المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعددت الاصنام



ابوالسعودمحمود
2010-12-14, 04:34 PM
<b>منقول

بسم الله الرحمن الرحيم


تَعَدَّدَتِ الأَصْنَام (http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=9947)وَالشِّرْكُ (http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?t=9947)وَاحِد


للشيخ د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف -حفظه الله تعالى-


أمـرنـا الله ـ عـزّ وجلّ ـ بالـتأسِّي بإمام الحـنـفاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ في قوله ـ تعالى ـ:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ.. }[الممتحنة: ٤]، وقال ـ عزّ وجلّ ـ:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ}[النحل: ٣٢١]


وكان إبراهيم ـ عليه السلام ـ كثير التضرُّع والتأوُّه إلى الله ـ تعالى ـ وحده:{إنَّ إبْرَاهِيمَ لَـحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}[هود: ٥٧]، وكان من دعاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}[إبراهيم: ٥٣]، قال إبراهيم التيّمي: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟.


والأصنام تتنوع صورها، وتتعدد أشكالها؛ إذ ليست الأصنام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) مجرد أحجار وأشجار فحسب؛ إذ الصنم قد يكون مالاً، وكما قـال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: لكل أمة صنم، وصـنم هذه الأمة الدينـار.
وقال أيضاً: والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصـنام بعد عبادتهم للرحمن ـ تعالى ـ بحبهم الدنيا.[1]
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ تَعِسَ عبد الدينار، تَعِسَ عبد الدرهم، تَعِسَ عبد القطيفة، تَعِسَ عبد الخميصة، تَعِسَ وانتكس، وإذا شِيكَ فلا انتقش، إن أُعطي رضي، وإن مُنع سخط ][2].


بل ربما كان الصنم أعمَّ من الأحجار والأموال، فإن الهوى صنم كما قال ـ سبحانه ـ{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[الجاثية: ٣٢]، وقال ـ تعالى ـ عن اليهود:{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}[البقرة: ٣٩]. فالصنم منه ما يكون منحوتاً من حجر، وأشده ما يكون منحوتاً في القلب.


ولابـن القـيم فـي هذا المقـام تحرير بليغ حيث يقولhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)إن التوحيد واتِّباع الهـوى متضـادان؛ فإن الهـوى صـنم، ولكل عبد صـنم في قلبه بحسـب هواه، وإنما بعث الله رُسله بكسر الأصـنام وعـبادته وحده لا شريك له، وليس مراد الله ـ تعالى ـ كسر الأصنام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) المجسّدة وترك الأصنام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) التي في القلـب، بل المراد كسرها من القلب أولاً.. وتأمَّلْ قول الخليـل ـ عليه السلام ـ:{مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء: ٢٥]، كيف تجده مطابقاً للتماثيل التي يهواها القلب ويعكف عليها ويعبدها من دون الله. قال ـ تعالى ـ: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً}[الفرقان: ٣٤]http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) [3].


والمقصود أن اختزال حقيقة http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)الصنمhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) بشجر أو حجر يورث قصوراً في الفهم، وضيقاً في الأفق. وسبيل السلامة من ذلك أن يُعنى بتحرير الحدود وضبط التعريفات والقواعد، ومن ذلك: أن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لما قرر أن أسـاس الشرك هـو التعـلق بغـير الله ـ تعـالى ـ جعل من ذلك ما كان واقعاً مشاهَداً في القديم والحديث؛ من التعلُّق بالمناصب والصور.. قال ـ رحمه الله ـhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)وهكذا حال من كان متعلقاً برئاسة أو بصورة، ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخِط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له، إذ الرّق والعبودية في الحقيقة هو رقُّ القلب وعبوديته، فما استرق القلبَ واستعبده، فالقلبُ عبدهhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[4].


وقال في موضع آخرhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)إن المتَّبعين لشهواتهم من الصور والطعام والشراب واللباس يستولي على قلب أحدهم ما يشتهيه حتى يقهره ويملكه ويبقى أسير ما يهواه.. فما يمثله الإنسان في قلبه من الصور المحبوبة تبتلع قلبه وتقهره، فلا يقدر قلبه على الامتناع منه، فيبقى قلبه مستغرقاً في تلك الصورةhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[5].


وقال في موضع ثالثhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)لا يكون عشق الصور إلا من ضعف محبة الله وضعف الإيمان، والله ـ تعالى ـ إنما ذكره في القرآن عن امرأة العزيز المشركة، وعن قوم لوط المشركين، والعاشق المتيّم يصير عبداً لمعشوقه، منقاداً له، أسير القلب لهhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[6].


لقد حذَّر شيخ الإسلام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) وأنذر من عبودية الصور، فكيف لو أدرك عصرنا الحافل بأصنام التصاوير الآسرة والفاتنة للقلوب والأجساد؛ من صور الفضائيات والإنترنت والمجلات والأزياء والأسواق.. إلخ، إذ إن كثيراً من الناس على هذه الصور http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)عاكفونhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)، وفي سبيلها http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)يطوفونhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) البلاد ويجوبونها؟


ولما عرّف ابن القيم الطاغوت بقوله: ما تجاوز به العبد حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع ـ فليس الطاغوت محصوراً في ساحر أو كاهن أو نحوهما ـ نجد أن ابن القيم عالج نوازل عصره من خلال هذا الاستيعاب في التعريف، فجعل من الطواغيت ما يلي: دعوى أن ألفاظ الوحيين لا تفيد اليقين، وتقديم العقل عند تعارض النقل والعقل، والمجاز.. ثم قام عليها بالكسر والإبطال كما هو مبسوط في كتابه http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)الصواعق المرسلةhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html). وماذا عسى أن يقول ابن القيم عن مثل دعاوى http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)الإنسانيةhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) و http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)التعايشhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) في هذا العصر التي تجاوزت حدودها فصارت مطيّة لإسقاط الولاء والبراء، والارتماء في أحضان الكفار والمنافقين، وإلغاء شعيرة الجهاد في سبيل الله؟


ومما يعالج هذا القصور أن يُنْظَر إلى حقائق الأمور، فالعبارات لا تغيّر من الحقائق شيئاً، فمن صرف العبادة لغـيـر الله ـ تعالى ـ فـهـو مشـرك، وإن ســمَّى شركه توسُّلاً أو كرامة أو نحـوهـما.
يقـول العلاَّمة محمد بن علي الشوكاني ـ رحمه الله ـhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)الشرك هو أن يفعل لغير الله شيئاً يختص به ـ سبحانه ـ سواءٌ أُطلق على ذلك الغير ما كان تطلقه عليه الجاهلية؛ كالصنم والوثن، أو أُطلق عليه اسم آخر؛ كالولي والقبر والمشهدhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[7].


ويقول العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين ـ رحمه الله ـhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)فمن صرف لغير الله شيئاً من أنواع العبادة، فقد عبد ذلك الغير واتخذه إلهاً، وأشركه مع الله في خالص حقه، وإن فرَّ من تسمية فعله ذلك تألّهاً وعبادة وشركاً، ومعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير بتغيّر أسمائها، فالشرك إنما حُرِّم لقبحه في نفسه، وكونه متضمناً مسبَّة الربّ، وتنقُّصه، وتشبيه المخلوقين به عز وجل، فلا تزول هذه المفاسد بتغيير اسمه؛ كتسميته توسُّلاً، وتشفُّعاً، وتعظيماً للصالحينhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[8].


ويقول العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعديhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)إن الوثن اسم جامع لكل ما عُبد من دون الله، لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع وهو العبادة فإنها حق الله وحده، فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثناً وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) من مشرك وملحد وكافر ومنافق، والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرّد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لهاhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[9].


ومما يرفع هذ اللَّبْس أن يُتحدث عن الانحرافات المعاصرة والواقعة، والتي تُعدّ صوراً حاضرة لأصنام هذا الزمان، فقد يُؤْثِر البعضُ السلامةَ فيتحدثون عن شرك السابقين، ويُعرِضون عن مظاهر الشرك المعاصر، مع أنها أشنع من شرك الأولين وأكثر وقوعاً، فيظنّ العامة المخاطَبون أن هذه المظاهر ليست شركاً ولا تنديداً. وقد عُني الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ بتقرير توحيد العبادة والتحذير مما يضاده، وتقريبه للمخاطَبين حسب واقعهم وحالهم. يقول ـ رحمه الله ـhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)وأما قولي: إن الإله الذي فيه السر، فمعلوم أن اللغات تختلف، فالمعبود عند العرب، والإله الذي يسميه عوامنا «السيّد» و «الشيخ» و «الذي فيه السرّ» والعرب الأولون يسمّون الألوهية ما يسميه عوامنا «السر»؛ لأن السر عندهم هو القدرة على النفع والضر، وكونه يصلح أن يُدعى ويُرجى ويُخاف ويُتوكل عليه.. http://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[10].


وبيَّن العلاَّمة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن مقصودَ جدّه ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ في هذا الشأن فقالhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/start.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)وإنما قال الشيخ: إن المشركين الأولين يقصدون من لفظ الإله ما يقصده أهل زماننا بلفظ «السيد» وهذا صحيح، فإن «السيد» عند أكثر المشركين في هذه الأزمان هو الذي يُدعى ويُستغاث به في الشدائد، ويُرجى للنوازل، ويُحلف باسمه، ويُنحر له على وجه التعظيم والقربة، وبعضهم يطلق على ذلك اسم الولي كما هو في اصطلاح كثير من أهل مصر، وبعضهم يسمي هذا المعنى: السرّ، فيقول: فلان فيه سرّ ومن أهل السرّhttp://www.sunnaah.com/vb/images/smilies/end.gif (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html)[11].



فاللهم (http://www.kalemasawaa.com/vb/) إنّا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
ـــــــــــــ


[1] أخرجه أبو نعيم في الحلية: 2/156.
[2] أخرجه البخاري.
[3] روضة المحبين: 481 ـ 482.
[4] العبودية: 8.
[5] مجموع الفتاوى: 10/594.
[6] مجموع الفتاوى: 15/293.
[7] الدر النضيد، ص 18.
[8] الدرر السنية: 9/152؛ بتصرف يسير.
[9] القول السديد، ص 91 ـ 92.
[10] تاريخ ابن غنام: 2/106.
.............

جزى الله خيرا من أعده ونقله

http://almoslim.net/####/84242

حنين اللقاء
2010-12-14, 05:19 PM
والأصنام تتنوع صورها، وتتعدد أشكالها؛ إذ ليست الأصنام (http://www.kalemasawaa.com/vb/t11356.html) مجرد أحجار وأشجار فحسب؛ إذ الصنم قد يكون مالاً، وكما قـال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: لكل أمة صنم، وصـنم هذه الأمة الدينـار.لا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله العفو والعافية وأن يجنبنا وإياكم الشرك بكل أنواعه
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم

هل تسمحلي والدنا الفاضل بهذه الإضافة حول الشرك الخفي لتعم الفائدة ,?

الشرك الخفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالشرك الخفي هو نوع من أنواع الشرك الأصغر، وهو الرياء كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء.." .

ولمزيد الفائدة عن الرياء تراجع الفتوى رقم: 10992 (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=10992).
ومن الشرك الأصغر الحلف بغير الله، لما رواه الترمذي وأبو داود ، وصححه الحاكم وابن حبان عن عمران رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك" .
ومنه التعلق بالأسباب غير المشروعة لجلب النفع، أو دفع الضر كتعليق التمائم ونحو ذلك، لما رواه أحمد والحاكم ورواته ثقات عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من علق تميمة، فقد أشرك" وهذا إذا لم يعتقد أنها تنفع وتضر مع الله، أما إذا اعتقد أنها تنفع وتضر مع الله فقد أشرك شركاً أكبر.
ومنه إسناد الحفظ أو الرعاية، ونحو ذلك إلى المخلوق، كقول الشخص: لولا الحارس لسرق المال، ولولا فلان لضللنا الطريق، ونحو ذلك.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:22] قال: الأنداد هو: الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة - حجارة - سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يافلانة، وحياتي. وتقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان (أي لا تجعل في هذه الكلمة فلان، فتقول: لولا الله وفلان، بل قل: لولا الله وحده). هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم وسنده جيد.
وروى أحمد والطبراني عن أبي موسى قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله. قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" .
ومنه - الشرك الأصغر - عطف مشيئة العبد على مشيئة الله بحرف الواو، كقول الشخص: ما شاء الله وشئت، كما سبق في كلام ابن عباس ولكن تعطف مشيئة العبد على مشيئة الله بحرف ثم، لما رواه أحمد وابن ماجه والنسائي وصححه عن قتيلة بنت صيفي أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تنددون! وإنكم تشركون! تقولون: ما شاء وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقول أحدهم: ما شاء الله، ثم شئت، والفرق بينهما أن العطف بالواو يقتضي المشاركة والعطف بثم يقتضي التبعية، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله لا مشاركة لها، كما قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الإنسان:30] .
وأما النجاة من الشرك الأصغر، فتتلخص في الآتي:
1- الإكثار من الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوه ليتقوا هذا الشرك، وقد سبق ذكره.
2- أن يستشعر العبد قبح الشرك مهما صغر.
3- أن يستشعر أنه يحبط العمل الذي يخالطه أو ينقص ثوابه.
4- أن يعلم المرائي بعبادته أو خدمته للناس أنهم متى ما عرفوا أنه يريد ثناءهم ومدحهم، ونحو ذلك سقط من أعينهم، وربما ازدروه، وأصبح لا قيمة له بينهم

من موقع اسلام ويب

ابوالسعودمحمود
2010-12-14, 05:27 PM
جزاكى الله خيرا ابنتنا حنين اللقاء

الرافعي
2010-12-14, 05:35 PM
يُنقل للقسم المختص

بارك الله فيكم .

ابوالسعودمحمود
2010-12-14, 07:59 PM
انا مش عارف الاخ المشرف الجديد ( الرافعى) اهلا وسهلا يااخى