المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن و السفينة



الوابـ(الصيب)ـل
2010-11-20, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




نحن و السفينة


شعر : عمار عبد الحق البُذَيجي




أُمرنا بالنذارة بعد نوحٍ ... فأنشأنا بصحوتنا سفينهْ


دعونا الناس للتوحيد دهراً ... وحذّرنا من الصفة المُشينهْ [1]


ولكن أغلقوا الأسماع عنّا ... وأبدوا ضدنا عُقَداً دفينهْ


وأنذرناهُمُ الطوفان لكنْ ... أَبَوْا إلا الهلاكَ مع المدينهْ


وقلّدَهم لنا أهلٌ وظنّوا ... بأنْ تُنْجِيهموا القممُ الحصينهْ


فلما أقبل الطوفان قُلنا ... دنا الإهلاك للزُمر المَدِينهْ


فلما أن قطعنا بعض شوط ... إذا بالبعض يَخْرقُ في السفينهْ


نهرناهم عن التخريب لَكنْ ... أجابوا أن فِعْلَتهُمْ حَسِينَهْ


فماذا يَنْظِمُ الإنسان فيهمْ ... إذا كانت نصائِحُنَا مُهِينهْ [2]


فللهِ الشكاية في حبيبٍ ... يرى طُرقَ السلامة ضِدّ دينهْ


حذرك يا شبابَ الجيلِ سعياً ... إلى تمزيق وحدتنا الرّصِنَهْ


فإن خالفتموا أمري ونصحي ... فلا يؤسفكموا غرقُ السفينَهْ
__________
(1) الصفة المشينة : هي الكفر والعياذ بالله .
(2) أي في نظرهم

الرافعي
2010-11-21, 09:41 AM
بارك الله فيكم ..
فكرة الأبيات جيدة ، وإن كانت متداولة ، فهي مقتبسة من الحديث الذي رواه البخاري وغيره قال : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا »
لكن فيها خطأ لغوياً أعده شنيعاً .. وهو في قافية البيت التالي :


فللهِ الشكاية في حبيبٍ ... يرى طُرقَ السلامة ضِدّ دينهْ

كلمة : ( دين ) ها هنا مجرورة لأنها في موقع المضاف إليه .. أي أن حركة النون تكون مكسورة .. وهو ما يخالف قافية القصيدة السائرة على أن النون مفتوحة .

ناهيك عن أن الشطر الأول من البيت الحادي عشر مكسور .

وغموض معنى ( زمر ) في الشطر الثاني من البيت السادس .

لكن ندعنا من ذلك كله ، فنقول إن فكرة البيت حسنة ، لكن عز في زمننا أن يتنبه لها متنبه .

وقد أحسن الرافعي في الكلام عنها في كتابه : وحي القلم ، إذ قال : " وقفت عند قوله صلى الله عليه وسلم: "إن قوما ركبوا في سفينة، فاقتسموا، فصار لكل رجل منهم موضع، فنقر رجل منهم موضعه بفأس فقالوا: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت! فإن أخذوا على يده نجا و نجوا، و إن تركوه هلك و هلكوا..
فكان لهذا الحديث في نفسي كلام طويل عن هؤلاء الذين يخوضون معنا البحر و يسمون أنفسهم بالمجددين، و ينتحلون ضروبا من الأوصاف: كحرية الفكر و الغيرة، و الإصلاح، و لا يزال أحدهم ينقر موضعه من سفينة ديننا و أخلاقنا و آدابنا بفأسه، أي بقلمه.. زاعما أنه موضعه من الحياة الاجتماعية يصنع فيها ما يشاء و يتولاه كيف أراد، موجها لحماقته وجوها من المعاذير و الحجج، من المدنية و الفلسفة، جاهلا أن القانون في السفينة إنما هو قانون العاقبة دون غيرها، فالحكم لا يكون على العمل بعد وقوعه كما يُحكم على الأعمال الأخرى، بل قبل وقوعه؛ و العقاب لا يكون على الجرم يقترفه المجرم كما يعاقب اللص و القاتل و غيرهما، بل على الشروع فيه، بل على توجه النية إليه، فلا حرية هنا في عمل يُفسد خشب السفينة أو يمسه من قرب أو بعد، ما دامت ملجِّجة في بحرها، سائرة إلى غايتها، إذ كلمة ( الخرق) لا تحمل في السفينة معناها الأرضي، و هناك لفظة ( أصغر خرق) ليس لها إلا معنى واحد و هو ( أوسع قبر)...
ففكِّر في أعظم فلاسفة الدنيا مهما يكن من حريته و انطلاقه، فهو ههنها محدود على رغم أنفه بحدود من الخشب و الحديد تفسيرها في لغة البحر حدود الحياة و المصلحة و كما أن لفظة ( الخرق) يكون من معانيها في البحر القبر و الغرق و الهلاك، فكلمة ( الفلسفة) يكون من بعض معانيها في الاجتماع الحماقة و الغفلة و البلاهة، و كلمة الحرية يكون من معانيها الجناية و الزيغ و الفساد ، و على هذا القياس اللغوي القلم في أيدي بعض الكتاب من معانيه الفأس، و الكاتب من معانيه المخرِّب، و الكتابة من معانيها الخيانة.. "

لكن الجديد في فكرة القصيدة هو الربط بين الحديث وبين قصة نوح عليه السلام مع قومه ، فهي تعرض فكرة النفاق إذا لم يخالط القلب بشاشة الإيمان ..
لكني أراه ربطاً ليس بجيد .. إذ لا جرم كانت قلوب من نجا من الطوفان من خيرة قلوب المؤمنين صدقاً وصلاحاً ، إلا إن كان هؤلاء خلفة من قلوب بني إسرائيل الذين نجوا من الغرق فطلبوا إلى موسى أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة !!

بارك الله فيكم .

الوابـ(الصيب)ـل
2010-11-21, 06:26 PM
قول معروف

اضفت فأصبت الحق

جزاكم ربي خيرا