المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 [108] 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 09:51 AM
1751 " أي إخواني ! لمثل اليوم فأعدوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 344 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 8 / 1 / 229 ) و ابن ماجة ( 4195 ) و أحمد ( 4
/ 294 ) و أبو بكر الشافعي في " مجلسان " ( 6 / 2 ) و الروياني في " مسنده "
( ق 96 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 1 / 341 ) من طريق أبي رجاء عبد الله
ابن واقد الهروي قال : حدثنا محمد بن مالك عن # البراء بن عازب # قال : " بينما
نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : علام اجتمع عليه
هؤلاء ? قيل : على قبر يحفرونه , قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر
بين يدي أصحابه مسرعا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه , قال : فاستقبلته من بين
يديه لأنظر ما يصنع , فبكى حتى بل الثرى من دموعه ثم أقبل علينا قال : " فذكره
. قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد بن مالك و هو أبو المغيرة
الجوزجاني مولى البراء , قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 88 ) عن أبيه : " لا بأس
به " , و اضطرب فيه ابن حبان , فذكره في كتابيه " الثقات " و " الضعفاء " !
و قال فيه : " كان يخطىء كثيرا , لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد " . و قال
في الأول منهما : " لم يسمع من البراء شيئا " .
قلت : و قد تعقبه الحافظ بما أخرجه أحمد عقب هذا الحديث بالإسناد ذاته عن محمد
ابن مالك قال : " رأيت على البراء خاتما من ذهب , و كان الناس يقولون له لم
تختتم بالذهب ? و قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم , فقال البراء : بينا
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و بين يديه غنيمة يقسمها : و سبي و خرثي
, قال : فقسمها حتى بقي هذا الخاتم , فرفع طرفه , فنظر إلى أصحابه , ثم خفض ,
ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم خفض , ثم رفع طرفه , فنظر إليهم ثم قال : أي براء
? فجئته حتى قعدت بين يديه , فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال : خذ ألبس ما
كساك الله و رسوله . قال : و كان البراء يقول : كيف تأمرني أن أضع ما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ألبس ما كساك الله و رسوله " . قال الحافظ : " فهذا
ينفي قول ابن حبان أنه لم يسمع من البراء إلا أن يكون عنده غير صادق , فما كان
ينبغي له أن يورده في كتاب ( الثقات ) " .‎
1752 " إياك و السمر بعد هدأة الليل , فإنكم لا تدرون ما يأتي الله من خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 346 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 284 ) من طريق محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن # جابر
ابن عبد الله # رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط لأن ابن عجلان فيه ضعف يسير و إنما أخرج له مسلم
متابعة . ( الهدأة ) : السكون عن الحركات . أي بعد ما يسكن الناس عن المشي
و الاختلاف في الطرق .
1753 " إياكم و كثرة الحديث عني , من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا , فمن قال
علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 297 ) : حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد - يعني - ابن
إسحاق حدثني ابن كعب بن مالك عن # أبي قتادة # قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , فإن ابن كعب بن مالك اسمه معبد , كذلك سماه
ابن إسحاق في رواية جماعة عنه . أخرجه الدارمي ( 1 / 77 ) و ابن ماجة ( 35 )
و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 172 ) و الحاكم ( 1 / 111 ) . و تابعه عقيل
ابن خالد عن معبد بن كعب به . أخرجه الطحاوي بسند ضعيف عنه . و تابعه كعب بن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه به . أخرجه الحاكم من طريق عتاب بن محمد بن
شوذب حدثنا كعب بن عبد الرحمن ...
قلت : و كعب هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 162 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و عتاب بن محمد بن شوذب لم أعرفه .
1754 " أيما راع استرعى رعية فغشها فهو في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :

أخرجه أحمد ( 5 / 25 ) و مسلم ( 6 / 9 ) و لم يسق لفظه عن سوادة بن أبي الأسود
عن أبيه عن # معقل بن يسار # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ثم روى أحمد و مسلم و كذا البخاري في " الأحكام " من طريق الحسن البصري عن معقل
ابن يسار نحوه أتم منه . فراجعه في " الترغيب " ( 3 / 141 ) . و إنما قصدت إلى
تخريجه من هذا الطريق لأنه سالم من عنعنة الحسن البصري , فهو متابع قوي له ,
و الحمد لله على توفيقه .
1755 " أيما عبد أصاب شيئا مما نهى الله عنه , ثم أقيم عليه حده , كفر عنه ذلك الذنب
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 347 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 388 ) و اللفظ له و الدارمي ( 2 / 182 ) و أحمد ( 5 / 214 و
215 ) و الطبراني ( 3728 و 3731 و 3732 ) من طريق أسامة بن زيد أن محمد بن
المنكدر حدثه أن ابن خزيمة بن ثابت حدثه عن أبيه # خزيمة بن ثابت # رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو حسن فقط لأن أسامة بن زيد و هو الليثي فيه كلام يسير . و ابن
خزيمة اسمه عمارة و هو ثقة . نعم , الحديث صحيح , فإنه له شواهد كثيرة في
" الصحيحين " و غيرهما . و من شواهده ما أورده السيوطي في " الجامع الصغير "
من حديث الشريد بن سويد مرفوعا بلفظ : " الرجم كفارة لما صنعت " . و قال :
" رواه النسائي و الضياء في ( المختارة ) " . و زاد في " الجامع الكبير " ( 1 /
346 / 2 ) : " و الطبراني في " الكبير " و سمويه " . و سببه كما في " المعجم
الكبير " للطبراني ( 7252 ) بسنده عن الشريد قال : " رجمت امرأة في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم , فلما فرغنا منها جئناه " فذكر الحديث . و في سنده القاسم
ابن رشدين بن عميرة , قال النسائي : " لا أعرفه " .
قلت : و ليس هو في " سنن النسائي الصغير " و لذلك لم يورده النابلسي في
" الذخائر " , فلعله في " الكبرى " له , و لم أقف على إسناده لننظر فيه و ليس
هو في الجزء المحفوظ في " الظاهرية " من " فوائد سمويه " . ثم وقفت على سنده
بواسطة " النكت الظراف " للحافظ العسقلاني ( 4 / 154 ) فإذا هو من طريق أخرى
ليس فيه القاسم المذكور , و رجاله ثقات غير يحيى بن سليمان قال الذهبي في "
الكاشف " : " صويلح " . و قد خالفه أبو الطاهر بن السرح فرواه عن عمرو بن
الشريد مرسلا لم يقل عن أبيه . أخرجه النسائي في " الكبرى " , و هو أصح . لكن
يشهد له حديث الترجمة , و قد يشهد له ما أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم
3794 ) عن يحيى الحماني أخبرنا منكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن خزيمة بن
معمر الأنصاري قال : رجمت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الناس
: حبط عملها , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " هو كفارة ذنوبها ,
و تحشر على ما سوى ذلك " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 265 ) : " رواه
الطبراني و فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني و هو ضعيف " .
قلت : و المنكدر بن محمد لين الحديث كما في " التقريب " , فالسكوت عنه و إعلاله
بمن دونه ليس بجيد .

ساجدة لله
2010-10-18, 09:52 AM
1756 " أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله عز وجل , فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر
كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل . و أيما رجل شاب شيبة في سبيل الله فهو له نور .
و أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما , فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له
من النار . و أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة , فكل عضو من المعتقة بعضو من
المعتقة فداء لها من النار . و أيما رجل مسلم قدم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم
يبلغوا الحنث أو امرأة , فهم له سترة من النار . و أيما رجل قام إلى وضوء يريد
الصلاة , فأحصى الوضوء إلى أماكنه , سلم من كل ذنب أو خطيئة له , فإن قام إلى
الصلاة رفعه الله بها درجة , و إن قعد قعد سالما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 350 :

أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) من طريق عبد الحميد حدثني شهر حدثني أبو طيبة أن شرحبيل
ابن السمط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال : يا # ابن عبسة # هل أنت محدثي حديثا
سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد و لا كذب , و لا
تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك ? قال : نعم , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير شهر بن حوشب فإنه سيء
الحفظ , لاسيما و قد قال الإمام أحمد : " لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن
شهر " . و قد وجدت الحديث مفرقا من غير طريقه إلا الجملة الأخيرة منه , فإني لم
أجد له فيها متابعا من حديث عمرو بن عبسة , و إنما من حديث أبي أمامة , فإليك
الآن بيانا تلك المتابعات حسب ترتيب الفقرات المرقمة :
1 - 3 تابعه سليم بن عمرو أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديث ليس
فيه تزويد و لا نسيان , قال عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكر
الفقرات الثلاثة مشوشة الترتيب . أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 310 )
و أحمد ( 4 / 113 ) و إسناده صحيح , و عزاه المنذري ( 2 / 171 ) للنسائي بإسناد
صحيح و له إسناد آخر من طريق الصنابحي عن عمرو . رواه أحمد و فيه رجل لم يسمه .
4 - تابعه سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال :
فذكره مرفوعا نحوه مع الفقرات الثلاثة الأولى . أخرجه أحمد ( 4 / 113 ) بسند
صحيح أيضا , و لابن حبان ( 1645 ) منه الفقرة الأولى بلفظ : " من بلغ بسهم في
سبيل الله فهو له درجة في الجنة " . و هي عند أحمد أيضا و زاد : " من رمى بسهم
في سبيل الله عز وجل فهو عدل محرر " . ثم رأيت عند ابن حبان ( 1208 ) هذه
الفقرة الرابعة و الثالثة أيضا . و كذا رواه الطحاوي في " المشكل " ( 1 / 312 )
. 5 - تابعه الفرج : حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة السلمي مرفوعا
نحوه بلفظ : " من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام , فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث
أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم , و من شاب ... " الحديث , و فيه الفقرات
الثلاث الأول . أخرجه أحمد ( 4 / 386 ) و سنده حسن .
6 - هذه الفقرة يرويها أبو غالب قال : سمعت أبا أمامة يقول : " إذا وضعت الطهور
مواضعه , قعدت مغفورا لك , فإن قام يصلي كان له فضيلة و أجرا , و إن قعد قعد
مغفورا له " . فقال رجل : يا أبا أمامة أرأيت إن قام فصلى تكون له نافلة ? قال
: " لا إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم , كيف تكون له نافلة و هو يسعى
في الذنوب و الخطايا ? ! تكون له فضيلة و أجرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 255 )
و إسناده حسن . ثم أخرجه ( 5 / 263 ) من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن
حوشب حدثني أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أيما رجل قام
إلى وضوئه يريد الصلاة , ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة , فإذا
مضمض و استنشق و استنثر نزلت خطيئته من لسانه و شفتيه مع أول قطرة , فإذا غسل
وجهه نزلت خطيئته من سمعه و بصره مع أول قطرة , فإذا غسل يديه إلى المرفقين
و رجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له , و من كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه
, قال : فإذا قام إلى الصلاة رفع الله بها درجته , و إن قعد قعد سالما " . قال
المنذري ( 1 / 96 ) : " و هو إسناد حسن في المتابعات لا بأس به " . و الحديث
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للطبراني فقط في " الكبير " ! دون الفقرة
الرابعة , ففاته أنه في " المسند " أتم منه ! و هو في " الكبير " بأكثر فقراته
مفرقا ( 7556 و 7560 و 7561 - 7567 و 7569 - 7572 ) من رواية شهر عن أبي أمامة
رضي الله عنه .
1757 " إياي و الفرج , يعني في الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 352 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) من طريق حفص بن غياث
و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 141 ) من طريق محمد بن خالد الوهبي عن ابن
جريج عن عطاء عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فذكره . و خالفهما عبد الرزاق فقال : عن ابن جريج به موقوفا على ابن عباس لم
يرفعه . أخرجه الطبراني أيضا .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا , و المرفوع أصح لاتفاق ثقتين عليه .
و ابن جريج و إن كان مدلسا , فروايته عن عطاء محمولة على السماع لقوله هو نفسه
: إذا قلت : قال عطاء , فأنا سمعته منه و إن لم أقل : سمعت . و كأنه لذلك لم
يعله أبو حاتم بعلة العنعنة مع أنه استنكره بقول ابنه عنه : " و هذا حديث منكر
و قال : " ابن جريج لا يحتمل هذا " يعني لا يحتمل رواية مثل هذا الحديث " .
كذا قال , و لم يذكر له علة ظاهرة , و كلامه يشعر على كل حال بأن العلة محمد
دون ابن جريج , و مع ذلك فلم تطمئن النفس لمثل هذا الإعلال المبهم , و كان يمكن
الاعتماد في ذلك على إيقاف عبد الرزاق إياه لولا اتفاق الثقتين على رفعه .
والله أعلم .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 91 ) : " رواه الطبراني في " الكبير
" , و رجاله ثقات " .
1758 " أيما رجل من أمتي سببته سبة , أو لعنته لعنة في غضبي , فإنما أنا من ولد آدم
أغضب كما يغضبون , و إنما بعثني رحمة للعالمين , فاجعلها عليهم صلاة يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 353 :

أخرجه أبو داود ( 4659 ) و أحمد ( 5 / 437 ) و الطبراني ( 6156 , 6157 ) عن عمر
ابن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال : " كان حذيفة بالمدائن , فكان يذكر
أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب , فينطلق
ناس ممن سمع ذلك من حذيفة , فيأتون # سلمان # فيذكرون له قول حذيفة , فيقول
سلمان : حذيفة أعلم بما يقول , فيرجعون إلى حذيفة , فيقولون له : قد ذكرنا قولك
لسلمان فما صدقك و لا كذبك , فأتى حذيفة سلمان و هو في مبقلة , فقال : يا سلمان
ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال سلمان :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ,
و يرضى , فيقول في الرضا لناس من أصحابه , أما تنتهي حتى { تورث } رجالا حب
رجال , و رجالا بغض رجال , و حتى توقع اختلافا و فرقة ?! و لقد علمت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : ( فذكره ) , والله لتنتهين أو لأكتبن إلى
عمر " .
قلت : و السياق لأبي داود و هو أتم و إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات . و للحديث
شواهد كثيرة تقدم بعضها من حديث عائشة و أم سلمة في المجلد الأول رقم ( 83 و 84
) مع التعليق عليه بما يناسب المقام , فارجع إليه إن شئت .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:01 AM
1759 " ألا إنما هن أربع : أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تقتلوا النفس التي حرم الله
إلا بالحق و لا تزنوا و لا تسرقوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :

أخرجه أحمد ( 4 / 339 ) و الطبراني ( 6316 - 6317 ) من طريق منصور عن هلال بن
يساف عن # سلمة بن قيس الأشجعي # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع : ( فذكره ) قال : فما أنا بأشح عليهن مني إذا سمعتهن من رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد صحيح . و قصر الهيثمي فقال ( 1 / 104 ) : " رواه الطبراني في
" الكبير " , و رجاله ثقات " .
1760 " أيها الناس عليكم بالقصد , عليكم بالقصد , فإن الله لا يمل حتى تملوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 354 :

أخرجه ابن ماجة ( 4241 ) و أبو يعلى ( 2 / 497 ) و ابن حبان ( 651 ) من طريق
يعقوب بن عبد الله القمي حدثنا عيسى بن جارية عن # جابر # قال : " مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على رجل قائم يصلي على صخرة , فأتى ناحية مكة , فمكث مليا ,
ثم أقبل فوجد الرجل على حاله يصلي , فجمع يديه ثم قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد محتمل للتحسين , رجاله موثوقون , و عيسى بن جارية مختلف فيه
, و قال الحافظ : " فيه لين " . و قال البوصيري في " الزوائد " ( 286 / 1 ) :
" هذا إسناد حسن , يعقوب مختلف فيه , و الباقي ثقات " . كذا قال , و لا يخفى ما
فيه لكن الحديث صحيح , فإنه يشهد له حديث بريدة مرفوعا : " عليكم هديا قاصدا ,
فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " . أخرجه أحمد و غيره و قد خرجته في " ظلال
الجنة في تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 95 - 97 ) . و حديث عائشة مرفوعا :
" اكفلوا من العمل ما تطيقون , فإن الله لا يمل حتى تملوا " . رواه الشيخان
و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1238 ) و مضى له شاهد ( 1709 ) .
1761 " يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و
عترتي أهل بيتي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 355 :

أخرجه الترمذي ( 2 / 308 ) و الطبراني ( 2680 ) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن
جعفر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول : " فذكره
, و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن
سليمان و غير واحد من أهل العلم " .
قلت : قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال
الحافظ : " ضعيف " .
قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال : " قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى ( خما ) بين مكة و المدينة
, فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال : أما بعد , ألا أيها الناس
, فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين ,
أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور ( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى ,
و من أخطأه ضل ) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب
فيه , ثم قال : - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل
بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي " . أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 ) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " ( 4 / 368 ) و أحمد ( 4 / 366 - 367 ) و ابن أبي عاصم في "
السنة " ( 1550 و 1551 ) و الطبراني ( 5026 ) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه
. ثم أخرج أحمد ( 4 / 371 ) و الطبراني ( 5040 ) و الطحاوي من طريق علي بن
ربيعة قال : " لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت
له : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين ( كتاب
الله و عترتي ) ? قال : نعم " . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و له طرق
أخرى عند الطبراني ( 4969 - 4971 و 4980 - 4982 و 5040 ) و بعضها عند الحاكم (
3 / 109 و 148 و 533 ) . و صحح هو و الذهبي بعضها . و شاهد آخر من حديث عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " ( إنى أوشك أن أدعى فأجيب , و ) إني تركت
فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي , الثقلين , أحدهما أكبر من الآخر , كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي , ألا و إنهما لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض " . أخرجه أحمد ( 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ) و ابن أبي
عاصم ( 1553 و 1555 ) و الطبراني ( 2678 - 2679 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) .
و هو إسناد حسن في الشواهد . و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني
( ص 529 ) و الحاكم ( 1 / 93 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 56 / 1 ) .
و ابن عباس عند الحاكم و صححه , و وافقه الذهبي . و عمرو بن عوف عند ابن عبد
البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 24 , 110 ) , و هي و إن كانت مفرداتها لا
تخلو من ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و خيرها حديث ابن عباس . ثم وجدت له شاهدا
قويا من حديث علي مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار ( 2 / 307 ) من
طريق أبي عامر العقدي : حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن
علي مرفوعا بلفظ : " ... كتاب الله بأيديكم , و أهل بيتي " . و رجاله ثقات غير
يزيد بن كثير فلم أعرفه , و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ . و الله
أعلم . ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم , و أن الصواب كثير بن زيد ,
ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال , فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر
العقدي , و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي , فالحمد لله على توفيقه . ثم
ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم ( 1558 ) . و شاهد آخر
يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به .
أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189 ) و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549 ) و الطبراني في "
الكبير " ( 4921 - 4923 ) . و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 170 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله
ثقات " ! و قال في موضع آخر ( 9 / 163 ) : " رواه أحمد , و إسناده جيد " ! بعد
تخريج هذا الحديث بزمن بعيد , كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان , ثم أن أسافر
منها إلى الإمارات العربية , أوائل سنة ( 1402 ) هجرية , فلقيت في ( قطر ) بعض
الأساتذة و الدكاترة الطيبين , فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا
الحديث , فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة , و ذلك من ناحيتين
ذكرتهما له : الأولى : أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة
, و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه , و فاته كثير من الطرق
و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات , كما
يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا ..
الثانية : أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم
التي ذكروها في " مصطلح الحديث " : أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق , فوقع
في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح . و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء
به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في ( الكويت ) يضعف هذا الحديث ,
و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك , يستدرك علي إيرادي الحديث
في " صحيح الجامع الصغير " بالأرقام ( 2453 و 2454 و 2745 و 7754 ) لأن الدكتور
المشار إليه قد ضعفه , و أن هذا استغرب مني تصحيحه ! و يرجو الأخ المشار إليه
أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث , و قد فعلت ذلك احتياطيا , فلعله يجد فيه
ما يدله على خطأ الدكتور , و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه , و عدم تنبهه
للفرق بين ناشئ في هذا العلم , و متمكن فيه , و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس
اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال , و ليست له قدم راسخة فيه . و الله
المستعان . و اعلم أيها القارىء الكريم , أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به
الشيعة , و يلهجون بذلك كثيرا , حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك , و هم
جميعا واهمون في ذلك , و بيانه من وجهين :
الأول : أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : " عترتي " أكثر مما
يريده الشيعة , و لا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به , ألا و هو أن العترة
فيهم هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم , و قد جاء ذلك موضحا في بعض طرقه كحديث
الترجمة : " عترتي أهل بيتي " و أهل بيته في الأصل هم " نساؤه صلى الله عليه
وسلم و فيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا كما هو صريح قوله تعالى في (
الأحزاب ) : *( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )*
بدليل الآية التي قبلها و التي بعدها : *( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء
إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا . و قرن
في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن
الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا . و
اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )* ,
و تخصيص الشيعة ( أهل البيت ) في الآية بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي
الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا
لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه , و حديث الكساء و ما في معناه غاية ما فيه
توسيع دلالة الآية و دخول علي و أهله فيها كما بينه الحافظ ابن كثير و غيره ,
و كذلك حديث " العترة " قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته
صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته و علي و أهله . و لذلك قال
التوربشتي - كما في " المرقاة " ( 5 / 600 ) : " عترة الرجل : أهل بيته و رهطه
الأدنون , و لاستعمالهم " العترة " على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقوله : " أهل بيتي " ليعلم أنه أراد بذلك نسله و عصابته الأدنين و
أزواجه " . و الوجه الآخر : أن المقصود من " أهل البيت " إنما هم العلماء
الصالحون منهم و المتمسكون بالكتاب و السنة , قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه
الله تعالى : " ( العترة ) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه و
على التمسك بأمره " . و ذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفا
. ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله : " إن أهل
البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت و أحواله , فالمراد بهم أهل العلم منهم
المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه و حكمته . و بهذا يصلح
أن يكون مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : *( و يعلمهم الكتاب و الحكمة )* "
. قلت : و مثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير
المتقدمة : *( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة )* . فتبين أن
المراد بـ ( أهل البيت ) المتمسكين منهم بسنته صلى الله عليه وسلم , فتكون هي
المقصود بالذات في الحديث , و لذلك جعلها أحد ( الثقلين ) في حديث زيد بن أرقم
المقابل للثقل الأول و هو القرآن , و هو ما يشير إليه قول ابن الأثير في "
النهاية " : " سماهما ( ثقلين ) لأن الآخذ بهما ( يعني الكتاب و السنة )
و العمل بهما ثقيل , و يقال لكل خطير نفيس ( ثقل ) , فسماهما ( ثقلين ) إعظاما
لقدرهما و تفخيما لشأنهما " .
قلت : و الحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة
الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله : " فعليكم بسنتي و سنة
الخلفاء الراشدين ... " . قال الشيخ القاريء ( 1 / 199 ) : " فإنهم لم يعملوا
إلا بسنتي , فالإضافة إليهم , إما لعملهم بها , أو لاستنباطهم و اختيارهم إياها
" . إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ : " تركت فيكم
أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما , كتاب الله و سنة رسوله " . و هو في " المشكاة
" ( 186 ) . و قد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين
اليوم في تضعيف حديث الموطأ . و الله المستعان .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:03 AM
1762 " الآيات خرزات منظومات في سلك , فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 361 :

أخرجه الحاكم ( 4 / 473 - 474 ) و أحمد ( 2 / 219 ) من طريقين عن خالد بن
الحويرث عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : " إسناده ضعيف خالد بن الحويرث ليس بالمشهور , قال ابن معين : " لا أعرفه
" و ذكره ابن حبان في الثقات " . لكن للحديث شاهد من رواية أنس بن مالك مرفوعا
به إلا أنه قال : " الأمارات خرزات ... " . أخرجه الحاكم ( 4 / 546 ) و قال :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا .
1763 " الإبل عز لأهلها و الغنم بركة و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 362 :

أخرجه ابن ماجة ( 2305 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1614 ) قالا : حدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عامر عن # عروة
البارقي # يرفعه , و ذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما في " الزوائد " ( 162 / 1 ) و قال
: " فقد احتجا بجميع رواته , و رواه الشيخان و الترمذي و النسائي من طريق عامر
الشعبي به , مقتصرين على قصة الخيل دون أوله , و كذلك رواه الدارمي " . و له
شاهد من حديث حذيفة بن اليمان مرفوعا به و زاد : " و عبدك أخوك , فأحسن إليه
و إن وجدته مغلوبا فأعنه " . أخرجه البزار ( رقم - 1685 ) عن أبي يحيى الحماني
عبد الحميد بن عبد الرحمن : حدثنا الحسن بن أبي الحسن البجلي عن طلحة بن مصرف
عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عنه و قال : " لا نعلمه عن حذيفة إلا بهذا
الإسناد , و أحسب أن الحسن البجلي هو ابن عمارة " .
قلت : و هو متروك كما في " التقريب " , و قول الهيثمي ( 5 / 259 ) : " و هو
ضعيف " . فهو من تساهله أو تسامحه في التعبير , فالرجل أسوأ حالا من ذلك كما هو
معروف عند العلماء و لذلك فهو ممن لا يصلح للاستشهاد به . و جملة " الغنم بركة
" قد صحت من حديث أم هاني و عائشة بإسنادين صحيحين و قد تقدما ( 773 ) .
و أخرجها أبو يعلى ( 2 / 477 ) من طريق عبد الله بن عبد الله عن ابن ( أبي )
ليلى عن البراء مرفوعا . و عبد الله هذا هو أبو جعفر الرازي , و هو ممن يستشهد
به لسوء حفظه مع الصدق . و روى طلحة عن عمرو عن عطاء مرسلا بلفظ : " الغنم بركة
موضوعة و الإبل جمال لأهلها و الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة " .
أخرجه معمر بن المثنى في " الخيل " ( 3 / 2 ) : حدثني عمر بن عمران السدوسي قال
: حدثنا طلحة بن عمرو به .
قلت : و طلحة هذا هو الحضرمي المكي متروك أيضا .
1764 " الأخوات الأربع : ميمونة و أم الفضل و سلمى و أسماء بنت عميس - أختهن لأمهن -
مؤمنات " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 363 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 138 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 328
/ 2 ) و الحاكم ( 4 / 32 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 239 / 2 ) و أبو
منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص 91 ) من طرق عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة - أخي موسى بن عقبة - عن كريب
مولى عبد الله بن العباس عن # عبد الله بن العباس # مرفوعا به , و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و قال أبو منصور .
" و هذا حديث حسن من حديث كريب " .
1765 " الإزار إلى نصف الساق . فلما رأى شدة ذلك على المسلمين , قال : إلى الكعبين
لا خير فيما أسفل من ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :

أخرجه أحمد ( 3 / 140 و 249 و 256 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 223 /
2 ) من طرق عن حميد عن # أنس # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و للحديث شواهد كثيرة مخرجة في "
المشكاة " ( 4331 ) و " الترغيب " ( 3 / 97 - 98 ) . و من الشواهد التي لم تخرج
هناك حديث حذيفة بن اليمان قال : " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة
ساقي فقال : هذا موضع الإزار , فإن أبيت فأسفل , فإن أبيت فلا حق للإزار فيما
دون الكعبين " . أخرجه أصحاب السنن غير أبي داود و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد (
5 / 382 و 396 و 398 و 400 ) و الحميدي ( 445 ) عن مسلم بن نذير عنه . و تابعه
عند ابن حبان ( 1448 ) الأغر أبو مسلم عن حذيفة . و هذه السنة مما أعرض عنها
كثير من الخاصة فضلا عن العامة , كما بينته في مقدمة كتابي الجديد " مختصر
الشمائل المحمدية " , و هو في طريقه إلى الطبع إن شاء الله تعالى .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:15 AM
1766 " الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة , إلا من قال بالمال هكذا و هكذا , و كسبه
من طيب " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 364 :

أخرجه ابن ماجة ( 4130 ) من طريق عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل - هو سماك - عن
مالك بن مرثد الحنفي عن أبيه عن # أبي ذر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات و في عكرمة بن عمار كلام و بخاصة في روايته
عن يحيى بن أبي كثير , قال الحافظ : " صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي
كثير اضطراب " . إذا عرفت هذا تعلم تساهل البوصيري في " الزوائد " ( 278 / 2 )
بقوله : " هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات " . و لعله أتى من قبل كون عكرمة
المذكور من رجال مسلم , و من المعلوم أنه ليس كل رجاله في مرتبة واحدة , ففيهم
من هو حسن الحديث كما لا يخفى على مارس هذا العلم الشريف . و للحديث شاهد من
حديث ابن مسعود مرفوعا به دون قوله : " و كسبه من طيب " . أخرجه ابن حبان ( 807
) و رجاله ثقات . و آخر من حديث ابن عباس مرفوعا مثله . أخرجه الخطيب في
" التاريخ " ( 7 / 264 ) .
و ثالث من حديث أبي هريرة مرفوعا مثله , و زاد : " أمامه و عن يمينه و عن شماله
و خلفه " . أخرجه أحمد ( 2 / 428 ) و إسناده جيد , و ابن ماجة ( 4131 ) دون
الزيادة , و هو رواية لأحمد ( 2 / 340 ) . ثم وجدت له عنده ( 2 / 309 و 525 و
535 ) طريقا أخرى عن كميل بن زياد عن أبي هريرة بلفظ : " يا أبا هريرة هلك
المكثرون , إلا من قال هكذا , و هكذا , و هكذا , ثلاث مرات , حتى بكفيه عن
يمينه و عن يساره و بين يديه و قليل ما هم " .
قلت : و أحد إسناديه صحيح , و قال المنذري ( 4 / 108 ) : " رواته ثقات " .
و لهذا اللفظ شاهد من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري . أخرجه أحمد ( 3 /
31 ) و ابن ماجة ( 4129 ) . و آخر من حديث أبي ذر بلفظ : " إن الأكثرين هم
الأقلون إلا من قال ... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 83 ) و أحمد ( 5 / 152
) و قال : " الأخسرون " .
1767 " الإمام ضامن , فإن أحسن فله و لهم و إن أساء - يعني - فعليه و لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 366 :

أخرجه ابن ماجة ( 981 ) عن عبد الحميد بن سليمان أخي فليح حدثنا أبو حازم قال :
" كان # سهل بن سعد الساعدي # يقدم فتيان قومه يصلون بهم , فقيل له : تفعل و لك
من القدم مالك ? قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات غير عبد الحميد بن سليمان , فهو ضعيف . لكن الحديث صحيح ,
فإن قوله : " الإمام ضامن " قد جاء من حديث أبي هريرة و عائشة و هما مخرجان في
" صحيح أبي داود " ( 530 - 531 ) و من حديث أبي أمامة عند أحمد ( 5 / 260 )
بسند حسن . و الباقي جاء من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " يصلون لكم , فإن
أصابوا فلكم و لهم , و إن أخطأوا فلكم و عليهم " . أخرجه البخاري و أحمد ( 2 /
355 ) و ابن حبان ( 375 ) نحوه . و له عنده ( 374 ) شاهد من حديث عقبة بن عامر
مرفوعا نحوه , و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 593 ) .
1768 " الأنصار شعار و الناس دثار و لو أن الناس استقبلوا واديا أو شعبا و استقبلت
الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار و لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 367 :

أخرجه ابن ماجة ( 164 ) عن # عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن
جده # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال البوصيري في
" الزوائد " ( 12 / 1 ) : " هذا إسناد ضعيف , و الآفة فيه من عبد المهيمن بن
عباس , و باقي رجال الإسناد ثقات . رواه الترمذي في " الجامع " من حديث أبي بن
كعب إلا أنه لم يقل : " الأنصار شعار و الناس دثار " و قال : " لو سلك " بدل
" استقبلوا " و الباقي نحوه , و قال : " حديث حسن " .
قلت : هذا الحديث صحيح جدا , و لقد قصر البوصيري في حقه حين لم يستشهد له إلا
بحديث الترمذي , فأوهم أنه لا شاهد له سواه , و ليس كذلك , و أسوأ منه عملا
السيوطي , فإنه أورده في " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق 69 / 1 ) من رواية
ابن ماجة فقط عن سهل , و كان الواجب أن يذكر له بعض الشواهد التي تدل على أنه
صحيح لغيره , و لو اختلفت بعض ألفاظه كما هي غالب عادته , و لذلك رأيت من
الواجب ذكر بعض الشواهد ليكون الواقف عليها على بينة من صحة الحديث , و الموفق
الله تعالى . و قد جاء الحديث عن عبد الله بن زيد بن عاصم و أنس بن مالك و أبي
هريرة و أبي قتادة و أبي بن كعب .
1 - أما حديث عبد الله بن زيد , فأخرجه البخاري ( 3 / 152 و 4 / 412 ) و مسلم
( 3 / 108 - 109 ) و أحمد ( 4 / 42 ) بتقديم و تأخير , و لفظه : " لولا الهجرة
لكنت امرأ من الأنصار و لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبها
, و الأنصار شعار و الناس دثار , إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على
الحوض " .
2 - حديث أنس , أخرجه البخاري ( 3 / 4 و 153 و 154 ) و مسلم ( 3 / 106 و 107 )
و أحمد ( 3 / 169 و 172 و 188 و 246 و 249 و 275 و 280 ) من طرق عنه و ليس عند
الشيخين إلا الجملة الوسطى من لفظ الترجمة و هو رواية أحمد و إسناده في الرواية
الأولى التامة صحيح على شرط مسلم .
3 - حديث أبي هريرة , أخرجه البخاري ( 3 / 5 و 4 / 412 ) و ابن حبان ( 2292 )
و أحمد ( 2 / 410 و 414 و 419 و 469 و 501 ) من طرق عنه , و ليس عند البخاري
و ابن حبان الجملة الأولى منه خلافا لأحمد في رواية , و إسناده صحيح أيضا على
شرط مسلم .
4 - حديث أبي قتادة , أخرجه أحمد ( 5 / 307 ) عنه بتمامه و كذا الحاكم ( 4 / 79
) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 10 / 35 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن
النضر الأنصاري و هو ثقة " .
5 - حديث أبي بن كعب , أخرجه الترمذي ( رقم 3895 ) و أحمد ( 5 / 137 و 138 )
و عنه الحكم ( 4 / 78 ) عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب
عن أبيه مرفوعا به , دون الجملة الأولى , و قال الترمذي : " حديث حسن " . و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
قلت : هو حسن الإسناد عند أحمد , فإن له عنده طريقا أخرى صحيحة عن ابن عقيل
و هو حسن الحديث . و في الباب عن جمع آخر من الصحابة , فمن شاء الإطلاع عليها ,
فليرجع إلى " مجمع الزوائد " , و فيما ذكرنا كفاية .
( تنبيه ) لم تقع الجملة الثالثة من الحديث في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 /
324 ) و لذلك اعتمدنا في هذا التخريج على نسخة الأستاذ الدعاس , و لقد كان يحسن
به التنبيه على ذلك .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:16 AM
1769 " الإيمان بضع و سبعون بابا , فأدناه إماطة الأذى عن الطريق , و أرفعها قول :
لا إله إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 369 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 598 ) و الترمذي ( 3 / 357 - تحفة ) و ابن
ماجة ( 57 ) و أحمد ( 2 / 445 ) و أبو عبيد في " الإيمان " ( رقم 4 - بتحقيقي )
من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن # أبي
هريرة # مرفوعا به إلا أن لفظ البخاري كلفظ جرير الآتي عند مسلم . و قال
الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و تابعه جرير عن سهيل به إلا أنه قال : " بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة
" . و الباقي مثله إلا أنه قال : " فأفضلها " مكان " و أرفعها " , و زاد :
" و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه مسلم ( 1 / 46 ) و ابن ماجة ( 57 ) .
و تابعه حماد بن سلمة قال : أنبأنا سهيل بن أبي صالح به مثل لفظ سفيان إلا أنه
قال : " أفضلها " مكان " أرفعها " و " العظم " بدل " الأذى " , و زاد :
" و الحياء شعبة من الإيمان " . أخرجه أحمد ( 2 / 414 ) و أبو داود ( 2 , 268 )
بإسناد صحيح على شرط مسلم . و تابعه ابن عجلان عن عبد الله بن دينار بلفظ :
" الإيمان ستون أو سبعون أو أحد العددين ... " و الباقي مثل حديث حماد إلا أنه
قال : " أعلاها " . أخرجه ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 67 بتحقيقي )
و عنه ابن ماجة ( 57 ) . و ابن عجلان حسن الحديث إلا عند المخالفة , و قد خالف
الجميع في إسقاطه لفظة " بضع " فلا يحتج به . و تابعهم مختصرا سليمان بن بلال
عن عبد الله بن دينار بلفظ : " الإيمان بضع و سبعون شعبة , و الحياء شعبة من
الإيمان " .‏أخرجه مسلم , و كذا البخاري ( 1 / 44 - فتح ) إلا أنه قال :
" و ستون " . أخرجه مسلم من طريقين , و البخاري من طريق ثالثة , كلهم عن أبي
عامر العقدي : حدثنا سليمان بن بلال به . و من العجيب أن تفوت الحافظ ابن حجر
رواية مسلم هذه فقد قال في شرحه : " قوله : ( و ستون ) لم تختلف الطرق عن أبي
عامر شيخ المؤلف في ذلك , و تابعه يحيى الحماني - بكسر المهملة و تشديد الميم -
عن سليمان بن بلال , و أخرجه أبو عوانة من طريق بشر بن عمرو عن سليمان بن بلال
, فقال : " بضع و ستون أو بضع و سبعون " . و كذا وقع التردد في رواية مسلم من
طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار . و رواه أصحاب السنن الثلاثة من
طريقه فقالوا : " بضع و سبعون " من غير شك , و لأبي عوانة في " صحيحه " من طريق
: " ست و سبعون أو سبع و سبعون " . و رجح البيهقي رواية البخاري لأن سليمان لم
يشك . و فيه نظر لما ذكرنا من رواية بشر بن عمرو عنه , فتردد أيضا . لكن يرجح
بأنه المتيقن و ما عداه مشكوك فيه . و أما رواية الترمذي بلفظ : " أربع و ستون
" فمعلولة , و على ( فرض ) صحتها لا تخالف رواية البخاري , و ترجيح رواية بضع و
سبعون لكونها زيادة ثقة كما ذكره الحليمي ثم عياض - لا يستقيم , إذ الذي زادها
لم يستمر على الجزم بها لاسيما مع اتحاد المخرج . و بهذا يتبين شفوف نظر
البخاري , و قد رجح ابن الصلاح الأقل لكونه المتيقن " .
و أقوله : لا شك أن الأخذ بالأقل هو المتيقن عند اضطراب الرواية و عدم إمكان
ترجيح وجه من وجوه الاضطراب , و ليس الأمر كذلك هنا في نقدي لأن رواية مسلم عن
سليمان أرجح من رواية البخاري عنه لأنها من طريقين كما سبقت الإشارة إليه عن
أبي عامر عنه . خلافا لقول الحافظ السابق : " لم تختلف الطرق عن أبي عامر ... "
. و متابعة الحماني إياه لا تفيد فيما نحن فيه لأن الحماني فيه ضعف . فإذا رجحت
رواية مسلم عن أبي عامر , فيصير سليمان بن بلال متابعا لسهيل بن أبي صالح من
طريق سفيان و حماد بن سلمة عنه بلفظ " بضع و سبعون " , و بهذه المتابعة يترجح
هذا اللفظ على سائر الألفاظ , لاسيما و غالبها تردد فيها الرواة و شكوا , فإذا
انضم إلى ذلك أن زيادة الثقة مقبولة , استقام ترجيح هذا اللفظ كما ذكره الحليمي
ثم عياض , و لم يرد عليه قول الحافظ : " إذ الذي زادها لم يستمر على الجزم بها
" لأنه يكفي القول بأن الجزم بها هو الراجح على ما بينا . و الله أعلم . و أما
لفظ " أربع و ستون " , فأخرجه الترمذي و أحمد ( 2 / 379 ) من طريق عمارة بن
غزية عن أبي صالح به . و عمارة هذا من رجال مسلم , و هو لا بأس به كما في "
التقريب " , فمثله لا يعارض بروايته رواية عبد الله بن دينار الثقة الثبت
المحتج به في " الصحيحين " , فهو أحفظ من عمارة بكثير , لاسيما و معه الزيادة ,
فهي مقبولة قطعا . و لعله لهذا جزم الحافظ بأنها معلولة . و الله أعلم .
1770 " الإيمان يمان و الكفر من قبل المشرق و إن السكينة في أهل الغنم و إن الرياء و
الفخر في أهل الفدادين : أهل الوبر و أهل الخيل , و يأتي المسيح من قبل المشرق
و همته المدينة , حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام ,
هنالك يهلك , هنالك يهلك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 372 :

" أخرجه الترمذي ( 3 / 238 - 239 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 407 - 408 و 457 ) من
طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه مسلم مفرقا في موضعين ( 1 / 52
و 4 / 120 ) , و هو رواية لأحمد ( 2 / 372 و 397 و 484 ) .
1771 " الأيمن فالأيمن ـ و في طريق : الأيمنون الأيمنون ـ ألا فيمنوا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 272 :

ورد من حديث # أنس بن مالك و سهل بن سعد # .
1 - أما حديث أنس فيرويه البخاري ( 2 / 75 و 130 و 4 / 35 ) و مسلم ( 6 / 112 -
113 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 8 / 148 - 149 ) و كذا مالك ( 2 / 926 / 17 )
و عنه أبو داود ( 3726 ) و كذا الترمذي ( 1 / 345 ) و صححه و الدارمي ( 2 / 118
) و ابن ماجة ( 3425 ) و الطيالسي ( 2094 ) و أحمد ( 3 / 110 و 113 و 197 و 231
و 239 ) و ابن سعد ( 7 / 20 ) و الدولابي ( 2 / 19 ) من طرق عنه : " أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء و عن يمينه أعرابي و عن شماله
أبو بكر , فشرب , ثم أعطى الأعرابي , و قال : " فذكره , و اللفظ للبخاري من
طريق مالك عن ابن شهاب عنه . و في رواية للشيخين و أحمد من طريق أبي طوالة عبد
الله بن عبد الرحمن قال : سمعت أنسا يقول : " أتانا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في دارنا هذه فاستسقى , فحلبنا شاة لنا , ثم شبته من ماء بئرنا هذه ,
فأعطيته , و أبو بكر عن يساره و عمر تجاهه و أعرابي عن يمينه , فلما فرغ قال
عمر : هذا أبو بكر , فأعطى الأعرابي فضله , ثم قال : " فذكره باللفظ الآخر ,
و السياق للبخاري : قال أنس : فهي سنة , فهي سنة , فهي سنة .
2 - و أما حديث سهل بن سعد الساعدي نحوه دون قوله : " الأيمن ... " . أخرجه
مالك ( رقم 18 ) و البخاري ( 2 / 75 و 100 و 138 و 4 / 36 ) و مسلم ( 6 / 113 )
و أحمد ( 5 / 333 و 338 ) و الطبراني ( 5780 و 5890 و 5948 و 5989 و 6007 ) من
طريق أبي حازم عنه . و في رواية للبخاري ( 4 / 39 ) و الطبراني ( 5792 ) من هذا
الوجه عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " اسقنا يا سهل ! " . و في الحديث أن
بدء الساقي بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لأنه صلى الله عليه وسلم كان
طلب السقيا , فلا يصح الاستدلال به على أن السنة البدء بكبير القوم مطلقا كما
هو الشائع اليوم , كيف و هو صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بل أعطى الأعرابي
الذي كان عن يمينه دون أبي بكر الذي كان عن يساره , ثم بين ذلك بقوله :
" الأيمن فالأيمن " . و لعلي شرحت هذا في مكان آخر من هذا الكتاب أو غيره .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:16 AM
1772 " لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غليانا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 374 :

أخرجه أحمد ( 4 / 4 ) : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الفرج حدثنا سليمان بن سليم
قال : قال # المقداد بن الأسود # : " لا أقول في رجل خيرا و لا شرا , حتى أنظر
ما يختم له - يعني - بعد شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم , قيل : و ما
سمعت ? قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد منقطع , و رجاله ثقات غير الفرج و هو ابن فضالة , فإنه ضعيف
لكنه قد توبع كما يأتي , و قد رواه عنه بقية فزاد في إسناده فقال : حدثنا الفرج
ابن فضالة حدثني سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن المقداد بن الأسود به .
أخرجه المحاملي في الرابع من " الآمالي " ( 50 / 2 ) و أبو محمد الطامذي في "
الفوائد " ( 108 - 109 ) و قال : " و هذا إسناد شامي , و فرج بن فضالة يتكلم
فيه " .
قلت : و لبقية فيه إسناد آخر , فقال : حدثنا عبد الله بن سالم عن أبي سلمة
سليمان بن سليم عن ابن جبير عن أبيه عن المقداد به . أخرجه ابن أبي عاصم في
" السنة " ( رقم 226 - بتحقيقي ) و القضاعي ( ق 108 / 2 ) .
قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات , صرح بقية فيه بالتحديث , فأمنا به شر
تدليسه . و لم يتفرد به , فقد قال عبد الله بن صالح : حدثني معاوية بن صالح عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير به . أخرجه الحاكم ( 2 / 289 ) و أبو القاسم
الحنائي في " الثالث من الفوائد " ( ق 81 / 2 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 4 /
18 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 17 / 76 / 1 ) , و قال الحاكم : " على
شرط البخاري " . و وافقه الذهبي !
قلت : معاوية لم يخرج له البخاري , و ابن صالح فيه ضعف , و قال الحنائي : " لا
نعرفه بهذا الطريق إلا من حديث أبي صالح كاتب الليث " . ثم قال : " و الحديث
مشهور عن المقداد " .
قلت : تابعه الليث عن معاوية بن صالح به . أخرجه ابن بطة . فصح الحديث و الحمد
لله من هذه الطريق و طريق بقية الآخر .
1773 " بكروا بالإفطار و أخروا السحور " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 375 :

قال السيوطي في " الجامع الكبير " : " رواه ابن عدي و الديلمي عن # أنس # " .
قلت : و لم أقف على إسناده الآن , و إنما كان يغلب على الظن أنه ضعيف . ثم
رأيته عند الديلمي ( 2 / 1 / 3 ) , و فيه المبارك بن سحيم , و هو متروك . و عنه
ابن عدي ( ق 381 / 1 ) . لكن له شواهد كثيرة يتقوى بها , منها حديث أم حكيم بنت
وداع مرفوعا بلفظ : " عجلوا بالإفطار , و أخروا السحور " . قال الهيثمي في "
المجمع " ( 3 / 155 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " من طريق حبابة بنت عجلان
عن أمها عن صفية بنت جرير , و هؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة , و لم يجرحهن أحد
و لم يوثقهن " . و عزاه الحافظ في " الإصابة " لأبي يعلى و ابن منده . و منها
حديث ابن عباس مرفوعا : " إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا و نؤخر
سحورنا و نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " .‏أخرجه الطيالسي و غيره و صححه
ابن حبان , و هو مخرج في غير ما مؤلف من مؤلفاتي , فانظر " صحيح الجامع الصغير
و زيادته " ( رقم 2282 ) . و في الحض على تعجيل الإفطار و تأخير السحور أحاديث
أخرى تراجع في كتب الحديث الجامعة .
1774 " بعثت إلى أهل البقيع أصلي عليهم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 376 :

أخرجه أحمد ( 6 / 92 ) عن عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن
# عائشة # أنها قالت : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة , فأرسلت
بريرة في أثره لتنظر أين ذهب , قالت : فسلك نحو بقيع الغرقد , فوقف في أدنى
البقيع , ثم رفع يديه , ثم انصرف , فرجعت إلي بريرة , فأخبرتني , فلما أصبحت
سألته ? فقلت : يا رسول الله أين خرجت الليلة ? قال : فذكره . و تابعه مالك في
" الموطأ " ( 1 / 242 / 55 ) و عنه النسائي ( 1 / 287 ) .
قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , فإن أم علقمة و اسمها مرجانة قد روى
عنها أيضا غير ابنها , بكير بن الأشج , و قال العجلي في " الثقات " ( 68 / 2
مصورة المكتب ) : " مدنية تابعية ثقة " . و قد تابعها على أصل القصة محمد بن
قيس بن مخرمة بن المطلب عن عائشة به مطولا , مع اختلاف في بعض الأحرف , و فيه
أن جبريل عليه السلام قال له صلى الله عليه وسلم : " إن ربك يأمرك أن تأتي أهل
البقيع فتستغفر لهم " . أخرجه مسلم ( 3 / 63 - 64 ) و النسائي ( 1 / 286 - 287
) و أحمد ( 6 / 221 ) . فقوله : " فتستغفر لهم " يبين أن قوله في رواية علقمة :
" لأصلي عليهم " ليس المراد صلاة الجنازة , و إنما الدعاء لهم و الاستغفار .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:17 AM
1775 " أهل اليمن أرق قلوبا و ألين أفئدة و أنجع طاعة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :

أخرجه الإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 154 ) من طريق مشرح بن هاعان أنه سمع
# عقبة بن عامر # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير مشرح هذا , و قد
وثقه ابن معين , و كذا ابن حبان . ثم تناقض فأورده في " الضعفاء " ! و الحديث
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 55 ) : " رواه أحمد و الطبراني - و قال
: و أسمع طاعة - و إسناده حسن " . ( أنجع ) أي أنفع .
1776 " بيت لا تمر فيه , كالبيت لا طعام فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 377 :

أخرجه ابن ماجة ( 3327 ) من طريق هشام بن سعد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته
# سلمى # أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن , و رجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في هشام غير عبيد الله
و هو ابن علي بن أبي رافع , نسب لجده , قال ابن معين : " لا بأس به " . و قال
أبو حاتم : " لا بأس بحديثه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و يشهد له
حديث عائشة مرفوعا : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . أخرجه مسلم ( 6 / 123 )
و غيره .
1777 " بلوا أرحامكم و لو بالسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 378 :

أخرجه وكيع في " الزهد " ( 2 / 74 / 2 ) : حدثنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن #
سويد بن عامر الأنصاري # مرفوعا به . و أخرجه ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 75
) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 55 / 1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
16 / 132 / 2 ) من طرق أخرى عن مجمع به .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و لكنه مرسل , أورده ابن حبان في ترجمة سويد هذا
و قال : " سويد بن عامر بن يزيد ( الأصل : زيد ) بن جارية الأنصاري من أهل
المدينة , يروي المراسيل , و قد سمع الشموس بنت النعمان , و لها صحبة " .
و أخرجه عبد الرحمن بن عمر الدمشقي في " الفوائد " ( 1 / 223 / 1 ) و القضاعي
أيضا من طريق عيسى بن يونس عن مجمع بن يحيى قال : حدثني رجل من الأنصار .
و أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( ق 62 / 1 ) من طريق الفزاري مروان بن
معاوية عن مجمع بن يحيى الأنصاري عمن حدثه يرفعه .
قلت : و بالجملة فالإسناد صحيح مرسلا , إلا أن بعضهم لم يسم مرسله . و سماه
الآخرون , و به يتبين أنه ثقة . و قد روى موصولا من حديث ابن عباس و أبي الطفيل
و أنس بن مالك و سويد بن عمرو .
1 - أما حديث ابن عباس , فوصله القطيعي في " جزء الألف دينار " ( ق 38 / 2 ) :
حدثنا محمد قال : حدثنا معاذ بن معاذ بن صقير - جليس لعثمان بن عمر - قال :
حدثنا البراء بن يزيد الغنوي قال : حدثنا أبو جمرة عنه . و بهذا الإسناد أخرجه
الطبراني كما في " المنتقى منه " ( 4 / 4 / 1 ) .
قلت : و محمد هو ابن يونس بن موسى الكديمي و هو متهم بالكذب , فلا يستشهد به .
و لكن لعله لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 152 ) : " رواه
البزار و فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي و هو ضعيف " .
قلت : فلم يعله بالكديمي , فلو كان في إسناد البزار أيضا , لم يدع إعلاله به
إلى إعلاله بالضعيف , ألا و هو الغنوي . ثم إن قوله : " و فيه يزيد بن عبد الله
ابن البراء " لعله سهو منه أو من بعض النساخ , فإن هذا الاسم لا وجود له و إنما
هو - كما في إسناد القطيعي و الطبراني - البراء بن يزيد الغنوي و هو البراء بن
عبد الله بن يزيد نسب لجده , و هو ضعيف كما في " التقريب " . ثم وقفت على إسناد
البزار في " كشف الأستار " ( 1877 ) فإذا هو عين إسناد القطيعي , إلا أنه نسب
محمدا فقال : ( ابن يونس ) .
2 - و أما حديث أبي الطفيل , فقد رواه الطبراني , و فيه راو لم يسم كما قال
الهيثمي .
3 و 4 - و أما حديث أنس و سويد , فعزاهما السيوطي للبيهقي في " الشعب " , و لم
أقف على إسنادهما , و لا على من بين علتهما . و جملة القول أن الحديث بمجموع
طرقه حسن على أقل الدرجات . ثم رأيت السخاوي في " المقاصد " ( ص 146 ) عزاه
للعسكري من حديث إسماعيل بن عياش عن مجمع بن جارية الأنصاري عن عمه عن أنس رفعه
به .
قلت : فرجعت هذه الطريق إلى الطريق الأولى , إلا أن إسماعيل بن عياش أسنده عن
أنس , و ذلك من أوهامه لأنه ضعيف في المدنيين كما قال البخاري و غيره , و مجمع
هذا منهم . ثم قال السخاوي : " و في الباب عن أبي الطفيل , عند الطبراني و ابن
لال , و عن سويد بن عامر , و بعضها يقوي بعض " . ( بلوا ) أي ندوها بصلتها , و
هم يطلقون النداوة على الصلة , كما يطلقون اليبس على القطيعة .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:17 AM
1778 " البركة مع أكابركم " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 380 :

أخرجه ابن حبان ( 1912 ) و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 97 / 1 - 2 )
و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 16 / 2 ) و أبو نعيم
في " الحلية " ( 8 / 172 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 44 / 1 ) و الحاكم
في " المستدرك " ( 1 / 62 ) و في " علوم الحديث " ( ص 48 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 11 / 165 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 1 ) و ابن عساكر
في " التاريخ " ( 13 / 290 / 1 و 14 / 10 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 64
/ 35 / 2 ) عن عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن # ابن عباس # به
و قال الحاكم : " صحيح على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و
وقع في " الترغيب " ( 1 / 66 ) أنه قال : " على شرط مسلم " و هو خطأ . و قال
ابن عدي : " لا يروى إلا عن ابن المبارك , و الأصل فيه مرسل " .
قلت : ابن المبارك ثقة ثبت إمام , فلا يضره إرسال من أرسله , على أن له شاهدا
من حديث أنس يرويه سعيد بن بشير عن قتادة عنه مرفوعا به . أخرجه ابن عدي ( ق
177 / 2 ) و قال : " غريب , و لا أرى بما يروى عن سعيد بن بشير بأسا , و لعله
يهم في الشيء بعد الشيء و يغلط , و الغالب على حديثه الاستقامة , و الغالب عليه
الصدق " .
( تنبيه ) هكذا لفظ الحديث عند الوليد بن مسلم و جمع سواه عند من ذكرنا , رووه
كلهم عن ابن المبارك به . و خالفهم محمد بن عبد الرحمن بن سهم فقال : أخبرنا
عبد الله بن المبارك ... بلفظ : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى
قال : ابدؤا بالكبراء , أو قال : بالأكابر " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 638 ) و من
طريقه الضياء .
قلت : و هو بهذا اللفظ شاذ لمخالفة ابن سهم فيه الثقات , مع قول ابن حبان فيه :
" ربما أخطأ " . لاسيما و لفظه مخالف بظاهره للحديث المتفق عليه عن أنس : "
الأيمنون فالأيمنون " . <1> إلا أن يؤول , و لا حاجة إلى ذلك لأن التأويل فرع
التصحيح , فتأمل .
قلت : و أنكر منه لفظا ما رواه نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك بلفظ :
" الخير ... " مكان البركة " . أخرجه البزار ( رقم - 1957 ) . و نعيم ضعيف . و
تابعه النضر بن طاهر : حدثنا ابن المبارك به . أخرجه الديلمي ( 2 / 136 ) .
و النضر ضعيف جدا كما قال ابن عدي .

-----------------------------------------------------------
[1] مضى تخريجه برقم ( 1771 ) . اهـ .
1779 " تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم " . يعني مواشيهم .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 382 :

أخرجه أحمد ( 2 / 184 ) : حدثنا عبد الصمد عن عبد الله بن المبارك حدثنا أسامة
ابن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن # عبد الله بن عمرو # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و أخرجه الطيالسي ( 2264 ) : حدثنا ابن المبارك
به إلا أنه شك فقال : " أو عند أفنيتهم " . و أخرجه البيهقي ( 4 / 110 ) من
طريقه و قال : " شك أبو داود " و خالفهما في إسناده محمد بن الفضل فقال : حدثنا
ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه ابن ماجة (
1806 ) .
قلت : و محمد بن الفضل هو السدوسي الملقب بـ " عارم " , و هو ثقة , و لكنه كان
اختلط , فلا يعتد بمخالفته للثقتين المتقدمين : عبد الصمد و هو ابن عبد الوارث
و الطيالسي . و إسنادهما حسن , رجاله ثقات , و في أسامة بن زيد و هو أبو زيد
الليثي خلاف , و هو حسن الحديث . و أما قول البوصيري في " الزوائد " ( 133 / 2
) : " و إسناده ضعيف لضعف أسامة " .
فأقول : لعله أراد أنه أسامة بن زيد العدوي , فإنه ضعيف و الأقرب ما ذكرنا أنه
الليثي , فإنه هو الذي ذكر في الرواة عن عمرو بن شعيب دون العدوي . و كلاهما من
شيوخ ابن المبارك . و الله أعلم . و للحديث شاهد يرويه عبد الملك بن محمد بن
عمرو بن حزم عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرو عن عائشة مرفوعا نحوه . أخرجه
البيهقي . و عبد الملك هذا لم أعرفه .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:18 AM
1780 " تجيء ريح بين يدي الساعة , تقبض فيها أرواح كل مؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 383 :

أخرجه أحمد ( 3 / 420 ) : حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن أيوب عن نافع
عن # عياش بن أبي ربيعة # قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و أخرجه الحاكم ( 4 / 489 ) من طريق الدبري : أنبأ عبد الرزاق ... و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و له شواهد من
حديث النواس بن سمعان في آخر حديثه الطويل في الدجال و نزول عيسى عليه السلام
بلفظ : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة , فتأخذهم تحت آباطهم , فتقبض
روح كل مؤمن و كل مسلم ... " . أخرجه مسلم ( 8 / 197 - 198 ) و الترمذي ( 2 /
38 - 39 ) و صححه , و ابن ماجة رقم ( 4075 ) و أحمد ( 4 / 181 - 182 ) . و من
حديث حذيفة بن أسيد الغفاري عند الحاكم ( 3 / 594 ) و الطبراني في " الكبير "
( 3028 و 7037 ) . و من حديث ابن عمرو مرفوعا بلفظ : " ثم يرسل الله ريحا باردة
من قبل الشام , فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن
أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه " . أخرجه أحمد ( 2 / 166 ) بسند صحيح عنه .
1781 " تذهبون الخير فالخير , حتى لا يبقى منكم إلا مثل هذا - و أشار إلى نواة -
و ما لا خير فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 384 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 309 ) و ابن حبان ( 1832 ) و الحاكم
( 4 / 434 ) و الطبراني ( 4492 ) عن بكر بن سوادة الجذامي أن سحيما حدثه عن
# رويفع بن ثابت الأنصاري # رضي الله عنه . " أنه قرب لرسول الله صلى الله عليه
وسلم تمر أو رطب , فأكلوا منه حتى لم يبقوا شيئا إلا نواة و ما لا خير فيه ,
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدرون ما هذا ? تذهبون ... " الحديث .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا , و سحيم هذا
أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 303 ) من رواية بكر هذا فقط عنه , و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 81 ) من هذه
الرواية أيضا ! و ذكر فيه أيضا " سحيم مولى بني زهرة القرشي , يروي عن أبي
هريرة . روى عنه الزهري " .
قلت : و يحتمل عندي أن يكون هذا هو الأول . و الله أعلم . نعم الحديث ثابت ,
فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لتنتقين كما ينتقى التمر من
الجفنة , فليذهبن خياركم و ليبقين شراركم , فموتوا إن استطعتم " . أخرجه
البخاري في " التاريخ " ( كنى - 25 ) و ابن ماجة ( 4038 ) و الحاكم ( 4 / 316 و
334 ) من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي حميد مولى مسافع قال : سمعت أبا
هريرة رضي الله عنه يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال
الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : أبو حميد هذا مجهول و قيل هو عبد الرحمن بن سعد المقعد , وثقه النسائي ,
و الله أعلم . و رواه ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة به مختصرا بلفظ : " تنقون كما ينقى التمر من حثالته " .
أخرجه ابن حبان ( 1833 ) .
قلت : و ابن أبي العشرين اسمه عبد الحميد بن حبيب , قال الحافظ : " صدوق ربما
أخطأ " . قلت : فأخشى أن يكون خطأه في إسناده حين قال : سعيد بن المسيب , مكان
أبي حميد كما في رواية يونس بن يزيد و هو ثقة . و الله أعلم . و بالجملة فحديث
الترجمة حسن بحديث أبي هريرة , و لا عكس لأن الشاهد فيه ما ليس في المشهود له ,
فتأمل .
1782 " تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة , و لا تكونوا كرهبانية النصارى " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 385 :

أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 78 ) من طريق ابن عدي , و هذا في
" الكامل " ( ق 329 / 1 ) عن محمد بن ثابت البصري عن أبي غالب عن # أبي أمامة #
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , فإن محمد بن ثابت البصري و هو العبدي قال
الحافظ : " صدوق لين الحديث " . و سائر رجاله موثوقون غير أحمد بن عبد الرحيم
الثقفي البصري شيخ ابن عدي فيه , أورده الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 269 )
و كناه بأبي عمرو و قال : " روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني في " معجمه "
و ذكر أنه سمع منه ببغداد " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و قد تابعه
الروياني الحافظ الثقة , فقال في " مسنده " ( 30 / 216 / 1 ) : أخبرنا أبو حفص
عمرو بن علي قال : سمعت شيخا سنة ثمان و سبعين و مائة يقول : أخبرنا أبو غالب
به إلا أنه قال : " النبيين " مكان " الأمم " و زاد : قال أبو حفص : وصفت هذا
الشيخ , فقالوا : هذا محمد بن ثابت العصري :
قلت : هو العبدي نفسه كما في " التهذيب " . و للحديث شواهد يتقوى بها , أما
الشطر الأول منه , فقد ورد عند أبي داود و غيره من حديث معقل بن يسار , و صححه
ابن حبان ( 1229 ) . و عنده من حديث أنس أيضا ( 1228 ) و هو مخرج في " آداب
الزفاف " ( ص 16 ) و " الإرواء " ( 1811 ) . و أما الشطر الثاني فيشهد له ما
روى ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 395 ) عن معاوية بن ( أبي ) عياش الجرمي عن
أبي قلابة : أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه , فبلغ ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم , فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه , فقال : " يا
عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية , ( مرتين أو ثلاثا ) و إن خير الدين عند
الله الحنيفية السمحة " .
قلت : و هذا إسناد مرسل لا بأس به في الشواهد , و رجاله ثقات رجل الشيخين غير
الجرمي هذا , فقد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ( 4 / 1 / 380 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا , و قد روى عنه ثلاث من الثقات . و ما روى الدارمي ( 2 / 133
) من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال :
" لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء , بعث إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : يا عثمان إني لم أومر بالرهبانية , أرغبت عن سنتي .
" الحديث .
قلت : و سنده حسن . و ما روى أحمد ( 6 / 226 ) من طريق عروة قال : " دخلت امرأة
عثمان بن مظعون - أحسب اسمها خولة بنت حكيم - على عائشة و هي باذة الهيئة ... (
الحديث و فيه ) فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان فقال : يا عثمان إن
الرهبانية لم تكتب علينا , أفما لك في أسوة ? فوالله إني أخشاكم لله و أحفظكم
لحدوده " .
قلت : و إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين , و هو و إن كان ظاهره الإرسال , فإن
الغالب أن عروة تلقاه من خالته عائشة و كأنه لذلك وقع مثله لعروة عند البخاري .
و الله أعلم . و روى أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 245 ) من طريق محمد بن
حميد حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إني لم
أبعث بالرهبانية .. " الحديث . و فيه قصة . لكن محمد بن حميد و هو الرازي قال
الحافظ : " حافظ ضعيف , و كان ابن معين حسن الرأي فيه " . و ما روى ابن قتيبة
في " غريب الحديث " ( 1 / 102 / 1 ) من طريق ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن
طاووس مرفوعا بلفظ : " لا زمام و لا خزام و لا رهبانية و لا تبتل و لا سياحة في
الإسلام " . و هذا إسناد رجاله ثقات , و هو مرسل . و قد عزاه في " الجامع
الصغير " لعبد الرزاق عن طاووس مرسلا . و غالب الظن أنه عنده من طريق ابن جريج
به . و " مصنف عبد الرزاق " يطبع الآن في " دار القلم " في بيروت , و قد تم حتى
الآن طبع المجلد الأول و الثاني منه , و ربما الثالث أيضا . ثم تم طبعه بتمامه
, و لكن لا تطوله يدي الآن . ثم تيسر لي الرجوع إليه , فوجدته عنده ( 8 / 448 /
15860 ) من طريق معمر عن ابن طاووس و عن ليث عن طاووس به دون ( الرهبانية
و التبتل ) و قال : زاد ابن جريج : " و لا تبتل , و لا ترهب في الإسلام " .
و سنده مرسل صحيح . و بالجملة فالحديث بهذه الشواهد صحيح عندي . و الله أعلم .
1783 " تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 388 :

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 109 / 1 ) و العقيلي ( 294 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( 4598 ) عن سليمان بن حبان عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن # جابر #
مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الإسناد " .
قلت : رجاله ثقات رجال مسلم لولا عنعنة أبي الزبير , فإنه مدلس . و في " المجمع
" ( 8 / 38 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و رجال أبي يعلى رجال
الصحيح " . و قال الحافظ في " الفتح " ( 11 / 12 ) : " أخرجه النسائي بسند جيد
" . و كأنه يعني " السنن الكبرى " أو " عمل اليوم و الليلة " للنسائي .
و للحديث شاهد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , أوردته في حجاب المرأة
( ص 87 طبع المكتب الإسلامي في بيروت ) . ثم رأيت الحديث بلفظ آخر أتم منه و هو
: " لا تسلموا تسليم اليهود و النصارى , فإن تسليمهم بالأكف و الرءوس و الإشارة

" . أخرجه الديلمي ( 4 / 150 ) من طريق الحسن بن علي المعمري حدثني أبو همام
الصلت بن محمد الحارثي حدثنا إبراهيم بن حميد عن ثور حدث أبو الزبير عن جابر
رفعه . و بهذا اللفظ أورده المزي في " التحفة " ( 2 / 290 ) من رواية النسائي
في " اليوم و الليلة " من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي عن الصلت بن محمد به
. و أخرجه البيهقي في " الشعب " من حديث عثمان بن عبد الرحمن عن طلحة بن زيد عن
ثور بن يزيد بهذا اللفظ و التمام إلا أنه قال : " و الحواجب " بدل قوله :
و الرؤس و الإشارة " . هكذا أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بقوله
: " و قضية كلام المصنف أن البيهقي خرجه و أقره و ليس كذلك و إنما رواه مقرونا
ببيان رجاله , فقال عقبة : هذا إسناد ضعيف بمرة , فإن طلحة بن زيد الرقي متروك
الحديث , متهم بالوضع . و عثمان ضعيف " .
قلت : و المستنكر منه ذكر الحواجب , و سائره ثابت بمجموع الطريقين السابقين عن
ثور بن يزيد مع الشاهد . و الله أعلم .