الهزبر
2008-03-06, 10:36 PM
السلام عليكم.
قال أبو دُلامة في بغلته. والمثل في البغال بغلة أبي دُلامة. وفي الحمير حمار العباديّ، وفي الغنم شاة منيع، وفي الكلاب كلبة حومل: فقال أبو دُلامة يصف بغلته:
أبعْد الخيْل أركبُها وراداً=وشُقْراً في الرَّعيل إلى القتالِ
رُزقْتُ بُغيْلة فيها وكالٌ=وخيْرُ خصالها فرْط الوكالِ
رأيت عُيُبها كثُرت وعالتْ=ولو أفْنيْت مُجتهداً مقالي
تقوم فما تريمُ إذا اسْتحثَّتْ=وترمحُ باليمين وبالشِّمالِ
رياضة جاهلٍ وعليج سوْءٍ=من الأكراد أحْبن ذي سُعالِ
شتيم الوجْهِ هلْباجٍ هدانٍ=نعوسٍ يوْم حلٍّ وارْتحالِ
فأدَّبها بأخلاقٍ سماجٍ=جزاهُ الله شرّاً عنْ عيالي
فلمَّا هدَّني ونفى رُقادي=وطال لذاك همِّي واشْتغالي
أتيْت بها الكُناسة مُستبيعاً=أُفكِّرُ دائباً كيف احْتيالي
لعُهْدة سلعةٍ رُدَّتْ قديماً= أطُمُّ بها على الدَّاء العُضالِ
فبيْنا فكْرتي في القوْم تسْري=إذا ما سْمتُ أُرْخصُ أمْ أُغالي
أتاني خائبٌ حمقٌ شقيٌّ=قديمٌ في الخسارة والضَّلالِ
وراوغني ليخْلو بي خداعاً=ولا يدْري الشَّقيُّ بمنْ يُخالي
فقلتُ: بأربعين، فقال: أحْسنْ=فإنّ البيع مرتخصٌ وغالِ
فلما ابتاعها منِّي وبُتَّتْ=له في البيع غيْر المُسْتقالِ
أخذْت بثوبه وبرئْتُ ممَّا=أعدُّ عليْك منْ شنعِ الخصالِ
برئْتُ إليك من مششٍ قديمٍ=ومنْ جرذٍ وتخريقِ الجلالِ
ومنْ فرْطِ الحانِ ومنْ جماعٍ=ومنْ ضعفِ الأسافلِ والأعالي
ومن عقد اللِّسانِ ومنْ بياضٍ=بناظرها ومنْ حلِّ الحبالِ
وعُقَّالٍ يُلازمها شديدٍ= ومنْ هدْمِ المعالفِ والرِّكالِ
ومنْ شدِّ العضاضِ ومنْ شبابٍ=إذا ما همَّ صحْبُكَ بالزِّيالِ
تقطِّعُ جلْدها جرباً وحكّاً= إذا هُزلتْ وفي غير الهُزالِ
وأقطفُ من دبيب الذَّرِّمشياً=وتنْحط من مُتابعة السُّعالِ
وتكسر سرجها أبداً شماساً=وتسْقُطُ في الوُحولِ وفي الرِّمالِ
ويُهزِلُها الجمامُ إذا خصبنا =ويُدْيرُ ظهرها مسُّ الجلالِ
تظلُّ لركْبةٍ منها وقيذاً=يُخافُ عليك منْ ورم الطِّحالِ
وتضْرطُ أرْبعين إذا وقفْنا=على أهلِ المجالسِ للسُّؤال
فتُخْرسُ منطقي وتحولُ بيني=وبين كلامهمْ ممَّا تُوالي
وقد أعيتْ سياستها المُكاري=وبيطاراً يُعقِّلُ بالشِّكالِ
حرُونٌ حين ترْكبها لُحضْرٍ=جمُوحٌ حين تعْزمُ للنِّزالِ
وذئْبٌ حين تُدنيها لسرْجٍ=وليْثٌ عنْد خشْخشة المخالي
وفسْلٌ إنْ أردْت بها بُكوراً=خذُولٌ عنْد حاجات الرِّحالِ
وألْفُ عصاً وسوْطٍ أصبحيٍّ=ألذُّ لها من الشُّربِ الزُّلالِ
وتُصْعقُ منْ صُقاع الدِّيكِ شهْراً=وتُذْعر للصَّفير وللْخيالِ
إذا اسْتعْجلْتها عثرتْ وبالتْ=وقامتْ ساعةً عنْد المبالِ
ومثْفارٌ تُقدِّمُ كُلَّ سرْجٍ=تُصيِّرُ دفَّتيْه على القذالِ
وتحفى في الوقوف إذا أقمْنا=كما تحْفى البغالُ من الكلالِ
ولو جمَّعْت منْ هنَّا وهنَّا=من الأتْبانِ أمْثالَ الجبالِ
فإنَّك لسْت عالفها ثلاثاً=وعنْدك منْه عُودٌ للْخلالِ
وكانتْ قارحاً أيَّام كسرى=وتذْكرُ تُبَّعاً قبل الفصالِ
وقدْ قرحتْ ولُقْمانٌ فطيمٌ=وذو الأكتافِ في الحجج الخوالي
وقدْ أُبْلى بها قرْنٌ وقرْنٌ=وأُخِّر يوْمُها لهلاك مالي
فأبِدلِني بها يا ربِّ بغلاً=يزينُ جمالُ مرْكبه جمالي
كريماً حين يُنْسبُ والدهُ=إلى كرمِ المناسبِ في البغالِ
من الرسائل للجاحظ. هههههههههههه
قال أبو دُلامة في بغلته. والمثل في البغال بغلة أبي دُلامة. وفي الحمير حمار العباديّ، وفي الغنم شاة منيع، وفي الكلاب كلبة حومل: فقال أبو دُلامة يصف بغلته:
أبعْد الخيْل أركبُها وراداً=وشُقْراً في الرَّعيل إلى القتالِ
رُزقْتُ بُغيْلة فيها وكالٌ=وخيْرُ خصالها فرْط الوكالِ
رأيت عُيُبها كثُرت وعالتْ=ولو أفْنيْت مُجتهداً مقالي
تقوم فما تريمُ إذا اسْتحثَّتْ=وترمحُ باليمين وبالشِّمالِ
رياضة جاهلٍ وعليج سوْءٍ=من الأكراد أحْبن ذي سُعالِ
شتيم الوجْهِ هلْباجٍ هدانٍ=نعوسٍ يوْم حلٍّ وارْتحالِ
فأدَّبها بأخلاقٍ سماجٍ=جزاهُ الله شرّاً عنْ عيالي
فلمَّا هدَّني ونفى رُقادي=وطال لذاك همِّي واشْتغالي
أتيْت بها الكُناسة مُستبيعاً=أُفكِّرُ دائباً كيف احْتيالي
لعُهْدة سلعةٍ رُدَّتْ قديماً= أطُمُّ بها على الدَّاء العُضالِ
فبيْنا فكْرتي في القوْم تسْري=إذا ما سْمتُ أُرْخصُ أمْ أُغالي
أتاني خائبٌ حمقٌ شقيٌّ=قديمٌ في الخسارة والضَّلالِ
وراوغني ليخْلو بي خداعاً=ولا يدْري الشَّقيُّ بمنْ يُخالي
فقلتُ: بأربعين، فقال: أحْسنْ=فإنّ البيع مرتخصٌ وغالِ
فلما ابتاعها منِّي وبُتَّتْ=له في البيع غيْر المُسْتقالِ
أخذْت بثوبه وبرئْتُ ممَّا=أعدُّ عليْك منْ شنعِ الخصالِ
برئْتُ إليك من مششٍ قديمٍ=ومنْ جرذٍ وتخريقِ الجلالِ
ومنْ فرْطِ الحانِ ومنْ جماعٍ=ومنْ ضعفِ الأسافلِ والأعالي
ومن عقد اللِّسانِ ومنْ بياضٍ=بناظرها ومنْ حلِّ الحبالِ
وعُقَّالٍ يُلازمها شديدٍ= ومنْ هدْمِ المعالفِ والرِّكالِ
ومنْ شدِّ العضاضِ ومنْ شبابٍ=إذا ما همَّ صحْبُكَ بالزِّيالِ
تقطِّعُ جلْدها جرباً وحكّاً= إذا هُزلتْ وفي غير الهُزالِ
وأقطفُ من دبيب الذَّرِّمشياً=وتنْحط من مُتابعة السُّعالِ
وتكسر سرجها أبداً شماساً=وتسْقُطُ في الوُحولِ وفي الرِّمالِ
ويُهزِلُها الجمامُ إذا خصبنا =ويُدْيرُ ظهرها مسُّ الجلالِ
تظلُّ لركْبةٍ منها وقيذاً=يُخافُ عليك منْ ورم الطِّحالِ
وتضْرطُ أرْبعين إذا وقفْنا=على أهلِ المجالسِ للسُّؤال
فتُخْرسُ منطقي وتحولُ بيني=وبين كلامهمْ ممَّا تُوالي
وقد أعيتْ سياستها المُكاري=وبيطاراً يُعقِّلُ بالشِّكالِ
حرُونٌ حين ترْكبها لُحضْرٍ=جمُوحٌ حين تعْزمُ للنِّزالِ
وذئْبٌ حين تُدنيها لسرْجٍ=وليْثٌ عنْد خشْخشة المخالي
وفسْلٌ إنْ أردْت بها بُكوراً=خذُولٌ عنْد حاجات الرِّحالِ
وألْفُ عصاً وسوْطٍ أصبحيٍّ=ألذُّ لها من الشُّربِ الزُّلالِ
وتُصْعقُ منْ صُقاع الدِّيكِ شهْراً=وتُذْعر للصَّفير وللْخيالِ
إذا اسْتعْجلْتها عثرتْ وبالتْ=وقامتْ ساعةً عنْد المبالِ
ومثْفارٌ تُقدِّمُ كُلَّ سرْجٍ=تُصيِّرُ دفَّتيْه على القذالِ
وتحفى في الوقوف إذا أقمْنا=كما تحْفى البغالُ من الكلالِ
ولو جمَّعْت منْ هنَّا وهنَّا=من الأتْبانِ أمْثالَ الجبالِ
فإنَّك لسْت عالفها ثلاثاً=وعنْدك منْه عُودٌ للْخلالِ
وكانتْ قارحاً أيَّام كسرى=وتذْكرُ تُبَّعاً قبل الفصالِ
وقدْ قرحتْ ولُقْمانٌ فطيمٌ=وذو الأكتافِ في الحجج الخوالي
وقدْ أُبْلى بها قرْنٌ وقرْنٌ=وأُخِّر يوْمُها لهلاك مالي
فأبِدلِني بها يا ربِّ بغلاً=يزينُ جمالُ مرْكبه جمالي
كريماً حين يُنْسبُ والدهُ=إلى كرمِ المناسبِ في البغالِ
من الرسائل للجاحظ. هههههههههههه