المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجتنا في الأخذ بأخبار الآحاد



الصفحات : 1 [2]

ذو الفقار
2010-12-26, 11:33 PM
ما شاء الله

الحمد لله الذي منّ علينا بك وبمن هم مثلك يا شيخنا

جزاك الله بما كتبت خيراً

أبو جاسم
2010-12-27, 04:01 PM
جزى الله إخواني خيراً وبارك لهم وعليهم..

وكما قال أخي الحبيب (أبو جاسم) هذا الشك هو شك نفسي مرضي لا علاقة له بالعلم والمنهج لا من قريب ولا من بعيد..

ونحن نعلم أن موقف أي إنسان من الخبر لا يخلو من ثلاث احتمالات:

فإما أن يصدق

وإما أن يكذب

وإما أن يشك

ولأن حديثنا عن الشك فسأتحدث عنه باختصار أستجابة لطلب أخي أبي جاسم..

فالشك هو حالة يكون فيها متلقي الخبر غير قادر على قبول ما جاء في الخبر -لسبب أو لآخر- مع عدم وجود ما يكذبه عنده..

والشك ينقسم إلى قسمين كما أشار أخي الكريم:

-شك نفسي

-وشك منهجي

أما الشك النفسي فهو الذي يخضع لهوى أو لعاطفة او ينطلق منهما كأن يشك إنسان في خبر هو لا يحب سماعه أو لا يحب أن يكون ما فيه متحققاً.. أو ربما لموقف نفسي -غير منهجي- من راوي الخبر .. فتجده يشكك في الخبر ولا يقبله..

وهذا النوع من الشك لا يقدم ولا يؤخر ولا قيمة له من الناحية العلمية أو المنهجية..

أما الشك المنهجي فهو مبني على العلم والمنهج كما هو واضح من تسميته.. فهو يقوم على تتبع حال الراوي وينتج عن قناعة منهجية قائمة على هذا التتبع يمنع من قبول الخبر..

وهذا الشك المنهجي هو الذي انتهجه علماء الحديث -رضوان الله عليهم- في التعامل مع الرواة والأخبار..

فعلماء الحديث يشككون في أي حديث يرويه الكذاب أو المتهم بالكذب أو الوضاع كما أنهم يشككون في أي حديث رواه من كثر وهمه أو ثبت اختلاطه...الخ..

جزاكم الله خيراً شيخ خالد على التوضيح و الإفادة و لكننا ما زلنا نطمع بمزيدٍ منها

أنت قلت أن موقف أي إنسان من الأخبار من حيث التعامل معها لا يخلو من ثلاث إحتمالات و هي :

الصدق ، الكذب ، الشك . و بما أنك تكلمت عن الشك فقط فحبذّا لو توضح لنا الاحتمالات الأخرى لنعلم كيف نصدق الأخبار أو نكذبها و ما هي المنهجية المتبعة في التعامل مع الأخبار وفقاً لهذه الاحتمالات .

جزاكم الله خيراً و رفع قدركم في الدنيا و الأخرة

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-27, 04:21 PM
أخي الحبيب (ذو الفقار).. جزاك الله خيراً ووفقنا وإياك لما فيه الخير.. وقد تشرفت بصحبتكم في هذا المنتدى..

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-29, 10:40 AM
أخي الحبيب أبو جاسم أعتذر عن التأخر في الرد.. وسوف أباشر الإجابة على سؤالك قريباً إن شاء الله تعالى..

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-31, 10:41 PM
اعتذر مرة أخرى عن التأخير وها أنا سأكتب ما طلبت باختصار إن شاء الله..

فقد تحدثت عن الشك وها أنا سأتحدث عن التصديق والتكذيب وسأبدأ بالتصديق إن شاء الله تعالى:

ا-فالتصديق هو شعور يكون صاحبه فيه مطمئناً إلى صحة الخبر ومطابقته للواقع..

والتصديق له أقسام ثلاثة:

1-التصديق الفطري أو الابتدائي.. وهو الذي يتعامل الناس كافة مع بعضهم على أساسه بحيث نرى تصديق أي إنسان للآخر حتى لو لم يكن يعرفه..

وهذا نشاهده من انفسنا ومن الناس كافة.. فلو التقى شخص بآخر ولم يكن رآه من قبل في حياته وسأله عن اسمه فأجابه فإنه يقبل منه فوراً ويصدقه فيما قال..

ومما شاهدناه ولا نزال نشاهده في مجالسنا جميعاً أنه إذا كان شخص يتحدث فإن الجميع يصدق ولا يجد في نفسه ما يدعوه لتكذيب الشخص.. بل لا يخطر احتمال كذبه بباله أصلاً!

ويعود هذا -والله أعلم- إلى أصل الفطرة فكل إنسان فطر على الصدق والكذب شيء دخيل ولذلك فإنك ترى كل إنسان يقيس الآخر على ما يجده في نفسه من الصدق..

ولذلك فقد اتفق العقلاء جميعاً على عدم الإنكار على من قابل الخبر بالتصديق ما لم يكن هناك ما يمنع من قبوله..

ومع ذلك فقد اتفق المسلمون على أن هذا التصديق لا يعني معاملة الخبر كما لوأنه من من الواقع المشاهد.. فلا يعتقد موجبه ولا يبنى عليه حكم.. وكأنه مشاهد في الواقع..

2-التصديق المنهجي: وهو التصديق القائم على الثقة بالراوي مع عدم وجود ما يمنع من قبول خبره..

أي أن هذا التصديق يقوم على ركنين:

-أولهما: الثقة بالراوي وهي تقوم بدورها على معرفة عين الراوي ومعرفة صدقه في الحديث وعدم العلم بصدور كذب منه ولو مرة في حياته أو ما يدل على مجازفته أو عدم شعوره بالمسؤولية..

وغني عن البيان أن هذا المنهج هو الذي ينتهجه أهل الحديث -رضوان الله عليهم- فهو يقوم على الثقة بالراوي مع عدم وجود ما يمنع من قبول خبره..

وقد اتفق المسلمون على أن هذا الخبر مقبول مطلقاً ويعتقد موجبه ويعمل بما جاء فيه مطلقاً.. ولا يلتفت إلى مجرد احتمال خطئه فهذا الاحتمال (لاشيء) عندهم بكل ما تحمل الكلمة من معنى!

3-التصديق العلمي: وهو أن يصدق الخبر بناءً على علم مشاهد محسوس سابق أو حاضر أو لاحق.. بحيث يطمئن إلى ما جاء في الخبر يقيناً بلا شك ولا احتمال..

ويكون هذا التصديق بالمشاهدة المباشرة أو باللوازم التي يلزم منها ما جاء في الخبر أو بالتواتر..

هذه هي أنواع التصديق باختصار غير مخل إن شاء الله..

خالد بن عبد الرحمن
2010-12-31, 11:01 PM
التكذيب:

والتكذيب هو نفي مقتضى الخبر بأن يثبت نقيضه أو أنه غير موجود أصلاً..

والتكذيب ينقسم إلى قسمين:

1-التكذيب المجازف: وهو الذي لا يقوم على أساس.. وهذا التكذيب لا يعجز عنه أحد..

وقد اتفقت كلمة المسلمين بل كل الناس على انه لا يعبأ بهذا التكذيب لأنه لا قيمة له ولا يقدم ولا يؤخر..

2-التكذيب العلمي: وهو القائم على العلم.. أي العلم بعدم وجود المخبر به.. أو العلم بوجود ضده أو نقيضه.. ولهذا سمي هذا التكذيب بالتكذيب العلمي.. لأنه قائم على العلم.. ولا يقبل تكذيب إنسان لخبر حتى يأتي بالدليل العلمي على عدم صحته..

أشكرك أخيراً.. وأرجو أن تعذرني على التأخير.. وعلى الاختصار فأنا أكتب في وقت ضيق.ز ومع ذلك فأي سؤال فأنا مستعد للإجابة إن شاء الله..

خالد بن عبد الرحمن
2011-01-01, 11:27 AM
تعديل:

قلت في التصديق المنهجي ما نصه:


أي أن هذا التصديق يقوم على ركنين:

-أولهما: الثقة بالراوي وهي تقوم بدورها على معرفة عين الراوي ومعرفة صدقه في الحديث وعدم العلم بصدور كذب منه ولو مرة في حياته أو ما يدل على مجازفته أو عدم شعوره بالمسؤولية..

ولم أذكر النقطة الأخرى.. وهي:

-عدم وجود مانع يمنع من قبول هذا الخبر.. والمقصود بالمانع هو ما إذا تحقق فلن يكون ما جاء في الخبر متحققا..

والمانع من قبول الخبر هو مناقضته للقرآن او للسنة أو لأخبار الثقات الآخرين.. أو مناقضته للواقع المشاهد أو اللازم أو المتواتر..

أبو جاسم
2014-08-30, 03:29 PM
للرفع و تحصيل الفائدة