المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تواتر السنة -بعمومها- كتواتر القرآن ولا فرق..



خالد بن عبد الرحمن
2010-12-11, 02:55 PM
من عادة الشيطان وأتباعه أنهم يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون وكما قال شيخ الإسلام فإنهم يعلمون أن الباطل لا ينفق إلا بشوب من الحق.


لقد دخل أعداء الله من منكري السنة من قضية الكذب والوضع الذي شاب الحديث حيث ثبت أن هناك احاديث وضعت على النبي صلى الله عليه وسلم وضعها الرافضة وغيرهم من الزنادقة بل لم تسلم فرقة من الفرق المنتسبة للإسلام كالمعتزلة والمرجئة وغيرهم من الوضع على النبي صلى الله عليه وسلم سوى الخوارج.


ولكن الذي نريد الحديث عنه هنا هو خبث أعداء الله الذين يلبسون على الناس ويوهمونهم أن المسلمين تلقوا السنة من خلال الأحاديث المدونة في كتب الحديث والتي شابتها تلك الشوائب!


وغاب عن هؤلاء أن السنة كانت يعمل بها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وطيلة حياته وبعد وفاته كما تلقوها عنه ولم يكن المسلمون ينتظرون أن تكتب على شكل أخبار مسندة في الكتب حتى يعملوا بها! بل كل كان يعمل ما علم أنه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكونوا ينتظرون البخاري أو مسلماً رحمهما الله أو غيرهما من كتاب الحديث ومدونيه حتى يسجلوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على هيئة أخبار! لا بل تلقى المسلمون السنة عملياً وقاموا بها بشكل مباشر واستنوا بها واستمروا عليها وهكذا جيلاً عن جيل حتى يومنا هذا!


إن أكثر عوام المسلمين لم يطلعوا على الصحيحين ولا على أحدهما بل ربما لا يعرفه بعضهم أصلاً! ومع ذلك فهم يصلون ويؤذنون ويصومون ويخرجون صدقة الفطر ويحتفون بالعيدين ويصلون فيهما ويضحون في عيد الأضحى ويحرمون الرشوة... الخ ويعلمون أن ذلك كله من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.


ومن العجيب أن أعداء الإسلام يعلمون انهم لو ذهبوا إلى أقصى نقطة في غرب أرضنا (في غانا) في أقصى قرية نائية فيها ثم أخذوا يشرقون في أرضنا حتى يصلوا إلى أقصى نقطة في شرقها في جزيرة تيمور مروراً بجميع أرض إفريقية من شمالها إلى جنوبها ثم في جزيرة العرب والشام وأراضي الترك بشقيها الشرقي والغربي حتى الصين ثم الجزائر التي في بحرها ومنها تيمور التي أشرنا إليها ثم دخلوا راقبوا أية قرية من قرانا لرأوا بأن المسلمين فيها يصلون خمس صلوات لا ستاً ولا أربعاً ثم إنهم يرونهم يصلون الفجر ركعتين يجهرون فيهما بالقراءة والظهر والعصر والعشاء أربع ركعات والمغرب ثلاثاً وأنهم يجهرون في الأوليين من المغرب والعشاء ويسرون في باقي الصلوات والركعات ولرأوا بأن الصلاة تكبير فقراءة فركوع وتسبيح فرفع وتسميع فسجود وتسبيح فجلوس ودعاء فسجود وتسبيح ثم قيام لركعة اخرى يقام فيها بالعمل نفسه ثم جلوس وقراءة للتحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تسليم في الفجر أو قيام لباقي الركعات في الصلوات الأخرى ثم التسليم ولرأوا بأن المسلمين جميعاً يؤذنون الأذان نفسه من لفظ الجلالة إلى لفظ الجلالة بجمله المعروفة بترتيبها وتردادها من التكبير أربعاً إلى شهادة انه لا إله إلا الله ثم شهادة أن محمداً رسول االله ثم الحيعلتين إلى الصلاة وإلى الفلاح ثم التكبير كل ذلك مرتين مرتين ثم الختام بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) مرة واحدة.


وأنهم جميعاً يصلون الجمعة بدلاً من الظهر يوم الجمعة ويصلونها ركعتين فلا يرون من يصليها ثلاثاً أو واحدة كما أنهم يرون ان لها خطبتين يجلس الإمام بينهما


ولرأوا أن المسلمين جميعاً من العرب والعجم يعرفون تحية الإسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولرأوا بأن المسلمين جميعاً عندما يأتي رمضان يقومون ليله تخصيصاً ويختمون الصلاة بالوتر ثم إن المسلمين جميعاً يبادرون بإخراج صدقة الفطر عند انتهاء رمضان ويقومون بصلاة العيد ثم يفعلون ذلك في عيد الأضحى ومن استطاع منهم فإنه يضحي ....


وأنا لا أستطيع أن اسرد كل السنن المتواترة عملياً والتي توارثها المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فإنني اكتفي منها بما ذكرت.


وبعد أفلم يسأل البلداء من أعداء الإسلام أنفسهم كيف اتفق المسلمون فيما بينهم على هذه الأمور بحدها وعددها وهيئاتها ...الخ.. مع تباعد ما بينهم واختلاف مذاهبهم ومشاربهم وطرق تفكيرهم؟! وهل يعقل ان يتفق هؤلاء جميعاً على ذلك وكيف؟!


إن التواتر العملي للسنة هو عين التواتر العملي للقرآن العظيم! فتواتر القرآن كان بطريقة عملية بحيث يأخذه اللاحق عن السابق تلقيناً وتقليداً. وكذلك الأذان وألفاظ الصلاة والتحية والتلبية وغيرها من السنن اللفظية ومثلها السنن العملية والسلوكية! فليفهم هذا.


لقد تلقى المسلمون السنة من خلال صور التناقل الثلاثة وهي التعارف والتقليد والخبر. ولم يتلقوها من خلال الأخبار فقط..


والحمد لله رب العالمين

أبو جاسم
2010-12-11, 04:04 PM
الحمد لله على نعمة الإسلام

مقال أكثر من رائع جزاكم الله خيراً


لقد تلقى المسلمون السنة من خلال صور التناقل الثلاثة وهي التعارف والتقليد والخبر. ولم يتلقوها من خلال الأخبار فقط

شيخنا ممكن توضيح موجز غير مخل لصور تناقل السنة الثلاث .

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-11, 09:20 PM
حياك الله أخي الحبيب أبا جاسم..

من المعلوم أن النقل والتلقي للأفكار أو الأحوال الإنسانية عموماً يحدث من خلال ثلاثة وسائل وهي التعارف والتقليد والخبر..

فالتعارف هو أن يرتبط شيئان فأكثر في الذهن بحيث لا يتبادر أحدهما إلا تبادر الاخر وقد يكون الأمران محسوسان وقد يكون أحدهما محسوساً والآخر مجرداً وهكذا..

وبهذه الطريقة انتقلت كثير من أمور الدين عرفاً مثل كثير من أمور الإيمان كالإيمان بعذاب القبر والدجال وغير ذلك من امور الإيمان التي يتوارثها عامة المسلمين عرفاً دون أن يقرؤوا عنها في كتب السنة ومثل ذلك كثير من أحكام الحلال والحرام كالتعارف على حرمة الرشوة كذلك.. ومثلها الأسماء والمسميات كالتعارف على أن هذا هو الصفا والآخر المروة وهذه مزدلفة وهذا ميقات ذي الحليفة وهذا يلملم...الخ

أما التقليد فهو أن يقوم إنسان بتقليد فعل إنسان آخر ثم يقوم آخر بتقليده وهكذا.. وذلك مثل الصلوات الخمس وألفاظها وألفاظ الأذان والتحية والتلبية...الخ

أما الخبر فهو ينتقل من خلال اللغة المتواضع عليها بين الناس وهي تنتقل بالطريقتين السابقتين معاً حيث تصدر الأصوات والألفاظ والتراكيب ثم يتعارف عليها الناس ثم يتناقلونها هكذا أو تكتب الأخبار من خلال رسم متعارف عليه وينتقل بهذا الشكل.. وقد جاءت كثير من أمور السنة من خلال الأخبار..

وقد انتقلت السنة بين المسلمين بهذه الطرق الثلاثة ولكن الذي يميزها عن غيرها أنها موثقة بأعلى درجات التوثيق من خلال:

1-التواتر العرفي والعملي والخبري لمعظم ما جاءت به

2-المنهج العظيم الذي تميزت به هذه الأمة وهو علم الحديث الذي تميز باشتراط وجود أسانيد لكل السنن المختلف فيها مع اشتراط عدم وجود ما يمنع من قبولها.. ومن ذلك عرضها على السنة المتواترة بالإضافة إلى القرآن العظيم..

إن حفظ السنة المشرفة أمر مشاهد محسوس والحمد لله ولا يستطيع احد من الناس إنكاره..

كما أن السنة محفوظة من تغيير معالمها سواءً كان ذلك من خلال الدس أو خلال التحريف.. وذلك من خلال منهج أهل الحديث الذي يشترط وجود سند متصل لكل رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدم تعارضه مع السنة المتواترة مع وجود من قال به أولاً وآخراً.. وإلا فلا يقبل قول لم يسبق إليه قائله ولا يقبل فهم لم يفهمه السلف الصالح.. وبهذا حفظت السنة غضة طرية كما أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكما بلغها الناس.. والحمد لله رب العالمين..

ذو الفقار
2010-12-12, 12:07 AM
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب ونفعك ونفع بك ونصرك ونصر الإسلام بك
موضوع رائع من قلم أروع

تقول يا شيخنا


وغاب عن هؤلاء أن السنة (http://www.albshara.com/showthread.php?t=19646)كانت يعمل بها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وطيلة حياته وبعد وفاته كما تلقوها عنه ولم يكن المسلمون ينتظرون أن تكتب على شكل أخبار مسندة في الكتب حتى يعملوا بها!


ولي سؤال إذا تكرمت وهو كيف دخلت البدع على السنة إذا كانت السنة منقولة بالتواتر ؟

جزاك الله عنا خيرا شيخنا الحبيب

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-12, 04:49 PM
حياك الله أخي الحبيب ذا الفقار وأسال الله تعالى أن يجعلنا وإياك من ناصري دينه المتبعين حقاً له..

أخي الحبيب: إن البدعة منبعها الهوى ومن الطبيعي أن يسير الهوى متوازياً مع الهدى الذي جاء من الله تعالى..

ولذلك فليس من الغريب أن تظهر البدع مع وجود السنة.. بل ليس من الغريب أن تطغى البدعة على السنة في كثير من الأحيان.. كما هو مشاهد في هذا العصر! هذا هو الجواب باختصار..

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير..

ذو الفقار
2010-12-26, 11:29 PM
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب وزادكم من فضله

قلم من نار
2010-12-27, 11:38 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل