المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خجل النساخ من النصوص المقدسة Euphemisms



abcdef_475
2010-09-16, 02:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكتاب المقدس هو الكتاب الذي تم تحريفه في كل في كل مرحلة تاريخية مر بها في تاريخه .

اليوم نتحدث عن نوع جديد من التحريف ، قد يكون لأول مرة يسمع عنه الكثير جداً من إخواننا النصارى .

بداية هذا النوع من التحريف من أقسام ما يسمى بالكتيف כְּתיב أو القيري קרי ، والكتيف والقيري هذا اسلوب من أساليب الكتابة التي استعملت في التقليد الماسوري .

والكتيف כְּתיב المرمز له برمز " K " يعني المكتوب ، والقيري קרי " Q " يعني المقروء .

وهو أسلوب شائع جداً في العهد القديم كأن تكتب كلمة יהוה يهوفا وتقرأ אדני أدوناي فكلمة יהוה هي الكتيف و אדני أدوناي هي القيري أي التي تُنطق .

تنقسم أخطاء النساخة المقصودة Intentional Changes للعهد القديم لعدة أنواع ، يوجد منها نوع يسمى بـ Euphemisms أي العبارات المُجَمَلة أو الملطفة أو المُزيَنَة .

وهذا النوع إبتكار من النساخ أضافوه على الوحي الإلهي ، ففيه يتم الإستعاضة عن بعض الألفاظ البشعة أو الكريهة والمنفرة والعدوانية في الكتاب المقدس ، بألفاظ أخرى أخف وقعاً ، وقد تستخدم أيضاً لتبسيط قواعد اللغة أو لمساعدة أفضل في نطق الحروف .[1]

وقد إستُخدم هذا النوع 16 مرة في نصوص العهد القديم [2]

لو نظرنا إلى تطبيق عملي لهذا النوع من الأخطاء المقصودة ، نجد أن كثير من نصوص العهد القديم قد إحتوت على أشياء عدوانية ومنفرة كما سلف الذكر ، فعلى سبيل المثال ما جاء على لسان الرب في سفر اشعياء 13 : 16 :

اش-13-16: وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم
.

וְעֹלְלֵיהֶם יְרֻטְּשׁוּ, לְעֵינֵיהֶם; יִשַּׁסּוּ, בָּתֵּיהֶם, וּנְשֵׁיהֶם, תשגלנה

وأيضا سفر زكريا 14 : 2 :

زك-14-2: وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة إلى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة
.

וְאָסַפְתִּי אֶת-כָּל-הַגּוֹיִם אֶל-יְרוּשָׁלִַם, לַמִּלְחָמָה, וְנִלְכְּדָה הָעִיר וְנָשַׁסּוּ הַבָּתִּים, וְהַנָּשִׁים תשגלנה וְיָצָא חֲצִי הָעִיר, בַּגּוֹלָה, וְיֶתֶר הָעָם, לֹא יִכָּרֵת מִן-הָעִיר
.

الفعل العبري الملون תִּשָּׁגַלְנָה ترجمته العربية هي فعلا تفضح ، وهذه النصوص تدخل تحت دائرة العبارات المًجَمَلة ، فلفظ الفضح أو תִּשָּׁגַלְנָה إنما هو من عمل النساخ وليس صريح اللفظ الموجود في الوحي الإلهى عندهم .

فإن الموحى به مليء بالبشاعة والنفور من هذا الكتاب ومن أحكام الرب عندهم ، فلقد أستعاض النساخ بلفظ الفضح תִּשָּׁגַלְנָה عن لفظ شديد البشاعة خجل منه نساخ العهد القديم ألا هو لفظ الإغتصاب [3]תִּשָּׁכַבְנָה .

فهذا هو الموجود في الوحي الإلهي وقام النساخ بتبديله حتى أصبح يكتب فقط ولا ينطق وينطق بدلاً منه " وتفضح نساؤهم " بدلاً من " وتغتصب نساؤهم .

وهذا ما يقول عنه القرءان الكريم :

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) آل عمران

وهذا نراه بوضوح في النصوص العبرية المرمز فيها بالكتيف والقيري ، فأصبح فعل تغتصب תִּשָּׁכַבְנָה كتيف أي أنه يكتب فقط ، ويقرأ مكانه تفضح תִּשָּׁגַלְנָה ، وهذا ما نراه في نص مخطوط ليننجراد 19a :



http://d10.e-loader.net/wWr7gNdmLS.jpg





صورة من نص اش 13 : 16 من مخطوط ليننجراد






http://d21.e-loader.net/gCH5ShwUtL.jpg







صورة من نص زك 14 : 2 من نفس المخطوط .


وكما هو واضح مرمز ومبين الكتيف والقيري ، ومرمز لكل منهم بحرف " K " للكتيف المكتوب ، وبحرف " Q " للقيري المنطوق .
والحمد لله رب العالمين

_____________________________





[1] Wegner, Paul D.: A Student's Guide to Te x tual Criticism of the Bible : Its History, Methods & Results. Downers Grove, Ill. : InterVarsity Press, 2, S.53

[2]
Yeivin, Tiberian Masorah, 56.

[3] Brotzman, Ellis R.: Old Testament Tex t ual Criticism : A Practical Introduction. Grand Rapids, Mich. : Baker Books, 1994, S. 120

ذو الفقار
2010-09-16, 02:16 PM
بحث يجب أن يدخل ضمن قائمة الإستدلالات

قلم مميز قلمك أخي الحبيب ومواضيعك من أكثر المواضيع أهمية في هذا المضمار

جزاك الله خيراً أخي الحبيب

الرافعي
2010-09-16, 02:30 PM
ما شاء الله تبارك الله .
بارك الله فيك طارقنا الحبيب

معلش استفسار صغير بس :
يعني إيه التقليد الماسوري ؟؟

mego650
2010-09-16, 03:25 PM
بحث قمة في الروعة كالعادة بارك الله فيك ، ودخل جديد في إثبات تحريف كتابات عباد الصليب .



معلش استفسار صغير بس :
يعني إيه التقليد الماسوري ؟؟

لو ترجمت كلمة ( ماسور ) لأتضح المعني وهي بمعني تسليم ، والمصطلح ككل يعني تسليم التقليد أو الوحي الإلهي الذي تسلموه من أسلافهم من جيل الى جيل ويطلق عليه أيضا حملة التقليد وبدأ العصر الماسوري بعد التلمودي وكان في الفترة من 500 الى 900 م وبدأ في طبرية وكان وكانت لهم عدة وظائف منها وضع حركات النطق والعلات المتحركة وقامو بتحرير نسخ من التوراة ومطابقة مخطوطات العهد القديم وبعد أن كتبوا نسخ من العهد القديم اطلقوا عليها النسخ الماسورية او الماسور ا وهي النسخة المعتمدة حاليا لديهم .

abcdef_475
2010-09-17, 01:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير اخوتي الاحباء

المُعَلِِم الكبير الاستاذ ذو الفقار

الاخ الحبيب البخاري

الاخ الحبيب ميجو


معلش استفسار صغير بس :
يعني إيه التقليد الماسوري ؟؟

تحت امرك يا غالي

بالاضافة لما تفضل به مولانا ميجو

قبل وجود النص الماسوري كانت هناك العديد من النصوص العبرية المختلفة فيما بينها في قراءات عديدة

فقام الماسوريين بتوحيد كل هذه النصوص في نص واحد ، مع التخلص وإعدام باقي النصوص المخالفة السابقة

كما قاموا بوضع الحركات على الحروف ( التشكيل ) .

جزاكم الله خيراً

أبو جاسم
2010-09-17, 10:26 AM
بسم الله ما شاء الله

تسلم على المعلومات القيمة يا طارق

بالنسبة للماسورا فما قاله الإخوة كافي و لكن من الجيد التوثيق في هذا المقام

جاء في كتاب (( مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية )) تأليف الشماس الدكتور ماهر إميل اسحق ما يلي

(( تنسب المشنا إلى أكيبا عبارة تلخص النشاط الماسوري فتقول : التقليد هو سياج حول التوراة، و كلمة تقليد في العبري هي ماسورا و التلمود الأورشليمي يربط الماسورا بتفسير التوراةوفقاً لما ورد في نحميا 8:8 .
و قد استخدم الكتبة الفريسيون النص الماسوري الأولي بعد سقوط أورشليم في سنة 70 م باعتباره النص المثالي و تثبتت تفصيلاته في القرون التالية فصار يسمى النص الماسوري أي التقليدي و أهملت القراءات الأخرى و اختفت . )) صفحة 29

و في نفس الصفحة يقول أيضاً (( و قد عمل الماسوريون شرقاً و غرباً على ادخال أنظمة من التشكيل لتثبيت نطق النصوص العبرانية المكتوبة بالحروف الساكنة ، و علامات أخرى لتثبيت التقليد قدر الامكان ))

أما بالنسبة لتصرف النساخ بالنصوص المقدسة فأكتفي بالنقل أيضاً من نفس الكتاب صفحة 20

هنا ينقل المؤلف عن أوريجانوس أحد أشهر آباء الكنيسة أن الفروق بين القراءات يرجع إلى أربعة أسباب و منها السبب الثالث الذي يقول

(( التعديلات التي يجريها النسّاخ عن وعي و بشئ من الاندفاع بهدف تصحيح ما يرون أنه أخطاء وقعت من نساخ سابقين أو اختلاف عن القراءة التي اعتادوا سماعها ))

الرافعي
2010-09-17, 03:05 PM
بارك الله فيكم إخوتي وأساتذتي
أجدتم فأفدتم

abcdef_475
2010-09-17, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةو الله وبركاته


بسم الله ما شاء الله

تسلم على المعلومات القيمة يا طارق

معلومات ايه بس يا شيخنا بجوار ما تكتبه حضرتك من معلومات

جزاك الله عنا كل خير

أبو جاسم
2010-09-17, 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةو الله وبركاته


معلومات ايه بس يا شيخنا بجوار ما تكتبه حضرتك من معلومات

جزاك الله عنا كل خير


ما يعجبني فيك يا طارق هو تواضعك .

يا أخي ننتظر منك المزيد من درر العلم فلا تتأخر علينا

جزاك الله خيراً

abcdef_475
2010-09-18, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير يا شيخنا

والله هذه الحقيقة ، فانتم اساتذتي الذين اتعلم منهم دوماً

جزاكم الله خيرا