المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنجيم دراسة شرعية ورد على الشبهات



الصفحات : [1] 2 3 4

الهزبر
2011-02-12, 04:31 AM
السلام عليكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

لقد خلق الله تعالى الخلق على الحنيفية وجبلهم على التوحيد النقي الصافي. أخرج مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً" فما من إنسان إلا ولد موحدا عارفا للحق وما من ضال إلا والشيطان هو الذي أضله وأمره بما يفقره في الدنيا والاخرة ولكن الله تعالى برحمته وعدله لم يترك خلقه في مهب الشياطين تتلاعب بهم أنى شاءت فأرسل لهم الرسل يهدونهم سواء السبيل ويبينون لهم ما ينفعهم وما يضرهم. ولما يئس الشيطان أن يُعبد فإنه التفّ ووخدع بعض الناس وجعلهم يشركون من حيث لا يعلمون باعتقادهم في الكواكب عبادة وتنجيما فأرسل الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحق الساطع فناظرهم وقطع دابر شياطينهم فكان منهم ما قصّه القرآن الكريم.

لقد وقع الناس في شركين

يتمثل الأول في عبادة القبور وتمثيل أصحابها في شكل أصنام ويتمثل الثاني في عبادة الكواكب والاعتقاد في روحانيتها. ولما يئس الشيطان من العودة بنا إلى عصر عبادة الأصنام فإنه زين للبعض منا الاعتقاد في اصحاب القبور. فترى الصوفي ينادي مقبورا أكله الدود بالمدد. وقد رد علماؤنا على ذلك ودحضوه. ولما يئس الشيطان أيضا من العودة بنا إلى زمن عبادة الكواكب فإنه زين لبعض الجهلة الاعتقاد في أن الكواكب تؤثر على حياتنا وأنها ذوات علوية أو عقول مدبرة تدبر سيرورة هذا العالم ومن عليه. وتعلق بذلك بعض النفوس الضعيفة من المسلمين وغيرهم. فإن كنا نعذر لغير المسلمين جهلهم فإننا لا يمكن ان نعذر لمسلم تعلقه بالأبراج والأفلاك واعتقاده فيها.. وليس العذر هنا عذر إثم لأن ذلك من شأن الله تعالى ولكن العذر هنا عذر دعوة, فلا يمكن بحال من الأحوال ان نسكت ونحن نرى أخانا المسلم يسأل منجما, لا يمكن ان نفرح بأختنا المسلمة التي تسارع لقراءة حظها من الصحيفة او التي تنتظر برامج المنجمين والعرافين على التلفاز وتنصح بمشاهدتها. واجبنا يحتم علينا التصدي لمثل هذه الشركيات.

وقد كنت أعتقد بأن هذا النوع من الشرك زال وباد مع الثورة الثقافية التي حصلت في العالم ولم يبق صداها غلا عند القلة القليلة حتى أثبت لي أحد المواقف في الأيام السابقة سوء تقديري. فعزمت على البحث في الموضوع عل الله يرزقني بذلك مغفرة وثوابا.

وبعد بحث وقعت على كتاب أعتقد بأنه أفضل ما قرأت في المسألة. وهو بعنوان التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام لصاحبه عبد المجيد بن سالم المشعبي.

فلست بآت بشيء من عندي إلا التلخيص وإعادة الصياغة وضرب الأمثلة لتكون قريبة من الإنسان العامي وهو بعد تدريب لي ولكل الإخوة للرد شفاهيا على كل متعلق بالأبراج يشاء الله أن نجتمع به في مجلس واحد.

وأنا أرى بأن الناس الذين نعيش معهم أصناف من حيث إقناعهم(حسب تجربتي)

1/ لا يقتنع إلا إذا قرأ بعينه أو سمع من شيخ.
2/لا يقتنع إلا إذا خاطبت عقله.
3/لا يقتنع إلا إذا سمع من شيخ وقرأ بعينه ووجد أن عقله (هواه)يقبل ذلك.
4/لا يهتم بالموضوع لأنه لا يدرك أهميته ويأتيك بمثل هذه العبارات(وما الذي سيحدث ان تسليت ببعض الأبراج التي أقرؤها في جريدة او صحيفة, الإسلام أكبر من ذلك دعنا من هذه القشور...)
5/يحدثك ببعض التنبؤات التي يعتقد بأنها وقعت حقيقة.
6/ يحاججك ببعض آي القرآن وافعال العلماء.

فأما الصنف الأول فيكفي أن تحيله على الكتاب أو ان تجلب له بعض الخطب وخاصة خطب المشائخ الذين يحبهم.

وأما الصنف الثاني ففي هذا الموضوع بإذن الله من الحجج العقلية ما تقنع به الملحد والعلماني واليهودي فضلا عن المسلم.

وأما الصنف الثالث -3/لا يقتنع إلا إذا سمع من شيخ وقرأ بعينه ووجد أن عقله (هواه)يقبل ذلك.- ففي الموضوع بإذن الله مادة أساسية للحوار معه.

والصنف الرابع-/لا يهتم بالموضوع لأنه لا يدرك أهميته ويأتيك بمثل هذه العبارات(وما الذي سيحدث ان تسليت ببعض الأبراج التي أقرؤها في جريدة او صحيفة, الإسلام أكبر من ذلك دعنا من هذه القشور...)- فهو أسهل صنف تقريبا. يكفي ان تبين له خطورة التنجيم ببعض الآيات والأحاديث التي سأحرص على تلوينها ليسهل الوصول إليها.

والصنف الخامس-5/يحدثك ببعض التنبؤات التي يعتقد بأنها وقعت حقيقة.- ففي الموضوع بإذن الله بعض الأمثلة المعاكسة وشرح لبعض التنبؤات التي صورها الغرب على أنها صحيحة خدمة لمصالحه.

والصنف السادس-6/ يحاججك ببعض آي القرآن وافعال الصحابة رضوان الله عليهم.- ففي الموضوع بإذن الله رد على بعض الشبهات التي يحاجج بها أصحابها أصحاب الحق معتقدين بأن التنجيم حق يشهد له الإسلام.

وقد توجد أصناف أخرى لا أعلمها.

والله أسأل أن ينفعنا بالعلم النافع وان يعلمنا الحق ويعلمنا نشره والعمل به وان يجعل الإخلاص نورا في قلوبنا وسيفا نجابه به أعداءنا.

الهزبر
2011-02-13, 12:52 AM
السلام عليكم

الله هو المتفرد بالخلق، والمتصرف في الكون

علّم الله الإنسان في القرآن أنه (الله جل وعلا) خالق كل الموجودات.

قال تعالى

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة، الآية: 29.

وهو تعالى خالق الأرض والسماوات وما فيهن دون سواه

قال تعالى

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}سورة الأنعام، الآية: 73.

وبين الله أنه خالق كل شيء في السماوات والأرض.

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} سورة الأعراف، الآية: 185.


وبين الله تعالى لخلقه سهولة الخلق عليه.

قال تعالى

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}سورة الأحقاف، الآية: 33

ثم لفت الانتباه إلى أنه خالق هذا الكون كله دون شريك، فهو المنفرد بخلق كل شيء، فالأشياء كلها خلقه وملكه، وعلى المماليك طاعة مالكهم بإفراده بالعبادة والخضوع له.

قال تعالى

{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}سورة الفرقان، الآية: 2.

فلله الحمد وحده على ما خلق لنا.

قال تعالى

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}سورة الأنعام، الآية: 1

الله تعالى هو المدبر الوحيد للكون وهو المنعم علينا بما سخره لنا

قال تعالى

{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}سورة الجاثية، الآية: 13

فالكون كله مسخر لله تعالى، خاضع لأمره ،

قال تعالى

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} سورة الأعراف، الآية: 54

فإن كان ذلك كذلك فاعلم أخي واعلمي أختاه أن الله تعالى هو الوحيد المتفرد بالاختيار فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن دون أن يكون لأحد القدرة على تغيير إرادة الله .

قال تعالى

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}سورة القصص، الآية: 68

وهو مصرف الأمور ومدبرها، ما من شيء إلا ويجري على تقديره.

قال تعالى

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}سورة البقرة، الآيتان: 163، 164

وقال سبحانه

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}سورة يونس، الآية: 3.

وكل السماوات والأرض استسلمت لله طوعا وكرها والمسلم استسلم لله طوعا أما الكافر فقد استسلم لله كرها لأنه تحت التسخير والقهر والسلطان.

قال تعالى

{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}سورة آل عمران، الآية: 83

وهو مالك السموات والأرض ومن فيهمن، والمتصرف فيهم، وهو خالقهم ورازقهم ومقدرهم ومسخرهم ومصرفهم كما يشاء.

قال تعالى

{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}سورة البقرة، الآية: 116

وقال

{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} سورة المزمل، الآية: 9.

يتبع باذن الله

عائشة الصغيرة
2011-02-13, 01:15 AM
بـَـارك الله فــيكْ
وأثـــــــــابــَــكْ
ونـَــفــعَ بــــكْ
وجَـزاكــ خـيــراً

******

[ مـــــــتابــــــعة ]

دام علاء العماد
2011-02-13, 02:29 AM
سلمت يمينك يا أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ، بارك الله فيك و جزاك الله عنا خير الجزاء

الهزبر
2011-02-15, 01:41 AM
السلام عليكم

بـَـارك الله فــيكْ
وأثـــــــــابــَــكْ
ونـَــفــعَ بــــكْ
وجَـزاكــ خـيــراً

اللهم امين ولك بالمثل


سلمت يمينك يا أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ، بارك الله فيك و جزاك الله عنا خير الجزاء

حييت وعوفيت وتبوأت من الجنة منزلا

الهزبر
2011-02-15, 01:50 AM
السلام عليكم

والإنسان إذا فكر في نفسه وجدها مدبّرة بتدبير عزيز حكيم. فأنا وانت أخي ونحن في حال الشباب والقوة البدنية والعقلية ومهما أتينا من علم لا يمكن بحال من الأحوال أن نزيد في جسمنا عضوا أو أن نغير وظيفة عضو ما. فإن عجزنا على ذلك ونحن في أفضل حال من القوة تأكد لنا بأننا أعجز عن ذلك الرهان ونحن في حال أضعف. فمن الذي يخلق النطفة، ثم العلقة، ثم المضغة، ثم اللحم والدم؟ ألم تر بأن ترتيبها لا يتغير من انسان لاخر؟ ألم تدرك بان ذلك يحدث بتدبير الله تعالى.

قال تعالى

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} سورة المؤمنون، الآيات: 12-14

ومفاتيح الخير ومغالقه كلها بيده، فما يفتح الله للناس من خير فلا مغلق له ولا ممسك عنهم، لأن ذلك أمره لا يستطيع رد أمره أحد،وكذلك ما يغلق من خير عنهم فلا يبسطه عليهم أحد ولا يفتحه لهم، فلا فاتح له سواه.

قال تعالى:

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}سورة فاطر، الآية: 2.

الهزبر
2011-02-15, 02:07 AM
السلام عليكم

فإن أدركت أخي أن الله هو خالق الكون وهو المتصرف فيه كان لزاما عليك ان تدرك أن الله تعالى واحد ليس له ند لا في ألوهيته ولا في ربوبيته.

فلو تعددت الآلهة لانفرد كل واحد منهم برأيه ولفسد الكون وفقد اتساقه والكون كما هو معلوم منتظم متسق.

قال تعالى

{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} سورة الملك، الآية: 3

ولو تعددت الآلهة لعلا كل منهم على الآخر ورام قهره ومخالفته والتفرد بالأمر دونه ولقامت الحرب بين الآلهة. ولم يحصل ذلك ولن يحصل بإذن الواحد القهار.

قال تعالى

{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}سورة المؤمنون، الآية: 91

ولو كان في السموات والأرض آلهة معبودين غير الله لبطلتا بما فيهما من المخلوقات.

قال تعالى:

{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}سورة الأنبياء، الآية: 22.

ووجه الفساد أن وجود إله آخر يستحق العبادة مع الله يستلزم أن يكون كل واحد منهما قادراً على الاستبداد بالتصرف، فيقع عند ذلك التنازع والاختلاف، ويحدث بسببه الفساد.

فإن وقر في القلب ما سبق. أدركنا أن غير الله عاجز عن الخلق والتدبير.

قال تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}سورة فاطر، الآية: 3

والأوثان مخلوقة لا تضر ولا تنفع ومن كانت تلك صفاته فإنه لا يصلح أن يكون معبودا.

قال تعالى

{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}سورة النحل، الآية: 17

و كل من عُبد من دون الله لا يملك تدبير نفسه فضلاً عن تدبير غيره، فضلاً عن تدبير الكون، فهو لا يملك لنفسه دفع ضر أو جلب نفع، ولا يملك الموت ولا الحياة، فمن كان كذلك كيف يكون مدبراً لهذا الكون؟ وكيف يعبد من دون الله؟؟َ!

قال تعالى

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً}سورة الفرقان، الآية: 3.

قال تعالى

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}سورة الرعد، الآية: 16.

فإن كان الله هو خالق السماوات والأرض وما فيهن فماذا خلق الذين من دونه؟ لا شيء

قال تعالى

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}سورة لقمان، الآية: 11

قال تعالى

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} سورة الأحقاف، الآية: 4.

بل إن هذه الآلهة الباطلة لا يقتصر عجزها على الخلق والتدبير، بل هي أعجز من ذلك بكثير، فهي لا تستطيع أن تستنقذ ما سلبها الذباب.

قال تعالى

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}سورة الحج، الآية: 73

فإن أدركت ما سبق فاعلم بأن الكفار كانوا مقرين لله بالانفراد بالخلق وتسيير الكون.

الهزبر
2011-02-15, 03:27 AM
السلام عليكم

فإن أدركت ما سبق فاعلم بأن الكفار كانوا مقرين لله بالانفراد بالخلق وتسيير الكون.

قال تعالى

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}سورة الزخرف، الآية: 9

قال تعالى

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}سورة لقمان، الآية: 25.


قال تعالى

قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} سورة العنكبوت، الآية: 61.

قال تعالى

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}سورة العنكبوت، الآية: 63.

قال تعالى

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} سورة الزمر، الآية: 38.

الهزبر
2011-02-15, 03:35 AM
السلام علييكم

لله هو العالم بالغيب وحده

قال تعالى

{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}سورة النمل، الآية: 65.

قال تعالى

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}سورة الأنعام، الآية: 59

قال تعالى

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}سورة لقمان، الآية: 34.

قال تعالى

{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}سورة فصلت، الآية: 47.

قال تعالى

{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} سورة البقرة، الآيات: 31-33.

قال تعالى

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} سورة سبأ، الآية: 14.


وخلاصة القول. ان كان خير البشر وأحبهم الى الله نعالى محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب فتأكد من أنه لا يوجد غير الله تعالى يعلم الغيب.

قال تعالى

{قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}سورة الأعراف، الآية 188.

قال تعالى

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}سورة الأحقاف، الآية 9.

الهزبر
2011-02-15, 03:43 AM
السلام عليكم

تعريف علم التنجيم

- التعريف اللغوي:

التنجيم: مصدر الفعل نجّم، وهو مأخوذ من النَّجْم، وهو: الكوكب، وهو اسم علم على الثريا.
ونجّم وتنجّم: إذا راعى النجوم من سهر.
والمنجّم والمتنجّم: الذي ينظر في النجوم يحسب مواقيتها وسيرها

- التعريف الاصطلاحي

عرّفه الخطابي وتابعه البغي بأنه: (هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع، وستقع في مستقبل الزمان، كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغيرّ الأسعار وما كان في معانيها من الأمور. يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها، وباجتماعها واقترانها، ويدَّعون لهاتأثيراً في السفليات وأنها تتصرف على أحكامها وتجري على قضايا موجبها)

وعرّفه حاجي خليفة بقوله: هو علم يعرف به الاستدلال على حوادث الكون والفساد بالتشكيلات الفلكية، وهي أوضاع الأفلاك والكواكب كالمقارنة والمقابلة والتثليث والتسديس والتربيع إلى غير ذلك

تعريف ابن تيمية بأنه هو: الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية كما يزعمون

وعرفه ابن خلدون في "مقدمته" فقال: ما يزعمه أصحاب هذه الصناعة من أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات4 العنصرية مفردة ومجتمعة، فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية

يتبع باذن الله: