المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تيماء - المذكورة في الكتاب المقدس - ادخل لترى الحقيقة الدامغة عنها



أسد الإسلام الجزائري
2010-08-26, 05:44 PM
الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
أما بعد:

تقول الآيات في الكتاب المقدس:

Isa 21:13 وحي من جهة بلاد العرب: في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين.
Isa 21:14 هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء. وافوا الهارب بخبزه. (المهاجر).
Isa 21:15 فإنهم من أمام السيوف قد هربوا. من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب.
Isa 21:16 فإنه هكذا قال لي السيد: «في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار


وهذا الرابط يؤكد لنا أن هذه المدن بجوار المدينة المنورة

http://bibleatlas.org/full/tema.htm

والخريطة أحضرتها هنا:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=645&stc=1&d=1267245715

ويظهر فيها ان تيماء ودادان بجوار ( يثرب ) قبل الاسلام وبعد الهجرة اصبح اسمها المدينة المنورة .

وقيدار واضح في الصورة ايضا ( KEDAR )

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=646&stc=1&d=1267245715


وترجمته باختصار
(تيما '،" البلاد الجنوبية "؛ Thaiman) : اسم ابن إسماعيل (سفر التكوين 25 - 15).
وتيماء كان أحد المواقع في السعودية والتي تناظر تايما الحديثة أو تيماء، واحة تبعد حوالي 200 ميل شمال المدينة المنورة ، وتبعد 40 ميلا إلى الجنوب لايل دومة الجندل (Dumah) ، التي تعرف الآن باسم جريدة الجوف


ألا تكفي هذه الأدلة لإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم !!!

يتبع بإذن الله بالمزيد من الأدلة....

أسد الإسلام الجزائري
2010-08-26, 06:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيّدي أبي القاسم صلوات ربي وتسليماته عليه.
.. أما بعد،،

فإنها شهيرة تلك النبوءة التي قالها موسى عليه السلام قبل موته في سفر التثنية إصحاح 33، وشهيرة أيضاً أقوال المسيحيين في الرد على التفسير الإسلامي. ولكن على القارئ بدايةً أن يعرف أنه لا يوجد تفسير إسلامي للنبوءة، بل هناك تفسير منطقي وطبيعي وواقعي وموضوعي لهذه النبوءة، بحيث لا تصمد أمامه أي ردود واهية.

والآن .. ماذا يقول النص العبري المسوري؟ وماذا يقول النص العبري السامري؟ وماذا يقول النص اليوناني السبعيني؟ وماذا يقول النص السرياني الفشيطي؟ وماذا يقول الربانيون والمفسرون اليهود؟ وماذا يقول العلماء المسيحيون؟

والآن .. ماذا يقول النص العبري المسوري؟ وماذا يقول النص العبري السامري؟ وماذا يقول النص اليوناني السبعيني؟ وماذا يقول النص السرياني الفشيطي؟ وماذا يقول الربانيون والمفسرون اليهود؟ وماذا يقول العلماء المسيحيون؟

هذا ما سنتناوله في هذا الموضوع، فلنبدأ على بركة الله ..



النص العبري المسوري
Masoretic ####

יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִיר לָמוֹ--הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבת קדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת (אֵשׁ דָּת) לָמוֹ. אַף חבֵב עַמִּים, כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂא מִדַּבְּרתֶיךָ

التعريب والترجمة الحرفية
يهوه (الرب) مِسّينَي (من سيناء) باء (جاء)، وزرح (وأشرق) مِسّعير (من سعير) لمو (لهم). هوفيع (تلألأ) مِهَر (من جبل) فآرَن (فاران)، وأتـَه (وأتى؟) مِرِبْبُت (من رِبوَات) قُدش (مقدسة)، ميمينو (من يمينه) إش (نار) دَت (شريعة) لمو (لهم). آف (أيضاً) حُبـِب (مُحِبّ) عَمِّيم (الشعوب). كَلّ (كُلّ) قدشَيو (قدّيسيه) بيدك (بيدك)، وهِم (وهُم) تُكو (متكئون) لرجلك (لرِجْلك) يسأ (يتقبّلون) مِدَبرتيك (من كلامك). اهـ




النص العبري السامري
Samaritan Pentateuch

יהוה מסיני בא וזרח משעיר למו הופיע מהר פראן ואתו מרבבות קדש מימנו אשדת למו. אף חובב עמים וכל קדשיו בידך והם תכו לרגליך שאו מדברתך

التعريب والترجمة الحرفية
يهوه (الرب) مسيني (من سيناء) باء (جاء)، وزرح (وأشرق) مسعير (من سعير) لمو (لهم). هوفيع (تلألأ) مهر (من جبل) فرآن (فاران)، وإتو (ومعه) مرببوت (من رِبْواتٍ) قُدش (مقدسة)، ميمنو (من يمينه) إشدت (نار شريعة) لمو (لهم). آف (أيضاً) حوبب (مُحِبّ) عميم (الشعوب). كل (كُلّ) قدشيو (قدّيسيه) بيدك (بيدك)، وهم (وهُم) تكو (متكئون) لرجليك (لرِجْليك) سؤو (متقبّلون) مِدَبرتك (من كلامك). اهـ

الاختلافات بين المسورية والسامرية
بعيداً عن الحروف الطفيفة، يتجلّى أهم اختلاف بينهما في كلمة ואתה المذكورة في النص المسوري (واو - ألف - تاء - هاء)، بينما هي في السامرية ואתו (واو - ألف - تاء - واو). فهل حرف الهاء غيّر شيئاً؟

نعم، فالكلمة مكونة من مقطعين: (ألف تاء) + (ضمير). وما فعله الكاتب المسوري هو تحويل ضمير الواو إلى هاء إيهاماً للكلمة لتُنطَق ككلمة (أتى). واحتفظت السامرية بالقراءة الأصلية، وهي (إتو) أي (معه). وهذه هي القراءة الموجودة في باقي الترجمات القديمة كما سنرى.




النص اليوناني السبعيني

Septuagint

κύριος εκ Σινα ηκει καὶ επέφανεν εκ Σηιρ ημι̃ν καὶ κατέσπευσεν εξ ορους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης εκ δεξιω̃ν αυτου̃ αγγελοι μετ' αυτου̃ . καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου̃ καὶ πάντες οι ηγιασμένοι υπὸ τὰς χει̃ράς σου καὶ ου̃τοι υπὸ σέ εισιν καὶ εδέξατο απὸ τω̃ν λόγων αυτου̃

الترجمة الحرفية

الرب من سيناء جاء، وظهر من سعير لنا. وأسرع من جبل فاران، مع ربوات قادش، من يمينه ملائكة معه. وصان شعبه، وكل قدّيسيه في يديك. وهُم تحتك، وتقبَّل من كلامه.


التعليــــــــــــــق
ترجمت السبعينية (لمو) الأولى إلى (لنا) والثانية إلى (معه)، وظنّت أن كلمة (قدش) هي مدينة (قادش). وترجمت (إشدت) إلى (ملائكة). كما ترجمت الكلمة العبرية (أته) إلى (مع) تمشياً مع القراءة السامرية.



نص الفولجاتا اللاتينية
Vulgate

Dominus de Sina venit et de Seir ortus est nobis apparuit de monte Pharan et cum eo sanctorum milia in dextera eius ignea lex.

الترجمة الحرفية
الرب من سيناء جاء، ومن سعير أشرق لنا. تلألأ من جبل فاران، ومعه آلاف القديسين، في يمنه شريعة متـّقدة.

التعليـــــــق
ترجم جيروم الكلمة العبرية (أته) إلى (معه) تمشياً مع القراءة السامرية، مما يدل على أن القراءة الأصلية هي (إتو). كما تدارك جيروم الخطأ الذي وقع فيه السبعينيون، فترجم (قدش) إلى (قديسين).



ترجوم أونقيلوس الآرامي
Onkelos
יְיָ מִסִּינַי אִתְגְּלִי וְזֵיהוֹר יְקָרֵיהּ מִשֵּׂעִיר אִתַּחְזִי לַנָא--אִתְגְּלִי בִּגְבוּרְתֵיהּ עַל טוּרָא דְּפָארָן, וְעִמֵּיהּ רִבְּוָת קַדִּישִׁין; כְּתָב יַמִּינֵיהּ, מִגּוֹ אִישָׁתָא אוֹרָיְתָא יְהַב לַנָא. אַף חַבֵּיבִנּוּן לְשִׁבְטַיָּא, כָּל קַדִּישׁוֹהִי בֵּית יִשְׂרָאֵל בִּגְבוּרָא אַפֵּיקִנּוּן מִמִּצְרָיִם; וְאִנּוּן מִדַּבְּרִין תְּחוֹת עֲנָנָךְ, נָטְלִין עַל מֵימְרָךְ

التعريب والترجمة الحرفية
يي (الرب) مسيني (من سيناء) اتجلي (تجلَّى)، وزيهور (ولمع) يقريه (مجده) مسعير (من سعير) اتحزي (رُؤي) لنا (لنا). اتجلي (تجلَّى) بجبورتيه (بجبروته) عل (على) طورا (جبل) دفارَن (فاران)، وعميه (ومعه) ربوت (رِبوات) قديشين (قديسين). كتب (كتبَت) يمينيه (يمينـُه) مجو (من وسط) إيشثا (النار) أورَيثا (شريعة) يهب (وهب) لنا (لنا). آف (أيضاً) حبيبنون (مُحبّهم) لشبطيا (للأسباط)، كل (كل) قديشوهي (قديسيه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل). بجبورا (بقوّة) أفيقنون (أخرجهم) ممصريم (من مصر)، وأنون (وهم) مدبرين (مسوقون) تحوت (تحت) عنـَنك (سحابتك)، نـَطلين (سائرون) عل (على) ميمرك (كلمتك). اهـ
يتبع إن شاء الله


تعليق على ترجوم أونقيلوس
ترجم أصحاب الترجوم العبارة العبرية إلى (ومعه ربوات قديسين)، فهي أيضاً تنصّ على أن الكلمة العبرية الأصلية هي (إتو) أي (معه).

وقد حاول أصحاب الترجوم تأويل النبوءة لتنطبق على بني إسرائيل، فأضافوا من عندهم زيادات فوق النص!! ولو كان النص منطبقاً عليهم، لما لجئوا إلى التعسف!


ترجوم يوناثان الآرامي
Pseudo-Jonathan
יְיָ מִן סִינַי אִתְגְלֵי לְמִתַּן אוֹרַיְיתָא לְעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וּדְנַח זִיו אִיקַר שְׁכִינְתֵּיהּ מִגַבְלָא לְמִיתְּנָהּ לִבְנוֹי דְעֵשָו וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הוֹפַע בְּהַדְרַת אִיקַר מִטַוְורָא דְפָארָן לְמִיתְנָהּ לִבְנוֹי דְיִשְׁמָעֵאל וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הֲדַר וְאִתְגְלֵי בִּקְדוּשָׁא עַל עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וְעִמֵיהּ רִיבַן רִיבְווָן מַלְאָכִין קַדִישִׁין כְּתַב יְמִינֵיהּ וְאוֹרַיְיתָא מִגוֹ שַׁלְהוֹבִית אֵישָׁתָא פִּקוּדַיָא יְהַב לְהוֹן: אוּף כָּל מַה דְאוֹדָאָה לְעַמְמַיָא מְטוֹל לִמְחַבְבָא עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל כֻּלְהוֹן קָרָא לְהוֹן קַדִישִׁין לְמֵקוּם בַּאֲתַר בֵּית שְׁכִינְתֵּיהּ וְכַד הִנוּן נַטְרִין מִצְוָותָא דְאוֹרַיְיתָא מְדַבְּרִין לְרֶגֶל עֲנָנֵי יְקָרָךְ נַיְיחִין וְשַׁרְיַין כְּמִין פִּסָא דְבַר

التعريب والترجمة الحرفية
يي (الرب) من سينـَي (من سيناء) اتجلي (تجلَّى) لمِتن (لإعطاء) أورَيثا (الشريعة) لعميه (لشعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل). ودنح (وأشرق) زيو (بهاء) إيقر (مجد) شكينتيه (سكينته) مِجَبْلا (مِن سعير) لميتنَه (لإعطائها) لبنوي (لِبَنِي) دعِسو (عيسو)، ولا (فما) قبيلو (قـَبـِلوا) يَثَه (إياها). هوفع (تلألأ) بهدرت (بجلال) إيقر (المجد) مِطـَورا (من جبل) دفآرَن (فاران) لميتنه (لإعطائها) لبنوي (لبني) ديشمعئل (إسماعيل)، ولا (فما) قبيلو (قبلوا) يثه (إياها). هدَر (عاد) وإتجلي (وتجلَّى) بقدوشا (بقداسةٍ) عل (على) عَمّيه (شعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل)، وعِمّيه (ومعه) ريبَن (رِبوة) ريبوَن (ربوات) ملآكين (ملائكة) قديشين (قديسين). كتب (كتبت) يمينيه (يمينه) وأوريثا (وشريعةً) مجو (من وسط) شلهوبيث (لهيب) إيشـَثا (النار) فقودَيا (وصايا) يهب (وهب) لهون (لهم). أوف (أيضاً) كل (كل) مَه (ما) دأودآه (أصاب) لعَممَيا (الشعوب) مطول (لأجل) لمحببا (أنه محب) عَميه (شعبه) بيت (بيت) يسرئل (إسرائيل)، كلهون (كلّهم) قرأ (دعا) لهون (إيّاهم) قديشين (قديسين) لمقوم (للقيام) بأثر (في موضع) شكينتيه (سكينته). وكد (وعندما) هنون (هم) نَطرين (حفظوا) مِصواثا (وصايا) دأورَيثا (الشريعة)، مدبرين (سِيقوا) لرجل (أسفل) عنـَني (سحابة) يقرك (مجدك)، نَيحين (استراحوا) وشَريين (وأقاموا) كمِين (بحسب) فِسأ (أمر) دبَر (الكلمة). اهـ

التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجرد الإشارة إلى أن هذا الترجوم:
- استخدم كلمة (معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
- استخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
- وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها: (تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن (جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إن شاء الله.



نص الفشيطتا السريانية
Peshitta

ܡܪܝܐ ܡܢ ܣܝܢܝ ܐܬܐ ܘܕܢܚ ܠܢ ܡܢ ܣܥܝܪ ܘܐܬܓܠܝ ܡܢ ܛܘܪܐ ܕܦܪܢ ܘܥܡܗ ܡܢ ܪܒܘܬܐ ܕܩܕܝܫܐ ܡܢ ܝܡܝܢܗ . ܝܗܒ ܠܗܘܢ ܘܐܦ ܐܪܚܡ ܐܢܘܢ ܠܥܡܡܐ ܘܟܠܗܘܢ ܩܕܝܫܘܗܝ ܒܪܟ ܘܗܢܘܢ ܡܕܪܟܝܢ ܠܪܓܠܟ ܘܡܩܒܠܝܢ ܡܢ ܡܠܬܟ

التعريب والترجمة الحرفية
مريا (الرب) من (مِن) سيني (سيناء) أتا (أتى)، ودنح (وأشرق) لن (لنا) من (من) سعير (سعير)، وإتجلي (وتجلَّى) من (من) طورا (جبل) دفرن (فاران)، وعِمّه (ومعه) من (مِن) ربوثا (ربوات) دقديشا (القديسين) من (من) يمينه (يمينه). يهب (وهَب) لهون (لهم) وآف (وأيضاً) أرحم (حَبَّب) أنون (إياهم) لعمما (للشعوب)، وكلهون (وكلهم) قديشوهي (قديسيه) برك (بارك). وهنون (وهُم) مدركين (ينقادون) لرجلك (لرجلك)، ومقبلين (ويتقبلون) من (من) ملتك (كلامك). اهـ

التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة (ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخر مكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.

يتبع إن شاء الله


ربوة بالعبرية = عشرة آلاف



هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية: شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار (قدش) اسم مكان، فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى (قادش)، وتدارك جيروم خطئها كما رأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكية العربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا (رِبْوات) جمع (رِبْوة) أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى (رُبى) جمع (رَبوة)!! كما ترجموا (قدش) إلى (القـُدس) تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.




شريعة فاران المحمدية
لا خلاف على أن فاران هي سُكنى إسماعيل باعتراف التوراة: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21). ويبقى التخبّط والتعارض والمغالطة هي سبيل علماء الكتاب المقدس في تحديد موقع فاران هذه! فتراها على بعض الخرائط التي يضعونها في موضع غير الذي تضعها فيه خرائط أخرى؟ فما سرّ هذه التخبطات؟

السبب هو أنهم ظنوا فاران اسم بلد معين في جنوب فلسطين، ولم يُدركوا أن فاران هو اسم أطلقه عرب الشمال على البرّية الشاسعة الممتدة من العَقـَبة حتى مشارف اليمن بطول البحر الأحمر، وهي التي أطلق عليها العرب المتأخرون فيما بعد اسم "الحجاز" وتضمّ سلسلة جبال السراة الشهيرة. والعرب البائدة أطلقت على الحجاز (فاران) على اسم أحد زعماء العرب العماليق، وهو المسمى فاران بن عمرو بن عمليق بن لود بن سام بن نوح (تاريخ الطبري 1/76).

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=647&stc=1&d=1268154869

وكانوا يقطنون شمال الحجاز في منطقة العَقبة، وهي التي كانت تسمّى (أيلة)، وعُرفت في زمان سيدنا إبراهيم بـ (إيل فاران) (تك 14: 6)، نسبة إلى ذلك الزعيم العماليقي. وقصة العماليق معروفة في كتب التراث العربي وأنهم كانوا أسياد الحجاز شماله وجنوبه.

والسؤال هنا: هل فاران في سيناء أم أدوم؟ والجواب: لا في هذه ولا تلك! ولسنا نحن مَن نقول ذلك،




بل يوسبيوس القيصري العالِم المسيحي، فقد نصَّ على أن (فاران) تقع في الصحراء العربية جنوباً إلى الشرق من أيلة:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=648&stc=1&d=1268154869
Encyclopaedia Biblica, (Paran), p. 3584

ماذا كان يقصد يوسبيوس بـ Saracens ؟ إنهم أولئك البدو الصحراويون الذين يقطنون إلى الشرق من خليج العقبة، ويقعون جنوب بلاد الحِجْر التي أسماها الرومان Arabia Petraea أي بلاد العرب الصخرية أي دولة الأنباط التي عاصمتها البتراء. هؤلاء الـ Saracens هم العرب الإسماعيليون Ishmaelites الذين جاءوا من نسل إسماعيل عبر ابنه قيدار (*) (*).

هل يُعقل أن تكون فاران هذه في سيناء أو أدوم؟! وهل سكن إسماعيل وقيدار ابنه في سيناء أو أدوم؟! بل الحق أنهم كانوا حجازيين يقطنون بلاد الحجاز بطولها من الشمال إلى الجنوب.

تقول الموسوعة الحرة:

These Saracens located in the Northern Hejaz appear as people with a certain military ability and opponents of the Roman Empire who are characterized by the Romans as barbaroi (*)

كان هؤلاء الـ Saracens الواقعون في الحجاز الشمالي يظهر أنهم قوم ذوو مقدرة قتالية ومقاومون للإمبراطورية الرومانية التي وصفتهم بأنهم وحشيون. اهـ

هل لا زال هناك لبس في كلام يوسبيوس؟ إنه يصرخ قائلاً: فاران ليست سينائية ولا أدومية، بل هي ضمن صحراء البدو الحجازيين! والحجاز يبدأ من شرق العقبة وليس غربه أو شماله.

ويؤكد يوسبيوس ذلك بقوله إن مدين تقع في نطاق صحراء الحجاز شأنها شأن فاران:

Located beyond Arabia to the south in the desert of the Saracens, to the east of the Red Sea (*).

تقع بعد بلاد العرب [الصخرية] جنوباً في صحراء الـ Saracens إلى الشرق من البحر الأحمر. اهـ


من هنا نجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يذكر أن فاران هي الحجاز بوجه عام، وإذا خـُصِّص صار خاصاً بمكة: "فاران كلمة عبرانية معرّبة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل اسم لجبال مكة. قال ابن ماكولا: .. الفارانيّ .. نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز". اهـ (معجم البلدان 4/225).




ماذا يقول الربانيون اليهود عن فاران
مرّ علينا ما يقوله ترجوم يوناثان الآرامي: "تلألأ ببهاء المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل"، ومعلوم أين يسكن بنو إسماعيل. ولذلك يقول مدراش تنحوما بكل صراحة ووضوح (تثنية، وزوت هبركة 4):

הופיע מהר פארן, אלו בני ישמעאל, שנאמר, וישב במדבר פארן (בר' כא כא). וכתיב, עמד וימודד ארץ וגו' (חבקוק ג ו) (*).

"تلألأ من جبل فاران"، هؤلاء هم بنو إسماعيل لأنه قيل: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، ولأنه مكتوب: "وقف وقاس الأرض الخ" (حبقوق 3: 6). اهـ

وهذا القول هو المعتَمَد لدى الربانيين في التلمود البابلي سفر عبوده زاره 2ب (*).

ويقول الربي راشي في تفسيره: "لماذا جاء الله من فاران؟ لأنه ذهب هناك وعرَض على بني إسماعيل، الذين هم سكنوا فاران، أن يقبلوا التوراة، ولكنهم أيضاً لم يقبلوها" (*). اهـ

ويؤخذ من قول الربانيين أمران أساسيان:
@ أن التجلّيات الإلهية إنما هي مرتبطة بإعطاء الشريعة.
@ أن جبل فاران خاص بالعرب الإسماعيليين.

ولكن هل عرض الله التوراة على العرب!! هذا تأويل بعيد تعسّف فيه الربانيون هروباً من الإقرار بأن إعطاء الشريعة لبني إسماعيل سيكون حدثاً مستقبلياً، وهو المنصوص عليه صراحةً في حبقوق كما ذكروا أيضاً. وهذه الإشارة منهم إلى حبقوق هي إشارة خطيرة كما سنعرف إن شاء الله.

تخبطات العلماء في موقع فاران .. مهزلة!
ولكن عذرهم معهم .. فقد سبقهم إلى هذا التخبط مؤلفو العهد القديم! فكاتب سفر العدد جعل فاران في شبه جزيرة سيناء بعد حضيروت: "وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16)، أما كاتب سفر التثنية فجعلها بقدرة قادر في شرق الأردن: "هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع بني إسرائيل في عبر الأردن في البرية، في العربة قبالة سوف، بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب" (تث 1: 1)! هذا التخبط الفاحش بين العدد والتثنية دفع آدم كلارك المفسّر المسيحي إلى الصراخ:

This could not have been the Paran which was contiguous to the Red Sea, and not far from Mount Horeb; for the place here mentioned lay on the very borders of the promised land, at a vast distance from the former (*)

هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر. اهـ

تخبُط كُـتـّاب التوراة مع بعضهم البعض كوم، وبراءة الاختراع التي صكّها كاتب سفر صموئيل كوم آخر فقد جعل فاران في قلب بلاد اليهودية: "وقام داود ونزل إلى برية فاران. وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل .. واسم الرجل نابال، واسم امرأته أبيجايل .. فسمع داود في البرية .. ولما رأت أبيجايل داود .. وأرسل داود وتكلّم مع أبيجايل ليتخذها له امرأة .. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل، فكانتا له كلتاهما امرأتين" (1صم 25). فجميع هذه الأماكن في أرض يهوذا (يشوع 15: 55-56)، فما الذي أتى بفاران هنا؟!

فما كان من بعض النقاد - هروباً من هذا المأزق - إلا القول بأن كلمة (فاران) هنا محرّفة عن (معون) الواردة في نفس النص:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=649&stc=1&d=1268154869
Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583

فما أشبه فاران لديهم بمدينة إرم في الأساطير العربية، فهي مدينة تدور في جميع أرجاء المعمورة!

من أجل كل هذه التضاربات لم تجد دائرة المعارف الكتابية بداً من رفع الراية البيضاء والتصريح بكل أسى:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=650&stc=1&d=1268154869
Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583


ليس من السهل فهم جميع فقرات العهد القديم المتعلقة بفاران. اهـ


النتيجة: كاتب سفر العدد، وكاتب سفر التثنية، وكاتب سفر صموئيل يجهلون موقع فاران الحقيقي!! فعلى أي شيء يستند أهل الكتاب في الرد على قول المسلمين الصحيح أن فاران هي الحجاز التي سكنها إسماعيل، مع أن هذا هو الأصل كما في سفر التكوين وأقوال الربانيين!!



================================================== =========




بشارة حبقوق بجبل فاران

(حبقوق 3)

النص العبري
אֱלוֹהַּ מִתֵּימָן יָבוֹא, וְקָדוֹשׁ מֵהַר-פָּארָן סֶלָה; כִּסָּה שָׁמַיִם הוֹדוֹ, וּתְהִלָּתוֹ מָלְאָה הָאָרֶץ. וְנגַהּ כָּאוֹר תִּהְיֶה קַרְנַיִם מִיָּדוֹ לוֹ; וְשָׁם, חֶבְיוֹן עֻזּה. לְפָנָיו, יֵלֶךְ דָּבֶר; וְיֵצֵא רֶשֶׁף, לְרַגְלָיו. עָמַד וַיְמדֶד אֶרֶץ, רָאָה וַיַּתֵּר גּוֹיִם, וַיִּתְפּצְצוּ הַרְרֵי-עַד, שַׁחוּ גִּבְעוֹת עוֹלָם; הֲלִיכוֹת עוֹלָם, לוֹ

التعريب والترجمة الحرفية
إلوه (الله) مِتِيمَن (من الجنوب) يبوء (يأتي)، وقدوش (والقدّوس) مِهَر (من جبل) فآرَن (فاران) سلاه (فاصلة) كِسَّه (كسى) شـَمَيم (السماواتِ) هُودو (حَمْدُه)، وتهِلَّتو (وتسبيحتُه) مَلأه (ملأت) هَأرص (الأرض). ونـُجَه (وبريق) كـَؤور (كالنور) تِهْيه (يكون)، قرنَيم (شعاعان) مِيَدو (من يده) لُو (له)، وشـَم (وهناك) خبْيون (خفاء) عُزّو (قوّته). لفـَنـَيو (أمامه) يلك (يذهب) دَبر (الوباء)، ويصئ (ويخرج) رشِف (الطاعون) لرجليو (عند رجليه). عَمَد (وقف) ويمُدد (ويقيس) أرص (الأرض)، رآه (رأى) ويَتِر (ويُرجِف) جُويم (الأمم). ويتفـُصُّو (وتندكّ) هَرّي (الجبال) عَد (العتيقة) شحو (انخسفت) جبعوت (الهضاب) عولم (الأبدية) هليكوت (المسالك) عولم (الأبدية) لو (له). اهـ



النص اليوناني
ο θεὸς εκ Θαιμαν ηξει καὶ ο αγιος εξ ορους κατασκίου δασέος διάψαλμα εκάλυψεν ουρανοὺς η αρετὴ αυτου̃ καὶ αινέσεως αυτου̃ πλήρης η γη̃. καὶ φέγγος αυτου̃ ως φω̃ς εσται κέρατα εν χερσὶν αυτου̃ καὶ εθετο αγάπησιν κραταιὰν ισχύος αυτου̃. πρὸ προσώπου αυτου̃ πορεύσεται λόγος καὶ εξελεύσεται εν πεδίλοις οι πόδες αυτου̃. εστη καὶ εσαλεύθη η γη̃ επέβλεψεν καὶ διετάκη εθνη διεθρύβη τὰ ορη βία ετάκησαν βουνοὶ αιώνιοι

الترجمة الحرفية
الله من تيمان سيأتي، والقدوس من جبل فاران الظليل. فاصلة. غطّى السمواتِ جلالُه، وتسبيحُه ملأ الأرض. وبريقه كالنور سيكون، والقرون في يديه، ووضع محبّةً شديدة بقدرته. أمام وجهه ستذهب الكلمة، وستخرج إلى العراء. عند رجليه وقفت وارتجّت الأرض، نظر وأذاب الأمم. تحطمت الجبال بالقوة، وانخسفت التلال الأبدية، مسالكه الأبدية. اهـ



النص السرياني الفشيطي

ܐܠܗܐ ܡܢ ܬܝܡܢܐ ܐܬܐ ܘܩܕܝܫܐ ܡܢ ܛܘܪܐ ܕܦܪܢ ܐܬܟܣܝܘ ܫܡܝܐ ܡܢ ܙܝܘܗ ܕܡܫܒܚܐ ܘܬܫܒܘܚܬܗ ܐܬܡܠܝܬ ܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗ ܐܝܟ ܢܘܗܪܐ ܢܗܘܐ ܒܩܪܝܬܐ ܕܐܝܕܘܗܝ ܢܣܝܡ ܥܘܫܢܗ ܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝ ܐܙܠ ܡܘܬܐ ܘܢܦܩܐ ܛܝܪܐ ܠܪܓܠܗ. ܩܡ ܘܡܫܚܗ ܠܐܪܥܐ ܚܪ ܘܕܓܠ ܥܡܡܐ ܐܬܒܕܪܘ ܛܘܪܐ ܕܡܢ ܥܠܡ ܘܐܬܡܟܟ ܪܡܬܐ ܕܡܢ ܥܠܡܝܢ ܕܝܠܗ ܐܢܝܢ ܗܠܟܬܐ ܕܡܢܥܠܡ.


التعريب والترجمة الحرفية
ألها (الله) من (مِن) تيمنا (الجنوب) أتا (أتى)، وقديشا (والقديس) من (مِن) طورا (جبل) دفرن (فاران). اتكسيو (اكتست) شميا (السماوات) من (مِن) زيوه (جلال) دمشـَبَّحا (المحَمَّد)، وتشبوحته (وتسبيحته) اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض). وزهوره (وبريقه) إيك (مثل) نوهرا (النور) نهوا (يكون)، بقريثا (بقرنَي) دإيدوهي (يديه) نسيم (يضع) عوشنه (قوته) بلقحا (؟). قدموهي (قدامه) أزل (ذهب) موتا (الموت)، ونفقا (وخرج) طيرا (الوباء) لرجله (عند رجله). قم (قام) ومسحه (ومسَح) لأرعا (الأرض)، حر (نظر) ودجل (ورجف) عمما (الشعوب). اتبدرو (اندكّت) طورا (الجبال) دمن (التي مِن) علم (الأبد)، واتمكك (وانخسفت) رمثا (الهضاب) دمن (التي مِن) علمين (الأزل) ديله (فلَه) أنين (هُنّ) هلكثا (المسالك) دمن (التي مِن) علم (الأبد). اهـ



نص الفولجاتا اللاتيني

Deus ab austro veniet et Sanctus de monte Pharan semper operuit caelos gloria eius et laudis eius plena est terra. splendor eius ut lux erit cornua in manibus eius ibi abscondita est fortitudo eius. ante faciem eius ibit mors et egredietur diabolus ante pedes eius

الترجمة الحرفية
الله من الجنوب سيأتي، والقدوس من جبل فاران. غطَّى السماواتِ مجدُه، وحمدُه ملأ الأرض. بريقه مثل النور سيكون، قرونٌ تكون في يديه حيث تكمُن قوته. أمام وجهه سيذهب الموت، وسيخرج إبليس أمام رجليه. اهـ



ترجوم يوناثان الآرامي

בְמִיתַן אוֹרָיתָא לְעַמֵיה אֲלָהָא מִדָרוֹמָא אִתגְלִי וְקַדִישָא מִטוּרָא דְפָארָן בִגבוּרַת עָלְמִין אִתחֲפִיאוּ שְמַיָא זִיו יְקָרֵיה וְאָמְרֵי תוּשבַחתֵיה מַליָא אַרעָא

التعريب والترجمة الحرفية
بمِثن (بإعطاء) أورَيثا (الشريعة) لعَمِيه (لشعبه) ألـَها (الله) مِدَروما (من الجنوب) اتجلي (تجلَّى) وقديشا (والقديس) مِطورا (من جبل) دفآرَن (فاران) بجبورت (بجبروت) عَلمين (أبدي) اتحفيئو (تغطّت) شمَيا (السماء) زيو (ببهاء) يقريه (مجده)، وأمري (وأقوال) توشبحتيه (تسبيحته) مليا (ملأت) أرعا (الأرض). اهـ






يقول جيروم في تعليقاته على حبقوق:

God will come from the south, etc. . .God himself will come to give us his law, and to conduct us into the true land of promise: as heretofore he came from the South (in the Hebrew Theman) and from mount Pharan to give his law to his people in the desert. See Deut. 33.2 (*)

الله سيأتي من الجنوب .. الخ: الله نفسه سيأتي ليعطينا شريعته، وليقودنا إلى أرض الميعاد الحقيقية، كما سبق وجاء من الجنوب (بالعبرية تيمان) ومن جبل فاران ليعطي شريعته لشعبه في البرية، انظر تثنية 33: 2. اهـ

فجيروم ينصّ على أن هذا المجيء المستقبلي سيكون لإعطاء الشريعة لشعب الله، كما أعطاها لشعبه قديماً. وأن هذا المجيء المستقبلي من فاران سيكون على غرار المجيء القديم أيضاً!

من تيمان .. أم من الجنوب؟
فهمت السبعينية كلمة (قدش) في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى (قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى (قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة (تيمان) على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمها إلى (الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجوم الآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى (جنوب).

هذه العبارة العبرية מִתֵּימָן (مِتيمن) وردت في (يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى: "من التيمن"، بينما هي في الترجمة الكاثوليكية: "من الجنوب"، وفي الترجمة المشتركة: "جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءت תֵּימָן (تيمان) بمعنى الجنوب (إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).

هل عرفتم لمَ جاء جبل فاران مقروناً بكلمة (تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسم תימן (تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐ ܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية: "מַלְכַּת תֵּימָן" (ملكة تيمن)، وترجمها فاندايك إلى: "ملكة التيمن"!


حبقوق والتلألؤ من جبل فاران
عبّر حبقوق عن التلألؤ المذكور في بشارة موسى، فقال هنا: "وبريقٌ كالنور يكون". وهذا المجيء الإلهي مخصوص بإعطاء الشريعة كما صرّح جيروم، وكما صرّح يوناثان في ترجومه بقوله: "بإعطاء الشريعة لشعبه، الله من الجنوب تجلّى والقديس من جبل فاران". والمعنيّون بجبل فاران هم بنو إسماعيل وحدهم كما صرّح الربانيون. هذا الجبل مقدّس، لأن تسبيحة الله منه ملأت الأرض.

والأوصاف التي يسردها حبقوق في نبوءته لا تنطبق إلا على شريعة فاران الخاتمة: فقوله "دُكَّت الجبال الدهرية، وخسفت آكام القِدَم" فيه إشارة إلى أن جبل فاران أزال كل الجبال التي سبقته، وهو الأمر الذي ينصّ فيه على أن هذه الشريعة الخاتمة ستنسخ كل الشرائع التي سبقتها، وهي تدوم إلى الأبد.

النتيجة: لم يُذكَر (جبل فاران) في العهد القديم إلا في موضعين اثنين فقط: الأول في البركة التي نطق بها موسى قبل موته، والثاني في صلاة حبقوق التي وجّهت الأنظار إلى الموقع الحقيقي لهذا الجبل، وأنه في الحجاز الجنوبي.

في الحلقة القادمة سنعرف مفاجأة أخرى .. وهي أن المسيح كان ينتظر المجيء الإلهي من فاران!





انتظار مجيء قديسي فاران
تنبأ به أخنوخ من قبل!

هذا المجيء الإلهي من جبل فاران مع ربوات القديسين لم يكن موسى هو أول مَن تنبأ به، بل سبقه أيضاً أخنوخ. ففي سِفر أخنوخ نجد نصاً يخبر بهذا الحدث المستقبلي بما يتناغم مع بركة موسى وصلاة حبقوق.

يقول أخنوخ (1: 9):
http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=654&stc=1&d=1268156310

"هُو ذا يأتي مع رِبْوات قدّيسيه، ليُجري دينونة على الجميع، ويسحق كل الفجار".

ويعلّق العالم ر. هـ. تشارلز في الهامش على هذا النص، رابطاً بينه وبين نص بركة موسى في سفر التثنية:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=651&stc=1&d=1268154869
The Apocrypha and Pseudipigrapha of the Old Testament, vol. 2, p. 189

والقديسون تُطلق على الملائكة وعلى البشر، فهناك مَن ذهب إلى أن القديسين هنا هم العباد الصالحون، وهناك مَن ذهب إلى أنهم الملائكة، مثلما فعل أصحاب السبعينية وترجوم يوناثان فذكروا كلمة (ملائكة) في ترجمتهم. مع ملاحظة أن الملائكة في العبرية واليونانية أيضاً تعني (رسُل)، وهي مشتركة بين البشر والكائنات السماوية.

هذا الفهم بأن التجلّي الإلهي المستقبلي يكون مصحوباً بالملائكة كان سائداً بين اليهود لمّا جاء السيد المسيح. ولأنهم كانوا ينتظرون المبعوث الإلهي الذي يحارب ويقاتل أعداء الله، وهو (ابن الإنسان)، بشّرهم المسيح به أيضاً وأنه يأتي من بعده.

المسيح تنبأ به أيضاً
رأينا أن حبقوق وصف التجلّي الإلهي من جبل فاران وصفاً قوياً، مشيراً إلى أن هذا المجيء سيكون نقطة تحوّل في مسيرة الرسالات الإلهية: فتندكّ الجبال وتنشق الأرض وتخوض الخيول البحار في محاربة الأمم الفاجرة، وهو نفس ما سبق وأخبر به أخنوخ.

مثل هذه المواصفات طبّقها اليهود أيضاً على ابن الإنسان الذي يؤسس مملكة الله التي تنبأ بها دانيآل، وهي المملكة التي ستحارب الروم وتقضي على إمبراطوريتهم. هذا اللقب (ابن الإنسان) وظّفه مؤلفو الأناجيل بشكل خاطئ مع المسيح، ولهذا الموضوع تفصيل ليس هذا مكانه.

فلنترك المسيح نفسه يتحدث عن مجيء ابن الإنسان من بعده:

"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى 16: 27).

"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسيّ مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميّز بعضها عن بعض كما يميّز الراعي الخراف عن الجداء" (متى 25: 31-32).

وحتى لا يقول قائل: إن المسيح كان يتحدث عن نفسه، نجد المسيح يعلنها صراحة: أنا شيء، وابن الإنسان المستقبلي شيء آخر:

"لأنّ مَن استحَى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ، فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مرقس 8: 38).

المسيح يتحدث عن نفسه فيقول (بي)، لكنه يتحدث عن ابن الإنسان فيقول (متى جاء)! نحن هنا أمام شخصين متمايزين وليس شخصاً واحداً: المسيح، وابن الإنسان الذي سيأتي. وطبعاً لا يملك المسيحيون إلا أن يقولوا: لقد كان يتحدث عن نفسه في المجيء الثاني!! ولو كان ذلك كذلك، فهل سيأتي المسيح في مجيئه الثاني باعتبار لاهوته الخالص، أم سيبحث له عن ناسوت جديد يتجسد فيه غير الناسوت القديم الذي مات؟ وأرجو القارئ المسيحي ألا يتعجل في الإجابة. وقبل أن يبحث عن هذه النقطة، ليقرأ ما قاله القس عبد المسيح بسيط حول هذه النقطة:

"جاء السيد في مجيئه الأول في صورة إنسان وديع ومتواضع، ولكن في مجيئه الثاني سيأتي في مجد وعظمة تليق به .. سيأتي في مجده الذي كان له قبل تكوين وخلق العالم ومجد أبيه أيضاً". اهـ
(المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟ ط2، 1999، ص 15-16).

ولكي نفهم معنى أن المسيح سيأتي بمجده الذي كان عليه "قبل تكوين وخلق العالم"، ينبغي أن نعلم أن قبل تكوين وخلق العالم لم يكن هناك شيء اسمه ناسوت!

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=652&stc=1&d=1268154869
(هل تجسّد الله؟ خدام الرب، شتوتجارت 1987، ص 56).

وهذا هو الذي يقوله البابا شنودة:

http://www.sheekh-3arb.net/vb/attachment.php?attachmentid=653&stc=1&d=1268154869
(لاهوت المسيح، ط9، 2003، ص9)

فوفقاً للعقيدة المسيحية: المسيح كان لاهوتاً خالصاً على صورة الله، ثم قام بالتجسد من مريم آخذاً صورة إنسان: "الذي إذ كان في صورة الله .. وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان" (في 2: 6-8).


إذن فما يقوله القس عبد المسيح بسيط .. بسيط: المسيح في مجيئه الثاني سيأتي في صورة الله لا في صورة إنسان.

ماذا الذي نخرج به من هذه النقاط إذن؟ إن المسيح عندما كان يتحدث عن ابن الإنسان لم يكن يتحدث عن نفسه بل عن ابن الإنسان الملك المذكور في دانيال الذي يؤسس مملكة الله على الأرض.

وطبعاً الاختلافات بين المسيحيين حول الألفية ومُلك المسيح الأرضي معروفة، نظراً لأن مجيئه الأول كما يقولون لم يحقق كل النبوءات، لأنه جاء إنساناً مهاناً ذليلاً وانتهت حياته على الأرض بالقتل! وظلّت مملكة الله التي بشّر بها هو ويوحنا المعمدان من قبله دون تحقق!

بالنسبة لكلمة (ملائكة) فهي تعني رسُلاً كما ذكرنا، وأيضاً تـُطلق على الجنود الأتباع: "إبليس وملائكته" (متى 25: 41)؛ "ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته" (رؤيا 12: 7)؛ "يرسل ابنُ الإنسان ملائكته" (متى 13: 41).


ولك أن تتساءل ..
@ هل المسيح هنا يتنبأ عن شيء غير مذكور في التوراة؟ بالطبع لا، بل مذكور ومعلوم.
@ ولكن: أين ورد في التوراة المجيء الإلهي مع القديسين الملائكة؟ إنه في نص بركة موسى في سفر التثنية.
@ ولكن: من أين جاءت كلمة ملائكة؟ من الترجمة السبعينية للنبوءة.


النتيجة: بشّر المسيح أتباعه بمجيء المبعوث الإلهي (ابن الإنسان) المذكور في دانيال، بمجد وقوة مع القديسين. وقد علمنا أن مجيء ربوات القديسين في التجلّي الإلهي مرتبط بتلألؤ الرب من فاران كما نصّ موسى. فلما جاء المسيح، أوضح أن هذا المجيء لم يكن قد تحقق بعد، بل سيكون مستقبلياً من بعده.




شريعة فاران العالمية
وتحريف المترجمين!

بالرجوع إلى النص العبري، يتضح اتفاق جمهور المترجمين على التحريف المتعمد! فالنص الأصلي يقول: "أيضاً محب الشعوب"، فإذا بهم يجعلونه للمفرد، فيترجمونه إلى: "فأحبَّ الشعب"!!

يقول النص العبري المسوري אַף חבֵב עַמִּים (آف حُبـِب عَمِّيم)، وفي النص العبري السامري אף חובב עמים (آف حوبب عميم). النص واضح، فكلمة (عَمِّيم) جمع ومفرها (عم)، فأيّ تحريف ذاك!


(التوراة السامرية #########

فلننظر إلى هذا التحريف الذي يتوارثه القوم منذ أكثر من ألفي عام!

- الترجمة السبعينية: καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου "وصان شعبه".
- ترجمة الفولجاتا: dilexit populos "أحبَّ الشعب".
- ترجمة فاندايك: "فأحب الشعب".
- الترجمة المشتركة: "أحب أسباط شعبه".
- ترجمة كتاب الحياة: "حقاً إنك أنت الذي أحببتَ الشعب".

King James Version (KJV): Yea, he loved the people
American Standard Version (ASV): Yea, He loveth the people
New Living Translation (NLT): Indeed, he loves his people
New English Translation (NET): Surely he loves the people
New International Version (NIV): Surely it is you who love the people
New Century Version (NCV): The Lord surely loves his people
New Life Version (NLV): Yes, He loves His people
Contemporary English Version (CEV): The LORD loves the tribes of Israel (!!!). 0

لماذا لم يلتزموا بالنص ؟
كيف يلتزمون به وهو صريح في أن الله محب لجميع الشعوب وليس فقط بني إسرائيل؟ فهل تحوّلت كلمة (الشعوب) بقدرة قادر إلى (أسباط بني إسرائيل)!!

فلنتعرّف أكثر على هذه الفضيحة، ونطالع هذه النصوص لنعرف الجريمة الفادحة والخيانة الرهيبة التي اقترفها المترجمون في حق النص:

@ في نبوءة يعقوب بمجيء شيلـُه (تك 49: 10):
וְלוֹ יִקְּהַת עַמִּים
ولـُو يـِقـْهَت عَمِّيم
وله تخضع الشعوب

@ في نبوءة بني قورح بالنبي الملك (مز 45: 5):
עַמִּים תַּחְתֶּיךָ יִפְּלוּ
عَمِّيم تـَحْتيكَ يـِفـْلو
شعوبٌ تحتك يسقطون

@ وفي نبوءة إشعياء بغـُصن يشي (إش 11: 10):
שׁרֶשׁ יִשַׁי אֲשֶׁר עמֵד לְנֵס עַמִּים
شـُورِش يـِشَي أشِر عُمِد لنـِس عَمِّيم
أصل يشي الذي يقف راية ً للشعوب

@ وفي نبوءة إشعياء الصريحة بخروج الشريعة المستقبلية (إش 51: 4):
תוֹרָה, מֵאִתִּי תֵצֵא, וּמִשְׁפָּטִי, לְאוֹר עַמִּים אַרְגִּיעַ ... וּזְרעַי עַמִּים יִשְׁפּטוּ
تـُوراه مِئتي تـِصِئ ومِشفـَطي لؤور عَمِّيم أرْجيع .. وزرُعَي عَمِّيم يشفطو
شريعةٌ من عندي تخرج، وقضائي نوراً للشعوب أُثـَبِّت .. وذراعاي للشعوب يقضيان

@ وتنبأ عن بيت الله المستقبلي (إش 56: 7):
בֵיתִי בֵּית-תְּפִלָּה יִקָּרֵא לְכָל-הָעַמִּים
بيتي بيت تفِلَّه يقرئ لكَل هـَعَمِّيم
بيتي بيتَ الصلاة يُدعى لكل الشعوب

فأي بيت ذلك الذي صار بيت الصلاة لكل الشعوب؟ وأي شريعة تلك التي خرجت وثبّتها الله لكل الشعوب إلى يوم القيامة؟ يأتي المسيح فيقول: "لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15: 24)، بينما يقول عن مجيء ابن الإنسان المستقبلي مع القديسين: "ويجتمع أمامه جميع الشعوب" (متى 25: 32)!

حقاً: إنها شريعة فاران .. شريعة عالمية لجميع الشعوب على وجه الأرض .. ولا عزاء للأمانة في الترجمة!

في المشاركة القادمة سنتحدث عن صفات هؤلاء القديسين كما تنبأت بهم بركة موسى، فيتبع بإذن الله.






ما هي مواصفات هؤلاء القديسين؟

حتى لا يحدث لبس في فهم المقصود من القديسين، جاء النص ليتحدث عن مواصفات هؤلاء القديسين، فيتأكّد للقارئ أن النصّ لا يتحدث عن كائنات سماوية، بل عن بشر من لحم ودم.


يقول النص العبري: כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂא מִדַּבְּרתֶיךָ
وترجمته الحرفية: (كلّ قدّيسيه بيدك، وهم متكئون لرجلك، يتقبّلون من كلامك).

مَن هؤلاء القديسون؟ إنهم الرِبْوات المقدّسة التي جاءت في التجلّي الإلهي من جبل فاران. والعبارة المسورية רִבְבת קדֶשׁ (رِبْبُت قـُدِش)، والسامرية רבבות קדש (رببوت قدش)، جاءت في صيغة المضاف والمضاف إليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيان ذلك:

@ (خروج 3: 5): אַדְמַת קדֶשׁ (أدْمَت قـُدِش) أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (خروج 12: 16): מִקְרָא קדֶשׁ (مِقـْرا قـُدِش) أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (خروج 16: 23):שַׁבַּת קדֶשׁ(شَبَت قـُدِش) أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (2 أي 23: 6): כִּי-קדֶשׁ הֵמָּה (كِي قـُدِش هِمَّه) أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

فاتضح أن (رببوت قدش) تـُترجَم إلى (ربْوات مقدسة) وهي الترجمة السليمة، ومن قرائن ذلك أن النص بعدها قال (قدشـَيو) أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.

ليس هذا فحسب، بل ذكر أنهم "متكئون لرجلك" وفي ترجمة فاندايك "جالسون عند قدمك" .. ماذا يفعلون؟ "يتقبلون من أقوالك". فهل هذه صفات الملائكة؟

يقول أنطونيوس فكري في تفسيره:
"هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عند قدميه يتعلم، وهو يحملهم فى يديه إذاً هم فى يديهمحفوظين (ولاحظ أن يد الله تشير للمسيح) وعند قدميه فهو يعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظ ويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفة الكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم الله الشريعة (خر20،19)". اهـ (*)

فهؤلاء القديسون جالسون للتعلم، وتلقـّي كلام الله. وهذا الكلام الذي يتقبـّلونه هو الذي سبق وقيل عنه في نبوءة التثنية (18: 18):
וְנָתַתִּי דְבָרַי, בְּפִיו, וְדִבֶּר אֲלֵיהֶם, אֵת כָּל-אֲשֶׁר אֲצַוֶּנּוּ
ونَتَتِي دبَرَي بفِيو ودِبـِر أليهِم إت كَل أشِر أصَونو
وأعطِي كلامي بفيه فيتكلّم إليهم بكلّ الذي أوصيه

فهؤلاء القديسون هم أتباع ابن الإنسان الملك الذي يؤسس مملكة الله مع هؤلاء القديسين، فبذلك تنبأ دانيال النبي في نفس نبوءة ابن الإنسان (7: 18):

"وأما قدّيسو العَلِيّ فيأخذون المملكة، ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين"
------------------------------------
هكذا رأيـنا ...


- أن النص نبوءة: تسرد مسيرة الرسالات السماوية الثلاث، وليس حكاية عن الماضي.
- المجيء من سيناء: هو إشارة إلى إعطاء الله التوراة لموسى في جبل سيناء.
- الإشراق من سعير: هو إشارة إلى إعطاء الله الإنجيل للمسيح في جبل سعير في بلاد اليهودية.
- التلألؤ من جبل فاران: هو إشارة إلى إعطاء الله القرآن لسيد الخلق في جبل حراء في بلاد الحجاز.
- القديسون المذكورون في النبوءة: هم أتباع ذلك النبي الذين آمنوا به وصدّقوا بكلام الله الذي جاء به.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النبوءة في قوله تعالى:

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ

فأقسم سبحانه بأشرف الأماكن المقدسة:
(1) والتين والزيتون: إشارة إلى جبل سعير الذي اعتزل فيه المسيح أربعين يوماً، ثم انطلق بعدها يبشر بإنجيل الله. والعجيب أن (ساريس) التي يقول علماء الكتاب المقدس أنها جبل سعير في أرض يهوذا، وكذلك (سعير) الواقعة شمال الخليل .. كلتاهما مشهورتان بزراعة التين والزيتون!
(2) وطور سينين: وهو جبل سيناء الذي اعتزل فيه موسى أربعين يوماً لميقات ربه وأنزل الله عليه فيه التوراة.
(3) وهذا البلد الأمين: وهو مكة المكرمة التي شرّفها الله بظهور خاتم النبيين فيها، ونزول آخر شريعة سماوية على أحد جبالها.

وهذه اللفتة الرائعة في القرآن جاء الترتيب فيها بين هذه الأماكن من حيث المكانة من أسفل لأعلى:
- شريعة المسيح، ثم
- شريعة موسى لأنها أعلى وأشمل وهي الشريعة الرئيسة لبني إسرائيل والمسيح نفسه كان خاضعاً لها، ثم
- شريعة محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

وأما في بركة موسى، فجاء الترتيب من حيث التتابع الزمني:
- شريعة موسى، ثم
- شريعة المسيح، ثم
- شريعة محمد الخاتمة.

فاللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى إخوانه النبيين والمرسلين وسلّم تسليماً كثيراً.


هذا البحث قام به الاخ القبطان المسلم في منتدي حراس العقيدة
وهو منقول لإفادة كل باحث عن الحقيقة

أسد الإسلام الجزائري
2010-08-26, 10:41 PM
انتهى بفضل الله

أسد الإسلام الجزائري
2010-08-27, 06:10 PM
الموضوع في غاية الأهمية
أرجو أن ينال إعجابكم

ذو الفقار
2010-08-28, 05:14 PM
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير باحث وناقل وقارئ

أسد الإسلام الجزائري
2010-08-29, 04:56 PM
وفيك بارك أستاذنا الكريم