المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 [101] 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 08:44 AM
1540 " كان يدعو : اللهم احفظني بالإسلام قائما و احفظني بالإسلام قاعدا و احفظني
بالإسلام راقدا و لا تشمت بي عدوا حاسدا , اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه
بيدك , و أعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 54 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 525 ) عن عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني خالد
ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الصهباء عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره
# ابن مسعود # رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ...
الحديث . و قال :‎" صحيح على شرط البخاري " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : أبو
الصهباء لم يخرج له البخاري " .
قلت : و لم أعرف من هو ? و وجدت للحديث طريقا أخرى يرويه معلى بن رؤبة التميمي
الحمصي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة , فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم , فشكا إليه ذلك , و سأله أن يأمر له بوسق من تمر
, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شئت أمرت لك بوسق من تمر , و إن
شئت علمتك كلمات هي خير لك . قال : علمنيهن , و مر لي بوسق فإني ذو حاجة إليه ,
فقال ....
قلت : فذكره . أخرجه ابن حبان ( 2430 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 195 ) . و هاشم هذا
قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 104 ) : " روى عن عمر رضي الله عنه , مرسل . روى
عنه معلى بن رؤبة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و المعلى بن رؤبة لم
أجد له ترجمة , و لعله في " ثقات ابن حبان " . و بالجملة فالحديث حسن بمجموع
الطريقين . و الله أعلم .
1541 " كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين و غلبة العدو
و شماتة الأعداء " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 55 :

أخرجه النسائي ( 2 / 316 , 317 ) و الحاكم ( 1 / 104 ) و أحمد ( 2 / 173 ) من
طريق حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # مرفوعا
, و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .
و أقول : حيي هذا صدوق يهم كما في " التقريب " , فالإسناد حسن . و أخرج مسلم (
8 / 76 ) و النسائي الجملة الأخيرة منه من حديث أبي هريرة من فعله صلى الله
عليه وسلم . و أخرجه البخاري ( 4 / 256 ) من قوله صلى الله عليه وسلم بلفظ :
" تعوذوا بالله من جهد البلاء و درك الشقاء و سوء القضاء و شماتة الأعداء " .
و عند البخاري أيضا ( 4 / 200 ) من حديث أنس استعاذته صلى الله عليه وسلم من
أشياء ذكرها منها : " ضلع الدين , و غلبة الرجال " .
1542 " اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ
بك من الشر كله عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم , اللهم إني أسألك من
خير ما سألك عبدك و نبيك , و أعوذ بك من شر ما عاذ بك عبدك و نبيك , اللهم إني
أسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من النار و ما قرب إليها
من قول أو عمل , و أسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 56 :

أخرجه ابن ماجة ( 2 / 433 - 434 - التازية ) و ابن حبان ( 2413 ) و أحمد ( 6 /
134 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1103 - مصور المكتب الإسلامي ) من طريق
حماد بن سلمة أخبرني جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن # عائشة # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء , فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رواته ثقات رواة مسلم غير جبر بن حبيب و هو ثقة .
و أما قول البوصيري في " الزوائد " ( 232 / 1 ) : " هذا إسناد فيه مقال , أم
كلثوم هذه لم أر من تكلم فيها , و عدها جماعة في الصحابة , و فيه نظر لأنها
ولدت بعد موت أبي بكر " .
قلت : يكفيها توثيقا أن مسلما أخرج لها في " صحيحه " و روى عنها الصحابي الجليل
جابر بن عبد الله الأنصاري , و هي زوجة طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين
بالجنة , و قد رزقت منه زكريا و يوسف و عائشة , كما ذكر ابن سعد في ترجمة طلحة
( 3 / 214 ) . ثم رأيت الحديث في "‎المستدرك " ( 1 / 521 - 522 ) من طريق شعبة
عن جبر بن حبيب به . و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و تابعه سعيد
الجريري عند أبي يعلى قرنه بجبر بن حبيب .‎و لطرفه الأول شاهد من حديث جابر بن
سمرة قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعه و هو في الصلاة ,
فلما سلم سمعته يقول : " فذكره دون قوله : " عاجله و آجله " في الموضعين .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 2058 ) من طريق قيس بن الربيع عن
عائذ بن نصيب قال : سمعت جابر بن سمرة .
قلت : و قيس بن الربيع سيء الحفظ . و عائذ بن نصيب وثقه ابن معين قال أبو حاتم
: شيخ , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 208 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:45 AM
1543 " اللهم إني أسألك من فضلك و رحمتك , فإنه لا يملكها إلا أنت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 57 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 36 و 7 / 239 ) من طريق الطبراني و هذا في
" المعجم الكبير " ( رقم - 10379 ) حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا محمد بن زياد
البرجمي حدثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن زبيد عن مرة عن # عبد الله # قال :
" أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا , فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما ,
فلم يجد عند واحدة منهن , فقال : ( فذكره ) فأهديت له شاة مصلية , فقال : هذه
من فضل الله , و نحن ننتظر الرحمة " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث مسعر
و زبيدة , تفرد به البرجمي " .
قلت : وثقه ابن حبان و ابن إشكاب و الفضل بن سعد الأعرج كما في " اللسان "
و أما أبو حاتم فلم يعرفه فقال : " مجهول " كما رواه ابنه ( 3 / 2 / 258 ) عنه
, و تبعه الذهبي في " الميزان " و غيره . و سائر الرواة ثقات , فالسند عندي
صحيح . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 159 ) : " رواه الطبراني ,
و رجاله رجال الصحيح غير محمد بن زياد البرجمي , و هو ثقة " .
1544 " اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و رب إسرافيل أعوذ بك من حر النار و عذاب القبر "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 58 :

أخرجه النسائي ( 2 / 320 ) من طريق أبي حسان عن جسرة عن # عائشة # أنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير جسرة - و هي بنت دجاجة -‎ففيها ضعف . لكن
لحديثها شاهدان :
الأول : عن سليمان بن سنان المزني أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم
صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته : " اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر و من
فتنة الدجال و من فتنة المحيا و الممات و من حر جهنم " . أخرجه النسائي عقب
حديث عائشة و قال : " هذا الصواب " .
قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير المزني هذا و هو ثقة كما قال
الحافظ في " التقريب " , و لا منافاة بين الحديثين لاختلاف المخرج , بل أحدهما
يشهد للآخر .
و الشاهد الثاني يرويه عبد الوهاب بن عيسى الواسطي حدثنا يحيى بن أبي زكريا
الغساني عن عباد بن سعيد عن مبشر بن أبي مليح عن أبيه ( عن جده أسامة بن عمير )
رضي الله عنه " أنه صلى ركعتي الفجر , و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
قريبا منه ركعتين خفيفتين ثم سمعته يقول و هو جالس : اللهم رب جبريل و إسرافيل
و ميكائيل و محمد النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من النار , ثلاث مرات " .
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 101 ) و الحاكم ( 3 / 622 ) و سكت
عليه هو و الذهبي .
قلت : و هو ضعيف : مبشر بن أبي المليح قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 342 ) :
" روى عن أبيه , و عنه شعبة " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عباد بن
سعيد بصري ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 80 ) برواية عبد الله بن محمد ابن أخي
جويرية بن أسماء الضبعي و الغساني هذا , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و الغساني ضعيف . و الواسطي هو أبو الحسن التمار , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 /
73 ) عن أبيه : " ليس به بأس " .
1545 " أنا دعوة أبي إبراهيم , و بشرى عيسى عليهما السلام , و رأت أمي حين حملت بي
أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام , و استرضعت في بني سعد بن بكر , فبينا
أنا في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض , معهما طست من ذهب مملوء ثلجا ,
فأضجعاني , فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء فألقياها
, ثم غسلا قلبي و بطني بذلك الثلج , حتى إذا أنقياه رداه كما كان , ثم قال
أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته . فوزنني بعشرة , فوزنتهم , ثم قال : زنه
بمائة من أمته . فوزنني بمائة فوزنتهم , ثم قال : زنه بألف من أمته , فوزنني
بألف فوزنتهم , فقال : دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 59 :

أخرجه الحافظ بن كثير في " البداية " ( 2 / 275 ) فقال : و قال ابن إسحاق :
حدثنا ثور بن يزيد عن # خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم #
أنهم قالوا له : أخبرنا عن نفسك . قال : نعم أنا .. إلخ . ثم قال : " و هذا
إسناد جيد قوي " .
قلت : و الظاهر أنه نقله عن " سيرة ابن إسحاق " و قد روى أوله الحاكم من هذا
الوجه ( 2 / 600 ) و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و الطبري في
" تفسيره " ( 3 / 82 / 2070 ) . و قد جاءت هذه القصة من حديث أبي ذر و أبي بن
كعب . أما الأول : فأخرجه الدارمي ( 1 / 9 ) أخبرنا عبد الله بن عمران حدثنا
أبو داود حدثنا جعفر بن عثمان القرشي عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن
أبي ذر الغفاري قال : قلت : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حين استنبئت ? فقال
: " يا أبا ذر ! أتاني ملكان و أنا ببعض بطحاء مكة ... "‎الحديث . و قد سبق مع
الكلام عليه .‎
و أما الآخر : فأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "‎زوائد المسند " ( 5 / 139 )
: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزار حدثنا يونس بن محمد حدثنا معاذ بن
محمد بن أبي بن كعب حدثنا أبي محمد بن معاذ بن ( الأصل : عن و هو تصحيف ) محمد
عن أبي بن كعب . أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم على أشياء لا يسأله عنها غيره . فقال : يا رسول الله ! ما أول ما رأيت في
النبوة ? فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا و قال : " لقد سألت أبا
هريرة ! إني لفي صحراء ابن عشر سنين و أشهر , و إذا بكلام فوق رأسي , و إذا رجل
يقول لرجل : أهو هو ? قال نعم . فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط , و أرواح لم
أجدها من خلق قط , و ثياب لم أرها على أحد قط , فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل
واحد منها بعضدي , لا أجد لأحدهما مسا , فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه . فأضجعاني
بلا قصر و لا هصر : و قال أحدهما لصاحبه : افلق صدره , فهوى أحدهما إلى صدري
ففلقها فيما أرى بلا دم و لا وجع . فقال له : أخرج الغل و الحسد , فأخرجا شيئا
كهيئة العلقة , ثم نبذها فطرحها . فقال له : أدخل الرأفة و الرحمة , فإذا مثل
الذي أخرج يشبه الفضة . ثم هز إبهام رجلي اليمنى ثم فقال : اغد و اسلم . فرجعت
بها أغدو رقة على الصغير , و رحمة للكبير " . قال الهيثمي ( 8 / 223 ) :
" و رجاله ثقات وثقهم ابن حبان " .
قلت : توثيق ابن حبان فيه تساهل كثير كما نبهنا عليه مرارا , و لذلك فقد أورد
الذهبي في " الميزان " محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده قال
. و عن ابنه معاذ قال ابن المديني : " لا نعرف محمد هذا و لا أباه و لا جده في
الرواية . و هذا إسناد مجهول " . و عزا الحافظ بن كثير ( 2 / 226 ) حديث أبي
هذا لابن عساكر فقط ! و في الباب عن أنس أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتاه جبريل و هو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه , فشق عن قلبه , و استخرج القلب
, و استخرج منه علقة , فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء
زمزم , ثم لأمه ثم أعاده في مكانه . و جاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعن ظئره -
فقالوا : إن محمد قد قتل , فاستقبلوه و هو منتقع اللون . قال أنس : و قد كنت
أرى أثر ذلك المخيط في صدره . أخرجه مسلم ( 1 / 101 - 102 ) و أحمد ( 3 / 121 و
149 و 288 ) و الآجري أيضا في " الشريعة " ص ( 437 ) من طريق حماد بن سلمة
حدثنا ثابت البناني عنه . و للطرف الأول من الحديث شاهد آخر و هو الآتي بعده .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:46 AM
.
1546 " أنا دعوة أبي إبراهيم , و كان آخر من بشر بي عيسى ابن مريم عليه الصلاة
و السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 62 :

رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 265 / 2 ) عن بشر بن عمارة عن الأحوص بن
حكيم عن خالد بن سعد عن عبد الرحمن بن غنم عن # عبادة بن الصامت # : قيل : يا
رسول الله أخبرنا عن نفسك . قال : نعم , أنا ... الحديث .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , بشر بن عمارة و الأحوص بن حكيم ضعيفان لكن يشهد له
حديث أبي أمامة قال : " يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك ? " قال : فذكره بلفظ
: " دعوة أبي إبراهيم , و بشرى عيسى , و رأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها
قصور الشام " . أخرجه أحمد ( 5 / 262 ) : حدثنا أبو النضر حدثنا فرج حدثنا
لقمان بن عامر قال : سمعت أبا أمامة قال : قلت : فذكره . و أخرجه ابن سعد في
" الطبقات " ( 1 / 102 ) و ابن عدي ( 165 / 1 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن كما قال الهيثمي ( 8 / 222 ) قال : " و له شواهد تقويه ,
و رواه الطبراني " .
قلت : منها الحديث الذي قبله . و منها ما رواه بحير بن سعيد عن خالد عن عتبة
ابن عبد السلمي نحوه أتم منه بلفظ : " كانت حاضنتي ... " الحديث . و قد مضى
بتمامه و تخريجه برقم ( 373 ) .
1547 " أوقدوا و اصطنعوا , أما إنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم و لا مدكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 63 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 36 ) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي حدثني أبي أن # أبا
سعيد الخدري # رضي الله عنه أخبره : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
بالحديبية فقال : " لا توقدوا نار بليل "‎. فلما كان بعد ذلك قال :‎" فذكره .
و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أبو يحيى
الأسلمي اسمه سمعان , و هو ثقة كأبيه .
1548 " أما علمت أنك و مالك من كسب أبيك ?! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 63 :

رواه الطبراني ( رقم 13345 ) عن وهب بن يحيى بن زمام العلاف حدثنا ميمون بن
يزيد عن عمر بن محمد عن أبيه عن # ابن عمر # قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم يستعدي على والده , قال : إنه أخذ مالي . فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 138 - زوائده و رقم 1259
- كشف الأستار ) : حدثنا وهب بن يحيى حدثنا ميمون بن يزيد به . و قال : " لا
نعلمه عن ابن عمر مرفوعا , إلا بهذا الإسناد " . كذا وقع في "‎الزوائد "
" .... ابن يزيد " و تبعه في " المجمع " فإنه قال ( 4 / 154 ) : " رواه البزار
و الطبراني في " الكبير " و في " الأوسط " منه الولد من كسب الوالد " فقط و فيه
ميمون بن يزيد لينه أبو حاتم , و وهب ابن يحيى بن زمام لم أجد من ترجمه و بقية
رجاله ثقات " . و الذي في " الجرح و التعديل " ( لابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 )
: " ميمون بن زيد أبو إبراهيم السقاء بصري روى عن ليث ... " . ثم ذكر عن أبيه
أنه قال : " لين الحديث " . و ذكر خلاصته في " الميزان " إلا أنه قال في نسبه :
" ابن زيد أو ابن يزيد أبو إبراهيم " . زاد الحافظ في " اللسان " فقال :
" و ذكره ابن حبان في " الثقات " ابن زيد بن أبي عبس <1> ابن جبر الأنصاري
الحارثي من أهل المدينة روى عنه أهل الحجاز .
قلت : و يبدو لي أن هذا غير الذي لينه أبو حاتم , فهذا مدني , و ذاك بصري ,
فافترقا , و أنه الذي وثقه ابن حبان . و الله أعلم . ثم وجدت ما يؤيد ما ذكرته
من التفريق , فقد رأيت ابن أبي حاتم قد أورد أيضا المدني قبل البصري بترجمة
و قال : " روى عن أبيه , روى عنه ... " . كذا الأصل بيض للراوي عنه و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك فعل قبله البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 341
) لكن يستفاد منه إملاء البياض الذي في " الجرح " , فقد قال البخاري : " يعد في
أهل المدينة " . و كأنه يعني أنه روى عنه أهلها . و هو ما صرح به ابن حبان كما
تقدم عن " اللسان " . و بالجملة فإعلال الهيثمي للحديث و تضعيفه إياه , إنما هو
قائم على التسوية بين ( الميمونين ) , و هو خطأ لما ذكرنا , و إن أقره عليه
الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و صاحبنا السلفي في تعليقه على " كبير
الطبراني " ! و ثمة خطأ آخر في كلام الهيثمي , و إن أقره عليه من ذكرنا , ألا
و هو تسويته بين إسنادي " الكبير " و " الأوسط " , و ليس كذلك , فإن إسناده في
الثاني منهما هكذا : حدثنا محمد بن علي بن شعيب حدثنا محمد بن أبي بلال التيمي
حدثنا خلف بن خليفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الذي ذكره
الهيثمي .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات و الشواهد , خلف و من فوقه من رجال
مسلم , و محمد بن أبي هلال هو الذي حدث عن مالك بن أنس قال ابن معين : ليس به
بأس , كما في " تاريخ بغداد " ( 2 / 98 ) . و أما محمد بن علي بن شعيب , و هو
أبو بكر السمسار , ترجمه الخطيب أيضا ( 3 / 66 ) بروايته عن جمع , و عنه
إسماعيل الخطبي مات سنة ( 290 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث له
طرق و شواهد كثيرة بمعناه , قد خرجت الكثير الطيب منها في " إرواء الغليل " (
830 ) و " الروض النضير " ( 195 , 603 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل ( عيسى ) و هو خطأ صححته من " تاريخ " البخاري و " جرح " ابن أبي
حاتم . اهـ .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:46 AM
1549 " أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها , أو ضربها في وجهها ?! فنهى
عن ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 65 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 401 - 402 ) : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي
الزبير عن # جابر # : " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بحمار قد وسم في
وجهه , فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم , على ضعف في محمد بن كثير و هو العبدي
و عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس . و قد أخرجه مسلم ( 6 / 165 ) من طريق معقل عن
أبي الزبير به مختصرا بلفظ : " لعن الله الذي وسمه " . ثم أخرجه من طريق ابن
جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه , و عن الوسم في الوجه " . و هذا إسناد
صحيح مصرح فيه بالسماع , و قد خرج في " الإرواء " ( 2186 ) .
1550 " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي و أشبه خلقي خلقك و أنت مني و شجرتي , و أما
أنت يا علي فختني , و أبو ولدي , و أنا منك و أنت مني , و أما أنت يا زيد
فمولاي و مني و إلي , و أحب القوم إلي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 66 :

أخرجه أحمد ( 5 / 204 ) و البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 19 - 20 ) و الحاكم
( 3 / 217 ) و الطبراني في " المعجم الكبير "‎ رقم - 378 مختصرا عن محمد بن
إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن # محمد بن أسامة عن أبيه # قال : " اجتمع
جعفر و علي و زيد بن حارثة , فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم و قال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قال زيد
: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله , فقال أسامة بن زيد : فجاؤا يستأذنونه ,
فقال : اخرج فانظر من هؤلاء ? فقلت : هذا جعفر و علي و زيد , ما أقول أبي ( ! )
قال : ائذن لهم , و دخلوا , فقالوا : من أحب إليك ? قال : فاطمة , قالوا :
نسألك عن الرجال , قال : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .
و وافقه الذهبي . و فيه نظر لأن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة , ثم هو
مدلس و قد عنعنه عند جميعهم . لكن له طريق أخرى عند الطبراني ( 379 ) من طريق
عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ,
يعني مختصرا ليس فيه ذكر لزيد بن حارثة . و للحديث شاهد من حديث علي بإسناد
رجاله ثقات خرجته في " الإرواء " ( 2191 ) و له عنه طريق أخرى في " مشكل الآثار
" , و فيه رجل مجهول كما بينته هناك و فيه قوله لجعفر : " و أنت من شجرتي التي
أنا منها " . و في " الترمذي " ( 2 / 312 ) عن عمر أنه قال لابنه عبد الله : "
إن زيد كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك " .
و قال : " حديث حسن غريب " . و بالجملة فالحديث صحيح بهذه الطرق و الشواهد ,
إلا قوله في آخره : " و أحب القوم إلي " فحسن . و الله أعلم . و أما قول
الهيثمي ( 9 / 275 ) : " رواه أحمد و إسناده حسن " , فلا يخفى ما فيه .
1551 " أما أهل النار الذين هم أهلها ( و في رواية : الذين لا يريد الله عز وجل
إخراجهم ) فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون , و لكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم
( يريد الله عز وجل إخراجهم ) فأماتهم إماتة , حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة
, فجيء بهم ضبائر ضبائر , فبثوا على أنهار الجنة , ثم قيل : يا أهل الجنة
أفيضوا عليهم , فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 68 :

أخرجه مسلم ( 1 / 118 ) و أبو عوانة ( 1 / 186 ) و الدارمي ( 2 / 331 - 332 )
و ابن ماجة ( 2 / 582 - 583 ) و أحمد ( 3 / 11 و 78 - 79 ) و الطبري في
" التفسير " ( 1 / 552 / 797 ) من طريق سعيد بن يزيد أبي سلمة عن أبي نضرة عن
# أبي سعيد الخدري # مرفوعا به . و تابعه أبو سعيد الجريري عن أبي نضرة به .
و الرواية الثانية مع الزيادة له . أخرجه أحمد ( 3 / 20 ) و عبد بن حميد في
" المنتخب من المسند " ( ق 95 / 2 ) . و تابعه أيضا سليمان التيمي عنه . أخرجه
أبو عوانة و عبد بن حميد . و تابعه عثمان بن غياث و عوف عن أبي نضرة به نحوه .
و زاد عثمان : " فيحرقون فيكونون فحما " . أخرجه أحمد ( 3 / 25 و 90 ) بإسناد
صحيح . و له عنده ( 3 / 90 ) طريق أخرى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير عن أبي
سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " سيخرج ناس من النار قد احترقوا
و كانوا مثل الحمم , ثم لا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات
القثاء في السيل " . و خالفه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن أبا سعيد
أخبره به . و ابن لهيعة سيء الحفظ , و الأول أصح , و هو على شرط مسلم .
( ضبائر ) : جمع ( ضبارة ) : جماعة الناس .
و في الحديث دليل صريح على خلود الكفار في النار , و عدم فنائها بمن فيها ,
خلافا لقول بعضهم لأنه لو فنيت بمن فيها لماتوا و استراحوا , و هذا خلاف الحديث
و لم يتنبه لهذا و لا لغيره من نصوص الكتاب و السنة المؤيد له من ذهب من أفاضل
علمائنا إلى القول بفنائها , و قد رده الإمام الصنعاني ردا علميا متينا في
كتابه " رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار " , و قد حققته , و خرجت
أحاديثه , و قدمت له بمقدمة ضافية نافعة , و هو تحت الطبع , و سيكون في أيدي
القراء قريبا إن شاء الله تعالى .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:47 AM
1552 " أما بعد يا معشر قريش ! فإنكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا الله , فإذا عصيتموه
بعث إليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب - لقضيب في يده " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 69 :

أخرجه أحمد ( 1 / 458 ) : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب : حدثني
عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة أن # عبد الله بن مسعود # قال : " بينا نحن عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش , ليس فيهم إلا
قرشي , لا و الله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ , فذكروا
النساء , فتحدثوا فيهن , فتحدث معهم , حتى أحببت أن يسكت , قال : ثم أتيته
فتشهد , ثم قال : ( فذكره ) , ثم لحى قضيبه , فإذا هو أبيض يصلد " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 5 / 192 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أحمد
رجال الصحيح , و رجال أبي يعلى ثقات " . و رواه القاسم بن الحارث عن عبيد الله
فقال : عن أبي مسعود الأنصاري . أخرجه أحمد ( 4 / 118 و 5 / 274 و 274 - 275 )
و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1118 و 1119 - بتحقيقي ) . و القاسم هذا مجهول
كما بينته في " تخريج السنة " فقوله : " أبي مسعود " مكان " ابن مسعود " , وهم
منهم لا يلتفت إليه .
( يلحى ) : أي يقشر . و هذا الحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ,
فقد استمرت الخلافة في قريش عدة قرون , ثم دالت دولتهم , بعصيانهم لربهم ,
و اتباعهم لأهوائهم , فسلط الله عليهم من الأعاجم من أخذ الحكم من أيديهم و ذل
المسلمون من بعدهم , إلا ما شاء الله . و لذلك فعلى المسلمين إذا كانوا صادقين
في سعيهم لإعادة الدولة الإسلامية أن يتوبوا إلى ربهم , و يرجعوا إلى دينهم ,
و يتبعوا أحكام شريعتهم , و من ذلك أن الخلافة في قريش بالشروط المعروفة في كتب
الحديث و الفقه , و لا يحكموا آراءهم و أهواءهم , و ما وجدوا عليه أباءهم و
أجدادهم , و إلا فسيظلون محكومين من غيرهم , و صدق الله إذ قال : *( إن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )* . و العاقبة للمتقين .
1553 " إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 70 :

أخرجه أحمد ( 1 / 412 ) و أبو يعلى ( 3 / 1298 - مصورة الكتب ) من طريق حماد بن
سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن ابن أذنان قال : " أسلفت علقمة ألفي درهم , فلما
خرج عطاؤه قلت له : اقضيني , قال :‎أخرني إلى قابل , فأتيت عليه فأخذتها , قال
: فأتيته بعد , قال : برحت بي و قد منعتني , فقلت : نعم , هو عملك , قال : و ما
شأني , قلت : إنك حدثتني عن # ابن مسعود # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( فذكره ) قال : نعم فهو كذاك , قال : فخذ الآن " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , إلا أن ابن أذنان لم يوثقه غير ابن حبان , و قد
اختلف في اسمه و الراجح أنه سليم كما ذهب إليه المحقق أحمد شاكر رحمه الله
تعالى , و يأتي التصريح بذلك قريبا في بعض الطرق . و عطاء بن السائب كان اختلط
. لكن للحديث طريق أخرى , فقال الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 9180 ) :
حدثنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو نعيم أخبرنا دلهم بن صالح حدثني حميد بن
عبد الله الثقفي أن علقمة بن قيس استقرض من عبد الله ألف درهم ... الحديث نحوه
و لم يرفع آخره , و لفظه : " قال عبد الله : لأن أقرض مالا مرتين أحب إلي من أن
أتصدق به مرة " . و دلهم هذا ضعيف . و حميد بن عبد الله الثقفي , أورده ابن أبي
حاتم ( 1 / 2 / 224 ) لهذا الإسناد , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و
الجملة الأخيرة منه قد رويت من طريقين آخرين عن ابن مسعود مرفوعا , فهو بمجموع
ذلك صحيح . و الله أعلم . راجع " تخريج الترغيب " ( 2 / 34 ) . و تابعه عن
الجملة الأخيرة منه قيس بن رومي عن سليم بن أذنان به مرفوعا بلفظ : " من أقرض
ورقا مرتين كان كعدل صدقة مرة " . أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 19
) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 314 / 1 ) و البيهقي في " السنن " (
5 / 353 ) . و له طريق أخرى عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مرفوعا
بلفظ : " من أقرض مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به " . أخرجه ابن حبان (
1155 ) و الخرائطي و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 53 / 2 - 54 / 1 )
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 68 / 1 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) من طريق
أبي حريز أن إبراهيم حدثه عنه .‎
قلت : و هذا سند لا بأس به في المتابعات , رجاله ثقات غير أبي حريز و اسمه عبد
الله بن الحسين الأزدي , قال الذهبي : " فيه شيء " . و قال الحافظ : " صدوق
يخطىء " .
( السلف ) : القرض الذي لا منفعة للمقرض فيه .
قلت : و مع هذا الفضيلة البالغة للقرض الحسن , فإنه يكاد‎أن يزول من بيوع
المسلمين , لغلبة الجشع و التكالب على الدنيا على الكثيرين أو الأكثرين منهم ,
فإنك لا تكاد تجد فيهم من يقرضك شيئا إلا مقابل فائدة إلا نادرا , فإنك قليل ما
يتيسر لك تاجر يبيعك الحاجة بثمن واحد نقدا أو نسيئة , بل جمهورهم يطلبون منك
زيادة في بيع النسيئة , و هو المعروف اليوم ببيع التقسيط , مع كونها ربا في
صريح قوله صلى الله عليه وسلم : " من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا
" . و قد فسره جماعة من السلف بأن المراد به بيع النسيئة , و منه بيع التقسيط ,
كما سيأتي بيانه عند تخريج الحديث برقم ( 2326 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:47 AM
1554 " أمرت أن أبشر خديجة ببيت ( في الجنة ) من قصب لا صخب فيه و لا نصب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 72 :

ورد من حديث جمع من الصحابة منهم # عبد الله بن جعفر -‎و هذا لفظه و عائشة
و أبي هريرة و عبد الله بن أبي أوفى # .
1 - أما حديث عبد الله بن جعفر فيرويه محمد بن إسحاق قال : فحدثني هشام بن عروة
ابن الزبير عن أبيه عروة عنه مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 1 / 205 ) و الحاكم ( 3
/ 184 , 185 ) و الضياء في " المختارة " ( ق 128 / 1 ) و قال الحاكم : " صحيح
على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : ابن إسحاق لم يحتج به مسلم , و إنما روى له متابعة , و هو حسن الحديث إن
كان حفظه بهذا الإسناد , فقد خالفه فيه جماعة فجعلوه من مسند عائشة , و هو
الآتي بعده .
2 - و أما حديث عائشة فيرويه عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير حدثني
هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعا دون قوله : " لا صخب ... " . أخرجه أحمد ( 6
/ 279 ) و عنه الحاكم ( 3 / 185 ) و كذا الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 234 )
و لفظه عن أحمد : " أمرني ربي ... " . ثم أخرجه هو ( 6 / 58 و 202 ) و البخاري
( 3 / 13 و 4 / 116 و 477 ) و مسلم ( 7 / 133 ) و الترمذي ( 2 / 321 ) و الحاكم
( 3 / 186 ) من طرق أخرى عن هشام به , و زاد الترمذي و الحاكم : " لا صخب فيه و
لا نصب " . و قال : " حديث حسن " ! و قال الحاكم : "‎ صحيح على شرط الشيخين "
و وافقه الذهبي .
3 - و أما حديث أبي هريرة فيرويه محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال : سمعت
أبا هريرة قال : " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هذه
خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب , فإذا هي أتتك فاقرأ عليها
السلام من ربها عز وجل و مني , و بشرهها ببيت ... " الحديث مثله بتمامه . أخرجه
البخاري ( 3 / 14 و 4 / 979 ) و مسلم أيضا و أحمد ( 2 / 230 ) و من طريقه
الحاكم أيضا و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه " ! كذا قال و هو من
أوهامه الكثيرة التي تابعه عليها الذهبي في الاستدراك على الشيخين , و قد
أخرجاه !
4 - و أما حديث ابن أبي أوفى . فيرويه إسماعيل بن أبي خالد قال : " قلت لعبد
الله بن أبي أوفى : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة
? قال : نعم بشرها ببيت ... " الحديث . أخرجه الشيخان و أحمد ( 4 / 355 و 356 و
357 و 381 ) .
( القصب ) هو هنا : الدر الرطب المرصع بالياقوت .
1555 " أمرني جبريل أن أقدم الأكابر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 74 :

رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 97 / 1 ) : حدثنا أبو حفص عمر بن
موسى التوزي أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا ابن المبارك أخبرنا أسامة بن زيد عن
نافع عن # ابن عمر # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , علته نعيم بن حماد فإنه ضعيف , و اتهمه بعضهم و بقية
رجاله ثقات معروفون غير التوزي بفتح المثناة من فوق و تشديد الواو . ترجمه
الخطيب ( 11 / 214 ) برواية اثنين آخرين عنه , و لم يذكر فيه جرحا . و لا
تعديلا . قال ابن قانع : مات سنة ( 284 ) . و قد توبع , فأخرجه أبو نعيم في
" الحلبة " ( 8 / 174 ) : حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله
حدثنا نعيم بن حماد به إلا أنه قال : " أن أكبر " . و قال : " رواه عبد الله بن
المبارك و عبد الله بن وهب جميعا عن أسامة " .
قلت : و فيه إشعار بأن الحديث لم يتفرد به نعيم و لا ابن المبارك , إنما تفرد
به أسامة بن زيد . و هو حسن الحديث , إن كان الليثي مولاهم المدني , و أما إن
كان العدوي مولى عمر المدني فهو ضعيف , و كلاهما يروي عن نافع . و عنهما ابن
المبارك و ابن وهب فلم أدر أيهما المراد هنا . ثم وجدت لنعيم أكثر من تابع واحد
, فأخرجه أحمد ( 2 / 138 ) و البيهقي ( 1 / 40 ) من طريقين آخرين عن عبد الله
ابن المبارك به . و فيه بيان سبب وروده , و لفظه : " رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم و هو يستن , فأعطاه أكبر القوم , ثم قال : " فذكره بلفظ " الحلية " .
و علقه البخاري في " صحيحه " ( 1 / 284 - فتح ) من طريق نعيم بن حماد . و ذكر
الحافظ أن أسامة هو ابن زيد الليثي المدني . و لا أدري ما مستنده في هذا ? و إن
تبعه عليه العلامة أحمد شاكر في تعليقه على المسند . نعم لعل ذلك إنما هو النظر
إلى جلالة الإمام عبد الله بن المبارك و علمه , فإنه لو كان يعني العدوي الضعيف
لبينه . أو لعل له عادة إذا روى عن الليثي الثقة أطلق و لم ينسبه , و إذا روى
عن الآخر الضعيف قيده فنسبه . و الله أعلم . و قد توبع عليه في الجملة . فأخرجه
البخاري تعليقا و البيهقي و غيره موصولا من طريق عفان حدثنا صخر بن جويرية عن
نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أراني أتسوك بسواك فجاءني
رجلان أحدها أكبر من الآخر . فناولت السواك الأصغر منهما , فقيل لي : كبر ,
فدفعته إلى الأكبر منهما " .
قلت : و هذا إسناد صحيح و هو بظاهره يدل على أن القضية وقعت مناما خلافا لرواية
أسامة . لكن الحافظ جمع بينهما فقال : " إن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم تنبيها على أن أمره بذلك بوحي متقدم
, فحفظ بعض الرواة لما لم يحفظ بعض .‎و يشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو
داود بإسناد حسن عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن
و عنده رجلان فأوحي إليه : أن أعط السواك الأكبر " . قال ابن بطال : فيه تقديم
ذي السن في السواك , و يلتحق به الطعام و الشراب و المشي و الكلام . و قال
المهلب : هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس . فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم
الأيمن , و هو صحيح . و سيأتي الحديث فيه " .
قلت : و حديث أبي داود صحيح الإسناد عندي , كما بينته في " صحيح أبي داود " رقم
( 45 ) . و يشهد للحديث أيضا , ما أخرجه الشيخان و النسائي و غيرهم في حديث (
القسامة ) من رواية رافع بن خديج و سهل بن أبي حثمة قالا : " فذهب عبد الرحمن
ابن سهل - و كان أصغر القوم - يتكلم قبل صاحبيه . فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم " كبر الكبر في السن " و في رواية للنسائي : " الكبر , ليبدأ الأكبر
, فتكلما " . يعني رافعا و سهلا .
قلت : فهذا خاص في الكلام , و حديث الترجمة و نحوه في السواك و أما في الشرب
فالسنة تقديم الأيمن كما تقدم عن المهلب , و الحديث الذي أشار سيأتي إن شاء
الله تعالى ( 1771 ) .
1556 " أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 77 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 155 / 2 ) و عنه الضياء في
" المختارة " ( 61 / 249 / 1 ) من طريق الحسين بن سعد بن علي بن الحسين بن واقد
حدثني جدي علي بن الحسين حدثني أبي أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن
# ابن عباس # عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , رجاله ثقات غير الحسين بن سعد بن علي ... فإني لم أجد
له ترجمة , مع أنهم ذكروه في الرواة عن جده علي بن الحسين . و عطاء بن السائب
كان اختلط . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 2 /
98 ) و أعله به فقط ! لكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة :
الأول : عن سهل بن سعد بلفظ : " ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على
أضراسي " . رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون , و في بعضهم خلاف كما
قال الهيثمي . ثم رأيته في " الكبير " ( 6018 / 1 ) من طريق عبيد بن واقد أبي
عباد القيسي حدثنا أبو عبد الله الغفاري قال : سمعت سهل بن سعد مرفوعا بلفظ : "
أمرني جبريل بالسواك حتى ظننت أني سأدرد " . و عبيد ضعيف . و اللفظ الذي ذكره
الهيثمي لم أره في ترجمة سهل من " الكبير " .
و الثاني : عن عائشة مرفوعا بلفظ : " لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني " .
" رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح " .‎
قلت : و هو كما قال , لكنه عنده ( 6670 ) من رواية عمرو بن أبي عمرو مولى
المطلب عن عائشة و ما أظن أنه سمع منها .
الثالث : عن أنس بن مالك مرفوعا : " أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد , أو حتى
خشيت على لثتي " . رواه البزار ( ص 60 - زوائده ) من طريق عمران بن خالد الخياط
عن ثابت عنه . و عمران هذا هو الخزاعي و هو ضعيف كما قال أبو حاتم و غيره .
و روى أبو إسحاق السبيعي عن التميمي قال : سألت ابن عباس عن السواك ? فقال :
" ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا به حتى خشينا أن ينزل عليه فيه " .
أخرجه أحمد ( 1 / 285 و 339 - 340 ) و البيهقي ( 1 / 35 ) عن شعبة و سفيان عنه
. و التميمي هذا - و اسمه أربد - مجهول . و تابعهما شريك بن عبد الله عن أبي
إسحاق بلفظ : " أمرت بالسواك حتى ظننت أو حسبت أن سينزل فيه القرآن " . أخرجه
أحمد ( 1 / 237 و 307 و 315 و 337 ) . و شريك سيء الحفظ . و يشهد له حديث ليث
عن أبي بردة عن أبي مليح بن أسامة عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي " . أخرجه أحمد ( 3 /
490 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد رجاله كلهم ثقات غير ليث و هو ابن أبي سليم ,
و هو ضعيف لاختلاطه .
( يدردني ) : أي يسقط أسناني .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:48 AM
1557 " امشوا أمامي , و خلوا ظهري للملائكة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 79 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 117 ) من طريق عبد العزيز بن أبان حدثنا
سفيان عن الأسود بن قيس العبدي عن نبيح أبي عمرو عن # جابر # قال : خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه : فذكره , و قال : " مما كتبته عاليا من
حديث الثوري إلا من هذا الوجه " .
قلت : و ابن أبان هذا متروك , و كذبه بن معين و غيره كما في " التقريب " .
و قد خولف في متنه , فقال قبيصة بن عقبة : حدثنا سفيان به بلفظ : " كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته مشينا قدامه و تركنا خلفه للملائكة "
. أخرجه الحاكم ( 4 / 281 ) .
قلت : و قبيصة بن عقبة صدوق ربما خالف كما في " التقريب " و احتج به الشيخان
فالإسناد صحيح . و تابعه وكيع عن سفيان به . أخرجه ابن حبان ( 2099 ) .
و تابعه أبو عوانة حدثنا الأسود بن قيس به أتم منه في قصة صنع جابر رضي الله
عنه الطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ... فلما فرغ قام , و قام
أصحابه فخرجوا بين يديه , و كان يقول : خلوا ظهري للملائكة .... " . أخرجه أحمد
( 3 / 397 - 398 ) و الدارمي ( 1 / 23 - 25 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و هو شاهد قوي للروايتين المتقدمتين , و هو يدل على
صحة كل منهما , و يجمع بينهما , و يدل على أن مشيهم بين يديه و تركهم ظهره صلى
الله عليه وسلم إنما كان بأمره صلى الله عليه وسلم . لكن يشكل على هذا رواية
شعبة عن الأسود بن قيس به مرفوعا بلفظ : " لا تمشوا بين يدي , و لا خلفي , فإن
هذا مقام الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 4 / 281 ) و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " .‎كذا قال ! و في "‎ تلخيص الذهبي " : " صحيح الإسناد " و هو الأقرب
, فإن نبيحا هذا ليس من رجال الشيخين , و قد وثقه جماعة , و من دونه كلهم ثقات
. فقد زاد النهي عن المشي بين يديه أيضا , و هم كانوا يمشون بين يديه كما سبق ,
فإما أن يقال : إن النهي كان بعد , و إما أن يقال : إنها زيادة شاذة . و لعل
هذا أقرب . و الله أعلم .
1558 " أمط الأذى عن الطريق , فإنه لك صدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 80 :

رواه ابن سعد ( 4 / 299 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 228 ) و ابن نصر في
" الصلاة " ( 222 / 1 و 224 / 1 ) و أحمد ( 4 / 422 و 423 ) عن أبي الوازع و هو
جابر بن عمر عن # أبي برزة الأسلمي # قال : قلت : يا رسول الله مرني بعمل أعمله
. قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 34 ) دون
قوله : " فإنه لك صدقة " . و كذلك هو في " الأدب " و رواية لأحمد . و كذلك رواه
القضاعي ( 63 / 1 ) بإسناد ضعيف عن أنس مرفوعا . و لفظ مسلم : " اعزل ... " .
و هو رواية لأحمد .
1559 " امسحوا على الخفاف ( ثلاثة أيام ) . يعني في السفر " .‎

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 81 :

أخرجه أحمد ( 5 / 213 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3755 ) من طرق
عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي أخبرنا منصور عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن
ميمون الأودي عن أبي عبد الله الجدلي عن # خزيمة بن ثابت الأنصاري # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و زاد " لو استزدناه لزادنا " . و تابعه
جرير عن منصور به .‎أخرجه الطبراني ( 3757 ) و ابن حبان ( 183 ) , و الزيادة
لهما .
قلت : هكذا وقع في هذه الرواية لم يقيد بالمسافر , و قد جوده سفيان بن عيينة
فقال : عن منصور به , و لفظه : " سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسح
على الخفين ? فرخص للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن , و المقيم يوما و ليلة ".
أخرجه أحمد ( 5 / 213 ) و الطبراني ( 3754 ) . و هذا إسناد صحيح . و الحديث
أخرجه أبو داود و غيره من أصحاب السنن و أحمد و الطبراني و غيرهما من طرق أخرى
عديدة عن إبراهيم به . و منهم من لم يذكر فيه عمرو بن ميمون الأودي .‎و صححه
ابن حبان ( 181 و 182 ) و ابن الجارود في " المنتقى " ( 86 ) , و انظر " صحيح
أبي داود " ( 145 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:48 AM
1560 " املك يدك , و في رواية : لا تبسط يدك إلا إلى خير " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 82 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 444 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم
- 818 ) من طريق صدقة بن عبد الله الدمشقي عن عبد الله بن علي عن سليمان بن
حبيب أخبرني # أسود بن أصرم المحاربي # : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال :
" فذكره . و قال البخاري : " و في إسناده نظر " .
قلت : و وجهه أن صدقة هذا و هو أبو معاوية السمين ضعيف . لكنه لم يتفرد به فقد
أخرجه الطبراني ( 817 ) من طريقين عن أبي المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة
الحراني أخبرنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب بن بخت عن سليمان
ابن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي : " أنه قدم بإبل له سمان إلى
المدينة في زمن قحل , و جدوب من الأرض , فلما رآها أهل المدينة عجبوا من سمنها
, فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فأرسل إليها رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فأتى بها , فخرج إليها , فنظر إليها , فقال : لم جلبت إبلك هذه ?
قال : أردت بها خادما , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عنده خادم ?
فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : عندي يا رسول الله , قال : فأت بها , فجاء
بها عثمان , فلما رآها أسود , قال : مثلها أريد , فقال : عندك فخذها , فأخذها
أسود , و قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إبله . فقال أسود : يا رسول الله
أوصني , قال : هل تملك لسانك ? قال : فما أملك إذا لم أملكه ? قال : أفتملك يدك
? قال : فما أملك إذا لم أملك يدي ? قال : " فلا تقل بلسانك إلا معروفا و لا
تبسط يدك إلا إلى خير " .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . و أبو عبد الرحيم اسمه خالد بن أبي
يزيد الحراني و هو خال محمد بن سلمة الحراني .
1561 " إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل و ردوا السلام و أعينوا المظلوم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 83 :

أخرجه أحمد ( 4 / 282 و 291 و 293 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 60 )
و ابن حبان ( 1953 ) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن # البراء # قال : " مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من الأنصار , فقال : " فذكره . ثم أخرجه
أحمد ( 4 / 282 و 291 و 301 ) و الدارمي ( 2 / 282 ) و الترمذي ( 2 / 121 )
و الطحاوي أيضا ( 1 / 59 ) من طريق شعبة به إلا أن شعبة قال : " و لم يسمعه
أبو إسحاق من البراء " .
قلت : و هذا من الأدلة الكثيرة على أن أبا إسحاق - و هو السبيعي - كان مدلسا ,
و لذلك جرينا في تحقيقاتنا على عدم الاحتجاج بما لم يصرح به في التحديث , على
أن فيه علة أخرى , و هي اختلاطه , لكن شعبة روى عنه قبل الاختلاط و مع الانقطاع
المذكور , فقد قال الترمذي عقبه : " حديث حسن غريب " ! لكن الحديث صحيح , فقد
أخرجه الشيخان , و البخاري في " الأدب المفرد " ( 1150 ) و أحمد ( 3 / 36 ) من
حديث أبي سعيد الخدري نحوه , و فيه من الخصال الثلاث قوله : " وردوا السلام " .
و كذلك أخرجه في " الأدب " ( 1149 ) من حديث أبي هريرة . و سنده صحيح على شرط
مسلم . و أخرجه ابن حبان ( 1954 ) من طريق أخرى عنه , و فيه الخصلة الأولى بلفظ
: " إرشاد السبيل " . و سنده حسن .‎و أخرجه الطحاوي من حديث عمر بن الخطاب
نحوه و فيه الخصلتان : " أن ترد السلام , .... و تهدي الضال و تعين الملهوف " .
و هذه الجملة الأخيرة بمعنى الخصلة الثالثة : " و أعينوا المظلوم " . كما هو
ظاهر . و سنده حسن , رجاله ثقات غير عبد الله بن سنان الهروي , لم يذكر فيه ابن
أبي حاتم ( 2 / 2 / 68 ) جرحا و لا تعديلا . و قد روى عنه جمع من الثقات .
و إعانة المظلوم من الأمور السبعة التي جاء الأمر بها في حديث البراء الآخر في
" الصحيحين " و غيرهما .
1562 " إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة و ما هي ? أولها ملامة و ثانيها ندامة و ثالثها
عذاب يوم القيامة , إلا من عدل , فكيف يعدل مع أقربيه ? " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 84 :

أخرجه البزار ( رقم 1597 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 6891 ) عن هشام بن
عمار حدثنا صدقة عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن يزيد بن الأصم عن # عوف
ابن مالك # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الطبراني : " لا يروى عن عوف
إلا بهذا الإسناد , تفرد به زيد " .
قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , و كذا من فوقه و من دونه , لكن هشام بن عمار
فيه كلام , قال الحافظ : " صدوق مقرىء , كبر فصار يتلقن , فحديثه القديم أصح "
. لكن في كلام الطبراني المتقدم ما يشعر أنه لم يتفرد به , و الله أعلم .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 132 ) : " رواه البزار و الطبراني في
" الكبير " و رواته رواة الصحيح " . و قال في " المجمع " ( 5 / 200 ) : " رواه
البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " باختصار , و رجال " الكبير "
رجال الصحيح " . كذا قال , و هو يشعر أن رجال البزار و " الأوسط " ليسوا من
رجال الصحيح , و هو خلاف الواقع ! فالصواب أن يقال : " و رجالهم جميعا رجال
الصحيح " . و للحديث شاهد يرويه محمد بن أبان الواسطي أخبرنا شريك عن عبد الله
ابن عيسى عن أبي صالح عن أبي هريرة - قال شريك : لا أدري رفعه أم لا ? - قال :
" الإمارة أولها ندامة و أوسطها غرامة و آخرها عذاب يوم القيامة " . أخرجه
الطبراني في " الأوسط " و قال : " لم يروه عن عبد الله إلا شريك , تفرد به محمد
ابن أبان " .
قلت : و هو صدوق تكلم فيه الأزدي , لكن شيخه شريك و هو ابن عبد الله القاضي
ضعيف لسوء حفظه , قال الحافظ : " صدوق يخطىء كثيرا , تغير حفظه منذ ولي القضاء
بالكوفة " .
قلت : فقول المنذري : " رواه الطبراني بإسناد حسن " فهو غير حسن , و مثله قول
الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات " .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:49 AM
1563 " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 86 :

أخرجه ابن ماجة ( 1 / 422 ) من طريق ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن
عبد الرحمن بن عرزب عن # أبي موسى الأشعري # عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف ابن لهيعة , و شيخه الضحاك بن أيمن مجهول , كما
في " التقريب " . و أعله السندي بأن ابن عرزب لم يلق أبا موسى . قاله المنذري .
قلت : و إعلال السند بما ذكرنا أولى من إعلاله بالانقطاع لأن هذا لم أجد من
ادعاه غير المنذري , و لم يذكر في " التهذيب " أن ابن عرزب لم يلق أبا موسى ,
بل ذكر أنه روى عنه . و سكت , ففيه إشارة إلى أن روايته عنه موصولة , فالعلة ما
ذكرنا , و الله أعلم .
ثم استدركت فقلت : لعل عمدة المنذري فيما ذهب إليه من الانقطاع هو الرواية
الأخرى عند ابن ماجة و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 510 - تحقيقي ) من طريق
ابن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال : سمعت أبا
موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . و هذا مما يدل على ضعف ابن لهيعة و
عدم ضبطه , فقد اضطرب في روايته هذا الحديث على وجوه أربعة , هذان اثنان منها .
و الثالث : قال : حدثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله
ابن عمرو مرفوعا به إلا أنه قال : " إلا لاثنين : مشاحن و قاتل نفس " . أخرجه
أحمد ( رقم 6642 ) , و قال المنذري ( 3 / 283 ) : " إسناده لين " . و نحوه قول
الهيثمي في ابن لهيعة ( 8 / 65 ) : " لين الحديث " .
و الرابع : قال : عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن
مرة عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكره باللفظ
الأول . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 245 - زوائده ) و قال الهيثمي :
" إسناد ضعيف " . و مما يشهد للحديث ما أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم
512 - تحقيقي ) : حدثنا هشام بن خالد حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي
و ابن ثوبان ( عن أبيه ) عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل مرفوعا به .
و أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 1980 ) و محمد بن سليمان الربعي في " جزء من
حديثه " ( 217 / 1 و 218 / 1 ) و غيرهم , و هو خير أسانيده و طرقه , و قد سبق
ذكرها و الكلام عليها مفصلا برقم ( 1144 ) و إنما أعدت الكلام على الحديث هنا
لزيادة في التخريج و التحقيق على ما تقدم هناك . و الله ولي التوفيق .
( المشرك ) : كل من أشرك مع الله شيئا في ذاته تعالى , أو في صفاته , أو في
عبادته .
( المشاحن ) قال ابن الأثير : " هو المعادي , و الشحناء , العداوة , و التشاحن
تفاعل منه , و قال الأوزاعي : أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة
الأمة " .
1564 " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوه بيده , أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه "
.

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 88 :

أخرجه أحمد ( رقم 1 و 16 و 29 و 53 ) و أبو داود ( 2 / 217 ) و الترمذي ( 2 /
25 و 177 ) و ابن ماجة ( 2 / 484 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 62 - 64
) و الضياء في " الأحاديث المختارة " ( رقم 54 - 58 بتحقيقي ) و غيرهم من طرق
عديدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن # أبي بكر الصديق # أنه
قال : أيها الناس ! إنكم تقرؤون هذه الآية *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضركم من ضل إذ اهتديتم )* و إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره . و قال الترمذي و اللفظ له : " هذا حديث حسن صحيح " , و ذكر أن الرواة
اختلفوا في رفعه و وقفه , يعني على إسماعيل , و الراجح عندي الرفع لما يأتي
بيانه , و لذلك صححه الإمام النووي في " رياض الصالحين " ( رقم 202 - بتحقيقي )
و راجع له الفائدة الثانية من مقدمتي عليه ( ص : ي و ل ) . و قال الحافظ بن
كثير في‎" التفسير " ( 2 / 109 ) : " و قد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة
و ابن حبان في " صحيحه " و غيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن
أبي خالد به متصلا مرفوعا , و منهم من رواه عنه موقوفا على الصديق , و قد رجح
وقفه الدارقطني و غيره " .
قلت : و في هذا الكلام ملاحظتان :
الأولى : عزوه الحديث للنسائي بعموم قوله : الأربعة , و قد صرح بعزوه إليه
المنذري في " الترغيب " ( 3 / 170 ) و النووي و غيرهم , و لم أره في " السنن
الصغرى " للنسائي , و لا عزاه إليه الشيخ النابلسي في " ذخائر المواريث " و لا
السيوطي في " الجامع الصغير " , فالظاهر أنه في " السنن الكبرى " له , و يؤيده
أن المناوي ذكر أنه في " التفسير " للنسائي و " التفسير " إنما هو في " الكبرى
" له , و هو في ذلك تابع للحافظ المزي في " تحفة الأشراف " ( 5 / 303 ) .
و الأخرى : جزمه بأن الدارقطني رجح وقفه , فقد نقل كلامه الضياء المقدسي في آخر
الحديث , و خلاصته أن الثقات اختلفوا على إسماعيل , فمنهم من رفعه , و منهم من
أوقفه , ثم ذكر أسماء إلى رفعوه , فبلغ عددهم اثنين و عشرين شخصا و عدد الذين
أوقفوه أربعة فقط ! قال الدارقطني : و جميع رواة هذا الحديث ثقات , و يشبه أن
يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرة فيرفعه , و مرة يجبن عنه فيوقفه
على أبي بكر " . فأنت ترى أنه لم يرجح الموقوف بل ظاهر به كلامه أنه إلى
الترجيح المرفوع أميل , و هو الصواب لأن الذين رفعوه أكثر من الذين أوقفوه
أضعافا مضاعفة كما رأيت . لاسيما و قد أفاد الحافظ المزي أنه رواه عمران بن
عيينة عن بيان بن بشر عن قيس نحوه . و هذه متابعة قوية , فإن بيان بن بشر ثقة
ثبت , فقد وافق إسماعيل على رفعه , فدل على أن أصل الحديث عنده مرفوع و إن كان
أوقفه أحيانا للسبب الذي ذكره الدارقطني أو غيره . و عمران بن عيينة صدوق له
أوهام , و مثله و إن كان لا يحتج به , فلا أقل من أن يستشهد به . نعم رواه شعبة
عن الحكم عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر موقوفا عليه . و الحكم و هو ابن عتيبة
و إن كان ثقة ثبتا مثل إسماعيل بن أبي خالد , فهو دونه من ناحيتين :
الأولى : أنه ربما دلس كما في " التقريب " .
و الأخرى : أنه لم يتابع على وقفه , بخلاف إسماعيل فإنه قد توبع على رفعه كما
تقدم . فهو الأرجح حتما إن شاء الله تعالى .
1565 " إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه و لا تحرقوه بالنار , فإنما يعذب بالنار رب النار
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 90 :

أخرجه أبو داود ( 1 / 417 ) و أحمد ( 3 / 494 ) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن
الحزامي عن أبي الزناد حدثني # محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه # مرفوعا به نحوه
. قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , و في محمد بن حمزة
الأسلمي كلام لا يضر , على أنه قد توبع , فأخرجه أحمد أيضا من طريق زياد بن سعد
أن أبا الزناد أخبره قال : أخبرني حنظلة بن علي عن حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب
النبي صلى الله عليه وسلم حدثه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه
و رهطا معه إلى رجل من عذرة , فقال : " إن قدرتم على فلانا فأحرقوه بالنار " ,
فانطلقوا حتى إذا تواروا منه نادهم أو أرسل في أثرهم , فردهم ثم قال : " فذكره
. قلت : و هذا إسناد جيد , و هو على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أبي
هريرة قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : " إن وجدتم
فلانا و فلانا فأحرقوهما بالنار " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
أردنا الخروج : " إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا و فلانا , و إن النار لا يعذب بها
إلا الله , فإن وجدتموهما فاقتلوهما " . أخرجه البخاري ( 6 / 112 - 113 - فتح )
و أبو داود و الترمذي ( 2 / 387 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 307 و 338 و 453 ) من
طريق سليمان بن يسار عنه , و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .‎و للحديث
شاهدان آخران تقدما برقم ( 487 و 488 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 08:49 AM
1566 " أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 91 :

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 207 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد
ابن يحيى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد
الرحمن أن # ابن عمر # قال لحمران بن أبان : ما منعك أن تصلي في جماعة ? قال :
قد صليت يوم الجمعة في جماعة الصبح , قال : أو ما بلغك أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره , و قال : " تفرد به خالد مرفوعا , و رواه غندر موقوفا " .
قلت : خالد بن الحارث و هو الهجيمي أبو عثمان البصري ثقة ثبت احتج به الشيخان
كما في " التقريب " , فزيادته مقبولة , فرواية غندر موقوفا لا يعله , لاسيما
و هو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بمجرد الرأي . و سائر الرواة ثقات كلهم من
رجال مسلم غير محمد بن يحيى و هو ابن منده أبو عبد الله الأصبهاني , و هو ثقة
حافظ له ترجمة في " أخبار أصبهان " ( 2 / 222 - 224 ) و ساق له بعض الأحاديث عن
هذا الشيخ عنه . و له ترجمة في " تذكرة الحفاظ " أيضا . و عبد الله بن محمد هو
ابن جعفر بن حيان أبو محمد الحافظ الثقة المشهور بـ " أبي الشيخ " , ترجمه أبو
نعيم أيضا ( 2 / 90 ) , فالإسناد صحيح . و لقد أخطأ في هذا الحديث رجلان :
السيوطي ثم المناوي , فضعفاه , فقال في " فيض القدير " : " أشار المصنف لضعفه ,
و ذلك لأن فيه الوليد بن عبد الرحمن , أورده الذهبي في " الضعفاء " , و قال ابن
معين : ليس بشيء " .
قلت : الوليد بن عبد الرحمن هذا الذي ضعفه ابن معين ثم الذهبي , ليس هو صاحب
هذا الحديث , فإنه شيخ لمعتمر بن سليمان كما صرح الذهبي في " الضعفاء " ( ق 218
/ 1 ) تبعا لابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 9 - 10 ) و قال عن أبيه : " مجهول " .
قلت : و معتمر بن سليمان من الطبقة التاسعة عند الحافظ , و جل روايته عن أتباع
التابعين , مات سنة ( 187 ) , فيبعد على الغالب أن يكون الوليد بن عبد الرحمن
صاحب هذا الحديث هو هذا المضعف . و الصواب أنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي
الحمصي , فإنهم ذكروا في ترجمته أنه روى عن ابن عمر و أبي هريرة و .. و عنه
يعلى بن عطاء و ... , فهو هذا قطعا , و هو ثقة من رجال مسلم كما سبقت الإشارة
إليه من قبل , فصح الحديث و الحمد لله , بعد أن كدنا أن نتورط بتضعيف من ذكرنا
إياه قبل أن نقف على إسناده في " الحلية " , فالحمد لله الذي بنعمته تتم
الصالحات . و قد وقفت له على شاهد , و لكنه ضعيف جدا , أذكره للمعرفة لا
للاستشهاد , يرويه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن
أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أفضل الصلاة صلاة
الصبح يوم الجمعة في جماعة , ما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له " . أخرجه
البزار ( رقم 621 - كشف الأستار ) و قال : " تفرد به أبو عبيدة فيما أعلم " .
قلت : لعله يعني بهذا التمام , و إلا فقد رواه ابن عمر كما سبق . و أعله
الهيثمي في "‎مجمع الزوائد " ( 2 / 168 ) بقوله : " عبيد الله بن زحر و علي بن
يزيد ضعيفان " . لكنه عزاه للطبراني أيضا في " الكبير " و " الأوسط " , و هو في
" الكبير " برقم ( 366 ) .
1567 " إن كنت صائما فصم أيام الغر . يعني الأيام البيض " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 93 :

أخرجه النسائي ( 1 / 328 ) و ابن حبان ( 945 ) و أحمد ( 2 / 336 و 346 ) عن أبي
عوانة عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن # أبي هريرة # قال : " جاء
أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها , و جاء معها بأدمها
فوضعها بين يديه , فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل , و أمسك
أصحابه فلم يأكلوا , و أمسك الأعرابي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما يمنعك أن تأكل ? " قال : إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر , قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن عبد الملك بن عمير قال
الحافظ في " التقريب " : " ثقة فقيه , تغير حفظه , و ربما دلس " . و قد خالفه
يحيى بن سام فقال : عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال : " أمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض : ثلاث عشرة , و أربع عشرة ,
و خمس عشرة " . أخرجه النسائي ( 1 / 328 - 329 ) و ابن حبان ( 943 ) و البيهقي
في " السنن " ( 4 / 294 ) و أحمد ( 5 / 152 و 177 ) . و يحيى بن سام مقبول عند
الحافظ . و قال أحمد ( 5 / 150 ) : حدثنا سفيان حدثنا اثنان عن موسى بن طلحة و
محمد بن عبد الرحمن و حكيم بن جبير عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنه قال : فذكره
نحوه . و في رواية له : حدثنا سفيان قال : سمعنا من اثنين و ثلاثة : حدثنا حكيم
ابن جبير عن موسى بن طلحة . و كذا رواه النسائي و قد ساق بعده وجوها أخرى من
الاختلاف على موسى بن طلحة , و قد ذكر بعضه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 /
267 ) ثم لم يذكر ما هو الراجح منه عنده ! لكن للحديث شاهد قوي من رواية همام
قال : حدثنا أنس بن سيرين قال : حدثني عبد الملك بن قدامة بن ملحان عن أبيه قال
: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصوم أيام الليالي الغر البيض :
ثلاث عشرة , و أربع عشرة , و خمس عشرة " . أخرجه النسائي و البيهقي عن أنس بن
سيرين به . و كذا رواه أحمد ( 5 / 27 ) لكن عبد الملك هذا فيه جهالة , و يقال
في أبيه : قتادة بن ملحان . و أخرجه ابن حبان ( 946 ) من طريق شعبة : حدثني أنس
ابن سيرين سمعت عبد الملك بن المنهال بن ملحان عن أبيه به نحوه . و كذا رواه
أحمد ( 5 / 28 ) إلا أنه لم يقل : " ابن ملحان " و كذلك رواه البيهقي و قال :
" و روينا عن يحيى بن معين أنه قال : هذا خطأ , إنما هو عبد الملك بن قتادة بن
ملحان القيسي " . يعني كما في رواية أحمد المتقدمة .
و جملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق حسن على أقل الدرجات . و الله أعلم .
( تنبيه ) : في رواية أحمد : " و منها صنابها و أدمها " . قال في " النهاية " :
" الصناب : الخردل المعمول بالزيت , و هو صباغ يؤتدم به " .
1568 " إن كنت عبد الله فارفع إزارك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 95 :

أخرجه أحمد ( 2 / 141 ) : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا أيوب عن زيد
ابن أسلم عن # ابن عمر # قال : " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , و علي
إزار يتقعقع , فقال : من هذا ? قلت : عبد الله بن عمر , قال : إن كنت عبد الله
فارفع إزارك , فرفعت إزاري إلى نصف الساقين , فلم تزل إزرته حتى مات " . ثم
أخرجه ( 2 / 147 ) : حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن زيد بن أسلم به .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . و قال الهيثمي ( 5 / 123 ) : " رواه
أحمد و الطبراني في " الأوسط " بإسنادين , و أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح
" . كذا قال , و حقه أن يقول : و رجال إسناديه رجال الصحيح , فإن الطفاوي في
الإسناد الأول من رجال البخاري ! و سائره و كذا جميع رجال الإسناد الثاني
رجال الشيخين .
قلت : و في الحديث دلالة ظاهرة على أنه يجب على المسلم أن لا يطيل إزاره إلى ما
دون الكعبين , بل يرفعه إلى ما فوقهما , و إن كان لا يقصد الخيلاء , ففيه رد
واضح على بعض المشايخ الذين يطيلون ذيول جببهم حتى تكاد أن تمس الأرض , و
يزعمون أنهم لا يفعلون ذلك خيلاء ! فهلا تركوه اتباعا لأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بذلك لابن عمر , أم هم أصفى قلبا من ابن عمر ? !