن تارك الصلاة كافرا كفرا مخرجا عن الملة، كما جاء ذلك صريحا فيما رواه ابن أبي حاتم في سننه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال ‏:‏ أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏لا تشركوا بالله شيئا، ولا تتركوا الصلاة عمدا، فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة‏]‏‏.‏



وأيضا فإننا لو حملناه على ترك الجحود لم يكن لتخصيص الصلاة في النصوص فائدة، فإن هذا الحكم عام، في الزكاة، والصيام، والحج، فمن ترك منها واحدا جاحدا لوجوبه كفر إن كان غير معذور بجهل‏.‏



وكما أن كفر تارك الصلاة مقتضى الدليل السمعي الأثري، فهو مقتضى الدليل العقلي النظري‏.‏
فكيف يكون عند الشخص إيمان مع تركه للصلاة التي هو عمود الدين والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بها ويبادر إلى فعلها‏.‏ وجاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمن أن يحذر من تركها وإضاعتها‏؟‏ فتركها مع قيام هذا المقتضى لا يبقى إيمانا مع التارك‏.‏



فإن قال قائل‏:‏ ‏"‏ألا يحتمل أن يراد الكفر في تارك الصلاة كفر بالنعمة لا كفر بالملة ‏؟‏ أو أن المراد به كفر دون الكفر الأكبر‏؟‏‏!‏‏"‏‏.‏
فيكون كقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏اثنتان بالناس هما بهم كفر‏:‏ الطعن في النسب، والنياحة في الميت‏]‏ وقوله‏:‏ ‏[‏سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر‏]‏‏.‏ ونحو ذلك‏.‏



قلنا‏:‏ هذا الاحتمال والتنظير له لا يصح لوجوه‏:‏



يتبع إن شاء الله

ساجدة لله
2010-08-24, 11:52 PM
الأول‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان، وبين المؤمنين والكفار‏.‏
والحد يميز المحدود ويخرجه عن غيره‏.‏ فالمحدودان متغايران لا يدخل أحدهما في الآخر‏.‏



الثاني‏:‏ أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، فوصف تاركها بالكفر يقتضي أنه الكفر المخرج من الإسلام‏.‏‏.‏ لأنه هدم ركنا من أركان الإسلام، بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلاً من أفعال الكفر‏.‏



الثالث‏:‏ أن هناك نصوصا أخرى دلت على كفر تارك الصلاة كفرا مخرجا من الملة‏.‏‏.‏ فيجب حمل الكفر على ما دلت عليه لتتلاءم النصوص وتتفق‏.‏
الرابع‏:‏ أن التعبير بالكفر مختلف‏.‏‏.‏ ففي ترك الصلاة قال‏:‏ ‏[‏بين الرجل وبين الشرك والكفر‏]‏‏.‏ فعبر بأل الدالة على أن المراد بالكفر حقيقة الكفر بخلاف كلمة -كفر- منكرا أو كلمة -كفر- بلفظ الفعل فإنه دال على أن هذا من الكفر، أو أنه كفر في هذه الفعلة وليس هو الكفر المطلق المخرج عن الإسلام‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب ‏(‏اقتضاء الصراط المستقيم‏)‏ ص 70 ط السنة المحمدية على قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏اثنتان في الناس هما بهم كفر‏]‏‏.‏



قال‏:‏ ‏"‏فقوله‏:‏ ‏[‏هما بهم كفر‏]‏ أي هاتان الخصلتان هما -كفر- قائم بالناس فنفس الخصلتين -كفر- حيث كانتا من أعمال الكفر، وهما قائمتان بالناس، لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق، حتى تقوم به حقيقة الكفر‏.‏ كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته‏.‏ وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏ليس بين العبد وبين الكفر، أو الشرك إلا ترك الصلاة، وبين كفر منكر في الإثبات‏]‏‏"‏ أ‏.‏ هـ‏.‏ كلامه‏.‏



فإذا تبين أن تارك الصلاة بلا عذر كافر كفرا مخرجا من الملة بمقتضى هذه الأدلة، كان الصواب فيما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل وهو أحد قولي الشافعي كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات‏} (####script:openquran(18,59,59))‏ ‏(‏مريم‏:‏59‏)‏‏.‏ وذكر ابن القيم في ‏"‏كتاب الصلاة‏"‏ أنه أحد الوجهين في مذهب الشافعي، وأن الطحاوي نقله عن الشافعي نفسه‏.‏
على هذا القول جمهور الصحابة، بل حكى غير واحد إجماعهم عليه ‏.‏



قال عبد الله بن شقيق‏:‏ ‏"‏كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة‏"‏‏.‏ رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما‏.‏



وقال إسحاق بن راهويه الإمام المعروف‏:‏ ‏"‏صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر‏"‏‏.‏



وذكر ابن حزم، أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة قال‏:‏ ‏"‏ولا نعلم لهؤلاء مخالفا من الصحابة ‏.‏ نقله عنه المنذري في ‏(‏الترغيب والترهيب‏)‏ وزاد من الصحابة‏:‏ عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبا الدرداء رضي الله عنهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم‏"‏‏.‏ أ‏.‏ هـ‏.‏



فإن قال قائل‏:


‏ ما هو الجواب عن الأدلة التي استدل بها من لا يرى كفر تارك الصلاة‏؟‏



يتبع إن شاء الله