المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمـــضـــ"حـديـث اليــــوم "ــــان



الوابـ(الصيب)ـل
2010-08-30, 07:48 AM
الحديث الاول

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " رواه البخاري (1957) ومسلم (1098) .


يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) فيه الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس، ومعناه لا يزال أمر الأمة منتظما وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة، وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه.

الحديث دليل على أدب من آداب الإفطار، وهو تعجيله والمبادرة به حين حلول وقته، ومعنى التعجيل أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر، وفي تعجيل الإفطار إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه يعجل الإفطار.

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ يَا فُلانُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا .. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " رواه البخاري (1955) ومسلم (1101)

بل إن تعجيل الإفطار من أخلاق الأنبياء عليهم السلام كما جاء في الحديث:" ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، و تأخير السحور، و وضع اليمين على الشمال في الصلاة" صحيح الجامع.

وفي تعجيل الإفطار مخالفة اليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم في عباداتنا وعاداتنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون " أخرجه أحمد (27218) أبو داوود (2353) وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود (2063).

وفي تعجيل الإفطار تيسير على الناس، وبعد عن صفة التنطع والغلو في الدين، وقد امتثل هذا الأدب خير القرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال البخاري رحمه الله: " وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس " فتح الباري (4/196)

وقال عمرو بن ميمون الأودي رحمه الله: " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا ًوأبطأهم سحوراً " أخرجه عبدالرزاق في المصنف (4/226) قال في فتح الباري (4/199) إسناده صحيح.

وعَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاةَ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلاةَ ..
قَالَتْ: أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاةَ؟
قَالَ: قُلْنَا: عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ.
قَالَتْ: كَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
زَادَ أَبُو كُرَيْبٍ: وَالآخَرُ أَبُو مُوسَى.
رواه مسلم (1099)



في أمان الله

أمـــة الله
2010-08-30, 09:58 AM
بارك الله فيك أخي الكريم على الموضوع القيم
أسال الله أن يبلغنا وإياك ليلة القدر وأن يتقبل منا صالح الأعمال

الوابـ(الصيب)ـل
2010-08-31, 05:45 AM
جزاكم ربي خيرا

الوابـ(الصيب)ـل
2010-08-31, 05:51 AM
الحديث الثاني ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً .......... )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
غريب الحديث :
إيماناً : المراد بالإيمان: الاعتقاد بأن قيام رمضان سنة مؤكدة .
احتساباً : الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى.
اضاءات الحديث :
1.قوله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان) صيغة من صيغ العموم، فيعم كل من قام رمضان رجلاً أو امرأة.
2.قال الإمامالنووي:معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنىاحتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالفالإخلاص .
3.قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه) هذا هو جواب الشرط؛ فمن قام رمضان على الوجه المطلوب شرعاً مؤمناً بالله وبما فرضه الله عليه ومنه عبادة القيام، ومحتسباً للثواب والأجر من الله، فإن المرجو من الله أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.
4.ذكر في الحديث أن القيام يكفر الله به ما تقدم من الذنوب، فهل المقصود بتكفير الذنوب أنه يكفر الذنوب جميعاً صغائر وكبائر، أما الصغائر فقط؟، وكذلك بقية النصوص التي فيها الإشارة إلى مغفرة ما تقدم من الذنوب..
المعلوم من كلام أهل العلم: أنه لا تُكفَّر سوى الصغائر. وأما الكبائر فلابد لها من التوبة، وحكى ابن عبد البر في كتابه: "التمهيد" إجماع المسلمين على ذلك، واستدل عليه بأحاديث منها ماجاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)
5.ثبت في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , صلى فيالمسجد - من جوف الليل - فصلى بصلاته ناس من أصحابه ثلاث ليال . فلما كانت الليلةالرابعة عجز المسجد عن أهله - أي امتلأ من الناس - فلم يخرج إليهم رسول الله صلىالله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلاأني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان .
وفي هذا الحديث شفقة النبي , صلىالله عليه وسلم , على أمته . وفيه حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على السنة , ورغبتهم في قيام الليل .
في السنن بسند صحيح عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , أنهقال : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) فينبغي الحرص عليها , والاعتناء بها , رغبة في الخير وطلبا للأجر , فيصلي المرء مع الإمام حتى ينصرف , ليحصل له أجر قيام ليلة .