المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د.راغب السرجاني : رسالتي إلى مبارك .. كلمة حق عند سلطان جائر



الصفحات : [1] 2 3 4

المغربي مهدي
2011-02-05, 04:03 AM
http://www.islamstory.com/رسالتي-الى-مبارك-كلمة-حق-عند-سلطان-جائر

د. راغب السرجاني
سيادة الرئيس

http://www.islamstory.com/images/stories/articles/41/18972_image002.jpgأرى الخلق اجتمعوا على مشاعر معينة تجاهك.. كلها –كما تعرف– مشاعر تموج بالكراهية والحقد والغل.. مشاعر تراكمت على مدار سنوات طويلة، فليس هذا البغض حديثًا، إنما هو قديم قديم.. لعله منذ أول أيام ولايتك.. وأسباب كراهيتهم لك منطقية للغاية.. جوع.. بطالة.. فساد.. تكبر.. قهر.. استبداد.. تعاون مع اليهود.. خضوع للغرب والشرق.. هوان عالمي كبير لمصر.. وغير ذلك من فظائع اتسمت بها فترة حكمك.. وخُتم هذا السجل الحافل الفاشل بتزوير فاضح لانتخابات مجلس الشورى ثم مجلس الشعب.. تزوير خرج عن حدود المنطق والعقل.. إلى الدرجة التي اضطرت فيها الحكومة الفاشلة في النهاية أن تزور الانتخابات لصالح بعض المعارضين! حتى يُخفف من شكل الصورة الهزلية!

لا شك أنَّ هذا التاريخ الأسود كان سببًا في كراهية عميقة لك في وجدان الشعب المصري كله، وفي وجدان الشعوب العربية والإسلامية، بل لا أبالغ إن قلتُ أنَّ هذه الكراهية صارت في قلب كل حر في العالم! لقد كان الجميع ينتظر من مصر الكثير والكثير.. ولكن للأسف وجدوها في حاجة للعون، ولا طاقة لها بعون أحد..

وتعمقت الكراهية أكثر وأكثر عند رؤية الشعب لخطواتك الحثيثة التى تسعى لتوريث ابنك الحكم من بعدك.. فهذه إشارة أنَّ الشعب سيعيش هذا الضنك، وهذه الإهانة لعدة عشرات أخرى من السنوات، خاصة وأن السنة الإلهية الماضية أن أعمار الظالمين تطول جدًا، وجلهم يتجاوز السبعين والثمانين!

هذا وغيره جعل الناس يكرهونك، بل لعلهم لم يكرهوا في حياتهم رجلاً مثلك!

هذه علامة خطيرة يا سيادة الرئيس! ولا أقصد خطورة الدنيا فقط.. لا أقصد خطورة تربص الشعب لك، ورغبته الأكيدة في الفتك بك، ولكني أقصد شيئًا آخر قد تكون أهملت النظر له طيلة عمرك، وهو أنَّ هذا البغض الجماعي لك قد يكون علامة بغض الله لك! وهذا ليس مستغربًا، فلا شك أنَّ الله يبغض كل الفراعين والطواغيت، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي أَبْغَضْتُ فُلَانًا فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"..

والواقع –يا سيادة الرئيس– أنَّ البغضاء قد نزلت لك في الأرض!

وأنا واحد من أفراد الشعب الذي يكرهك.. لكني أحمل لك شعورًا إضافيًا قد يستغربه كثير من الناس، بل قد تسغربه أنت شخصيًا.. وهو شعور الشفقة!

لعلك تقول: وهل يشفق الناس على الطواغيت؟
أقول لك: نعم!. في بعض الأحيان نعم!

أشفق على رجل تجاوز الثمانين يسير معصوب العينين، وقد طُمس بصره وبصيرته، إلى نهاية بائسة، يُلقى فيها في حفرة قبره، ليبدأ الحساب العسير على سنوات البغي والضلال..

لو تؤمن يا سيادة الرئيس بالبعث والنشور ما طاب لك طعام ولا شراب، فالناس جميعًا سيحاسبون على أنفسهم وأهلهم، وأنت ستحاسب على شعب كامل!

يا لهول ذلك الأمر!

لا أعتقد أنَّ واحدًا من المنافقين الذين أحطت نفسك بهم نبَّهك إلى حقيقة هذا الأمر، مع أن بعضهم يعمل في "وظيفة" شيخ!

ماذا أعددت يا مسكين لسؤال ربك؟

ماذا ستقول لربك عن عشرات الآلاف من المعتقلين ظلمًا دون قضية ولا محاكمة؟

ماذا ستقول عن تكريس أكثر من نصف مليون إنسان لحماية شخصك، مع كل ما يتطلبه ذلك من أموال، ومن إهدار طاقات وأوقات؟

ماذا ستقول عن الملايين الذين جاعوا في عهدك، وقد تحولت ثروات البلد إلى جيبك وجيوب المقربين منك ومن أولادك؟

ماذا ستقول عن مواقفك المخزية من قضايا المسلمين حولك.. تشارك في حصار غزة.. تترك السودان وحيدًا أمام قوى العالم الباغية.. تجري وراء أمريكا في أي وادٍ تهيم فيه.. تصادق الصهاينة.. تعادي المسلمين؟

ماذا ستقول عن "جهاز أمن الدولة" الذي صيَّرته جهازًا "لفزع" الدولة والشعب؟ والذي لم يعد له همٌّ إلا الطغيان والعدوان وترسيخ الظلم والخوف، وممارسة التعذيب والإذلال؟

ماذا ستقول عن الغاز الذي بعته لعدوك، والبلد التي بعتها لأصحابك؟

بل ماذا ستقول عن شرع الله الذي عزلته عن حياة الناس، وعن كتاب الله الذي تركته وأهملته؟

أواه يا سيادة الرئيس!
إنك في موقف تعيس!

هل تتخيل مصيرك الذي تسير إليه مسرعًا..
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ"..

يا سيادة الرئيس.. قد أعذر الله إليك، وقد أمد لك في العمر حتى يعطيك فرصة التوبة، ولكنك ما زلت متشبثًا بالمصير التعيس!

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً"..
وأنت بلغت الستين منذ أكثر من عشرين سنة! ألم تنتبه؟!

لعلك كنت تتمنى أن تسمع هذا الكلام في أول عهدك، فقد كانت أمامك فرصة أن تكون من تكون من المقربين إلى الله إذا عدلت في حكمك.. فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وذكر في أولهم: إِمَامٌ عَادِلٌ..".. ولكن للأسف لم يسمعك أحد هذا الكلام؛ لأنك –للأسف– اخترت بطانة السوء، والحاكم يكون من البطانة التي اختارها، فليس هناك -كما يظن بعض السذج- رئيس صالح لا يدري عن الفساد في بلده شيئًا، والكل يسرق من حوله وهو نظيف! ليست هناك هذه الصورة المضحكة، بل يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنْ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا"..

وما العمل يا سيادة الرئيس؟
هل ضاعت الفرصة، وصار الطريق حتميًا إلى جهنم؟!

الواقع –الذي لا يشفي صدور الناس– لا!!

هناك فرصة..

نعم ليست طويلة لأنك بلغت من الكبر عتيًا، ولكنها موجودة على كل حال..

أن تتوب إلى الله!

هل تعرف هذا المصطلح: التوبة؟
لا شك أنه جديد على القصر الرئاسي، فقليلاً ما يتوب المتكبرون، ولكن صدقني هناك فرصة! وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الرجل الذي قتل مائة من البشر قد غفر الله له عندما حقق التوبة الصادقة.. نعم عدد قتلاك يتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن العبرة بصدق التوبة لا بحجم الجريمة.

وعليه فإني أنصحك –وأنا والله لك ناصح أمين– بما يأتي:


أنصحك ألا تسوف في التوبة، فالموت يأتي بغتة..

وأنصحك أن ترحل فورًا دون تسويف أيضًا.. ارحل قبل أن تراق المزيد من الدماء.. ارحل قبل أن ينقلب عليك جيشك الذي سمح بكتابة عبارات الكراهية لك على دباباته ومصفحاته.. ارحل قبل أن يفتك بك شعبك وعندها لن تجد وقتًا للاعتذار.. ارحل فورًا ولا تكن بطيئًا في التفكير..

وأنصحك أن تعيد للشعب ما أخذته منه بغير وجه حق على مدار السنين، فليس لك إلا المخصصات القانونية التي يكفلها الدستور للرئيس، والشعب لا يمانع أن تأخذ راتبًا كالذي يأخذه رئيس أكبر وأغنى دولة في العالم، لكن لا تأخذ فوقه شيئًا، وأنا أعلم أن إعادتك للمليارات من الدولارات أمر صعب، لكن الأصعب منه هو الحساب على هذه الأموال، ولا أقصد حساب الشعب، ولكن أقصد حساب القبر، وهو –بالنظر إلى عمرك– قريب للغاية!

وأنصحك أن تتفرغ بقية عمرك لقراءة الكتاب العظيم الذي لم تلتفت إليه في حياتك، وهو القرآن الكريم، وستدرك حينها كيف ضيَّعت على نفسك وعلى شعبك فرصة هداية كبيرة.

وأنصحك أن تخاطب شعبك خطابًا متواضعًا تعتذر فيه عن فساد نظامك، وتعتذر للشعب عن تزوير إرادته دومًا، فأصحاب الحقوق عندك كثيرون، وكلهم سيأخذ من حسناتك.

وأنصحك أن تجمع ولديك وتحذرهم من سوء الخاتمة، فأنت تعلم أن الموت لا يفرق بين كبير وصغير، وعليك –إن كنت حريصًا على مصلحتهم– أن تدربهم على التوبة من ذنوب القهر والتزوير وغيرها من أخطاء في حق الشعب، فالأمر –والله– جلل.

والله –يا سيادة الرئيس– أنا لك ناصح أمين.. لا أسألك عليه مالاً.. إن أجري إلا على الله.. ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي..

فستذكر –أيها الرئيس– ما أقول لك، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

د/احمد
2011-02-05, 04:29 AM
بارك الله في الكاتب والناقل

المغربي مهدي
2011-02-05, 05:30 AM
شكرا لك د.أحمد
اردت فقط ان يرى الاخوة المصريون رأي بعض كبار المفكرين في العالم الاسلامي حول مبارك . و الدكتور راغب السرجاني هو مصري . بل هو و حاصل على جائزة الدولة المصرية للتاريخ الاسلامي. و ذلك حتى لا يتهمنا احد باتهامات تعود للجاهلية الاولى مثل اننا نكره مصر او نحقد على مصر...

سيل الحق المتدفق
2011-02-05, 09:49 AM
للأهمية :

هذا بيان للناس ...... رؤية شرعية تأصيلية للأوضاع في مصر (http://www.albshara.com/showthread.php?t=21120)

المغربي مهدي
2011-02-05, 03:10 PM
للأهمية :

هذا بيان للناس ...... رؤية شرعية تأصيلية للأوضاع في مصر (http://www.albshara.com/showthread.php?t=21120)


اضن ان د راغب السرجاني و الشيخ القرضاوي اعلم منك و من (.........) بالرؤية الشرعية لما يحصل في مصر

الغد المشرق
2011-02-05, 04:23 PM
حتى لا يتهمنا احد باتهامات تعود للجاهلية الاولى مثل اننا نكره مصر او نحقد على مصر...


يا أخى هداك الله , نحن كملتزمين لا يجوز أن نرمى بعضنا البعض بتلك القوميات الكاذبه وهذه الشعارات التى أضاعت الأمم وفتت البلاد , ولكن أخى جميعنا نحاول أن نضمم الجراح وبنحاول جميعنا العمل على إخماد تلك الفتنه والخروج منها لصالح البلاد والعباد .

الغد المشرق
2011-02-05, 04:31 PM
اضن ان د راغب السرجاني و الشيخ القرضاوي اعلم منك و من شيوخ السلطان بالرؤية الشرعية لما يحصل في مصر


لا حول ولا قوة إلا بالله , ممكن حضرتك تقول لنا , ماذا تريد بالضبط ؟

يا أخى وهل قام الأخ بتأليف كتاب من رأسه أو تلفيق أحاديث أو تحريف أيات قرآنيه ؟

كل ما فعله الأخ بارك الله فيه هو تجميع أراء العلماء , كما نقلت أنت رأى الدكتور راغب , ثانيا أرى ان آخر كلامك فيه سوء أدب مع أخونا الفاضل وإهانه لعلماء الأمه وإتهام لهم بالباطل , فاتقى الله " لحوم العلماء مسمومه " وهذا إنذار أخير لك .

أما عن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى أو الدكتور راغب حفظهما الله , فكلا يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلينا الأخذ بالدليل من الكتاب والسنه وفهم سلف الأمه ...

السراج الوهاج
2011-02-05, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





حكم الخروج على الحكام


هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي
والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير
وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد
والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة
فما رأي سماحتكم ؟


*****

الحمد لله
أجاب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
فقال

" بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله
وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه
أما بعد

ف قد قال الله عز وجل
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء/59

فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر
وهم الأمراء والعلماء


وقد جاءت السنة الصحيحة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبين أن هذه الطاعة لازمة
وهي فريضة في المعروف
والنصوص من السنة تبين المعنى

وتقيد إطلاق الآية بأن المراد طاعتهم في المعروف
ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور
في المعروف لا في المعاصي

فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية

لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم
( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله
فليكره ما يأتي من معصية الله
ولا ينزعن يداً من طاعة ) (1)


**ولقوله صلى الله عليه وسلم
( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة
فمات مات ميتة جاهلية )(2)


** وقال صلى الله عليه وسلم
( على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره
إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) (3)


وسأله الصحابة رضي الله عنهم
- لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون
- قالوا : فما تأمرنا ؟ قال
( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) (4)

قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه
( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا
وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله
وقال
( إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ) (5)


فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور
ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم
من الله فيه برهان ؛

وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً
وشراً عظيماً ، فيختل به الأمن
وتضيع الحقوق ، ولا يتيسر ردع الظالم
ولا نصر المظلوم ، وتختل السبل ولا تأمن
فيترتب على الخروج على ولاة الأمور
فساد عظيم وشر كثير


إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان
فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان ؛
لإزالته إذا كان عندهم قدرة
أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا
أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروج ؛
رعاية للمصالح العامة .





والقاعدة الشرعية المجمع عليها
( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه
بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه
أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين )

فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان
الذي فعل كفراً بواحاً عندها قدرة تزيله بها
وتضع إماماً صالحاً طيباً من دون أن يترتب
على هذا فساد كبير على المسلمين
وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس


أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير
، واختلال الأمن ، وظلم الناس
واغتيال من لا يستحق الاغتيال إلى غير ذلك
من الفساد العظيم
فهذا لا يجوز
بل يجب الصبر ، والسمع والطاعة في المعروف



ومناصحة ولاة الأمور ، والدعوة لهم بالخير
والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير .
و هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك ؛
لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة
ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير
ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر
ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية " انتهى
"مجموع فتاوى ابن باز" (8/202-204)
والله أعلم

الغد المشرق
2011-02-05, 04:42 PM
بارك الله فيكِ حبيبتى وجعله فى ميزان حسناتك ...



"مجموع فتاوى ابن باز" (8/202-204)
والله أعلم



وهل يتهم إبن باز رحمه الله تعالى أنه من علماء السلطان أيضا
" نعوذ بالله تعالى إنهم ليقولون قولا عظيما "

السراج الوهاج
2011-02-05, 04:52 PM
بارك الله فيكِ حبيبتى وجعله فى ميزان حسناتك ...



وهل يتهم إبن باز رحمه الله تعالى أنه من علماء السلطان أيضا
" نعوذ بالله تعالى إنهم ليقولون قولا عظيما "


رحمه الله
روى البخاري في صحيحه عن زيد بن وهب قال: سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها" ، قالوا: ما تأمرنا يا رسول الله قال: " أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم " .

2 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "


من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية " رواه البخاري ومسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنها ستكون بعدي أثرةٌ ، وأمورٌ تنكرونها" قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : "تودون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم" رواه البخاري ومسلم



عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون بعدي أئمة ، لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس" قلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : "




تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك " رواه مسلم .

. .