تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفلا يتدبرون القرآن



الصفحات : [1] 2 3

tamer2002
2010-09-18, 05:53 AM
قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء



أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا


ويقول في سورة ص


كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ 29


ويقول في سورة محمد


أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا 24




أردت أن أفتح هذا الموضوع .. بغرض التدبر في القرآن .. فعل الله يكتبنا مع أولوا الألباب .. فما رأيكم .؟

كلنا في رمضان يسعى لأن يتم قراءة القرآن ولو لمرة واحدة على الأقل والبعض يزيد فيختمه ثلاث مرات أو أكثر .. وهذا مطلوب طبعا في شهر القرآن ... ولكننا أمرنا بالتدبر ..

وبعد انتهاء الشهر الكريم ودعواتنا بأن يستجيب الله لنا ونحن مازلنا نستشعر نفحات رمضان فلنكمل ما بدأناه ... فرب رمضان هو رب شوال ورب كل الشهور ..

فما رأيكم أن نتدبر سوياً .. ؟

كل منا يبدأ في ذكر شيء ما .. قرأة فتأثر به وبدأ يفكر فيه .... أو اعجاز بلاغي مبدع .... أو مقارنة للآيات المتشابهة والتي تذكر في القرآن أكثر من مرة ولكن يحدث فيها تبديل حرف كان حرف أو كلمة مكان كلمة


سأبدأ مثلا ببعض المتشابه .. مثل تلك الآيات


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 135 - النساء


في هذه الآية يتحدث الله .. إلى إلى الشهداء .. ... فلما ذكر الشهداء فكانت تكملة الآية عبارة عن الحث أن يشهدوا بالعدل فقال ( ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 8 - المائدة


أما هنا فيتحدث الله سبحانه وتعالى .. إلى القضاة .. فكانت تكملة الآية عن الحث أن يحكموا بالعدل بين الناس ... ولكن تتمه للعدل فقد ذكر سبحانه حالة شديدة الخصوصية ..


فقال لهم حتى لو كان من له الحق قد ظلمهم هم أنفسهم - أو حتى لو كنتم تبغضونهم بسبب ظلمهم في مناسبات أخرى أو لسوء أخلاقهم أو لخصومه بينكم أو ماشابه ذلك ( فلا يدفعكم ذلك على أن لا تعدلوا ) بل يجب أن تعدلوا فذلك أقرب للتقوى ...


فسبحان الله وتعالى .. الذي أعجز الناس بكلامه وبحكمته ... أنتظر تعليقكم على نفس الآيات لو لدى أياً منكم إضافة فليضيفها حتى نستفيد .. ثم يبدأ في ذكر ما لديه ...

دانة
2010-09-18, 08:04 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل تامر
كم أحب هذه النوعية من المواضيع
لقد استفدت من ما أوردته من آيات وجعلتني أنظر لها بعين التدبر فعلا فبارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
وسيكون لي عودة إن شاء الله للمشاركة ببعض من الأيات التي تحاكي نفس الموضوع

tamer2002
2010-09-18, 08:45 AM
الله يكرمك يا أخت دانه .. من يقرأ بغية التدبر في آيات القرآن فسوف يكتشف الكثير .. قد يفتح الله عليه بأشياء وقد يقرأ في الكتب أو النت أو يسمع في البرامج عن أشياء أخرى ..

وما أردته ليس ذكر المتشابه من الآيات أو الكلمات التي تبدل كلمة مكان أخرى فيختلف المعنى أو حرف واو يضاف أو يحذف .. فقط ..

انما كمان عاوز التدبر في المعنى أو في وقع شديد لآية على قلبك ..
أو التدبر في ذكر الأمم السابقة .. أو القصص المذكور وماذا نستفيد منه ..

مثلاً قصة سيدنا يوسف .. وكلام الله في أولها بأنها أحسن القصص ... فهل شعرت بذلك وأنت تقرأها ؟ طيب ما هي العبر منها ..؟ وبالطبع لن نذكر كل شيء فيها .. فسوف نحتاج لصفحات .. ولكن لنذكر ما يسهل على الرجل البسيط أن يفهمه .. ولا مانع مثلا من ذكر بعض الاعجاز البياني ..

مثلا : فقد قال سبحانه فيها ( وشروه بثمن بخس ) .. مع إنهم باعوه .. ولكن تم استخدام كلمه من كلمة (شراء - وتعني ابتاع) في الآية وهي تحمل نفس معنى البيع بدلا من كلمه باعوه أو كلمة البيع ... للدلالة على أنهم جعلوا الناس تشتريه .. أي كما لو قلنا خليتك تشتري أو ( شريتك ) .. ثم أتبعها بكلمة وكانوا فيه من الزاهدين .. لمزيد من التصوير البياني المبدع .. فكل من يقرأها .. يتخيل الصورة وهم يبيعون سيدنا يوسف ويلحون في بيعه بأي طريقة وبأي ثمن حتى لو كان ثمنا بخساً

فلو قلنا لأي كاتب .. أو صحفي اكتب هذا المعنى لاستخدم كلمات عدة .. وانظروا كيف حاولت أن أشرحها (على قدر ما فهمتها) فكم كلمة كتبت .. ولكنه الاعجاز البياني .. بكلمة واحدة ( شروه ) يصل كل المعنى ...
كما يوجد جملة وقفت عندها أيضا بعدما سمعتها من الدكتور طارق السويدان مثل ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا )
وسوف نعود لقصة سيدنا يوسف .. فهي تحتاج لوحدها لموضوع مستقل ..

مش عارف قدرت أوصلكوا ما أريد أم لا .. كما أنني (للأسف) لست قويا في اللغة ولكني حاولت أن أفهم ما أقرأ ..

لكني أريد أن ابحر في آيات القرآن ونستخرج سوياً ما يحويه من كنوز سواء لغوية أو بلاغية أو علمية أو حتى أشياء قد تكون عادية ولكنها أثرت فيك ( وبدون تكلف أو تعقيد في نفس الوقت) .. فعسى الله أن يهدي من أضل ..

وعسى الناس يقرأوا .. ويفهموا

فالكثير منا يقرأ ويقرأ منذ سنوات طوال لهذا القرآن ولكنه لا يجاوز لسانه .. فدعونا نتدبر .. فمن الأكيد وقتها ستجد أنه سينفذ لقلبك .. ثم عد واقرأ القرآن بعدها ستجد له حلاوة ما عهدتها من قبل ...

وأرجوا ممن لهم علم جيد في اللغة من المشرفين أن يصححوا لي أي مداخلة يكون فيها خطأ ما ... فأنا هنا لأتعلم منكم وقد أخطيء .. بالرغم من أنني أحاول دائما أن أبحث قبل أن أكتب لكن وارد الخطأ . لذا وجب على من لديه العلم أن يصحح .. طالما فهم مرادي وما قصدته .. فلكم أن تعدلوا مشاركاتي .. بما ترونه صحيحا ..

tamer2002
2010-09-21, 03:48 PM
انتظرت شوية قبل ما أضيف .. مداخلة علشان لو حد عنة اضافة يفيدنا بيها ..
ايه رأيكم وانتوا بتقروا القرآن كل واحد يضع بجانبه قلم .. وذلك حتى يكتب ملاحظاته ومنذ يومان كنت أقرأ في سورة التوبة قوله سبحانه ... يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .. فتذكرت أن هذه الآية موجودة ولكن بشكل آخر وهي المشهورة في الخطب وكذلك في كتابات الناس .. ولما بحثت .. وأردت أن اتدبر وجدت التالي ...




وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 7 يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 8 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 9 - الصف

في هذه الآيات جائت اللام لتوضح أن الكافرون بفعلهم هذا ( وهو افترائهم الكذب على الله ) يريدون أن يقضوا على الاسلام .. أي محاولة غير مباشرة للقضاء عليه
لكن الإجاية جائت مؤكدة و قاطعة وسريعه في حرف العطف (الواو)

فلم يقل الله مثلا (فإن الله متم نوره – أو فالله متم نوره الفاء تفيد سرعة تحقق الحدث - أو سيتم الله نوره هنا السين تعني شيء سيحدث في المستقبل القريب – أو فسوف يتم الله نوره أما سوف فتعني مستقبل – أو ثم يتم الله نوره وتعني أن الأمر سيحدث ولكن بعد أمر ما قبله - أو يتم الله نوره .. لأن كلها )..

لكن والله متم نوره (فهنا يقر قاعدة متعارف عليها) .. مما يوضح أنه أمر أكيد ولا شك فيه .. وبالرغم من افترائهم (بادعاء ولد لله و تحريف في الكتاب) فلا يحاولوا فالأمر مقضي عليه بالفشل .. لإن إتمام النور هنا كمعنى يجيء حتى قبل أن يفتروا الكذب .... ويوضح أن نور الله وشرعه ودينه دائما ما يظهر ويتم ولو كره الكافرون

( وهنا استخدم الكفر .. لأن الكافر هو من يعرف الحقيقة وينكرها أو من لا يعرفها وينكرها) وهو فعل الملاحدة و كذلك اليهود وذلك لمعرفتهم بوجود رسول يأتي من بعده اسمه أحمد لكنهم كفروا به ( مع ملاحظة إقران الله لليهود مع الوثنيين والمشركين في أكثر من مناسبة في القرآن ) مثل
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون)

( وفي آية إظهار دين الله الاسلام على كل الأديان ... هنا استخدم المشركون .. لأن المشرك قد يعلم أن الله واحد لكنه يجعل له شريك في ملكه ) وهو فعل النصارى حينما قالوا المسيح ابن الله - و اليهود حينما قالوا عزير ابن الله وأكلهم أموال الناس بالباطل – واتخاذهم أحبارهم (ذكر أحبار اليهود ثم ذكر رهبان النصارى للتأكيد أن الرسالة لكليهما ) ... أربباً من دون الله



قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31 يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 33 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 34 يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ 35 – التوبة

هنا كلمة أن يطفئوا لتفيد استمرار هذه الإرادة .. يعني المشركين مستمرون في محاولاتهم لإطفاء نور الله ولذلك جاءت الأفعال في المضارع (يريدون - يطفؤوا ) لتفيد الاستمراريه حتى الإجابة عليهم جاءت في المضارع و ( يأبى الله ) نفس حرف الواو الذي جاء توضيحه في الآيات السابقة ... وهذه المرة جاءت ويأبى الله إلا أن يتم .. وفي هذه القوة في كلمة يأبى الله أي ( لا يرضى ) إلا أن ( وقد استخدمت أن في المرتان للتأكيد على استمرار الإرادتين ... إرادة الكفار في أن يطفئوا .. ثم إرادة الله أن يتم ) ولذا نجد في سياق الآيات وجوب قتال هؤلاء وإخضاعهم ثم دفعهم الجزية وهم صاغرون .. ( وقد رأينا وآرانا الله نتيجة عدم تطبيق حكمه في هذه الأيام في الاحداث التي تحدث في مصر وتجرأهم على غالبية الشعب المصري بل وعلى الاسلام ) لان من خلقهم هو أعلم بهم وبما في نفوسهم فقد أمر بذلك .. ثم لمزيد من الاقناع لماذا كان هذا الحكم .. فقد ذكر الأسباب ( أنهم اتخذوا احبارهم أربابا- وأكلهم اموال الناس بالباطل – و صدهم عن طريق الله ) فكان جزاء ذلك ذلة في الدنيا على أيدي المؤمنين بالجزية .. وفي الآخرة عذاب أليم ...

أرجوا من الله أن يقر أعيننا بخزي الكافرين ( على أيدينا ) واتمام نوره وإظهاره على الدين كله .. ولو كره الكافرون ...

tamer2002
2010-09-30, 06:45 AM
مرة أخرى نعود لنتدبر ما نقرأ ... وقد كنت أقرأ في سورة الشورى فقرأت قوله سبحانه






لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ 49 أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ 50





فلاحظت أن كلمة من يشاء تكررت ثلاث مرات في الثلاثة حالات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى .. وقد كان يمكن أن تذكر مرة واحدة مثلاً ثم يتم ذكر الحالات الثلاثة .... يعني مثلا والله يجعل من يشاء عقيما أو يهبهم الذكور واللإناث ...

ولكن التأكيد لإن الله سبحانه وتعالى يريد لمن لا يفهم أن يفهم ..

فمن لم يقتنع من المرة الأولى يرى التأكيد في الثانية والثالثة .. المشيئة هنا جائت قبل كل حالة ليفهم الناس أن الأمر ليس بيد أي أحد .. ثم ليشكروا الله على نعمه .. ثم جاءت كلمة يهب .. والهبة تعني أن أمنحك أو أهديك شيئا ليكون ملك لك وهو فضل من الله علينا سبحانه وتعالى .. ولكننا نرى في زماننا هذا بعض الناس الذين ما يزالون يتهمون بعض النساء أن خلفتهم كلها بنات أو يحزن حينما تلد زوجته أنثى ويفرح أيما فرح لو ولدت له ولد ..؟؟ ( بالرغم من كونهم حاصلين على درجات علمية كبيرة ) فأين هم من تدبر آياته ..




ثم وحتى يتم .. معنى ما نقول فقد ذكر الله تحريم قتل الأبناء في آيتان من المتشابه .. وهما







قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (151) - الانعام





فهنا ذكر الله تحريم قتل الأولاد بسبب وجود الفقر .. فقد ذكر الشيخ الشعراوي في تفسير هذه الآيات هنا كلمة من جاءت لتوضح أن القتل للأولاد جاء بسبب أن الانسان يكون فقيرا فعلا .. من املاق يعني من فقر ..

ولتشجيع هذا الفقير جاء بكلمة نحن نرزقكم أي نرزق الأب أولا ... وإياهم أي الأولاد في المرتية الثانية .. فبدأ هنا بالأب الفقير أولاً تشجيعا له أن الرزق سوف يأتيه بسبب هذا الولد ثم أن الولد نفسه سيولد ومعه رزقه ولكن جاء ذلك في المرتبة الثانية ..






ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطءا كبيرا (31) - الاسراء





أما هنا فقد ذكر قتل الأولاد خشية الفقر .. أي أن الأب ليس فقيرا بعد بل يخشى إن كان هناك ولد أن يفقره ذلك الولد ..

فقال نحن نرزقهم أولا ليوضح للأب أن الولد سيولد ومعه رزقه .. فلماذا تخشى وتقتله ..؟؟ ثم جاء التشجيع أيضا للأب ولكن هذه المرة في المرتبة الثانية .. بعد الابن .. لأنه ليس بفقير كما في الحالة الأولى ...




وسبحان الله وتعالى عما يشركون .. هل هذه الدقة وهذه البلاغة قول بشر .. سبحان الله .. وربنا يهدينا وإياكم لما يحبه ويرضاه

ابوالسعودمحمود
2010-09-30, 08:08 AM
موضوع عايز قاعده طويله لقرائته بفهم مينعش نمر عليه كده وخلاص

بارك الله فيك استاذ تامر

انا مررت عليه بدون تمعن ولكن لابد ان افرغ وقت علشان استوعبه كويس بس دلوقتى لا لانى هنام لما اصحى ان شاء الله اقرءه بهدوء واكون فايق

tamer2002
2010-09-30, 10:27 AM
حبيبنا الأستاذ أبو السعود .. دة انا كاتب الموضوع دة من فترة .. بس مافيش تشجيع :) .. فقلت أكتب كل كام يوم كدة وخلاص المهم أديني باحاول أتدبر وأكتب اللي بيخطر في بالي .. ... عاوزين نتدبر ونقرأ بجد بصوت عالي .. ونستفيد .. قد يتضح لينا حاجات ماكناش واخدين بالنا منها.. كمان فيه موضوع بنفس الاسم من الأخت
loly
وكان فيه إن من طرق التدبر تدارس القرآن من خلال طرفين أو أكتر وانهم ينظروا في آية أو سورة أو موضوع معين ويتناقشوا فيها ويرجعوا لأهل العلم والكتب فيما جاء فيها .. بغير تغالب لرأي أو مماراة .. وعجبني الكلام لأني وجدت نفس الفكر اللي كنت بافكر فيه لما عملت الموضوع دة ..

وكمان كاان فيه موضوع باسم الاعجاز البلاغي .. وانا كنت باطالب الادارة بضمهم التلاتة في أي قسم يرونه مناسب .. ومش عارف إمكانية دة ايه ؟ .. إنما عموما كلة فايدة .. مجتمعين أو متفرقين إن شاء الله كلة يتم قراءته والاستفادة تكون للجميع ..

حفيدة ابن القيم
2010-09-30, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة رائعة جداً ومميزة ...ويا ريت كلنا نتشرك ...وهو اسلوب طيب أيضاً لتوضيح معاني القرآن الكريم واحكامه للمسلمين وغيرهم ...جزيتم خيرًا

الطامعة في رضا الله
2010-10-01, 12:54 AM
موضوع رائع اخي الفاضل
جزاك الله خيراً
ولي عودة باذن الله تعالى للمشاركة

tamer2002
2010-10-05, 07:41 AM
مرة أخرى .. أعود لنتدبر سويا .. وهذه المرة .. حاجة أنا رأيتها بعد أن درست الحاسب الآلي .. منذ عام 1986 وحتى الآن ورأيت تطوراته بنفسي .. سأحاول أن أبسط لكم بعض المفاهيم التي أعلمها .. ثم نرى ما علاقة هذا بالإيمان .. و دعونا نتدبر سويا ...

اقرأوا معي تلك الآيات .....




وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (59) - الانعام





وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (61) - يونس





وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (3) - سبا



في عصر العلم الحديث تكشف لنا أشياء ومعاني لم نكن لندركها تمام الإدراك لولا هذه الاكتشافات

فهذه الآيات تتحدث عن الغيب وعن علم الله ..

ونجد بعض الملحدين قد قال ( هل الله فاضي لمتابعة ورق الشجر الذي يسقط من السماء ولما يحدث تحت الأرض ) وكان يخطر أحيانا بذهننا ونحن صغار ( بل والبعض منا والآن ) كيف يحاسب الله الناس في نفس الوقت .. كيف يسمع الله للناس في نفس الوقت ؟ وكيف يجيب كل من على مسألته ؟ كيف يرانا في نفس الوقت ؟ كيف يسجل كل ما نفعل ؟ كيف يعلم ما في الأرحام ؟



سأبسط لكم الأمر قليلا من خلال دراستي للكمبيوتر وخاصة البرمجة الحديثة أو ما يسمى بالأوبجكت أورينت بروجرامينج Object Oriented Programming

أو برمجة الكائنات ( وهي الثورة التي أدت لكل ما ترونه الآن في البرامج ) .. وأرجوا أن تتابعوا معي ( ولله المثل الأعلى ) وسوف تفهمون في النهاية ماذا أقصد ...