المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احترف النحو والإعراب



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 [9] 10 11

ساجدة لله
2010-10-31, 03:50 AM
الفصل الأول
ما ينوب فيه حركة عن حركة
المثنى

هو كل اسم دل على اثنين ، أو اثنتين متفقين لفظا ومعنى ، بزيادة ألف ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، مفتوح ما قبل الألف والياء ، ومكسور النون ، صالحا للتجريد منها ، سد مسد العاطف والمعطوف .
مثل : معلم ومعلم : معلمان ، معلمة ومعلمة : معلمتان .
نقول : هذان معلمان مخلصان ، وهاتان معلمتان مخلصتان .
إعرابه : يرفع المثنى بالألف . نحو : أنتما طالبان مجتهدان .
فطالبان ، ومجتهدان كل منهما مثنى جاء مرفوعا ، وعلامة رفعه الألف .
1 ـ ومنه قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان }1 .
وينصب ويجر بالياء . نحو : شاهدت لاعبين ماهرين . وسلمت على الصديقين .
فالكلمتان : لاعبين ، وماهرين ، كل منهما جاء منصوبا ، وعلامة نصبه الياء .
2 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل }2 .
وقوله تعالى : { واجعلنا مسلمين }3 .
وجاءت كلمة الصديقين مجرورة وعلامة جرها الياء .
3 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزا}4 .
وقوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا }5 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 166 آل عمران .
2 ـ 12 الإسراء .
3 ـ 128 البقرة .
4 ـ 61 النمل . 5 ـ 23 الإسراء .

شروط التثنية :
يشترط في الاسم المفرد المراد تثنيته شروط عامة ينبغي توافرها عند التثنيه هي :
1 ـ أن يكون الاسم مفردا .
فلا يثنى المثنى . فلا نقول : في " طالبان " : " طالبانان " .
ولا يثنى جمع المذكر ، أو المؤنث السالمين .
فلا نقول في " معلمون " : معلمونان " ، ولا في " معلمات " : " معلماتان " .
وتمتنع تثنية المثنى ، وجمعي السلامة ، كيلا يجتمع إعرابان بعلاماتهما على كلمة واحدة في حالة التثنية ، ولتعارض معنى التثنية وعلامتها مع معنى الجمع السالم بنوعيه وعلامتهما .
فلا يصح تثنية الجموع التي لا واحد لها من مفردها . فلا نقول في : أبابيل : أبابيلان ، ولا في : عبابيد : عبابيدان .
2 ـ أن يكون معربا . والمعرب : ما تغير شكل آخره بتغير موقعه الإعرابي .
نحو : محمد ، ورجل ، وشجرة ، وفاطمة ، ومعلم .
ولا يثنى المبني من الأسماء كالضمائر ، وأسماء الموصول ، والاستفهام ، والإشارة ، وأسماء الشرط ، ونحوها .
أما بعض الأسماء المثناة وهي مبنية في حالة الإفراد ، مثل اللذان واللتان ، وذان ، وتان ، وهذا وهاتان ، فلا يقاس عليها ل، لأنها وردت عن العرب بصيغة المثنى ، وليست مثناة حقيقة .
4 ـ ومنها قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }1 .
وقوله تعالى : { فذانك برهانان من ربك }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 16 النساء . 2 ـ 32 القصص .

3 ـ ألا يكون مركبا :
فلا يثنى المركب تركيبا مزجيا . نحو : حضرموت ، وسيبويه . فلا نقول : حضرموتان،
ولا : سيبويهان ، ولا : بعلبكان . ولكن تصح التثنية بالواسطة ، أي بزيادة كلمة " ذوا " قبل العلم المركب تركيبا مزجيا المراد تثنيته ، ويقع الإعراب على الكلمة المزادة ، أما العلم المركب تركيبا مزجيا فيعرب مضافا إليه .
في حالة الرفع نقول : اشتهر ذوا سيبويه بصناعة النحو .
وشاهدت ذاتي حضرموت ، أو ذواتي حضرموت .
وتجولت بذاتي بعلبك ، أو ذواتي بعلبك .
ويحتفظ الاسم المركب تركيبا مزجيا بإعرابه قبل التثنية ، وهو الجر بالفتحة لمنعه من الصرف .
وما ذكرناه في المركب المزجي ينسحب على المركب الإسنادي . فنقول في :
جاد الحق ، وتأبط شرا .
جاء ذوا جاد الحق . وصافحت ذوي تأبط شرا . ومررت بذوي تأبط شرا .
ويبقى إعراب المركب الإسنادي على حاله قبل التثنية ، فيكون مبنيا على الحكاية في محل جر مضافا إليه .
أما المركب تركيبا إضافيا. نحو : عبد الله ، وعبد الرحمن .
يثنى صدره دون عجزه . نقول : جاء عبدا الله . رأيت عبدي الله .
وسلمت على عبدي الله .
أما العلم المركب تركيبا وصفيا ، نحو : الطالب المؤدب ، والمعلم المخلص .
يثنى جزءاه معا " الموصوف ، والصفة " ، ويعربان بالحروف .
نقول : جاء الطالبان المؤدبان . وكافأت المعلمين المخلصين .
وأثنيت على المعلمين المخلصين .
4 ـ يشترط فيه التنكير .
فالعلم لا يثنى . فلا نقول في : محمد : محمدان ، ولا في : عليّ : عليان ، ولا
في : أحمد : أحمدان ، ولا في : إبراهيم : إبراهيمان .
لأن الأصل في العلم أن يكون مسماه شخصا واحدا .
أما إذا اشترك عدة أفراد في اسم واحد جاز تثنيته ، وهو حينئذ صار في حكم النكرة ، فتدخل عليه " أل " التعريف . نقول : جاء المحمدان ، ورأيت العليين .
وسلمت على الإبراهيمين .
كما يعوض عن العلمية بالنداء . فنقول : يا محمدان ، وياعليان .
وهذا مضمون قول ابن يعش في شرح المفصل " اعلم أنك إذا ثنيت الاسم العلم ينكر ويزال عنه تعريف العلمية لمشاركة غيره له في اسمه ، وصيرورته بلفظ لم يقع به التسمية في الأصل ، فيجري مجرى رجل وفرس ، فقيل : زيدان ، وعمران ، كما قيل رجلان ، وفرسان ، والفرق بينهما أن الزيدين والعمرين مشتركان في التسمية بزيد وعمرو ، والرجلان والفرسان مشتركان في الحقيقة وهي الذكورية والآدمية " (1) .
ولهذا فإن كنايات الأعلام لا تثنى لأنها لا تقبل التنكير ، بل تلحق بالمثنى . (2) .
نحو : كلمة " فلان " ، و " علان " فلا نقول : فلانان ، ولا علانان .
وإنما نقول : جاء فلان ، وذهب علان .
كما أن هناك ألفاظ أخرى جاءت على هيئة المثنى . نحو : حنانيك ، ودواليك ، وسعديك ولبيك. وهي ألفاظ دالة على الإحاطة والشمول ، وتعرب مفاعيل مطلقة منصوبة بالياء في جميع حالاتها . (3 ) .
ــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج1 ص46 .
2 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص56 .
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص293 .

نقول : لبيك اللهم لبيك .
ونقول : تعاقب على تقديم الحفل فلان وفلان وهكذا دواليك .
5 ـ الموافقة في اللفظ .
فلا يثنى اسمان مختلفان في لفظهما ، أو عدد حروفهما ، أو ضبطهما .
وما ورد عن العرب من الألفاظ المثناة ، ولم تستوف الشروط المذكورة ، فهو من باب التغليب . نحو : الأبوان مثنى الأب والأم ، وهما مختلفان في اللفظ .
ونحو : العمران مثنى عمر بن الخطاب ، وعمرو بن هشام ، وهما مختلفان في حركة
الأحرف ، وهكذا .
6 ـ الموافقة في المعنى .
فلا يثنى اللفظان المشتركان في الحروف ، ولكنهما مختلفان في المعنى حقيقة ، أو مجازا . فلا نقول : هاتان عينان . ونريد بإحداهما العين التي نبصر بها ، وبالأخرى عين الماء الجارية .
أما ما ورد عن العرب مثنى لفظا ، ومختلفا معنى فشاذ .
نحو قولهم : الأحمران للذهب والفضة ، والأسودان للخبز والماء ، ونحوهما .
7 ـ ويشترط فيه عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره .
فلا تثنى كلمتا " سواء " ، و" بعض " . استغناء عنهما بتثنية " جزء " ، و" سيّ " .
فنقول : جزءان ، وسيان .
كذلك لا تثنى بعض الألفاظ الدالة على التوكيد . نحو : اجمع ، وجمعاء للاستغناء عنهما في التثنية بلفظ " كلا " ، و " كلتا " .
8 ـ وأن يكون له نظير في الوجود .
فلا يصح أن نثني كلمة " شمس " ، ولا " قمر " ، ولا " زحل " ، ولا " سهيل "
فلا نقول : شمسان ، وقمران ، وزحلان ، وسهيلان .
وقد ذكر عباس حسن أن هذا الشرط ثبت بطلانه بالاكتشافات العلمية لغزو الفضاء . حيث توصل علماء الفضاء إلى وجود شموس ، وأقمار ، وكواكب كثيرة متشابهة في التسمية ، لذلك إذا ثنينا الألفاظ السابقة فلا حرج في ذلك . (1) .
طريقة التثنية :
أولا ـ تثنية الصحيح الآخر :
عند تثنية الاسم الصحيح الآخر نزيد على مفرده ألفا مفتوحا ما قبلها ونونا مكسورة في حالة الرفع ، أو ياء مفتوحا ما قبلها ، ونونا مكسورة في حالتي النصب والجر .
نحو : قفز اللاعبان في الهواء . وشاهدت اللاعبين يقفزان في الهواء .
وأعجبت باللاعبين يقفزان في الهواء .
5 ـ ومنه قوله تعالى : { وما يستوي البحران هذا عذب فرات }2 .
وقوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا }3 .
وقوله تعالى : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }4

ساجدة لله
2010-10-31, 03:50 AM
ثانيا ـ تثنية المنقوص :
المنقوص هو الاسم المنتهي بياء لازمة . مثل : الداعي ، والقاضي ، والرامي .
عند تثنية الاسم المنقوص الذي لم تحذف ياؤه ، نزيد ألفا مفتوحا ما قبلها في حالة الرفع ، ونونا مكسورة ، أو ياء مفتوحا ما قبلها ، ونونا مكسورة في حالتي النصب
ــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص121 .
2 ـ 12 فاطر . 3 ـ 29 فصلت .
4 ـ 31 الزخرف .

والجر . نحو : حضر القاضيان إلى المحكمة . وصافحت القاضيين . ومررت بالقاضيين .
فإذا كان المنقوص محذوف الياء ردت مفتوحة عند التثنية .
نحو : ساعٍ ، وقاض ، وداعٍ . نقول : هذان ساعيان نشيطات . وصافحت القاضيين .
وأثنيت على الداعيين .

3 ـ تثنية المقصور :
المقصور هو الاسم المنتهي بألف لازمة ، لذلك عند تثنيته لا يمكن اجتماع ألفه مع
ألف التثنية ، لهذا ينظر إلى ألفه على النحو التالي ، لتلافي التقاء الساكنين .
أ ـ إذا كانت ألفه ثالثة ردت إلى أصلها " الواو ، أو الياء " :
فترد ياء إذا كان أصلها الياء . نحو : فتى ، وهدى ، ورحى .
نقول : الفتيان مهذبان ، وجاءت الهديان .
وكافأت الفتيين ، وعطفت على الهديين .
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها ياء ، للتخلص من التقاء الساكنين .
وترد واوا إذا كان أصلها الواو . نحو : عصا ، وقفا ، وشذا .
نقول : للأعرج عصوان يتكئ عليهما . وصنع النجار للأعرج عصوين .
وهذا أعرج يمشي عل عصوين .
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها واوا للتخلص من التقاء الساكنين .
ب ـ وإذا كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء .
نحو : بشرى ، وحسنى ، ومنتدى ، ومصطفى .
نقول : هذان بشريان ، وشيدت الحكومة منتديين كبيرين ، ومررت بمصطفيين .
6 ـ ومنه قوله تعالى : { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين }1 .
في الأمثلة السابقة قلبت الألف ياء للتخلص من التقاء الساكنين .

4 ـ تثنية الممدود :
الممدود هو كل اسم معرب ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة .
وعند تثنيته يجب مراعاة الحالات الآتية في همزته :
أ ـ أن كانت همزته أصلية ، وجب إبقاؤها على حالها .
نحو : إنشاء ، وابتداء ، ووضّاء ، ومُضاء ، وقرّاء .
نقول : إنشاءان ، وابتداءان ، ووضاءان ، ومضاءان ، وقراءان .
الأمثلة : هذان إنشاءان كبيران . وأثنيت على قارئين مجيدين .
ومررت بفتيين وضاءين .
في الأمثلة السابقة بقيت همزة الممدود عند التثنية على حالها لأنها من أصل الكلمة .
تنبيه : ويمكننا معرفة أصل الكلمة بردها إلى الفعل الماضي .
إنشاء أصلها أنشأ ، وابتداء أصلها ابتدأ ، وهكذا ، ونلاحظ أنها أفعال مهموزة الآخر .
ب ـ وإن كانت الهمزة زائدة للتأنيث ، وجب قلبها واوا .
نحو : صحراء ، وبيداء ، وحمراء ، وخضراء .
نقول في التثنية : صحراوان ، وبيداوان ، وحمراوان ، وخضراوان .
نحو : هاتان صحراوان واسعتان . واستصلحت الدولة صحراوين واسعتين .
ودارت المعركة في صحراوين واسعتين .
ــــــــــ
1 ـ 52 التوبة .

ج ـ وإن كانت الهمزة مبدلة من حرف أصلي جاز فيها القلب ، أو الإبقاء ، والقلب أجود . مثل : كساء ، وسماء ، ودعاء ، وبناء ، واهتداء ، وارتواء .
نقول : كساءان ، أو كساوان ، وسماءان ، أو سماوان ، ودعاءان ، أو دعاوان .
نحو : هذان كساءان ، أو كساوان جميلان .
وإن السماءين ، أو السماوين ملبدتان بالغيوم .
وانطلقت الطائرة في سماءين ، أو سماوين ملبدتين بالغيوم .
ونلاحظ أن الهمزة في كل من " كساء ، وسماء ، ودعاء " مبدلة من حرف أصلي هو الواو . فأصلها : كساو ، وسماو ، ودعاو . فلحقها الإعلال ، وانقلبت الواو همزة .
والهمزة في كل من " بناء ، واهتداء ، وارتواء " مبدلة أيضا من حرف أصلي هو الياء .
فأصلها : بناي ، واهتداي ، وارتواي ، فلحقها الإعلال وانقلبت الياء همزة .
وكذلك إن كانت الهمزة للإلحاق جاز فيها الإبقاء ، أو القلب ، والقلب أجود .
نحو : عِلباء ، وقُوباء . (1) .
فهمزة كل من الكلمتين السابقتين زيدت للإلحاق ، الأولى ألحقت بـ " قِرطاس " ، والثانية ألحقت بـ " قُرناس " (2) ، وعند التثنية نقول : علباءان ، أو علباوان .
وقوباءان ، أو قوباوان .
ـــــــــــــ
1 ـ العلباء : العصبة الممتدة في العنق .
والقوباء : داء معروف يصيب الجلد .
2 ـ القرناس : انف الجبل .

ما يلحق بالمثنى :
يلحق بالمثنى في إعرابه بعض الألفاظ الدالة على التثنية لزيادة جاءت في آخرها ، ولكنها في الحقيقة لا تغني عن العاطف والمعطوف ، ولا مفرد لها من جنسها .
وهذه الألفاظ محصورة في خمسة ليس غير . بعضها ألحق بالمثنى بلا شروط وهي :
1 ـ اثنان ، واثنتان ، وثنثان . سواء أضيفت إلى ظاهر ، أم إلى مضمر ، أم لم تضف .
في حالة الرفع . نحو : فاز اثنان من المتسابقين . وفازت طالبتان اثنتان ، أو ثنثان .
ومنه قول الشاعر :
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
7 ـ ومنه قوله تعالى :
{ إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم }1 .
ومثال النصب : كافأت طالبين اثنين ، أو طالبتين اثنتين .
8 ـ ومنه قوله تعالى : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين }2 .
وقوله تعالى : { إذ أرسلنا إليهم اثنين }3 .
وقوله تعالى : { فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك }4 .
ومثال الجر : أوكلت الأمر لمعلمين اثنين . أو لمعلمتين اثنتين .
9 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك }5 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 106 المائدة . 2 ـ 51 النحل .
3 ـ 14 يس . 4 ـ 176 النساء .
5 ـ 11 النساء .

ولا يختلف إعراب " اثنان ، واثنتان ، وثنثان " إعراب المثنى في حالة تركيبها مع
العشرة نقول في الرفع : في الفصل اثنا عشر طالبا ، أو اثنتا عشرة طالبة .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا }1 .
وفي النصب نقول : صافحت اثني عشر لاعبا . وكافأت اثنتي عشرة طالبة .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما }2 .
أما العدد عشرة فهو اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لأنه بدل من نون المثنى المبنية على الكسر .
وفي حالة إضافة " اثنان " وأخواتها إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير ، نقول في إضافتها إلى الضمير : وصلني اثنا كتبك . وتسلمت اثنتي رسائلك . وشرحت على اثني خطاباتك.
مضافة إلى الاسم الظاهر .
ونحو : تأخر اثناكما ، وعاقبت اثنيكما ، مضافة إلى الضمير .
ولكن يشترط في المضاف إليه أن يكون غير المراد من المضاف ، فلا يصح أن نقول : جاء اثنا محمد وأحمد . ولا : عاقبت اثنيكما . إذا كان مدلول المضاف إليه هو مدلول المضاف ، وهذا ما يعرف بإضافة الشيء إلى نفسه .
2 ـ أما ما ألحق بالمثنى من الألفاظ ، ولكن بشروط : كلا ، وكلتا .
ويشترط في " كلا ، وكلتا " كي يعربا إعراب المثنى أن يضافا إلى الضمير .
نحو : فاز الطالبان كلاهما . وكافأت الفائزتين كلتيهما . وأثنيت على الفائزين كليهما .
12 ـ ومنه قوله تعالى : { إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف }3 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 60 البقرة . 2 ـ 160 الأعراف .
3 ـ 23 الإسراء .

فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر أعربا حسب موقعهما من الجملة إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا .
نحو : جاء كلا الطالبين . " كلا " : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . 13 ـ ومنه قوله تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها }1 .
ومنه قول لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
وصافحت كلا الضيفين . " كلا " : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
ومررت بكلا الحاجين . " كلا " اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
ويلحق بالمثنى هذا وهاتان ، واللذان واللتان على الأفصح .
ويلحق به ماثني من باب التغليب . كالعمرين ، والأبوين ، والقمرين .
ويلحق به ماسمي من الأسماء المثناة . نحو : حسنين ، ومحمدين ، وزيدان ، وحمدان .

إعراب المثنى وملحقاته :
يعرب المثنى على المشهور بالحروف ، فيرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء .
مثال الرفع ، نحو قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله }2 .
وقوله تعالى : { بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }3 .
وقوله تعالى : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } 4 .
ــــــــــ
1 ـ 33 الكهف . 2 ـ 166 آل عمران .
3 ـ 64 المائدة . 4 ـ 19 الحج .

ومثال النصب ، نحو قوله تعالى : { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان }1 .
وقوله تعالى : { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }2 .
ومثال الجر ، نحو : { ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى }3 .
وقوله تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزا }4 .
* وقد أعربت بعض قبائل العرب المثنى وملحقاته بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا ، كما هو الحال في الاسم المقصور .
نحو : جاء اللاعبانَ مسرعانَ .
فاللاعبان فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، ومسرعان : حال منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف . وأكرمت الضيفان . الضيفان مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف . ومررت بالطالبان المسرعان .
بالطالبان : جار ومجرور ، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف .
والمسرعان صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف .
ومنه قول الشاعر :
أعرف منها الجيد والعينانا ومنخرينِ أشبها ظبيانا
فالعينان ألزم الشاعر في نونها الفتح ، ومن حقها الكسر ، وهي لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله ، ويعربه بالحركات المقدرة على الألف للتعذر .
وقيل أن هذا هو المشهور في إعراب المثنى ، ولكنه ليس بفصيح .
تعريف نون المثنى ووضعها عن الإضافة :
هي نون مكسورة ، وفتحها لغة ، وقد تضم .
وهي مكسورة بعد الألف والنون لالتقاء الساكنين وهو الرأي الصحيح .
نحو : الطالبانِ مجتهدانِ . وصافحت الضيفينِ . وفصلت بين الخصمينِ .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 282 البقرة . 2 ـ 49 الذاريات .
3 ـ 12 الكهف . 4 ـ 61 النمل .

وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفراء .
كقول حميد بن ثور :
على أحوذيينَ استقلت عشية فما هي إلا لمحة وتغيب
أما الضم بعد الألف فهي لغة أيضا .
كقول الشاعر :
يا أبتا أرَّقني القِذَّانُ فالنوم لا تألفه العينانُ
يجب حذف نون المثنى عند الإضافة ، لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
نحو : بابا المنزل مفتوحان .
ومنه قوله تعالى : { ورفع أبويه على العرش }1 .
ومنه قول الشاعر :
كأن ذراعيها ذراعا مُدِلَّة بُعيد السباب حاولت أن تعَذَّرا
غير أن الأصح في حذف النون هو تعويض المثنى عما فاته من الإعراب بالحركات ، والدلالة على ذلك أنها لا تحذف عند اجتماعها مع " أل " التعريف في كلمة واحدة ، بخلاف التنوين ، فإنه يحذف بوجود " أل " . فإذا قلت : الرجلان ، فليست النون هنا عوضا عن التنوين في الاسم المفرد ، بل هي تعويض عن الحركة التي حرم منها المثنى.
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز تثنية جمع التكسير ، واسم الجمع أحيانا .
نحو : جمال : جمالان ، وركب : ركبان .
فجمال جمع تكسير ، وركبان اسم جمع . ويجوز التثنية فيهما بقصد الدلالة على التنويع ، ووجود مجموعتين متميزتين بأمر من الأمور (2) .
ـــــــــــ
1 ـ 100 يوسف .
1 ـ النحو الوافي ج1 ص118 .

2 ـ يجوز أيضا تثنية اسم الجنس . نحو : ماء : ماءان ، وسمن : سمنان .
3 ـ إذا سمي بالمثنى ، نحو : حمدان ، وبدران ، وعبدان ، وعمران ، وسعدان ، وجمعان . وهي في الأصل أسماء مفردة ولحقها علامة الثنية في حالة الرفع ، ثم سمي بها كما رأينا آنفا جاز تثنيتها لدخولها في العلمية ، وانسلاخها عن معنى التثنية ، ولكن
تثنيتها مرة أخرى لا تكون مباشرة ، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية ـ كما في
" حمدان " ، ونظائرها ـ علاوة تثنية مرة أخرى ، فلا يصح أن نقول : حمدانان ، ولا بدرانان ، ولكن يجوز التثنية بواسطة ، وهو استعمال كلمة " ذوا " في حالة الرفع قبل
المثنى المسمى به ، والمراد تثنيته مرة أخرى ، ويقع الإعراب على كلمة " ذوا " في حالة الرفع للمثنى المذكر ، و " ذوي " في حالتي النصب والجر ، والعلم بعدها يبقى على صورته ، ويعرب مضافا إليه . وكذلك الأمر بالنسبة للمثنى المؤنث المسمى به ، يسبق بكلمة " ذاتا ، أو " ذواتا " رفعا ، وبـكلمة " ذاتي " ، أو " ذواتي " نصبا وجرا .
نحو : جاء ذوا حمدان . ورأيت ذوي حمدان ، ومررت بذوي حمدان .
ونحو : جاءت ذاتا أو ذواتا هندات . ورأيت ذاتي ، أو ذواتي هندات .
ومرري بذاتي ، أو بذواتي هندات .
فمن الأمثلة السابقة نلاحظ أن التثنية وقعت على كلمة : ذوا ، وذوي ، وذاتا ، وذواتا ، وذواتي . شكلا ، وإعرابا . أما الاسم الواقع بعدها فلم يتغير شكله ، ولا موقعه الإعرابي،
فهو في كل الحالات يكون مضافا إليه مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة لمعاملته معاملة
الممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، مثل : سلمان ، وسلطان ، وعثمان .
4 ـ وكذلك الحال إذا سمي بجمع المذكر السالم، أو المؤنث السالم جاز تثنيته ، ولن بصورة غير مباشرة ، كما بينا في حالة تثنية المثنى المسمى به .
ففي تثنية جمع المذكر السالم المسمى به نقول : جاء ذوا حمدون . ورأيت ذوي حمدون .
ومررت بذوي حمدون .
وفي تثنية جمع المؤنث السالم نقول : جاءت ذاتا عطيات ، ورأيت ذاتي جميلات .
وسلمت على ذاتي عرفات .
ويعرب الاسم المسبوق بكلمة " الواسطة " مضافا إليه مجرورا بالكسرة في جمع المذكر السالم ، ومجرورا بالفتحة في جمع المؤنث السالم لمعاملته معاملة الممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، مثل : سعاد ، وفاطمة .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:50 AM
5 ـ تثنية الأسماء المحذوفة الآخر :
أ ـ نوع ترد لامه المحذوفة عند التثنية كما ترد عند الإضافة .
نحو : أب ، وأخ . وأصلهما : أبو ، وأخو وعند التثنية نقول : أبوان ، وأخوان .
ب ـ نوع لا ترد لامه المحذوفة لا في التثنية ، ولا عند الإضافة .
نحو : يد ، ودم . وأصلهما : يَدْيٌ ، ودَمْيٌ . نقول في التثنية : يدان ، ودمان .
6 ـ يمكن تثنية الجمع . نحو : غنم : غنمان ، ورماح : رماحان ، وبلاد : بلادان .
وخيل : خيلان ، وبُرّ : بران ، وشجر : شجران ، وبلح : بلحان ، وثمر : ثمران .
7 ـ لو سميت بـ " متى " ، و " بلى " ثم ثنيتهما تقول : متيان ، وبليان .
لأن " متى ، وبلى " سمع فيهما الإمالة ، وهي مدهما بصوت هو بين الكسرة ، والفتحة ، وما لم يسمع فيه الإمالة تقلب فيه الألف واوا . نحو : " إلى ، ولدى ، وإذا " ، عند تثنيتهما نقول : إلوان ، ولدوان ، وإذوان .
8 ـ وبعضهم يعرب المثنى بالحركات الظاهرة على النون رفعا ونصبا وجرا .
نحو : فاز المتسابقانُ . وكافأت المتسابقانَ . وأثنيت على المتسابقانِ .
9 ـ قد تجعل العرب الجمع مكان المثنى ، إذا كان الشيئان كل واحد منهما متصلا بالآخر . نحو : ما أنضج عقولهما . وصفت قلوبهما .
ومنه قوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما }1 .
وقوله تعالى : { فقد صغت قلوبكما }2 .
ــــــــــــ
1 ـ 38 المائدة .
2 ـ 4 التحريم .

نماذج من الإعراب

1 ـ قال تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان } 166 آل عمران .
وما : الواو استئنافية ، ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
أصابكم : أصاب فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة أصابكم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأصابكم ، وجملة ما أصابكم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة للتتمة قصة أحد .
التقى : فعل ناض مبني على الفتح المقدر . الجمعان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .
وجملة التقى الجمعان في محل جر مضاف إليه ليوم .

2 ـ قال تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل } 12 الإسراء .
وجعلنا : الواو للاستئناف ، جعلنا فعل وفاعل .
الليل : مفعول به أول . والنهار : الواو حرف عطف ، والنهار معطوف على الليل . آيتين : مفعول به ثان . فمحونا : الفاء حرف عطف ، محونا معطوف
على جعلنا . وجملة جعلنا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
آية : مفعول به ، وهو مضاف ، الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

3 ـ قال تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزاً } 61 النمل .
وجعل : الواو حرف عطف ، جعل فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بين : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بجعل ، وبين مضاف .
البحرين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
حاجزاً : مفعول به منصوب بالفتحة .

4 ـ قال تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما } 16 النساء .
واللذان : الواو حرف عطف ، اللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف يعرب إعراب المثنى . يأتيانها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الإثنين في محل رفع فاعل ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
فآذوهما : الفاء رابطة لما في اسم الموصول من معنى الشرط ، آذوا فعل أمر مبني على حذف
النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وهما في محل نصب مفعول به ، وجملة آذوهما في محل رفع خبر . وجملة واللذان وما في حيزها عطف على ما قبلها .

5 ـ قال تعالى : { وما يستوي البحران هذا عذب فرات } 12 فاطر .
وما : الواو للاستئناف ، وما نافية لا عمل لها .
يستوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل .
البحران : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
هذا : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . عذب : خبر مرفوع بالضمة .
فرات : خبر ثان أو صفة مرفوع بالضمة .
وجملة وما يستوي لا محل لها من الإعراب استئنافية .

6 ـ قال تعالى : { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } 52 التوبة .
قل : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
هل : حرف استفهام مبني على السكون .
تربصون : فعل مضارع حذفت إحدى تاءيه مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب مقول القول .
بنا : جار ومجرور متعلقان بتربصون . إلا : أداة حصر لا عمل لها .
إحدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وهي مضاف .
الحسنيين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .

7 ـ قال تعالى : { إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم } 106 المائدة .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان ، متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب ، متعلق بجوابه المحذوف والتقدير : فشهادة اثنين .
حضر : فعل ماض مبني على الفتح .
أحدكم : أحد مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .
الموت : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة حضر في محل جر بالإضافة إلى إذا .
حين الوصية : حين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بحضر ، وهو مضاف ، الوصية مضاف إليه مجرور بالكسرة .
اثنان : خبر لـ " شهادة " في أول الآية على تقدير مضاف محذوف ليتطابق المبتدأ والخبر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وأجاز الزمخشري أن تكون " شهادة " مبتدأ ، والخبر محذوف والتقدير : فيما فرض عليكم شهادة ، واثنان فاعل بشهادة ، والتقدير : أن يشهد اثنان ، وبه قال ابن هشام أيضاً .
ذوا عدل : ذوا صفة مرفوعة لاثنان وعلامة رفعها الألف ، وذوا مضاف ، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لاثنان أيضاً .

8 ـ قال تعالى : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين } 51 النحل .
وقال : الواو استئنافية ، قال فعل ماض مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
لا تتخذوا : لا ناهية جازمة ، وتتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . إلهين : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى .
اثنين : صفة منصوبة لإلهين وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بالمثنى .
وجملة لا تتخذوا في محل نصب مقول القول . وجملة قال وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .

9 ـ قال تعالى : { فإن كن نساءً فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك } 11 النساء .
فإن : الفاء تفريعية حرف مبني لا محل لها من الإعراب ، وهي شبيهة بفاء الاستئناف وفاء
التعليل ، إن حرف شرط مبني على السكون .
كن : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم فعل الشرط ، ونون النسوة في محل رفع اسمها . نساء : خبر كان منصوب بالفتحة .
والجملة بعد الفاء لا محل لها من الإعراب استئنافية .
فوق اثنتين : فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صفة لنساء ، وهو مضاف ، اثنتين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى ، ويجوز أن يكون " فوق " متعلقاً بمحذوف خبر ثان لكان .
فلهن : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولهن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ثلثا : مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وهو مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
ترك : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وجملة ترك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة فلهن ثلثا في محل جزم جواب
الشرط .

10 ـ قال تعالى : { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا } 60 البقرة .
فانفجرت : الفاء هي الفصيحة لأنها أفصحت عن كلام مقدر ، وانفجرت فعل ماض مبني على
الفتح ، والتاء للتأنيث . منه : جار ومجرور متعلقان بانفجرت .
اثنتا عشرة : اثنتا فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وعشرة الجزء الثاني من العدد المركب مبني على الفتح دائماً . عيناً : تمييز ملفوظ منصوب بالفتحة .

11 ـ قال تعالى : { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً } 160 الأعراف .
وقطعناهم : الواو حرف عطف ، قطعناهم : فعل وفاعل ومفعول به .
اثنتي عشرة : اثنتي حال من المفعول به في قطعناهم منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى ، وعشرة مبنية على الفتح ، وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون قطع بمعنى
صير فتكون " اثنتي عشرة " مفعولاً به ثانياً (1) .
ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص287 .

أسباطاً : بدل منصوب بالفتحة من اثنتي عشرة ، والتمييز محذوف والتقدير : اثنتي عشرة فرقة وقال الزجاج لا يجوز أن يكون " أسباطاً " تمييزاً ، لأنه لو كان تمييزاً لكان مفرداً .
أمماً : بدل منصوب بالفتحة من أسباطاً .

12 ـ قال تعالى : { إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ } 23 الإسراء .
إمّا : إن حرف شرط جازم لفعلين ، وما زائدة للتوكيد .
يبلغن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والجملة في محل
جزم فعل الشرط .
عندك : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيبلغن ، وعند مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
الكبر : مفعول به منصوب بالفتحة .
أحدهما : فاعل يبلغن ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو كلاهما : أو حرف عطف ، وكلاهما معطوف على أحدهما مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى .
فلا تقل : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية ، وتقل فعل أمر مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت . والجملة في محل جزم جواب الشرط . لهما : جار ومجرور متعلقان بتقل .
أف : اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر ، مبني على الكسر مع التنوين ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .

13 ـ قال تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها } 33 الكهف .
كلتا : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه يعرب إعراب الاسم المقصور ، وهو مضاف .
الجنتين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
آتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
أكلها : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة آتت في محل رفع خبر كلتا .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:51 AM
الفصل الثالث

جمع المؤنث السالم

تعريفه :
هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على آخره ، ولم يتغير مفرده عند الجمع . نحو : فاطمة : فاطمات ، زينب : زينبات ، معلمة : معلمات ، طلحة : طلحات ، منتدى : منتديات .
30 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الحسنات يذهبن السيئات }1 .
وقوله تعالى : { ولله غيب السموات والأرض }2 .
وقوله تعالى : { والمحصنات من المؤمنات }3 .
شروط جمعه :
يشترط في جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية :
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا .
نحو : مريم : مريمات ، هند : هندات ، سعاد : سعادات ، زينب : زينبات .
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان ، أو غير علم .
العلم ، نحو : عائشة : عائشات ، فاطمة : فاطمات ، طلحة : طلحات .
وغير العلم ، نحو : شجرة : شجرات ، كراسة : كراسات ، حديقة : حديقات .
3 ـ ما ختم بتاء العوض ، أو تاء المبالغة .
مثال ما كانت التاء فيه عوض عن محذوف : ثُبة : ثبات ، عدة : عدات .
فالتاء في " ثبة " عوض عن الواو المحذوفة . فالأصل : ثُبَوٌ .
وفي عدة عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة ، فالأصل : وعد .
ومثال ما كانت فيه التاء للمبالغة : قتَّالة : قتَّالات ، وعلاَّمة : علاَّماتا ،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 114 هود . 2 ـ 3 ـ 5 المائدة .

وفهَّامة : فهَّامات . فالتاء في قتالة ، وعلامة ، وفهامة للمبالغة .
4 ـ ما كان صفة لمؤنث . نحو : مرضع : مرضعات ، طالق : طالقات ، عانس : عانسات ، نقول : هؤلاء مرضعات .
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل . نحو : شاهق : شاهقات ، شامخ : شامخات ، معدود : معدودات . نقول : جبال شامخات .
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل . نحو : دريهم : دريهمات ، نهير : نهيرات ، جبيل : جبيلات . نقول : معي دريهمات قليلة .
7 ـ ما صدر بـ " ابن ، أو ذي " من الأسماء غير العاقلة ، حيث تجمع صدورها . نحو : ابن آوى : بنات آوى ، وذو القرون : ذوات القرون .
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير .
نحو : سرادق : سرادقات ، حمّام : حمامات ، إصطبل : إصطبلات .
وكذلك الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم .
نحو : تلفون : تلفونات ، تلفزيون : تلفزيونات ، تلغراف : تلغرافات .
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة ، علما ، أو غير علم مؤنثا ، ومذكرا . مثال الأعلام المؤنثة : ليلى : ليلات ، سعدى : سعدات .
مثال الصفات : ذكرى : ذكرات ، نعمى : نعمات .
مثال الأعلام المذكرة : رضوى : رضوات .
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة ، علما ، أو غير علم ، مؤنثا ومذكرا .
مثال الأعلام المؤنثة : صحراء : صحراوات ، بيداء : بيداوات ، سناء : سناءات .
مثال الصفات : حمراء : حمراوات ، حسناء : حسناوات ، شقراء : شقراوات .
مثال الأعلام الذكور : مضاء : مضاءات ، ذكرياء : ذكرياءات .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:51 AM
كيفية الجمع أو طريقته :
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي :
أولا ـ جمع الاسم الصحيح :
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء ، وجب حذفها عند الجمع ، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين ، للدلالة على الجمع .
نحو : فاطمة : فاطمات ، ومعلمة : معلمات .
31 ـ ومنه قوله تعالى : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب }1 .
وقوله تعالى : { ويخرجهن من الظلمات إلى النور }2 .
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر ، فلا يحدث في أخره تغيير .
نحو : زينب : زينبات ، ومريم : مريمات .
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا .
نحو : طلحة : طلحات ، معاوية : معاويات ، عبيدة : عبيدات .
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا ، وصحيح العين ، غير مضعف ، مختوما ، أو غير مختوم بتاء زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي :
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا لفائه .
نحو : تمرة : تمرات ، ودعد : دعدات ، وجمرة : جمرات ، صخرة : صخرات .
32 ـ ومنه قوله تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم }3 .
3 ـ ومنه قول العرجي :
" بالله يا ظبيات القاع قلن لنا "
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين ، وفتحها ، وإسكانها .
نحو : غرفة : غُرُفات ، غُرَفات ، غُرْفات . وحجرة : حُجُرات ، حُجَرات ،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 34 النساء . 2 ـ 16 المائدة .
3 ـ 167 البقرة .

حُجْرات . وذلك بضم العين على الإتباع للفاء ، أو الفتح ، أو الإسكان .
33 ـ ومنه قوله تعالى : { وهم في الغرفات آمنون }1 .
وقوله تعالى : { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات }2 .
وقوله تعالى : { ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه }3 .
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع الكسر على الإتباع ، أو الفتح ، أو الإسكان . نحو : هند : هِنِدات بكسر العين ، وهِنَدات بفتحها ، وهِنْدات
بإسكانها . وسِدرة : سِدِرات ، سِدَرات ، سِدْرات .
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء ، ومفتوح أو مضموم ، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله .
نحو : شجرة : شَجَرات . وبقرة : بقرات . وثمرة : ثَمَرات . بفتح العين .
34 ـ ومنه قوله تعالى : { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان }4 .
ونحو : سَمُرة : سَمُرات (5) . بضم العين . 4 ـ ومنه قول امرئ القيس :
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو : نَمِرة : نَمِرات . بكسر العين .
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين ، بقى الإسكان في الجمع .
نحو : تارة : تارات . دولة : دولات . بيضة : بيضات .
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد " فلا تتغير حركته عند الجمع .
نحو : جنّة : جنّات . حبّة : حبات . حيّة : حيّات ، خطّة : خطّات .
35 ـ ومنه قوله تعالى : { وهو الذي أنشأ جنات معروشات }6 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 37 النبأ . 2 ـ 4 الحجرات .
3 ـ 30 الحج . 4 ـ 43 يوسف .
5 ـ السُمر : نوع من أنواع الطلح . 6 ـ 141 الأنعام .

8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين ، سواء أكان مفتوح الفاء ، أم مضمومها ، أم مكسورها ، فليس في جمعه إلا تسكين العين .
نحو : ضَخمة : ضخْمات ، حُلوة : حلْوات ، جِلفة : جلْفات .
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور :
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان : ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا ، أو ياء .
مثال ما أصله واوا : عصا : عصوات . رضا : رضوات . شذا : شذوات .
ومثال ما أصله ياء : هدى : هديات . مدى : مديات .
2 ـ إذا كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء .
نحو : ذكرى : ذكريات . منتدى : منتديات . مستشفى : مستشفيات .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:51 AM
ثالثا ـ جمع الممدود :
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره .
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها .
نحو : إنشاء : إنشاءات . إملاء : إملاءات .
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا .
نحو : صحراء : صحراوات . حمراء : حمراوات .
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو ، أو ياء " جاز بقاؤها ، أو إبدالها واوا . نحو : سماء : سماءات وسماوات . دعاء : دعاءات ودعاوات .
زكرياء : زكرياءات وزكرياوات . وفاء : وفاءات ووفاوات .

رابعا ـ جمع المنقوص :
إذا جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه موجودة .
نحو : الساعية : الساعيات . الرابية : الرابيات . الداعية : الداعيات .
وإذا كانت ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع .
نحو : قاض : قاضيات . ساع : ساعيات : راس : راسيات .
36 ـ ومنه قوله تعالى : { وجفان كالجواب وقدور راسيات }1 .


ملحقات جمع المؤنث السالم :
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه ، وليس في الأصل جمعا مؤنثا سالما ، وهي :
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع ، ولكن لا مفرد لها من لفظها .
نحو : أولات : فهي يدل على جماعة الإناث ، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة .
نقول : المعلمات أولات فضل .
37 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }2 .
ونحو : بنات ، وأخوات : هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما ، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة ، إذ يجب عدم تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم ، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان ، ومثيلاتها به .
نقول : هؤلاء بنات مهذبات . وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات .
وأثنت المعلمة على البنات والأخوات المهذبات .
ومنه قوله تعالى : { فاصطفى البنات على البنين }3 .
وقوله تعالى : { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم }4 .
ــــــــــــ
1 ـ 13 سبأ . 2 ـ 4 الطلاق .
3 ـ 153 الصافات . 4 ـ 23 النساء .

2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث ، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية ، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث ، أو المذكر السالمين ، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح ، أو الذم ، أو التمليح (1) .
ومن هذه الألفاظ : أذرعات (2) .
5 ـ قال الشاعر :
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر ، لأن أصلها جمع مؤنث سالم ، ثم سمي بها بلد ، فهو في اللفظ جمع ، وفي المعنى مفرد .
ومنه : سادات ، وعنايات ، وسعادات ، وزينبات ، وعرفات ، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة ، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة ، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب .
إعرابه :
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة ، ونصبا وجرا بالكسرة ، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى . فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب . ففي الرفع نقول : جاءت الطالباتُ مبكراتٍ .
فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة ، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة . 39 ـ ومنه قوله تعالى : { والمحصنات من المؤمنات }3 .
وقوله تعالى : { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره }4 .
وفي النصب نقول : إن المعلمات مخلصات .
ـــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج3 ص137 هامش رقم1 .
2 ـ اسم لقرية بالشام . 3 ـ 5 المائدة .
4 ـ 54 الأعراف .

المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .
ومنه قوله تعالى : { والذين يرمون المحصنات }1 .
المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة ، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات }2 .
وفي الجر نقول : أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ .
41 ـ ومنه قوله تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات }3 .
وقوله تعالى : إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون }4 .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء ، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما ، إما لكون الألف فيها أصلية . نحو : قضاة ، وغزاة .
أو لأن التاء فيها أصلية . نحو : أقوات وأبيات .
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير ، ترفع بالضمة ، وتنصب بالفتحة ، وتجر بالكسرة . نقول : جاء القضاةُ . إن القضاةَ عادلون . وسلمت على القضاةِ .
ونقول : هذه أبيات شعرية جميلة . وقرأت أبياتا شعرية جميلة .
42 ـ ومنه قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }5 .
" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة ، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية ، وليست جمع مؤنث سالما .
ومنه قوله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا }6.
2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم ، والتي ذكرناها في موضعها ، ثلاثة أنواع من الإعراب :
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 المائدة . 2 ـ 5 المائدة .
3 ـ 11 البروج . 4 ـ 1 إبراهيم .
5 ـ 4 الحجرات . 6 ـ 28 البقرة .

أ ـ النوع الأول وهو أصحها : أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية ، فيرفع بالضمة مع التنوين ، لأن التنوين للمقابلة . نحو : هذه عناياتٌ .
وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين ، نحو : رأيت عناياتٍ ، ومررت بعناياتٍ .
ب ـ النوع الثاني : أن يعرب الاسم رفعا بالضمة ، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين . نحو : هذه عرفاتُ . وزرت عرفاتِ . ووقفت في عرفاتِ .
ج ـ النوع الثالث : أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف ، فيرفع بالضمة بدون تنوين ، وينصب ويجر بالفتحة .
نحو : هذه أذرعاتُ . وسكنت أذرعاتَ . ورحلت إلى أذرعاتَ .
وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا ، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة .
3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما ، وإنما تجمع جمع تكسير .
فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر : حُمْر ، ولا نقول : حمراوات .
وفي خضراء مؤنث أخضر : خُضْر ، ولا نقول : خضراوات .
4 ـ لا يصح جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما ، وإنما تجمع جمع تكسير . فلا نقول في : سكرى مؤنث سكرن : سكريات ، وإنما نقول : سُكارى .
كذلك لا يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما ، فلا نقول في سكرى : سكرانون .
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما ، وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير ، وأهم هذه الألفاظ : امرأة ، أَمة ، شاة ، أُمَّة ، شفة ، ملة .
فلا يقال فيها : امرآت ، أمات ، شاهات ، أُمّات ، شفات ، مِلاّت .
لأن ذلك مناف لقواعد ، وأصول اللغة . وإنما نقول : نساء ، إماء ، شياه ، أمم ، شفاه ملل .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:51 AM
نماذج من الإعراب


30 ـ قال تعالى : { أن الحسنات يذهبن السيئات } 114 هود .
إن : حرف توكيد ونصب . الحسنات : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة . يذهبن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل .
السيئات : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة .
وجملة يذهبن في محل رفع خبر إن .

31 ـ قال تعالى : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب } 34 النساء .
فالصالحات : الفاء حرف استئناف ، الصالحات مبتدأ مرفوع بالضمة .
قانتات : خبر أول مرفوع بالضمة . حافظات : خبر ثان مرفوع بالضمة .
للغيب : جار ومجرور متعلقان بحافظات .
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

32 ـ قال تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم } 167 البقرة .
كذلك : الكاف حرف تشبيه وجر ، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب لمفعول مطلق محذوف عامله الفعل الذي بعده ، والتقدير : يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم إراءة مثل تلك الإراءة .
يريهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
أعمالهم : مفعول به ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حسرات : مفعول به ثالث منصوب بالكسرة .
ويجوز في حسرات أن تعرب حالا ، إذا اعتبرنا الرؤية بصرية ، والوجه الأول أرجح باعتبار أن الرؤية قلبية فيتعدى الفعل " يرى " لثلاثة مفاعيل .

3 ـ قال العرجي :
بالله يا ظبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر
بالله : جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف .
يا ظبيات : يا حرف نداء ، ظبيات منادى منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف ، القاع : مضاف إليه مجرور .
قلنا : فعل ماض ، ونون النسوة في محل رفع فاعل .
لنا : جار ومجرور متعلقان بقال .
ليلاي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وليلا مضاف وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
منكن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر . والجملة في محل نصب مقول القول .
أم : حرف عطف . ليلى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة .
من البشر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .
الشاهد المطلوب قوله ظبيات حيث فتح العين وهي الباء تبعاً لفتحة الفاء التي هي الظاء في جمع الاسم الثلاثي الساكن العين الصحيحها وهو ظبية .

33 ـ قال تعالى : { وهم في الغرفات آمنون } 37 سبأ .
وهم : الواو حرف عطف ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
في الغرفات : جار ومجرور متعلقان بـ " آمنون " ، أو في محل نصب حال .
آمنون : خبر مرفوع بالواو .
34 ـ قال تعالى : { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان } 43 يوسف .
وقال : الواو حرف عطف ، قال فعل ماض مبني على الفتح .
الملك : فاعل مرفوع بالضمة . إني : إن واسمها .
أرى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . سبع : مفعول به منصوب بالفتحة ، وسبع مضاف .
بقرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمانٍ : صفة لبقرات مجرورة بالكسرة .
وجملة أرى في محل رفع خبر إن . وجملة إني وما في حيزها في محل نصب مقول القول .

4 ـ قال امرؤ القيس :
كأني غداة البين يوم تحمّلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
كأني : كأن حرف مشبه بالفعل من أخوات إن ، وياء المتكلم في محل نصب اسمها .
غداة : ظرف زمان متعلق بناقف الآتي ، ويصح تعليقه بكأن لما فيها من معنى التشبه ، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن الحرف معنى الفعل ، والتقدير : أشبه نفسي ، وتعليقه بناقف أقوى ، وغداة مضاف ، والبين : مضاف إليه .
يوم : ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض .
تحملوا : فعل وفاعل والألف فارقة ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها .
لدى : ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به غداة ، ولدى مضاف ، وسمرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسمرات مضاف ، والحي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .
ناقف : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وحنظل : مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله ، وفاعل ناقف ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا . والجملة الاسمية كأني وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:52 AM
35 ـ قال تعالى : { وهو الذي أنشأ جنات معروشات } 141 الأنعام .
وهو : الواو استئنافية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر .
أنشأ : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول وهو العائد أو الرابط لجملة الصلة ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
جنات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
معروشات : صفة لجنات منصوبة بالكسرة .

36 ـ قال تعالى : { وجفان كالجواب وقدور راسيات } 13 سبأ .
وجفان : الواو حرف عطف ، جفان معطوفة على تماثيل مجرورة بالكسرة .
كالجواب : الكاف حرف جر وتشبيه والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لجفان ، وحذفت ياء الجواب في خط القرآن .
وقدورٍ : عطف على الجفان . راسيات : صفة مجرورة لقدور .

37 ـ قال تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } 4 الطلاق .
وأولات : الواو حرف عطف وأولات مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم ، وأولات مضاف ، والأحمال : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
أجلهن : مبتدأ مرفوع بالضمة والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
أن : حرف مصدري ونصب .
يضعن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ أجلهن والتقدير : وضع ، ونون النسوة في محل رفع فاعل يضع . حملهن : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة أجلهن في محل رفع خبر المبتدأ أولات . وجملة أولات معطوفة على ما قبلها .

38 ـ قال تعالى : { أصطفى البنات على البنين } 153 الصافات .
أصطفى : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب استغني بها عن همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن ، واصطفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله . البنات : مفعول به منصوب بالفتحة .
على البنين : جار ومجرور متعلقان باصطفى بعد تضمينه معنى أفضل .

5 ـ قال الشاعر :
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
تنورتها : فعل وفاعل ومفعول به .
من أذرعات : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة إذا قرأناه منوناً أو من غير تنوين ، أما إذا قرأناه بالفتح فعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، والجار والمجرور متعلقان بتنور .
وأهلها : الواو للحال وأهل مبتدأ والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بيثرب : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال .
أدنى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وأدنى مضاف ، ودارها : مضاف إليه ، ودار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
نظر : خبر المبتدأ مرفوع . عال : صفة مرفوعة لنظر .
الشاهد في قوله : " أذرعات " فإن أصله جمع ثم نقل فصار اسم بلد فهو في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد .
وفي كلمة " أذرعات " ثلاثة أوجه من الإعراب كما ذكر ابن عقيل في شرحه على الألفية .
1 ـ الوجه الأول : ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به ، ولا يحذف منه التنوين " من أذرعاتٍ " وهذا هو الوجه الصحيح .
2 ـ الوجه الثاني : أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة من غير تنوين " من أذرعاتِ " .
3 ـ الوجه الثالث : أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين باعتباره ممنوعاً من الصرف " من أذرعاتَ " .

39 ـ قال تعالى : { والمحصنات من المؤمنات } 5 المائدة .
والمحصنات : الواو استئنافية أو عاطفة ، المحصنات مبتدأ مرفوع بالضمة ،
وخبره محذوف دل عليه ما قبله ، أي : حل لكم ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
من المؤمنات : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المحصنات . والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو معطوفة على ما قبلها .

40 ـ قال تعالى : { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا } 24 النور .
إن : حرف توكيد ونصب .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .
يرمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
المحصنات : مفعول به منصوب بالكسرة . والغافلات المؤمنات نعت للمحصنات .
لعنوا : فعل ماض مبني للمجهول وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .
وجملة لعنوا في محل رفع خبر إن . في الدنيا : جار ومجرور متعلقان بلعنوا .

41 ـ قال تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } 1 إبراهيم .
لتخرج : اللام لام التعليل ، وتخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب .
من الظلمات : جار ومجرور متعلقان بتخرج .
إلى النور : جار ومجرور متعلقان بتخرج أيضاً .

42 ـ قال تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم } 28 البقرة .
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه الفعل بعده ، وصاحبه واو الجماعة .
تكفرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل .
بالله : جار ومجرور متعلق بتكفرون ، وجملة كيف تكفرون مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وكنتم : الواو للحال ، وكان واسمها والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة في تكفرون ، والرابط الواو والضمير ، وقد المقدرة قبل الفعل الماضي الناقص لتقربه من الحال . أمواتاً : خبر كان منصوب بالفتحة .
فأحياكم : الفاء حرف عطف ، وأحيى فعل ماض مبني على الفتح المقدر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة أحيى معطوفة على ما قبلها ، فهي في محل نصب حال مثلها .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:52 AM
الفصل الخامس
الممنوع من الصرف

ينقسم الاسم المعرب إلى قسمين : متمكن أمكن إذا كان مصروفا ، بحيث يدخله التنوين ، ويجر بالكسرة ، ومتمكن غير أمكن وهو غير المنصرف .
تعريف الممنوع من الصرف :
هو الاسم المعرب الذي لا يدخله تنوين التمكين ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إلا إذا عرّف بـ " أل " ، أو الإضافة ، فإنه يجر بالكسرة .
أنواعه : ينقسم الممنوع من الصرف إلى نوعين :
1 ـ الممنوع من الصرف لعلتين اسما كان أو صفة .
2 ـ الممنوع من الصرف لعلة واحدة سدت مسد العلتين .

أولا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلتين :
هو كل اسم علم معرب اجتمع فيه مع علة العلمية علة أخرى مساندة فامتنع بسببها من الصرف . ويشمل الأنواع الآتية .
1 ـ كل اسم على وزن الفعل المستقبل ، أو الماضي ، أو الأمر ، بشرط خلوه من الضمير ، وألا يكون الوزن مشتركا بين الأسماء ، والأفعال ، وألا يكون الاسم منقوص الآخر .
مثال ما كان على وزن الفعل مستوفيا الشروط السابقة : يزيد ، أحمد ، أسعد ، تغلب ، يعرب ،
يشكر ، يسلم ، ينبع ، شمر ، تعزَّ .
نقول في الرفع : جاء يزيدُ . برفع يزيد بدون تنوين .
59 ـ ومنه قوله تعالى : { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }1 .
ــــــــــــ
1 ـ 6 الصف .

والنصب : رأيت يزيدَ . بنصب يزيد بدون تنوين .
والجر : سلمت على أسعدَ . بجر أسعد بالفتحة نيابة عن الكسرة .
فإذا احتوى الاسم الشبيه بالفعل على الضمير خرج عن بابه ، وصار حكاية .
نحو : يشكر المجتهدين . فيشكر فعل مضارع لاحتوائه على الضمير المستتر فيه ، وليس اسما ممنوعا من الصرف . ومثال اشتراك الوزن بين الاسمية والفعلية على
السواء قولهم : رجب ، وجعفر . فهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف .
نقول : جاء رجبٌ ، ورأيت رجباً ، ومررت برجبٍ .
فينون في جميع إعراباته ، ويجر بالكسرة . ورجب اسم لعلم ، وشهر من شهور السنة الهجرية . وأما الاسم المنقوص الآخر فنحو : يغز ، ويدع . إذا سمي بأحدهما رجل .
وهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف ، لأن أصلهما : يغزو ، ويدعو ، فعند التسمية بهما جعلت الضمة قبل الواو كسرة ، فتقلب الواو ياء لأنه ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمة ، فصار : يغزي ، ويدعي ، ثم تحذف الياء في حالة الرفع والجر ، ويعوض عنها بتنوين العوض .
نحو : جاء يغزٍ . يغزٍ : فاعل مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة .
وذهبت إلى يغزٍ . يغز : اسم مجرور بالكسرة على الياء المحذوفة .
ورأيت يغزيَ . يغزيَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . ممنوع من الصرف .
2 ـ العلم المؤنث المختوم بتاء التأنيث سواء أكان التأنيث حقيقيا ، أم لفظيا ، والعلم المؤنث المزيد على ثلاثة أحرف ، ولا علامة فيه للتأنيث ( المؤنث المعنوي ) .
مثال المؤنث الحقيقي المختوم بالتاء : فاطمة ، عائشة ، مكة .
نقول : سافرت فاطمةُ إلى مكةَ . وكافأت المديرة عائشةَ .
60 ـ ومنه قوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين }1 .
ـــــــــــ
1 ـ 96 آل عمران .

ومثال العلم المؤنث تأنيثا معنويا : مريم ، وزينب ، وسعاد .
نحو : وصلت مريمُ ، ورأت سعادَ ، وسلمت على زينبَ .
61 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلنا ابن مريم وأمه آية }1 .
وقوله تعالى : { فأما تمود فأهلكوا بالطاغية }2 .
فإذا كان العلم المؤنث المجرد من تاء التأنيث ثلاثيا اتبعنا في صرفه ، أو عدمه الأحوال التالية :
أ ـ إذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربي الأصل ، ساكن الوسط ، نحو : هند ، ودعد ، وعدن ، ومي . فالأحسن فيه عدم منعه من الصرف . ويجوز منعه .
نقول : هذه هندٌ ، وإن هندًا مؤدبة ، وأشفقت على هندٍ .
62 ـ ومنه قوله تعالى : ( ومساكن طيبة في جنان عدن }3 .
وقوله تعالى : { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم }4 .
ب ـ فإذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربيا متحرك الوسط . نحو : أمل ، وقمر ، ومضر . وجب منعه من الصرف .
نقول : جاءت أملُ . ورأيت أملَ ، وسلمت على أملَ . بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ج ـ وإذا كان العلم المؤنث الثلاثي أعجميا . نحو : بلخ ، اسم مدينة .
وجب منعه من الصرف . نقول : بلخُ مدينة جميلة ، وشاهدت بلخَ ، وسافرت إلى بلخَ . بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ومما جاء ممنوعا حينا ، ومصروفا حينا آخر كلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة ، يجوز تذكيرها (5) .
63 ـ مثال جواز منعها من الصرف قوله تعالى : { وقال الذي اشتراه من مصر }6
ــــــــــــــ
1 ـ 50 المؤمنون . 2 ـ 5 الحاقة .
3 ـ 12 الصف . 4 ـ 41 الذاريات .
5 ـ القاموس المحيط ج2 ص134 مادة مصر . 6 ـ 21 يوسف .

وقوله تعالى : { أليس لي ملك مصر }1 . وقوله تعالى : { وقال ادخلوا مصر }2 .
64 ـ ومثال صرفها قوله تعالى : { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم }3 .
ومثال العلم المختوم بتاء التأنيث اللفظي : طلحة ، وعبيدة ، ومعاوية .
نقول : تفوق طلحةُ في دراسته ، وكافأ المدير طلحةَ ، وأثنى المعلمون على طلحةَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
3 ـ العلم الأعجمي :
يشترط في منعه من الصرف أن يكون علما في اللغة التي نقل منها إلى اللغة العربية ، أو لم يكن علما في اللغة التي نقل منها ثم صار علما في اللغة العربية . كما يشترط فيه أن يكون مزيدا على ثلاثة أحرف ، فإن كان ثلاثيا صرف في حالة ، ومنع في أخرى . مثال الأعجمي المزيد : آدم ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وبشار ،
ويوسف ، ويعقوب ، وإسحاق ، وجورج ، نقول : كان آدمُ أول الخلق أجمعين .
إن إبراهيمَ خليل الله ، وسلمت على بشارَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
65 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }4 .
وقوله تعالى : { نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق }5 .
وقوله تعالى : { وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب }6 .
أما إذا كان العلم الأعجمي ثلاثيا فله حالتان :
1 ـ إن كان متحرك الوسط ، وجب منعه من الصرف .
نحو : حلب ، وقطر .
تقول : حلبُ مدينة جميلة ، وإن قطرَ دولة خليجية ، وسافرت إلى حلبَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الزخرف . 2 ـ 99 يوسف . 3 ـ 61 البقرة .
4 ـ 7 يوسف . 5 ـ 3 القصص . 6 ـ 163 النساء .

2 ـ وإن كان ساكن الوسط وجب صرفه . نحو : هود ، ولوط ، ونوح ، وخان .
نقول : كان لوطُ نبيا ، وأرسل الله هودَ إلى قوم عاد ، واستجاب الله إلى نوحَ .
4 ـ العلم المختوم بألف ونون زائدتين ، وكانت حروفه الأصلية ثلاثة ، أو أكثر .
مثل : سليمان ، وسلطان ، وحمدان ، ولقمان ، ورمضان ، وسرحان .
نقول : كان عثمانُ ثالث الخلفاء الراشدين . وإن سليمان طالب مجتهد . ومررت بسلطان .
66 ـ ومنه قوله تعالى : { ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره }1 .
وقوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }2 .
وقوله تعالى : { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه }3 .
وقوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران }4 .
فإن شككت في زيادة النون ، أو عدم زيادتها ، كأن تكون أصلية ، لم يمنع الاسم من الصرف . نحو : حسان ، وعثمان ، وسلطان .
فإذا اعتبرنا الأصل : الحسن ، وعثمن ، وسلطن ، كانت النون أصلية فلا تمنع من الصرف . نقول : هذا حسانٌ ، واستقبلت عثمانًا بالبشر ، وسلمت على سلطانٍ .
67 ـ ومنه قوله تعالى : { ليس لك عليهم سلطانٌ }5 . 68 ـ وقوله تعالى : { ما لم ينزل به سلطانا }6 . 69 ـ وقوله تعالى : { ما أنزل الله بها من سلطانٍ }7 .
وقوله تعالى : { لا تنفذوا إلا بسلطانٍ }8 .
بالتنوين ، والجر بالكسرة . والواضح من كلمة " سلطان " في الآيات السابقة ، وغيرها مما ورد فيها ذكر هذه الكلمة أنها ليس علما ، وإنما هي بمعنى المُلك ، أو القوة ،
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 81 الأنبياء . 2ـ 85 البقرة . 3 ـ 13 لقمان .
4 ـ 35 آل عمران . 5 ـ 43 الحجر . 6 ـ 151 آل عمران .
7 ـ 23 النجم . 8 ـ 33 الرحمن .

والله أعلم ، وقد وردت في القاموس علما ، فقد ذكر صاحب القاموس أن من فقهاء القدس : سلطانُ بنُ إبراهيم . (1)
وإن كانت النون فيها زائدة وجب منعها من الصرف .
نقول : كان حسانُ شاعر الرسول ، وإن عثمانَ خليفة ورع . والتقيت بسلطانَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
كذلك إذا كانت حروف الاسم المختوم بالألف والنون الزائدتين أقل من ثلاثة أحرف وجب صرفه . نحو : سنان ، وعنان ، ولسان ، وضمان ، وجمان .
لأن الألف والنون في هذه الحالة تكون أصلية غير زائدة .
نقول : سافر سنانٌ ن واستقبلت سنانًا ، وسلمت على سنانٍ .
5 ــ العلم المعدول عن فاعل إلى " فُعَل " ، بضم الفاء ، وفتح العين .
نحو : عمر ، وزفر ، وزحل ، وقثم ، وقزح ، وهبل .
فهي أسماء معدولة عن أسماء الفاعلين : عامر ، وزافر ، وزاحل ، وقاثم ، وقازح ، وهابل . نقول : تم فتح الشام في خلافة عمر بن الخطاب .
ووصل رجال الفضاء إلى زحل .
ومنه قول الشاعر :
أشبهت من عمر الفاروق سيرته قاد البرية وأتمت به الأمم
ومنه بعض ألفاظ التوكيد المعدولة ، والعدل يعني تحويل الاسم من وزن إلى آخر ، وفي موضوعنا يعني تحويل اسم الفاعل إلى وزن " فُعَل " .
نحو : كُتَع ، وجمع . المعدولتان عن : جمعاء وكتعاء (2) .
فإذا سمي بهما منعا من الصرف (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ القاموس مادة سلط ، مؤسسة الرسالة ط3 ، ص867 . 2 ـ الكتاب لسيبويه ج3 ص224 .
3 ـ إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي ، للبطليوسي ص274 ، وانظر التطبيق النحوي ، د . عبده الراجحي ص398 .

ساجدة لله
2010-10-31, 03:52 AM
6 ـ العلم المركب تركيبا مزجيا ، غير مختوم بويه .
ومعنى التركيب المزجي أن تتصل كلمتان بعضهما ببعض ، وتمزجا حتى تصيرا كالكلمة الواحدة .
مثل : حضرموت ، وبعلبك ، وبورسودان ، وبورتوفيق ، ومعديكرب ، ونيويورك .
نقول : حضرموتُ محافظة يمنية . وزرت بعلبكَّ ، وسافرت إلى بورسودانَ .
أما إذا كان العلم المركب تركيبا مزجيا مختوما " بويه " ، مثل : سيبويه ، وخمارويه .
بني على الكسر .
نقول : سيبويهِ نحوي مشهور ، وصافحت خمارويهِ ، والتقيت بنفطويهِ .
فهو في جميع إعراباته الثلاثة مبني على الكسر ، ومقدر فيه علامات الإعراب الثلاثة رفعا ، ونصبا ، وجرا .

ثانيا ـ الصفات الممنوعة من الصرف لعلتين :
1 ـ كل صفة على وزن " أفعل " بشرط ألا تلحقها تاء التأنيث ، ولا يكون الوصف فيها عارضا . ومثال ما اجتمع فيه الشرطان السابقان قولنا :
أحمر ، وأصفر ، وأبيض ، وأسود ، وأخضر ، وأفضل ، وأعرج ، وأعور ، وأكتع ، وأحسن ، وأفضل ، وأجمل ، وأقبح . نحو : هذا وردٌ أبيضُ ، وأهداني صديقي وردا أبيضَ ، ومحمد ليس بأفضلَ من أخيه .
70 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها }1 .
أما ما كان صفة على وزن أفعل ، ولحقته تاء التأنيث فلا يمنع من الصرف .
نحو : أرمل ، ومؤنثه أرملة . وأربع ، ومؤنثها أربعة .
فلا نقول : مررت برجل أرملَ . ولا ذهبت مع نسوة أربعَ .
بالجر بالفتحة لعدم منعهما من الصرف . ولكن نصرفهما لعدم توفر الشروط الآنفة
ــــــــــــ
1 ـ 86 النساء .

الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل " .
فنقول : مررت برجل أرملٍ ، وذهبت مع نسوة أربعٍ . بالتنوين والجر بالكسرة .
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة ، غير أصلية فلا تمنع من الصرف .
نحو : أرنب ، صفة لرجل . فلا نقول : سلمت على رجل أرنبَ . بجر " أرنب " بالفتحة ، ولكن نقول : سلمت على رجل أرنبٍ . بجره بالكسرة مع التنوين .
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين ، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث ، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية . نحو : ريان ، وجوعان ، وغضبان ،
وعطشان ، وسكران . نقول : عطفت على حيوان عطشانَ .
71 ـ ومنه قوله تعالى : { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا }1 .
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث ، فلا يمنع من الصرف . مثل : سيفان صفة للطويل ، ومؤنثه سيفانة . وصيحان ومؤنثها صيحانة .
وندمان ومؤنثها ندمانة . وسخنان وسخنانة . وموتان وموتانة . وعلان وعلانة .
فلا نقول : مررت برجل سيفانَ . بالجر بالفتحة .
ولكن نقول : مررت برجل سيفانٍ . بجر بالكسرة مع التنوين .
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف .
نحو : سلمت على رجل صفوانٍ قلبه .
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين .
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى ، وذلك في موضعين :
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال ، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي :
أُحاد وموحد ، وثُناء ومثنى ، وثُلاث وثلث ، ورُباع ومربع . إلى : عُشار ومعشر .
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية ، وهو تكرير العدد
ــــــــــ
1 ــ 86 طه .

مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل " .
فإذا قلنا : جاء الطلبة أُحاد ، أو موحد . كان أصلها التي تم العدل عنه :
جاء الطلبة واحدا واحدا . ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة .
72 ـ ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع }1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين . وهي وصف لجمع المؤنث .
نحو : وصلتني رسائلُ أُخرُ . وأرسلت برسائل أُخرَ .
73 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر }2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر " ، إذ القياس فيه أن يقال : قرأت رسائل آخر .
كما يقال : قرأت رسائل أفضل . بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة ، لذلك كان جمعه في قولنا : قرأت رسائل أُخر ، إخراجا له عن صيغته الأصلية ، وهذا هو المقصود بالعدل .