المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 [106] 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 09:28 AM
1689 " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء .
ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى
طاعتك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 261 :

رواه مسلم ( 8 / 51 ) و أحمد ( 2 / 168 و 173 ) و الطبري ( ج 6 رقم 6657 صفحة
219 ) عن حيوة بن شريح قال : أخبرني أبو هانيء الخولاني . أنه سمع أبا عبد
الرحمن الحبلي يقول : سمعت # عبد الله بن عمرو بن العاص # يقول : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره " .
1690 " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 262 :

أخرجه أحمد ( 3 / 35 و 64 ) و مسلم ( 5 / 142 ) من طريق شعبة عن خليد بن جعفر
عن أبي نضرة عن # أبي سعيد الخدري # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و ليس عند
مسلم " يعرف به " , و هو رواية لأحمد . و تابعه علي بن زيد عن أبي نضرة به إلا
أنه قال : " بقدر غدرته " بدل " يعرف به " . أخرجه الطيالسي ( 2156 ) و أحمد (
3 / 7 و 61 ) و زاد في رواية ( 3 / 19 ) : " ألا و أكبر الغدر غدر أمير عامة "
. و هي عند الطيالسي من هذا الوجه , و عند مسلم ( 5 / 143 ) من طريق المستمر
ابن الريان : حدثنا أبو نضرة به . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به
نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 49 ) حدثنا إبراهيم بن وهب بن الشهيد حدثنا أبي عن أنس
ابن سيرين عنه . و إبراهيم هذا و أبوه لم أعرفهما , و لم يترجمها الحافظ في
" التعجيل " ! ثم أخرجه ( 2 / 70 و 126 ) من طريق بشر بن حرب عنه مرفوعا نحو
حديث المستمر بن الريان . و سنده حسن في المتابعات . و أخرجه البخاري ( 4 / 342
) و مسلم و أحمد ( 2 / 116 ) من طريق عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ
الترجمة , دون قوله : " عند استه " . و كذلك البخاري ( 2 / 301 ) و مسلم و أحمد
( 3 / 142 و 270 ) من حديث أنس بن مالك . و قد عزاه السيوطي إلى الطيالسي
و أحمد عنه بلفظ الترجمة ! و ما أظنه إلا وهما . فقد عزاه في " الجامع الكبير "
( 1 / 210 / 2 ) إليهما و إلى أبي عوانة من حديث أبي سعيد . و هو الصواب كما
يتبين لك من هذا التخريج .
1691 " إن لله آنية من أهل الأرض , و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين , و أحبها إليه
ألينها و أرقها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 263 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ق 40 / 1 - المنتقى منه ) : حدثنا جعفر
ابن محمد الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أنبأ بقية بن الوليد قال
: حدثني محمد بن زياد عن # أبي عنبة الخولاني # يرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد قوي , رجاله كلهم ثقات أثبات غير بقية , و هو صدوق كثير
التدليس عن الضعفاء كما قال الحافظ , و هو هنا قد صرح بالتحديث كما ترى , فأمنا
بذلك شر تدليسه . و لذلك قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 154 )
: " رواه الطبراني و إسناده جيد " . و قال في مكان آخر ( 3 / 13 ) : " فيه بقية
ابن الوليد و هو مدلس , و لكنه صرح بالتحديث " . و لذلك قال الهيثمي فيما نقله
المناوي و أقره : " إسناد حسن " . و قد خالفه أبو مطيع الأطرابلسي فقال : عن
محمد بن زياد به موقوفا . أخرجه أبو طالب مكي المؤذن في " حديثه " ( ق 230 / 2
) و الضياء المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) .
لكن أبو مطيع هذا و اسمه معاوية بن يحيى صدوق له أوهام , فرواية بقية أرجح و له
شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه . و لكنه واه جدا . أخرجه عبد الله بن أحمد
في " زوائد الزهد " ( ص 153 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 97 ) و أبو
منصور بن زياد في " الأربعين " ( ق 196 / 1 ) من طريق محمد بن القاسم الأسدي :
حدثنا ثور عن خالد بن معدان عنه . و الأسدي هذا ضعيف جدا , بل كذبه الدارقطني
و أحمد و قال في رواية : " أحاديثه موضوعة " . و قد رواه الثقة مقطوعا على خالد
ابن معدان لم يتجاوزه , فقال الإمام أحمد في " الزهد " ( 384 ) : حدثنا عبد
الله بن الحارث حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , و عبد الله بن الحارث هو
ابن عبد الملك المخزومي أبو محمد المكي , ثقة مكي من رجال مسلم , و لا منافاة
بينه و بين المرفوع , لاختلاف الطريق أولا , و لاحتمال أن يكون أصل هذا المقطوع
مرفوعا , لكن قصر أو لم ينشط بعض الرواة فلم يرفعه . و الله أعلم .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:29 AM
1692 " إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد , و يقرهم فيها ما بذلوها , فإذا
منعوها نزعها منهم , فحولها إلى غيرهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 264 :

أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( رقم 5 ) و الطبراني في‎" الأوسط "
( 5295 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 115 و 10 / 215 ) و الخطيب في
" التاريخ " ( 9 / 459 ) عن محمد بن حسان السمتي حدثنا عبد الله بن زيد الحمصي
حدثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن # ابن عمر # مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف محمد بن حسان السمتي صدوق لين الحديث كما قال الحافظ .
و عبد الله بن زيد الحمصي , قال الأزدي ضعيف .
قلت : لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 192 )
: " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه محمد بن حسان السمتي ,
وثقه ابن معين و غيره و فيه لين , و لكن شيخه أبو عثمان عبد الله بن زيد الحمصي
ضعفه الأزدي " .
قلت : تابعه معاوية بن يحيى الشامي أبو عثمان : حدثنا الأوزاعي به . أخرجه يحيى
ابن منده في " أحاديثه " ( ق 91 / 1 ) و تمام في " الفوائد " ( 27 / 2 ) و أبو
نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 276 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 16 / 395 /
1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 15 / 1 ) . أورده ابن عساكر في
ترجمة أبي عثمان الشامي هذا و روى عن أبي أحمد - و هو ابن عدي -‎أنه قال :
" منكر الحديث " . و قال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 257 / 1 ) :
حدثنا محمد بن عبد الله الفقيه حدثنا الدقيقي أبو محمد عبد الله بن يزيد عن
الأوزاعي به .
قلت : و أبو محمد بن عبد الله بن يزيد لم أعرفه , و في الرواة عن الأوزاعي عبد
الله بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقري أبو بكر و هو ثقة , مات سنة ( 218
) روى عنه أبو زرعة و غيره ترجمه ابن أبي حاتم , لكن يبدو أن في السند سقطا فإن
هذا كنيته أبو بكر , و الراوي للحديث كنيته أبو محمد الدقيقي , فلعل الساقط بين
أبي محمد و عبد الله بن يزيد . و الله أعلم . و على كل حال فالحديث عندي حسن
بمجموع هذا المتابعات , و قد قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 250 ) : " رواه
ابن أبي الدنيا و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و لو قيل بتحسين
إسناده لكان ممكنا " .
قلت : يعني من الطريق الأولى , فكيف لا يكون حسنا بالطريقين الآخرين ? لاسيما
و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة
فأسبغها عليه , ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم , فقد عرض تلك النعمة للزوال
" . قال المنذري و تبعه الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و إسناده جيد
" . كذا قالا , و فيه نظر فإنه في " الأوسط " ( 7679 / 2 ) من طريق إبراهيم بن
محمد السامي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس . و قال :
" تفرد به إبراهيم بن محمد السامي " .
قلت : الوليد و ابن جريج مدلسان . و السامي بالمهلمة و ابن محمد بن عرعرة ثقة
حافظ , و من طريقه رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 175 ) .
قلت : و له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 80 ) من طريق أحمد بن يحيى المصيصي حدثنا الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عنه .‎و هذا إسناد ضعيف , فإنه مع عنعنة الوليد و
ابن جريج فيه المصيصي هذا , قال ابن طاهر : " روى عن الوليد بن مسلم مناكير " .
قلت : و كأنه يعني , و هو منكر إسنادا لا متنا للطرق المتقدمة . و الله أعلم .
1693 " إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 267 :

رواه أبو الشيخ في " عواليه " ( 2 / 32 / 1 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 3086
) و القضاعي ( 84 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " عن أبي بشر المزلق عن ثابت
البناني عن # أنس بن مالك # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات غير أبي بشر هذا و اسمه بكر بن الحكم التميمي
, وثقه أبو عبيدة الحداد و أبو سلمة التبوذكي و سعيد بن محمد الحربي و ابن حبان
و لم يضعفه أحد غير أن أبا زرعة قال : " شيخ ليس قوي " .
قلت : و مع أن هذا ليس جرحا قويا , فهو غير مفسر , فلا يقدم على توثيق من ذكرنا
, و كأنه لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " صدوق " . و قال الحافظ : " صدوق ,
فيه لين " . و قال الهيثمي : " إسناده حسن " . و تبعه السخاوي في " المقاصد
الحسنة " ( ص 20 ) . و قول الذهبي في ترجمة أبي المزلق : "‎ روى خبرا منكرا ...
" ثم ذكره غير مقبول منه إلا أن يعني أنه تفرد به , فذلك لا يضر في ثبوته لقول
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " ليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو
الناس , و إنما هو أن يروي ما يخالف الناس " . و راوي هذا الحديث لم يخالف فيه
أحدا بل الحديث المشهور يؤيده : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " .
و هو إن كان ضعيف الإسناد من جميع طرقه كما بينته " في الضعيفة " ( 1821 ) فلا
أقل من أن يصلح شاهدا لهذا , و لا عكس . فتأمل .
1694 " نعم يا أبا بكر ! إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من
الخير و الشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 377 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 258 ) و أبو شريح الأنصاري في
" جزء بيبي " ( 171 / 2 ) من طريق يونس بن محمد حدثنا حرب بن ميمون عن النضر بن
أنس عن # أنس # قال : " كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم , فمر بجنازة ,
فقال : ما هذه الجنازة ? قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله و رسوله و يعمل
بطاعة الله و يسعى فيها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت وجبت وجبت
, و بجنازة أخرى قالوا : جنازة فلان الفلاني كان يبغض الله و رسوله و يعمل
بمعصية الله و يسعى فيها , فقال : وجبت وجبت وجبت , فقالوا : يا رسول الله قولك
في الجنازة و الثناء عليها : أثني على الأول خير , و على الآخر شر , فقلت فيها
: " وجبت وجبت وجبت " ? فقال :‎فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " .
و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و هو في " الصحيحين " و غيرهما من طرق أخرى
عن أنس نحوه , يزيد بعضهم على بعض , و قد جمعت الزيادات الثابتة منها , و سقتها
في سياق واحد في " أحكام الجنائز " ( ص 44 ) , و فيه بحث هام حول الشهادة للميت
بالخير . فراجعه .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:29 AM
1695 " إن للقبر ضغطة , فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :

رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 73 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل
الآثار " ( 1 / 107 ) عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت نافعا يحدث عن
امرأة ابن عمر عن # عائشة # مرفوعا به . و أخرجه أحمد ( 6 / 55 و 98 ) من هذا
الوجه إلا أنه قال : " إنسان " مكان " امرأة ابن عمر " . و رجال إسناده ثقات
كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها , و الظن بها حسن . على أن سفيان الثوري قد
أسقطها من الإسناد , و جعل الحديث من مسند زوجها ابن عمر . أخرجه الطحاوي من
طريق أبي حذيفة حدثنا سفيان عن سعد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به نحوه .‎و هذا
إسناد رجاله ثقات أيضا رجال البخاري إلا أنه أخرج لأبي حذيفة متابعة , و اسمه
موسى بن مسعود النهدي , و الثوري أحفظ من شعبة لولا أن الراوي عنه فيه ضعف فقال
الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . و لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 174 )
من طريقه , أشار إلى تضعيفه و ترجيح الأول بقوله : " كذا رواه أبو حذيفة عن
الثوري عن سعد , و رواه غندر و غيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان ( الأصل
سنان ! ) عن عائشة رضي الله عنها مثله " . لكن للحديث أصل عن ابن عمر , فقال
ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 430 ) : أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : أخبرنا
عبد الله بن إدريس قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود
و هو أبو مسعود الجحدري البصري و هو ثقة . و تابعه عمرو بن محمد العنقزي :
حدثنا ابن إدريس به . أخرجه النسائي ( 1 / 289 ) و سنده صحيح أيضا . فهذه
متابعة قوية من عبيد الله بن عمر لرواية أبي حذيفة عن الثوري عن سعد بن إبراهيم
. و الله أعلم . و له طريق آخر , برواية عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر
مرفوعا بلفظ : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه " . أخرجه الحاكم
( 3 / 206 ) و صححه , و وافقه الذهبي ! و عطاء كان اختلط , و قد زاد فيه الدعاء
.‎و خالفه ابن لهيعة في إسناده فقال : عن عقيل أنه سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن
عائشة بنت سعد أنها حدثته عن عائشة أم المؤمنين مرفوعا به نحوه .‎أخرجه
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و قال : " تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و هو سيء الحفظ . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا به نحوه . أخرجه
الطبراني ( 1 / 81 / 2 ) و في " الكبير " ( 10827 و 12975 ) من طريق زياد مولى
ابن عباس عنه . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 46 - 47 ) : رواه الطبراني
في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله موثقون " .
قلت : هو عند الطبراني من طريقين :
الأولى : عن حسان بن غالب حدثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى
ابن عباس ( ! ) عن ابن عباس . و حسان بن غالب متروك متهم بالوضع , كما تراه في
" اللسان " و خفي أمره على ابن يونس فوثقه , و لعله مستند الهيثمي في قوله :‎
" و رجاله موثقون " , فإن فيه إشعار بأن التوثيق لين في بعضهم على الأقل ,
و نحو ذلك يقال في ابن لهيعة , و إن كان خيرا بكثير من حسان , حتى أن الهيثمي
يحسن حديثه أحيانا , و هو حري بذلك عند المتابعة , و هي متحققة هنا كما في
الشواهد المتقدمة و المتابعة الآتية و هي :
الطريق الأخرى : قال :‎حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص حدثنا أبي حدثنا ابن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد مولى ابن عياش عن ابن
عباس . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد مولى ابن عياش فمن رجال
مسلم وحده إلا أن عمر بن عبد العزيز و أباه لم أجد لهما ترجمة . ثم إنه قد
داخلني شك كبير في كون هذا الحديث من مسند ابن عباس , فإنهم لم يذكروا لزياد
هذا رواية عنه بل ذكر الحافظ المزي في " التهذيب " أنه روى عن مولاه عبد الله
ابن عياش بن أبي ربيعة المخزومي , و قد روى الحسن بن سفيان عن زياد هذا عن عبد
الله بن عياش حديثا في قصة موت عثمان ابن مظعون كما في ترجمة ابن عياش من
" الإصابة " , و قد تحرف فيه " مولى ابن عياش " إلى " مولى ابن عباس " , و كذلك
وقع في الطريق الأولى عند الطبراني و لعله خطأ مطبعي , و كذلك تحرف " ابن عياش
" إلى " ابن عباس " في الطريقين , فصار الحديث من مسنده , و إنما هو من مسند
ابن عياش فيما أظن . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه
و شواهده صحيح بلا ريب , فنسأل الله تعالى أن يهون علينا ضغطة القبر إنه نعم
المجيب .
1696 " إن للصلاة أولا و آخرا , و إن أول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس و آخر وقتها
حين يدخل وقت العصر , و إن أول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها و إن آخر وقتها
حين تصفر الشمس , و إن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس و إن آخر وقتها حين يغيب
الأفق , و إن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق و إن آخر وقتها حين ينتصف
الليل , و إن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر و إن آخر وقتها حين تطلع الشمس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :

أخرجه الترمذي ( 1 / 284 - شاكر ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 89 )
و الدارقطني في " السنن " ( ص 97 ) و البيهقي ( 1 / 375 - 376 ) و أحمد ( 2 /
232 ) من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن # أبي هريرة # قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أعلوه بأن غير ابن فضيل من
الثقات قد رووه عن الأعمش عن مجاهد مرسلا . و هذه ليست علة قادحة لاحتمال أن
يكون للأعمش فيه إسنادان : أحدهما عن أبي صالح عن أبي هريرة . و الآخر عنه عن
مجاهد مرسلا . و مثل هذا كثير في أحاديث الثقات , فمثله لا يرد به الحديث ,
لاسيما و كل ما فيه قد جاء في الأحاديث الصحيحة , فليس فيه ما يستنكر . و الله‎
أعلم . و قد بسط القول في رد هذه العلة المحقق العلامة أحمد شاكر في تعليقه على
الترمذي ( 1 / 284 - 285 ) فأجاد . فمن شاء البسط فليراجع إليه .‎
1697 " إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 203 ) و ابن أبي عاصم في " السنة "
( 1508 ) و ابن حبان ( 2289 ) و الحاكم ( 4 / 72 ) و الطيالسي ( 951 ) و عنه
البيهقي في " معرفة السنن " ( ص 29 ) و أحمد ( 4 / 81 و 83 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 9 / 64 ) من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن
عوف عن عبد الرحمن بن الأزهر عن # جبير بن مطعم # قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . فقيل للزهري : بم ذاك ? قال : بنبل الرأي . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : ابن عوف هذا لم يخرج له مسلم شيئا , فهو على شرط البخاري وحده . و ابن
الأزهر لم يرمزوا له بأنه من رجال الشيخين , و لكن الحافظ بين في ترجمته من
" التهذيب " أن من حقه الرمز له بذلك , فليراجع كلامه من شاء . ثم أخرجه ابن
أبي عاصم ( 1509 ) عن محمد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة و عن سعيد بن
المسيب عن عتبة بن غزوان و عن عروة بن الزبير عن عتبة بن غزوان قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا , فإن محمد هذا و هو القاضي المدني أخو عبد الله -
مع مخالفته لابن أبي الذئب ثقة - فهو ضعيف جدا , فلا يعتد به ..

ساجدة لله
2010-10-18, 09:30 AM
1698 " إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 273 :

ورد من حديث # أبي سعيد الخدري و معاوية بن حيدة و عتبة بن غزوان و عبد الله بن
سلام # .
1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه . أخرجه
أحمد ( 3 / 29 ) و أبو يعلى ( 1 / 349 ) و أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 2 / 124
/ 1 ) . و تابعه عند أبي نعيم عمرو بن الحارث عن دراج به .
قلت : و هذا سند ضعيف , لكن يشهد له ما بعده .
2 - و أما حديث معاوية فيرويه الجريري عن حكيم بن معاوية عنه مرفوعا به .‎أخرجه
أحمد ( 5 / 3 ) و ابن حبان ( 2618 - موارد ) و وقع فيه " سبع سنين " و لعله خطأ
مطبعي و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 205 ) . و زاد أحمد في آخره : " و ليأتين
عليه يوم , و إنه لكظيظ " . و إسناده صحيح .
3 - و أما حديث عتبة بن غزوان فيرويه خالد بن عمير العدوي قال : " خطبنا عتبة
ابن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد ... و لقد ذكر لنا ... "
فذكره و فيه زيادة أحمد , و زاد أيضا : " من الزحام " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 )
و أحمد ( 4 / 174 ) .
4 - و أما حديث عبد الله بن سلام فيرويه زريك بن أبي زريك عن معاوية بن قرة عنه
مرفوعا و فيه الزيادة بلفظ : " يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظمآ " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 69 / 221 / 1 ) و عنه الضياء في "
المختارة " ( 58 / 180 / 1 ) و قال : " زريك بن أبي زريك وثقه يحيى بن معين " .
قلت : و كذلك وثقه ابن الجنيد كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 624 ) .
و لم يعرفه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 10 / 397 ) و تبعه المناوي : " رواه
الطبراني و فيه زريك بن أبي زريك و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات " ! و من أخطاء
المناوي أنه نقل قول الهيثمي هذا تحت حديث أبي سعيد الخدري ! فأوهم أنه عند
الطبراني عن زريك .
قلت : و الإسناد صحيح لأن كل رجاله ثقات .
1699 " إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء , ثم عاد في قيئه
فأكله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :

أخرجه ابن ماجة ( 2384 ) و أحمد ( 2 / 259 ) من طريق عوف عن خلاس عن # أبي
هريرة # مرفوعا به .
قلت : و إسناده ثقات لكن قال أحمد : لم يسمع خلاس من أبي هريرة شيئا . و ذكر
البخاري في " التاريخ " أن روايته عنه صحيفة . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد
من حديث ابن عباس و ابن عمرو و غيرهما , و قد خرجت بعضها في " الإرواء " ( 1621
) .
1700 " إن من أمتي قوما يعطون مثل أجور أولهم , ينكرون المنكر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 275 :

أخرجه أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) : حدثنا زيد بن الحباب أخبرني سفيان عن عطاء
ابن السائب قال : سمعت # عبد الرحمن بن الحضرمي # يقول : أخبرني من سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم رجال الصحيح , و في زيد بن الحباب كلام لا
يضر إن شاء الله تعالى , و أما جهالة الصحابي فلا تضر قطعا لأنهم عدول .
و للحديث شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه بإسناد ضعيف , خرجته في
" المشكاة " ( 5144 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:30 AM
1701 " إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم , منهم فرات بن حيان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 276 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 1 / 128 ) و أبو داود ( 2652 ) و الحاكم
( 2 / 115 ) و البيهقي ( 9 / 147 ) و أحمد ( 4 / 336 ) و أبو نعيم في " الحلية
" ( 2 / 18 ) عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن # فرات بن
حيان # " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتله , و كان عينا لأبي سفيان ,
و كان حليفا لرجل من الأنصار , فمر بحلقة من الأنصار , فقال : إني مسلم , فقال
رجل من الأنصار : يا رسول الله إنه يقول : إني مسلم . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ...‎" فذكره , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي ! كذا قالا ! و حارثة بن مضرب لم يخرج له الشيخان شيئا , و إنما روى له
البخاري في " الأدب المفرد " , و هو ثقة . و تابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به إلا
أنه قال : " عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " لم يسمه , و زاد فقال :
" رجالا لا أعطيهم شيئا " .
قلت : و في ثبوت هذه الزيادة نظر عندي لأن الثوري أثبت الناس في الرواية عن أبي
إسحاق و هو السبيعي , فزيادة إسرائيل - و هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -
عليه لا تقبل .‎و لعله تلقاها عن جده بعدما اختلط بل هذا هو الظاهر و أما
الثوري فروى عنه قبل الاختلاط . و قد تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به
و زاد الزيادة بلفظ : " أتألفهم على الإسلام " . أخرجه أبو العباس بن عقدة
الحافظ كما في " الإصابة " . و هذه الزيادة بهذا اللفظ أقرب إلى السياق لأنه
يدل على أنه كان هناك عطاء لغير الفرات , و أما هو فلم يعطه شيئا ثقة بإيمانه ,
و إنما عفا عن فرات و لم يقتله تألفا لقلبه . على أن هذه الزيادة فيها علة
أيضا‎و هي عنعنة زكريا بن أبي زائدة فإنه كان مدلسا . فإن قيل : فكذلك أبو
إسحاق السبيعي كان مدلسا , و مدار الطرق كلها عليه كما سبق , و قد عنعنه ?
قلت : نعم لكن قولهم في الثوري أنه أثبت الناس فى‎أبي إسحاق لعله يشعر أنه كان
لا يروي عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث كما قالوا في رواية شعبة عنه . و الله‎
أعلم .
1702 " إن موسى قال : يا رب أرني آدم الذي أخرجنا و نفسه من الجنة , فأراه الله آدم
, فقال : أنت أبونا آدم ? فقال له آدم : نعم , فقال : أنت الذي نفخ الله فيك من
روحه , و علمك الأسماء كلها , و أمر الملائكة فسجدوا لك , قال : نعم , قال :
فما حملك على أن أخرجتنا و نفسك من الجنة ? فقال له آدم : و من أنت ? قال : أنا
موسى , قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب , لم يجعل بينك
و بينه رسولا من خلقه ? قال : نعم , قال : أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله
قبل أن أخلق ? قال : نعم , قال : فما تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه
القضاء قبلي ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : فحج آدم موسى , فحج
آدم موسى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 277 :

أخرجه أبو داود ( 4702 ) و عنه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 193 )
و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 94 ) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن
أبيه أن # عمر بن الخطاب # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له
أوهام , و قد حسنه ابن تيمية في أول رسالته في " القدر " . و الحديث في
" الصحيحين " و غيرهما من حديث أبي هريرة مختصرا . قوله : ( فحج آدم موسى ) أي
غلبه بالحجة . و اعلم أن العلماء قد اختلفوا في توجيه ذلك , و أحسن ما وقفت
عليه ما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , إنما هو أن موسى لامه
على ما فعل لأجل ما حصل لذريته من المصيبة بسبب أكله من الشجرة , لا لأجل حق
الله في الذنب , فإن آدم كان قد تاب من الذنب , و موسى عليه السلام يعلم أن بعد
التوبة و المغفرة لا يبقى ملام على الذنب , و لهذا قال : " فما حملك على أن
أخرجتنا و نفسك من الجنة ? " , لم يقل : لماذا خالفت الأمر ? و الناس مأمورون
عند المصائب التي تصيبهم بأفعال الناس أو بغير أفعالهم بالتسليم للقدر و شهود
الربوبية ... فراجع كلامه في ذلك فإنه مهم جدا في الرسالة المذكورة و في " كتاب
القدر " من " الفتاوى " المجلد الثامن و كلام غيره في " مرقاة المفاتيح " ( 1 /
123 - 124 ) .
1703 " إن هذا الدينار و الدرهم أهلكا من كان قبلكم , و هما مهلكاكم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 278 :

رواه أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 2 / 222 / 1 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 8 / 5 / 1 ) عن عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا يحيى بن
سعيد القطان عن سفيان حدثني سليمان عن أبي وائل عن # أبي موسى # أراه عن النبي
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات على شرط مسلم . و تابعه شعبة عن الأعمش به
. أخرجه المخلص في " العاشر من حديثه " ( 208 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 / 215 / 2
) عن المؤمل بن إهاب عنه به . و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين
غير المؤمل و هو صدوق له أوهام . و له شاهد من حديث ابن مسعود , يرويه يحيى بن
المنذر أخبرنا أبو الأجلح عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عنه . أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 10069 ) . و يحيى بن المنذر ضعفه
الدارقطني و غيره . و ( أبو الأجلح ) كذا في الأصل , و لعل الصواب : ابن الأجلح
فإنه يروي عن الأعمش , و هو عبد الله بن الأجلح و هو صدوق . و قد روي عن ابن
مسعود موقوفا . أخرجه الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 152 - مخطوطة
الظاهرية ) عن بشر بن الوليد حدثنا محمد بن طلحة حدثنا روح عن نفسي أني حدثته
بحديث عن زبيد عن مرة عنه به . و بشر بن الوليد فيه ضعف . و كذلك رواه منصور بن
زاذان عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى به موقوفا عليه . أخرجه أحمد في
" الزهد " ( 199 ) .
قلت : و سنده صحيح موقوف أيضا , و لا ينافي المرفوع لأن الراوي قد لا ينشط
أحيانا لرفعه فيوقفه . فهو صحيح مرفوعا و موقوفا . ثم رأيت المنذري أورد الحديث
في " الترغيب " ( 4 / 106 ) عن ابن مسعود مرفوعا نحوه , و قال و تبعه الهيثمي (
10 / 237 ) : " رواه البزار بإسناد جيد " .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:33 AM
1704 " إن هذا من لباس الكفار فلا تلبسها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 280 :

رواه مسلم ( 6 / 144 ) و أحمد ( 2 / 162 و 207 و 211 ) و ابن سعد ( 4 / 265 )
من طرق عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث
أن ابن معدان أخبره أن جبير بن نفير أخبره عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبيه معصفرين فقال : فذكره . و من أسانيد
أحمد : حدثنا يحيى عن هشام الدستوائي به . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 4 /
190 ) إلا أنه لم يذكر جبير بن نفير في إسناده , و قال : " صحيح على شرط
الشيخين , و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي , و قد وهما في استدراكه على مسلم .
و تابعه عنده - أعني مسلما - علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به . و أخرجه
من طريق طاووس عن ابن عمرو قال : "‎رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين
معصفرين فقال : أأمك أمرتك بهذا ? ! قلت : أغسلهما ? قال : بل أحرقهما " .
و أخرجه الحاكم أيضا من طريق أخرى عن ابن عمرو نحوه , و زاد في آخره : " ففعلت
" . و قال : " صحيح الإسناد " .
قلت : و إنما هو حسن فقط . و في الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يلبس
لباس الكفار و أن يتزيا بزيهم , و الأحاديث في ذلك كثيرة , كنت قد جمعت منها
قسما طيبا مما ورد في مختلف أبواب الشريعة , و أودعتها في كتابي " حجاب المرأة
المسلمة " , فراجعها فإنها مهمة , خاصة و أنه قد شاع في كثير من البلاد
الإسلامية التشبه بالكفار في ألبستهم و عاداتهم حتى فرض شيء من ذلك على الجنود
في كل أو جل البلاد الإسلامية , فألبسوهم القبعة , حتى لم يعد أكثر الناس يشعر
بأن في ذلك أدنى مخالفة للشريعة الإسلامية , فإنا لله و إنا إليه راجعون .
1705 " إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا , و لا تنام قلوبنا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 171 ) عن # طلحة بن عمرو عن عطاء # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل لكن يشهد له حديث أنس بن مالك في الإسراء و فيه :
" و النبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه و لا ينام قلبه و كذلك الأنبياء تنام
أعينهم و لا تنام قلوبهم " . أخرجه البخاري ( 2 / 396 و 4 / 485 ) من طريق شريك
ابن عبد الله عنه . و للحديث شواهد سيأتي أحدها في الحديث ( 1872 ) .
1706 " إنا نهينا أن ترى عوراتنا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 281 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 222 - 223 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 465 / 1 )
و ابن شاهين و ابن السكن و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 276 ) من طريق زهير
ابن محمد عن شرحبيل بن سعد عن # جبار بن صخر # قال : سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم ثم الذهبي , و سنده ضعيف , و فيه علتان :
الأولى : شرحبيل بن سعد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط بآخره " .
قلت : و لا يدرى أحدث بهذا الحديث قبل الاختلاط أم بعده ?
و الأخرى : زهير بن محمد و هو الخراساني الشامي , فيه ضعف . لكن تابعه إبراهيم
ابن محمد بن أبي يحيى عن شرحبيل به . أخرجه ابن أبي حاتم و ابن منده . لكن
إبراهيم هذا متروك . بيد أن الحديث قد جاءت له شواهد كثيرة منها حديث : " احفظ
عورتك إلا من زوجتك و ما ملكت يمينك " . و هو مخرج في " آداب الزفاف " . و منها
قوله صلى الله عليه وسلم : " ارجع إلى ثوبك فخذه و لا تمشوا عراة " . أخرجه
مسلم ( 1 / 184 ) و البيهقي و غيرهما .
1707 " إنا لا نقبل شيئا من المشركين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 282 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 484 - 485 ) و أحمد ( 3 / 401 ) عن ليث بن سعد حدثني عبيد
الله بن المغيرة عن عراك بن مالك أن # حكيم بن حزام # قال : كان محمد صلى الله
عليه وسلم أحب رجل في الناس إلي في الجاهلية , فلما تنبأ و خرج إلى المدينة شهد
حكيم بن حزام الموسم , و هو كافر , فوجد حلة لذي يزن تباع , فاشتراها بخمسين
دينارا , ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم بها عليه المدينة ,
فأراده على قبضها هدية , فأبى - قال عبيد الله حسبت أنه قال : ( فذكره ) و لكن
إن شئت أخذناها بالثمن , فأعطيته حين أبى علي الهدية " . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شاهد من حديث عياض بن حمار
بإسناد صحيح عنه نحوه , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 741 ) و آخر من حديث
عامر بن مالك سيأتي برقم ( 1727 ) .
1708 " إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و المزر و الكوبة و القنين و زادني صلاة
الوتر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 283 :

أخرجه أحمد ( 2 / 165 و 167 ) من طريق فرج بن فضالة عن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن رافع عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( فذكره ) , و قال : قال يزيد - هو ابن هارون - : القنين : البرابط .
قلت : و هذا إسناد ضعيف إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع مجهول كما قال الحسيني .
و الفرج بن فضالة ضعيف . لكن الحديث صحيح , فقد جاء مفرقا من طرق أخرى , فرواه
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي هبيرة الكلاعي عن عبد الله بن عمرو بن
العاص مرفوعا به دون ذكر صلاة الوتر . أخرجه أحمد ( 2 / 172 ) . و ابن لهيعة
سيء الحفظ . و قد رواه ابن لهيعة أيضا عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد
عن عبد الله بن عمرو به نحوه , و قال : " الغبيراء " مكان " المزر " و زاد :
" و كل مسكر حرام " . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 158 ) . و تابعه عبد الحميد بن
جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب به . أخرجه أحمد ( 2 / 171 ) و إسناده صحيح .
و خالفهما محمد بن إسحاق فقال : عن يزيد بن أبي حبيب عن الوليد بن عبدة عن عبد
الله بن عمرو به . أخرجه أبو داود ( 3685 ) . و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه .
و أما الزيادة فيرويها المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده
مرفوعا . أخرجه أحمد ( 2 / 206 ) و المثنى ضعيف . و تابعه الحجاج بن أرطاة عن
عمرو به . أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 208 ) . و الحجاج مدلس و قد عنعنه . لكن لهذه
الزيادة شاهد صحيح من حديث أبي بصرة مرفوعا سبق تخريجه برقم ( 108 ) . فثبت من
هذا التخريج صحة هذا الحديث . و الحمد لله على توفيقه . و في ( القنين ) حديث
آخر يرويه عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة مرفوعا
بلفظ : " إن ربي تبارك و تعالى حرم علي الخمر و الكوبة و القنين , و إياكم و
الغبيراء فإنها ثلث خمر العالم " . أخرجه أحمد ( 3 / 422 ) . و ابن زحر ضعيف .
و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا دون الزيادة مخرج في " المشكاة " ( 3652 و
4503 ) . المزر : نبيذ الذرة خاصة و هو ( الغبيراء ) . و ( الكوبة ) : الطبل
كما سيأتي في حديث ابن عباس رقم ( 1806 ) . و ( القنين ) : البرابط : و مفرده
( بربط ) : العود من آلات الموسيقى .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:33 AM
1709 " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 285 :

أخرجه أحمد ( 4 / 337 ) عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن # ابن الأدرع # قال :
" كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فخرج لبعض حاجته , قال : فرآني
فأخذ بيدي , فانطلقنا , فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن , فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : " عسى أن يكون مرائيا " , قال : قلت : يا رسول الله يجهر
بالقرآن , قال , فرفض يدي , ثم قال : ( فذكره ) . قال : ثم خرج ذات ليلة و أنا
أحرسه لبعض حاجته , فأخذ بيدي , فمررنا برجل يصلي بالقرآن , قال : فقلت : عسى
أن يكون مرائيا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلا إنه أواب " . قال :
فنظرت فإذا هو عبد الله ذو النجادين " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله رجال الشيخين غير هشام بن سعد و هو صدوق له أوهام
. و الحديث بمعنى حديث " عليكم هديا قاصدا , فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " .
و غيره مما في معناه , و قد خرجته في " ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة " لابن
أبي عاصم ( 98 ) و يأتي له شاهد برقم ( 1760 ) .
1710 " إنما يستريح من غفر له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 286 :

روي من حديث # عائشة و بلال الحبشي و محمد بن عروة # مرسلا .
1 - أما حديث عائشة فيرويه ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة عن عائشة قالت :
قيل : يا رسول الله ماتت فلانة و استراحت ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
و قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 69 و 102 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 /
290 ) و قال : " غريب من حديث ابن لهيعة تفرد به المعافى فيما قاله سليمان " .
يعني شيخه الطبراني و ليس كما قال , فإنه عند أحمد من طرق أخرى عن ابن لهيعة .
و رجاله ثقات إلا ابن لهيعة , فإنه سيء الحفظ لكنه يتقوى حديثه بما بعده ,
لاسيما و قد أخرجه البزار من غير طريقه و رجاله ثقات كما قال الهيثمي و يأتي
بيان ما فيه .
2 - حديث بلال رواه بن عساكر كما في " الجامع " .
3 - و أما حديث محمد بن عروة , فأخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 251 ) :
أخبرنا يونس بن يزيد عن أبي مقرن قال حدثنا محمد بن عروة قال : " توفيت امرأة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها , فقال بلال : ويحها قد استراحت
, ... " الحديث . و أبو مقرن هذا لم أعرفه , و قد رواه نعيم بن حماد عن ابن
المبارك , فأسقطه من إسناده كما ذكره المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي .
قلت : و كذلك أخرجه الشافعي في " مجلسان " ( ق 6 / 1 - 2 ) . و خالفه عثمان بن
عمر فقال : حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن عروة بن الزبير عن أبيه عن
عائشة . أخرجه البزار ( 789 - كشف الأستار ) و قال : " لا نعلم أسند محمد بن
عروة عن أبيه عن عائشة إلا هذا " .
قلت : و هو صدوق كما في " التقريب " , فالسند حسن . و بالجملة فيبدو من هذه
الطرق أن للحديث أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم , لاسيما و يشهد له
حديث أبي قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة , فقال :
" مستريح أو مستراح منه " قالوا يا رسول الله ما المستريح و المستراح منه ? قال
: " العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا و أذاها إلى رحمة الله , و العبد الفاجر
يستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب " . أخرجه مالك ( 1 / 241 / 54 )
و عنه البخاري ( 4 / 233 ) و كذا مسلم ( 3 / 54 ) و النسائي ( 1 / 272 - 273 )
و أحمد ( 5 / 302 - 303 ) كلهم عنه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن
مالك عنه . و أخرجه الشيخان و النسائي و أحمد ( 5 / 296 و 302 و 304 ) من طرق
أخرى عن ابن كعب به .
1711 " إنما النفقة و السكن للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرجعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 288 :

أخرجه النسائي ( 2 / 96 ) من طريق سعيد بن يزيد الأحمسي , و أحمد ( 6 / 373 و
415 و 416 و 417 ) عن مجالد بن سعيد كلاهما عن الشعبي قال : حدثتني # فاطمة بنت
قيس # قالت : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : أنا بنت آل خالد , و إن
زوجي فلانا أرسل إلي بطلاقي , و إن سألت أهله النفقة و السكن , فأبوا علي ,
قالوا : يا رسول الله إنه قد أرسل إليها بثلاث تطليقات , قالت : فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ... " فذكره , و السياق للأول , و إسناده صحيح . و قد تابعه
جماعة عن الشعبي بمعناه في " الصحيحين " و غيرهما بألفاظ مختلفة , و قد خرجت
بعضها في " الروض النضير " ( 836 ) , و ذكرت له هناك متابعا آخر عن الشعبي به .
أخرجه الدارقطني بسند حسن .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:34 AM
1712 " إنما الوتر بالليل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 288 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 891 ) عن خالد بن أبي كريمة أخبرنا
معاوية بن قرة عن # الأغر المزني # : " أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : يا نبي الله إني أصبحت و لم أوتر , فقال : ( فذكره ) قال : يا نبي
الله إني أصبحت و لم أوتر , قال : فأوتر " .
قلت : و هذا إسناد حسن على الأقل في الشواهد , خالد بن أبي كريمة قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " . و سائر رجاله ثقات غير شيخ الطبراني محمد بن عمرو بن خالد
الحراني , فلم أجد له ترجمة . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم :
" أوتروا قبل أن تصبحوا " . أخرجه مسلم و غيره من حديث أبي سعيد الخدري و هو
مخرج في " الإرواء " ( 421 ) . و هذا التوقيت للوتر كالتوقيت للصلوات الخمس ,
إنما هو لغير النائم و كذا الناسي , فإنه يصلي الوتر إذا لم يستيقظ له في الوقت
, يصليه متى استيقظ و لو بعد الفجر , و عليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم
للرجل في هذا الحديث : " فأوتر " بعد أن قال له : " إنما الوتر بالليل " و في
ذلك حديث صريح فانظره في " المشكاة " ( 1268 ) و " الإرواء " ( 422 ) .
1713 " إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم , ( فقد ) جاء الله
بالسعة فكلوا و ادخروا و اتجروا , ألا و إن هذه الأيام أيام أكل و شرب و ذكر
الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 289 :

أخرجه أبو داود ( 2813 ) و من طريقه البيهقي ( 9 / 292 ) و أحمد ( 5 / 75 ) من
طريق خالد الحذاء عن أبي المليح بن أسامة عن # نبيشة الهذلي # قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال البيهقي : " قوله : ( اتجروا )
أصله " ائتجروا " على وزن افتعلوا , يريد الصدقة التي يبتغي أجرها , و ليس من
باب التجارة " .
1714 " إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار ,
فيذهب خبثها و يبقى طيبها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 290 :

أخرجه الحاكم ( 1 / 348 ) و البزار في " مسنده " ( رقم - 756 ) و ابن أبي
الدنيا ( 68 / 1 ) و ابن عساكر ( 9 / 427 / 2 ) عن نافع بن يزيد حدثني جعفر بن
ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب : أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
أزهر حدثه عن أبيه # عبد الرحمن بن أزهر # : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد , رواته مدنيون و مصريون " .
و وافقه الذهبي . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 302 ) : " رواه البزار
و الطبراني في " الكبير " , و فيه من لا يعرف " . كذا قال ! و عبد الرحمن بن
أزهر صحابي صغير مات قبل الحرة , و له ذكر في " الصحيحين " مع عائشة , و هو من
رجال أبي داود و النسائي . و ابنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر أورده ابن
أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 15 ) من رواية جعفر بن ربيعة عنه ,
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . لكن أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 3
222 / 137 ) و قال : " من أهل المدينة , يروي عن أبيه و عن جماعة من التابعين ,
روى عنه أهل المدينة " . فهو معروف برواية أهل المدينة عنه و منهم عبيد الله بن
عبد الرحمن الآتي ذكره , فهو من التابعين المستورين , فمثله حسن الحديث إن شاء
الله تعالى . و أما عبيد الله بن عبد الرحمن و هو ابن السائب , فقال ابن أبي
حاتم ( 2 / 2 / 323 ) : " روى عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر روى عنه
نافع بن يزيد " . كذا قال ! و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و إنما روى نافع
ابن يزيد عن جعفر بن ربيعة عنه كما ترى في هذا الإسناد , فلعله روى عنه مباشرة
في غير هذا الحديث , فقد ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 189 ) روايته عنه
أيضا فقال : " عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب بن عمير القاري , من أهل
المدينة يروي عن سعيد بن المسيب و عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر , روى عنه
ابن جريج و نافع بن يزيد " . و سائر الرجال ثقات من رجال الشيخين , فالإسناد
حسن , و الحديث صحيح بما له من شواهد معروفة , تقدم أحدها برقم ( 714 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:34 AM
1715 " إنما يزرع ثلاثة : رجل له أرض , فهو يزرعها و رجل منح أرضا فهو يزرع ما منح
و رجل استكرى أرضا بذهب أو فضة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :

أخرجه أبو داود ( 3400 ) و النسائي ( 2 / 149 ) و ابن ماجة ( 2449 ) و الطحاوي
في " المشكل " ( 3 / 284 ) من طريق أبي الأحوص حدثنا طارق بن عبد الرحمن عن
سعيد بن المسيب عن # رافع بن خديج # قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المحاقلة و المزابنة , و قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين و في طريق ابن عبد الرحمن
- و هو البجلي الأحمسي - كلام لا يضر إن شاء الله تعالى . و للحديث شواهد كثيرة
في " الصحيحين " و غيرهما , و هو دليل صريح في جواز استئجار الأرض بالنقدين
للزراعة خلافا لبعضهم .
1716 " إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 291 :

أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1729 - 1730 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم -
3695 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 360 ) من طرق عن سفيان أخبرنا عمرو بن
دينار عن يحيى بن جعدة قال : " عاد # خبابا # ناس من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا : أبشر أبا عبد الله ! ترد على محمد صلى الله عليه وسلم الحوض
, قال : كيف بها أو بهذا , و أشار إلى أعلا بيته و إلى أسفله , و قد قال النبي
صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح إن شاء الله تعالى , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير
يحيى بن جعدة و هو تابعي ثقة , روى عن خباب و غيره من الصحابة . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 10 / 254 ) : " ... و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن جعدة و هو
ثقة " . و له شاهد من حديث سلمان الفارسي , و له عنه طرق :
الأولى : عن الحسن قال : لما احتضر سلمان بكى و قال : إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا : أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا
كزاد الراكب . قال : ثم نظرنا فيما ترك , فإذ قيمة ما ترك بضعة و عشرون درهما ,
أو بضعة و ثلاثون درهما . أخرجه أحمد ( 5 / 438 ) : حدثنا هشيم عن منصور عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين , إلا أن هشيما مدلس , و مثله الحسن
و هو البصري إلا أن ظاهر قوله : " ثم نظرنا .. " أنه أدرك احتضار سلمان
و تحديثه لكنهم قد تأولوا قول الحسن في بعض روايته : " خطبنا ابن عباس بالبصرة
" بأنه إنما أراد : خطب أهل البصرة . فيمكن أن يكون عنى بقوله : " نظرنا " نحو
ذلك من التأويل ! كأن يعني القوم الذين حضروه ! و تابعه السري بن يحيى عن الحسن
به . دون قوله : " ثم نظرنا " . أخرجه أبو نعيم ( 1 / 196 ) . ثم أخرجه من طريق
حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن , و حميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته
الوفاة بكى ... إلخ . و فيه قالا : فلما مات نظروا في بيته فذكره نحوه إلا أنه
قال : قوم نحوا من عشرين درهما . و أخرجه الطبراني ( 6160 ) من طريق حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب و حميد عن مورق العجلي نحوه .
قلت : فقد تابع الحسن مورق العجلي و هو تابعي ثقة و ليس فيه الإشكال الذي في
رواية منصور عن الحسن . ثم بدا لي أنه لعل قوله : " نظرنا " محرف , و الصواب :
" نظروا " كما في هذه الرواية , و الله أعلم . ثم رأيته في الزهد لابن المبارك
( 966 ) من رواية يونس عن الحسن قال : فذكره دون الزيادة . ثم رواه ( 967 ) من
طريق محمد بن أبي عدي قال : حدثنا حميد الطويل عن مورق العجلي عن بعض أصحابه
ممن أدرك سلمان قال : دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه فبكى .. إلخ دون
التقويم الذي في الزيادة , و هاتان الروايتان هما من زوائد الحسين المروزي على
ابن المبارك . ثم أخرجه أبو نعيم و كذا ابن سعد ( 4 / 91 ) من طريق علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب مرسلا نحوه . و هي عند الطبراني كما تقدم .
الثانية : عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عامر بن عبد الله أن سلمان الخير حين
حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع ... الحديث نحوه . أخرجه ابن حبان ( 2480 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 197 ) .
قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر بن عبد الله , و هو ابن
لحي أبو اليمان الهوزني الحمصي , أورده ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 1 /
187 ) و روى عنه جماعة . و قول الذهبي في " الميزان " : " ما علمت له راويا سوى
صفوان بن عمرو " . فيرد عليه رواية الحبلي هذه عنه .
الثالثة : عن أبي سفيان عن أشياخه قال : دخل سعد على سلمان يعوده , قال : فبكى
... الحديث دون الزيادة , و فيه زيادة أخرى انظرها في " الترغيب " ( 4 / 99 )
إن شئت . أخرجه ابن سعد أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش عن أبي
سفيان ... و أخرجه أبو نعيم و الحاكم ( 4 / 317 ) من طريقين آخرين عن أبي
معاوية به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا
و أما غمز المنذري إياه بقوله : " كذا قال " . فمن الظاهر أنه يشير به إلى
جهالة أشياخ أبي سفيان و لكن مثل هذه الجهالة لا تضر عند المحققين من النقاد
لأنهم جمع تنجبر بهم الجهالة , لاسيما و هم من التابعين على أضعف الاحتمالين .
فقد رواه جرير عن الأعمش فقال : عن أبي سفيان عن جابر قال : دخل سعد .. أخرجه
أبو نعيم .
قلت : فهذه الرواية - إن كانت محفوظة - ترجح احتمال كون أشياخ أبي سفيان من
الصحابة , أو أحدهم على الأقل . و الله أعلم .
الرابعة : عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : اشتكى سلمان , فعاده سعد ,
فرآه يبكي ... الحديث و فيه الزيادة التي في الطريق الثالثة . أخرجه ابن ماجة
( 4104 ) و الطبراني ( 6069 ) و أبو نعيم دون الزيادة .
قلت : و إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم إلا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني
و هو ثقة . و ذهل عن هذا الاستثناء المنذري فقال : " رواه ابن ماجة , و رواته
ثقات احتج بهم الشيخان إلا أن جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده " !

ساجدة لله
2010-10-18, 09:35 AM
1717 " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل , فمن كبر الله و حمد
الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكا
أو عظما عن طريق الناس أو أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر , عدد تلك الستين
و الثلاثمائة سلامى , فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :

أخرجه مسلم ( 3 / 82 ) و أبو الشيخ في " العظمة " ( 12 / 20 / 2 ) من طرق عن
معاوية بن سلام عن زيد أنه أخبره عن جده أبي سلام حدثنا عبد الله بن فروخ أنه
سمع # عائشة # تقول : فذكره مرفوعا .
1718 " ما بين السماء إلى الأرض أحد إلا يعلم أني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
عاصي الجن و الإنس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 295 :

أخرجه الدارمي ( 1 / 11 ) و ابن حبان في " الثقات " كما يأتي و أحمد ( 3 / 310
) من طريق الأجلح عن الذيال بن حرملة عن # جابر بن عبد الله # قال : " أقبلنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط في بني النجار , فإذا فيه
جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه , فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ,
فأتاه فدعاه , فجاء واضعا مشفرة على الأرض حتى برك بين يديه , فقال : " هاتوا
خطاما " فخطمه , و دفعه إلى صاحبه , ثم التفت فقال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , الذيال بن حرملة أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 451 )
من رواية جمع آخر عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في
" الثقات " ( 1 / 43 ) و ساق له هذا الحديث . و الأجلح و هو ابن عبد الله
الكندي صدوق كما في " التقريب " .
1719 " إنه ليغضب علي أن لا أجد ما أعطيه , من سأل منكم و له أوقية أو عدلها فقد سأل
إلحافا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 296 :

أخرجه مالك ( 2 / 999 / 11 ) و عنه أبو داود ( 1627 ) و النسائي ( 1 / 363 ) من
طريق زيد بن أسلم عن # عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد # أنه قال : " نزلت أنا
و أهلي ببقيع الغرقد , فقال لي أهلي : اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاسأله لنا شيئا نأكله , و جعلوا يذكرون من حاجاتهم , فذهبت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم , فوجدت عنده رجلا يسأله , و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: " لا أجد ما أعطيك " فتولى الرجل عنه و هو مغضب , و هو يقول : لعمري إنك
لتعطي من شئت , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ( فذكره ) . قال الأسدي
: فقلت : للقحة لنا خير من أوقية - قال مالك : و الأوقية أربعون درهما - قال :
فرجعت و لم أسأله , فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بشعير
و زبيب , فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عز وجل "
قلت : و هذا إسناد صحيح , و جهالة الصحابي لا تضر . و تابعه سفيان عن زيد بن
أسلم به مختصرا بلفظ : " من سأل و له أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " أخرجه
أحمد ( 4 / 36 و 5 / 430 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( ق 31 / 2 ) . و له عند
أحمد ( 4 / 138 ) طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن رجل من مزينة أنه
قالت له أمه : ألا تنطلق فتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث نحوه
إلا أنه قال : " عدل خمس أواق " . و هذا إسناد صحيح أيضا على ضعف يسير في عبد
الحميد , و لعله أخطأ في قوله : " عدل خمس أواق " . و يبدو أن هذا الرجل المزني
هو أبو سعيد الخدري , فقد قال ابنه عبد الرحمن بن أبي سعيد : عن أبيه قال :
سرحتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله , فأتيته ... فذكره نحوه
و فيه : " فقلت : ناقتي الياقوتة خير من أوقية , فرجعت و لم أسأله " . أخرجه
أحمد ( 3 / 9 ) . و أخرجه هو ( 3 / 7 ) و أبو داود ( 1628 ) و النسائي و ابن
حبان ( 846 ) و ابن أبي حاتم في " التفسير " ( 1 / 95 / 2 ) كلهم من طريق عبد
الرحمن بن أبي الرجال حدثنا عمارة بن غزية عن عبد الرحمن به . و هذا إسناد حسن
. و زاد أبو داود في رواية : " و كانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أربعين درهما " . و في إسناده ضعف , لكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده مرفوعا بلفظ : " من سأل و له أربعون درهما فهو الملحف " . أخرجه
النسائي .
قلت : و إسناده حسن . و ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم - 1630 ) و عنه
أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 161 ) من طريق محمد بن سيرين قال : " بلغ الحارث
- رجل كان بالشام من قريش - أن أبا ذر كان به عوز , فبعث إليه ثلاثمائة دينار ,
فقال : ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني ? ! سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( فذكره نحوه ) و لآل أبي ذر أربعون درهم و أربعون شاة و ماهنان .
قال أبو بكر بن عياش : يعني خادمين " .
قلت : و هذا إسناد جيد مرسلا لأن ابن سيرين لم يلق أبا ذر , كما قال أبو حاتم .
و قال الهيثمي ( 9 / 331 ) : " و رجاله رجال " الصحيح " غير عبد الله بن أحمد
ابن عبد الله بن يونس و هو ثقة " . و فاته الانقطاع الذي أشرت إليه , لكنه في
الشواهد إسناد جيد .