المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكذيب الدعوة السلفية بالإسكندرية لما نشرته قناة الجزيرة من إدانة الدعوة للم



جمال المر
2011-02-06, 06:38 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وبعد

أذاعت قناة الجزيرة عن أحد الأفراد التابع لأحد الأحزاب أن الدعوة السلفية خرجت بمكبرات الصوت بمحرم بك بمدينة الإسكندرية تمنع المتظاهرين من الخروج في المظاهرات ونحن إذ نكذب هذا الخبر نؤكد أن الدعوة السلفية قد أوضحت في بياناتها الصادرة عنها موقفها من التغيير ، لكن إلى الأفضل لا إلى الفوضى .. راجعوا بيانات الدعوة على موقعي أنا السلفي ، وصوت السلف .

www.anasalafy.com (http://www.anasalafy.com/)
موقع أنا السلفي
---------------------
-------------------

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بازرحمه الله:

السؤال : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟

الجواب :لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان

وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:

السؤال :ما مدى شرعية مايسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟

الجواب : أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها. والعجبُ من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئاً؟

بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.

والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشرّ والفوضى .، وقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصــبر ، وقال: « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية»الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة.

ما هي إلا مــضرّة ...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية...

ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصـــابع خفيّة داخلـــــــية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور.


فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

السؤال : هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟

الجواب : ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وماكان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال . فلا تجوز هذه الأمور.

فضيلة الشيخ صالح بن غصون رحمه الله:

السؤال : في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات ، والاغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي. أ-نرجوا بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟

ب- نرجوا توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟

الجواب : الحمد لله: معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عزجل ، ولكن الله جل وعلا قال في محكم كتابه العزيز:

( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال: ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) والـــنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر بســــم الله الرحمن الرحيم: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فالداعي إلى الله عزوجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ماقد يسمع أو ماقد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج ، هم الذين ينكرون

المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذه أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.

والأولى للذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذبالله ، ولواجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.

لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم ، أنه جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذي فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذي يقول بها ويتبناها ويحسنها فهذا سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.

واعلم والعياذ بالله أن شخصاً ضاراً لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أن يكون المسلم عامل بناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباللين

ويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم وأن لوذهب هؤلاء لم يأتِ أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون سواء منهم الحكام أو المسؤولون أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد. لجاء أسوأ منه فإنه لايأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات ، هذا إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم ، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع.


فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله :

السؤال: مارأيكم فيمن يجوز المظاهرات للضغط على ولي الأمر حتى يستجيب له ؟

الجواب :المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ، هذه دخيلة، ماكانت معروفة إلا من الدول الغربية الكافرة...

معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:

إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب

والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.



المرجع :

"كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية"

"الطبعة الثانية" للمؤلف محمد الحصين.

وهذه فتوى للعلامة العثيمين رحمه الله

السؤال:
إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل و يقولون نحن ما عارضنا الحاكم و نعمل هذا بإذن الحاكم. هل يجوز هذا شرعاً مع مخالفة النص؟

الجواب :

عليهم باتباع السلف ان كان هذا موجدا عند السلف فهو خير و ان لم يكن موجودا فهو شر ولا شك ان المظاهرات شر لانها تؤدي الى الفوضة لا من المتظاهرين و لا من الآخرين وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض أو الأموال واما على الأبدان لان الناس في خضام هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول و لا ما يفعل فالمظاهرات كلها شر سواء أذن الحاكم أم لم

عادت بعض ممارسات الجاهلية ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ إلى المجتمعات الإسلامية بأقبح صورها، وأشنع أوصافها، فبدلاً من أن تكون للمسلمين جماعة واحدة، صارت جماعات، وبدلاً من أن تكون للمسلمين راية واحدة، أصبحت عشرات؛ حالهم في ذلك كما أخبر الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنهم بقوله: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجنة، وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجنة، وإحدى وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجنة، وثنتين وسبعين في النار". قيل: يا رسول الله! من هم؟ قال: "هم الجماعة". "السلسلة الصحيحة"(1492).

إن مما تميز به عصرنا الحديث: عودة بعض مظاهر الجاهلية، ولكن هذه المرة بصبغة إسلامية(!!) روّج لذلك تلك الشعارات، وتلك الرايات التي لم تفهم من الإسلام إلا اسمه، ولم تعرف من الدين إلا رسمه؛ ألا وهي رايات الحزبية البغيضة المقيتة؛ والتي تعد من أبرز الرايات العِمِّيَّة العصرية؛ والتي انطبق عليها قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِمِّيَّة، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه" رواه مسلم.

قال النووي في "شرحه على مسلم"(12/548): " قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ومن قاتل تحت راية عمية"؛ هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان، والميم مكسورة مشددة، والياء مشددة أيضا، قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، كذا قاله أحمد بن حنبل، والجمهور، قال إسحاق بن راهويه: هذا كتقاتل القوم للعصبية".

قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"(ص152 ـ 153): "ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث الأقسام الثلاثة التي يعقد لها الفقهاء: (باب: قتال أهل القبلة؛ من: البغاة، والعداة، وأهل العصبية).

فالقسم الأول: الخارجون عن طاعة السلطان، فنهى عن نفس الخروج عن الطاعة والجماعة، وبيّن أنه إن مات، ولا طاعة عليه؛ مات ميتة جاهلية، فإن أهل الجاهلية من العرب ونحوهم لم يكونوا يطيعون أميراً عاماً على ما هو معروف من سيرتهم.

ثم ذكر: الذي يقاتل تعصباً لقومه، أو أهل بلده، ونحو ذلك، وسمى الراية عِمِّيَّة؛ لأنه الأمر الأعمى الذي لا يدرى وجهه؛ فكذلك قتال العصبية يكون عن غير علم بجواز قتال هذا.

وجعل قتلة المقتول قتلة جاهلية، سواء غضب بقلبه، أو دعا بلسانه، أو ضرب بيده، وقد فسر ذلك فيما رواه مسلم أيضاً عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتل". فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج: القاتل والمقتول في النار".

والقسم الثالث: الخوارج على الأمة: إما من العداة الذين غرضهم الأموال: كقطاع الطريق، ونحوهم، أو غرضهم الرياسة كمن يقتل أهل المصر الذين هم تحت حكم غيره مطلقاً، وإن لم يكونوا مقاتلة، أو من الخارجين عن السنة، الذين يستحلون دماء أهل القبلة مطلقاً: كالحرورية الذين قتلهم علي ـ رضي الله عنه ـ.

ثم إنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمى الميتة، والقتلة ميتة جاهلية، وقتلة جاهلية، على وجه الذم لها والنهي عنها، و إلا لم يكن قد زجر عن ذلك.

فعلم أنه كان قد قرر عند أصحابه أن ما أضيف إلى الجاهلية من ميتة، أو قتلة، ونحو ذلك فهو مذموم، منهي عنه؛ وذلك يقتضي ذم كل ما كان من أمور الجاهلية، وهو المطلوب".

فتأمل ـ يا رعاك الله! ـ هذا الحديث العظيم، فقد أزاح الستار، وأماط اللثام عمّا جرّته هذه الرايات العِمِّيَّة على الأمة الإسلامية من آهات وويلات، فدع عنك "هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمُها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمُها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب! كالميزاب؛ جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع!".

ومن الرايات العِمِّيَّة التي انخدع وانجذب لها كثير من العامة الطغام: راية الشيعة الرافضة اللئام؛ الذين كانوا ومازالوا عوناً لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى على المسلمين من أهل السنة، فكانوا أداة بطش، وقهر، وتعذيب، وقمع تُسلط على أهل الحق، وأهل الصدق والعدل.

قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(28/267) في معرض كلامه حول الشيعة الروافض: "وهؤلاء جمعوا هذه الثلاثة الأوصاف [أي: المذكورة في الحديث] وزادوا عليها؛ فإنهم خارجون عن الطاعة والجماعة، يقتلون المؤمن، والمعاهد، لا يرون لأحد من ولاة المسلمين طاعة، سواء كان عدلاً أو فاسقاً؛ إلا لمن لا وجود له.

وهم يقاتلون لعصبية شر من عصبية ذوي الأنساب؛ وهي: العصبية للدين الفاسد؛ فإن في قلوبهم من الغل والغيظ على كبار المسلمين، وصغارهم، وصالحيهم، وغير صالحيهم ما ليس في قلب أحد، وأعظم عبادتهم عندهم لعن المسلمين من أولياء الله: مستقدمهم ،ومستأخرهم، وأمثلهم عندهم الذي لا يلعن ولا يستغفر .

وأما خروجهم يقتلون المؤمن والمعاهد؛ فهذا أيضا حالهم ؛ مع دعواهم أنهم هم المؤمنون، وسائر الأمة كفار..... وهؤلاء أشد الناس حرصاً على تفريق جماعة المسلمين؛ فإنهم لا يقرون لولي أمر بطاعة، سواء كان عدلاً أو فاسقاً؛ ولا يطيعونه لا في طاعة، ولا في غيرها؛ بل أعظم أصولهم عندهم التكفير، واللعن، والسب لخيار ولاة الأمور؛ كالخلفاء الراشدين، والعلماء المسلمين، ومشايخهم؛ لاعتقادهم أن كل من لم يؤمن بالإمام المعصوم؛ الذي لا وجود له، فما آمن بالله ورسوله. وإنما كان هؤلاء شرًّا من الخوارج الحرورية وغيرهم من أهل الأهواء لاشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج".

ومن الرايات العِمِّيَّة العصرية؛ تلك الرايات الداعية للجهاد(!!) وأي جهاد؟! إنه الجهاد الوهمي؛ الذي لم تتحقق شروطه، ولم تتوفر ضوابطه، ولم يحن زمانه، ولم يئن أوانه؛ غير أبهين، ولا مكثرثين بقول القوي المتين: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]؛ والذي يدل على لزوم الإعداد الإيماني الروحي المعنوي.

ولا بقوله ـ سبحانه ـ:"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ" [الأنفال:60]؛ والذي يدل على الإعداد المادي العسكري.

وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية تركه وعلماء زمانه القتال والجهاد في واقعة من الوقائع؛ لعدم توفر شروطه، وتحقق ضوابطه؛ فقال واصفاً حال أهل زمانه: "حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق، خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:

يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر

أو قال:

عوذوا بقبر أبي عمر ينجيكم من الضرر

فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد؛ فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة الله ـ عزّ وجلّ ـ في ذلك؛ ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة [أي: العلماء الصادقون في توسّمهم، وفراستهم] لم يقاتلوا في تلك المرة؛ لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشّر، والفساد، وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً أُجروا على نياتهم، فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله ـ عزّ وجلّ ـ، والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا إياه؛ لا يستغيثون بملك مقرب، ولا نبي مرسل، كما قال تعالى يوم بدر: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ".

ورُوي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوم بدر يقول: "يا حي يا قيوم! لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث". وفي لفظ: "أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك".

فلما أصلح الناس أمورهم، وصدقوا في الاستغاثة بربهم؛ نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك ـ أصلاً ـ لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة رسوله، ما لم يكن قبل ذلك؛ فإن الله تعالى ينصر رسوله، والذين آمنوا، في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد". "تلخيص كتاب الاستغاثة"(2/732 ـ 738).

وختاما أقول: كثيرة هي الرايات العُمِّيَّة المتنافسة المتدابرة في العالم الإسلامي، وما تزال الأمة تمنى بالهزيمة تلو الهزيمة، بسبب الانجراف والانقياد وراء تلك الرايات؛ التي لا للإسلام نصرت، ولا لقوى الكفر والإلحاد كسرت، ومع هذا نقول: إن أصحاب الراية الواضحة الجلية الظاهرة ـ وهم الذين سلكوا سبيل المؤمنين، والتزموا منهج السلف الصالحين ـ موجودون متوافرون؛ فهم أهل العلم؛ أهل الله وخاصته، الذين أحبوه ـ سبحانه وتعالى ـ وأحبوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" متفق عليه.

وصلّى الله، وسلّم، وبارك على محمّد، وعلى آله، وصحبه أجمعين

منقول من منتدى فرسان السنة

http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?p=1380103#post1380103

سيل الحق المتدفق
2011-02-08, 11:39 AM
مش أول مرة تعمليها يا جزيرة ، االلهم نجنا من شرها

حفيدة ابن القيم
2011-02-08, 01:16 PM
والله الواحد احتار يصدق مين ويكذب مين
بس التغير بدا ملحوظ بمصر وخصوصا الاعلام المصري

سيل الحق المتدفق
2011-02-08, 04:02 PM
والله الواحد احتار يصدق مين ويكذب مين
بس التغير بدا ملحوظ بمصر وخصوصا الاعلام المصري

أقترح أن تشاهدي قناة العربية ، و تقارني بينها و بين الجزيرة
قناة العربية عندي هي أكثر مصداقية ، و لكنها ليست على الاطلاق ........

Bibers
2011-02-08, 10:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتراح خاطئ.
الاحسن هجر كل هذه القنوات.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته