تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة في الرد على نصراني..



خالد بن عبد الرحمن
2010-11-02, 11:39 PM
شاهدت مقطعاً من برنامج يتحدث فيه شخص يدعى رأفت عماري وكانت يتحدث عن قوم عاد وقد شكك المذكور في صحة وجود قوم عاد! وقد حشد ما لا يحصى من الأقوال المضحكة التي تدل على حقد دفين أدى به إلى مناقضة الحقائق وتكذيبها والكيل بمكيالين!

فهو قد انطلق من مصادرة أن القرآن خطأ وكل ما فيه خطأ وأن كتابه المقدس وكتب التاريخ كلها صواب وكل ما جاء فيها صواب! وإذا سألت أو تساءلت كيف وصل إلى هذه (الحقائق الخطيرة) فإنك لن تصل إلى جواب سوى أنه التحكم الذي ينطلق من حقد دفين، وقد كتبت هذه الخواطر بعد مشاهدة المقطع فقلت:

شاهدت مقطعاً يتحدث فيه شخص يدعى دانيال مع شخص يدعى رأفت عماري، ووجدت في حديثهما الكثير من التجاوز فأقول رداً عليهما:

ضحكت عندما قال مقدم البرنامج:

"تناقضات القرآن مع كتابات المؤرخين الذين عاصروا الأحداث"

فأقول:

-هل تعد كتابات المؤرخين حجة على القرآن؟ ولماذا؟

لقد ذكرتم عدة كتب تاريخ وعدة مؤرخين فما هو الذي جعل هذه الكتب حجة على القرآن؟!

ما هو كتاب التاريخ الذي تلقيتموه بالسند -مثلاً-، وتعرفون صاحبه معرفة يقينية؟

عليك أن تخجل في الحقيقة وأنت تقول إن القرآن فيه أخطاء لأنه يناقض كتباً تاريخية قديمة لا ندري من هم مؤلفوها فضلاً عن أن نعلم إن كانوا صادقين أم كاذبين ولا ندري مدى سلامة ما وصل إلينا منها! عيب!

ومثل هذا نقول فيما أسميته الكتاب المقدس!! فما الذي جعله مقياساً تخطئ به القرآن العظيم؟!
هل لديك سند واحد أو دليل واحد على صحة أي أسطورة من هذه الأساطير التي تسميها الكتاب المقدس؟

كيف عرفت -مثلاً مثلاً- أن متى هو كاتب ما يسمى إنجيل متى؟! وكيف عرفت متى هذا أصلاً وكيف عرفت صحة نسبة الكتاب إليه وكيف عرفت صحة كل كلمة كتبها وكيف عرفت نساخ هذا الإنجيل الأسطوري خلال مئات السنين وكيف تثق فيهم ثم كيف عرفت صحة الترجمة التي ترجم بها من السريانية الأولى.. وكيف وكيف وكيف وكيف وكيف!!!!!

إن أمامك عقبات كثيرة حتى تجعل أساطيرك وخرافاتك المقدسة حكماً على القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!

1-إثبات وجود الشخص الذي تدعي أنه كتب هذا السفر أو ذاك..
2-إثبات معرفتك به عيناً وحالاً..
3-إثبات أن هذا الكاتب ثقة صادق أمين على وحي الله تعالى!..
4-كيف عرفت أنه الذي كتب السفر المزعوم المنسوب إليه!..
5-كيف عرفت أن السفر الذي بين يديك هو الذي كتبه ولم يتغير ولم يتبدل! فمثلاً نحن نعلم يقيناً أن الله تعالى أنزل التوراة وأن موسى بلغها للناس ولكننا لا نعلم صحة ما هو موجود بين أيدينا منها الآن!..
6-كيف عرفت نساخ السفر وهل هم أمناء على الوحي؟! وعليك أن تتبع الخطوات السابقة كاملة!..
7-كيف عرفت المترجمين الذين ترجموا السفر وهل هم أمناء على الوحي؟!.. وعليك أن تتبع الخطوات السابقة!..

إنك لم ولن تأتي بكلام علمي منهجي واحد يدل على صحة شيء من أسفار بل ألفاظ أساطيرك فكيف تجعل هذه الأساطير حكماً على القرآن العظيم الذي يتناقله المسلمون تقليداً شفهياً (وليس من خلال كتابات مجهولة المصدر وموجودة وجادة) منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم ولم تنقطع قراءته على الأرض منذ ذلك اليوم حتى اليوم!

إن القرآن لا يتلقى من خلال النقل الكتابي بل ولا يعترف بالنقل الكتابي في القرآن ولا في الحديث بل المعترف به عند المسلمين هو النقل الشفوي فقط؛ بحيث يسمع المسلم القرآن من أبيه أو شيخه أو معلمه... حرفاً حرفاً ولفظة لفظة وآية آية من أوله إلى آخره وكل من لم يسمع القرآن سماعاً شفوياً فإنه لا يعترف بقراءته للقرآن ولا يجوز له أن يعلّم القرآن لغيره.. وهذه الحقائق بدهية واضحة يعرفها الكفار قبل المسلمين! وها هو واقع المسلمين يشهد بذلك وهو مشاهد من قبل الجميع ولا يستطيع أحد إنكاره!

وبهذه الطريقة تلقى كل مسلم القرآن عن سابقه عن سابقه...الخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وهكذا سمع الصحابة القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقرؤه جهراً في الصلوات الخمس ست مرات يومياً وثمان مرات يوم الجمعة (في ركعتي الفجر وركعتي الجمعة وركعتي المغرب وركعتي العشاء) عدا عن قراءته في المناسبات الكثيرة التي لا تحصى ولا يتمكن أحد من البشر إحصاءها! وسمع منه الصحابة وقرؤوه كما قرأه وسمع منهم التابعون وسمع منهم تابعوا التابعين... وهكذا سمع اللاحق من السابق إلى يومنا هذا وهو أمر لا يستطيع أحد إنكاره!

وأنا هنا أسأل: أسألكم بالله يا كل المسلمين ويا كل الكفار! هل توجد وثيقة على وجه الأرض أوثق من القرآن العظيم؟!

هل يوجد نص لا يزال الناس يتذاكرونه بلفظه كما هو حتى اليوم؟ اذكروا لنا هذا النص إن كان موجوداً! وبالطبع فإن هذا السؤال تعجيزي فلن يأتي أحد بنص بهذه الموثوقية!

فأيهما أوثق القرآن أم هذه الكتب الأسطورية سواءً الكتاب المقدس أو الكتب التاريخية؟! وأيهما الذي يحاكم للآخر؟! أترك الجواب للمنصفين الذين لم يتمكن الحقد من قلوبهم!

مع رأفت!!

وضحكت أكثر عندما قال رأفت عماري مبيناً سبب الأخطاء التاريخية في القرآن -على حد زعمه الباطل-:

"عدم التسلسل التاريخي للقرآن وهو مناقض للتاريخ الرسمي الموثق"

فأقول: رجعت لمحاكمة القرآن لأفكارك أنت وآرائك وليس فيها ما يجعلها مقياساً يحاكم القرآن من أجله.. وأنت لم تأت لنا طيلة الحلقة بتعريف علمي منهجي منضبط (للتاريخ الرسمي الموثق)! -كما أسميته- ولم تأت بالسبب الذي جعله حكماً على ما جاء في القرآن! وأنت في الحقيقة لم تأت بشيء جديد فكل ما كتبته إنما هو اجترار لكتابات سابقة أو امتداد لها.. (هناك فرق من يبحث وتوجهه الحقائق فيغير وتتغير أفكاره بين حين وآخر تبعاً للحقائق التي يكتشفها.. وبين من يتبنى فكرة ما لأنه أعجيب بها أو لأنه يقدسها أو لأنها مفروضة عليه من المجتمع ثم يطوح بكل فكرة تناقضها ويحاول لي الحقائق من أجلها فالأول إنسان منهجي والآخر همجي!)

-لقد التقيت بشقيقك القس يعقوب عماري قبل عشرين سنة تقريباً وكنت يومها شاباً في الثامنة عشرة أو أكثر قليلاً وأشهد أنه كان خلوقاً وأنه كان يعاملني بلطف -وربما كان ذلك من ضروريات عمل المبشر-.. وكان مما أهداني كتاباً لك يتحدث عن توثيق الكتاب المقدس وطلب مني أن أقرأه وأخبره عن رأيي فيه.

وبعد أن قرأته هاتفت القس يعقوب وقلت له إن هذا الكتاب تكرار واجترار لكتابات أخرى وقلت له إن هذا كله لا يؤكد مصداقية الكتاب المقدس ولا يؤكد صحة كلمة واحدة منه!

وعندما سألني بعد أن التقيت به عن مدى صحة القرآن قلت له باختصار:

-أما صحة نص القرآن عن محمد فهذا لا ينكره حتى النصارى!

وأذكر أنني قلت له إذهب إلى أقصى غرب بلادنا (غينيا) وسافر حتى أقصى شرقها (تيمور) واسأل أي إمام في قرية نائية في أية قرية من أي بلد من بلاد المسلمين عن أية سورة واطلب منه أن يقرأها لك وسجل ذلك وقارن قراءته بقراءة غيره حتى تصل إلى تيمور وانظر عندئذ هل ستجد اختلافاً بينهم في قراءة القرآن؟! فإذا وجدت اختلافاً بينهم في القراءة فلك عندئذ أن تشك في صحة النص القرآني!

مع العلم بأننا نحن المسلمين لا نتلقى القرآن من المصاحف وهذا لا يجوز شرعاً بل يجب أن نقرأ القرآن تقليداً خلفاً عن سلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

مع العلم أيضاً بأن كل مسلم -وأنا منهم- لدينا إسناد بالقرآن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يتوفر لدى أي أهل دين إلى كتبهم!

ومما لفت نظري هنا أن رأفت يزيد الطين بلة ويستشهد بالوجادات التي لا إسناد لها ويستدل بها على أن القرآن فيه أخطاء ومنها الأواني والنصب والكتابات وغير ذلك! وهذا ما نبذه المؤرخون المسلمون وعدوه من المصادر الصماء أو غير المؤكدة وسبقوا العالم بذلك في تنقية التاريخ لأول مرة في التاريخ!

بل حتى المصادر الكتابية والكتابات والنقوش وغيرها عدها الأخباريون المسلمون (وجادات) أي أشياء وجدناها ولم نتلقها بإسناد! ومن ثم فلا يعتمد عليها ولا يلتفت إليها!

ومع ذلك فإنك تجد الدكتور رأفت -هداه الله- يجعلها حكماً على القرآن العظيم ويصدر رأيه الخطير في القرآن العظيم!

مع العلم بأن الجدران والنقوش والعملات الإسلامية قد وثقت آيات لا تحصى من القرآن العظيم.. ومع ذلك فليس هناك اعتبار لأية كتابات بل الاعتبار للنقل الشفوي من إنسان عاقل ثقة يدرك ما يقول ويحفظه ويضبطه وهو مسؤول عن أقواله! وهذا لا يتوفر في المخطوطات والنقوش والأواني والعملات الصماء التي لا يستطيع أحد الجزم بما جاء فيها ويمكن تحليل ما جاء فيها على أكثر من وجه واحتمال!

إن الذي يريد تكذيب كلمة في القرآن عليه -باختصار- أن يذكر حقيقة واقعة تناقضها وإلا فليتكرم بالسكوت حتى لا يضحك المسلمين عليه!

فالمسلمون أمة لا تحب الكذب ولا الظن -وهو أكذب الحديث- ولا تحب إلا العلم ولا تعترف إلا به!

وبالمناسبة وبما أنك من الطائفة الناصرية الإنجيلية فانت تعلم أن الكتاب المقدس لديكم قد طالته يد التحريف باعترافكم فعندما قام لوثر بدعوته الإصلاحية استبعد سبعة أسفار من الكتاب المقدس عندكم بل قال في بعضها إنها لخبطة ويجب أن تلقى في البحر! مع أنها كانت ضمنه خلال مئات السنين التي خلت! (وهذا أمر متواتر لا يستطيع أحد إنكاره) ألا يدل هذا على أنه وقع تحريف في الكتاب المقدس؟! فكيف يمكن أن يكون حكماً على القرآن العظيم الذي لم تنقطع قراءته عن الأرض ساعة واحدة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم؟! وغني عن البيان أن القرآن لا يمكن أن يحرف بسبب ذلك من الناحية العلمية ومن الناحية العلمية المنهجية الدينية لا يمكن أن يحرف لأن الله تعالى قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

وفيما يتعلق بصحة نسبة القرآن إلى الله تعالى فهذا أمر لا يستطيع احد إنكاره علمياً!

فقد تحدينا كل أتباع الديانات ولا زلنا نتحداهم حتى الآن وإلى يوم الدين: هاتوا حقيقة علمية واقعية قاطعة مشاهدة تناقض كلمة واحدة جاءت في القرآن! كلمة واحدة فقط وعندئذ لكم الحق في أن تكذبوا القرآن! أما أن تأتوا بأساطير وأكاذيب ووجادات وأوهام ثم تكذبون بها القرآن العظيم فاعذرونا عندئذ فإننا لن نحترمكم ومن ثم فلن نسمع لكم!

أبو جاسم
2010-11-03, 06:41 PM
فعلاً محاولة النصارى للطعن في القرآن مردّها إلى الهوى فطريقتهم بعيدة كل البعد عن المنهج العلمي و هذه المقالة خير دليل .

جزاكم الله خيراً و نفع بكم و أجزل لكم المثوبة

mego650
2010-11-03, 08:53 PM
الغريبة انهم بيأكدوا بعض الحقائق التي يعترضون عليها من وجه أخر في طعنهم هذا ، فمثلا قولهم الحقيقة الفلانية من الزمن الفلاني تختلف عما جاء به القرأن الكريم هذا في الوقت الذي يتهمون فيه الرسول الكريم بأنه هو من جمع القرأن الكريم وانه من تأليفة وكل هذا في الوقت الذي يعيبون على الإسلام أمية الرسول الكريم من بعد ما استقر لهم أنها معجزة ! هؤلاء أقوام خلقت لتعترض ليس إلا !

خالد بن عبد الرحمن
2010-11-04, 02:04 PM
الزميل الحبيب أبو جاسم
الزميل العزيزmego650
أشكركما على مداخلتيكما.. وفقنا الله وإياكم لما فيها الخير..
أخوكم المحب: خالد بن عبد الرحمن