المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلسلة الصحيحة للالباني



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 [111] 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124

ساجدة لله
2010-10-18, 10:47 AM
1848 " الخال وارث " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 464 :

رواه القطيعي في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 / 2 ) من طريق شريك عن الليث عن
محمد بن المنكدر عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و رجاله ثقات غير أن شريكا سيء الحفظ . لكن يشهد له حديث عائشة و غيرها
مرفوعا به . أخرجه الترمذي و غيره , و هو مخرج في " الإرواء " تحت الحديث (
1700 ) .
1849 " خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية , إذا اتقين الله , و شر نسائكم
المتبرجات المتخيلات و هن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 464 :

أخرجه البيهقي في " السنن " ( 7 / 82 ) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح
حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن‎# أبى أذينة الصدفي # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات على ضعف في عبد الله بن صالح لكنه قد توبع كما
يأتي . و أبو أذينة الصدفي مختلف في صحبته , فقال البغوي : " لا أدري له صحبة
أم لا " . و قال ابن السكن : " له صحبة " .
قلت : و المثبت مقدم على النافي و من علم حجة على من لم يعلم .‎و علي بن رباح
روى عن جمع من الصحابة و سمع منهم , مثل عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان
و فضالة بن عبيد و غيرهم . ثم أخرج ابن السكن من طريق محمد بن بكار بن بلال عن
موسى بن علي بن رباح به . كما في " الإصابة " .
قلت : و هذا متابعة قوية لعبد الله بن صالح من محمد بن بكار فإنه صدوق ,
فالحديث صحيح , لاسيما و قد قال البيهقي عقبه : " و روي بإسناد صحيح عن سليمان
ابن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلى قوله : إذا اتقين الله " .
و لطرفه الأول شواهد من حديث أنس و غيره مخرجة في " آداب الزفاف " ( ص 16 و 19
) . و قوله : " المتبرجات هن المنافقات " . له شاهد مرسل قوي و هو مخرج فيما
مضى تحت رقم ( 633 ) , و روي موصولا عن ابن مسعود كما بينت هناك . و طرفه
الأخير له شاهد صحيح من حديث عمرو بن العاص مرفوعا نحوه , و هو المخرج بعده .
الأعصم : هو أحمر المنقار و الرجلين , كما في الحديث الآتي . و هو كناية عن قلة
من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
1850 " لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 466 :

رواه أحمد ( 4 / 197 و 205 ) و أبو يعلى ( 349 / 1 ) و الزيادة له عن حماد بن
سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة قال : بينا نحن مع # عمرو بن العاص
# في حج أو عمرة ( فإذا نحن بامرأة عليها حبائر لها <1> و خواتيم , و قد بسطت
يدها على الهودج ) , فقال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا
الشعب إذ قال : انظروا ! هل ترون شيئا ? فقلنا نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر
المنقار و الرجلين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . و رواه ابن
قتيبة في " إصلاح الغلط " ( 53 / 1 - 2 ) من هذا الوجه , و الحاكم ( 4 / 602 )
و ابن عساكر ( 13 / 245 / 1 - 2 ) .
قلت : و هذا سند صحيح , و قول الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . خطأ وافقه
الذهبي عليه , فإن أبا جعفر هذا اسمه عمير بن يزيد لم يخرج له مسلم شيئا .

-----------------------------------------------------------
[1] حبائر , كذا الأصل بالحاء المهملة , و في التاج : " الجبارة بالكسر ,
و الجبيرة : البارق و هو الدستمند كما سيأتي له في القاف جمع الجبائر ... "
و فيه أيضا : " و البارق كهاجر , ضرب من الإسورة . و قال الجوهري : هو الدستبند
فارسي معرب " . اهـ .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:48 AM
1851 " الخلافة في قريش و الحكم في الأنصار و الدعوة في الحبشة و الهجرة في المسلمين
و المهاجرين بعد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 467 :

أخرجه أحمد ( 4 / 185 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 107 / 1 رقم 1014 -
بتحقيقي ) و أبو العباس جمح بن القاسم في " جزء من حديثه " ( 57 / 2 ) و علي بن
طاهر السلمي في " كتاب الجهاد " ( 2 / 1 / 2 ) و أبو الحسن البزار بن مخلد في
" الأمالي " و ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 8 / 241 / 1 ) من طريق إسماعيل بن
عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن كثير بن مرة عن # عتبة بن عبد #
مرفوعا . و هذا إسناد شامي حسن و في بعضهم كلام لا يضر , و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 4 / 192 ) : " رواه أحمد و الطبراني و رجاله ثقات " . و قال شيخه
الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( ق 19 / 2 ) بعد أن رواه من
طريق أحمد : " حديث صحيح , و رجال إسناده ثقات و إسماعيل بن عياش روايته عن
الشاميين صحيحة , دون روايته عن الحجازيين " . و له شاهد موقوف من حديث أبي
هريرة . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1024 ) بسند صحيح عنه بالفقرة
الأولى منه .
1852 " الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى نينان البحر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 467 :

رواه ابن عدي ( 64 / 1 ) و عنه الجرجاني ( ص 22 ) و الديلمي ( 2 / 136 ) عن شاذ
ابن فياض حدثنا الحارث بن شبل عن أم النعمان عن # عائشة # مرفوعا . ذكره في
ترجمة الحارث هذا مع أحاديث أخرى , ثم قال : " و هذه الأحاديث غير محفوظة " .
قلت : و شاذ بن فياض و الحارث بن شبل ضعيفان . لكن للحديث شاهد قوي من حديث أبي
أمامة مرفوعا و صححه الترمذي , فانظر " تخريج الترغيب " ( 1 / 60 ) و الحديث
أخرجه البزار في " مسنده " ( 133 - كشف الأستار ) من طريق محمد بن عبد الملك عن
الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا بلفظ : " معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى
الحيتان في البحر " . لكن محمد بن عبد الملك هذا قال الهيثمي ( 1 / 124 ) :
" كذاب " .
1853 " الخمر أم الفواحش و أكبر الكبائر , من شربها وقع على أمه و خالته و عمته " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 468 :

رواه الطبراني ( رقم 11372 و 11498 ) عن رشدين بن سعد عن أبي صخر عن عبد الكريم
أبي أمية عن عطاء بن أبي رباح عن # ابن عباس # رفعه . و رواه في " الأوسط "
( 3285 ) عن ابن لهيعة عن عبد الكريم بن أبي أمية به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الكريم أبو أمية و رشدين بن سعد و ابن لهيعة
ثلاثتهم ضعفاء و أعله الهيثمي بالأول منهم فقط , فقال ( 5 / 67 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و فيه عبد الكريم أبو أمية و هو ضعيف " .
ثم ذكر له الهيثمي شاهدا ( 5 / 68 ) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا به و زاد
: " ترك الصلاة و وقع ... " , و قال : " رواه الطبراني , و عتاب بن عامر لم
أعرفه و ابن لهيعة حديثه حسن و فيه ضعف " .
قلت : فالحديث حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم .
1854 " الخمر أم الخبائث و من شربها لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما , فإن مات و
هي في بطنه مات ميتة جاهلية " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 469 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3810 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 224 )
و القضاعي الجملة الأولى منه ( 6 / 2 ) عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن
الوليد بن عبادة قال : سمعت # عبد الله بن عمرو # يقول : فذكره مرفوعا . و كتب
بعض المحدثين على هامش " القضاعي " , و أظنه ابن المحب المقدسي : " حسن " .
و هو كما قال . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 72 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " عن شيخه شباب بن صالح و لم أعرفه و بقية رجاله ثقات
و في بعضهم كلام لا يضر " . يشير إلى الحكم بن عبد الرحمن .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:48 AM
1855 " دعوا الناس فليصب بعضهم من بعض , فإذا استنصح رجل أخاه فلينصح له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 469 :

أخرجه أحمد ( 4 / 259 ) عن أبي عوانة عن عطاء بن السائب عن # حكيم بن أبي يزيد
عن أبيه عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم # يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , حكيم بن أبي يزيد مجهول لم يوثقه غير ابن حبان و لم
يذكروا له راويا غير عطاء . و عطاء بن السائب ثقة و لكنه كان اختلط , و قد
اضطرب في‎إسناده اضطرابا شديدا . فرواه هكذا . و قال مرة : عن أبيه مرفوعا , لم
يقل : " عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه ابن أبي شيبة في " مسنده "
( 2 / 1 / 2 - نسخة الرباط ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 202 )
و الطبراني في " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 83 ) . و مرة قال : حدثني
أبي . مكان " عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم " . رواه أحمد أيضا كما في "
المجمع " و الطبراني إلا أنه قال : عن أبيه عن جده . و قد ذكر الحافظ في ترجمة
أبي يزيد من " الإصابة " هذه الوجوه من الاختلاف و غيرها , ثم قال :
" و الاضطراب فيه من عطاء بن السائب , فإنه كان اختلط " .
قلت : فقول السفاريني في " شرح الثلاثيات " ( 1 / 162 ) : " رواه الطبراني
بإسناد صحيح " , فهو غير صحيح ! نعم الحديث صحيح لغيره , فقد وجدت له شاهدا من
حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوا الناس
يرزق الله بعضهم من بعض .... " إلخ . أخرجه البيهقي ( 5 / 347 ) بسند ضعيف عنه
. لكن الجملة الأولى منه صحيحة عنه أخرجها مسلم و غيره من طريق أخرى عن جابر
مرفوعا و هو مخرج في " أحاديث بيوع الموسوعة " . و الجملة الأخرى منه لها شاهد
من رواية أبي هريرة في آخر حديثه : " حق المسلم على المسلم ست ... و إذا
استنصحك فانصح له ... " . أخرجه مسلم و غيره و قد مضى تخريجه تحت رقم ( 1832 )
.
1856 " كتبت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 471 :

أخرجه أحمد في " المسند " ( 5 / 59 ) و في " السنة " ( ص 111 ) : حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن # ميسرة
الفجر # قال : " قلت : يا رسول الله متى كتبت نبيا ? قال : و آدم ... " . أخرجه
ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 410 بتحقيقي ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 /
53 ) من طريق أخرى عن ابن مهدي به إلا أنه وقع في " الحلية " : " كنت " .
و الأرجح رواية أحمد و ابن أبي عاصم . و تابعه إبراهيم بن طهمان عن بديل عن
ميسرة بلفظ " الحلية " . أخرجه البخاري في‎" التاريخ " ( 4 / 1 / 374 ) و ابن
سعد ( 7 / 60 ) . و تابعه خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال : " قلت
... " الحديث .‎أخرجه ابن أبي عاصم ( 411 ) : حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن
سلمة عن خالد به . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 148 و 7 / 59 ) : أخبرنا عفان بن مسلم
و عمرو بن عاصم الكلابي قالا : أخبرنا حماد بن سلمة به . إلا أنهما سميا الرجل
" ابن أبي الجدعاء " , و الأول أقرب إلى الصواب , فقد قال ابن سعد أيضا :
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد الحذاء به مثل رواية هدبة . فاتفق
ابن علية مع حماد بن سلمة في رواية هدبة عنه على عدم تسمية الرجل , فهو المحفوظ
عن خالد الحذاء , و يفسر الرجل المبهم برواية بديل المبينة أنه ميسرة الفجر ,
و إسناده صحيح . ثم أخرجه ابن سعد من مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير , و سنده
حسن , و من مرسل عامر و هو الشعبي , و إسناده ضعيف . و له شاهد موصول من حديث
أبي هريرة مرفوعا نحوه .‎أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 226 ) .
و آخر من حديث العرباض بن سارية , مخرج في الكتاب الآخر ( 2085 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:49 AM
1857 " دحية الكلبي يشبه جبرائيل و عروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم و عبد
العزى يشبه الدجال " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 472 :

رواه ابن سعد ( 4 / 250 ) بسند صحيح عن # عامر الشعبي # قال : شبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمية فقال : فذكره .
قلت : و الحديث صحيح له شواهد موصولة تقدم ذكر بعضها فيما يتعلق بالفقرتين
الأوليين عند الحديث ( 1111 ) . و أما الفقرة الأخيرة , فيشهد لها حديث ابن عمر
مرفوعا : " بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة , فإذا رجل آدم سبط الشعر , بين
رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء , قلت : من هذا ? قالوا : هذا ابن مريم
, ثم ذهبت ألتفت , فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس , أعور العين كأن عينه عنبة
طافية , قلت : من هذا ? قالوا : الدجال , أقرب الناس به شبها ابن قطن " . أخرجه
البخاري ( 2 / 369 و 4 / 358 ) و مسلم ( 1 / 108 ) و أحمد ( 2 / 22 و 122 و 144
و 154 ) زاد البخاري في رواية : " و ابن قطن رجل من بني المصطلق من خزاعة " .
و هي عند أحمد في رواية . لكنه جعله من قول ابن شهاب . و هو رواية للبخاري ,
و زاد : " مات في الجاهلية " . و ابن قطن هذا اسمه عبد العزى كما نقله الحافظ
عن الدمياطي . و لم يذكر سنده في ذلك من الرواية . و هذا الحديث المرسل شاهد
قوي لذلك .
1858 " دفن في الطينة التي خلق منها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 473 :

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 304 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 /
104 ) عن عبد الله بن عيسى حدثنا يحيى البكاء عن # ابن عمر # أن حبشيا دفن
بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , يحيى البكاء و هو ابن مسلم البصري ضعيف . و مثله عبد
الله بن عيسى و هو الخراز البصري , و به وحده أعله الهيثمي ( 3 / 42 ) بعد أن
عزاه للطبراني في " الكبير " . و له شاهد من حديث عبد الله بن جعفر بن نجيح
حدثنا أبي حدثنا أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله
عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا , فسأل عنه , فقالوا : حبشيا قدم
فمات , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا إله إلا الله سيق من أرضه و سمائه
إلى التربة التي خلق منها " . أخرجه البزار ( رقم - 842 - كشف الأستار ) و ( ص
- 91 - زوائد ابن حجر ) و قال : " لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد
و أنيس و أبوه صالحان " .
قلت : و عبد الله بن جعفر ضعيف , و أبوه لم أعرفه . و له شاهد آخر من حديث أبي
الدرداء نحوه . قال الهيثمي : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه الأحوص بن
حكيم وثقه العجلي و ضعفه الجمهور " .
قلت : فالحديث عندي حسن بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1859 " دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة , فقلت : لمن أنت ? قالت : أنا لزيد بن
حارثة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 474 :

رواه ابن عساكر ( 6 / 399 / 2 ) من طريقين عن زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد
عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # مرفوعا .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم . و الحديث عزاه في " الجامع " للروياني
و الضياء في " المختارة " عن بريدة .
1860 " دع داعي اللبن " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 474 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 88 ) و ابن حبان ( 1999 ) و الحاكم ( 3 / 237 ) و أحمد
و ابنه في " زوائد المسند " ( 4 / 76 و 322 و 339 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 8128 - 8131 ) من طرق عن الأعمش عن يعقوب بن بحير عن # ضرار بن
الأزور # قال : " بعثني أهلي بلقوح ( و في رواية : بلقحة ) إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فأتيته بها , فأمرني أن أحلبها ثم قال : " فذكره . و زاد أحمد في
رواية : " لا تجهدنها " . و هي رواية الحاكم و رواية للطبراني . و خالفهم سفيان
الثوري فقال : عن الأعمش عن عبد الله بن سنان عن ضرار بن الأزور به . أخرجه
أحمد ( 4 / 311 و 439 ) و الحاكم أيضا ( 3 / 260 ) و الطبراني ( 8127 ) .
قلت : و هو على الوجه الأول ضعيف لأن يعقوب بن بحير قال الذهبي : " لا يعرف ,
تفرد عنه الأعمش " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 / 264 ) ! و على
الوجه الأخر , صحيح لأن عبد الله بن سنان قال ابن معين : ثقة و هو كوفي كما في
" الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 68 ) روى عن ابن مسعود و سعد بن مسعود , روى عنه
غير الأعمش أبو حصين . و في " ثقات ابن حبان " ( 3 / 143 ) : " عبد الله بن
سنان : سمعت ابن عباس ... روى عن الحسين بن واقد " . لكن هذا الوجه شاذ . فقد
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 245 ) : " قال أبي : خالف الثوري الخلق في
هذا الحديث , و الصحيح الأول " . و ذكر نحوه الطبراني .
قلت : فقول الحاكم فيه : " صحيح الإسناد " , مما تساهل فيه . لكن رواه ابن
شاهين - كما في " الإصابة " - من طريق موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه عن
ضرار بمعناه . و هذه متابعة قوية , فإن عبد الملك بن عمير من رجال الشيخين .
لكن ابنه موسى قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 151 ) عن أبيه : " ضعيف الحديث " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " اللسان " , فالحديث بمجموع الطريقين
حسن . و الله أعلم .
و معنى الحديث : أبق في الضرع قليلا من اللبن , و لا تستوعبه كله , فإن الذي
تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله , و إذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ
دره على حالبه . كذا في " النهاية " .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:50 AM
1861 " دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 475 :

رواه الحاكم ( 4 / 227 ) و أحمد ( 2 / 417 ) و ابن عساكر ( 6 / 97 / 1 ) عن أبي
ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : سكت عنه الحاكم و الذهبي , و فيه ضعف , رباح بن عبد الرحمن و أبو ثفال ,
و اسمه ثمامة بن وائل فيهما جهالة , و قال الحافظ في كل منهما : " مقبول " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 18 ) : " رواه أحمد و فيه أبو ثفال , قال
البخاري : فيه نظر " . ثم ذكر له شاهدا من حديث كبيرة بنت سفيان مرفوعا نحوه .
رواه الطبراني في " الكبير " , و فيه محمد بن سليمان بن مسمول , و هو ضعيف .
قلت : و هو مختلف فيه , و قد وثقه ابن حبان و ابن شاهين , فمثله يستشهد به إن
شاء الله تعالى , فالحديث به حسن , و الله أعلم . و يشهد له أيضا ما عند
الطبراني ( رقم - 11201 ) من طريق حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالمعزى خيرا .... و إن دم
الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين " . لكن النصيبي هذا قال الحافظ :
" متروك متهم بالوضع " . فلا يستشهد به , و فيما تقدم كفاية .
( عفراء ) من العفرة : بياض ليس بالناصع .
1862 " دونك فانتصري " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 476 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 558 ) و ابن ماجة ( 1 / 610 - 611 )
و أحمد و ابنه ( 6 / 93 ) من طريق خالد بن سلمة عن البهي عن عروة بن الزبير
قال : قالت # عائشة # : " ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن , و هي غضبى ,
ثم قالت : يا رسول الله أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر ذريعتيها ? ثم أقبلت
علي , فأعرضت عنها , حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فذكر الحديث ) ,
فأقبلت عليها حتى رأيتها و قد يبس ريقها في فيها ما ترد علي شيئا , فرأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه " .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و كذا قال البوصيري في " زوائده " ( ق
125 / 1 ) , و ذكر أن النسائي أخرجه في " عشرة النساء " و في " التفسير " من
هذا الوجه .
( ذريعتيها ) قال ابن الأثير : " الزريعة تصغير الذراع , و لحوق الهاء فيها
لكونها مؤنثة , ثم ثنتها مصغرة , و أرادت به ساعديها " .
1863 " الدجال عينه خضراء كالزجاجة , و نعوذ بالله من عذاب القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 477 :

رواه أحمد ( 5 / 123 و 124 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 247 و 294 -
495 ) عن شعبة عن حبيب بن الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن
أبزى عن عبد الله بن خباب عن # أبي بن كعب # مرفوعا به .
قلت : و هذا صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير حبيب بن الزبير و هو ثقة . و هذا
حديث واحد من عشرات الأحاديث الواردة في الدجال , فالاعتقاد به واجب .


1864 " ذيل المرأة شبر . قلت : إذن تخرج قدماها ? قال : فذراع , لا يزدن عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 478 :

أخرجه الدارمي ( 2 / 279 ) و البيهقي ( 2 / 233 ) و أحمد ( 6 / 295 و 309 )
و أبو يعلى ( ق 319 / 1 ) عن محمد بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد
عن # أم سلمة # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و هذا إسناد رجاله ثقات لولا
عنعنة ابن إسحاق لكنه قد توبع , فقال مالك في " الموطأ " ( 3 / 105 ) : عن أبي
بكر بن نافع عن أبيه نافع مولى ابن عمر به . و من طريق مالك أخرجه أبو داود ( 2
/ 184 ) و ابن حبان ( 1451 ) . و أبو بكر بن نافع ثقة من رجال مسلم فالإسناد
صحيح على شرطه , و تابعهما أيوب بن موسى , و هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن
نافع به . أخرجه النسائي ( 2 / 229 - 300 ) و أبو يعلى ( ق 315 / 1 ) . و هذا
إسناد صحيح على شرط الشيخين . و خالفهم عبيد الله بن عمر فقال : عن نافع عن
سليمان بن يسار عن أم سلمة به . أخرجه أبو داود ( 2 / 184 ) و النسائي ( 2 /
300 ) و ابن ماجة ( 2 / 373 ) و أحمد ( 6 / 315 ) و أبو يعلى . و رجح الدارمي
هذا الوجه , فقال عقب الوجه الأول : " الناس يقولون عن نافع عن سليمان بن يسار
" !
قلت : إن صح هذا القول , فلا مناص من تصحيح الوجه الأول أيضا لاتفاق ثلاثة ثقات
عليه كما تقدم , فيكون لنافع فيه إسنادان عن أم سلمة . و خالفهم يحيى بن أبي
كثير فقال : عن نافع عن أم سلمة به . أخرجه النسائي . و هذا شاذ مخالف لرواية
الجماعة . و للحديث طريق أخرى عن أم الحسن عن أم سلمة : " أن النبي صلى الله
عليه وسلم شبر لفاطمة شبرا من نطاقها " . أخرجه الترمذي ( 3 / 47 - تحفة )
و أبو يعلى ( ق 315 / 1 ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم الحسن .
و قال الترمذي : " و رواه بعضهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أمه
عن أم سلمة " .
قلت : و علي بن زيد هو ابن جدعان , و هو ضعيف . و رواه جمع عن حماد بن سلمة عن
أبي المهزم عن أبي هريرة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة أو لأم
سلمة : ذيلك ذراع " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 373 ) و أحمد ( 2 / 263 و 416 ) .
و خالفه حبيب المعلم فقال : عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن عائشة به . أخرجه
ابن ماجة و أحمد ( 6 / 75 و 123 ) . و أبو المهزم متروك . و له شاهد من حديث
ابن عمر : " أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهن في الذيل ذراعا , فكن
يأتينا فنذرع لهن بالقصب ذراعا " . أخرجه أبو داود و ابن ماجة و أحمد ( 2 / 18
) عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عنه . و زيد العمي ضعيف . لكن له طريق
أخرى يرويه أيوب عن نافع عن ابن عمر به نحوه . أخرجه النسائي و البيهقي بسند
صحيح .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:50 AM
1865 " الذهب و الحرير حلال لإناث أمتي , حرام على ذكورها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 480 :

رواه سمويه في " الفوائد " ( 35 / 1 ) : حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد حدثنا
سعيد بن أبي عروبة حدثني ثابت عن زيد بن ثابت بن زيد بن أرقم قال : حدثتني عمتي
أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها # زيد بن أرقم # مرفوعا . و من هذا الوجه أخرجه
الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 245 ) و الطبراني في " الكبير " ( 5125 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 62 ) و قال : " و هذا يروى بغير هذا الإسناد
بأسانيد صالحة " .
قلت : و رجاله ثقات غير أنيسة بنت زيد بن أرقم , فلم أعرفها . و ثابت بن زيد بن
ثابت , روى العقيلي عن عبد الله بن أحمد قال : " سألت أبي عنه ? فقال : روى عنه
ابن أبي عروبة , و حدثنا عنه معتمر , له أحاديث مناكير , قلت : تحدث عنه ? قال
: نعم , قلت : أهو ضعيف ? قال : أنا أحدث عنه " . و قال ابن حبان : " الغالب
على حديثه الوهم لا يحتج به إذا انفرد " . و به أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد
" ( 5 / 143 ) . و الحديث صحيح لأن له شواهد يتقوى بها كما أشار إلى ذلك
العقيلي في كلامه السابق , و قد خرجتها في " إرواء الغليل " ( 277 ) و " غاية
المرام في تخريج الحلال و الحرام " ( 78 ) . و هو من حيث دلالته ليس على عمومه
بل قد دخله التخصيص في بعض أجزائه , فالذهب بالنسبة للنساء حلال إلا أواني
الذهب كالفضة , فهن يشتركن مع الرجال في التحريم اتفاقا و كذلك الذهب المحلق
على الراجح عندنا , عملا بالأدلة الخاصة المحرمة , و دعوى أنها منسوخة مما لا
ينهض عليه دليل كما هو مبين في كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " و من
نقل عني خلاف هذا فقد افترى . و كذلك الذهب و الحرير محرم على الرجال , إلا
لحاجة لحديث عرفجة بن سعد الذي اتخذ أنفا من ذهب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
و حديث عبد الرحمن بن عوف الذي اتخذ قميصا من حرير بترخيص النبي صلى الله عليه
وسلم له بذلك .
1866 " رباط يوم في سبيل الله أفضل من قيام رجل و صيامه في أهله شهرا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 481 :

رواه أحمد أبو حزم بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية " ( 1 / 8 / 1 ) : حدثني
إبراهيم ( يعني ابن عبد الله بن الجنيد الحنبلي ) قال حدثنا هشام بن عمار
الدمشقي قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال : حدثني سعيد بن خالد أنه
سمع # أنس بن مالك # يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , سعيد بن خالد و هو ابن أبي الطويل قال الحافظ :
" منكر الحديث " .
قلت : و بقية رجاله ثقات على ضعف في هشام بن عمار . و قد خالفه عيسى بن يونس
الرملي فقال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور بلفظ : " حرس ليلة في سبيل الله
أفضل من صيام رجل و قيامه في أهله ألف سنة , السنة ثلاثمائة و ستون يوما ,
و اليوم كألف سنة " . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 176 ) . و لكنه باللفظ الأول محفوظ
له شواهد , منها عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 2 / 177 ) عن
ابن لهيعة : حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه . و هذا إسناد لا بأس
به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن ابن لهيعة سيء الحفظ . و منها عن سلمان
مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 440 ) عن محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن
( ابن ) أبي زكريا الخزاعي عنه , ثم أخرجه ( 5 / 441 ) من طريق ابن ثابت بن
ثوبان حدثني حسان بن عطية عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجل من سلمان . و في
الطريق الأولى عنعنة ابن إسحاق . و جميل بن أبي ميمونة ترجمه ابن أبي حاتم ( 1
/ 1 / 519 ) برواية الليث بن سعد أيضا عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و الطريق الأخرى حسنة لولا الرجل الذي لم يسم و لعله شرحبيل بن السمط , فقد
أخرجه مسلم ( 6 / 51 ) و الطبراني في " الكبير " ( 6178 ) من طريقين عنه عن
سلمان به . و أخرجه الطبراني ( 6064 و 6077 و 6134 ) من طرق أخرى عن سلمان به .
1867 " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاء الداعي لأجبته , إذ جاءه الرسول فقال :
*( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
)* و رحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد , إذ قال لقومه : *( لو أن
لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد )*‏, و ما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة
من قومه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 483 :

أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 232 ) : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا
أبو سلمة عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أخرج الشطر الثاني منه ابن جرير في " تفسيره " ( 12 / 139 ) و الطحاوي في
" مشكل الآثار " ( 1 / 136 ) و الحاكم ( 2 / 561 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم
" . و أقره الذهبي , و محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة و أخرجه الترمذي
( 4 / 129 ) و تمام ( ق 86 / 1 - 2 ) من طرق أخرى صحيحة عنه بتمامه و حسنه
الترمذي . و خالفهم خالد بن عبد الله في لفظ الحديث , فرواه عن محمد بن عمرو
بتمامه إلا أنه قال : " رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها : ( اذكرني عند
ربك ) ما لبث في السجن ما لبث " . أخرجه ابن حبان ( 1747 ) : أخبرنا الفضل ابن
الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله به . قال الحافظ ابن
كثير في " تاريخه " ( 1 / 208 ) : " هذا منكر من هذا الوجه , و محمد بن عمرو بن
علقمة له أشياء يتفرد بها , و فيها نكارة , و هذه اللفظة من أنكرها , و أشدها .
و الذي في " الصحيحين " يشهد بلفظها " أي بإنكارها .
قلت : و يحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان : الفضل بن الحباب , فإن
فيه بعض الكلام , فقد ساق له الحافظ بن حجر في " اللسان " حديثا آخر بلفظ :
" من وسع على نفسه و أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " . و رجاله
كلهم ثقات , فاستظهر الحافظ أن الغلط فيه من الفضل , و قال : " لعله حدث به بعد
احتراق كتبه " . و إنما انصرفت عن نسبة النكارة إلى محمد بن عمرو , لأنه قد
رواه عنه محمد بن بشر باللفظ الأول المحفوظ , و ابن بشر ثقة حافظ , و كذلك من
تابعه عند الترمذي و غيره . و عن نسبتها إلى خالد بن عبد الله و هو الطحان
الواسطي لأنه ثقة ثبت . و قد رويت هذه اللفظة من طريق أخرى واهية , أخرجه ابن
جرير ( 12 / 132 ) فقال : حدثنا ابن وكيع : حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن
يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " لو لم يقل - يعني
يوسف - الكلمة التي قال , ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند
غير الله " . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 2 / 479 ) : " و هذا الحديث
ضعيف جدا , لأن سفيان بن وكيع ضعيف , و إبراهيم بن يزيد - هو الخوزي - أضعف منه
" . و رواها ابن جرير أيضا بسند صحيح عن الحسن و هو البصري مرسلا نحوه . و كذلك
رواه أحمد في " الزهد " ( ص 80 ) , و في لفظ له : " يرحم الله يوسف لو أنا
جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت الإجابة " . و سنده صحيح أيضا مرسلا .
و الحديث أخرجه البخاري ( 4 / 119 - استانبول ) و مسلم ( 1 / 92 و 7 / 98 )
و ابن ماجة ( 2 / 490 - 491 ) و أحمد ( 2 / 326 ) و ابن جرير من طريق أبي سلمة
ابن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به نحوه و زادا في أوله :
" نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : *( رب أرني كيف تحيي الموتى , قال : أو لم
تؤمن ? قال : بلى و لكن ليطمئن قلبي )* " . و روى مسلم من طريق الأعرج عن أبي
هريرة بلفظ : " يغفر الله للوط , إنه آوى إلى ركن شديد " . و أخرجه أحمد ( 2 /
350 ) من طريق أخرى عن أبي هريرة به إلا أنه قال : " يرحم الله ... " .
و أخرجه ابن جرير ( 12 / 139 ) من طريق ابن إسحاق عن رجل عن أبي الزناد بلفظ :
" يرحم الله يوسف إن كان ذا أناة , لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا
, إن كان لحليما ذا أناة " . و هذا إسناد ظاهر الضعف . و قد جاء الحديث من
رواية ابن عباس نحوه , و سيأتي برقم ( 1945 ) .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:51 AM
1868 " رمضان تفتح فيه أبواب السماء ( و في رواية : الجنة ) , و تغلق فيه أبواب
النيران , و يصفد فيه كل شيطان مريد , و ينادي مناد ( و في رواية : ملك )
كل ليلة : يا طالب الخير هلم , و يا طالب الشر أمسك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 486 :

أخرجه النسائي ( 1 / 300 ) و أحمد ( 4 / 311 - 312 و 5 / 411 ) من طرق عن عطاء
ابن السائب عن عرفجة قال : " كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد , فأردت أن أحدث
بحديث , و كان # رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم # كأنه أولى بالحديث
مني , فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في رمضان " فذكره .
قلت : و هذا إسناد جيد , فإن عطاء بن السائب و إن كان قد اختلط فإن من رواته عن
شعبة , و هو قد روى عنه قبل الاختلاط , و مثله سفيان الثوري , و قد رواه عنه
أيضا عند النسائي , لكن جعله من مسند عتبة بن فرقد , و قال النسائي : إنه خطأ .
و عرفجة هو ابن عبد الله الثقفي , و قد روى عنه منصور بن المعتمر أيضا و غيره ,
و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال العجلي : " كوفي تابعي ثقة " . و الحديث
أورده السيوطي من رواية أحمد و البيهقي في " الشعب " بلفظ : " رمضان شهر مبارك
, تفتح فيه .... " . فالظاهر أن هذا لفظ البيهقي , فإن من ذكرنا ليس عندهما "
شهر مبارك " . و قد رويت هذه الزيادة من طريق أخرى عن أحمد ( 2 / 425 )
و النسائي و غيرهما من طريق أبي قلابة عن أبي هريرة مرفوعا , و رجاله ثقات ,
لكنه منقطع كما بينه الحافظ المنذري ( 2 / 69 ) . و له عنده ( 2 / 67 ) شاهد من
حديث سلمان رضي الله عنه . رواه ابن خزيمة بسند ضعيف , و آخر ( 2 / 69 ) من
حديث عبادة بن الصامت , رواه الطبراني بسند فيه من لا يعرف .
1869 " الرؤيا الصالحة جزء من خمسة و عشرين جزءا من النبوة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 :

أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 189 ) من طريقين عن حمزة بن محمد بن العباس
حدثنا أحمد بن الوليد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن
نافع عن # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد بن الوليد و هو ابن أبي
الوليد أبو بكر الفحام و حمزة بن محمد بن العباس و كلاهما ثقة , كما صرح بذلك
الخطيب في ترجمتهما ( 5 / 188 و 8 / 183 ) . و الحديث عزاه السيوطي لابن النجار
فقط ! و اعلم أنه لا منافاة بين قوله في هذا الحديث : إن الرؤيا الصالحة جزء من
خمسة و عشرين , و في الحديث التالي : " جزء من ستة و أربعين " , و في حديث ابن
عمر : " جزء من سبعين " رواه مسلم ( 7 / 54 ) و غيره , فإن هذا الاختلاف راجع
إلى الرائي فكلما كان صالحا كانت النسبة أعلى , و قيل غير ذلك , فراجع " شرح
مسلم " للإمام النووي .
1870 " الرؤيا ثلاث , منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم و منها ما يهم به
الرجل في يقظته فيراه في منامه و منها جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 487 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 348 ) و ابن ماجة ( 2 / 450 ) و ابن
أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 193 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 /
46 - 47 ) و ابن حبان ( 1794 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " - الثاني من
السادس منها - ( ق 182 / 2 ) و ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1 / 286 ) و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 16 / 243 / 1 و 18 / 173 / 2 ) و الضياء المقدسي في "
موافقات هشام بن عمار " ( 40 / 1 - 2 ) من طريقين عن يحيى بن حمزة عن يزيد بن
عبيدة قال : حدثنا أبو عبيد - هو مسلم بن مشكم - عن # عوف بن مالك # عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , و كذا قال البوصيري في " الزوائد " ( ق
236 / 1 ) . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه . و قد مضى ( 1341 )
.

ساجدة لله
2010-10-18, 10:51 AM
1871 " الربا اثنان و سبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه و إن أربى الربا
استطالة الرجل في عرض أخيه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 488 :

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 143 / 1 ) عن معاوية بن هشام حدثنا عمر بن
راشد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # البراء بن
عازب # مرفوعا . و قال : " لا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف , عمر بن راشد قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " .
و معاوية بن هشام صدوق له أوهام , و قد خالفه الفريابي , فرواه عن عمر بن راشد
عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن البراء به . هكذا أورده ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 381 ) و قال : " قال أبي : هو مرسل , لم يدرك يحيى بن
إسحاق البراء , و لا أدرك والده البراء " .
قلت : و قوله : " يحيى بن إسحاق " يحتمل أن يكون محرفا عن " يحيى عن إسحاق " إن
كان معاوية بن هشام حفظه . و الله أعلم . و خالفه عكرمة بن عمار فقال : عن يحيى
ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه , دون الشطر الثاني .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 206 ) عن عبد الله بن زياد اليمامي : حدثني
عكرمة بن عمار . و قال : " عبد الله بن زياد قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : لكنه لم يتفرد به , فقال العقيلي : " رواه عفيف بن سالم عن عكرمة هكذا "
. قلت : و عفيف صدوق كما في " التقريب " , و لعل البيهقي رواه من طريقه , فقد
قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 50 ) : " رواه البيهقي بإسناد لا بأس به , ثم
قال : غريب بهذا الإسناد , و إنما يعرف بعبد الله بن زياد عن عكرمة يعني ابن
عمار . قال : و عبد الله بن زياد هذا منكر الحديث " . ثم وجدت له متابعا آخر ,
فرواه ابن الجارود في " المنتقى " ( 647 ) من طريق النضر بن محمد قال : حدثنا
عكرمة بن عمار به . و النضر بن محمد و هو أبو محمد الجرشي اليمامي ثقة من رجال
الشيخين , فزالت بهذه المتابعة الغرابة و تفرد عبد الله بن زياد , و بقية رجاله
ثقات رجال مسلم , غير أنهم تكلموا في رواية عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير ,
و قالوا : إنه مضطرب الحديث عنه . و الجملة الأخيرة من الحديث لها شاهد من حديث
سعيد بن زيد بلفظ : " أربى الربا شتم الأعراض " . و قد مضى الكلام عليه برقم
( 1433 ) . ثم وجدت للحديث شاهدا آخر عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " الربا نيف
و سبعون بابا , أهون باب من الربا مثل من أتى أمه في الإسلام , و درهم ربا أشد
من خمس و ثلاثين زنية , و أشد الربا , أو أربى الربا , أو أخبث الربا , انتهاك
عرض المسلم , أو انتهاك حرمته " . أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 391 / 1170 ) من
طريق محمد بن رافع النيسابوري عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن النعمان بن الزبير
عن طاووس عنه . و قال : " سئل أبو زرعة عنه فقال : هذا حديث منكر " .
قلت : و رجاله كلهم ثقات معروفون غير إبراهيم بن عمر الصنعاني و هو أبو إسحاق
الصنعاني , قال الحافظ : " مستور " . و للحديث شاهد ثان من حديث ابن مسعود مخرج
في " الترغيب " ( 3 / 50 ) . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح ثابت .
ثم وجدت له شاهدا ثالثا عن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لي : ألا أنبئك بشيء من الربا
? قلت : بلى يا رسول الله , قال : " الربا سبعون بابا , أدنى فجرة منها كاضطجاع
الرجل مع أمه " . أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 207 / 1 ) من طريق محمد
ابن أبي عتاب الأعين حدثني عمرو بن أبي سلمة عن الهيثم بن حميد عن أبي معبد حفص
ابن غيلان عن زيد بن أسلم عنه .
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات , فهو ظاهر الصحة , لكني وجدت الحافظ في "
الإصابة " ( 1 / 45 ) قد ذكره من رواية ابن منده من طريق محمد بن العباس بن خلف
عن عمرو بن أبي سلمة عن صدقة السمين عن أبي معبد به , إلا أنه قال : عن زيد بن
أسلم حدثني وهب بن الأسود بن وهب عن أبيه الأسود بن وهب خال رسول الله صلى الله
عليه وسلم , فجعل صدقة السمين - و هو ضعيف - مكان الهيثم بن حميد , و هو ثقة !
و أدخل بين زيد بن أسلم و وهب بن الأسود ابنه , و قلبه , فقال : وهب بن الأسود
ابن وهب عن أبيه الأسود ابن وهب ! و رواه ابن قانع في " معجمه " , قال الحافظ :
" من طريق أبي بكر الأعين عن عمرو بن أبي سلمة , فقال : عن وهب بن الأسود خال
رسول الله صلى الله عليه وسلم , و لم يقل : عن أبيه , و أدخل بين صدقة و زيد
الحكم الأيلي , و الحكم و صدقة ضعيفان " .
قلت : فتبين أن هذا الإسناد ضعيف مضطرب , و لكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به .
و الله أعلم .
1872 " الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب , ( بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر
به السحاب ) و الصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث
أمره " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 491 :

أخرجه الترمذي ( 4 / 129 ) و أحمد ( 1 / 274 ) و أبو إسحاق الحربي في " غريب
الحديث " ( 5 / 123 / 1 - 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 12429 )
و ابن بشران في " الآمالي " ( 24 / 27 / 2 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث
المختارة " ( ق 206 - 207 ) عن عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب
( { الكوفي } و ليس بالدامغاني ) عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال : أقبلت
يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم ! نسألك عن أشياء إن
أجبتنا فيها اتبعناك و صدقناك و آمنا بك . قال : فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على
نفسه , قالوا : ( الله على ما نقول وكيل ) . قالوا : أخبرنا عن علامة النبي
. قال : " تنام عيناه و لا ينام قلبه " . قالوا : فأخبرنا كيف تؤنث المرأة
و كيف تذكر ? قال : " يلتقي الماءان , فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت و إن
علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت " . قالوا : صدقت , فأخبرنا عن الرعد ما هو ?
قال : فذكره . و ما بين المعكوفتين زيادة عند الضياء في رواية له , و كذلك رواه
ابن منده في " التوحيد " ( ق 21 - 22 ) و قال : " هذا إسناد متصل و رواته
مشاهير ثقات أخرجه النسائي " .
قلت : يعني في " سننه الكبرى " كما صرح الحافظ المزي في " التحفة " ( 4 / 394 )
. و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث
سعيد , تفرد به بكير " .
قلت : و هو صدوق كما قال الذهبي في " الميزان " و لعل مستنده في ذلك قول أبي
حاتم فيه : " شيخ " . مع ذكر ابن حبان له في " الثقات " , و تصحيح من صحح حديثه
هذا ممن ذكرنا . و أما الحافظ فقال في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند
المتابعة , و لم يتابع عليه كما صرح بذلك أبو نعيم في قوله السابق , فالحديث من
رأي الحافظ لين و الأرجح أنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة , لاسيما و قد ذكر له
الحافظ شاهدا في " تخريج الكشاف " ( ص 91 ) من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي عمران الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت - و ليس
بالأنصاري - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ? فقال : " هو ملك بيده
مخراق , إذا رفع برق , و إذا زجر رعدت , و إذا ضرب صعقت " .
قلت : و لم يتكلم عليه الحافظ بشيء , و أبو عمران الكوفي لم أعرفه و في الرواة
المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه , و لكنه متقدم
على هذا , و الله أعلم . و قد روى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 85 ) من
طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : " الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي
الإبل بحدائه " . و شهر ضعيف لسوء حفظه . و جملة القول أن الحديث عندي حسن على
أقل الدرجات . و في الباب آثار أخرى كثيرة , أوردها السيوطي في " الدر المنثور
" , فليراجعها من شاء .
1873 " لا تصحب الملائكة ركبا معهم جلجل " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 493 :

أخرجه النسائي ( 2 / 291 ) و أحمد ( 2 / 27 ) من طرق عن نافع بن عمر الجمحي عن
أبي بكر بن موسى قال : كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر , فمرت رفقة لأم البنين
فيها أجراس , فحدث # سالم عن أبيه # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( فذكره ) , فكم ترى في هؤلاء من جلجل ? ! " .
قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن موسى و اسمه بكير بن موسى و هو
أبو بكر بن أبي شيخ , و هو في عداد المجهولين , لم يرو عنه غير نافع بن عمر هذا
و لم يوثقه أحد . و له طريق أخرى يرويه عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر به نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 8095 ) . و عاصم هذا ضعيف .
و الحديث ذكره السيوطي بلفظ : " الركب الذي معهم الجلجل لا تصحبهم الملائكة " .
و قال : " رواه الحاكم في " الكنى " عن ابن عمر " . و للحديث شاهد من حديث أبي
هريرة مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم ( 6 / 163 ) و أبو داود ( 2555 ) و أحمد ( 2 /
263 و 311 و 327 و 343 و 392 و 444 و 476 و 537 ) و الدارمي ( 2 / 289 )
و أصحاب السنن من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه . و أحمد ( 2 / 385 و 414
) من طريق قتادة عن زرارة بن أوفى عنه .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و شاهد آخر من حديث أم حبيبة مرفوعا .
أخرجه أبو داود ( 2554 ) و الدارمي و أحمد ( 6 / 326 و 327 و 426 و 427 ) و ابن
حبان ( 1491 و 1492 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 7185 ) . ( الجلجل ) : الجرس
الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب و غيرها .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:52 AM
1874 " الريح تبعث عذابا لقوم , و رحمة لآخرين " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 494 :

الديلمي ( 2 / 179 ) من طريق الحاكم عن الحسن بن الحسين بن منصور حدثنا حامد بن
أبي حامد المقريء حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عامر بن واثلة عن # عمر بن
الخطاب # مرفوعا .
قلت : ابن منصور هذا لم أعرفه . و حامد بن أبي حامد المقريء لم أعرفه أيضا إلا
أنه يحتمل أنه حامد بن يحيى بن هانىء البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس , من شيوخ
أبي داود في " سننه " , فقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن سفيان بن عيينة , فإن
كان هو هذا , فثقة . و يشهد للحديث حديث أبي هريرة مرفوعا : " الريح من روح
الله تأتي بالرحمة , و تأتي بالعذاب ... " الحديث . و هو مخرج في " المشكاة "
( 1516 ) و غيره .
1875 " الزبيب و التمر هو الخمر ( يعني إذا انتبذا جميعا ) " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 495 :

أخرجه النسائي ( 2 / 323 ) من طريق الأعمش عن محارب بن دثار عن # جابر # عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال الحافظ في " الفتح " و نقله المناوي عنه
و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , لكن أشار النسائي إلى أن الأعمش قد خولف في رفعه
و لفظه , فأخرجه من طريق شعبة عن محارب به موقوفا بلفظ : " البسر و التمر خمر "
. و تابعه سفيان عن محارب به . فلعل محاربا كان يرويه تارة بذاك اللفظ و يرفعه
و تارة بهذا و يوقفه , و الله أعلم . و يؤيده أن قيس بن الربيع رواه عن محارب
ابن دثار مرفوعا بلفظ شعبة . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1761 ) . و في
معناه أحاديث أخرى تشهد له . و الحديث أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 141 ) من الطريق
الأولى و زاد : " يعني إذا انتبذا جميعا " . و قال : " صحيح على شرط الشيخين "
. و وافقه الذهبي .
1876 " هون عليك , فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 496 :

أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 23 ) : أخبرنا يزيد بن هارون و عبد الله
ابن نمير قالا : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن # قيس بن أبي حازم # : " أن
رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقام بين يديه , فأخذه من الرعدة أفكل
, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل . و قد وصله جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود قال : فذكره . أخرجه ابن ماجة ( 3312 )
و محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 15 / 2 ) و الحاكم ( 3 /
47 - 48 ) عن إسماعيل بن أسد عنه و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
الذهبي .
قلت : إسماعيل بن أسد لم يخرج له الشيخان , و هو ثقة . لكن المرسل أصح .
و خالفهم عباد بن العوام فقال : عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : فذكره , و زاد في آخره : " في هذه
البطحاء , قال : ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي : *( و ما أنت عليهم بجبار ,
فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )* " .‏أخرجه الحاكم ( 2 / 466 ) و قال : صحيح على
شرط الشيخين . و وافقه الذهبي .
قلت : و رجاله ثقات كلهم حفاظ غير محمد بن عبد الرحمن القرشي الهروي راويه عن
سعيد بن منصور , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 326 - 327 ) : " كتبت عنه و هو
صدوق , روى عنه علي بن الحسن بن الجنيد , حافظ حديث مالك و الزهري " .
قلت : و هو الذي روى عنه هذا الحديث . و الحديث أورده الهيثمي في " مجمع
الزوائد " ( 9 / 20 ) من حديث جرير و قال : " رواه الطبراني في " الأوسط "
و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : فالظاهر أنه عنده من غير طريق الحاكم المعروفة رجالها . ثم تأكدت مما
استظهرته حين تيسر لي الرجوع إلى " أوسط الطبراني " , فرأيته فيه ( 1270 -
بترقيمي ) من طريق محمد بن كعب الحمصي قال : أخبرنا شقران قال : أخبرنا عيسى
ابن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد به مثل رواية الحاكم دون الزيادة . و قال
الطبراني : " لم يروه عن إسماعيل إلا عيسى , تفرد به شقران " . كذا قال :
و رواية الحاكم ترده , و شقران لم أعرفه , و كذا محمد بن كعب الحمصي . و على كل
حال , فهذه المتابعة لعباد بن العوام لا بأس بها . و الله أعلم .
( القديد ) : اللحم المملوح المجفف في الشمس .
( أفكل ) : أي رعدة , و هي تكون من البرد و الخوف , و لا يبنى منه فعل كما في
" النهاية " . فالرعدة التي قبلها كأنها بمعنى الخوف . و الله أعلم .
1877 " الزبير ابن عمتي و حواري من أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 498 :

أخرجه أحمد ( 3 / 314 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن
المنكدر عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . لكن خالفه حماد بن زيد فقال أحمد
( 4 / 4 ) : حدثنا يونس قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل نبي حواري
و حواري الزبير و ابن عمتي " . و خالفه سليمان بن حرب فقال : حدثنا حماد بن زيد
به إلا أنه مرسل ليس فيه ابن الزبير . أخرجه أحمد . و تابعه يحيى و وكيع عن
هشام بن عروة مرسلا . أخرجه أحمد أيضا : و خالفهم جميعا يونس بن بكير حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام مرفوعا بلفظ : " إن لكل نبي حواري ,
و إن حواري الزبير " . أخرجه الحاكم ( 3 / 362 ) و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر , فإن يونس بن بكير لم يحتج به البخاري و إنما أخرج له تعليقا
و في " التقريب " : " يخطىء " . و لذلك فروايته هذه شاذة إن لم نقل منكرة
لمخالفته الثقات . و الراجح من الوجوه المتقدمة - فيما يبدو لنا - إنما هو
الوجه الأول لأن هشام بن عروة ثقة , و قد تابعه عند البخاري في " المناقب " عبد
العزيز بن أبي سلمة . و في " الجهاد " و " المغازي " سفيان الثوري كلاهما عن
محمد بن المنكدر به . و أخرجه أحمد أيضا عنهما ( 3 / 338 و 365 ) .
و تابعهما عند أحمد ( 3 / 307 ) سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر به . و تابعه
عنده ( 3 / 314 ) وهب بن كيسان قال : أشهد على جابر بن عبد الله لحدثني . فذكره
مرفوعا به . و في كل هذه الطرق ليس فيها " ابن عمتي " إلا في الطريق الأولى
و الثانية , فهي صحيحة أيضا . و تابعه عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بلفظ
الطريق الثانية دون : " ابن عمتي " . أخرجه الطبراني ( 227 ) . ثم أخرج له (
228 و 243 ) شاهدا من حديث علي مثله .

ساجدة لله
2010-10-18, 10:53 AM
1878 " سباب المؤمن كالمشرف على هلكة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 499 :

أخرجه البزار ( ص 246 ) عن يحيى بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي , قال :
سمعت الأعمش و العلاء بن المسيب يحدثنان عن خيثمة بن عبد الرحمن عن # عبد الله
ابن عمرو # رفعه .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري إلا أنهم تكلموا في حفظ ابن
سليمان , قال الذهبي : " و عنه البخاري و جماعة , وثقه بعض الحفاظ , و قال أبو
حاتم : شيخ , و قال النسائي : ليس بثقة . و قال ابن حبان : ربما أغرب " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و الحديث أورده في " الترغيب " ( 3 /
285 ) و قال : " رواه البزار بإسناد جيد " . و قال الهيثمي ( 8 / 73 ) : " رواه
البزار , و رجاله ثقات " .
قلت : و لفظه عندهما كما نقلته عن ( زوائد البزار لابن حجر ) : " سباب " و لكن
السيوطي أورده من رواية البزار أيضا في " الجامعين " بلفظ : " ساب " . و بهذا
اللفظ أيضا أورده في " الصغير " , لكنه قال : " الموتى " بدل " المؤمن " .
و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " عن ابن عمرو " . و الله أعلم بحال
إسناده , فإن الهيثمي لم يورده في " مجمعه " , و لا عزاه إلا البزار باللفظ
الأول .
1879 " سألت الله عز وجل الشفاعة لأمتي . فقال لي : لك سبعون ألفا يدخلون الجنة
بغير حساب . فقلت : يا الله زدني , فقال : فإن لك هكذا , فحثا بين يديه و عن
يمينه و عن شماله " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 500 :

رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 12 / 166 / 2 ) : حدثنا عاصم حدثنا ابن
أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد جيد على شرط البخاري , و عاصم هو ابن علي بن عاصم الواسطي ,
و فيه كلام لا يضر , قال الحافظ : " صدوق ربما وهم " . و تابعه إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة عن سعيد بن أبي سعيد به إلا أنه قال : " فحثى بين يديه و عن
يمينه و عن شماله " . أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 343 ) . لكن ابن أبي
فروة هذا متروك . و للحديث شاهد من حديث أبي أمامة مرفوعا نحوه مخرج في "
المشكاة " ( 5556 ) .
1880 " سألت جبريل صلى الله عليه وسلم : أى الأجلين قضى موسى عليه السلام ? قال :
أكملهما و أتمهما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 501 :

رواه أبو يعلى ( 2 / 634 ) و ابن جرير ( 20 / 44 ) و الحاكم ( 2 / 407 ) و ابن
عساكر ( 17 / 158 / 1 ) عن إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب عن الحكم بن أبان عن
عكرمة عن # ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال
الحاكم : " صحيح " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : إبراهيم لا يعرف " .
قلت : و سقط هذا الرجل من إسناد أبي يعلى و روايته , فجرى على ظاهره الهيثمي
فقال في " مجمعه " ( 7 / 87 ) : " رواه أبو يعلى و رجاله رجال الصحيح غير الحكم
ابن أبان و هو ثقة , و رواه البزار " .
قلت : و هو عندهم جميعا من طريق سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن يحيى إلا البزار
فقد قال : إبراهيم بن أعين , و إسناده هكذا ( ص 218 - زوائده ) : حدثنا أحمد
ابن أبان القرشي حدثنا سفيان حدثنا إبراهيم بن أعين عن الحكم بن أبان ...
و أحمد بن أبان هذا لم أجد من ترجمه , فروايته منكرة لمخالفته الثقات . على أن
إبراهيم بن أعين ضعيف أيضا . و قد تابعه حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان
به . أخرجه الحاكم , و رده الذهبي بقوله : " قلت : حفص واه " . لكن الحديث رواه
البزار من حديث أبي ذر أيضا و عتبة بن الندر , و ابن جرير من مرسل محمد بن كعب
القرظي و مجاهد . فهذه طرق متعاضدة كما قال ابن كثير في " تفسيره " ( 6 / 335
) , فالحديث بها قوي , و قد رواه ابن جرير بسند صحيح عن ابن عباس موقوفا , فهو
مما يقوي المرفوع لأنه في حكمه . و الله أعلم .
1881 " سألت ربي اللاهين , فأعطانيهم . قلت : و ما اللاهون ? قال : ذراري البشر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 502 :

رواه المخلص ( 9 / 23 - 24 ) عن أحمد بن يوسف التغلبي قال : حدثنا صفوان بن
صالح حدثنا الوليد حدثنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني حدثنا محمد بن المنكدر عن
# أنس # مرفوعا . و من طريق المخلص رواه الضياء في " المختارة " ( 224 / 1 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف , و رجاله ثقات لكن الوليد و هو ابن مسلم و صفوان كانا
يدلسان تدليس التسوية , و يأتي قريبا أن بين ابن المنكدر و أنس ضعيفا , فكأنه
أسقطه أحدهما . و تابعه ابن سمعان عن ابن المنكدر عند تمام في " فوائده " ( 163
/ 1 مجموع 27 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 28 / 121 / 2 ) و ابن لال في
" حديثه " ( 117 / 1 ) . و تابعه عبد الله بن زياد المدني عند أبي سعيد بن
الأعرابي في " معجمه " ( 79 / 1 ) : أخبرنا عبد الحميد الحماني عنه به . لكن
بين ابن المنكدر و أنس يزيد الرقاشي كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد "
( 12 / 171 / 1 ) و أبو يعلى ( 3 / 1014 ) : حدثني صالح ( يعني ابن مالك )
حدثنا عبد العزيز ( يعني ابن عبد الله ) عن محمد بن المنكدر حدثنا يزيد الرقاشي
عن أنس به . تابعه عند أبي يعلى حجين بن المثنى أخبرنا عبد العزيز يعني
الماجشون به . و أخرجه ابن عساكر ( 18 / 112 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير الرقاشي فهو ضعيف . و رواه أبو يعلى في
" مسنده " ( 3 / 901 ) و ابن عدي ( 233 / 2 ) عن عبد الرحمن بن المتوكل أخبرنا
فضيل بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس مرفوعا و قال : "
و هذا لا يرويه إلا فضيل بن سليمان بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن إسحاق " .‏
قلت : و هو صدوق له خطأ كثير كما في " التقريب " و أخرج له مسلم في " صحيحه " .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 219 ) : " رواه أبو يعلى من طرق ,
و رجال أحدها رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل و هو ثقة " .
قلت : و لم أره في شيء من المصادر التي تحت يدي و يغلب على الظن أنه في " ثقات
ابن حبان " , و النسخة الموجودة منه في " الظاهرية " لا يوجد منها إلا مجلد
التابعين و أتباعهم . و قد خالفه عمرو بن مالك البصري فقال : أخبرنا الفضيل بن
سليمان أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس به .
أخرجه أبو يعلى ( 3 / 918 ) . و عمرو هذا و هو الراسبي ضعيف كما في " التقريب "
. و جملة القول أن الحديث حسن عندي بمجموع طرقه . و الله أعلم . و المراد بـ (
اللاهين ) الأطفال كما في حديث لابن عباس عند الطبراني ( 11906 ) بسند حسن .
فالحديث من الأدلة على أن أطفال الكفار في الجنة , و هذا هو الراجح كما ذكرنا
في " ظلال الجنة " ( 1 / 95 ) فراجعه .