المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ادم وثمن الخطيئة



ابن النعمان
2011-02-06, 01:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


ادم وثمن الخطيئة
إذا خلق الله ادم , ولم يعطيه القدرة على التناسل أو الإنجاب ثم فعل الخطيئة , وترتب على فعل هذه الخطيئة عقاب.... فليس هناك اختلاف في حتمية دفع ادم لثمن هذه الخطيئة كليا .
نعم لابد لآدم أن يدفع بمفرده ثمن ما اقترفه من أخطاء .
على ما اعتقد لا خلاف في ذلك.
فهل يتغير ذلك الأمر إذا كان له أبناء , وان تغير فلماذا ؟ واذا تغير الا يعد تغيره هذا نقضا للعدل ؟
يمكن ان نحصل على ايضاحا اكثر فى هذه النقطة لو افترضنا ان الذى شارك ادم العقاب مخلوق اخر غير ابنائه (ليس له علاقة بالخطيئة او بادم) مع علمنا بانه هو فقط - اى ادم – الذى يجب عليه دفع ثمن الخطيئة كليا (العقاب) دون ظلم له فالعدل يقول ذلك ثم قياس النتيجة التى سوف يصل اليها كل من له مسحة عقل (و هى بالطبع ظلم المخلوق) وما ادى اليها على ابناء ادم مع الانتباه الى ان المخلوق سوف يساهم فى دفع بعض الثمن فقط بخلاف ابناء ادم الذين لن يساهموا فى حمل العقاب بل سوف يتوجب على كل فرد منهم تحت معتقد النصارى دفع ثمن الخطيئة كليا مما يؤدى بالتالى الى تضاعف حجم العقاب الى ما لا نهاية مع الخروج عن روح العدل واطاره بنفس الدرجة ولكن كيف ذلك ؟ هذا ما سوف يظهر لنا فى النقطة الثانية .
النقطة الثانية
ما يعتقده النصارى تحت من ما يسمى بإرث الخطيئة سوف يسهل علينا الوصول إلى إثبات يظهر لنا فساد هذا الاعتقاد من ناحية التناسب بين حجم الخطيئة وحجم العقاب الذى تقره مبادىء العدالة الدولية والفطرية والانسانية وذلك بعد التدقيق في لفظ ارث وما يدل عليه معانى , ولكن أولا يجب أن نفترض معا هذا المثال ثم نقيسه على ما يسمى بإرث الخطيئة عند النصارى من جميع الجوانب وبكل التفاصيل .
الافتراض
لو اغتصب منك إنسان (له عشرة أبناء) مبلغ من المال قدرة عشرة عملات نقدية ثم شاءت الأقدار أن يمكنك الله من الاقتصاص منه فماذا تفعل برؤية شاملة للعدل بعد اعتبارك لهذه الاشياء.
1- إرث الخطيئة الذي سوف يجعل الاغتصاب وما يترتب عليه من عقاب ينتقل من الأب إلى الأبناء حسب اعتقاد النصارى .
2- تناسب حجم الخطيئة مع حجم العقاب اندراجا تحت راية العدل ومفهومه وما استقرت عليه مبادىء العدالة الدولية والانسانية والفطرية الذى يوجب ان يكون العقاب الكلى قدره عشرة جنيهات .
3- كون المخطىء فقط هو المعنى بدفع ثمن الخطيئة كليا .
هل كل ابن على حده سوف يعتبر قد اغتصب عشرة جنيهات ؟ أم أن كل ابن على حده سوف يعتبر قد اغتصب جنيه واحد ؟ ام الابناء سوف يكونوا بعدين تماما عن الامر برمته ؟
مع الانتباه الى ان العقاب الذي سوف تتخذه على المغتصب لابد أن يتناسب مع حجم الخطيئة , إذا طبقنا ذلك على هذه الحالة بعيدا عن اى اعتقاد مشوه فان العقاب المترتب على الاغتصاب سوف يكون دفع ما قدره عشرة جنيهات مع اقتصار الدفع على الخاطىء فقط وهذا شىء فطرى وطبيعى اى شذوذ عنه سوف يخرج المفهوم عن اطار العدل تماما , فإذا كنت معتقد فيما يسمى بإرث الخطيئة مع اعتبار الحجم والحجم المناسب فسوف تأخذ من كل ابن جنيه واحد وليس عشرة جنيهات فيكون المجموع الكلى عشرة وبذلك تكون قد طبقت اساس (تناسب حجم الخطيئة مع حجم العقاب) من اسس العدل وتركت اساس (كون المخطىء هو وحده المعنى بدفع الثمن الكلى للخطيئة) ولو قست ذلك الاعتبار (الاخير) على ارث الخطيئة لأبناء ادم عند النصارى الذى كان بعيدا عن اى اعتبار لعدل او تناسب فسوف تجد أن كل ابن على حده قد دفع ثمن الخطيئة كليا لماذا ؟ لان الخطيئة انتقلت إلى كل ابن كما هي مع المردود العقابي الكلى المترتب على فعل ادم للخطيئة والذى من العدل ان يقتصر عليه ثم انهاء المسالة بدون نقص او رفع وبذلك يكون قد تضاعف حجم العقاب المتناسب مع حجم الخطيئة إلى ما شاء الله (حسب عدد أبناء ادم) فهل يمكن أن يؤمن إنسان بهذا المعتقد بعد ما بينا فساده بالكيفية السابقة ثم يتكلم عن العدل والرحمة أو يدعى بان له عقل .
بطلان من جهة أخرى .
وإذا أراد الإنسان أن يصل إلى بطلان هذه القضية من طريق آخر فالأمر في منتهى الوضوح عن طريق التدقيق في معنى لفظ الإرث الذي يعرفه كل البشر , فالميراث ينتقل من المورث إلى الوارث بدون أن يبقى له شيء , وبذلك يكون ادم حسب مخترع النصارى ومعناه الذي لم يلتفتوا إليه أو يفكروا فيه قليلا لاستنباطه قد أصبح (بفضل هذا القانون الذى هو بالطبع ارث الخطيئة) نقيا من كل خطيئة فكيف يصبح ادم نقيا من كل خطيئة وهو الفاعل الحقيقي للخطيئة بينما ابنائة الذين ليس لهم علاقة بالأمر كله يتحملون عقاب ما اقترف من أخطاء !!! هل هذا يعقل ؟ !!! , هذا فى لفظ الارث فإذا تركنا الإرث واستخدمنا لفظ آخر وليكن الانتقال ودققنا في معناه سوف نجد أن حال الإرث هو نفس حال الانتقال اى أن النتيجة سوف تكون واحدة وهذه سوف يتكرر مع اى لفظ اخر ما عدا لفظ واحد .
فما هو أذن اللفظ والمعنى اللذان يعبران عن ما حدث - من انتقال الخطيئة من ادم إلى أبنائه فيما يسمى بإرث الخطيئة كما يعتقد النصارى ؟ .
في الحقيقة اللفظ الصحيح والدقيق ايضا هو لفظ تنامي أو استثمار ويمكن ان نركب موجة العلم ونقول استنساخ , لماذا ؟ , لان الخطيئة انتقلت من ادم إلى أبنائه دون أن ترفع عنه وكل ابن من أبنائه سوف ينقلها بدوره إلى ابنه دون أن ترفع عنه وهكذا إلى ما شاء الله إذن الخطيئة كانت واحدة فأصبحت شجرة والشجرة أصبحت أشجار دائمة التفرع لا يعلم نهايتها إلا الله ويمكن إيجاز ذلك بلفظ استنساخ للخطيئة وبذلك يكون أيضا العقاب قد تضاعف إلى مالا نهاية فلا يمكن إذن أن تكلم عن العدل أو الرحمة .
بطلان من جهة ثانية
سؤال ما هي الصفات الإلهية المتعلقة بالخطيئة ؟.
الاجابة :
الصفات هي العفو والمغفرة والرحمة فإذا انتقلت الخطيئة كما هي بالإضافة إلى ما يترتب عليها من عقاب إلى إنسان آخر فما الحادث ؟هل هناك شيء حدث ؟ .
اين الاجابة ؟
في الحقيقة لا ! لم يحدث شيء فالخطيئة فى هذه الحالة لم تحظى باى صفة من صفات الرحمن عز وجل المتعلقة بها ذاتيا اى المتعلقة بذات الخطيئة لا بذات الخاطئ لان المهم وهو الشىء لم يلتفت اليه النصارى هو أن تحظى الخطيئة ذاتها بالصفات الإلهية المتعلقة بها (ذاتيا) .
واين المخطىء من كل هذا الكلام ؟
وما يحدث بعد ذلك سوف ينعكس على المخطىء أما الذي حدث في الحقيقة ويثبت الكلام السابق الذى يظهر بوضوح بطلان كافة المعتقدات المسيحية , انك قد أخذت الخطيئة وما يترتب عليها من عقاب من جانب ووضعتها في جانب آخر (بمعنى الخطيئة كانت مغلفة ومحمية فلم انزع عنها الغلاف وأبقيتها كما هي بلا اى تغيير ونقلتها بما يترتب عليها (العقاب) من مكان ووضعتها في مكان آخر فاكون بذلك غيرت الموضع فقط فهى لم تمحا او تمهل او يخفف العقاب المترتب عليها بينما الصفات الإلهية المتعلقة بالخطيئة يجب أن تغير في الخطيئة ذاتها وما يترتب عليها من عقاب بالمحو أو التخفيف أو الإمهال حسب الصفات الإلهية المترتب عليها ذلك والدليل على كل ذلك من ناحية اخرى ان الحامل للعقاب سوف يفتقر لنفس الصفات الالهية التى افتقر اليها الخاطىء الاصلى وهذا يدل على ان الصفات كانت بعيدة تماما عن هذا المشهد ) .
و ما جاء في الكتاب المقدس يقول أكثر من ذلك كما ورد فى انجيل متى ففي (إنجيل متى 5 ، 38-44) يقول المسيح : سمعتم أنه قيل : عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا ، ومن أراد أن يخاصمك وأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا ، ومن سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين . من سألك فأعطه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده "
" سمعتم أنه قيل : تحب قريبك وتبغض عدوك ، وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعدائكم ، باركوا لاع###م ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. فالفقرات الأولى اى العين بالعين والسن بالسن يمكنك أن ترى من خلالها روح العدل اى المساواة وفى نفس الوقت التناسب بين حجم الخطأ وحجم العقاب . فالعقاب يجب أن يكون على قدر الخطأ وجسامته ولا يتعدى ذلك القدر ومن ذلك إذا كانت هناك خطيئة لآدم يترتب عليها عقاب فلابد لهذا العقاب ان يتكافىء مع حجم هذه الخطيئة ولا يمكن أن يحدث التكافىء بين حجم العقاب وحجم الخطيئة إذا حدث ما يسمى بإرث الخطيئة لان العقاب في هذه الحالة سوف يتعدى مرحلة التكافىء من ناحية الحجم لأنه سوف يتضاعف بعدد أبناء ادم الذى سوف يتحتم على كل فردا منهم (على حدة) دفع ثمن الخطيئة كليا وهذا يتفق مع تعقيب الدكتور محمد جميل غازي في كتاب مناظرة بين الإسلام والمسيحية ولكن من ناحية التوازن بين حجم الخطيئة وما حدث من صلب المسيح حيث قال يلزم - في جميع الشرائع - أن تتناسب العقوبة مع الذنب ، فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم .
ونحن نقول من وجه اخر :
هل يمكن ان يتم التوازن بين عصيان الاله وبين قتله والفاعل واحد وهو الانسان فادم عصى الله وابنائه كما يعتقد النصارى قتلوا ابنه الوحيد وهو والابن حسب التثليث عندهم شىء واحد هل يمكن الاختلاف فى ان العصيان خطيئة والقتل خطيئة اكبر فكيف يكون الخلاص من خطيئة بخطيئة اكبر منها ويمكن لاى مسيحى ان يرى مدى فداحة هذا الخطأ لو تصور ان المسيح جاء لسبب اخر غير الفداء والصلب كالهداية والوعظ والارشاد والتعليم فتم عصيانه والتمرد عليه من جانب وقتله وصلبه هو وكل تلاميذه من جانب اخر .
اما الفقرات الثانية فيندرج تحتها كل معانى العفو و الاحسان و السماح , والعفو وحده يجعل الخطيئة كان لم تكن او بمعنى اخر يمحوها .

كوبرلّي
2011-02-06, 05:54 PM
pppopppo

ありがとうございます

ذو الفقار
2011-02-08, 04:36 PM
ppddppdd