المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول الدين بين الداعي ومختلف.



الصفحات : 1 2 3 4 [5]

مختلف
2010-12-25, 06:53 PM
تحية طيبة وبعد؛
لم أفهم ماالذي جعلك تغض الطرف عن ردّي؟ هل ﻷنه دون اقتباسات؟ إن كان كذلك فسأقوم بالرد من جديد. لكن أرجو أن لا يكون السبب هو أنني لم أورد براهيناً على ما قلته فانت أيضاً لم تورد براهيناً على ما قلتَه.
لنبدأ بعون الله.
يأتي في تفسير الجلالين التالي:

"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاح لَوَاقِح" تُلَقِّح السَّحَاب فَيَمْتَلِئ مَاء "فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاء" السَّحَاب "مَاء" مَطَرًا "فأسقيناكموه وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" أَيّ لَيْسَتْ خَزَائِنه بِأَيْدِيكُ
ولنر المغالطة العلمية في ذلك؛
هل يُلقح الريح السحاب كي يمتلئ مطراً؟
الجواب العلمي:

النظرية الأولى
نظرية الاندماج تنشأ الأمطار من بخار الماء في الغلاف الجوي، ويتكون بخار الماء عندما تتسبب حرارة الشمس في تبخر الماء من المحيطات وغيرها من المسطحات المائية، فيبرد الهواء الرطب الدافئ عندما يرتفع، وتقل كمية البخار التي يمكنه حملها، وتسمى درجة الحرارة التي لا يمكن للهواء عندها، أن يستوعب كمية إضافية من الرطوبة نقطة الندى، فإذا انخفضت درجة الحرارة إلى ما دون نقطة الندى، يتكاثف بخار الماء على شكل رذاذ مشكلاً السحب. ويتكاثف بخار الماء على شكل جسيمات متناهية في الصغر تسمى نويات التكاثف. وتتألف هذه النويات من الغبار وأملاح البحار والمحيطات، وبعض المواد الكيميائية المنبعثة من المصانع وعوادم السيارات، وعند تكاثف بخار الماء تنطلق حرارة، تجعل السحب ساخنة، ويساعد هذا التسخين على دفع السحب إلى أعلى، وبذلك تصبح أكثر برودة. وقد فُسر تكوُّن قطرات الأمطار في مثل هذه السحب بنظرية الاندماج ونظرية البلورات الثلجية. وتنطبق هذه النظرية على الأمطار المتكونة فوق المحيطات وفوق المناطق المداري


نظرية البلورات الثلجية تفسر هذه النظرية معظم مظاهر التساقط في المناطق المعتدلة. فعملية تكون الأمطار بناءً على هذه النظرية، تعتبر أكثر حدوثًا من ظاهرة الاندماج؛ إذ تحدث عملية البلورات الثلجية في السحب التي تقل درجة حرارة الهواء فيها عن الصفر المئوي (درجة تجمد الماء). وفي معظم الحالات، تضم مثل هذه السحب قطرات من مياه فائقة البرودة، تبقى في حالة السيولة رغم تدني درجة حرارتها إلى ما دون الصفر المئوي. وتكون البلورات الثلجية في هذا النوع من السحب في شكل جسيمات مجهرية تُدعى نويات الثلج. وتحتوي هذه النويات الثلجية على جسيمات متناهية الصغر من التربة، أو الرماد البركاني. وتتكون البلورات الثلجية، عندما تتجمد القطرات فائقة البرودة على النويات الثلجية. فعندما تنخفض درجة الحرارة إلى 40°م تحت الصفر أو أقل، فإن قطرات الماء تتجمد بدون نويات الثلج. وتحت ظروف معينة يمكن أن تتشكل البلورات الثلجية رأسًا من بخار الماء. وفي هذه الحالة يبدأ بخار الماء بالترسب على النويات الجليدية، بدون أن يمر بحالة السيولة. ويزداد حجم البلورات الثلجية التي تشكلت قرب القطرات الفائقة البرودة، وذلك عندما يترسب بخار الماء من قطرات السحابة على هذه البلورات. ونتيجة لسقوط البلورات من خلال السحابة، فمن الممكن اصطدامها وانضمامها مع غيرها من البلورات، أو مع القطرات فائقة البرودة. وعندما يصل وزن البلورة إلى حد لايعود الهواء قادرًا على حملها، تسقط من السحابة. ومثل هذه البلورات تصبح قطرات المطر، إذا مرت خلال طبقات هوائية تزيد درجة حرارتها على الصفر المئوي

[المصدر: ويكيبيديا العربية]
أين التلقيح في الفهم العلمي للآية؟ هذا أولاً.
ثانياً يقول القرءان (وما أنتم له بخازنين) ولكن السدود تخزن؛ والبحيرات الصناعية تخزن؛ والخزانات العظيمة والمتوسطة والصغيرة تخزن!! وهنا أرى إعجازاً يحسب عليك لا لك؛ أن كلمة خزان تستخدمها للتعبير عن إمكانية خزن المياه بشكل دوري ويكاد يكون يومي في المناطق القاحلة!
إذاً السحاب لا يُلقح من الريح؛ ولا من الغبار ولا من أي شيء فالعملية عمليه اندماج لقطرات المطر لا أكثر وجعل المعنى يقترب من تلقيح ما هو سوى نوع من أنواع التدليس ليتماشى اﻹعجاز واﻵية لا أكثر.
عزيزي في اﻵية التالية من سورة الرعد يتبين تماماً ماكان يظن محمداً سبب الظواهر الطبيعية - اﻵية 13
http://quran.al-islam.com/QuranImageGenerator.aspx?pageid=610&PageNum=250

فالرعد هو ملاك حاله كحال الملائكة الذين يسبحون لله!! وأنقل لك من تفسير ابن كثير لتدرك تماماً أن قصد القرءان آنذاك لم يتعد المفاهيم السائدة في ذلك العصر والتي تعتبر في عصرنا من الشعوذة لا من الدين!!

قَالَ " وَيُسَبِّح الرَّعْد بِحَمْدِهِ " كَقَوْلِهِ " وَإِنْ مِنْ شَيْء إِلَّا يُسَبِّح بِحَمْدِهِ " وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثْنَا يَزِيد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ كُنْت جَالِسًا إِلَى جَنْب حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن فِي الْمَسْجِد فَمَرَّ شَيْخ مِنْ بَنِي غِفَار فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ حُمَيْد فَلَمَّا أَقْبَلَ قَالَ يَا اِبْن أَخِي وَسَّعَ اللَّه فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنك فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنه فَقَالَ لَهُ حُمَيْد : مَا الْحَدِيث الَّذِي حَدَّثَتْنِي عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ سَمِعْت عَنْ شَيْخ مِنْ بَنِي غِفَار أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " إِنَّ اللَّه يُنْشِئ السَّحَاب فَيَنْطِق أَحْسَن النُّطْق وَيَضْحَك أَحْسَن الضَّحِك " وَالْمُرَاد وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّ نُطْقهَا الرَّعْد وَضَحِكهَا الْبَرْق ; وَقَالَ مُوسَى بْن عُبَيْدَة عَنْ سَعْد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ يَبْعَث اللَّه الْغَيْث فَلَا أَحْسَن مِنْهُ مَضْحَكًا وَلَا آنَس مِنْهُ مَنْطِقًا فَضَحِكه الْبَرْق وَمَنْطِقه الرَّعْد ; وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عُبَيْد اللَّه الْأَصْبَهَانِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ الْبَرْق مَلَك لَهُ أَرْبَعَة وُجُوه : وَجْه إِنْسَان وَوَجْه ثَوْر وَوَجْه نَسْر وَوَجْه أَسَد فَإِذَا مَصَعَ بِذَنَبِهِ فَذَاكَ الْبَرْق وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَفَّان حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد حَدَّثَنَا الْحَجَّاج حَدَّثَنَا أَبُو مَطَر عَنْ سَالِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد وَالصَّوَاعِق قَالَ " اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك وَلَا تُهْلِكنَا بِعَذَابِك وَعَافِنَا قَبْل ذَلِكَ " . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْأَدَب وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه مِنْ حَدِيث الْحَجَّاج بْن أَرْطَاة عَنْ أَبِي مَطَر وَلَمْ يُسَمَّ بِهِ وَقَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُل عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد قَالَ " سُبْحَان مَنْ يُسَبِّح الرَّعْد بِحَمْدِه

لي عودة لدحض باقي المداخلات بطريقة علمية مع مطالبتك باﻷدلة على ما يلزم.
تحياتي لك وللزملاء - برجاء عدم المداخلة حتى انتهائي من الرد.

مختلف
2010-12-26, 04:13 PM
بعد التحية والسلام للفاضل الزميل الداعي والزملاء اﻷكارم.

في هاتين الآيتين الكريمتين يقصُّ علينا القرآن الكريم المراحل التي يمرُّ بها نزول المطر:
- إرسال الرياح يدلُّ على دقة محكمة, وصنع بديع, وهو ما نتابعه اليوم في خرائط التقاط الرياح بالأقمار الاصطناعية, فهنا دقة في استخدام لفظ (يرسل) ولفظ (أرسل), والحركة المنظمة للرياح لم تكن لتعرف لولا الأقمار الاصطناعية.
- وجملة (فَتُثِيرُ سَحَابًا) فيها أمران, ألا وهما:
1) الرياح هي التي تحرك السحاب, وتنقله في الجو, وهي التي تغير حركته, وقبل هذا الاكتشاف بفضل التقدم العلمي في القرن التاسع عشر كان السائد أنَّ الغيوم والسحب هي التي تحرك نفسها بنفسها.
ماهو وجه اﻹعجاز في استخدام لفظ يرسل؟؟بالعكس هو مغالطة علمية فلا أحد مخول بإرسال الريح أصلاً؛ ثم ماهو الدليل على أنه كان سائداً تحرك السحب بنفسها!! هذا تماماً يخالف فكرة الانسان قبل اختراع المحرك والذي كان يظن أنه دوماً يجب على قوة طبيعية تحريك اﻷشياء منها الخيل التي تجر العربات أو السفن التي تستخدم قوة الريح لتحرك سفناً ضخمة قبل أيام رسول الاسلام بآلاف السنين!! هل أتى محمد بيوم كان الانسان مازال يحبو!! هل نسيت أن الاهرامات مثلا بنيت قبل ولادته بآلاف السنوات!! هل كان الفراعنة أغبياء أو باقي الحضارات التي سبقت العرب والاسلام بالاف السنوات منها حضارة بلاد الرافدين التي كان فيها الطب والهندسة والقانون قبل الأديان بعقود وعقود!!

Wind is caused by differences in pressure. When a difference in pressure exists, the air is accelerated from higher to lower pressure.
كان هذا اقتباساً من الموسوعة الحرة ويكيبيديا عن تشكل الرياح وأظن من السهل معرفة أن لا هناك من يرسل هنا بل هناك سلسلة من العمليات العلمية التي تحدث بسبب قوانين فيزيائية بحتة.
الريح تحدث بسبب الاختلاف بين الضغط الجوي المرتفع والمنخفض. فلا تُرسل لتحرك شيئاً.

إذاً عزيزي الفاضل الداعي هناك أيضاً إعجاز ضدك باﻵية لم تكتشفه وها أنا أظهرته لك!
أرجو ان لا تعود لهذا الاسلوب الذي تتبعه بالمثال أعلاه فتقول لي ان الحركة المنظمة تم اكتشافها بواسطة اﻷقمار الصناعية لتمرر معلومة التنظيم وتربطها بالارسال وتربطها باﻵية فتخلق إعجازاً من بضع كلمات..! التنظيم -أو ما يبدو تنظيماً- هو بسبب دوران اﻷرض حول محورها ودوران اﻷرض حول الشمس وهو ما ليس موجوداً بالقرءان بل العكس هو الموجود!!
فكما نرى هنا في سورة ياسين:
http://quran.al-islam.com/QuranImageGenerator.aspx?pageid=610&PageNum=442

الشمس والقمر يحسبهما القرءان موجودتان في سماء اﻷرض ويظنهما تتلاحقان!! لكنه لم يعلم ان الكسوف هو تلاقي لنقطة الرؤية بين الشمس والقمر ولم يعلم انهما لا يلتقيان لسبب آخر تماماً هو ان القمر تابع لتابع للشمس ألا وهو اﻷرض. طبعاً اﻵيات التي تظهر رؤية القرءان للظواهر الفيزيائية كثيرة وما مثاليّ الرعد والشمس والقمر إلا مثالين هامشيين.

باختصار في آية واحدة حقائق علمية متعددة: إرسال الرياح، تلقيح السحاب، إنزال الماء من السماء، صلاحية هذا الماء للشرب، تخزين هذا الماء. والسؤال: هل هذه الحقائق المحكمة والبليغة والدقيقة من صنع البشر؟

ولو اختل شرط واحد من شروط تكون السحاب مثل أن تكون تيارات الرياح ضعيفة وغير قادرة على حمل الكميات الضخمة من الماء للأعلى، فإن هذا سيؤدي إلى قلة الأمطار الهاطلة وبالتالي قلة المياه العذبة على الأرض وزيادة المياه المالحة وبالتالي فساد الحياة.

إن هذه الحقيقة الكونية لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، فلم يكن أحد يعلم شيئاً عن تشكل الغيوم، أو عن دور الرياح أو عن أهمية تلقيح الرياح للغيوم، ولكن العلم الحديث كشف لنا هذه الحقائق، وجاء ذكرها في كتاب الله جلية واضحة لتشهد على صدق هذا الكتاب وصدق رسالة
كلام !! وليس دليلاً على شيء فلا أنت أوردت حقائق دامغة موجودة باﻵية ولا حتى ادلة عن عدم معرفة ناس أبناء ذلك الزمان بهذه المعلومات "البيديهة والعمومية جدا!"
أراك تتحدث عن اختلال الشروط وكأن القرءان تحدث عن تشكل السحاب تحدثاً علميا لا يقبل التأويل!! بصراحة أنا لا أرى أي نوع من اﻹعجاز ولا حتى من العلم!! بل كلام عام يقبل بتأويله الصحة ويقبل الخطأ لكنه بالتأكيد لا يقبل اﻹعجاز العلمي.
وأعيدها - اﻹعجاز العلمي الوحيد في اﻵيات التي انت ذكرتها هو إيجاد ناس تستنبط اﻹعجاز عنوة!

أرجو منك إزالة القدسية قبل التمعن بما ذكرت فالقدسية الموجودة حول القرءان تمنعك من تدبر آياته بعقلانية فتأتي أحكامك كلها وأنت مقتنع بأنه معجز اقتناعا مسبقاً!!

تحياتي لك وللمتابعين بانتظار رد عقلاني- أو انتقال لنقطة أخرى.

الداعي
2010-12-30, 02:34 PM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:
لقد كان ثمَّة أبحاث وامتحانات عليَّ في الجامعة؛ لذلك تأخرت عن وضع الرد, ومهما يكن من أمر, فلا بدَّ من الوقوف حقَّ الوقفة على ما أوردت:


1. سألغي هالة القداسة التي تعتريني حين تدبر آي القرآن الكريم, وسأنظر بعين الشكِّ للآيات التي أوردتها أنت؛ لأرى: أهي كلام بشر أمِّي صحراوي, أم هي من وحي إلهي رباني!!


2. تكثر من استعمال: (ليّ عنق النص), وتستعملها حيث لا تصلح؛ لأنَّ ليَّ عنق النصِّ هو تحميل النص مالا يدلُّ عليه, لا من حيث اللغة, ولا من حيث الواقع, وإذا تتبعنا استعمالك لها ألفيناها لا تنطبق؛ لأنَّ النص يدل عليه, إمَّا منطوقًا, وإمَّا مفهومًا, وهذا يسفر لك عن استعمالك الخاطئ للعبارة سابقة الذكر.


3. لقد تجاهلت في ردودك الثلاثة الحديث عن دور الرياح في تلقيح النباتات, لعلَّ المانع خير!!


4. قولك: (والله إني أستغرب هذا المثال – ما معنى لواقح؟):
- للعرب سبيلان لدى استعمال الألفاظ: سبيل حقيقي, وسبيل مجازي.
- المجاز_ كما عرفه الجرجاني في أسرار البلاغة _هو:" وأمّا المجاز فكلُّ كلمة أريد بها غيرُ ما وقعت له في وَضْع واضعها، لملاحظةٍ بين الثاني والأوّل", أي: المجاز هو استخدام اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بينه وبين الأصل.
- وصف الرياح بأنَّها تأتي لواقح هو مجاز؛ لأنَّ أصل استخدامها هو فيما يحدث بينهما لقاح.
- الذكر يقوم بقذف حيواناته المنوية في فرج المرأة, وعندما يخترق حيوان منوي ما بويضة فإنها تخصب, وتنضج, ثمَّ ينزل الجنين. وحتى ندرك الاستخدام المجازي, لا بدَّ من تأمل عمل الرياح بخصوص النبات والسحاب:
1) النباتات: تتكون حبيبات اللقاح في العناصر الذكرية للزهرة, ثم تنتقل إلى العناصر الأنثوية, فتلقحها ويتم الإخصاب. جاء في الموسوعة العالمية:" إنَّ التلقيح الريحيَّ هو خاصية لنباتات ذات الأزهار غير المميزة, والتي تفتقد_ عادة _الأريج والرحيق الجاذب للحشرات, حيث إنَّ كمية وافرة من اللقاح الجاف الخفيف الوزن ينتج فتحمله الرياح عابرة به مسافات شاسعة إلى العنصر الأنثوي". العلاقة المجازية: لما كانت الرياح تحمل حبيبات اللقاح, وتذهب بها إلى العناصر الأنثوية, كانت بمثابة الرجل الذي ينتج الحيوانات المنوية, ويقذف بها في فرج المرأة.


2) السحاب: ثمَّة نظريتان لإنشاء الأمطار:
ü نظرية الاندماج: يفسر هذه النظرية (نويات التكاثف), وهي تتكون من الغبار وأملاح البحار والمحيطات، وبعض المواد الكيميائية. وهذه النويات تحملها الرياح, وبخار الماء تحمله الرياح, وبذلك يحصل اندماج وينزل المطر.
ü نظرية البلورات الثلجية: يفسر هذه النظرية (نويات الثلج), وهي تتكون من جسيمات متناهية الصغر من التربة، أو الرماد البركاني. وهذه النويات تحملها الرياح, وعندما تنضج بانضمامها إلى بعضها بعضًا, تصبح الرياح غير قادرة على حملها, فتنزل بوصفها قطرات ماء.
النظريتان تبينان أن إنشاء الماء يكون بسبب الرياح بما تحمله من ذرات وبخار الماء. العلاقة المجازية: لما كانت الرياح تحمل بخار الماء والذرات: (نويات التكاثف), و(نويات الثلج), فإنَّه قد شبهت هذه الذرات بالحيوانات المنوية, وشبهت السحب برحم المرأة, وعندما يحصل النضج تسقط الأمطار كما ينزل الجنين.


- سؤال ينادي إجابة: هل في هذا ليُّ عنقٍ للنص القرآني حتى يتفق مع الاكتشافات العلمية فيصبح تدليسًا علميًّا؟
- إجابة تلبِّي النداء: إن فسر المفسرون من الصحابة والتابعين الآية بما يتفق مع الاكتشافات العلمية, فهو إعجاز علمي, وإن لم يفسروها كذلك, فهو تدليس علمي.
- بعد الرجوع للتفاسير القديمة, وجدت أقوالهم منطبقة مع الاكتشافات العلمية, وقالوا أقوالا لم تثبت علميًّا إلا في القرن التاسع عشر.


5. قولك: (تقول لي: هل محمد عالم أرصاد؟! لا يا سيدي, وهل كان العرب الذين يهتدون بالنجوم في السماء قبل محمد علماء فضاء وخريجي (إم إي تي) ويعملون بناسا؟!):
- ثمَّة فرق شاسع بين السؤالين؛ ذلك أنَّ الحقائق التي أثبتها القرآن لم تكتشف إلا في القرن التاسع بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الهائل, وهي بحاجة لتخصصات شتى: فلك وفضاء وطب ونبات وجراحة وجيولوجيا وأرض وأرصاد, وهي بحاجة لآلات شتى: سوبر كمبيوتر, وأقمار اصطناعية, ومجاهر, ومكوكات فضائية, وقمر إرسال وقمر استقبال...إلخ.
- يقول الله: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ (97). ويقول: ﴿وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾, (النحل: 16). فقد جعل الله للإنسان نجومًا جليةً كالنجم القطبي ليتخذها له دليلا ليليا, وهذه لا تحتاج إلا لمتابعة النجوم بواسطة العين المجردة, علمًا أنَّ من دلَّ عليها الناس هم من تخصصوا بدراسة الفلك من القدماء.


6. قولك: (الآيات التي ذكرت لا تخلو من الإعجاز فحسب, بل وفيها خطأ لا يقع فيه إله! فكيف يقول القرآن عن نزول المطر: إنه يجعل الناس يستبشرون؟ هل هذا ينطبق دوماً؟ في الباكستان مثلاً, شردت السيول ثلاثة ملايين بشري (الشهر الفائت)! وقتلت الآلاف, هل هذا ينطبق على آيتك المعجزة؟):
- إنَّك في كلِّ كلمة تكتبها, يظهر السقم على تفكيرك, ويتجلى جهلك في أسلوب القرآن المبدع؛ فالمشكلة ليست في الآية, بل في فهمك المعوج لها, وهذا ما يسمى: (ليّ عنق النص), فانتبه واحذر, ولا تتعثر.
- لو تتبعت الاستخدام القرآني للفظ الريح, لوجدت أنَّه يأتي به, مفردًا وجمعًا. والمفرد منوط بالغضب والشر, والجمع منوط بالرضا والخير.
· لفظ الريح مفردًا: ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ﴾, (البقرة: 117). وكذلك: ﴿جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾, (يونس: 22). وكذلك: ﴿فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ﴾, (الإسراء: 69). وكذلك: ﴿أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾, (الحج: 31). وكذلك: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾, (الأحزاب: 9). وكذلك: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾, (فصلت: 16). وكذلك: ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾, (الأحقاف: 25). وكذلك: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾, (الذاريات: 42). وكذلك: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾, (القمر: 20). وكذلك: ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾, (الحاقة: 8).
· لفظ الريح جمعًا: ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾, (البقرة: 164). وكذلك: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾, (الأعراف: 57). وكذلك: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾, (الحجر: 22). وكذلك: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾, (الفرقان: 48). وكذلك: ﴿وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾, (النمل: 63). وكذلك: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾, (الروم: 46). وكذلك: ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ... فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾, (الروم: 48).
- عن ابن عباس، قال: كان النبي_ صلى الله عليه وسلم _إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه، ومد بيديه، وقال: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا», رواه الطبراني.
- الآية استخدمت لفظ (الرياح), ولمَا كانت الرياح جالبةً للخير, فإنَّ الناس يستبشرون بها وبما أتت به. أمَّا ما حلَّ بباكستان فهو ريح: ﴿جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾. فتأمَّل!!


7. قولك: (وعلى فرض معجزة, لماذا يكررها الله في موضعين في آيتين؟ ما الفائدة؟!):
- هنا حديث بلاغي, ولا يمتُّ لما قبله بصلة.
- الآيتان فيهما إيجاز وإطناب؛ واحدة تشرح بالتفصيل, والأخرى بالإيجاز؛ فهما ليستا مكررتين بالأسلوب نفسه.
- تكرارهما آتٍ في موضوع التدليل على قدرة الله سبحانه, وبعث الناس يوم القيامة.


8. أراك تحدثت عن تحريك الرياح للسحاب, ولم تتحدث عن تكوين الرياح لسحاب ﴿فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾. لعل المانع خير؟!
- جاء في الموسوعة الحرة (ويكبيديا) الآتي:" تعتبر السحب عبارة عن شكل من أشكال الرطوبة الجوية التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، حيث أنّ الشمس، التي تعتبر المحرك الأساسي لدورة الماء، تقوم بتسخين المحيطات التي تحوّل جزءاً من مياهها من حالتها السائلة إلى بخار، فتقوم التيارات الهوائية المتصاعدة بأخذ بخار الماء إلى داخل الغلاف الجوي (حيث درجات الحرارة المنخفضة) فيتكاثف الهواء المشبّع ببخار الماء مكونا بذلك جزيئيات الماء السائلة أو المتجمدة فتمتزج بذرات الغبار مشكلة بذلك السحب".
- اكتشاف القرن التاسع عشر هذا, هل هو بدهي؟


9. قولك: (ما هو وجه اﻹعجاز في استخدام لفظ (يرسل)؟ بالعكس, هو مغالطة علمية, فلا أحد مخول بإرسال الريح أصلاً):
- لقد بدت نواجذي من قولك (مغالطة علمية)؛ فلو قلت لك: من خلقك؟ تجيب: الله. بالمنطق نفسه أقول لك: مغالطة علمية, فلا أحد مخول بخلقك أصلا, بل أنت نتيجة عمليات حيوية كيميائية نتجت من اندماج حيوان منوي ببويضة!!
- زميلي, هذه القوانين الفيزيائية التي تسير وفقها الرياح: من أوجدها؟ من قدرها؟ من تحكم بها؟ إنَّه الله. إذن, الله هو مكون الرياح, وهو من يأذن لها بالحركة كيفما يشاء, فكم أنعم بها, وكم أهلك بها: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾, (المدثر: 31).
- الإعجاز يكمن في أنَّ حركة الرياح ليست عشوائية, بل هي منظمة, وهذه حقائق أثبتت حديثًا, والإرسال من لازمه التنظيم, فكان ذلك لذلك, فتأمَّل ذلك.
- أراك تقول: (التنظيم -أو ما يبدو تنظيماً- هو بسبب دوران اﻷرض حول محورها ودوران اﻷرض حول الشمس) أين الدليل؟
- ثمَّ إنَّ المتتبع لحركة الرياح داخل الغلاف الجوي وفق الجاذبية, يدرك أنَّها لا تتأثر بحركتي الأرض, بل قد تخالفها أو تتفق معها حسب جهة الرياح.


10. قولك: (يقول القرآن: (وما أنتم له بخازنين), ولكن السدود تخزن؛ والبحيرات الصناعية تخزن؛ والخزانات العظيمة والمتوسطة والصغيرة تخزن! وهنا أرى إعجازاً يحسب عليك لا لك؛ إن كلمة خزان تستخدمها للتعبير عن إمكانية خزن المياه بشكل دوري, ويكاد يكون يومي في المناطق القاحلة!):
- لقد اطلعنا على تفسيرك للآية, فلننظر إلى أهل التفسير ما قولهم: فيها للعلماء وجهان من التفسير, كلاهما يشهد له قرآن:
· الأول: ليست خزائنه عندكم, بل نحن الخازنون له، ننزله متى شئنا، وهذا الوجه تدل عليه آيات, كقوله:﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾, (الحجر: 21).
· الثاني: (وما أنتم له بخازنين) بعد أن أنزلناه عليكم، أي لا تقدرون على حفظه في الآبار والعيون والغدران، بل نحن الحافظون له فيها، ليكون ذخيرة لكم عند الحاجة، ويدل لهذا الوجه قوله:﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾, (المؤمنون: 18).
- الأمور التي ذكرتها في تخزين المياه, هي بمشيئة الله, فلو أراد الله أن يجعل الشيء الذي يحفظ الماء كالرمل لجعله, وما السدود والبحيرات والخزانات إلا محاكاة لما كان طبيعيًا من أنهر وبحيرات, وهذا لا ينفع إلا بمشيئة الله.


11. يتبع الحديث عن الرعد, والشمس والقمر.

الداعي
2011-01-02, 03:26 AM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. قولك: (عزيزي, في الآية التالية من سورة الرعد, يتبين تماماً ما كان يظن محمدٌ سبب الظواهر الطبيعية- اﻵية 13):

- الآية هي: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾, (الرعد: 13).
- هذه الآية تتحدث عن تسبيح الرعد بحمد الله, وعن تسبيح الملائكة من خيفة الله.
- ليس كلُّ ما يسبح الله يكون عاقلا, بل يسبحه العاقل وغير العاقل, ودليله: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾, (الإسراء: 44).
- إذن, كون الرعد مما يسبح الله, ليس دليلا على أنَّه ملك.

- والآية لا تدلُّ على أنَّ الرعد ملك من الملائكة؛ لأنَّه ثمَّة عطف بينهما, وثمَّة فرق بتسبيحهما:
· الأصل في العطف المغايرة والاختلاف, وكون الملائكة معطوفين على الرعد هو دليل على أنَّ الرعد ليس من جنس الملائكة.
· إن قلنا: (كتب المعلم والطلاب), فهذا يعني أنَّ المعلم ليس طالبًا؛ بل هو منفصل عن الطلاب؛ لذلك حدث العطف.
· ولا يقال هنا: إنَّ عطف الملائكة على الرعد هو من باب: (عطف العام على الخاص) الذي يستخدمه البلاغيون في الإطناب الحسن_لا يقال هذا؛ لأنَّ الرعد يسبح بحمد الله, بينما تسبح الملائكة من خيفته, وشرط عطف العام على الخاص هو الاشتراك في الشيء نفسه على وجهه, وهذا لم نجده في الآية, فدلَّ ذلك على أنَّ الرعد ليس من جنس الملائكة.

- وعليه, فالآية لا تدلُّ على أنَّ الرعد ملك من الملائكة.

- نأتي لما أوردته من تفسير:
· يقول النبي: «إِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ, فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ النُّطْقِ, وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ», رواه أحمد. التعليق: لا يدل هذا الحديث على أنَّ الرعد ملك من الملائكة.
· قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي، عن محمد بن مسلم قال: بلغنا أن البرق ملك له أربعة وجوه: وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد، فإذا مصع بذنبه فذاك البرق. التعليق: هذا لا أصل له من كتاب ولا سنة، وهو من الخيال.
- ونأتي للحديث الشريف عندما سئل النبي عن الرعد, فأجاب: «مَلَكٌ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ أَوْ فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ, يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ», رواه أبو نعيم. التعليق: ممن ذكر هذه الرواية بكير بن شهاب, وقد تفرد بها, وخالف الثوريَّ والأعمش, فهي زيادة شاذة منكرة. قال أبو نعيم:" غريبٌ من حديث سعيد بن جبير، تفرَّدَ به بُكير". وعليه, فهذه الزيادة لا تصح, وهي منكرة.
- إذن, لم يثبت بالوحي أنَّ الرعد ملك, بل هي تفسيرات يخطئ بها البشر ويصيبون, وإن أردنا أن نطعن بالإسلام, فلا يكون الطعن بقول المفسرين الذي لا يكون لغويا محضًا, بل بالقرآن والأحاديث. فتأمَّل.

2. اعلم أنَّ الأحاديث التي كانت متواترةً لا تعارض أيَّ حقيقة يثبتها العلم, والأحاديث الصحيحة إن فهمت كما ينبغي أن تفهم لا توجد بها معارضة.

3. والبرق متصل بالرعد, وقد وصف النبي البرق بأدق الوصف عندما قال: «أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟», رواه مسلم.

- هذا الحديث فيه تبيان لأطوار البرق, وفيه الزمن لهذه الأطوار.
- لقد ثبت علميًّا بواسطة الآلات التي تصور أكثر من ألف صورة في الثانية أنَّ للبرق طورين: طورًا يصل فيه للأرض, وطورًا يعود للسحاب, وهذان الطوران يحدثان بالزمن الذي تستغرقه طرفة العين تماما.
- أليس في هذا الوصف النبوي للبرق ما يدلُّ على أنَه ينطق بالوحي؟!

الداعي
2011-01-02, 04:22 AM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. لقد قلت: التنظيم هو بسبب دوران اﻷرض حول محورها, ودوران اﻷرض حول الشمس, وهو ما ليس موجوداً بالقرآن, بل العكس هو الموجود!! فكما نرى هنا في سورة ياسين: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾, (يس: 40). الشمس والقمر يحسبهما القرآن موجودتين في سماء اﻷرض, ويظنهما تتلاحقان!! لكنه لم يعلم أن الكسوف هو تلاقٍ لنقطة الرؤية بين الشمس والقمر, ولم يعلم أنهما لا يلتقيان لسبب آخر تماماً, هو أن القمر تابع لتابع للشمس, ألا وهو اﻷرض.


2. وهنا نقول:
- هذه الآية فيها حقائق علمية تحسب للقرآن, وليس فيها أخطاء تدين القرآن.
- ثمَّة مغايرةٌ في التحدث عن (الليل والنهار), و(الشمس والقمر)؛ والمغايرة في استخدام (تدرك) و(سابق), فلماذا لم يقل: لا الشمس ينبغي لها أن تسبق القمر؟
- معلوم أنَّ الليل والنهار في المدار نفسه, وقد بين لنا القرآنُ لماذا لا يسبق الليل النهار؛ إذ قال: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾, (الأعراف: 54).


- المغايرة السابقة تشير إلى المغايرة في الأفلاك (المدارات)؛ فعندما تحدث القرآن عن الفلك نفسه استخدم (سابق), وعندما تحدث عن فلكين مختلفين استخدم (تدرك), ولو استخدم لفظ (تسبق) لكان خطئا من وجهين:
1) يلزم من لفظ (تسبق) أن تكون الشمس والقمر في المدار نفسه, والثابت أنَّ كلا منهما في مدار مختلف: الشمس مدارها حول مركز مجرة درب التبانة, والقمر مداره حول الأرض.
2) يلزم من لفظ (تسبق) أن يكون القمر أسرع من الشمس, والثابت العكس؛ فسرعة القمر هي: (1.027778كم\ث), وسرعة الشمس هي: (200-250كم\ث).


- إذن, في استخدام (تدرك) دقة علمية؛ فمع أنَّ الشمس أسرع من القمر, فإنَّها لا تدركه؛ لأنَّها تدور في مدار مغاير لمداره. فتأمَّل.
- أمَّا ما توهمته في الآية من أخطاء, فهو نابع من سوء إدراكك لدقة استخدام الألفاظ القرآنية. فتدبَّر!!


3. أنتظر ردَّك بأسلوبٍ رائقٍ راقٍ على ما ذكرتُ لك من بليغ القول.

مختلف
2011-01-04, 11:47 PM
السلام عليكم أخي الفاضل الداعي؛
أرجو أن تكون أبحاثك وامتحاناتك في الجامعة موفقة بإذن الله؛ وأن تحصل على جيد التقدير.
آسف للتأخر بالرد ظروف العمل.

تقول:
سألغي هالة القداسة التي تعتريني حين تدبر آي القرآن الكريم, وسأنظر بعين الشكِّ للآيات التي أوردتها أنت؛ لأرى: أهي كلام بشر أمِّي صحراوي, أم هي من وحي إلهي رباني!

أرجو أن يكون هذا الكلام نابع من تفهمك لطريقة التفكير العلمي التي تنظر إلى كلّ مسألة على أنها تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب مهما كانت نسبة الخطأ صغيرة أو كبيرة.


2.#تكثر من استعمال: (ليّ عنق النص), وتستعملها حيث لا تصلح؛ لأنَّ ليَّ عنق النصِّ هو تحميل النص مالا يدلُّ عليه, لا من حيث اللغة, ولا من حيث الواقع, وإذا تتبعنا استعمالك لها ألفيناها لا تنطبق؛ لأنَّ النص يدل عليه, إمَّا منطوقًا, وإمَّا مفهومًا, وهذا يسفر لك عن استعمالك الخاطئ للعبارة سابقة الذكر.

أرغب بأن تراجع نفسك؛ فأنا في ردّي اﻷخيرين بعد ردّك أنت لم أستخدم هذا التعبير؛ رجوتك أن تظنّ في ظن الخير ولا تظن فيّ ظن السوء – فمخالفتي لعقيدتك لا يجب أن تضغط عليك فتؤثر على حكمتك. وعلى كلّ اﻷحوال ما سميته أنا تدليساً لا ينطبق على تعريفك أعلاه وأظنه يبقى مشروعاً أن أسمي التالي تدليساً:
إطنابي أكثر من مرّة بصحة معنى اﻹلقاح رغم وضوح خطأ التأويل في حديثك؛ وذلك ﻷن اﻹلقاح أصلاً هو كلمة حديثة لهذا المعنى الذي أصلاً لا يُعبر عن المضمون الذي أوردته أنا لغوياً ولي عودة على موضوع اﻹلقاح فهذا الجزء يستفز الجانب العلمي في طريقة تفكيري بطريقة عجيبة!

لقد تجاهلت في ردودك الثلاثة الحديث عن دور الرياح في تلقيح النباتات, لعلَّ المانع خير!

والله ما تجاهلته سوى احتراماً لعقلك!
لنبدأ بنقض الربط بين تلقيح الرياح للنبات وخطأ قول القرءان وسأتبع لهذا أسلوب (من فمك أُدينك):

ﻷريك أنك -مع احترامي- تأول كما تشاء دون مرجعية معتمدة سأقارن بين فهمك ﻵية الشمس والقمر وفهمك ﻵية الرياح اللواقح!
قد قلت أنت في معرض دفاعك المستميت عن صحة ودقة استخدام لفظة "يدرك" في فهم الشمس والقمر ومداريهما أن لفظ يسبق يعني نفس المدار أما يدرك فهو يعني أنهما ليسا على مدار واحد وهنا سؤالان أنت مطالب -جداً- بإجابتهما:
ما هو المرجع العلمي الذي استندت عليه وحدد أن اﻹدراك يعني أن الشيئين المُدركين أحدهما للآخر لا يكونان على نفس "المدار" أو "المسار" تجاوزاً لهفوتك!
ما هو المرجع العلمي الذي استندت عليه لفهم أنّ هذا إعجازاً؟ يعني لو قال القرءان بدلاً من يدرك "يلحق" مثلاً لأطنبتني بنفس "الموال" والذي أيضاً لا يستند على دليل علمي!
أكرر أنت مطالب بإثبات مرجعية كلامك العلمية وأكرر كثرة اﻷمثلة والكلام لا تُفيد صحة رأيك لا من قريب ولا من بعيد!

اﻵن لنقارن بين تحديدك لإعجاز استخدام كلمة في آية وعدم استخدام كلمة في آية أخرى! فأنت قد قلت عن آية اللواقح:

وصف الرياح بأنَّها تأتي لواقح هو مجاز؛ لأنَّ أصل استخدامها هو فيما يحدث بينهما لقاح.

لماذا هنا لم تأخذ المعنى الدقيق كما في حالة "يرسل الرياح" وحالة "يثير سحاب" وحالة "يدرك القمر" وحالة "يسبق النهار"؟؟ لعلّ المانع خير!
بل أخذت -هاهنا- المعنى المجازي؛ لماذا؟ لا تجيب؛ أنا سأجيبك:
ﻷنه يوافق رأيك بأن اﻵية معجزة- وهذا لعمري "ليّ عنق الكلمات" يا عزيزي.

من فمك أدينك:
النباتات: تتكون حبيبات اللقاح في العناصر الذكرية للزهرة, ثم تنتقل إلى العناصر الأنثوية, فتلقحها ويتم الإخصاب

من يلقح من؟ الحبيبات تُلقح العناصر اﻷنثوية؛ وليس الرياح. ولا يعتد برأيك باﻷخذ بالمعنى المجازي ﻷنك تأخذ أحياناً المعنى الحرفي والدقيق بل وتبالغ في دقته وكأن اللغة لم توجد غيره وذلك لسبب واحد تعرفه وأعرفه: كي ينطبق المعنى على اﻹعجاز!

.#العلاقة المجازية:#لما كانت الرياح تحمل حبيبات اللقاح, وتذهب بها إلى العناصر الأنثوية, كانت بمثابة الرجل الذي ينتج الحيوانات المنوية, ويقذف بها في فرج المرأة.

هنا مجازية! لماذا؟
لا ياسيدي؛ هنا سنأخذ المعنى الحرفي لكلمة يلقح كما فعلنا في معنى يرسل ويدرك ويسبق! لنؤكد أنّ هذا يؤخذ على القرءان وليس له والمعنى خاطئ وهو ليس خطأ علمي بالتأكيد ﻷن القرءان لم يُرد ذلك ولم يعرف هذه الحقيقة أصلاً ولم يرغب لا بذكرها ولا تفنيدها ولكنكم تريدون استنباط اﻹعجاز قصراً.


النظريتان تبينان أن إنشاء الماء يكون بسبب الرياح بما تحمله من ذرات وبخار الماء.#العلاقة المجازية:#لما كانت الرياح تحمل بخار الماء والذرات: (نويات التكاثف), و(نويات الثلج), فإنَّه قد شبهت هذه الذرات بالحيوانات المنوية, وشبهت السحب برحم المرأة, وعندما يحصل النضج تسقط الأمطار كما ينزل الجنين.

-#سؤال ينادي إجابة: هل في هذا ليُّ عنقٍ للنص القرآني حتى يتفق مع الاكتشافات العلمية فيصبح تدليسًا علميًّا؟
-#إجابة تلبِّي النداء: إن فسر المفسرون من الصحابة والتابعين الآية بما يتفق مع الاكتشافات العلمية, فهو إعجاز علمي, وإن لم يفسروها كذلك, فهو تدليس علمي.
-#بعد الرجوع للتفاسير القديمة, وجدت أقوالهم منطبقة مع الاكتشافات العلمية, وقالوا أقوالا لم تثبت علميًّا إلا في القرن التاسع عشر.

لا أدري ما هو العصي على الفهم في كلامي؟ حتى تعيد على مسامعي نفس الكلام دون أن تلاحظ أنني فندت رأيك -الذي تعيده- في مداخلتي السابقة ولم تضف شيئاً فلا أنت ذكرت معلومة تثبت أن هذه المعارف اكتشفت فعلاً في القرن التاسع عشر وأنها كانت غير معلومة ولا متوقعة قبلاً -هذا واحد- ولا أنت أعطيت معنى واضح للكلام المسمى إلهي حيث عدت لتقول مجازياً؛ والمجاز يا عزيزي لا يعتد به حتى لو فسره المفسرون العظماء فما بالك ومن يفسره هو شخص عادي مع احترامي الكامل والكبير لشخصك الكريم؛ ولكن كلامك لا يعتد به وهذا الكلام أعيده وأرجو العودة للمداخلة السابقة لتعرف أنني فندت كلامك؛ وهذا يعتبره القارئ "تهرباً وتملصاً" ولكنني لن أعتبره كذلك ﻷنني لا أسيء ظني بك بل سأعتبر أنك كابرت قليلاً لا أكثر!

-#ثمَّة فرق شاسع بين السؤالين؛ ذلك أنَّ الحقائق التي أثبتها القرآن لم تكتشف إلا في القرن التاسع بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الهائل, وهي بحاجة لتخصصات شتى: فلك وفضاء وطب ونبات وجراحة وجيولوجيا وأرض وأرصاد, وهي بحاجة لآلات شتى: سوبر كمبيوتر, وأقمار اصطناعية, ومجاهر, ومكوكات فضائية, وقمر إرسال وقمر استقبال...إلخ.

الجزئية الصحيحة في كلامك أن العلم الخاص باﻷرصاد يحتاج كل هذا؛ لكن الجزئية الخاطئة هي أن هذه الحقائق؛ لم توجد بالقرءان؛ فما وجد بالقرءان جملتين فسرتهما أنت بأنهما يطابقان أبحاث العلماء وباقتباسك أنت من نشوء السحب يمكننا ملاحظة الحاجة ﻷكثر من جملة علمية لشرح الظاهرة ولا يكفي أصلا كلمة يلقح – هذا إن افترضنا صحتها أصلا؛ فكما لاحظت في اﻷسطر السابقة قد فندت ادعاءك الذي قلته "مجازاً" وهذا ما لا يصح.

6.#قولك: (الآيات التي ذكرت لا تخلو من الإعجاز فحسب, بل وفيها خطأ لا يقع فيه إله! فكيف يقول القرآن عن نزول المطر: إنه يجعل الناس يستبشرون؟ هل هذا ينطبق دوماً؟ في الباكستان مثلاً, شردت السيول ثلاثة ملايين بشري (الشهر الفائت)! وقتلت الآلاف, هل هذا ينطبق على آيتك المعجزة؟):
-#إنَّك في كلِّ كلمة تكتبها, يظهر السقم على تفكيرك, ويتجلى جهلك في أسلوب القرآن المبدع؛ فالمشكلة ليست في الآية, بل في فهمك المعوج لها, وهذا ما يسمى: (ليّ عنق النص), فانتبه واحذر, ولا تتعثر

سقم تفكيري – جهلي – فهمي المعوج وأخيراً انتبه واحذر!!!! على رسلك يا عزيزي الفاضل فلأنتبه من ماذا؟ من الشك بأن قول القرءان قول بشر وليس قول خالق المجرات واﻷكوان كلها؟؟ الظاهر أنك لم تزل القدسية عن قرءانك بل يظهر تماماً الغشاوة التي على عي### فأنت فوراً تُستفز وتقول "احذر" وكأنك تحذرني من غضب أو ما شابه؛ وهذا ليس مرفوضٌ فحسب بل ويزيد إصراري على مطالبتك بتفسير التعميم الذي يرميه القرءان على المطر رغم أنه أحياناً يثير المآسي والمشاكل! وأزيدك دليلاً على صحة رأيي – تفضل: عندما أعطيتني أمثلة تثبت دقة القرءان باختيار أن الريح شر والرياح خير رغم عدم وجود دلالة لغوية على ذلك : كنت وقتها تثبت أن القرءان لا يختار ألفاظاً بطريقة عشوائية! ولكنه بإرسال السحب عمم وقال يستبشرون! من؟ نصفهم؟؟ ربعهم؟؟؟ لا يا سيدي بل كلهم.
لذا أكرر عليك أسلوب الوعيد لا ينفع معي فكن أكثر ليونة بالتعامل معي فأنا هنا للنقاش والافادة والاستفادة وليس لحربك أو قتالك أو إذلالك – ماعاذ الله. بل أنا هنا ﻷستفيد أولاً وأفيد إن استطعت.


8.#أراك تحدثت عن تحريك الرياح للسحاب, ولم تتحدث عن تكوين الرياح لسحاب ﴿فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾. لعل المانع خير؟!

المانع خير مئة بالمئة!
ماذا تظنني يجب أن أقول؟ ان أسبح وأهلل وأكبر وأقول عدت للإسلام لمجرد صحة هذه الكلمة؟ وأنا الذي أخرجت لك كماً من اﻷدلة بالكاد تستطيع إليها سبيلاً؟ ولكن لا تحزن يا عزيزي؛ فسأرد كرمى لعيونك وأريك بأن لفظة تثير سحاباً ليست صحيحة تماماً كما تريد ان توهم نفسك! فكلمة تثير سحاب تعني لغةً أن الرياح هي المسؤولة عن إثارة السحاب لوحدها لعدم اقتران أي كلمة مع الريح في اﻵية أي أن القرءان يقصد أن الرياح تثير السحاب دون أي تدخل ﻷي مادة أخرى؛ طبعاً من الممكن أن تُفهم اﻵية مثل ما تفضلت أنت؛ ولكن ما المانع اللغوي لفهمها كما أقول أنا هنا؟ لو كان القرءان يبتغي الدقة لقال: تثير من مكونات الهواء سحاباً -مثلاً. على كلّ اﻷحوال كلامك في تفسير (تثير سحاباً) يندرج تحت مسمى التأويل فلا يعتد به بالعلم. العلم يحتاج كلمات علمية دقيقة تسمي مواد لتقول هاك عملية كيميائية فلا يكفي مثلا أن تقول (ينتج الماء من اندماج)! اندماج ماذا؟؟؟ عليك تحديد أوكسجين وهيدروجين وبواقع ذرة لذرتين وهكذا.

تقول عزيزي وبلهجة الواثق:
اكتشاف القرن التاسع عشر هذا, هل هو بدهي؟
وكأن القرءان قد ذكر ذلك دون تأويل يفهم كما يريد القارئ؟؟ فأنت من أين أتيت باقتباسك؟؟ على علمي من الموسوعة الحرة ويكيبيديا وليس من القرءان!! فما أتيت به أنت اقتبسته من الويكيبيديا! تريدني أن أفهم (رغما عني) أن القرءان قال:

[….تعتبر السحب عبارة عن شكل من أشكال الرطوبة الجوية التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، حيث أنّ الشمس، التي تعتبر المحرك الأساسي لدورة الماء، تقوم بتسخين المحيطات التي تحوّل جزءاً من مياهها من حالتها السائلة إلى بخار، فتقوم#التيارات الهوائية المتصاعدة بأخذ بخار الماء إلى داخل الغلاف الجوي#(حيث درجات الحرارة المنخفضة) فيتكاثف الهواء المشبّع ببخار الماء مكونا بذلك جزيئيات الماء السائلة أو المتجمدة فتمتزج بذرات الغبار#مشكلة بذلك السحب".#…...]
--------------------------------------------------------------------------------------------------
عند قولك:
9.#قولك: (ما هو وجه اﻹعجاز في استخدام لفظ (يرسل)؟ بالعكس, هو مغالطة علمية, فلا أحد مخول بإرسال الريح أصلاً):
-#لقد بدت نواجذي من قولك (مغالطة علمية)؛ فلو قلت لك: من خلقك؟ تجيب: الله. بالمنطق نفسه أقول لك: مغالطة علمية, فلا أحد مخول بخلقك أصلا, بل أنت نتيجة عمليات حيوية كيميائية نتجت من اندماج حيوان منوي ببويضة!!
-#زميلي, هذه القوانين الفيزيائية التي تسير وفقها الرياح: من أوجدها؟ من قدرها؟ من تحكم بها؟ إنَّه الله. إذن, الله هو مكون الرياح, وهو من يأذن لها بالحركة كيفما يشاء, فكم أنعم بها, وكم أهلك بها: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾, (المدثر: 31).
-#الإعجاز يكمن في أنَّ حركة الرياح ليست عشوائية, بل هي منظمة, وهذه حقائق أثبتت حديثًا, والإرسال من لازمه التنظيم, فكان ذلك لذلك, فتأمَّل ذلك.
-#أراك تقول: (التنظيم -أو ما يبدو تنظيماً- هو بسبب دوران اﻷرض حول محورها ودوران اﻷرض حول الشمس) أين الدليل؟
-#ثمَّ إنَّ المتتبع لحركة الرياح داخل الغلاف الجوي وفق الجاذبية, يدرك أنَّها لا تتأثر بحركتي الأرض, بل قد تخالفها أو تتفق معها حسب جهة الرياح.

أولاً - بهذا المنطق لا نصل لنتيجة! فنحن نحاول هنا نقاش فكرة إلهية كاتب القرءان فتأتي لتقول ماهو خلق الله أصلا؟؟ أعرف! وليس هذا محل حديثنا!! حديثنا وأظنك تعرف حول فيما إذا أن الله فعلا تباهى بقدرته على إرسال الرياح أم لا! لا بكونه فعلاً المسبب لكل شيء!! وتأتيني بكلامك عن النطفة والبويضة وكأنني لا أعترف بالخالق!!
ثانياً - اختلاف اتجاه الرياح عن اتجاه دوران اﻷرض لا يعني أن سبب وجودها هو غير دوران اﻷرض. أصلاً المقصد هو أن لها سبباً علمياً يعرفه العلماء ولا ينفع معهم قولك (أرسلها الله).

إكمال كلامك عن قدرة الله على الخزن وما إلى هنالك فهذه (خبئها) إلى حين محاورتك لملحد؛ أما معي فلا تستخدم هذا اﻷسلوب رجاءاً. أنا هنا أريد منك أدلة علمية موثقة وليس كلمات متفقان عليها أصلاً مثل:
وما السدود والبحيرات والخزانات إلا محاكاة لما كان طبيعيًا من أنهر وبحيرات, وهذا لا ينفع إلا بمشيئة الله
اﻵن وبعد تفنيدي لكل ادعاءاتك بإعجاز ما أتيت به حول السحاب والمطر والريح مدعياً اﻹعجاز أنتقل إلى نقطة أخرى معك ألا وهي الرعد!! التي اضطررت أنت ﻷن تشرح أكثر من 15 سطراً كي تحاول إنقاذ معنى أن الرعد يسبح بحمد الله شأنه كشأن أي مادي على البسيطة؛ وأنا لا يهمني تفنيدك بكونه ملاك أو لا بل ما يهمني هو طريقة تفكير محمد آنذاك! فهو يظن أن الرعد يسبح وأن اﻷصوات هي أصوات السحاب فينطق ويضحك؟؟؟؟؟!!!! وليس المهم أن تنقذ الرعد من كونه ملاكاً بقدر أهمية إنقاذ محمد من اﻷخطاء التي وقع بها! فالرعد صوت فقط وهو ظاهرة فيزيائية بحتة لا علاقة لها لا بتسبيح ولا بشيء إلا إن أثبت لي أن صوت فرامل السيارة على اﻷرض (مثلاً) تسبيح هو اﻵخر!! وتقول لا يوجد لي عنق النص؟؟؟ على كل اﻷحوال أنا قلت لي عنق الكلمات وهو لي وتدليس أيضاً.
لنشاهد سوياً ما تقول يا عزيزي الداعي:


-#الآية هي: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾, (الرعد: 13).
-#هذه الآية تتحدث عن تسبيح الرعد بحمد الله, وعن تسبيح الملائكة من خيفة الله.
-#ليس كلُّ ما يسبح الله يكون عاقلا, بل يسبحه العاقل وغير العاقل, ودليله: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾, (الإسراء: 44).
-#إذن, كون الرعد مما يسبح الله, ليس دليلا على أنَّه ملك.

-#والآية لا تدلُّ على أنَّ الرعد ملك من الملائكة؛ لأنَّه ثمَّة عطف بينهما, وثمَّة فرق بتسبيحهما:
·#الأصل في العطف المغايرة والاختلاف, وكون الملائكة معطوفين على الرعد هو دليل على أنَّ الرعد ليس من جنس الملائكة.
·#إن قلنا: (كتب المعلم والطلاب), فهذا يعني أنَّ المعلم ليس طالبًا؛ بل هو منفصل عن الطلاب؛ لذلك حدث العطف.
·#ولا يقال هنا: إنَّ عطف الملائكة على الرعد هو من باب: (عطف العام على الخاص) الذي يستخدمه البلاغيون في الإطناب الحسن_لا يقال هذا؛ لأنَّ الرعد يسبح بحمد الله, بينما تسبح الملائكة من خيفته, وشرط عطف العام على الخاص هو الاشتراك في الشيء نفسه على وجهه, وهذا لم نجده في الآية, فدلَّ ذلك على أنَّ الرعد ليس من جنس الملائكة.

-#وعليه, فالآية لا تدلُّ على أنَّ الرعد ملك من الملائكة.

وبعد استنتاجك الفذ بأن اﻵية لا تدل على ان الرعد ملاك ؛ استندت إلى تضعيف اﻷحاديث وجعل بعضها من الخيال ﻷنها قالت أنه ملاك بوضوح– إذاً لنتفق أن اﻷحاديث -كذب ﻷنها ببساطة تقبل الكذب! هل ترضى؟ مادام الحديث يحتمل أن يكون مكذوباً مهما كان مضمونه فلهذا لا يؤخذ به! أي أنك لن تستطيع الاستشهاد بالسنة لجلب معلومة في صالح نبوة محمد بالمقابل لا أحاججك بالسنة؛ إن لا فاﻷحاديث حجة عليك وتضعيفها هو تضعيف لا يعتد به فأنت أنكرت إضافة في حديث ﻷنها نقلت فردية! وهل نقل القرءان جمعاً...؟؟؟ لن أدخل بمستنقع التضعيف والتكذيب..الخ ﻷنني أعرف أنه سيحول مسار نقاشنا. لكن انتبه لما تسوقه من أمثلة من اﻵن فصاعداً فاﻵن هي حجة تنقذك من ورطة ولكنها قريباً ربما تكون حجة عليك!

ملاحظة يا عزيزي: يكفيني اعترافك بأن السحاب ينطق ويضحك حتى لو لم يكن ملاكاً؛ فكون السحاب يضحك ويسبح ويتكلم فهذا تماماً يدلني -أنا اللاديني- على أنني على صواب!
العلم ليس فيه كلام إنشائي؛ العلم علم تجريبي؛ والسحاب لا يضحك ولا يصيح وضحكه ليس الرعد. نقطة انتهى.

-#إذن, لم يثبت بالوحي أنَّ الرعد ملك, بل هي تفسيرات يخطئ بها البشر ويصيبون, وإن أردنا أن نطعن بالإسلام, فلا يكون الطعن بقول المفسرين الذي لا يكون لغويا محضًا, بل بالقرآن والأحاديث. فتأمَّل.

ماذا تريدني أن أتأمل؟ بالله عليك – تستشهد بتفسيراتهم حينما تشاء وحينما يخالفون أهواءك تتبرأ منهم؟ لا بأس أنا أصلاً لا أعترف بفهمهم ﻷي شيء فإنهم من زمن كان الجهل يطغى على البلاد وكل اﻷمور العلمية التي يجهلون تُرد إلى الخوارق ولم يعيشوا بزمن العلم والتطور الذي بعون الله يثبت زيف اﻷديان ويكشف عورة اﻹعجاز. فلا عتب عليهم هم بل العتب على من هم مثلك.
لكن مرة أخرى إن كنت تتبرأ من تفسيرات المفسرين – فهذه المرة التهرب من تفسيرات علماء المسلمين يفيدك؛ لكنه سيكون حجة عليك بما يأتي من مواضيع – فاستعد.

بالنسبة للإعجاز -الخطير- الخاص بالبرق أحب أن أنوه لنقطتين: أولاً ليس كل البرق له طورين ومنه من يكون أساساً من اﻷرض باتجاه السماء وهذا سببه أن اﻷرض والغيوم هما طرفي مكثفة عملاقة والشراراة هي تفريغ يحدث بأي من الاتجاهين وليس طورين!! عداك عن الخطأ في فهمك العلمي لحقيقة البرق – ننتقل لاجتزائك للنص: لماذا لم تذكر الحديث الصحيح كاملاً - لعل المانع خيراً؟؟؟

تفضل هذا اجتزاء يهمك من نفس الحديث:

فيمر أولكم كالبرق ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ! أي شيء كمر البرق ؟ قال : ألم تروا إلى البرق#كيف#يمر#ويرجع#في#طرفة#عين#؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب ! سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا . قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس#في#النار . والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفا#

وهل الريح تقارن بسرعة البرق؟ وهل الطير يقارن بسرعة البرق؟ وهل أثبت العلم الحديث أيضاً أن قعر جهنم 70 خريفاً أم هو ترهيبٌ فكري لا أكثر؟ قال كلاليب معلقة – كغرف التعذيب -قال إعجاز قال ﻷ وحديث صحيح!! ياريتك ضعفته هو اﻵخر. أرجوك لا تعد لهذا الاسلوب يعني لا تنه عن خلق وتأتي بمثله – عار عليك إن فعلت كبير.

تقول يا عزيزي :


-#هذا الحديث فيه تبيان لأطوار البرق, وفيه الزمن لهذه الأطوار.
-#لقد ثبت علميًّا بواسطة الآلات التي تصور أكثر من ألف صورة في الثانية أنَّ للبرق طورين: طورًا يصل فيه للأرض, وطورًا يعود للسحاب, وهذان الطوران يحدثان بالزمن الذي تستغرقه طرفة العين تماما.
-#أليس في هذا الوصف النبوي للبرق ما يدلُّ على أنَه ينطق بالوحي؟

وهل طرفة العين هي وحدة قياس يا عزيزي؟؟ وتقول لي "تماماً" لا ياسيدي إن الوقت الذي يقضيه البرق هو اقل من طرفة العين بل أكثر!! – اﻵن هل تستطيع محاججتي وإقناعي بأنه يستهلك تماماً وقت طرفة العين؟ لا بالطبع ولن تستطيع دحض المقولة التالية:

“ يستغرق البرق وقتاً أقل من طرفة العين " - لا البرق له وقت ثابت ولا طرفة العين!! تستغبيني؟؟ ارحم عقلي.

اﻵن تقول:
-#معلوم أنَّ الليل والنهار في المدار نفسه, وقد بين لنا القرآنُ لماذا لا يسبق الليل النهار؛ إذ قال: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾, (الأعراف: 54).

هل من الممكن أن تشرح هذا اللغو في شرحك للآية!! في البداية اشرحه لنفسك. الليل والنهار هما ضوء الشمس في الغلاف الجوي وانعدام الضوء ولا شيء اسمه مدار النهار أو مدار الليل- كان محمد وأبناء جيله يظنون النهار والليل قبتين مختلفتين تتلاحقان وتتعاقبان لا أكثر! وأنت هنا تستشهد بمعلومة اخترعتها لتوك!! والله لم أجد ما هو محزن أكثر من ذلك!
اسمع يا أيها الفاضل كثرة الكلام لن تجعل رأيك سديدا؛ فحاول أن تأتي بتوثيق ما تقول ﻷنني لن أرحم استغفالي.

تتحدث عن مغايرة في المدارات وكأن القرءان قال ذلك!! مادام فهمي لهذه اﻵية غير فهمك إذاً هي قابلة للتأويل إذاً ليست دليلاً سوى على اجتثاثك الاعجاز منها بطريقة ملتوية لا تصلح لشيء اسمه العلم.
ودليلي على ذلك أنك تفسر القرءان وكأنه كتاب أحاجي!! لماذا لم يفصل القرءان في معلومة علمية كهذه ولكنه فصّل بشكل ممل عمّن تكشف المرأة حجابها؟ أنت مطالب باﻹجابة عن مايأتي:
لماذا يفصل القرءان حوادث هامشية كتبرئة عائشة من الزنا أو قصص اﻷولين ويذكر إعجازاً علمياً باستخدام كلمة يدرك دون أي نوع من الشرح؟؟!
هل ممكن أن تُفهم اﻵية بشكل آخر؟ إن كان الجواب نعم فإعجازك ليس إعجازاً - أنا أريد إعجاز حقيقي واضح وضوح الشمس لا يقبل التأويل ﻷسميه إعجاز وليس مجرد عدم ذكر كلمة يسبق!! أقسم أنه لوكان القرءان قد قال (يسبق بدلاً من يدرك) لكنت اﻵن تقول انظر على اعجاز استخدام يسبق!!

وتلزم أن استخدام كلمة مثل يسبق يقتضي أن القمر أسرع والحقيقة أنك تلعب لعبة نفي غير الموجود وهي لعبة مرفوضة بالمنطق والعلم؛فهو لم يقل يسبق ولكن هناك مليار احتمال آخر لم يقله أيضاً!!! يعني تدليس أيضاً؛ ولكن بطريقة لبقة – سأعتبرها آثار الغشاوة لا أكثر. حاول إزالتها ولن تندم؛ على اﻷقل ربما يصبح إيمانك أنقى وأجمل.

-#إذن, في استخدام (تدرك) دقة علمية؛ فمع أنَّ الشمس أسرع من القمر, فإنَّها لا تدركه؛ لأنَّها تدور في مدار مغاير لمداره. فتأمَّل.
-#أمَّا ما توهمته في الآية من أخطاء, فهو نابع من سوء إدراكك لدقة استخدام الألفاظ القرآنية. فتدبَّر!

لا أقبل بهذا النوع من الكلام الذي يستصغر اﻵخر دونما إيراد فائدة علمية واحدة؛ وبالمقابل سأرد عليك بنفس اللجملة:
توهمك بإعجاز اﻵية نابع من سوء فهمك وإدراكك لطريقة تفكير القدماء فتأمل وتدبر ولا تتعثر!
فهمك للآية بهذا الشكل لا يقتضي أن معناها هو هذا – كونه يحمل معان أخرى. ولا تقل سوء إدراكي لدقة اﻷلفاظ ﻷنك لا تملك دليلاً ولو ملكت دليلاً على أن المشكلة هي في فهمي أنا لقلتها ولم تتجاوزها- فأنا لاحظت أنك حتى اللحظة لم تجلب أدلة – فقط كلام!! واستمراري بهذا الشكل فيه مضيعة للوقت.أرجو أن تعي أن حواري معك علمي ولا أرضى اتهامي وتهديدي وقولك تأمل وتدبر ولا تتعثر ..الخ دونما تفنيد لما أقول..ولا حتى بدليل واحد. ومن الجلي أنك بحاجة لدراسة القليل من علم المنطق ﻷن أدلتك عبارة عن رأي شخصي لا أكثر: والفارق هائل بين ما هو رأي وبين ما هو دليل.


واﻵن وبعد نسفي لكلّ ما جئت به من "بليغ" القول نسفاً تاماً؛ بقيت هذه الملاحظة:

رأيتك غضيت الطرف عن سؤالي:
ما هو الدليل على أن الناس في عصر محمد كانت تظن أن الغيوم تحرك نفسها بنفسها؟ أراك لم تأتني بالدليل لعلّ المانع خير!


تحياتي لشخصك؛ وأرجو الابتعاد عن أسلوب الوعيد الذي اتبعته في إحدى جملك فأنا قادر على استخدامه لكنني أقدر محاوري وأعترف بحقه الكامل بإبداء رأيه مهما خالف طريقة تفكيري أو ما ورثه إياي أجدادي.

ورود مسائية لكافة المتابعين.
أرجو من اﻵن فصاعداً عدم تحديد مدة الحوار ﻷنني مشغول جداً - فضلا لا أمراً

الداعي
2011-01-07, 11:15 PM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:


بادئ ذي بدء, أعتذر لك عن أيِّ إساءة حصلت لك, بقصد أو من دونه!! وأرجو أن تعدل عن قرارك بعدم إكمال المحاورة الطيبة, بغيةَ الظفر بالحقِّ, لي أو لك.


زميلي, نحن لسنا مختلفين على الحقائق التي اكتشفت في القرن التاسع عشر, بل مختلفان على دلالة الآيات القرآنية على هذه الحقائق من جهة لفظها, وأسلوب نظمها, وانحرف بك النِّقاش إلى أمور هي من بدهيات اللغة العربية, وأدركت أنَّ الخلل لديك يكمن في اللغة, ليس غير. هذه الحقيقة سوف تدركها عندما أجيب عن أسئلتي لك, وعندما أردُّ على مداخلتك.


وقبل الولوج في الردِّ على أسئلتي لك, لا بدَّ من ذكر حقيقة لك, وللقارئ الكريم, ألا وهي: ثمَّة فرق بين لغة العلم ولغة الأدب؛ فلغة الأدب تعتمد على التفاعل والإيحاء, وهو شيء لا يتفق ولغة العلم؛ لأنَّها تقوم على وضوح المعاني, وهذا يجعلها غير قابلة للتحليل والتفسير والتأويل كلغة الأدب.


وجليٌّ لكلِّ ذي بصيرة أنَّ لغة القرآن هي لغة أدبية, وعندما تذكر الحقائق العلمية فهلي تذكرها بلباس أدبي, أي ليست بلغة تقوم على وضوح المعاني, وهذا يفسر لماذا بعض الحقائق العلمية تحتمل التأويل؛ لأنَّها قدمت بلغة أدبية, وليست لغة علمية؛ لذلك ينبغي للنزيه أن يراعي هذا الأمر.

الداعي
2011-01-07, 11:51 PM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. في قول الله y: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾, (يوسف: 2). ما هي أوجه إعراب لفظ ﴿قُرْآنًا﴾ في الآية الكريمة.
الجواب:
· على اعتبار أن ضمير «أنزلناه» منتصب على المصدرية, فإعرابها: مفعول به منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وعلى هذا, يكون التأويل: «أنزلنا إنزالا قرآنا عربيا».
· وعلى اعتبار أن ضمير «أنزلناه» منتصب على المفعولية, ففيه وجوه:
أ‌- بدل من الضمير منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ب‌- عطف بيان على الضمير منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ت‌- حال من الضمير منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ث‌- توطئة للحال منصوبة, وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.


2. في قول الله y: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾, (البقرة: 233). حسب مفهوم الإشارة, ماذا تستنبط من هذه الآية؟
الجواب:
الرضاعة الصالحة للتحريم, تكون قبل أن يبلغ الطفل عامين, بدلالة الإشارة.


3. في قول الله y: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾, (النساء: 141). حسب دلالة الاقتضاء, كيف تفهم الآية؟
الجواب:
يحرم على المؤمنين أن يسمحوا في جعل سبيل للكافرين عليهم.


4. في قول الله y: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾, (الإسراء: 23). ما هو منطوق الآية؟ وما هو مفهوم الآية مع تبيان نوعه؟
الجواب:
منطوق الآية هو تحريم التأفيف, ومفهوم الآية هو تحريم كل شيء أقل من التأفيف كعبس الوجه, وأكثر من التأفيف كالضرب. ونوعه هو مفهوم الموافقة, وليس مفهوم المخالفة؛ لأنَّ حكم المنطوق اتفق مع حكم المفهوم.


5. في قول الله y: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾, (البقرة: 223). ما هو المجاز في هذه الآية؟ وما هي العلاقة المجازية؟ وألف جملةً فيها مجاز مثل مجاز الآية.
الجواب:
المجاز يكمن في جعل النساء حرثًا؛ لأنَّ الحرث صفة للأرض. والعلاقة المجازية هي التشبيه؛ لأنَّه شبه الحيوانات المنوية التي تقذف في فرج المرأة بحبات الزرع, وشبه رحم المرأة بالأرض, وشبه الأولاد بالثمار.
جملة تشمل على المجاز نفسه: (قرآنكم مؤنس لكم).


6. في قول الله y: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾, (يوسف: 82). كيف تحللها في ضوء دلالة الاقتضاء, وما نوع مجازها.
الجواب:
حسب دلالة الاقتضاء, ثمة لفظ محذوف, وهو (أهل), وهو مجاز عقلي, إيجاز بالحذف.


7. في قول الله y: ﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾, (التكاثر: 2). ما دلالة لفظ ﴿زُرْتُمُ﴾ في الآية الكريمة؟
الجواب:
دلالة لفظ ﴿زُرْتُمُ﴾ هو البعث والنشور, فبما أنَّ مَكْثَنا في القبر هو زيارة, فلا بدَّ للزيارة من الانتهاء, أي لا بدّ من البعث بعد الموت.


8. في قول الله y: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾, (النصر: 2). إلى ماذا تشير هذه الآية؟
الجواب:
تشير إلى اقتراب أجل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.


9. في قول الله y: ﴿لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ﴾, (القصص: 70). ما هو نوع البديع المتعلق بالفصاحة المعنوية في هذه الآية, مع تبيانه؟
الجواب:
الإدماج؛ إذ إنَّه أدمج الطباق، وجعل المبالغة مندرجة تحته.

والآن نتقل للرد على مداخلتك.

الداعي
2011-01-08, 03:02 AM
مختلف, تحية طيبة, وبعد:
1. قولك: (قد قلت أنت...: إن لفظ (يسبق) يعني نفس المدار, أما (يدرك) فهو يعني أنهما ليسا على مدار واحد, وهنا سؤالان أنت مطالب_ جداً _بإجابتهما: ما هو المرجع العلمي الذي استندت عليه, وحدد أن الإدراك يعني أن الشيئين المُدركين أحدهما للآخر لا يكونان على نفس المدار؟ وما هو المرجع العلمي الذي استندت عليه لفهم أنّ هذا إعجازٌ؟):
- أنا لم أقل: إنَّ لفظ (يسبق) يعني نفس المدار, بل قلت: عندما تحدث عن نفس المدار استخدم لفظ (يسبق).
- ثمَّ إنَّني لم أقل: (يدرك) يعني أنَّهما ليسا على مدار واحد, بل قلت: عندما تحدث عن مدارين مختلفين استخدم لفظ (تدرك).
- لو قمنا بعكس الفعلين لكان خطئا, أمَّا خطأ (لا الشمس ينبغي لها تسبق القمر) فقد بينته سابقًا, وأمَّا خطأ (ولا الليل مُدرِكُ النهار) فلأنَّه خلاف الواقع؛ لأنَّ الليل مدرك النهار؛ لأنَّ أول الليل ملاصق لآخر النهار, وبهذا حصل الإدراك, ولكنه لم يحصل السبق.
- أنت قلت: (يظن محمد أنَّ الشمس والقمر متلاحقان), فبينت لك أنَّه لا يلزم من لفظ (تدرك) أن يكون الشمس والقمر متلاحقين, وبينت لك أنَّ الاختلاف في الحديث عن كلٍّ من (الشمس والقمر) و(الليل والنهار) فيه إشارة إلى اختلاف المدار.
- بالنسبة لسؤالك الأول: فهو مبني على سوء فهم, فأنا لم أقل ما توهمته بالسؤال, بل قلت: فيه إشارة.
- وبالنسبة لسؤالك الثاني: فقد أثبت العلم أن الشمس والقمر في مدارين مختلفين, وأثبت ذلك أنَّ استخدام لفظ (تدرك) فيه دقة علمية.
- وبالنسبة للفظ (تلحق): فإنَّه يلزم منها أن تكون الشمس والقمر في مدار واحد, ولو كانت الآية: (لا الشمس ينبغي لها أن تلحق بالقمر) لكانت خطئا؛ لأنَّ الشمس أسرع من القمر. فتأمَّل.

2. قولك: (فأنت قد قلت عن آية اللواقح:" وصف الرياح بأنَّها تأتي لواقح هو مجاز؛ لأنَّ أصل استخدامها هو فيما يحدث بينهما لقاح". لماذا هنا لم تأخذ المعنى الدقيق كما في حالة "يرسل الرياح", وحالة "يثير سحاب", وحالة "يدرك القمر", وحالة "يسبق النهار"؟ لعلّ المانع خير! بل أخذت -هاهنا- المعنى المجازي؛ لماذا؟ لا تجيب؛ أنا سأجيبك:ﻷنه يوافق رأيك بأن اﻵية معجزة- وهذا لعمري "ليّ عنق الكلمات" يا عزيزي):
- أنا أخذت المعنى الدقيق.
- المعنى المجازي لا يتنافى مع المعنى الدقيق, وإنَّني مستغرب قولك هذا, بحقٍّ.
- لماذا قلنا مجاز؟ الجواب: إذا كان وصف الريح بأنَّها لواقح حقيقيًّا وليس مجازيًّا, فهذا يعني أنَّ للريح عضوًا ذكريًّا, ينتج حيوانات منوية, ويوجد للسحاب فرج, ومبيض ينتج بويضات, وتحصل عملية مضاجعة بين الريح (الذكر) والسحاب (الأنثى). فهل ثمَّة عاقل يقول بهذا؟!
- وعليه, فثمة مجاز (استعارة) في وصف الريح بأنَّها لواقح, وهذا أمر بدهي لدى من لديه أدنى معرفة بالغة العربية, فهل علمت لماذا طرحت عليك أسئلة لها صلة بالبلاغة؟
- بناء على هذا, يتبين عوار قولك فيما يخص هذه الآية.
- وكل المفسرين قد فسروا الآية بما يتفق مع الاكتشافات العلمية, ولا نصنع إعجازًا كما تزعم!!

3. أنت منزعج من قولي: (انتبه واحذر, ولا تتعثر), وتفهمه بشكل خاطئ حيث تعتبره تهديدا, فمعناه: انتبه من الفهم الأعوج, واحذر من الوقوع فيه, ولا تتعثر بفهمك المعوج.

4. قولك: (وأزيدك دليلاً على صحة رأيي–تفضل: عندما أعطيتني أمثلة تثبت دقة القرآن باختيار أن الريح شر والرياح خير_ رغم عدم وجود دلالة لغوية على ذلك _كنت وقتها تثبت أن القرآن لا يختار ألفاظاً بطريقة عشوائية, ولكنه بإرسال السحب عمم, وقال: يستبشرون! من؛ نصفهم؟ أم ربعهم؟ لا يا سيدي, بل كلهم):
- الدلالة اللغوية تحصل من تتبع استخدام اللفظ, وبعد تتبع استخدام لفظ (الريح) وجدناه منوطا بالغضب والشر, وبعد استخدام لفظ (الرياح) وجدناه منوطا بالرضا والخير.
- إن لم تقتنع بطريقة الاستقراء التي اعتمد عليها واضعو المعاجم والقواميس اللغوية, فعليك أن تقتنع بالحديث الشريف الذي ذكرته لك: «اللهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا», رواه الطبراني. فهل بعد هذا من شك؟
- والذي يستبشر هم الكل؛ لأنَّ الرياح تثير سحابًا فيه سقيا رحمة, وليس طوفان وغرق.

5. تعليقك على جملة: (فتثير سحابا) تجلى فيه كبرك وعنادك, فمجرد إعطاء حقيقة علمية, وهي: (الرياح هي التي تنشئ السحاب) ينبغي لك أن تقرَّ, وليست لغة القرآن إلا لغة أدبية, تقدم الحقيقة العلمية.

6. بالنسبة لحديثك عن تسبيح الرعد, فلا أدري إن كان ربُّك عاجزًا من أن يجعل الأشياء تسبح بحمده ومنها الرعد, وتسبيح الرعد ليس مدركًا لنا, والآية واضحة: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾, (الإسراء: 44). فبما أنَّك لا تفقه تسبيح الرعد, فلماذا تتحدث عن شيء تجهل به, وأنت لا تتحدث إلا فيما كان ماديًّا, أما ما كان غيبيًّا, فهو ليس خاضعًا للتجارب العلمية, يا زميل.

7. قولك: (إن لا, فالأحاديث حجة عليك, وتضعيفها هو تضعيف لا يعتد به, فأنت أنكرت إضافة في حديث ﻷنها نقلت فردية! وهل نقل القرءان جمعاً...؟):
- قبل أن تكتب حرفًا, افهم ما تقرأ.
- لم أنكرها؛ لأنَّها نقلت فردية, بل لأنَّها شاذة, فيها مخالفة للثقات, فهلا عرفت ما تقرأ!!
- القرآن بلغ حافظو آياته التواتر, فكله قطعي الثبوت, ولا تقبل أي آية نقلت بالآحاد.

8. قولك: (ملاحظة يا عزيزي: يكفيني اعترافك بأن السحاب ينطق ويضحك حتى لو لم يكن ملاكاً؛ فكون السحاب يضحك ويسبح ويتكلم فهذا تماماً يدلني -أنا اللاديني- على أنني على صواب!):
- وهذا يدلني تماما_ أنا المؤمن _أنَّ الخل في تفكيركم هو سبب زيغكم وضلالكم.
- أنت لا تستطيع التفريق بين الحقيقة والمجاز, ثمَّ تزعم أنَّك تتكلم بالحجة والبرهان, كفاك تحقيرًا لعقلك.
- ضحك السحاب ونطقه مجاز, يقول أبو بكر البخاري الحنفي في كتابه: (بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار):" «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ، وَيَنْطِقُ أَحْسَنَ النُّطْقِ» قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَضَحِكُ السَّمَاءِ صَبَّةُ الْمَاءِ، فَقَدْ عَبَّرَ عَنْ صَبِّ الْمَاءِ بِالضَّحِكِ".
- وهذا الأمر يدل على قصورك في أساليب العرب في كلامهم, فهل سمعت قول ابن مطير الأسدي: (كلّ يومٍ بأقحوانٍ جديدٍ ... تضحك الأَرْض من بكاء السّماء)؛ فضحك الأرض هو إخراج بتها وورودها وزهورها.
- يقول أبو الحجناء: (فَبكى الْغَمَام بِهِ فَأصْبح روضه ... جذلان يضْحك بالجميم ويزهر), فالبستان يضحك بإخراجه الزهور والورود.
- ويقول مسلم: (مستعبرٌ يبكي على دمنةٍ ... وَرَأسه يضْحك مِنْهُ المشيب), أي يظهر.
- يقول دكين: (جنّ النّبات فِي ذراها وزكا ... وَضحك المزن بِهِ حتّى بَكَى), المزن السحاب, وهو يضحك بنزول المطر الذي هو بكاؤه.
- هذه بعض أقوال الشعراء التي تبين الاستخدام المجازي للفظ (الضحك), وتبن كيف ينبغي لك أن تفهم الحديث بضوء البلاغة, فهل عرفت لماذا طالبتك بأمور لغوية, يا زميل؟

9. قولك: (وهل الريح تقارن بسرعة البرق؟ وهل الطير يقارن بسرعة البرق؟):
- من الذي أعلم محمدًا أنَّ للبرق طورين مع أنَّ ذلك لا يدرك بالعين المجردة؟
- من الذي أعلم محمدَّا أن الطورين يحدثان في طرفة عين تمامًا مع أنَّهما لا يريان بالعين المجردة؟
- عجبت من أسئلتك, فمن الذي قارن الريح والطير بالبرق؟
- كلما كان المرء تقيا كان مروره عن الصراط أسرع؛ منهم كمر البرق, ومنهم كمر الريح, ومنهم كمر الطير, ومنهم كمر الخيل, ومنهم من يزحف.
- قولك: (وهل طرفة العين هي وحدة قياس يا عزيزي؟):

http://quran-m.com/firas/ar_photo/1272972859lihtning_stroke_031.gif

- ماذا أقول لك إذا استخدم علماء ناسا المقياس نفسه؟
- يقول عبد الدائم كحيل: لقد أعطانا هذا الحديث لمحة إعجازية مبهرة في قوله: (في طرفة عين) وهذا ما دفعني لتأمّل هذه العبارة. وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وكل كلمة نطق بها هي وحيٌ من عند الله تبارك وتعالى فعندما يقول ويؤكد أن هذا البرق هذا المرور والرجوع يحدث في طرفة عين فهذا كلام حقّ، وهذا ما دفعني لتأمل هذا الحديث فتساءلت: ما هو الزمن اللازم لومضة البرق؟
بعد دراسة معمقة في أحدث الأبحاث العلمية حول هذه الظاهرة وجدت أن العلماء جميعاً يتفقون على أن الزمن اللازم لومضة البرق الواحدة وسطياً يقدّر بعشرات الميلي ثانية، والميلي ثانية هي جزء من الألف من الثانية، وعندما نقول عشرات الميلي ثانية، يعني عشرات الأجزاء من الألف من الثانية، يعني قد يكون عشرين ميلي ثانية، وقد يكون ثلاثين أو أربعين حتى المائة تقريباً.
وعندما بحثت عن الزمن اللازم لطرفة العين وجدت علماء النفس وعلماء الفيزياء يؤكدون أن الزمن اللازم لطرفة العين يقدّر أيضاً: بعشرات الميلي ثانية، فقد يكون عشرين ميلي ثانية، أو ثلاثين، أو أربعين وهكذا حسب الحالة النفسية للإنسان، وحسب العمر، وحسب الحالة الصحية له، يختلف من إنسان لآخر ولكن هذا الزمن يقدّر بعشرات الأجزاء من الميلي ثانية.
- هل العلم الحديث مدرك الكون كله حتى يتحدث عن جهنم؟! لماذا تخلط بالأمور الغيبة والعلمية؟

10. أتحداك أن تثبت هذا الكلام علميا: (أولاً ليس كل البرق له طورين ومنه من يكون أساساً من اﻷرض باتجاه السماء وهذا سببه أن اﻷرض والغيوم هما طرفي مكثفة عملاقة والشراراة هي تفريغ يحدث بأي من الاتجاهين وليس طورين!!), ويكفي التوثيق.
11. هذا ما أثبته العلماء: هنالك أنواع عديدة للبرق، برق يحدث بين الغيمة وبين الأرض، وهنالك برق يحدث بين غيمة وغيمة أخرى، وهنالك برق يحدث بين الغيمة والهواء المحيط بها، وهنالك برق أيضاً يحدث بين طبقات الجو العليا وبين الغيوم، وهنالك برق يحدث في الصيف، وآخر في الشتاء، هنالك أنواع لا تحصى من هذا البرق، ولكن هذه الأنواع جميعاً تشترك في نفس المبدأ، أي أن آلية أو هندسة حدوث البرق هي ذاتها، فأي ومضة برق حتى تحدث لا بد أن ينطلق شعاع من الغيمة باتجاه الأرض ثم يعود، يمرّ ويرجع.
12. قولك: (ما هو الدليل على أن الناس في عصر محمد كانت تظن أن الغيوم تحرك نفسها بنفسها؟ أراك لم تأتني بالدليل لعلّ المانع خير!):
- نعم, خير.
- أبحث عن مظانها في كتب القدماء.

13. وفي الختام, نظم مداخلتك أكثر, ولا تسفسط كلاما غير لازم.

الداعي
2013-05-28, 09:23 PM
كنت أرجو أن أعود للمنتدى، وقد أسلم مختلف.

لا حول ولا قوة إلا بالله