المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لُمَّ بها شعْثي وأحْيِ رماديا



الصفحات : 1 [2]

أبوحمزة السيوطي
2010-09-25, 04:53 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب الباز وجزاك الله خيراً


تلك أيام قد خلت .. وتجربتي مع الشعر بدأت منذ الصف الأول الثانوي .

لكن كليتي وظروف دراستي ضربت بيني وبين الشعر بسور ليس له باب .

على أني ما زلت أتذوق منه الشيء اليسير

بارك الله فيك يا دكتور وجزاك الله خيراً على هذه الفوائد

أيام قد خلت فعلاً هههه

للعلم يا إخواني مرة اتغريت في نفسي وتجرأت وكتبت كلمتين وعرضتهم على الدكتور أبو عبد الله
فكانت النتيجة أنني كرهت نفسي هههه

الباز
2010-09-25, 08:32 PM
إخواني أخواتي:
ساجدة لله
أبو السعود محمود
دانة
أم عمار جمال
ميران داود
أبو عبد الله البخاري
أبو حمزة السيوطي
ألف شكر لمروركم الندي الكريم
وتعليقاتكم التي سعدت بها..
سررت غاية السرور أن أعجبتكم القصيدة
بارك الله فيكم جميعا

----

أخي أبا عبد الله البخاري أشكر لك نقدك الرائع وقراءتك المتأنية
الجميلة لقصيدتي وقد استفدت مما تفضلت به من تحليل منصف يجعل
المتأمل فيه -بقوة حجتك وغزير ما وهبك الله من علم- يوافقك باديَ
الرأي على كل ما قلت.. ☺
لكني أعتقد أن لدي ردا موازيا قد يكون مقنعا، فإن أذنت كتبته
وأرسلتُه؛ وما استئذاني إلا لكي تعلم أني لا أقصد بالنقاش الغلبة أو الرفض
لما تفضلت به وإنما المقصود والمراد هو الاستفادة والإفادة إن أمكن ☺
فهل تأذن أخي أبا عبد الله ؟؟

الرافعي
2010-09-25, 09:08 PM
^
توكل على الله يا أخي ولا تستأذن .
بارك الله فيك

ساجدة لله
2010-09-25, 09:23 PM
ماشاء الله يا أحباب رسول الله
أسعد جداً بهذه النقاشات المُثمرَه وأستفيد منها
زادكما الله حباً فيه

متابعة

الباز
2010-09-25, 11:55 PM
لكن اسمح لي أن أمر على أبياتك مر الناقد المتذوق :)
تقول :

حكايتنا جمر أذاب فؤاديا *** وملحمة أضحت شعار حداديا
حكايتنا لغز أرى فيه عبرة *** لمن كان ذا قلب يراعي الأياديا
تقول: حكايتنا ، وقد انتظرت حتى قرأت القصيدة كلها مرة ومرتين فلم أجد حكاية من معك .
ثم ما هو شعار الحداد ؟ وكيف تصبح الملحمة شعاراً للحداد ؟!
ثم كيف تلتقي العبرة مع ما كان لغزاً ؟! ألا ترى إلى قول الحق سبحانه وتعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ } ؟!
وبالاطلاع على القصيدة لم نر لغزاً أو ما قد يوحيه معنى اللغز ..

أما الحكاية أخي الكريم أبا عبد الله فهو خطاب موجه إلى من هو موجه له
و لا يستطيع الشاعر أن يشرح للمتلقي إلى من وجّه خطابه -لأن شر الشعر
ما احتاج إلى شرح وتفسير- وليس واجبا أيضا أن تجد الحكاية بالتفصيل القصصي
المعروف فالشعر يكتفي بالإشارة و التلميح ..
ثم ألم تجد في ثنايا القصيدة قصة تخص الشاعر وإن كانت غير واضحة المعالم؟؟
أما سؤالك عن الملحمة وكيف تصبح شعارا للحداد فهي صورة شعرية وللمتلقي أن
يتخيلها ويفهمها كيفما شاء وليس من حقي أن أحدد له ذلك.
أما اللغز فلست ملزما بأن آتي بلغز في ثنايا القصيدة إذ كما أسلفت فإن الخطاب
موجه لمن هو موجه له وقد جئت في القصيدة بنتائج اللغز والحكاية مما فيه عبرة لمن يعتبر.
أما العبرة في البيت: فالعبرةُ لغةً البصيرةُ وهي مرتبطة بما جاء بعدها في العجز
و هو القلب - قلب المؤمن - الذي يرى في أي نعمة أو بلاء أو حتى إشارة
خاطفة -تكون مبهمة غالبا لمن لا بصيرة له- عبرةً تزيده بصيرة وإيمانا..
و ما رأيك في الآية :"لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ"
أليس في كثير من قصصهم -عليهم و على نبينا الصلاة و السلام- غموضا (نؤمن به ونطمئن إليه) ؟؟ ..



تقول :

سقتني الليالي محنة إثر محنة *** وصار من الأهوال يكبو جواديا
أرى أن " سقتني " لا تناسب هول ما أنت فيه من محنة إثر محنة .. فهي لفظة إلى السهولة معناها أقرب منه إلى صعوبة حالك .
ولو قلت مثلاً : "وجرعني الدهر" ، أو "غصصت من الدهر" لكان أوقع.
و " صار من الأهوال يكبو جواديا " فيها تخصيص للجواد بالمعاناة ، فأين ذهبت أنت ؟

أما سقتني أخي أبا عبد الله وإن كان ما تفضلت به جميلا ورائعا
لكن السقي يستعمل لغةً فيما هو أشدُّ وأمرُّ من المحن؛ يقول الشاعر:
أَلا لَيتَني قَبلَ الفِراقِ وَبَعدَهُ==سَقاني بِكَأسٍ لِلمَنيَّةِ ساقي
والأمثلة في ذلك لا حصر لها.
أما تخصيص الجواد بالكبو فلا أرى فيه ما يؤثر على المعنى، إذ ما حالُ
فارس صار يكبو جواده؟؟ :s13:
(والمضارع 'يكبو' في هذا السياق يفيد الكثرة والاستمرارية).





تقول :

تقطعت الأسباب بي وتمزقت *** ولم يبق لي ركن عليه اعتماديا
قولك: " تمزقت" هنا لختم الشطر ليس إلا .
ولا يُقال : تمزقت بي الأسباب ، ناهيك عن التكرار في : تقطعت وتمزقت .
و "عليه اعتماديا" لا تناسب الركن .. فلو قلت مثلا : "ولم يبق لي ركن إليه مآويا" لكان أفضل .
لقول الحق تعالى على لسان لوط عليه السلام: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } .

ما قولك في قوله تعالى : وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
هل هي أسباب مادية فقط ؟؟
طبعا لا ..
و إنما هي تعني كل الأسباب ماديها و معنويها..
و التكرار هنا يسمى الإطناب و الإطناب نوعان:
1- ما فيه فائدة يضيفها للمعنى.
2- ما ليس فيه فائدة و إنما يضطر إليه الشاعر بسبب سلطان الوزن..
و أنا أزعم هنا أنّ في هذا الإطناب فائدةً تسمى في علم البلاغة التخصيص بعد التعميم
و ذلك بالإشارة إلى التمزيق الذي لا يطال إلا أنواعا محددة (كالأشرعة مثلا )
بعد الإشارة إلى التقطيع الذي يطال الأسباب المادية و المعنوية ..
وأذكّرك هنا بعبارة : تقطعت بهم السُّبُل أي الطرق.
فإن كان حشوا مما لا فائدة فيه إلا ختم الشطر -كما تفضلتَ- فلا لوم
عليّ -فيما أعتقد- لأن سلطان الوزن يحكم على الشاعر كما تعلم. ☺



تقول :

فحتى الأخلاء الذين ادخرتهم *** لنائبة الأيام كانوا أعاديا
لو قلت : "صاروا أعاديا" لكان أحسن .


رأيك جميل و يصلح في غالب هذه الحالات التي تتحدث عن انقلاب
الزمان و تحول الأحباب.
لكني اخترت 'كانوا' للتدليل على أنهم لم يكونوا أخلاء من أول الأمر
وإنما كانوا مخاتلين منافقين أغراضهم من التقرب والصحبة والتودد دنيئة ورخيصة .
كما أن 'كانوا' لا تنفي صفة العداء عنهم في المستقبل و ذلك مثل قوله تعالى : وكان الله عليما .





تقول :

وليس بغير الله يستمسك الفتى *** ولو كان مضطراً ولو كان صادياً
صادياً من الصدى الذي هو الظمأ .
فما فائدة الظمأ ها هنا ؟!
وما معنى أن يكون على الفتى أن يعتصم بالله ولو كان ظمآن ؟!
أراها سداً لقافية البيت فقط .


الصدى هو العطشُ الشديد ولا يكون ذلك حتى يجفَّ الدماغُ ويَيَبْس ولذلك تنشق
جِلْدةُ جَبْهةِ من يموتُ عَطَشاً، فهو بالتالي أقصى حالات الضرورة والاضطرار..
وفي هذا البيت أيضا تخصيص بعد تعميم بذكر أقصى حالات الاضطرار ..
و لعل الإشارة إلى سكرات الموت و ما يعتري الإنسان عندها من شدة وكرب
و تسلّط الشيطان- أعاذنا الله و إياكم منه - ستجعلك تغير رأيك ..
(إضافة إلى انهم يقولون أن المعنى الحقيقي في قلب الشاعر)





وأن ينزع الجلد الذي فوق أعظمي *** لأيسر عندي من زوال اعتقاديا
ثبتنا الله وإياكم على الحق .

آمين




وكن لي معيناً يا إلهي فإنني *** بدونك لا أدري بلوغ مراديا
هلا قلت "لا أهتدي لمراديا" ؟!
لا أستسيغ " لا أدري بلوغ " :)

و ما الفرق بين الدراية والهداية ؟؟
أرى في البيت تسليما لله بأنه الهادي الذي يسوق عباده لبلوغ المراد
وهل هناك مراد أعظم و أجمل من رضا الله و بلوغ جنته بإذنه
ومع هذا فمعك حق في عدم استساغتك له إذ أجد البيت أضعف من غيره.pppo





وكن لي أنيساً رحمة وتفضلاً *** فأنت الذي ما زال جودك بادياً
"ما زال جودك باديا"
بدا معناها ظهر ، وتوحي بأنه كان بعد أن لم يكن .. وهو معنى لا يليق بالله كما ترى ، ولا بالأنعم التي أسبغها عليك كما ذكرت في البيت التالي
ولو قلت : "مُندياً" أو "مُسدياً" لكان أحسن .
جاء في لسان العرب : " وأندى الرجل : كثر نداه أي عطاؤه "

البيت يقول مازال جودك باديا(ظاهرا) أي أنه لم ينقطع عن الظهور أبدا




ذنوب أحاطت كالسرادق بالحشا *** فزادت فؤادي في هواه تمادياً
"السرادق" فيه من العِظم ما لا يناسب الحشا أو الفؤاد .
وانظر كيف جاء في القرآن مع النار! { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } .
فهو شيء كبير لا يتماشى ودقة الحشا وصغرها .


كل ما أحاط بشيء عظيما كان أو صغيرا فهو سرادق، والتشبيه هنا مأخوذ من الإحاطة
والمقصود به الرين وهو تراكم الذنوب حتى تغلف القلب والعياذ بالله.





دواه توالت قد أقضت مضاجعي *** وصار بها لون الحياة رماديا
" وصار لون الحياة رماديا " تعبير عامي مبتذل قد نهكته ألسنة العامة.

ما سمعت به من قبل وإنما هي صورة حضرتني وقت كتابة البيت ورأيت
في كلمة رماديا التي تعني اللون جناسا تاما مع قولي فيما بعد رماديا التي تعني الرماد .
ومع هذا فلا ضير -في رأيي- من استعمال ما درج على ألسنة العامة
إن كان فصيحا حتى نحبب الشعر المهجور إليهم. ☺





ولا عذر لي إلا رجائي لرحمة *** تلم بها شعثي وتحيي رماديا
لو قلت " ولا أملٌ " !!
----------------
هذا منتهى تذوقي لقصيدتك .
فلا تبغضنْ مني انتقادَ قصيدكم *** إليك مودتنا وإن كنتُ قاسيا :)

جو القصيدة كئيب كآبة نفس الشاعر أسيرة همومه !
معانيها رائعة ، ألفاظها بالغة القوة ..
بارك الله فيك ولا تحرمنا جديدك .
تقبل مروري .


الأمل يُستخدَم غالبا فيما يُستبعدُ حصوله ولذلك لم يرحني استخدامه
في معرض الحديث عن رحمة الله.
كما أني لا أحب كلمة الأمل لأن رسول الله صلى الله عليه وسلمحذر منها
والجميع يعرف حديث الأمل والأجل.
ثم ألا ترى معي أخي أبا عبد الله أني لو قلت أمل يصير المعنى مبتذلا؟؟..
رأيي أنَّ اتخاذَ رحمةِ الله عُذراً أفضلُ في المعنى من حيث الجدّة
و الدهشة ومن حيث تعظيم رحمة الله تعالى والتي وسعت كل شيء
ومن حيث الاعتراف بالتقصير من طرف الشاعر..

أخي أبا عبد الله:
نقدك مما أسعد به وأفخر وقد استفدت كثيرا من هذا الحوار البناء..
أنت على حق فيما تفضلت به وقد أكونُ على حق فيما رددتُ به..
ويسعدني أن لا أحرم من مثل هذه الإطلالة الكريمة..
لك كل ودي و تقديري

دون أن أنسى إلقاء التحية من جديد على جميع الإخوة والأخوات
دمتم مبدعين ومنافحين عما ارتضاه الله لعباده
وبارك الله فيكم جميعا

وفقنا الله

الباز
2010-09-26, 01:53 AM
و "عليه اعتماديا" لا تناسب الركن .. فلو قلت مثلا : "ولم يبق لي ركن إليه مآويا" لكان أفضل .
لقول الحق تعالى على لسان لوط عليه السلام: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ }السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد نسيت الرد على مسألة الركن والاعتماد أخي أبا عبد الله:
جميل ما تفضلت به من إشارة لطيفة في الآية الكريمة -وإن كانت آوي تؤدي معنى الحماية والمنعة-..
لكني أرى أنّ لفظ الاعتماد مناسب ويؤدي المعنى دون نقص لأننا نقول اعتمدت عليه أي اتكلت عليه.

ولا تنس أيضا أن القصيدة لزومية بلزوم حرف الدال قبل حرف الياء الذي هو الرويّ
وعليه فإن الخيارات أمامي قليلة.. ☺
ألف شكر مرة أخرى

صفاء
2010-10-04, 03:13 PM
اخي الفاضل الباز
رائع ما خطه قلمك الذهبي ها هنا
واصل ابداعك pppo
حياك الله

ابوالسعودمحمود
2010-10-04, 03:28 PM
http://front1.monsterup.com/upload/1281476596459.gifجميله جدا