حفيدة ابن القيم
2010-08-28, 12:07 PM
" ردة نصرانية " ... نموذج يتكرر منذ بدأ الإسلام
لو كان الإسْلام يتضرر لارتداد مسيحي إلى دين أباءِه وأجدادِهِ لكان قد تضرر منذ الف وأربعمائةِ عام .. والحال غير ذلِك ... فمنذ ألف وأربعمائةِ عامٍ والمسلمون في ازدياد .. وعدد وعدة المثَلِّثة في أفول ... منذ بدأ الإسْلام وإلى اليوم وأمثال "ابنة القِسِّ " هذه تتكرر في كل قرن وكل زمان .. مسيحي او مسيحية تدخل دين الله ثم تتنصر ... أنها ليست اول ولا آخر من دخل الإسلام وينتكِس وينكص على عقبيه ولن تضر الله شيْئاً ..
بل الملاحظ الذي لا يمكن انكاره أن دخولهم دين الله عز وجل كان لحكمة وفائِدة وهداية للآخرين, وخروجهم كان نصراً وتمكينا ونقاءاً للدينً وتمييزاً للخبيث من الطيب . ووالله لو أنا نحزن فانا نحزن أنها ما استطاعت أن تُنقِذ نفسها من النار ..أما لغير ذلِك فوالله لا يحرك في مسلمٍ شعره ..
فمن هي , وما هي في ميزان الفضلاء الذين ما أخذتهم في الحق لومة لائِمٍ وصدحوا به مهما كلفهم أعمارهم .. والله لا تدمع العين على من ترتد وتترك عبادة رب العباد إلى عبادة بشر أو حجر .. تترك عبادة الله لأن هناك من أضر بها , أو خذلها , فمن تعبدين يا مفتونة؟... أتعبدين من خذلوكِ أم رب العالمين ...؟؟؟ , فلو خذلكِ المسلمون كلهم .. فإسلامك لله لا لهم .. أما أن يكون ردتُكِ لأجلهم .. فلا تحزن عليك قلوبنا بل نقول الحمدلله الذي صدق وعده وليست هي أول ولا آخر من سيُسلِم ثم ينكص على عقبيه .. وكان قبلها كثيرون, كانوا أعظم منها وأحكم , نصارى ومشركون اسلموا ثم ارتدوا ونكصوا , فماذا أضافت جديداً عليهم ؟؟؟ ..
ليست اعظم ممن شاهدوا رسول الله وأسلموا على يديه ثم ارتدوا على أعقابِهِم , فمثلها كثيرون , ومن هي بجوار عبيد الله بن جحش الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد واستمر على ردته حتى الموت ، بعد أن هاجر إلى الحبشة و هناك تنصر و مات على نصرانيته .. و ابن خطل الذي ارتد و قتل على ردته يوم فتح مكة .. وربيعة بن امية الجمحي الذي شاهد رسول الله ثم كفر وتنصر بعد اسلامه عامالفتح. وليست أعظم من قارون من قوم موسى والذي كفر ورد كل ما أوتيه إلى نفسه ..
وليست شيئا كجبلة ابن الأيهم النصراني الذي اسلم في زمان عمر وأسلم خلفه خمسمائةرجل ... ثم كفر لأن مسلماً عند الكعبة لطمه ..!! لطمه احد المسلمين فأراد ابوعبيدة أن يقتص له فأمره أن يرد اللطمة, لكنجبله أصر على ان يقتله لا يلطمه فرفض المسلمون لأن العين بالعين .. ولأجل هذهاللطمة ولأجل ان لاطمه لم يُقتل , ارتد غضبا وفارق المسلمين .. وارتد وحيداً وقيل أنه هو الذي لطم أحد المسلمين حين وطيء على إزاره فصفعه جبلة صفعة هشمت أنفه أو عينه فرفع الأمر إلى عمر فقال: لابد القود (أي القصاص) فلما رأى جبلة أنه سوف يقاد منه مع أنه ملك فما كان منه إلا أن هرب في الليل وولى ورجع إلى النصارى وعاش في أكنافهم ,واستقبله هرقل وألبسه وأعطاه حياة ملوك لم تُعطى لأحد في زمانه حتى انه كان يرميالدنانير الهرقلية ويرسل بها الى حسان بن ثابت وغيرهم من الصحابة فلا يقبلونها .. وتأثر لتنصره عمر , وقال جبلة هذا حين أخذته الدنيا وعاش في سكر وعربدة :
تنصرت الاشراف من عار لطمةٍ ... وما كان فيها لو صبرتلها ضرر
تكنفني فيها اللجاج ونخوة ........ فبعت بها العينالصحيحة بالعوَر.
وليست شيْئاً كأبي حنيفة بن منصورقاضي الدولة العبيدية الذي كفر وارتد الى الباطنية والتشيع ومات على ذلك , وليستشيْئاً كابن الراوندي الملحد الذي كان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم ... فانتهى حاله إلى أن ألف كتاباً سماه "الدامغ" يزعم أنه يدمغ به القرآن !! دمغه الله. فهذا الرجل ذكر المؤرخون عنه أنه "كان في أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك , و قال الذهبي عنه في ترجمته "لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة من التقوى" .. فكان نهاية هذا التهاون في الجلوس مع المبتدعة والملحدين أن أصبح واحدًا منهم، بل أجرأ على حرمات الله.
ومثلها مِثْل خيرية حيدر الفارسية التي وجدت اهمال المجتمع لها فتنصرت .. والتي جاءت إلى البحرين مع زوجها بعد الحرب العالمية الأولى بحثا عن عمل, وكان زوجها يعمل في الغوص على اللؤلؤ وكان عمله يتطلب منه أن يغيب من شهرين إلى ثلاثة أشهر في البحر حيث كانت زوجته تعيش أثناء غيابه في ظروف سيئة وأحيانا لم تكن تستطيع الحصول على وجبة واحدة في اليوم ولم تلق أية رعاية من المجتمع. وأصيب أطفالها الثلاثة بالجدري وقد قالت "كنت أتردد كثيرا على مستشفى الإرسالية في البحرين لمعالجة أطفالي ونفسي. وكنت أحصل على معونة إنسانية ورعاية جيدة ووجدت أن المسيحيين أفضل من المسلمين. وفي أثناء ذلك الوقت كان المبشرون يقومون بتعلمي ويحدثونني عن الدين المسيحي. وبعد وفات زوجي ذهبت إلى المستشفى وأخبرتهم بأنني أرغب في أن أصبح مسيحية فرحب بي المبشرون وعينوني رئيسة لدار الأيتام التابعة للإرسالية في هذه المحطة وتضم الأطفال غير الشرعيين وكان هؤلاء الأطفال ومن بينهم أطفالي الثلاثة يعيشون في جو مسيحي وهكذا أصبحوا مسيحيين. وأريد أن أعترف بأن ظروفي الإجتماعية وبخاصة ضرورات العيش هي السبب الأساسي لتحولي عن الأسلام واعتناقي للمسيحية" .. ومثلها مِثْل عيسى الداوي (1925م) والذي كان مصابا بمرض خطير, وقد أهملت عائلته أمره فالتجأ إلى المستشفى الأمريكي في الكويت حيث وجد رعاية جيدة وشفي من مرضه, وعندئذ اعتنق الديانة المسيحية ومات في سنة 1950 ودفن خلف الكنيسة البروتستانتية في الكويت , أو مراش بن بلال (1930م) , اللذي تنصر ومات على الكفر.
وليست بأفضلَ من إسماعيل أدهم باشا صاحب الدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو والذي تأثر بالمد الشيوعي وتعلق قلبه بأفكارِهِم , فألحد بعد أن جاءَهُ الهدى .. وأسس جماعة الإلحاد في تركيا , وألف رسالته " لماذا أنا ملحِد " التي رد عليها الدكتور أحمد أبوشادي برسالة عنوانها " لماذا أنا مؤمن" , وأنتهى به المطافُ منتحِراً وُجِدَت جثتهُ ُطافية على مياه البحر المتوسط، وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين ويطلب إحراقها.
ومن هي في ميزان العلم او العلماء المفتونين .. فليست ولن تكون شيئاً كعبدالله القصيمي ذلِك الذي نشأ طالِب علمٍ يشتعل ذكاءً ويتقد عبقرية، وشب مسلماً متديناً متحمساً للدين والدفاع عنه، وألف كثيراً من المؤلفات للدفاع عن الإسلام ونصر الدعوة السلفية والتصدي لأعداءها , وألف في الإنتصار للحديث وأهل الحديث والرد على شبهات المستشرقين ..ثم ماذا كانت النهاية؟؟.. كفر والحد , وأعلن الإلحاد ، ودعا إليه ، وشن حملات على الدين والتدين – وصار كحالةً تكاد تكون فردية في صراحتها وشدتها ، واستخفافها بكل القيم ، والعقائد في تاريخ العرب الحديث ومات مجحوماكافرا في الأردن المسْلِمة ..
ومن هي بجوار الشاعر الكويتي فهد العسكر الذي شبّ متديناً، يؤدي الصلاة مع والده في المسجد، ويحافظ على أدائها مع والده في كل فرض من الفروض، حتى صلاة الفجر, إلى أن تشرب الدين في عروقه ودمه, و أصبح مؤذناً بعد ذلك, وأغرق في القراءة، واستمر في الإطلاع على مختلف الآراء والأفكار الأدبية والإجتماعية والسياسية… إلى أن تحول تحولاً كليًا في تفكيره، وفي نظرته إلى الحياة، وأخذ يتعاطى الخمرة التي تغزل بها كثيرًا في شعره، وهكذا، إلى أن أصبح منعزلاً في أفكاره وآرائه عن بيئته المتدينة، وعن المجتمع المحافظ , وظل هكذا إلى أن أصابه الله بالعمى وهلك غير مأسوف عليه. وبعد وفاته لم يصل عليه أحدٌ من أهله ، وقاموا بحرق ما وجدوا من أشعاره التي تنضح بالكفر والاعتراض على شرع الله والاستخفاف بشعائره.. وكان من الكفر اللذي كتب قوله:
ليلة ذكرياتها ملء ذهني ........... وهي في ظلمة الأسى قنديلي
ليلة لا كليلة القدر بل................. خير وخيرٌ والله من ألف جيل
أنا ديني الهوى ودمعي نبيي ........... حين أصبو ووحيه إنجيلي
فهؤلاء الذين اسلموا ثم ارتدوا ثم أرادوا أن يُضلوا قومهم بردتهم ...فانقلب حالهم عليْهم .. أمرهم معلوم .. منذ انزل الله الكتاب يُخبرنا عنهم وعن حالِهِم .. ويفضح نفوسَهُم .. فيقول الله تعالى : "َالَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًاوَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَاوَبِئْسَالْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوافَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ "
وقال الله فيهم أيضاً " وما كان الله ليضل قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون"
وقال "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم"
فابنة القِس , وأمثالها .. نماذج كثيرة متكررة منذ بدأ الإسلام وإلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها .. وكلهم كانوا سبباً في العظة وفي ان يهدي الله بهم خلقاً كثيراً , وأضلوا أنفسهم .. ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق .. وأن لا يفتتنا في ديننا ..
وأكثروا من هذا الدعاء الذي يجِب أن تتذكره الأخت المفتتنة وتعيده على أسماعِها .. ويجِب أن تفيق من غفلتها فباب التوبة مفتوح .. فلتسارع هدانا الله واياها .. ولنقل اخوتي هذا الدعاء " اللهم إني أعوذُ بك من عين لا تدمع .. وقلب لا يخشع .. ومن نفس لا تشبع .. ومن دعوة لا يُستجاب لها .. وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة , ويُلقى به في جهنم .. وأعوذ بالله أن أذكِّرَكم به وأنساه"
لو كان الإسْلام يتضرر لارتداد مسيحي إلى دين أباءِه وأجدادِهِ لكان قد تضرر منذ الف وأربعمائةِ عام .. والحال غير ذلِك ... فمنذ ألف وأربعمائةِ عامٍ والمسلمون في ازدياد .. وعدد وعدة المثَلِّثة في أفول ... منذ بدأ الإسْلام وإلى اليوم وأمثال "ابنة القِسِّ " هذه تتكرر في كل قرن وكل زمان .. مسيحي او مسيحية تدخل دين الله ثم تتنصر ... أنها ليست اول ولا آخر من دخل الإسلام وينتكِس وينكص على عقبيه ولن تضر الله شيْئاً ..
بل الملاحظ الذي لا يمكن انكاره أن دخولهم دين الله عز وجل كان لحكمة وفائِدة وهداية للآخرين, وخروجهم كان نصراً وتمكينا ونقاءاً للدينً وتمييزاً للخبيث من الطيب . ووالله لو أنا نحزن فانا نحزن أنها ما استطاعت أن تُنقِذ نفسها من النار ..أما لغير ذلِك فوالله لا يحرك في مسلمٍ شعره ..
فمن هي , وما هي في ميزان الفضلاء الذين ما أخذتهم في الحق لومة لائِمٍ وصدحوا به مهما كلفهم أعمارهم .. والله لا تدمع العين على من ترتد وتترك عبادة رب العباد إلى عبادة بشر أو حجر .. تترك عبادة الله لأن هناك من أضر بها , أو خذلها , فمن تعبدين يا مفتونة؟... أتعبدين من خذلوكِ أم رب العالمين ...؟؟؟ , فلو خذلكِ المسلمون كلهم .. فإسلامك لله لا لهم .. أما أن يكون ردتُكِ لأجلهم .. فلا تحزن عليك قلوبنا بل نقول الحمدلله الذي صدق وعده وليست هي أول ولا آخر من سيُسلِم ثم ينكص على عقبيه .. وكان قبلها كثيرون, كانوا أعظم منها وأحكم , نصارى ومشركون اسلموا ثم ارتدوا ونكصوا , فماذا أضافت جديداً عليهم ؟؟؟ ..
ليست اعظم ممن شاهدوا رسول الله وأسلموا على يديه ثم ارتدوا على أعقابِهِم , فمثلها كثيرون , ومن هي بجوار عبيد الله بن جحش الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد واستمر على ردته حتى الموت ، بعد أن هاجر إلى الحبشة و هناك تنصر و مات على نصرانيته .. و ابن خطل الذي ارتد و قتل على ردته يوم فتح مكة .. وربيعة بن امية الجمحي الذي شاهد رسول الله ثم كفر وتنصر بعد اسلامه عامالفتح. وليست أعظم من قارون من قوم موسى والذي كفر ورد كل ما أوتيه إلى نفسه ..
وليست شيئا كجبلة ابن الأيهم النصراني الذي اسلم في زمان عمر وأسلم خلفه خمسمائةرجل ... ثم كفر لأن مسلماً عند الكعبة لطمه ..!! لطمه احد المسلمين فأراد ابوعبيدة أن يقتص له فأمره أن يرد اللطمة, لكنجبله أصر على ان يقتله لا يلطمه فرفض المسلمون لأن العين بالعين .. ولأجل هذهاللطمة ولأجل ان لاطمه لم يُقتل , ارتد غضبا وفارق المسلمين .. وارتد وحيداً وقيل أنه هو الذي لطم أحد المسلمين حين وطيء على إزاره فصفعه جبلة صفعة هشمت أنفه أو عينه فرفع الأمر إلى عمر فقال: لابد القود (أي القصاص) فلما رأى جبلة أنه سوف يقاد منه مع أنه ملك فما كان منه إلا أن هرب في الليل وولى ورجع إلى النصارى وعاش في أكنافهم ,واستقبله هرقل وألبسه وأعطاه حياة ملوك لم تُعطى لأحد في زمانه حتى انه كان يرميالدنانير الهرقلية ويرسل بها الى حسان بن ثابت وغيرهم من الصحابة فلا يقبلونها .. وتأثر لتنصره عمر , وقال جبلة هذا حين أخذته الدنيا وعاش في سكر وعربدة :
تنصرت الاشراف من عار لطمةٍ ... وما كان فيها لو صبرتلها ضرر
تكنفني فيها اللجاج ونخوة ........ فبعت بها العينالصحيحة بالعوَر.
وليست شيْئاً كأبي حنيفة بن منصورقاضي الدولة العبيدية الذي كفر وارتد الى الباطنية والتشيع ومات على ذلك , وليستشيْئاً كابن الراوندي الملحد الذي كان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم ... فانتهى حاله إلى أن ألف كتاباً سماه "الدامغ" يزعم أنه يدمغ به القرآن !! دمغه الله. فهذا الرجل ذكر المؤرخون عنه أنه "كان في أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك , و قال الذهبي عنه في ترجمته "لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة من التقوى" .. فكان نهاية هذا التهاون في الجلوس مع المبتدعة والملحدين أن أصبح واحدًا منهم، بل أجرأ على حرمات الله.
ومثلها مِثْل خيرية حيدر الفارسية التي وجدت اهمال المجتمع لها فتنصرت .. والتي جاءت إلى البحرين مع زوجها بعد الحرب العالمية الأولى بحثا عن عمل, وكان زوجها يعمل في الغوص على اللؤلؤ وكان عمله يتطلب منه أن يغيب من شهرين إلى ثلاثة أشهر في البحر حيث كانت زوجته تعيش أثناء غيابه في ظروف سيئة وأحيانا لم تكن تستطيع الحصول على وجبة واحدة في اليوم ولم تلق أية رعاية من المجتمع. وأصيب أطفالها الثلاثة بالجدري وقد قالت "كنت أتردد كثيرا على مستشفى الإرسالية في البحرين لمعالجة أطفالي ونفسي. وكنت أحصل على معونة إنسانية ورعاية جيدة ووجدت أن المسيحيين أفضل من المسلمين. وفي أثناء ذلك الوقت كان المبشرون يقومون بتعلمي ويحدثونني عن الدين المسيحي. وبعد وفات زوجي ذهبت إلى المستشفى وأخبرتهم بأنني أرغب في أن أصبح مسيحية فرحب بي المبشرون وعينوني رئيسة لدار الأيتام التابعة للإرسالية في هذه المحطة وتضم الأطفال غير الشرعيين وكان هؤلاء الأطفال ومن بينهم أطفالي الثلاثة يعيشون في جو مسيحي وهكذا أصبحوا مسيحيين. وأريد أن أعترف بأن ظروفي الإجتماعية وبخاصة ضرورات العيش هي السبب الأساسي لتحولي عن الأسلام واعتناقي للمسيحية" .. ومثلها مِثْل عيسى الداوي (1925م) والذي كان مصابا بمرض خطير, وقد أهملت عائلته أمره فالتجأ إلى المستشفى الأمريكي في الكويت حيث وجد رعاية جيدة وشفي من مرضه, وعندئذ اعتنق الديانة المسيحية ومات في سنة 1950 ودفن خلف الكنيسة البروتستانتية في الكويت , أو مراش بن بلال (1930م) , اللذي تنصر ومات على الكفر.
وليست بأفضلَ من إسماعيل أدهم باشا صاحب الدكتوراة في العلوم من جامعة موسكو والذي تأثر بالمد الشيوعي وتعلق قلبه بأفكارِهِم , فألحد بعد أن جاءَهُ الهدى .. وأسس جماعة الإلحاد في تركيا , وألف رسالته " لماذا أنا ملحِد " التي رد عليها الدكتور أحمد أبوشادي برسالة عنوانها " لماذا أنا مؤمن" , وأنتهى به المطافُ منتحِراً وُجِدَت جثتهُ ُطافية على مياه البحر المتوسط، وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين ويطلب إحراقها.
ومن هي في ميزان العلم او العلماء المفتونين .. فليست ولن تكون شيئاً كعبدالله القصيمي ذلِك الذي نشأ طالِب علمٍ يشتعل ذكاءً ويتقد عبقرية، وشب مسلماً متديناً متحمساً للدين والدفاع عنه، وألف كثيراً من المؤلفات للدفاع عن الإسلام ونصر الدعوة السلفية والتصدي لأعداءها , وألف في الإنتصار للحديث وأهل الحديث والرد على شبهات المستشرقين ..ثم ماذا كانت النهاية؟؟.. كفر والحد , وأعلن الإلحاد ، ودعا إليه ، وشن حملات على الدين والتدين – وصار كحالةً تكاد تكون فردية في صراحتها وشدتها ، واستخفافها بكل القيم ، والعقائد في تاريخ العرب الحديث ومات مجحوماكافرا في الأردن المسْلِمة ..
ومن هي بجوار الشاعر الكويتي فهد العسكر الذي شبّ متديناً، يؤدي الصلاة مع والده في المسجد، ويحافظ على أدائها مع والده في كل فرض من الفروض، حتى صلاة الفجر, إلى أن تشرب الدين في عروقه ودمه, و أصبح مؤذناً بعد ذلك, وأغرق في القراءة، واستمر في الإطلاع على مختلف الآراء والأفكار الأدبية والإجتماعية والسياسية… إلى أن تحول تحولاً كليًا في تفكيره، وفي نظرته إلى الحياة، وأخذ يتعاطى الخمرة التي تغزل بها كثيرًا في شعره، وهكذا، إلى أن أصبح منعزلاً في أفكاره وآرائه عن بيئته المتدينة، وعن المجتمع المحافظ , وظل هكذا إلى أن أصابه الله بالعمى وهلك غير مأسوف عليه. وبعد وفاته لم يصل عليه أحدٌ من أهله ، وقاموا بحرق ما وجدوا من أشعاره التي تنضح بالكفر والاعتراض على شرع الله والاستخفاف بشعائره.. وكان من الكفر اللذي كتب قوله:
ليلة ذكرياتها ملء ذهني ........... وهي في ظلمة الأسى قنديلي
ليلة لا كليلة القدر بل................. خير وخيرٌ والله من ألف جيل
أنا ديني الهوى ودمعي نبيي ........... حين أصبو ووحيه إنجيلي
فهؤلاء الذين اسلموا ثم ارتدوا ثم أرادوا أن يُضلوا قومهم بردتهم ...فانقلب حالهم عليْهم .. أمرهم معلوم .. منذ انزل الله الكتاب يُخبرنا عنهم وعن حالِهِم .. ويفضح نفوسَهُم .. فيقول الله تعالى : "َالَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًاوَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَاوَبِئْسَالْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوافَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ "
وقال الله فيهم أيضاً " وما كان الله ليضل قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون"
وقال "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم"
فابنة القِس , وأمثالها .. نماذج كثيرة متكررة منذ بدأ الإسلام وإلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها .. وكلهم كانوا سبباً في العظة وفي ان يهدي الله بهم خلقاً كثيراً , وأضلوا أنفسهم .. ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق .. وأن لا يفتتنا في ديننا ..
وأكثروا من هذا الدعاء الذي يجِب أن تتذكره الأخت المفتتنة وتعيده على أسماعِها .. ويجِب أن تفيق من غفلتها فباب التوبة مفتوح .. فلتسارع هدانا الله واياها .. ولنقل اخوتي هذا الدعاء " اللهم إني أعوذُ بك من عين لا تدمع .. وقلب لا يخشع .. ومن نفس لا تشبع .. ومن دعوة لا يُستجاب لها .. وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة , ويُلقى به في جهنم .. وأعوذ بالله أن أذكِّرَكم به وأنساه"