المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الإمام الشافعي رحمه الله 150هـ - 204هـ



الصفحات : 1 2 3 [4]

ronya
2010-12-14, 04:12 AM
الأصدقاء عند الشدائد

صديق ليس ينفع يوم بؤس----------قريب من عدو في القياس

وما يبقى الصديق بكل عصرٍ----------ولا الإخوان إلا للتآسي

عمرت الدهر ملتمساً بجهدي----------أخا ثقة فألهاني التماسي


تنكرت البلاد ومن عليها----------كأن أناسها ليس بناسي


اسس الصداقة

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً----------فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة----------وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه----------ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة----------فلا خير في خل يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله----------ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشاً قد تقادم عهده----------ويظهر سراً كان بالأمس في خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق----------صدوق صادق الوعد منصفا



حب الصالحين

أحب الصالحين ولست منهم----------لعلي أنال بهم شفاعة

وأكره من تجارته المعاصي----------ولو كلنا سواء في البضاعة

ronya
2010-12-14, 04:14 AM
الخالص من الأصحاب

كن ساكناً في ذا الزمان بسيره----------وعن الورى كن راهباً في ديره

واغسل يديك من الزمان وأهله----------وإحذر مودتهم تنل من خيره

إني اطلعت فلم أجد لي صاحباً----------أصحبه في الدهر ولا في غيره


فتركت أسفلهم لكثرة شره----------وتركت أعلاهم لقلة خيره


الوحدة خير من جليس السوء

إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي----------ألذ أشهى من غوىٍ أعاشره

وأجلس وحدي للعبادة آمناً----------أقر لعيني من جليسٍ أحاذره



خيرة الأصحاب

أحب من الأخوان كل مواتى----------وكل غضيض الطرف عن عثراتي

يوافقني في كل أمر أريده----------ويحفظني حياً وبعد مماتي

فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته----------لقاسمته ما لي من الحسنات


تصفحت إخواني فكان أقلهم----------على كثرة الإخوان أهل ثقاتي



مكر الناس

ليت الكلاب لنا كانت مجاورة----------وليتنا لا نرى مما نرى أحدا

أن الكلاب لتهدتي في مواطنها----------والخلق ليس بهاد شرهم أبدا

فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها----------تبقى سعيداً إذا ما كنت منفرداً



مقامات البشر

أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا----------حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب

والناس يجمعهم شمل ، وبينهم----------في العقل فرق وفي الآداب والحسب

كمثل ما للذهب اللإبريز بشركة----------في لونه الأصفر والتفضيل للذهب

ولاعود لو لم تطب منه روائحه----------لم يفرق الناس بين العود والحطب

ronya
2010-12-14, 04:14 AM
محط الرجاء

إذا رمت المكارم من كريم----------فيمم من بنى لله بيتاً

فذاك الليث من يحمي حماه----------ويكرم ضمفه حياً وميتا



التأهب للآخرة

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ----------يمسي ويصبح في دنياه سفاراً

هلا تركت لذي الدنيا معانقة----------حتى تعانق في الفردوس أبكارا

إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها----------فينبغي لك أن لا تأمن النارا

ronya
2010-12-14, 04:15 AM
وداع الدنيا والتأهب للآخره

ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبي----------جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته----------بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل----------تجود وتعفو منة وتكرما

فلولاك لم يصمد لابليس عابد----------فيكف وقد اغوى صفيك آدما

فلله در العارف الندب أنه----------تفيض لفرط الوجد أجفانه دما

يقيم إذا ما الليل مد ظلامه----------على نفسه من شدة الخوف مأتما

فصيحاً إذا ما كان في ذكر به----------وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ

ويذكر أياماً مضت من شبابه----------وما كان فيها بالجهالة أجرما

فصار قرين الهم طول نهاره----------أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي----------كفى بك للراجين سؤلاً ومغنما

ألست الذي عديتني وهديتني----------ولا زلت مناناً علي ومنعما

عسى من له الإحسان يغفر زلتي----------ويستر أوزاري وما قد تقدما

ronya
2010-12-14, 04:16 AM
تعزية

إني أعزيك لا اني علىطمعٍ----------من الخلود ولكن سنة الدين

فما المعزي بباقٍ بعد صاحبه----------ولا المعزى وإن عاشا إلى حين


سفينة المؤمن

إن لله عباداً فطنا----------تركوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا----------أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا----------صالح الأعمال فيها سفنا


الموت سبيل كل حي

تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت----------فتلك سبيل لست فيها بأوحد

وما موت من قد مات قبلي بضائري----------ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي

لعل الذي يرجو فنائي ويدعي----------به قبل موتي أن يكون هو الردى

فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى----------تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد


أرجوا لكم الفائدة