تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التخشع في الصلاة



الوابـ(الصيب)ـل
2010-12-02, 10:35 AM
التخشع في الصلاة لــ محمد مختار الشنقيطي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=156734)

http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=156734 (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=156734)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه الى يوم الدين ..
أما بعد :
فقد ذكر الإمام الحافظ رحمه الله هذه الترجمة - لباب التخشع في الصلاة -.
التخشع تفعل من الخشوع , وأصل الخشوع: السكون يقال خشع الشيء خشوعا إذا سكن ولم يتحرك .
قال الله تعالى ( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) الحج – آية 5 .
الخشوع في الصلاة هو السكون ويشمل ذلك سكون القلب وسكون القوالب , فأما سكون القلب : فهو في إقباله على الله عز وجل وعدم التفاته إلى الوساوس والخطرات التي لايمكن للمصلي أن يسلم منها فلا يسترسل معها وتوضيح ذلك أن المسلم إذا كبر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم , إذا كبر في صلاته أتاه الشيطان وقال له اذكر كذا اذكر كذا اذكر كذا فلا يتركه حتى يسلم ، فإذا أقبل على الله عز وجل خاشعا وسكن قلبه لله خاضعا فإنه لا يلتفت إلى هذه الوساوس وبمجرد أن يأتيه الشيطان يذكره الأمر ولو كان من أعظم الأمور وأحبها إليه تذكر أنه واقف بين يدي الله وأنه مقبل على الله وأنه ليس له من هذه الصلاة إلا ما أحضر من قلبه فأقبل على الله إقبالا تاما كاملا نسي بالله كل شيء سواه وهذا أتم وأكمل وأعظم وأجل ما يكون من نعم الله على العبد.

فأعظم نعمة ينعمها الله على عبده العبادة , وأعظم نعمة في العبادة أن يصيب فيها أمران وهما : صواب العبادة وإتمامها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل من الإخلاص والخشوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى إنابة تامة كاملة ..
ولقد جعل الله صلاح العبد الموجب لدخوله الجنة وفوزه في الدنيا والآخرة جعل الله أول صفات المصلحين خشوعهم في الصلاة وقال سبحانه وتعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنون – آية 1-2

http://www.smile.4nw.net/smile_albums/seprate/225.gif

فهي من أجل النعم وأعظمها في الصلاة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد إذا صلى الصلاة ليس له فيها من حظٍ إلا بقدر ماخشع وأخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( بقوله إن العبد ليصلي الصلاة وما يكتب له إلا نصفها إلا ربعها إلا ثلثها ولا مافاته منها خير له من الدنيا وما فيها) فلو أنه نظر إلى جزء الصلاة من اللحظات اليسيره التي فوت فيها الخشوع لو علم ماله عند الله من ثوابها وجزائها لأقبل على الله وذلك الذي فاته خير له من الدنيا ومافيها وهذا يدل على أن جميع مافي الدنيا من زخارفها وزينتها أحقر عند الله وأهون عند الله من أن يصرف قلب العبد عنه .

ولذلك أقبل الخاشعون وصدق المتقون وفاز الموقنون حينما عرفوا قيمة الوقوف بين يدي الله عز وجل فكان الرجل منهم تنتابه النوائب وتحيط به الكربات والمصائب ومع ذلك لا يلتفت إلا على الصلاة وأُثر عن بعض السلف أنه لدغته الحية وهو في صلاته فلم يلتفت إلى شيء حتى خر ميتا في آخرها ومنهم من لدغته العقرب فلم يلتفت إليها حتى انفسل من صلاته وأتمها ، وهذا مسلم ابن يسار يصلي صلاة النافلة في الضحى في مسجد حيه فسقط بعض المسجد فصار الناس يصيحون وكان السوق بجوار المسجد هلك مسلم هلك مسلم فلما دخلوا وجدوه يتشهد في الصلاة فلما سلم وانقشع الغبار قال : (ماعلمت أنه سقط إلا حينما سلمت) .

فهذه حالات الكمال وحالات أهل الفضل والله عز وجل إذا أحب عبدا نفحه بنفحاته ورحماته فأعز نعمة ينعم الله بها على عبده نعمة الدين وهذه من نعم الدين الجليلة لايعطي الله الخشوع إلا من أحبه وأحب وقوفه وأحب صلاته وأحب إنابته وزكى الله الخاشعين في الصلاة بأنهم أعرف الناس بالآخرة وأكثرهم وأصدقهم إيمانا بها فقال تعالى: (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). البقرة – آية 45-46
ولذلك لا خشوع إلا بذكر الآخرة ومن أتم خشوع صلاته فإنه لايمكن أن يتم خشوع صلاته إلا بالخوف من الآخرة ،فمن كان أكثر خوفا من الآخرة وأكثر خشية لله من الآخرة كمل خشوعه , كمل خضوعه , كمل أدبه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ولذلك لما كانت هذه النعمة العظيمة والمنة الجليلة الكريمة عزيزة عند الله .. سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله من أهلها فقال في الحديث الصحيح اللهم إني أسألك قلبا خاشعا .

وقال صلى الله عليه وسلم : اللهم إني اعوذ بك من قلب لا يخشع فاستعاذ بالله عز وجل من حرمان الخشوع ومن رزق الخشوع رزق الخير الكثير في دينه ودنياه لأن العبد يصلي بجوار العبد كتفه إلى كتفه وبينهما من الأجر والثواب والدرجات كما بين السماء والأرض هذا مقبل على ربه خاشع متخشع بين يدي الله متذلل متدبر متضرع يرجوا رحمة الله ويخشى عذابه والآخر ساهٍ لاهٍ لايدري كم صلى حتى من صلاة فعهده بالصلاة إذا كبر عهده بها إذا سلم والمحروم من حرم نسأل الله العظيم أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وكان أأمة السلف من الصحابه رضي الله عنهم والتابعين كانوا إذا كبروا ودخلوا بين يدي الله في الصلاة خشعوا وخضعوا وتمكنوا وتذللوا استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره من الأحاديث والأخبار متأسيا بفعله عليه الصلاة والسلام فكان أبو بكر رضي الله عنه إذا كبر في الصلاة أصبح كالعود أي أنه يثبت فلا يتحرك منه شيئ كأنه عود صلب قائم في الأرض وكان عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه من خشع الناس في الصلاة كان إذا صلى لم يلتفت إلى شيء حتى ولو رأى الموت بين عينيه .

http://www.smile.4nw.net/smile_albums/seprate/225.gif

ولذلك لا خشوع إلا بذكر الآخره ومن أتم خشوع صلاته فإنه لايمكن أن يتم خشوع صلاته إلا بالخوف من الآخره فمن كان أكثر خوفا من الآخره وأكثر خشية لله من الآخرة كمل خشوعه , كمل خضوعه , كمل أدبه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ولذلك لما كانت هذه النعمة العظيمة والمنة الجليلة الكريمة عزيزة عند الله .. سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله من أهلها فقال في الحديث الصحيح اللهم إني أسألك قلبا خاشعا , وقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني اعوذ بك من قلب لا يخشع ) (حديث مرفوع) .

فاستعاذ بالله عز وجل من حرمان الخشوع ومن رزق الخشوع رزق الخير الكثير في دينه ودنياه بأن العبد يصلي بجوار العبد كتفه إلى كتفه وبينهما من الأجر والثواب والدرجات كما بين السماء والأرض هذا مقبل على ربه خاشع متخشع بين يدي الله متذلل متدبر متضرع يرجوا رحمة الله ويخشى عذابه والآخر ساهٍ لاهٍ لايدري كم صلى من صلاة فعهده بالصلاة إذا كبر عهده بها إذا سلم والمحروم من حرم .
نسأل الله العظيم أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وكان أمة السلف من الصحابه رضي الله عنهم والتابعين كانوا إذا كبروا ودخلوا بين يدي الله في الصلاة خشعوا وخضعوا وتمسكنوا وتذللوا استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره من الأحاديث والأخبار متأسيا بفعله عليه الصلاة والسلام فكان أبو بكر رضي الله عنه إذا كبر في الصلاة أصبح كالعود أي أنه يثبت فلا يتحرك منه شيء كأنه عود صلب قائم في الأرض وكان عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه من اخشع الناس في الصلاة كان إذا صلى لم يلتفت إلى شيء حتى ولو رأى الموت بين عينيه فكان رضي الله عنه طويل القيام في الصلاة طويل الخشوع أثر عنه رضي الله عنه لما حاصره الحجاج ابن يوسف في مكه ورمى مكة بالحجارة والمنجنيق كان يصلي بالناس الظهر في صحن بيت الله الحرام وكان الحجر يأتي من جوار أذني ماعهد عنه أنه خفف صلاته في يوم من الأيام من شجاعته وخشوعه وكماله وكانوا يقولون إن في الدين أمورا ماحافظ عليها العبد إلا رزق القوة وذهب عنه الخوف وكان من أشجع الناس كثر من تلاوة القرآن فمن أكثر من تلاوة القران لم يعرف الخوف وكان عبد الله ابن الزبير من أكثر الناس تلاوة لكتاب الله عز وجل .

وقيام الليل فقل أن يحافظ عبد على قيام الليل إلا رزق ثباتا القلب فلم يبالي بشيء ولم يخف من الدنيا إلا من الله وحده لاشريك له , والثاني الخشوع والخضوع بين يدي الله عز وجل فمن هاب الله وعظم الله سقطت هيبة كل شيء سواه وأصبح مقبلا على الله بكليته لا يبالي بشئ سواه كائنا ماكان هذا الشيء.

http://www.smile.4nw.net/smile_albums/seprate/225.gif

فكان النبي صلى الله عليه وسلم على أكمل مايكون العبد إذا وقف بين يديه وهكذا الصحابة من بعدي هذا الصحابي الجليل عبد الله ابن الزبير ماخفف الصلاة مع أن الموت قريب منه رضي الله عنه وأرضاه وأُثر عنه أنه كان إذا ركع سقط الطير على ظهره وهذا من طول ركوعه وخشوعه رضي الله عنه قيل أنه شرب دم النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة الحجامه وأشار إليه الحافظ الذهبي في السير وغيره وبذلك أوتي من القوة مالم يؤتى وغيره رضي الله عنه وأرضاه وكان الصحابة رضوان الله عليهم على هذا الخشوع والخضوع وتبعهم التابعون بإحسان ..فهذا هذا علي زين العابدين كان إذا توضأ احمر وجهه وتغيرت حاله فقيل له ماهذا الذي يعتريك عند الوضوء قال رحمه الله ألا تدرون من أناجي أي ألا تشعرون , ألا تحسون ألا تدركون , عظمة الله جل جلاله الذي سأناجيه وأقف بين يديه .. الله أكبر لو دعي العبد للوقوف بين يدي مخلوق لا يملك له نفعا ولا ضرا ولا موتا ولاحياةً ولا نشورا لو دعي إلى عظيم من عظماء الدنيا والله أعظم من كل شيء أن يقف بين يديه أو يدخل عليه أو يكلمه أو يخاطبه أو يفاوضه فكيف وهو واقف بين يدي ملك الملوك وجبار السموات والأرض ومع هذا كله فإن وقف فأتم للوقوف هيبته وجلاله وكماله نزلت عليه السكينة وتغشته الرحمة وأصبح في سعاده وغمرة من النعمة لا يعلمها إلا الله وحده لاشريك له فهو إذا أتم للوقوف بين يدي الله كمال الأدب رزقه الله حلاوة مناجاته ولذة الوقوف بين يديه حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يابلال أرحنا بالصلاة وكان يقول بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه ) .

وهو إمام الخاشعين لما خشع وخضع وذل لربه واستكان فأتم للخشوع خشوعه وللذلة ذلتها فوقف مقام ذلة في مقام عز ومقام مهانة في مقام كرامه صلوات الله وسلامه عليه لما كان بهذا الحال أخبر عما وهبه ربه من النفحات والرحمات والبركات والخيرات فقال بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه وجعلت قرة عيني في الصلاة فقرة العين وسرورها وبهجتها وكمالها وانسها تجد ذلك في الصلاة والوقوف بين يدي الله عز وجل تجد العبد مهموما مغموما مكروبا منكوبا يصيبه الحزن من هذه الدنيا التي جعلها الله سجن المؤمن وجنة الكافر ولكنه ما إن يدخل في فريضة من فرائض الله أو يتوضأ فيصلي ركعتين قربة بين يدي الله أو في سنة راتبه أو في أي صلاة يقف فيها بين يدي الله ما إن يقول الله أكبر إلا تبددت عته همومه وزالت عنه غمومه وتباعدت عنه أشجانه وولت عنه أحزانه وأحس أنه في الأنس والرحمة وأنه في الخير والنعمة يتمنى من كل قلبه أن الصلاة لم تنتهي لو أنه وقف بين يدي الله وقوف الخاشعين سلا عن أحزانه وتبدد عنه ماكان من أشجانه ورزق من الله حولا وقوة وسدادا ومنعه .

فالصلاة ماسميت صلاة إلا لصلة بين العبد وربه فلا تكون صلاة تامة كامله إلا بهذا الأساس الخشوع لله فأكمل الناس خشوعا في الصلاة أكملهم توحيدا لله سبحانه وتعالى ومعرفة بأسماء الله وصفاته وعزته وقدرته وجلاله فإذا عرف من هو الله ملك الملوك وجبار السموات والأرض ومن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه قال الله أكبر ملئ قلبه وملئ لسانه فإذا قالها استشعر أنه بين يدي الله سبحانه وتعالى الذي له هذه الصفات والأسماء الحسنى والصفات العلى سبحانه وتعالى وعندها يكمل خشوعه.

حفيدة ابن القيم
2010-12-02, 10:48 AM
اللهم أجعلنا من الخاشعين القانتين
اللهم آمين

الوابـ(الصيب)ـل
2010-12-02, 03:26 PM
جزاكم ربي خيرا