المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج قصة مقتل أم قرفة



سيل الحق المتدفق
2011-01-12, 11:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

موعدنا اليوم مع شبهة عقيمة تبناها خنازير النصارى ، بالرغم عدم ثبوت خبرها ، ليطعنوا في دين الله الحق ، و ليوصموه بالارهاب و العنف ، و لكن أنى لهم أن يستشهدوا بخبر غير ثابت ، و علم الحديث يفضح استدلالاتهم ، العلم الذي اختصت به أمة نبينا صلى الله عليه و سلم .

فليفتخر المسلمون بعلومهم و تراثهم ، فنحن الذين علمنا العالم ، و على أيدينا تعلموا .

تقول الشبهة العقيمة :




كانت أم قرفة من بين اشرف العرب وكان لها اثنا عشر ولدا وكانت العرب تضرب بها المثل في العزة فتقول "لو كنت أعز من أم قرفة". قيل لمحمد أنها جهزت ثلاثين راكباً ليغزو المدينة ويقتلوا محمد (!) فأمر زيد بن الحارثة أن يقتلها بأبشع طريقة لإذلال قومها، فقام بربط حبلين برجليها ثم ربط كل واحد منهما بفرسين وزجرهما فركضا فشقاها نصفين، بعد ذلك جرى فصل رأسها عن جسدها وبعث به إلى المدينة حيث عُلِّقَ كي يراه ويتعظ الذين يخطر بفكرهم إيذاء محمد. أما قرفة، الابن الذي تتكنى به والذي بقي حيا بعد قتل كل أخوته فقد قتله محمد بيده، وأخذ ابنة لها ومنحها لخاله.

(السيرة النبوية لابن هشام والسيرة الحلبية ومعجم البلدان لياقوت الحموي)


هذا حديث منكر :
أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/427) ،
و المحاملي في "الأمالي – رواية ابن يحيى البيع" (157) – و من طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (19/364) –
، و أبي نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (1/534) ،

كلهم من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ هَانِئٍ الشَّجَرِيُّ عن أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ مَخْرَمَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عن عَائِشَةُ بلفظ : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة من بني فزارة يقال لها أم قرفة قد جهزت ثلاثين راكبا من ولدها وولد ولدها قالت : اقدموا المدينة فاقتلوا محمدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أثكلها بولدها . وبعث إليهم زيد بن حارثة فالتقوا بالوادي وقتل أصحاب زيد فارتث جريحا وقدم المدينة فعاهد الله أن لا يمس رأسه ماء حتى يرجع إليهم ، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فالتقوا فقتل بني فزارة وقتل ولد أم قرفة وقتل أم قرفة وبعث بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصبه بين رمحين ، وأقبل زيد حتى قدم المدينة . قالت عائشة رضي الله عنها : ورسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قلت : و هذا اسناد منكر ، فيه يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ هَانِئٍ الشَّجَرِيُّ و هو ضعيف الحديث في حديثه مناكير و أغاليط .
قال العقيلي : فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ وَأَغَالِيطُ , وَكَانَ ضَرِيرًا , فِيمَا بَلَغَنِي أَنَّهُ يُلَقَّنُ .

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/407) : هذا حديث منكر، تفرد به إبراهيم عن أبيه.

قلت : و تابعه محمد بن عمر الواقدي في الجزء الأخير : "وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَأَتَى زَيْدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقَامَ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرّ ثَوْبَهُ عُرْيَانًا، مَا رَأَيْته عُرْيَانًا قَبْلَهَا، حَتّى اعْتَنَقَهُ وَقَبّلَهُ، ثُمّ سَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفّرَهُ اللهُ " أخرجه في "المغازي" (2/565) .

و هذه متابعة واهية أوهى من بيت العنكبوت ، فأن الواقدي هذا متروك متهم بالوضع ، فلا ينجبر الضعف بل يزيده وهنا على وهن .


و كتبه
أبو عبد الله السكندري
(سيل الحق المتدفق)

دانة
2011-01-12, 02:16 PM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
هناك رد على هذه الشبهة في منتدةى الرد على الشبهات الخاصة بالسيرة النبوية سأضع رابط هذا الموضوع معها لتعزيزه

فــارس الإســلام
2011-01-12, 08:20 PM
بعض النصارى يدعي أنه طالما القصة مذكورة في أغلب كتب المغازي فلابد لنا أن لا ننكرها

ابو علي الفلسطيني
2011-01-12, 08:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ليس شرطا لصحة القصة تكرارها في كتب السير والمغازي ... فبعض المؤلفين ينقل القصص من دون التعليق على الاسانيد ..ولعل ممن يعلق على أسانيد مثل هذه الروايات ابن كثير .. والطبري رحمهم الله تعالى

سيل الحق المتدفق
2011-01-12, 09:23 PM
يكفي أن تخرس النصراني بكلام الطبري في مقدمة تاريخه الموسوم ب " تاريخ الرسل و الملوك " ( ج 1 / ص 7 و 8) :

" وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه، دون ما أدرك بحجج العقول، واستنبط

بفكر النفوس، إلا اليسير القليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين، وما هو كائن من أنباء الحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بأخبار المخبرين، ونقل الناقلين، دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكر النفوس فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم انه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " .